
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين..))أتفق المسلمون على أن في آخر الزمان يخرج رجل من نسل آل محمد ( ص ) يبسط العدل على هذه البسيطة بعد ما ملئت ظلماً وجورا . وقد ورد عن الإمام علي ( ع ) عن النبي ( ص ): " لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي.." . والآية الكريمة صريحة في دلالتها على أنه ( تعالى ) يورث حاكمية الأرض لعبادة المؤمنين الصالحين المستضعفين الذين يعيشون حالة الانتظار في اعتقادهم وفكرهم وسلوكهم على الصعيد العمودي الروحي , وعلى الصعيد الأفقي المادي .
- فأما على الصعيد العمودي الروحي هو المتجسد في توثيق العلاقة الروحية بين المؤمن وربه وذلك بممارسة الرياضة الروحية من خلال التأمل في خلق الله ( تعالى ) وعبادته والخلوص إليه ومحاسبة النفس بشكل مستمر .
- إما على الصعيد الأفقي المادي هو الإعداد الجسدي وذلك بالياقة البدنية المستمرة والإعداد الاقتصادي والعسكري والسياسي والاجتماعي .
فإن ظهور الإمام مرهون بتهيئة الأرضية الخصبة لظهوره على الصعيد الروحي والمادي وهذا هو الانتظار المطلوب . وأما مسألة متى يظهر الإمام ( ع) ؟ فإن الروايات تنهي وتلعن الوقاتون وبالتالي فإن ظهور الإمام ( عج ) غيب لايعلمه إلا الله ( عز وجل ) وأما الروايات التي تتكلم عن العلامات أكثرها مرسلات وإن صحت فإنها لاتفيد الا الظن . قد يسأل ما الفائدة في الغوص في علامات الظهور والتكلم عنها مادام الإمام ( ع ) كيف ما كان سيظهر؟ على صحة هذه الروايات نقول الأئمة ( ع ) عندما يتكلمون عن علامات الظهور لم يكن ذلك عبثاً بل قد يكون الهدف من ذلك أمرين :
الأول : الله ( عز وجل ) أراد أن يُفهم الناس إنه ( سبحانه ) قد خص الأئمة ( ع ) بإخبارهم ببعض المغيبات بما لم يخص أحداً سواهم ويدل ذلك على قربهم إلى الله ( عز وجل ) ومنزلتهم عنده ( تعالى ) .
ثانيا : الأخبار عن بعض المغيبات التي تتعلق بالظهور , الهدف منها الحفاظ على الروح والمعنويات لكي لا تذبل وتضعف وتتراجع عن العمل في تحقيق الأرضية الصالحة له ( عج ) بشرط إن ننظر إلى العلامات بشكل واعي وايجابي بمعنى حتى لو كانت هذه العلامات مبنية على أساس صحيح من حيث الدلالة والسند وأنها تطابق الأمر الواقعي إلا أنها قابلة لأن يحدث فيها البداء . إذن لابدّ لنا أن نرتبط بالهدف الأساس. والأمر المتيقن هو ظهور الإمام ( عج ) وأن نخلق الأرضية الصالحة لخروجه ( ع ) ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعقل والحكمة والرحمة فيما بيننا والتلاقي والتصافح والسلام كما علمنا الرسول ( ص) وأهل البيت ( ع ) بعيدا عن الجهل والتعصب والحزبية المنحرفة التي تريد أن تقود الناس الى الجحيم .
فضيلة الشيخ إبراهيم الشهركاني
تعليق