إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مـن وحـي النهـج العلـــوي (الإمامــــــة)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    حيّاكم الله أخي (الولاية)


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمّد وآل محمد

    أخي (الولاية) لك من أخيك (أبو اسكندر) كل تقدير واحترام, دمت سالماً غانماً, وأشكر لك مرورك العطر هذا ثبتنا الله وإياكم على هذه النعمة التي ما بعدها نعمة وأقصد (نعمة الولايـــة) آميــن يا رب العالمين....
    وفي الفصول القادمة أيضاً ما فيه شفاء ونور للصدور وهُدى ورحمة للمؤمنين فتابعوا معنا ما تبقى ولنجني سويّـةً الفوائد الجمّـة, محطتنا التاليــة هي:
    الأئمـــة مـن قريــش

    تعليق


    • #17
      الأئمـــة مـن قريــش

      .
      الأئمـــة مـن قريــش


      بهوى الإمام وأحمـد خير الورى = والبضعة الزهراء مع أنوارهـا
      سُبل الرشاد وسفين من رام النجا = خيرُ البرية غُرهـا أخيارهــا
      أمناء سر الله من آمنتْ بهــم = نفسي غداة الحشر من أوزارها
      ( المجاهد الفقيه الشيخ صالح العلي)


      قال أمير المؤمنين عليه السلام متحدثاً عن أهل البيت عليهم السلام وواصفاً لهم وذاكراً فضائلهم:

      أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا، كَذِباً وَبَغْياً عَلَيْنَا، أَنْ رَفَعَنَا اللهُ وَوَضَعَهُمْ، وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ، وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُمْ.
      بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدَى، وَبِنَا يُسْتَجْلَى الْعَمَى.
      إِنَّ الاََْئِمَّةَ مِنْ قُرَيشٍ غُرِسُوا فِي هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لاَ تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَيْرِهمْ.

      وقال عليه السلام:
      لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام مِنْ هذِهِ الاَُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي، وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ.

      وقال عليه السلام:
      نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمَحَطُّ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ وَمَعَادِنُ الْعِلْمِ، وَيَنَابِيعُ الْحُكْمِ، نَاصِرُنا وَمُحِبُّنَا يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَعَدُوُّنا وَمُبْغِضُنَا يَنْتَظِرُالسَّطْوَةَ.


      فهؤلاء هم الأئمة المعصومون، والهداة المتقدمون كما وصفهم إمام الهدى بوصف ليس عليه من مزيد، فهم الذين أمر الله بطاعتهم: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)
      والأخذ عنهم والرجوع إليهم وسؤالهم: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
      وأمر بالكون معهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
      لأنهم العروة الوثقى لمن تمسك بولائهم وسفينة النجاة للمهتدين بهديهم، والثقل الأصغر الذي لا يفارق الكتاب فحبهم طاعة وولايتهم نجاة والأخذ عنهم حياة وسنأتي على بيان ذلك في الفصل التالي وذلك بعد التبرك بذكر أسمائهم وكناهم وتواريخهم، وبعض أسماء ثقاتهم وخيرة أصحابهم الذين رووا أحاديثهم:
      * * *
      فأولهم وسيدهم وإمامهم مولانا أمير المؤمنين ونور العارفين وإمام المتقين وقائد الغــر المحجلين وأفضل الوصيين والأئمة الراشدين علي بن أبي طالب:
      وكناه: أبو الحسن والحسين، وأبو شبر وشبير، وأبو تراب، وأبو النور، وأبو السبطين، وأبو الائمة0
      وألقابه: كثيرة وأعظمها أمير المؤمنين وهو اللقب الأعظـمالذي خصه الله به وحده0
      أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف0
      ولد بعد مولد رسول الله بثلاثين سنة أي قبل ظهور الرسالة بعشر سنين، ومضى بضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي في ليلة الجمعة لأحدى عشر ليلة بقيت من شهر رمضان0
      ومشهده: في الذكوات البيض بالغريين غربي الكوفة0
      ثقاته: سلمان الفارسي، المقداد بن الأسود الكندي، أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، عمار بن ياسر، مالك بن التيهان، خزيمة بن الثابت، عامر بن وائلة، سهل بن حنيف، محمد بن أبي بكر،مالك بن الحارث الأشتر، عبد الله بن رواحة النصاري، عثمان بن مظعون النجاشي، قنبر بن كادان وغيرهم رضي الله عنهم.



      * * *
      وثانيهم الإمام الحسن الزكي المجتبى:
      وكناه عند العامة: أبو محمد، وعند الخاصة أبو القاسم0
      وألقابه: الزكي، والسبط الأول ، وسيد شباب أهل الجنة، والأمين، والحجة والتقي.
      ولد في المدينة في السنة الثالثة من الهجرة، وتوفي بالسم في تمام سنة خمسين من سني الهجرة0
      مشهده: بالبقيع بالمدينة0
      ثقاته: قيس بن ورقا الرياحي، حجر بن عدي، صعصعة وزيد أبنا صوحان العبدي، محمد بن أبي حزيفة اليماني.



      * * *
      وثالثهم الإمام الحسين الشهيد المبارك:
      كان يكنى: بأبي عبد الله، والخاص أبو علي0
      لقبه: الشهيد والسبط والتام وسيد شباب أهل الجنة والرشيد والطيب والوفي والمبارك والتابع وله ألقاب كثيرة0
      ولد بالمدينة سنة أربع للهجرة واستشهد في كــربلاء سنة ستين للهجرة في يوم عاشوراء0
      ومشهده: البقعة المباركة بكربلاء غربي الفرات0
      ثقاته: رشيد الهجري، عمر بن حمق الخزاعي، الحارث الأعور الهمداني، الأصبغ بن نباتة.
      وأمهـما: فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص زوجة إمام المتقين التي كان يلقبها بأم البركات، وأم الهادي، وأم الرحبة، وكان الرسول يكنيها بأم الأئمة وأم أبيها ومن أعظم ألقابها الزهراء0 ولها ألقاب كثيرة0
      وأما أولاد أمير المؤمنين منها: الحسن والحسين ومحسن مات سقطاً، وزينب وأم كلثوم0
      وهي التي قال فيها رسول الله: فاطمة بضعة مني من أذاها فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى الله0
      ولدت بعد خمس سنين من المبعث وتوفيت بعد أبيها بأربعين يوماً0



      * * *
      ورابعهم الإمام علي السجاد:
      وكان يكنى: بأبي الحسين، والخاص أبو محمد0
      وألقابه:كثيرة أشهرها سيد العابدين وقد اشتهر على السن الناس زين العابدين والأصح كما تقدم لرواية الخصيبي في كتاب الهداية0
      أمه: شهرحاجون بنت يزدجرد0
      ولد سنة ثمانية وثلاثين من الهجرة، ومضى سنة خمسة وتسعين للهجرة0
      مشهده: بالبقيع في المدينة بجانب قبر عمه الحسن بن علي عليهمـا السلام0
      ثقاته: عبد الله بن غالب الكابلي، سعيد بن المسيب، القاسم وحبيب أبنا محمد بن أبي بكر، جابر بن عبد الله الأنصاري، وحكيم بن جبير.



      * * *
      وخامسهم الإمام محمد الباقر عليه السلام:
      كنيته: أبو جعفر.
      ولقبه: باقـر العلم، والشاكر لله، والهادي، والأمين0
      أمه: فاطمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي ع0
      ولد بالمدينة سنة ثمانية وخمسين للهجـرة ، ومضى سنة مائة وأربعة عشر للهجرة0
      مشهده: بالبقيع0
      ثقاته: يحي بن معمر، ثابت بن صفية الثمالي، يحي بن أبي العقب، فرات بن أحنف، حمران بن أعين.



      * * *
      وسادسهم الإمام جعفر الصادق عليه السلام:
      كنيته: أبو عبد الله، والخاص أبو موسى0
      لقبه: الصادق، والفاضل وله ألقاب اخرى0
      أمه: أم فروة، وكانت تكنى أم القاسم وهي بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر0
      ولد سنة ثلاث وثمانين للهجرة في المدينة ، ومضى سنة مائة وثمانية وأربعين هجرية ومشهده بالبقيع إلى جانب مشهد أبيه وجده0
      ثقاته: جابر بن يزيد الجعفي، جابر بن يحي المعبراني، بنان بن المغيرة بن شعبة، ميمون بن إبراهيم التبان، محمد بن سنان الزاهري، عبد الله بن سنان، مؤمن الطاق، ماهان الأبلي، هشام بن الحكم، هشام بن هشام، محمد بن صدقة العنبري.


      * * *
      وسابعهم الإمام موسى الكاظم عليه السلام:
      كنيته: أبو الحسن ، وأبو ابراهيم، والخاص أبو علي0
      ومن جملة ألقابه الكاظم، والصابر وغيرهما0
      أمه: حميدة البربرية0
      ولد بالمدينة سنة مائة وأربع وثلاثين هجرية، ومضى سنة مائة وثلاث وثمانين، ومشهده ببغداد في مقابر قريش0
      ثقاته: محمد بن أبي زينب الكاهلي البزاز الموصلي، سفين بن مصعب العبدي، بشار الشعيري، المعلى بن خنيس، أيوب القمي.



      * * *
      وثامنهم الإمام علي الرضا عليه السلام:
      وكنيته: أبو الحسن ، والخاص أبو محمد0
      ولقبه: الرضا، والصابر، وقرة أعين المؤمنين ،ومكيد الملحدين0
      أمه: ام البنين، ويقال لها أم ولد0
      ولد بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة، ومضى سنة ثلاث ومائتين0
      ومشهده بطوس بخراسان0
      ثقاته: المفضل بن عمر، يونس بن ظبيان، ثابت بن الدكين، يحي بن يزيد.



      * * *
      وتاسعهم الإمام محمد الجواد:
      كنيته: أبو جعفر ، والخاص أبو علي0
      ومن جملة ألقابه المختار، والمرتضى، والتقي وغيرها0
      أمه: خيزران المرسية0
      ولد سنة خمس وتسعين ومائة ، ومضى سنة عشرين ومائتين، ومشهده في مقابر قريش إلى جانب مشهد جده موسى في القبة0
      ثقاته: محمد بن المفضل، أسد بن إسماعيل، صالح بن عبد القدوس، علي بن عبد الملك القمي، عبد الله بن محمد الهرثمي.



      * * *
      وعاشرهم الإمام علي الهادي عليه السلام:
      كنيته: أبو الحسن0
      لقبه: الهادي والعسكري والعالم وله ألقاب أخرى0
      أمه: سمانة أم ولد0
      ولد بالمدينة سنة أربعة عشر ومائتين ومضى سنة أربعة وخمسين ومائتي.
      مشهده: بسر من رأى0
      ثقاته: عمر بن الفرات، الحسن بن قاران، وهب بن قاران، محمدبن عمر الكناني، خالد بن الأشعث، نصر بن سلام.



      * * *
      والحادي عشر الإمام الحسن العسكري عليه السلام:
      كنيته: أبو محمد0
      لقبه: الصامت، والشفيع، والموفي وله ألقاب غيرها0
      اسم أمه: حديث0
      ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين في المدينة وقُبض سنة ستين ومائتين،ومشهده بجانب أبيه0
      ثقاته: أبو شعيب محمد بن نصير، علي بن أم الرقاد الحلبي، محمد بن جندب، فادويه الكردي، إسحاق الكوفي، أحمد بن محمد الفرات الكاتب، علي بن محمد الكوفي، غياث بن يونس الديلمي، يحي بن معين السامري، أحمد بن الخصيب الجنبلاني وهو عم الحسين بن حمدان الخصيبي.



      * * *
      والثاني عشر الإمام محمد بن الحسن الحجة:
      كناه: أبو القاسم،وأبو جعفر0
      وروي أن له كنى الأحد عشر إماماً من آبائه إلى أبيه الحسن بن علي (ع)0
      ألقابه: كثيرة وأبرزها المنتقم0
      اسم أمه: نرجس0
      ولد يوم الجمعة لثمان ليال خلت من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين
      من الهجرة قبل مضي أبيه بسنتين وسبعة أشهر ، وسيظهره اللهجل وعلا في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً0
      أما غيبته: فسببها خوفه من دولة الباطل والطغيان ولكنه حيٌ موجود في الأمصار غائب عن الأبصار، وأما ظهوره ورجعته فهي من الأسرار الخفية التي تفرد الله بعلمها0

      فهؤلاء هم الأئمة المعصومون هداةُ الأمة وحبلُ العصمة الواجب اتباعهم والأخذ عنهم والرجوع إليهم صلوات الله عليهم أجمعين0
      .

      تعليق


      • #18
        وجــوب سلــوك سبيلهــم

        وجــوب سلــوك سبيلهــم
        إن الأدلة الكتابية والنصوص النبوية التي تحض على وجوب سلوك سبيلهم غزيرة وكافية، ووفيرة ووافية، وشهيرة وهادية، ونحن نأتي ببعضها، لمن أراد أن يتمسك بفرضها، وليكون تمسكه بولايتهم عن يقين راسخ، وليس عن تقليد سالخ، لأن الله جل وعلا ذمّ التقليد في عدة آيات من كتابه لأسباب أهمها:
        - أن المقلِّد ربما زالت ثقته بالمقلَّد فيزول بذلك ما اعتقده عن تقليد، وبهذا المعنى قيل"من دخل بآراء الرجال خرج بآرائهم".
        - إن المقلد لم يستقر في قلبه ما أخذه من غيره من دون بحث ومن كان كذلك فهو مُعَرَّض لأعاصير الشكوك.
        - أن القضايا الأصولية في غاية الدقة والإنسان مسؤول عنها أمام الله ولهذا فلا يجوز أخذها تقليداً والوقوف.

        ولا أعني بما تقدم تحريم التقليد بصورة كلية، بل يجب على المكلّف أن يستعين بالتقليد كمرحلة أولية على البحث لتكون المعارف التي تلقاها تقليداً منطلقاً للبحث عنها وتحقيقها، لتنقل فيما بعد إلى اليقين الثابت بواسطة ترسيخها بالأدلة الكاملة والحجج الشاملة فيجوز التقليد ابتداءً ولا يجوز بقاءً.
        فالتقليد جائز في الأحكام التعبدية والمسائل العملية، وإن استنباط هذين الفرعين منوط بالفقهاء والعارفين بأصول الاجتهاد الموصوفين بالعدالة والرشاد.
        أما المكلفين المبتدئين فلا بدّ لهم في الفروع من تقليد الأعلم لأن ذلك لهم أسلم كي يكون عملهم محكم، إلى أن يرتقوا إلى مرحلة الفهم الصحيح والعقل الرجيح.
        أما الاعتقادات الإيمانية والأصول اليقينية فإن أخذها لا يجوز إلا من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما صحّ من سنة رسول الله(ص) ونهج الأئمة المعصومين(ع).

        وبعد هذا أقول بأن الباحث لإثبات أمر ما لا يخرج عن وجوه نذكر أبرزها:
        1- إما أن يكون بحثه بهدف طلب الحقيقة كي يأتي اعتقاده صحيحاً، فيستحضر الأدلة البعيدة ويجمعها بعد تفرقها ويستنطق صمتها ليستقر يقينه في النهاية. ولسنا بهذا الصدد، لأن الولاية راسخة في قلوبنا ولا نحتاج إلى دليل لإثباتها لأنها ثابتة.
        2- وإما أن يكون بحثه وجمعه للأدلة لغاية إقناع الطرف الثاني بها.
        3- وإما أن يكون بحثه لدفع اتهام الآخرين القائلين بأن اعتقاده اعتباطي من دون دليل، فيضطر إلى جمع الأدلة وإفحامهم بها كي يدفع عن نفسه تهمة الاعتقاد الفاسد.
        4- وإما أن يكون بحثه لجهة إعلان معتقده للرأي العام لسبب أو لآخر، وهذا الأمر يتطلب البينة الملازمة للدعوة أصلاًَ وفرعاً.
        5- وإما أن يكون بحثه وجمعه للأدلة على سبيل إعانة من يريد إعتقاد الأمر ولم يتمكن من استحضار الدليل.

        وسنبحث من وجوه الأدلة الوجه الثالث و الخامس لحاجتنا إليهما.

        وبعد هذه المقدمة المختصرة نبدأ بسرد بعض الأدلة المشتهرة الدالة على وجوب اتباع العترة الطاهرة:

        يتبع ...
        ز

        تعليق


        • #19
          وجــوب سلــوك سبيلهــم

          ز
          قال تعالى:
          "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ"
          التوبة119

          جاء في ينابيع المودة للقندوزي الشافعي الجزء التاسع والثلاثون في تفسير هذه الآية ما يلي:
          أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن أبي صالح عن ابن عباس(رض) قال: الصادقون في هذه الآية محمد (ص) وأهل بيته.

          وأخرجه أيضاً أبو نعيم الحافظ والحمويني، أخرجاه بلفظه عــن ابن عباس.
          وأخرجه أيضاً أبو نعيم وصاحب المناقب عن الباقر والرضا(ع) عنهما قالا: الصادقون الأئمة من أهل البيت.
          وأخرجه أيضاً أبو نعيم عن جعفر الصادق رضي الله عنه (ينابيع المودة).

          وأورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل الجزء الأول الحديث351، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: (اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) قال: نزلت في علي بن أبي طالب خاصة.
          وعنه أيضاً الحديث رقم352: ورواه بإسناد آخر عن الكلبي عن أبيصالح عن ابن عباس في هذه الآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ" قال: مع علي وأصحاب علي.
          وعنه أيضاً الحديث رقم 357، قال: أخبرنا عقيل بسنده عن مالك بنأنس عن نافع بن عبد الله بن عمر في قوله تعالى: "اتَّقُواْ اللّهَ" قال: أمر الله أصحاب محمد بأجمعهم أن يخافوا الله، ثم قال لهم:"وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ" يعني محمداً وأهل بيته.

          وعن السيوطي في الدر المنثور في تفسير هذه الآية قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، أنه قال: مع علي بن أبي طالب(ع).

          وقال سبط بن الجوزي في تذكرنه: قال علماء السير: معناه كونوا مع علي وأهل بيته. قال ابن عباس: عليّ سيد الصادقين.

          وقد دلت هذه الآية دلالة قطعية على عصمة أهل البيت عليهم السلام، إذ أن الله سبحانه لا يأمر إلا بمتابعة المعصوم لأن الأمر بمتابعة غيره قبيح والله منزّه عن ذلك، ولأن غير المعصوم معرّض للوقوع في الشبهات مما يؤدي إلى وقوع التابع له معه، وحاشا لله أن يأمر باتباع من لا يعرف رشده معرفة كليّة مؤيدة بالعصمة الإلهية المانعة والحافظة من الوقوع في المحظورات الشرعية.

          وكذلك فإن الآية تدل على وجوب اتباع نهجهم، والتمسك بحبلهم وذلك لا يكون إلا من خلال الكون معهم، لأن الكون مع الشيء يوجب الإقتداء به والرجوع إليه والأخذ عنه والطاعة له، وهذه بديهيات لا خلاف عليها عند أرباب العقول الثاقبة والأفكار الصائبة.

          وإن اقتران الكون معهم بتقوى الله دليل على ولايتهم الكلية بعد ولاية الله ورسوله، وبأنهم معادن التقوى وغايتها وكمالها.

          وقد خاطب الله سبحانه المؤمنين في هذه الآية وأمرهم بالكون مع الصادقين أمراً، ولم يترك الأمر استحباباً بل وجوباً بقوله (وَكُونُواْ) وما كان عن أمر فلا يجوز إغفاله بل يُعاقب تاركه.

          فتقوى الله إن لم يتزامن معها الكون مع الصادقين، فلا يُعَدّ هذا الكون كاملاً لأن الأمر واحد، ولا يجوز طاعة الله من جهة وعصيانه من جهة أخرى.

          وختاماً أقول: بأن من وصفهم الله تعالى بالصادقين فلا يجوز ولا بأي وجه من الوجوه تكذيبهم، والرد عليهم ومخالفتهم وتأخيرهم عن مقاماتهم وتقديم غيرهم.
          .
          يتبع ...

          تعليق


          • #20
            وجــوب سلــوك سبيلهــم

            .
            قال تعالى:
            "أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ"
            النساء/59.

            ومما ثبت لدينا بأن أولي الأمر في هذه الآية هم أهل البيت عليهم السلام والأدلة على ذلك كثيرة ومنها:
            - شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني.
            - تفسيرر الرازي.
            - ينابيع المودة.
            - فرائد السمطين.
            - تفسير النيسابوري بهامش الطبري.

            ونلاحظ بوضوح بأن الله سبحانه وتعالى قرن طاعته بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعة أولي الأمر، وإن هذا التسلسل يدل على إمامتهم الشرعية بعد الرسول لأن الله لا يأمر بطاعة من لا يستحق الطاعة ولا يأمر إلا بطاعة المعصوم كما تقدّم.

            وقد فسّر بعضهم بأن أولي الأمر هم الأمراء، وهذا غير صحيح لأن أكثر الأمراء خالفـوا الخالق وظلموا العباد وأكثروا في الأرض الفساد ومن كانت هذه صفاتهم فلاتجوز طاعتهم لأن في ذلك معصيةً لله لقول رسول الله: (إن من اليقين أن لا ترضي أحداً بسخط الله).

            وفسّر بعضهم أولي الأمر بالعلماء وهذا غير صحيح أيضاً لأن العلماء اختلفوا في أمور كثيرة ولذلك لم تجز طاعتهم لأن الله أجلّ وأعظم من أن يأمر بطاعة المختلفين ولا يأمر إلا بطاعة المعصومين وهم أهل البيت عليهم السلام الذين لم يختلفوا قط.

            ومما يؤيد ذلك قول الرسول في علي : (من أطاع علياً فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله).

            وبما أننا قدّمنا بأن الله لا يأمر إلا بطاعة المعصومين وقد أمر عباده بأن يكونوا معهم وأوضحنا بأنهم الأئمة الهداة، فيجب أن نقدّم الدليل الشافي الذي يؤكد لنا عصمتهم وهو قوله تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"
            والدليل على أن هذه الآية نزلت في أهل البيت:
            ما أخرجه مسلم في صحيحه قالت عائشة: خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل من شعرٍ أسودٍ، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال:"إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".

            وقال الرازي وهو من كبار علماء أهل السنة بعد أن ذكر هذه الرواية: واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث.

            وروى الطبراني عن أبي الحمراء : ( رأيت رسول الله يأتي على باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)).

            ومن جملة المصادر المعتمدة عند أهلها التي دلت على أن هذه الآية نزلت في أصحاب الكساء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع):
            - صحيح مسلم.
            - صحيح الترمزي.
            - مسند أحمد.
            - المستدرك على الصحيحين.
            - المعجم الصغير للطبراني.
            - شواهد التنزيل للحسكاني.
            - خصائص أمير المؤمنين للنسائي.
            - كفاية الطالب للكنجي.
            - أسباب النزول للواحدي.
            - المناقب للخوارزمي.
            - تفسير الطبري.
            - أحكام القرآن للجصاص.
            - مناقب علي لإبن المغازلي.
            - مصابيح السنة للبغوي.
            - مشكاة المصابيح للعمري.
            - تفسير الكشاف للزمخشري.
            - تفسير القرطبي.
            - تفسير إبن كثير.
            - الاصابة لإبن جحر.
            وغيرها من المصادر المعتبرة الدّالة على نزول هذه الآية في أهل البيت عليهم السلام، والتي لا تنطبق إلا عليهم دون سواهم من أمة محمد ،والدالّة على عصمتهم من مطلق الذنوب والمعاصي.
            ولما تحققنا عصمتهم عرفنا بأن طاعتهم واجبة، والأخذ عنهم أصوب وانتهاج سبيلهم أقرب.
            .
            يتبع ...

            تعليق


            • #21
              وجــوب سلــوك سبيلهــم

              .
              قال تعالى:
              (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)
              آل عمران"61".
              ..
              هذه الآية المعروفة بآية المباهلة أجمع المفسرون على نزولها في أصحاب الكساء، وفيها أيضا يقول الرازي: واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث.
              ويريد بالرواية: حينما أتى وفد من نصارى نجران وطلبوا مباهلة النبي فغدا رسول الله، محتضناً الحسين، وآخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه، وعليٌّ خلفهما وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها. فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا.

              إنّ اختيار رسول الله لفاطمة وبعلها وابناها دون سواهم دليل ساطعٌ على تفضيلهم وعصمتهم، فلو وجد من هو أفضل منهم لاختارهم، ولو وجد معصوم سواهم لأشركه معهم وهذا بيّن وغني عن الدليل.
              ثم أن مفردات هذه الآية توضح لنا المعاني التالية:
              - إن النبي(ص) جعل عليّاً كنفسه وهذا دليل على أنه الخليفة من بعده.
              - إن النبي(ص) جعل الحسنين إبناه وهذه ميزة خاصة لهم.
              - إن النبي(ص) أشركهم معه بالدعاء وهذه فضيلة بارزة ليست لأحـدٍ غيرهم.
              - إن اختيار النبي(ص) لهم إنما هو تلبية لأمر إلهي لقوله(ص):" لو علم الله تعالى أن في الأرض عباداً أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبتُ بهم النصارى".

              وبعد هذا نورد أسماء بعض المصادر التي روت هذا التفسير:
              -تفسير الرازي.
              -صحيح الترمذي.
              -شواهد التنزيل.
              -المستدرك.
              -مسند أحمد.
              -كفاية الطالب.
              -تفسير الطبري.
              -الكشّاف.
              تفسير ابن كثير.
              -تفسير القرطبي.
              -أحكام القرآن-الجصاص.
              -أسباب النزول-الواحدي.
              -التسهيل لعلوم التنزيل-الكلبي.
              -زاد المسير-ابن الجوزي.
              _فتح القدير-الشوكاني.
              _تفسير البيضاوي.
              -تفسير الخازن.
              -تفسير أبو السعود.
              وغيرها من المصادر المعتمدة.
              ..
              يتبع ...

              تعليق


              • #22
                وجــوب سلــوك سبيلهــم

                .
                قال تعالى:
                "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"
                الشورى/23

                أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لمّا نزلت هذه الآية "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
                قال: علي وفاطمة وولداهما. (السيوطي).

                ورواه أيضاً الزمخشري في كشافه، والهيثمي في مجمعه، والحاكم في مستدركه، وابن حجر في صواعقه، والطبري في ذخائر العُقبى وغيرهم.

                ومن المعلوم بأن المودة أبلغ من الإتّباع والطاعة فالإنسان قد يتبع شخصاً ما ويطيعه وهو له كاره. فالمودة إذاً لا تكون إلا للمعصـوم الواجب اتباعه وطاعته والأخذ عنه وسلوك سبيله لأن الله لا يأمر بمودة من لا يمتلك هذه الخصائص الفريدة، ونلاحظ من خلال مضمون هذه الآية بأنّ مودّة أهل البيت(ع) بمثابة أجرٍ للرسالة وما ذلك إلّا لأنهم خلفاء رسول الله(ص).

                وهذه الآيات الخمسة كافية للدلالة على وجوب سلوك سبيل أئمة الهداية. ولا بأس من سرد بعض الأحاديث النبويّة المنصبّة بهذا الخصوص:

                أخرج أبو نعيم والحمويني عن ابن عباس قال:قال رسول الله(ص) : "من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوالي عليّاً، وليوالِ وليه، وليقتدِ بالأئمة من ولده من بعده فإنهم عترتي".
                فهذا الحديث يدل على أن ولاية علي والأئمة من بعده ثمرتها الجنة.
                وقد ورد هذا الحديث في حلية الأولياء لأبي نعيم، وكفاية الطالب، وتاريخ دمشق, وفرائد السمطين, وينابيع المودة, وشرح نهج البلاغة.

                أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين: عن ابن عباس قال: قال رسول الله(ص): "إن أوصيائي وخلفائي وحجج الله على الخلق بعدي إثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي".
                قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟
                قال :علي بن أبي طالب.
                قيل:فمن ولدك؟
                قال: المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، والذي بعثني بالحق نبياً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحـد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.
                ...
                يتبع ...

                تعليق


                • #23
                  وجــوب سلــوك سبيلهــم

                  .
                  حديث السفينة:
                  قال رسول الله(ص) :

                  "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق".

                  إن هذا الحديث من الأحاديث المتواترة، وقد ورد بألفاظ وصيغ متعددة مثل: (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غُفر له) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير.

                  وحديث السفينة رواه أكثر من مئة وخمسين عالماً من علماء أهل السنة ورواه عن النبي(ص) ثمانية من اصحابة:
                  علي بن أبي طالب.
                  عبد الله بن عباس.
                  أبو ذر الغفاري.
                  أبو سعيد الخدري.
                  أنس بن مالك.
                  عامر بن وائلة.
                  سلمة بن الأكوع.
                  عبد الله بن الزبير.
                  وصحّحه الحاكم في المستدرك، والسيوطي في نهاية الأفصال، والطيبي في شرح المشكاة، وابن حجر وغيرهم.

                  ودلالة هذا الحديث واضحة وجلية في أن نجاة المسلمين إنما تكون بركوب هذه السفينة المكينة والدخول من باب المدينة.
                  ...
                  يتبع ...

                  تعليق


                  • #24
                    وجــوب سلــوك سبيلهــم

                    .
                    ومسك الختام حديث الثقلين:
                    روى هذا الحديث الفاصل والمرشد والدال على الخليفة الحق والمبيّن للأمة طريق الهداية خمسة وثلاثون صحابياً، ورواه عن الصحابة تسعة عشر من التابعين وصحّحه كثيرون من علماء السنة، وأصدر مجمع التقريب بين المذاهب في مصر رسالة أثبت فيها تواتر هذا الحديث في جميع طبقاته، وقد أخرجه المحدّثون بصيغ مختلفة نذكر منها:

                    صحيح الترمذي:
                    عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله(ص) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:
                    (يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا :كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

                    وجاء في مسند أحمد بن حنبل عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله(ص) :
                    (إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض).

                    وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري عن زيد بن أرقم: لما رجع رسول الله(ص) من حجة الوداع نزل غدير خم، أمر بدوحات فأُقمنَ فقال:
                    "كأني قد دُعيتُ فأجبت إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن (ثم أخذ يد علي فقال): من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه".

                    وجاء في إحياء الميت للسيوطي:
                    أخرج الطبراني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال: خطبنا رسول الله(ص) بالجحفة فقال:
                    ألست أولى بكم من أنفسكم؟
                    قالوا: بلى يا رسول الله.
                    قال: فإني سائلكم عن اثنين: عن القرآن وعترتي.

                    وجاء في الصواعق المحرقة لابن حجر عن رسول الله(ص) قال:
                    (يوشكُ أن أُقبضَ قبضاً سريعاً فيُنطلقُ بي، وقد قدّمتُ إليكم القـــــول، معذرة إليكم إلّا أني مخلفٌ فيكم كتاب الله ربي عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي - ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، فأسألهما ما خلفت فيهما).

                    وأورد الكثير من العلماء هذا الحديث، ومهما اختلفت الصيغ فالمضمون واحد والهدف منه واضح، ألا وهو إعلام أخير للأمة من النبي الأكرم، فإن تمسكوا بهذين الثقلين المعصومين فقد نجوا وإلّا فلا. فالنبي يُعلن هذا النبأ في أيامه الأخيرة بصيغة دقيقة وأمام أكبر جمع من المسلمين، وهو يأتي بمعنى الوصية التي لا بد من إعلانها خطابة وكتابة، فأُعلنت خطابة وحالت ظروف معلومة دون إعلانها كتابة.

                    ومن جملة المصادر التي دونت هذا الحديث:
                    صحيح مسلم - صحيح الترمذي - مسند ابن حنبل - المستدرك - الدرّ المنثور - جامع الأصول - المعجم الكبير - إحياء الميت - مجمع الزوائد - خصائص الإمام للنسائي - ينابيع المودة - مصـــابيح السنة - ذخائر العقبى - أسد الغابة - تفسير الخازن - فرائد السمطين - كنز العمال - الطبقات الكبرى - الصواعق المحرقة - المعجم الصغير - تاج العروس - ومصادر أخرى أضعاف ما ذكرنا.

                    وختاماً أقول بأن الأدلة التي ذكرناها ما هي إلا غيض من فيض، وليس المراد سرد كل ما ورد بهذا الشأن ولكن المراد الإيجاز المفيد وخير الكلام ما قلّ ودلّ. ولا خير في كلام كثير تغني عنه كلمة واحدة.
                    فالتمسك بهدي الأئمة وموالاتهم ومودّتهم في النهج الإسلامي العلوي واجبٌ مقدّس لا مناص منه بدليل ما تقدّم وبدليل ما قال إمام الهدى عليه السلام:

                    "فأين تذهبون وأنّى تؤفكون، والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة، فأين يُتاه بكم بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمّة الحق، وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وأوردوهم ورود البهم العطاش".

                    يا آل محمدٍ يا خير الورى نسباً = وأفضل الناس من عُجمٍ ومن عربِ

                    من كان في هذه الدنيا له أرب = فحبّكم يا آل طــه منتهى أربي
                    إن التقرّب للمولى بحبكم = يوم المعاد لديه أفضـل القُربِ
                    فما توسّلت عن النائبات بكم = إلّا تجلّت همومي وانجلت كُرُبي
                    العلّامة الجليل الإمام الشيخ سليمان الأحمد(ق).
                    ...

                    تعليق


                    • #25
                      استــدراك هــام

                      .
                      استــدراك هــام
                      أُثبتُ هذا المقال الوافي والبيان الشافي للعالِم العامل الدكتور الشيخ علي سليمان الأحمد "ق" إتماماً للفائدة، والذي يوضح من خلاله بأسلوب منهجي رائقٍ ومنطق سليم صادق الحكمة الإلهية في وجوب التمسك بأهل البيت وانتهاج نهجهم وسلوك سبيلهم حيث يقول متسائلاً ومجيباً:

                      إنا نتساءل أليس من أولويات شروط العدل أن تُزَوِد من تبعث بمهمة شاقة وخطيرة بزاد السفر، وأن ترسم له الطريق، وتؤمن له كل وسائل السلامة والوصول؟
                      لذلك لم يكن شك عند العلوية أن الله سبحانه وتعالى وهو العدل الذي لا يجور، والذي كتب على نفسه ألاّ يُكلّف نفساً إلا وسعها (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) لا بدّ أن يفعل ذلك، وأنه قبل إطلاقهم في ميدان الوجود لا بدّ أن يعرِّفهم غايتهم وما لهم وإنهم ليَجدون ذلك مخطوطاً بأسطع بيان وأجلى برهان في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا) وليس علينا أن ندخل في كيف كان ذلك ولانوعه ولا أن نتعــرض لمختلف الأقوال في ذلك، بل المهم أن نتحقق بأنه قبل أن يُرسل خلقه في مجالاتهم أشهدهم عليهم وأُلزموا بالإقرار بذلك وصار إشهاداً عليه وسواء كانت الشهادة منهم أم من الملائكة كما في بعض التفاسير، فالنتيجة والمآل واحد والتحذير من أي غفلة عن ذلك جارٍ (أَن تَقُولُواْ كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)
                      بل ذهب إلى أبعد من ذلك فقطع كل باب للاعتذار أو التهرب (أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (الأعراف/173/)
                      واعتبر ذلك تفسيراً كاملاً وضمّنه وعداً شاملاً بذلك لعلّ سادراً أو غافلاً يرجع (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف/174/)
                      ولقد عرفت هذه الواقعة في الآثار الدينية باسم العهد والميثاق، فمنذ البدء عهدٌ وميثاقٌ بين الله وعباده وإنّ في الحفاظ عليه وعدم الغفلة عنه والقيام بشروطه ترتسم السبيل إلى بلوغ الغاية والنجاة من الأحابيل والمعوقات والمهلكات التي تزرع درب الحياة الطويل .
                      ولما كان يعلم من عباده (ومن أعلم بهم منه) أنه إن طال عليهم العهد نسوا ولم يكن لهم عزمٌ جعل التذكير وتجديد العهد وسيلتين لإتمام النعمــة والأمان من النقمة فمن ذكر نجى، ومن نأى بجانبه وأعرض هلك وهوى، فاستلزم ذلك ضرورة إرسال رُسل وهُداة يُذكّرون ويُشهدون كلٌّ بما يخص فترته الزمانية.
                      ألا ترى أن سيدنا المسيح(ع) لا يتحمل مسؤولية ذلك إلّا ما دام فيهم (وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ) (المائدة/117/).
                      وقد أفضى بهم ذلك انطلاقاً من وحدة الغاية ووحدة السبيل واسترشاداً بقوله تعالى: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ) (البقرة/257/)
                      مما يُشير برمز بليغ إلى تعدد طرق الباطل وفردانية طريق الحق إلى أن يروا وحدة تامة وتسلسلاً لا ينقطع في تتابع الآيات والهداية والإرشاد منذ أبي الأنبياء إلى يومنا هذا وإلى يوم يُبعثون، وحين صحّ عندهم اختتام الرسالات بالرسالة المحمدية وكان لِزاماً تتابع الهداية والآيات رأوا ضالتهم في الأئمة المعصومين والتمسك بهديهم لا يصدر عن أي هوى أو عصبية بل خضوعاً لمنطق لا ينحرف وهو وجوب تسلسل البيان والبرهان لكي يَبطل الإعتذار ولكيلا يكون للناس على الله حجة، وإتماماً لوعده في تفصيل الآيات لا انسياقاً وراء نظرية قيصرية ولا تأثراً بكسروية فارسية.
                      وإن القول بالمهدي عليه السلام غائباً حاضراً وحياً باقياً ليس فيه خرافة، ولا هو من مخلفات الإسرائيليات أو إلى آخر ما قيل، بل تتويج لهذا المنطق، وإتمام لشرط الشاهد الحاضر، ولهذا كان تمسكهم (العلويون) بالعترة الطاهرة لا بغيرها.
                      قد يقول قائل لإسقاط هذه الحجة: أن هناك القرآن كتاب الله ، ولكن كما هو معلوم أن القرآن حمّال كما جاء في الأثر، وفعلاً فقد رأينا يُجادل فيه حتى المنحرفون والمبتدعون وغيرهم كثير فرأوا أن الأمر أجلّ من أن يُترك فوضى، وصح عندهم الحديث القائل: (إني مخلفٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فوجدوا في هذا الجمع بينهما ما يُعيّن لهم السبيل وتأكدوا أن هذا الموضـوع من الخطر بحيث لا يجوز أن يتعدوهم.
                      (الدكتور العالم الشيخ علي سليمان الاحمد)

                      ويتوج هذا البيان ويزيده حجة وبرهاناً ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد بهذا الخصوص:
                      اللَّهُمَّ بَلَى! لاَ تَخْلُو الاََْرْضُ مِنْ قَائِمٍ لله بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أوْ خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ وَرُواةُ كِتابِه. وَأَيْنَ أُولئِكَ؟ هُمُ الاََْقَلُّونَ عَدَداً.
                      الاََْعْظَمُونَ قَدْراً، بِهِمْ يَحْفَظُ اللهُ حُجَجَهُ حَتَّى يُودِعَهُ نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِائِقِ الإيمَانِ، فَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَداَنُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ, وَاسْتأنَسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْـمَحَلِّ الاََْعْلَى.
                      يَا كَمِيل: أولئِكَ أمَناءُ الله في خَلْقِهِ وَخُلَفَاؤهُ في أرْضِهِ وَسِرْجَهُ في بِلادِهِ وَالْدُعَاةُ إلى دِينِهِ. وَاشَوْقَاهُ إلى رُؤْيَتِهِمْ، اسْتَغفِرْ الله لي وَلَكْ.

                      فلو تبصرنا في قـول الإمام: (إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً) لاتضـح لنا بأنهم الأئمة المعصومون حتى الحسن العسكري (ع).
                      وأما قوله: (أوْ خَائِفاً مَغْمُوراً) فهوالإمام الحجة الغائب الحاضر الذي يملأ الأرض في آخرالزمان قسطاً وعدلاً.

                      وإتماماً للفائدة ورداً على منكري وجوده نورد بعض أسماء الصحابة والتابعين الذين رووا أحاديث الرسول(ص) في الإمام المهدي(ع):
                      فمن الصحابة:
                      أبو امامة الباهلي- أبو أيوب الأنصاري- أبو الجحاف- أبو ذرِّ الغفّاري- أبو سعيد الخدري- أبو سلمى راعي الرسول- أبو ليلى- أبو هريرة- أم سلمة-أنس بن مالك- تميم الداري- ثوبان- جابر بن عبد الله الأنصاري- الجارود بن المنذر العبدي- حذيفة بن أسيد- حذيفة بن اليمان- أبو قتادة الحرث بن الربيع- الإمام الحسن ع - الإمام الحسين ع - ذرُّ بن عبد الله- زرارة بن عبدالله- زيد بن أرقم- زيد بن ثابت- سعد بن مالك- سلمان الفارسي- طلحة بن عبدالله- عائشة بن أبي بكر- العباس- عبد الرحمن بن سمرة- عبد الرحمن بن عوف- عبد الله بن أبي أوفى- عبد الله بن جعفر الطيار- عبدالله بن الحرث بن جزء الزبيدي- عبدالله بن العباس- عبدالله بن عمر- عبدالله بن عمرو بن العاص- عبدالله بن مسعود- عثمان بن عفان- العلاء-علقمة بن عبدالله- الإمام علي ع – علي الهلالي- عمار بن ياسر- عمران بن حصين- عمر بن الخطاب- فاطمة الزهراء- قتادة- قرة المزني- كعب- معاذ بن جبل.

                      وهذه بعض أسماء الكتب التي روت هذه الأحاديث بالإسناد عنهم:
                      صحيح البخاري- مسند أبي داوود- سنن المصطفى لابن ماجه- مجمع الزوائد للهيثمي- البيان في أخبار صــاحب الزمان- ينابيع المودة- كفاية الأثر- الغيبة للطوسي- العرائس للثعلبي- منتخب الأثر- الشيعة والرجعة- كشف الغمّة- غاية المرام- مقتل الحسين للخوارزمي- الغيبة للنعماني- الملاحم والفتن-
                      وغيرها من الكتب المعتمدة عند الفريقين وقد أورد الشيخ الخصيبي "ق" في هدايته فصلاً مستقلاً عن الإمام المهدي رواه عن المعصومين عليهم السلام.

                      أما أسماء التابعين الذين رووا أخبار المهدي فهم على سبيل الأختصار:
                      ابراهيم بن علقمة- ابراهيم بن محمد بن الحنفية- أبو أسماء الرحبي- أبو سلمة عبد الرحمن بن عوف- أبو الصديق الناجي- أبو عمرو المفري- أبو نصرة- أبو هارون العبدي ـ اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة- الأصبغ بن نباتة- أياس بن سلمة بن الأكوع- ثابت بن دينار- جابر الصدفي- جابر بن يزيد الجعفي – الحارث بن سعيد بن قيس- حنش بن المعتمر- زادان- زر بن حبيش- الزهري- السائب السقفي- سالم بن عبدالله بن عمر- سعيد بن جبير- سعيد بن المسيب- سلامة- سليم بن قيس الهلالي- سلمان بن أبي حبيب-شهر بن حوشب- طاووس اليماني- عباية بن ربعي- عبد الرحمن بن ابي ليلى- عطية الغوفي - الإمام علي

                      بن الحسين ع- علي بن عبد الله بن العباس- مجاهد-علي بن علي الهلالي- عمار بن جوين العبدي- أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي- عمرو بن عثمان بن عفان- عيسى بن عبدالله بن مالك- كثير بن مرّة- الإمام محمد الباقر ع- محمد بن جارود العبدي- محمد بن الحنفية- محمد بن المنذر- محمود بن لبيد- مطرف بن عبد الله- المعلّى بن زياد- مكحول- نافع مولى ابي قتادة.
                      وغيرهم.

                      أما كونه حيّاً حتى هذا الوقت، فليس على الله بعزيز وهو القادر على كل شيء وله خرق العوائد لأحكام انفرد بعلمها.
                      وما دام حديث المهدي (ع) ثابت عن رسول الله فالواجب التصديق بسائر مستلزماته.

                      وختاماً لهذا الإستدراك أُدلي ببعض ما جاء في الكتب المعتمدة عند السنّة بخصوص المهدي:

                      سنن أبي داوود: روى بسنده عن أم سلمة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).

                      وروى هذا الحديث ابن ماجه في صحيحه في أبواب الفتن في باب خروج المهدي وقال: (المهدي من ولد فاطمة).

                      ورواه الحاكم في المستدرك وقال: "هو حق (يعني المهدي) وهو من بني فاطمة".
                      وبطريق آخر قال فيه: (هو من ولد فاطمة).

                      وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال وقال: (المهدي من ولد فاطمة).

                      وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير سورة محمد، وقال: أخرجه أبو داوود ابن مـاجه، والطبراني، والحاكم عن أم سلمه.

                      وقال القرطبي: (والأحاديث عن النبي(ص) في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتةٌ).

                      وذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني قائلاً: (هو من أولاد الإمام الحسن العسكري(ع) ومولده ليلة النصف من شعبان سنة 255هـ وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم).

                      ونكتفي بهذا القدر من الأدلة ومن أراد المزيد فليرجع إلى الكتب التي ذكرتها سابقاً.
                      .

                      تعليق


                      • #26
                        مشكور اخويه ابو اسكندر
                        طيب الله انفاسكم وسدد خطاكم
                        سلمت اناملك
                        ماجور ان شاء الله
                        متابعه ان شاء الله حتى النهايه

                        تعليق


                        • #27
                          .
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          الأخت الكريمة (التوبة والغفران) بارك الله بك ومنحك العفو والغفران آمين.
                          أشكر لك متابعتك ومرورك الكريم.

                          بقي لديّ لإتمام هذا البحث (الإمامــــــة في النهـــج العلـــــوي) فصلين هما:
                          غيض من فيض فضائلهم
                          غيض من فيض علومهم


                          وعلى الله الإتكال في كل حال من الأحوال وإن رأيت إقبالا وفائدة من نشر هذه العلوم سأعمل على نشر مواضيع أخرى من نفس هذا الكتاب الذي بين ايدينا "منارة الرشاد إلى صحّة الإعتقاد" والله الموفق إلى الخير والصواب.


                          ودمتم سالمين غانمين..
                          صلوا على محمد وآل محمّد..
                          والســـلام علـــى من اتّبـــع الهُــــدى...
                          ز

                          تعليق


                          • #28
                            غيـض مـن فيـض فضائلهــم

                            غيـض مـن فيـض فضائلهــم


                            إن استقصاء فضائل الأئمة المعصومين عليهم السلام أمرٌ بعيد المنال ولا يتأتى لأحد مهما علا شأنه في علم الحديث, وقد دوّن العلماء والمحدثون من فضائلهم ما يُبهر العقول ويُحيّر الأذهان ناهيك عن تلك الفضائل التي غيبها المحرّفون في عصر كان التحدث بذلك يُعد من الجرائم الكبرى التي تستوجب القتل والتنكيل، وسأكتفي في هذا الفصل برواية فضيلة واحدة لكل إمام من الأئمة عليهم السلام تبركاً بذكرهم وطلباً للاختصار فمن يجري الله على يديه فضيلة لهو أهلٌ لأن تجري على يديه آلاف الفضائل وهذا مما لا ينكره أهل النظر :


                            أميـر المؤمنيــن عليه السلام:
                            رواه الثقة الجليل الحسين بن حمدان الخصيبي (1) عن محمد بن داود عن الحسين عن أبيه عن عمر بن شمر ومحمد بن سنان الزاهري عن جابر بن يزيد الجعفي عن يحي بن أبي العقب عن مالك الأشتر رضي الله عنه، قال:
                            دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام في ليلة مظلمة فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ما الذي أدخلك عليَّ في هذه الساعة يا مالك؟
                            فقلت: خيراً يا أمير المؤمنين وشوقي إليك, فقال: صدقت والله يا مالك، فهل رأيت أحداً ببابي في هذه الليلة المظلمة؟
                            قلت: نعم يا أمير المؤمنين رأيت ثلاثة نفر، فقام أمير المؤمنين عليه السلام فخرج وخرجنا معه فإذا بالباب رجل مكفوف ورجل أزمن ورجل أبرص، فقال لهم أمير المؤمنين، ما تصنعون ببابي في هذا الوقت؟
                            قالوا: يا أمير المؤمنين جئناك تشفينا مما بنا فمسح أمير المؤمنين يده المباركة عليهم فقاموا من غير زمنٍ ولا عمى ولا برص فكان هذا من دلائله عليه السلام.


                            الإمـام الحسـن عليه السلام:
                            رواه الشيخ الخصيبي عن أبي الحسن عن أبي قرنة عن جعفر بن يزيد الخزاز عن محمد بن علي الطوسي الرسي عن علي بن محمد عن الحسن بن عبد الله عن صندل عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
                            خرج الحسن بن علي عليهما السلام إلى مكة سنة من السنين ماشياً من المدينة فتورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت سكن عنك هذا الورم الذي برجليك، قال: كلا إذا أتيت المنزل سيلقاك أسود معه دهن لهذا الورم فاشتره ولا تماسكه فقال مولاه بأبي أنت وأمي أتيت منزلاً ليس فيه أحد يبيع هذا الدواء، قال: بلى أنه أمامك دون المنزل، فسار ملياً فإذا الأسود قد قابله، قال الحسن لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهــن وأعطه الثمن، فقال الأسود ويحك يا غلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسن بن علي عليهما السلام، فقال انطلق بي إليه فأخذ بيده حتى أدخله عليه فقال: بأبي أنت وأمي لم أعلم أنك محتاج إلى الدهن فلست آخذ له ثمناً أنا مولاك ولكن أدع لي أن يرزقني ذكراً سوياً يحبكم أهل البيت، فقد خلفت أهلي بمحضر، قال انطلق إلى منزلك فإن الله قد وهب لك ذكراً سوياً وهو لنا شيعة فرجع الأسود فإذا أهله قد وضعت غلاماً سوياً ، فرجع الحسن عليه السلام فاخبره بذلك فدعا الله له وقال له خير ومسح رجله بذلك الدهن وخرج من مجلسه وقد سكن ما به ومشى على قدميه فكان هذا من دلائله عليه السلام.


                            الإمـام الحسيـن عليه السلام:
                            عن الخصيبي عن الحسين بن محمد بن جمهور عن محمد بن علي عن علي بن الحسن عن علي بن محمد عن عاصم الخياط عن أبي حمزة الثمالي قال:
                            سمعت علياً بن الحسين عليهما السلام يقول لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبو عبد الله عليه السلام جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم فقال لهم: يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل جملاً لكم وانـجوا بأنفسكم فليس المطلوب غيري ولو قتلوني ما فكروا فيكم فانجوا بأنفسكم رحمكم الله فانتم في حلٍ وسعة من بيعتي وعهد الله الذي عاهدتموني فقالوا اخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد والله يا سيدنا أبا عبد الله لا تركناك أبداً أيش يقول الناس تركوا إمامهم وسيدهم وكبيرهم وحده حتى قتل ونبلو بيننا وبين الله عذراً وحاش لله أن يكون ذلك أبداً أو نقتل دونك فقال عليه السلام: يا قوم فإني غداً أقتل وتقتلون كلكم حتى لا يبقى منكم أحد فقالوا الحمد لله الذي أكرمنا بنصرتك وشرفنا بالقتل معك أولا ترضى أن نكون معك في درجتك يابن بنت رسول الله فقال لهم خيراً ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعين فقال له القاسم ابن أخي الحسن يا عم وأنا أقتل فأشفق عليه ثم قال : يا ابن أخي كيف الموت عندك قال: يا عم أحلى من العسل قال أي والله فذلك أحلى لأحد من يقتل من الرجال معي بعد أن تبلوَ بلاءً عظيماً وابني عبد الله إذا خفت عطشاً قال يا عم ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد الله وهو رضيع فقال فداك عمك يقتل عبد الله فإذا خفت عطشاً وصرت إلى خيامنا وطلبت ماء فلم أجده فأقول ناولوني عبد الله ارشف من فيه أندى الهواء فيعطوني إياه فأحمله على يدي وادنيه من فاي فيرميه فاسق منهم لعنه الله بسهم فينحره وهو يناغي فيفيض دمه في كفي فأرفعه إلى السماء وأقول اللهم صبراً واحتساباً فيك فتلحقني الأسنة منهم والنار تحرق وتسعر في الخندق الذي في ظهر الخيم فأكر عليهم في آخر أوقات بقائي في دار الدنيا فيكون ما يريد الله فبكى وبكينا وارتفع البكاء والصراخ من ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله في الخيم ويسألني زهير بن اللقين وحبيب بن مظاهر عن علي فيقولان يا سيدنا (علي) إلى ما يكون من حاله فأقول مستعبراً لم يكن الله ليقطع نسلي من الدنيا وكيف يصلون إليه وهو أبو ثمانية أئمة ، وكان كلما قاله صار فكان هذا من دلائله عليه السلام.


                            الإمـام علـي زيـن العابديـن عليه السلام:
                            عن الشيخ الخصيبي بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام، كان قائماً يصلي – الحديث عن الإمام زين العابدين – حتى زحف أبنه محمد عليهما السلام وهو طفل إلى بئر كانت في داره بالمدينة عميقة فسقط فيه فنظرت إليه أمه فصرخت وانقلبت تضرب بنفسها حول البئر وتستغيث وتقول: يا ابن رسول الله غرق ابنك محمد في قعر البئر في الماء فلما طال عليها ذلك قالت له جزعاً على ابنها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت النبّوة. فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلى غير كمالها ثم قال لها وقد جلس على البئر ومد يده إلى قعرها وكانت لا تصل إلا برشاء طويل وأخرج ابنه على يده يناغي ويضحك ولم يتبلل له ثوب ولا جسد فقال هاك يا ضعيفة اليقين بالله فضحكت لسلامة ابنها وبكت لقوله لها يا ضعيفة اليقين فقال لها لا تثريب عليك أما علمت بأني كنت بين يدي جبّار ولو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني فمن ترين راحمي بعده فكان هذا من دلائله.




                            الإمـام محمـد الباقـر عليه السلام:
                            في "الهداية الكبرى" قال الشيخ الخصيبي : وروي عن محمد بن مسلم قال:
                            كنت مع أبي جعفر عليه السلام في طريق مكة إذا بصوت شاةٍ منفردة من الغنم تصيح بسخلة لها قد انقطع عنها وتسرع السير السخلة إليها فقال أبو جعفر عليه السلام: أتدري ما تقول هذه الشاة لولدها؟ قلت: لا يا سيدي ، قال: تقول لها اسرعي إلى القطيع فإنّ أخاك عام أول تخلف عن القطيع في هذا المكان فاختلسه الذئب فأكله.
                            قال محمد بن مسلم: فدنوت من الراعي فقلت أرى هذه الشاة تصيح بسخلتها لعل الذئب أكل قبل هذا سخلها في هذا الموضع فقال قد كان ذلك في عام أول فما يدريك.


                            الإمـام جعفـر الصـادق عليه السلام:
                            نفس المصدر، وعنه عن محمد بن علي عن شعيب العاقرقوفي ، قال:
                            دخلت أنا وحمزة وأبو بصير ومعي ثلاثمائة دينار على أبي عبد الله الصادق عليه السلام صلوات الله عليه فصببتها بين يديه فقبض منها لنفسه وقال: يا شعيب خذ الباقي فأنه مائة دينار وارددها إلى موضعها الذي أخذتها منه فقد قبلنا منك ما هو لك ورددنا المائة على صاحبها، قال شعيب: فخرجنا من عنده جميعاً ، فقال له أبو بصير : يا شعيب ما حال هذه الدنانير التي ردها عبد الله صلوات الله عليه؟ قلت له أخذتها من غرفة أخي سراً وهو لا يعلم فقال أبو بصير وأبو حمزة زن الدنانير وعدها لننظر كم هي فزناها وعددناها فإذا هي مائة دينار لا تنقص ولا تزيد.


                            الإمـام موسـى الكاظـم عليه السلام:
                            الهداية الكبرى عن الشيخ عن محمد بن موسى القمي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار الكوفي قال:
                            سمعت سيدي أبا الحسن موسى صلوات الله عليه ينعى إلى رجل نفسه ويخبره ساعة موته وقرب الموت منه يوماً بعينه سماه فقلت في نفسي والله أنه يعلم متى يموت الرجل من شيعته فالتفت إلى شبيه المغضب فقال لي: يا إسحاق قد كان رشيد الهجري من المستضعفين يعلم علم الخفايا والبلايا فالإمام أولى بعلم ذلك ثم قال: يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فان عمرك قد فني وأنت تموت إلى سنتين وأبوك واخوك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا يتفرق كلهم ويجفون بعضهم بعضا ويصيرون عند إخوانهم ومن عرفهم رحمة لله، قال إسحاق فاني استغفر الله مما عرض في صدري فلم يلبث إسحاق بعد هذا الكلام إلا سنتين ثم مات واخوته وتفرقت كل أهل بيته وقام آل عمار بلا أموال وافتقروا أقبح فقر.


                            الإمـام علـي الرضـا عليه السلام:
                            عن الخصيبي عن جعفر بن أحمد القصير عن أبي النضر عن أبي عبد الله عن جعفر بن محمد بن يونس قال:
                            جاء قوم إلى باب أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه برقاع فيها مسائل وفي القوم رجل واقفي واقف على باب أبي الحسن موسى، فوصلت الرقاع إليه فخرجت الأجوبة في جميعها وخرجت رقعة الواقفي بلا جواب فسألته لما خرجت رقعته بلا جواب فقال لي الرجل ما عرفني الرضا ولا رآني فيعلم أني واقفي ولا في القوم الذين جئت معهم من يعرفني اللهم أني تائب من الوقف مقر بإمامة الرضا فما استتم كلامه حتى خرج الخادم فأخذ رقعته من يده ودخل بها وعاد الجواب فيها إلى الرجل فقال الحمد لله هذان برهانان في وقت واحد.


                            الإمـام محمـد الجـواد عليه السلام:
                            عن الشيخ الخصيبي عن أبي العباس عتاب بن يونس الديلمي عن محمد بن علي بن حديد الوشا الكوفي قال:
                            خرجنا حاجين فلما قضينا حجنا ورجعنا من مكة قطع علينا الطريق ونحن عصابة من شيعة أبي جعفر عليه السلام فأخذ كل ما كان معنا فلما وردنا المدينة دخلت على أبي جعفر عليه السلام فابتدأني قبل ما أسأله بشيء فقال يا علي بن حديد قطع عليكم الطريق في العرج وأخذ ما كان معكم وعددكم ثلاثة وعشـرون نفراً وسمّانا بأسمائنا وأسماء آبائنا فقلت: أي والله يا سيدي كنا كما قلت وأمر لنا بكسوة ودنانير كثيرة وقال: فرقها على أصحابك فإنها بعدد ما ذهب منكم قال علي بن حديد: فصرت بها إلى أخواني وأصحابي ففرقتها عليهم فطلعت والله بازاء ما أخذ منّا سواء.


                            الإمـام علـي الهـادي عليه السلام:
                            وعنه قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن، قال:
                            اجتمعت عند أبي شعيب محمد بن نصير البكري النميري وكان باباً لمولانا الحسن وبعده رأى مولانا محمداً عليهما السلام من بعد عمر بن الفرات وكان معنا محمد بن جندب وعلي بن أم الرقاد وفادوية الكردي ومحمد بن عمر الكاتب وعلي بن عبد الله الحسني وأحمد بن محمد الزيادي والحسن ووهب أبنا قاران فشكونا إلى أبي شعيب وقلنا ما ترى إلى ما قد نزل بنا من عدونا هذا الطاغي المتوكل، على سيدنا أبي الحسن عليه السلام وعلينا وما نخافه من شره وانفاذه إلى إبراهيم الديدج بحفر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام بكربلاء فقال أبو شعيب الساعة تجيئكم رسالة من مولاي أبي الحسن وترون فيها عجباً يفرح قلوبكم وتقر عيونكم وتعلمون أنكم الفائزون فما لبثنا أن دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن عليه السلام وقال يا أبا شعيب مولاي يقول لك قد علمت اجتماع إخوانك عندك الساعة وعرفت شكواهم إليك فيكونوا عندك إلى أن يقدم رسولي بما تعمل فقال أبو شعيب: سمعاً وطاعة لمولاي. فأقمنا عنده نهارنا وصلينا العشائين وهدّت الطرق فقال أبو شعيب: خذوا هبتكم فإن الرسول يجيئكم الساعة فما لبثنا أن وافى الـخادم فقال: يا أبا شعيب خذ إخوانك وصر بهم إلى مولاك فصرنا إليه فإذا نحن بمولانا أبي الحسن عليه السلام قد أقبل ونور وجهه أضوأ من نور الشمس فقال لنا نعمتم بياناً فقلنا يا مولانا لله الشكر ولك فقال: كم تشكون إلى ما كان من تمرد هذا الطاغي علينا لولا لزوم الحجة وبلوغ الكتاب أجله ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وإلا ليحق كلمة العذاب على الكافرين ليعجّل الله ما بعد عنهم ولو شئت لسألت الله النكال الساعة فيفعل وسأريكم ذلك ودعا بدعوات فإذا بالمتوكل بينهم مسحوباً يستقيل الله ويستغفره مما بدا منه من الجرأة.


                            الإمـام الحسـن العسكـري عليه السلام:
                            عن الخصيبي عن أحمد بن سندولا والعباس التبان الشيبيين قال:
                            تشاجرنا ونحن سائرون إلى سيدنا أبي محمد الحسن عليه السلام بسامرا في الصلاة وفي الخبر المروي عن السجود على سبع أعضاء اليدين والركبتين والقدمين والوجه دون الأنف فصرنا نلتمس الإذن فصادفنا ركوبه إلى دار أبي بحير، وقفنا في الشارع فلما طلع علينا بوجهه الكريم نظر إلينا فعلمنا ما يريدنا به ثم وضع سبابته اليمنى على جبهته دون أنفه وقال هو على هذا دون هذا وأنفذ إصبعه من جبهته إلى أنفه، قال وتشاجرنا في أكل اللحم فلم نستتم كلامنا حتى دخل علينا لؤلؤ الخادم فأخذ لحم غنم واكتنفنا وقال مولاي يقول لكم لحم المقرن أقرب مرعى وأبعد من الداء ولحم الفخــذ ممتعاً نصحاً منه فعلمنا أن سيدنا عليه السلام علم بتشاجرنا فأطلق لنا أكله وهذا من دلائله عليه السلام.


                            الإمـام الحجـة القائـم عليه السلام:
                            وعنه عن غيلان الكلابي عن محمد بن يحي عن الحسين بن علي النيسابوري الدقاق عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عليه السلام قال:
                            حدثني نسيم ومارية قالا: لما خرج صاحب الزمان عليه السلام من بطن أمه سقط جاثياً على ركبتيه قائماً لسبابتيه ثم عطس وقال: الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وآله عبداً ذاكراً لله غير مستنكف ولا مستكبر، ثم قال: زعمت الظلمة إن حجة الله داحضة لو أذن لنا بالكلام لزال الشك.


                            فهذا ما رأيت تصنيفه في هذا الفصل والله الموافق للصواب.

                            -------------------------------------------------
                            (1) - أيّها القارئ الكريم راجع: كتاب الهداية الكبرى لشيخ العلويين السيد ابي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي .
                            .

                            تعليق


                            • #29
                              غيـض مـن فيـض علومهــم

                              غيـض مـن فيـض علومهــم


                              مما لا شك فيه بأن الأحاديث الثابتة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام قطعية الصدور عن رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله في مبناها ومعناها، وهو صلوات الله عليه بدليل الكتاب لا ينطق عن الهوى ، وعليه فإن الأخذ عنهم والرجوع إليهم واجب مقدس على كل من سلك سبيلهم وانتهج نهجهم لقوله صلى الله عليه وآله : [ طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانه، واقتبسوه من أهله]
                              وأهله هم أهل بيت النبّوة ومعدن الرسالة لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: [ أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فعليه بالباب]
                              ويقول باب علم المدينة النبوية عليه السلام: [ نحن الشعار، والأصحاب، والخزنة، والأبواب، لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً ]
                              وقال أيضاً: [ وعندنا أهل البيت أبواب الحكم وضياء الأمر ]
                              وقال عليه السلام: [ أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يُستعطى الهدى، ويستجلى العمى ]

                              نثبت في هذا الفصل بعض ما روي عن الأئمة المعصومين عليهم السلام من القواعد والأصول والفروع كمسك ختام لهذا المبحث معتمداً رواية أبي محمد الحسن بن شعبة الحراني (ق) الذي روى كتابه "تحف العقول" سماعاً عن الثقاة، ورواياته تشهد على نفسها بالوثاقة ، فلو شئنا استقصاء كل ما ورد عنهم وصدر منهم من الأحاديث والأخبار والعلوم والأثار لجفّت الأقلام دون بلوغ الغاية ولكننا اقتصرنا على القليل من الكثير.


                              قال مولانا أميــر المؤمنيــن عليه السلام:
                              أيها الناس : اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، وأن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال أن المال مقسوم بينكم ، مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم وضمنه سيفي لكم، والعلم مخزون عليكم عند أهله قد أًُمرتم بطلبه منهم، فاطلبوه واعلموا أن كثرة المال مفسدة للدين مقساة للقلوب، وأن كثرة العلم والعمل به مصلحة للدين، سبب إلى الجنة. والنفقات تنقص المال، والعلم يزكوا على إنفاقه، فإنفاقه بثه إلى حفظته ورواته.
                              واعلموا أن صحبة العلم وأتباعه دينٌ يدان الله به، وطاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة في حياتهم وجميل الأحدوثة عنهم بعد موتهم، وأن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهـم ، ولسانه الصــدق ، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الأسباب بالأمور، ويده الرحمة، وهمته السلامة، ورجله زيارة العلماء، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، وسلاحه لين الكلام، وسيفه الرضى، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة العلماء، وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب، وزاده المعروف، ومأواه الموادعة، ودليله الهدى، ورفيقه صحبة الأخيار.


                              قال مولانا الحســن المجتــبى عليه السلام:
                              كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام:
                              أما بعد فإنكم معاشر بني هاشم الفلك الجارية في الجج الغامرة والأعلام النيرة الشاهرة أو كسفينة نوح عليه السلام التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون، كتبت إليك يا ابن رسول الله عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة، فاخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهم السلام، فإن من علم الله علمكم وانتم شهداء على الناس والله الشاهد عليكم، ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم.
                              فأجابه الحسن عليه السلام:

                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              وصل إلي كتابك، ولولا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك إذاً ما أخبرتك، أما بعد:
                              فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أن الله يعلمه فقد كفر، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر، إن الله لم يطع مكرهاً ولم يعص مغلوباً ولم يهمل العباد سدى من المملكة بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم، بل أمرهم تخييراً ونهاهم تحذيراً فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صاداً وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يمنّ عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبراً ولا ألزموها كرهاً بل منّ عليهم بأن بصّرهم وعرّفهم وحذّرهم وأمرهم ونهاهم لا جبلاً لهم على ما أمرهم به فيكون كالملائكة ولا جبراً لهم على ما نهاهم عنه، ولله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين، والسلام على من اتبع الهدى.


                              قال مولانا الحسيــن الشهيــد عليه السلام:
                              أيها الناس اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبّهون الله بأنفسهم، يُضاهون قول الذين كفروا من أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
                              استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن، لا منازع له في شيء من أمره ولا كفو له يعادله ولا ضدٌ له ينازعه، ولا سميّ له يشابهه ولا مثل له يشاكله. لا تتداوله الأمور ولا تجري عليه الأحـوال ولا تنزل عليه الأحداث ، ولا يُقدّر الواصفون كنه عظمته، ولا يخطر على القلوب مَبلغ جبروته، لأنه ليس له في الأشياء عَديلٌ، ولا تُدركه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلا بالتحقيق إيقاناً بالغيب لأنه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد، ما تُصور في الأوهام فهو خلافه ليس برب من طُرح تحت البلاغ ومعبود من وجد في هواه أو غير هواه، هو في الأشياء كائنٌ لا كينونة محظور بها عليه، ومن الأشياء بائنٌ لا بينونة غائب عنها، ليس بقادر من قارنه ضدٌ أو ساواه ندٌ، ليس عن الدهر قدمه ولا بالناحية أممه، احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار، وعمن في السماء احتجابه كمن في الأرض، قربه كرامته وبعده إهانته، لا يحله في، ولا توقّته إذ، ولا تؤامره إن، علوّه من غير توقل، ومجيئه من غير تنقل، يوجد المفقود ويفقد الموجود، ولا تجتمع لغير الصفتان في وقت، يصيب الفكر منه الإيمان به موجوداً ووجود الإيمان لا وجود صفة، به توصف الصفات لا بها يوصف، وبه تُعرف المعارف لا بها يُعرف، فذلك الله لا سميّ له، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.


                              قال مولانا علــي زيــن العابديــن عليه السلام:
                              لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع، ولا كرم إلا بتقوى، ولا عمل إلا بنية، ولا عبادة إلا بتفقـه، ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.
                              وكان عليه السلام إذا قرأ الآية: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأنه لا يدركه، فشكر عزّ وجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته، وجعل معرفتهم بالتقصير شكراً، كما جعل على العالمين أنهم لا يدركونه إيماناً، علماً منه أنه قد وسع العباد فلا يجاوزون ذلك.


                              قال مولانا محمــد الباقــر عليه السلام:
                              ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون إلا بالتواضع والتخشّع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.
                              وقال عليه السلام:
                              إنما شيعة علي عليه السلام المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا المتزاورون لإحياء أمرنا الذين إذا غضبوا لم يُظلموا، وإذا رضوا لم يُسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا.


                              قال الإمام جعفــر الصــادق عليه السلام:
                              معنى صفة الإيمان الإقرار والخضوع لله بذل الإقرار، والتقرب إليه به والأداء له بعلم كل مفروض من صغير أو كبير من حد التوحيد فما دونه إلى آخر باب من أبواب الطاعة أولاً فأولاً مقرون ذلك كله بعضه إلى بعض موصول بعضه ببعض ، فإذا أدى العبد ما فرض عليه مما وصل إليه على صفة ما وصفناه فهو مؤمن مستحق لصفة الإيمان ، مستوجب للثواب وذلك أن معنى الإيمان الإقرار، ومعنى الإقرار التصديق بالطاعة، فلذلك ثبت أن الطاعة كلها صغيرها وكبيرها مقرونة بعضها إلى بعض، فلا يخرج المؤمن من صفة الإيمان إلا بترك ما استحق أن يكون به مؤمناً، وإنما استوجب واستحق اسم الإيمان ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة وترك كبار المعاصي واجتنابها، وإن ترك صغار الطاعة وارتكاب صغار المعاصي فليس بخارج من الإيمان ولا تارك له ما لم يترك شيئاً من كبار الطاعة ولم يرتكب شيئاً من كبار المعاصي، فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن لقول الله: ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) يعني المغفرة ما دون الكبائر، فإن هو ارتكب كبيرة من كبار المعاصي كان مأخوذاً بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقباً عليها معذباً بها، فهذه صفة الإيمان وصفة المؤمن المستوجب للثواب.
                              وأما معنى صفة الإسلام فهو الإقرار بجميع الطاعة الظاهر الحكم والأداء له، فإذا أقر المقر بجميع الطاعة في الظاهر من غير العقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم الإسلام ومعناه واستوجب الولاية الظاهرة وإجازة شهادته والمواريث وصار له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، فهذه صفة الإسلام، وفرق ما بين المسلم والمؤمن أن المسلم إنما يكون مؤمناً أن يكون مطيعاً في الباطن مع ما هو عليه في الظاهر، فإذا فعل ذلك بالظاهر كان مسلماً، وإذا فعل ذلك بالظاهر والباطن بخضوع وتقرب بعلم كان مؤمناً، فقد يكون العبد مسلماً ولا يكون مؤمناً إلا وهو مسلم.


                              قال الإمام موســى الكاظــم عليه السلام:
                              جميع أمور الأديان أربعة: أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها الأخبار المجمع عليها وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة وهو إجماع الأمة.
                              وأمر يحتمل الشك والإنكار فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب الله مجمع على تأويلها.
                              وسنة مجمع عليها لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله ولا يسع خاصة الأمة وعامتها الشك فيه والإنكار له، وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه وأرش الخدش فما فوقه، فهذا المعروض الذي يُعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته، وما غمض عليك صوابه نفيته، فمن أورد واحدة من هذه الثلاث فهي الحجة البالغة التي بيّنها الله في قـــوله لنبيه:( قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) يبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله عدل لا يجور ، يحتج على خلقه بما يعلمون ويدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون.


                              قال الإمام علــي الرضــا عليه السلام:
                              لا يتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، ولا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله أحب إليه من الغنى، والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه، والخمول أحب إليه من الشهرة، ثم قال عليه السلام: العاشرة وما العاشرة. قيل له ما هي، قال عليه السلام:
                              لا يرى أحداً إلا قال: هو خير مني وأتقى إنما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي شر منه وأدنى قال: لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب خيره وحسن ذكره وساد أهل زمانه.


                              قال مولانا محمــد الجــواد عليه السلام:
                              من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده.
                              وقال عليه السلام: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبده.
                              وقال عليه السلام: المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه.

                              قال الإمام علــي الهــادي عليه السلام:
                              إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به نأى في قربه وقرب في نأيه، كيّف الكيف بغير أن يقال: كيف، وأيّن الأين بلا أن يقال: أين، هو منقطع الكيفية والأينية، الواحد الأحد ، جل جلاله وتقدست أسماؤه.


                              قال الإمام الحســن العسكــري عليه السلام:
                              كتب إليه بعض شيعته يعرّفه اختلاف الشيعة، فكتب عليه السلام: إنما خاطب الله العاقل والناس فيّ على طبقات: المستبصر على سبيل النجاة متمسك بالحق متعلق بفرع الأصل غير شاك ولا مرتاب لا يجد عني ملجأ.
                              وطبقة لم تأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه.
                              وطبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد على أهل الحق ودفـع الحق بالباطل حسداً من عند أنفسهم فدع من ذهب يميناً وشمالاً فغن الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي وإياك والإذاعة وطلب الرئاسة فإنهما يدعوان إلى الهلكة.
                              وقال عليه السلام لشيعته في سنة ستين ومائتين:
                              أمرناكم بالتختم في اليمين ونحن بين ظهرانيكم، والآن نأمركم بالتختم في الشمال لغيبتنا عنكم إلى أن يظهر الله امرنا وأمركم فإنه من أدل دليل عليكم في ولايتنا - أهل البيت – فخلعوا خواتيمهم من أيمانهم بين يديه ولبسوها في شمائلهم وقال عليه السلام: حدثوا بهذا شيعتنا.


                              فهذا ما رأيت إثباته في هذا الفصل والله الموفق لكل خير والهادي إلى الصواب.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X