العلم: ما هو أسوأ من المال , إنما هو العلم إذ يحدث أن يدخر أحدهم قسطاً من المعلومات مثلاً , ثم يغادر مدرسته أو جامعته وفي تصوره أن ما حصل عليه من بضعة مصطلاحات إنما هو شي عظيم استقر في نفسه , فينظر إلى الأخرين نظرة إحتقار فإذا كانت معرفته تلك معرفة دينية ( كالفقه والأصول مثلاً ) فوضعه أسوأ بكثير ذلك لأنه يتصور أن قول رسول الله ( ص ): " العلماء ورثة الأنبياء " إنما هو راجع إليه ! وما على الأخرين الآن إلا أن يدينوا له بالطاعة!!.
فخطر الكبر لدى طلاب العلوم الدينية أسوء منه لدى الأخرين إذ الكبر لدى هؤلاء إنما تظهر آثاره في الأمور المادية أما في الناحية الدينية فهو مرتبط بالجاه والمقام , فالتسلط على المقام تسلط على القلوب , إذ تزين له النفوس لزوم التقدم على الآخرين , وتقول له: أنت أوفر علماً من فلان , وتوهمه أن بضع كلمات قرأها زيادة عن تميز عنه!.
فإذا لم تزده المعرفة زيادة في نور الإيمان لديه , فما الفرق بينه وبين الآخر العامي؟! لا بل إن ذلك العامي الذي قادته عاميته إلى الشعور بالعجز والانكسار , افضل بمراتب من ذلك العالم الذي لم تزده المعرفة إلا كبراً وغروراً , ذلك أن المقام يرتبط بالإيمان والعمل , والعلم الذي له ذلك القدر من الأهمية , إنما هو العلم بالله واليوم الآخر , إنه نور في القلب يكسب صاحبه المزيد من الخشوع.
إني أقل الأقلين
لو تفحصنا كل من كان له اهتمام بعلم التقدم والارتقاء لوجدناه أمام الإمام ( ع ) أشبه بقطره إلى بحر , ولو كان هو نفسه مدركاً لا عترف بذلك حتماً وانظروا إلى الإمام ( ع ) الذي هو معدن العلم , والذي عنده العلوم كافة , وانظروا ماذا يرى.
يقول الإمام زين العابدين ( ع ) في دعاء ( عرفة ) من الصحية السجادية
" وأنا بعد أقل الأقلين , بل أقل من الذرة "
فالإمام المعصوم يقول هذا القول ويقر بعجزه وذلته , بينما من يتوهم نفسه عالماً يتكبر ويقول: أنا أفضل من فلان , وأعلم منه.!
معيار القرب عند الله التقوى , فمن يعمل ليكون عالماً دينياً عليه منذ البداية أن يعرف حد المخلوق , وأن لا ينسى عجزه وفتقاره وأن لا يرى نفسه أفضل من الأخرين , أن لا يقول : ذاك من العامة , وأنا من الخاصة ! فماذا يعني هذا ؟ فريق كبير العدد , وفريق قليله , فهل يتكبر القليل على الكثير بحجة أنهم أكثر معرفة منهم ؟ !
" إني أشعر أمامكم بالحقارة "
أما إذا أصبح عالماً حقاً , فهو يدرك أن المعيار شيء آخر , فنراه يقول:
لعل هذا الذي يقلدني ويتبعني , سيكون من أهل الجنة غداً وربما أكون أنا من أهل النار , فمن يعلم ؟ وعندها يزداد تواضعاً ويرى نفسه أكثر عصياناً من الجميع.
قبل قليل , سمعنا إمام الأمة يخاطب الشباب المتوجهين إلى الجبهة بقوله: إني أشعر أمامكم بالحقارة!
هذه الجملة تكشف عن سعة اطلاع قلب هذا الرجل الكبير , فأنتم بما أنتم عليه من الإيمان والإخلاص تجعلونني أشعر بالحقارة أمام بذلكم أنفسكم في سبيل الله.!
لو رافق التواضع هذه العلوم والمعارف فهو أمر حسن , وإلا فالشيطان كان يعرف الكثير لكن سوء حظه جعله يتكبر , وبلعم بن باعورا كان عالما ايضاً لكنه واجه نبي الله موسى ( ع ) وقال: لئن كان موسى مرسلاً من أجل بني إسرائيل , فإنما أنا من أجل العمالقة ! وأوقعه كبره في الغرور فأهلكه!
ويل لرجل الدين المتكبر !! وكذلك للجامعي المغرور !
فخطر الكبر لدى طلاب العلوم الدينية أسوء منه لدى الأخرين إذ الكبر لدى هؤلاء إنما تظهر آثاره في الأمور المادية أما في الناحية الدينية فهو مرتبط بالجاه والمقام , فالتسلط على المقام تسلط على القلوب , إذ تزين له النفوس لزوم التقدم على الآخرين , وتقول له: أنت أوفر علماً من فلان , وتوهمه أن بضع كلمات قرأها زيادة عن تميز عنه!.
فإذا لم تزده المعرفة زيادة في نور الإيمان لديه , فما الفرق بينه وبين الآخر العامي؟! لا بل إن ذلك العامي الذي قادته عاميته إلى الشعور بالعجز والانكسار , افضل بمراتب من ذلك العالم الذي لم تزده المعرفة إلا كبراً وغروراً , ذلك أن المقام يرتبط بالإيمان والعمل , والعلم الذي له ذلك القدر من الأهمية , إنما هو العلم بالله واليوم الآخر , إنه نور في القلب يكسب صاحبه المزيد من الخشوع.
إني أقل الأقلين
لو تفحصنا كل من كان له اهتمام بعلم التقدم والارتقاء لوجدناه أمام الإمام ( ع ) أشبه بقطره إلى بحر , ولو كان هو نفسه مدركاً لا عترف بذلك حتماً وانظروا إلى الإمام ( ع ) الذي هو معدن العلم , والذي عنده العلوم كافة , وانظروا ماذا يرى.
يقول الإمام زين العابدين ( ع ) في دعاء ( عرفة ) من الصحية السجادية
" وأنا بعد أقل الأقلين , بل أقل من الذرة "
فالإمام المعصوم يقول هذا القول ويقر بعجزه وذلته , بينما من يتوهم نفسه عالماً يتكبر ويقول: أنا أفضل من فلان , وأعلم منه.!
معيار القرب عند الله التقوى , فمن يعمل ليكون عالماً دينياً عليه منذ البداية أن يعرف حد المخلوق , وأن لا ينسى عجزه وفتقاره وأن لا يرى نفسه أفضل من الأخرين , أن لا يقول : ذاك من العامة , وأنا من الخاصة ! فماذا يعني هذا ؟ فريق كبير العدد , وفريق قليله , فهل يتكبر القليل على الكثير بحجة أنهم أكثر معرفة منهم ؟ !
" إني أشعر أمامكم بالحقارة "
أما إذا أصبح عالماً حقاً , فهو يدرك أن المعيار شيء آخر , فنراه يقول:
لعل هذا الذي يقلدني ويتبعني , سيكون من أهل الجنة غداً وربما أكون أنا من أهل النار , فمن يعلم ؟ وعندها يزداد تواضعاً ويرى نفسه أكثر عصياناً من الجميع.
قبل قليل , سمعنا إمام الأمة يخاطب الشباب المتوجهين إلى الجبهة بقوله: إني أشعر أمامكم بالحقارة!
هذه الجملة تكشف عن سعة اطلاع قلب هذا الرجل الكبير , فأنتم بما أنتم عليه من الإيمان والإخلاص تجعلونني أشعر بالحقارة أمام بذلكم أنفسكم في سبيل الله.!
لو رافق التواضع هذه العلوم والمعارف فهو أمر حسن , وإلا فالشيطان كان يعرف الكثير لكن سوء حظه جعله يتكبر , وبلعم بن باعورا كان عالما ايضاً لكنه واجه نبي الله موسى ( ع ) وقال: لئن كان موسى مرسلاً من أجل بني إسرائيل , فإنما أنا من أجل العمالقة ! وأوقعه كبره في الغرور فأهلكه!
ويل لرجل الدين المتكبر !! وكذلك للجامعي المغرور !
تعليق