إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اهمية الدعاء وخصوصياته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهمية الدعاء وخصوصياته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    للدّعاء دوره في معرفة الله، كما له دوره في عبادة الله بالتذلّل والخضوع والخشوع والاستغراق الروحي في التعبير عن الحاجة المطلقة ـ في وجود الإنسان ـ لله الغنيّ المطلق، بحيث تتحرّك العبادة في الجوّ والمضمون والإيحاء.
    فإنّ قيمة الدعاء، أنه ينفتح بالإنسان على الله ليطوف بفكره في مواقع عظمته، ومجالات نعمته، ليتعرّف إليه في كل صفة من صفاته، وكل اسمٍ من أسمائه، ما يفرض عليه الانتقال من أفقٍ إلى أفقٍ، ومن فكرة إلى فكرة. فإذا عاش هذا الجوّ الفكري الروحي المملوء بمفردات العقيدة وظواهر الكون وحركة الحياة، ورأى أثر ذلك في الوجود كله، وفاعليته في وجوده بالذات، امتلأت ذاته بعظمة ربّه، وشعر بالامتنان لنعمه، فكان الحمد لله تعبيراً عن كل ذلك الجوّ، وحيويّة ذلك الشعور، وحركية العبودية في الوجدان.
    وليس الحمد كلمةً تُقال، ولكنه فكرة تتحرّك في جولة الفكر الإنساني بكلِّ مواقع حمد الله في صفاته وفي ذاته، وفي علاقته بوجود الإنسان من حيث المبدأ والتفاصيل، فيعيش مع الله عيش المعرفة الحيّة التي يلتقي فيها العقل بالإحساس، والوجدان بالحركة.
    وهذا الدعاء يمثِّل الأسلوب الذي يتميّز به المنهج القرآني في الحمد لله، ليتوزّع معناه بين المناجاة في الروح، والمعرفة في العقل.
    يتبع

  • #2
    وهذا المنهج يقسم الى أربعة فصول:
    الفصل الأول
    نلاحظ، في بداية هذا الدعاء، إطلالةً على الجانب الفكري العقيدي في معنى "الأول والآخر" كصفتين من صفات الله، ليتحدّث عنهما بطريقة تختلف عن حركتهما في المخلوق، فالأول في وجود الأشياء حركة حدوث بعد العدم سابقة على وجود الآخر، والآخر حركة نهاية الوجود في سلسلة الوجودات التي تفنى فتنتهي إلى العدم، ليكون هو الذي يستهلكه العدم في النهاية.
    أما الأولية في الله، فهي أوّلية الأزل الذي لا ينطلق من العدم، بل هي نسبة للأشياء الأخرى في تقدّمه عليها، كما أنّ الآخريّة تمثّل تأخّره عنها، لا نهاية وجوده بعدها، ليكون في آخر السلسلة من هذه الناحية، لأنّه خارج نطاق الزمان كله. وهكذا يثير الدعاء مسألة استحالة رؤيته بأبصار الناظرين، وإدراك مدى صفاته في أوهام الواصفين، فلا مجال لأحد أن يحيط به في معنى جماله وجلاله.
    نسالكم الدعاء
    نوسي فاطمه

    تعليق


    • #3
      الفصل الثاني
      ويأتي الفصل الثاني، ليثير مسألة الحمد في خلق الخلق كلهم، فلم يخلقهم عن مثالٍ، بل كان ذلك كله ابتداعاً من إبداع ذاته، واختراعاً من وحي إرادته.
      وكانت سنّته ـ في حركة وجودهم ـ أنّه أطلقهم في الحياة في مجرى محدود بحدود السير على طريق إرادته في اتجاه إطاعة أوامره ونواهيه، والانفتاح على محبّته في الوقوف في مواقع رضاه، وجعل لكل واحد منهم نظاماً معلوماً محدّداً، فلا يملكون تأخير ما قدّمهم إليه، ولا تقديم ما أخّرهم عنه، فهو الذي يملك حدود الأشياء في علاقة الإنسان بها، وعلاقتها به. وتكفّل بأرزاقهم، فلكل موجود حيّ رزقٌ معلومٌ لا ينقص ولا يزيد عمّا حدّده الله، وحدّد لهم آجالهم، فلا يملكون حرية التحرّك في وجودهم خارج نطاق الأجل المحتوم، فهم يتحرّكون في أيام العمر نحوه، ويجهدون في أعوام الدهر للوصول إليه...
      فإذا جاء الأجل، كانت النهاية للحياة معه، ولكن لا لتموت في عمق الوجود الإنساني في ذاته، بل لتنطلق من جديد في عالم آخر ورحلةٍ جديدة، في المدى الذي لا يعلم نهايته إلا الله، فقد كانت الحياة الدنيا للعمل، وتبقى الحياة الأخرى للجزاء، لتنطلق المسألة معهما في نطاق التكامل بين المقدمة والنتيجة، ليحصل المحسنون على الثواب الجزيل من خلال إحسانهم، وليُعاقَب المسيئون بالعقاب الشديد جزاء إساءتهم، فذلك هو العدل الذي يحركه في أعمال عباده، في مواجهتهم للمسؤولية العملية في كل حركة حياتهم.
      وتلك هي قصة سنّة الله في الإنسان، في علم الله وحكمته، فهو الذي خلقه، وهو الذي يجري للوجود في ـ ذات الإنسان ـ نظامه بحسب حكمته ورحمته في كل ما يصلح أمره، ويعمّق تأثير وجوده في الحياة كلها، فلا يُسأل عما يفعل لأنه الخالق، وهم يُسألون لأنهم المخلوقون، والخالقية تفرض ـ في معناها ـ شمولية القدرة وحرية الحركة من حيث ذات الهيمنة المطلقة، والمخلوقية تفرض الخضوع المطلق للخالق في طبيعة الوجود وفي مدى حركته ومسؤوليته.

      تعليق


      • #4
        الفصل الثالث
        وفي الفصل الثالث، حديث عن الحمد، كنعمة من الله على الإنسان في إلهامه له وتعريفه إيّاه، فلولا ذلك، لانطلق الإنسان في أجواء مِنَن الله المتتابعة ونعمه الكثيرة، من دون أن يعيش معنى الحمد له، لاستغراقه في لذّاته وشهواته وألوان حياته المتنوّعة، ومن دون أن يتحرّك في تأدية الشكر لله على ذلك كله، لابتعاده عن إدراك أساس امتداد المنّة وترادف النعمة، الأمر الذي يسيء إلى معنى الإنسانية ويحوّله إلى حالة البهيمية، لأن إنسانية الإنسان تتمثّل في إحساسه بالقيمة وتقديره لها، وشكره للنعمة، وانفعاله الروحي بهما وانفتاحه على مصدرهما، باعتبار أنه يتعدى في نظرته إلى ما يقدّم إليه من موقع الحاجة الطبيعية التي تستغرق الموجود الحيّ في طبيعتها المادية، في علاقته بالجسد، إلى القيمة الروحية في دلالتها بمضمون العطاء والإحسان والإنعام، بما يفرضه ذلك من وعي الخير في تأثّر الإنسان به، فإذا فقد ذلك في عمق وجدانه، خرج عن معنى الإنسانية في ذاته، وتحوّل إلى مجرّد شخصٍ يستغرق في حاجاته دون أن يتعمّق في معناها الروحي في حركة الخير، فيكون ـ في ذلك ـ جسداً يأكل ويشرب ويلتذّ ويشتهي، كما هي البهيمة في إحساسها بالحاجة وانفعالها بها، بل هو أضلّ سبيلاً، لأنه يملك العقل والإحساس المنفتح على ما وراء المادة، بينما لا تملك الأنعام مثل ذلك، لارتباطها بالأشياء من خلال الإحساس المباشر، وربّما تكون ـ في بعض نماذجها ـ منفتحة على ممارسة الشكر، بانجذابها إلى مَن أحسن إليها في صورة وفاءٍ متحرّك في علاقتها به.
        وهكذا نقف أمام الحمدِ لله، في التوفيق لمعرفته، والإلهام لشكر نعمه، وحركة العلم في عقولنا في وعينا لربوبيته، وروح الإخلاص له في توحيده ونفي الشركاء عنه، وإبعادنا عن الإلحاد والشك، وتقريبنا من أجواء الإيمان واليقين، فنجد فيه الحمد المتنامي، القوي، المتصاعد، الذي نبني فيه للحمد قواعده في الحامدين الآخرين، ونحصل على السبق في ممارستنا له، والوسيلة التي تمنحنا النور الذي يضيء به لنا ظلمات البرزخ الذي يمثِّل الخط الفاصل بين الدنيا والآخرة، وتسهّل لنا سبيل الوصول إلى ساحة المبعث التي نواجه فيها مسؤولياتنا، ونشرف من خلالها على مواقعنا الجديدة، التي تنتظرنا من خلال نتائج أعمالنا في مواقف الأشهاد، التي يقوم الناس فيها أمام ربِّ العالمين، لتأخذ كل نفس جزاءها من خلال ما اكتسبته في حياتها، فلا يظلم الله نفساً شيئاً، لأنّ العمل هو المقياس في الثواب والعقاب، ولا يملك أحد التدخّل في أمر الله، في ما يريده لعباده من المصير في حركة القرب والبُعد، والجنة والنار، فإذا أرادَ إدخال أحدٍ النار وإنزال عقوبته به، فلن يجد له ناصراً من دون الله، مهما علا شأنه.
        وتنطلق بنا بركات الحمد الذي ينطلق من عمق الوجدان الإيماني، لترتفع بنا إلى أعلى عليين في كتاب مرقوم، يشهده المقرّبون، فتقرّ به عيوننا، وتبيضّ به وجوهنا، ونبتعد به عن نار الله إلى محل كرامته في جنّته، وندخل فيه مجتمع الملائكة والأنبياء في دار الخلود، لننضمّ إلى هذا الجمع في مواقع القرب إلى الله.

        تعليق


        • #5
          الفصل الرابع
          وفي الفصل الرابع، انفتاح الحمد على جمالات الخلق، في حسن الصورة، وإبداع الهيئة، وروعة التكوين، وحرية الحركة، وانفتاح العقل على كل مواقع الفكر في الحياة، ودقّة الأجهزة التي ركَّبها فيه، حتى تحوّل هذا الإنسان إلى موجود حيّ فاعل، في حركة وجوده ووجود الأشياء الأخرى.
          واستغراق الحمد ـ مع ذلك كله ـ في طيِّبات الرزق التي أعطت الإنسان في الدنيا عناصر القوّة والاستمرار في وجوده، وجعلته منفتحاً على لذّاته وشهواته، ومنطلقاً مع كل حاجاته الجسدية، ليجد في امتداد عمره ما يغنيه ويستلذّه ويشتهيه ويرتاح إليه ويُقبل عليه.
          أمّا علاقته بالكون من حوله، وبالمخلوقات الأخرى الحيّة والنامية والجامدة، فقد منحه الله السيطرة عليها كلها، من خلال ما أعطاه من عناصر القدرة في ذاته، ووسائل القوة في وجوده، وحيويّة العقل في حياته، وحرية الحركة في جسده، وسخّر له الكون كله وأعطاه مفتاح أسراره، وعرّفه سنن وجوده، وسلّطه على كل مواقعه ومصادره وموارده، فأصبح الإنسان السيّد المطاع في الكون بعزة الله. وهكذا عبّر الله عن ذلك بقوله سبحانه: {وسخّر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره} [النحل:12].
          وقوله سبحانه: {وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه} [النحل:13].
          وقوله تعالى:{وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً} [الجاثية:13].
          وقوله تعالى: {وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ وسرابيل تقيكم بأسكم} [النحل:81].
          وقوله تعالى: {وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [النحل:14].
          وقوله تعالى: {أوَلم يروا أنّا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون* وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} [يس:71-72].
          وقوله تعالى: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون* ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون* وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بشقّ الأنفس إنّ ربكم لرؤوف رحيم* والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً ويخلق ما لا تعلمون} [النحل:5-8].
          وهكذا نجد أنّ الله خلق الإنسان ليكون سيّد الأرض التي يحرّك في أوضاعها طاقته من أجل أن ينظّمها ويسيِّرها ويعمِّرها، من حيث موقع الخلافة التي أرادها الله في بداية خلق آدم(ع). وتلك هي النعمة الكبرى التي يرتفع بها شأن الإنسان ليحمد الله عليها ويشكره من خلالها.
          وينطلق الحمد في نطاق إحساس الإنسان بالعزّة أمام الكون كله والإنسان كله، لأنّ الله لم يجعله محتاجاً إلى أي شيء من أشياء الموجودات، فهي في ذاتها تختزن معنى الحاجة إليه تعالى، بل جعله محتاجاً إليه وحده، لأن كل شيء يمثِّل أداةً للخالق في إيصال نعمه إلى عباده، فليس لهم دور مستقلّ في ذلك كله، لأنهم لا يملكون الاستقلال في وجودهم وفي كل مفرداته الصغيرة والكبيرة.
          وتلك نعمة تتصل بالسموّ الروحي في معنى الحرية في المضمون المتصل بالتحرّر من الحاجة إلى الغير، وبالسرّ الوجودي في الافتقار إلى الله، والحاجة إليه في المضمون المتصل بتوحيد العبودية لـه.
          وتلك هي ـ في مجموع هذه النعم الكبرى ـ مواقع الحمد ومواضع الشكر، فكيف نطبِّق حمده؟ ومتى نؤدّي شكره؟..

          تعليق


          • #6
            نسالكم الدعاء بحق فاطمه وابيها والسر المستودع فيها

            المصدر هو كتاب الامام علي زين العابدين ع

            اختكم نوسي فاطمه

            تعليق


            • #7
              آجرك ِ الله أختي الحبيبة

              الله يفرج عنا و عنكِ

              قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ

              تعليق


              • #8
                قال الحبيب
                صلى الله عليه و آله وسلم :
                (لا يرد القضاء إلا الدعاء )

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خير الجزاء
                  على النقل المفيد

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم


                    مأجورين يا نوسي فاطمة ..

                    واسأل الله ان يديم عليك الصحة والعافية ..

                    وان يرزقك خير الرزق وان يجعل لك بركة في كل شئ ..

                    تحياتي وتقديري

                    اخوك ليث

                    تعليق


                    • #11
                      ماجورين يانوسي
                      قال الحبيب
                      صلى الله عليه و آله وسلم :
                      (لا يرد القضاء إلا الدعاء )

                      تعليق


                      • #12
                        الله يتقبل من الجميع ان شاء الله تعالى
                        ماجورين ولا حرمنا الله من مشاركاتكم القيمة يا نوسي
                        تحيات
                        الطويل

                        تعليق


                        • #13
                          جزاكم الله خيرا اختي نوسي فاطمة ومشكورين على النقل الجميل
                          تمنياتنا لكم بدوام الصحة والسلامة مع جميع الاخوة والاخوات الكرام ولا تنسونا من دعائكم

                          تعليق


                          • #14
                            اختي العزيزه سوبر شيعه اشكر مرورك المميز وقضى الله جميع حوائجك
                            اختي الغاليه على قلبي مجرد ذكرى ولكنك لست بذكرى بل واقع جميل جدا في حياتي
                            اي ملينيوم قضى الله جميع حوائجك
                            اخي العزيز الطويل لقد افتقدت كثيرا مشاركاتك والحمد لله على سلامتك برجوعك المنتدى
                            اخي طائر المساء شكرلك على الدعوه الجميله
                            اشكركم واسالكم الدعاء
                            نوسي فاطمه

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              " واذا سألك عبادي عني فأني قريب ، أجيب دعوة الداعي إذا دعان "

                              جميل ما تفضلتي به يا اختنا الفاضلة : نوسي فاطمة
                              قضى الله جميع حوائجك في الدنيا والآخرة ..
                              وانزل الأمن والطمأنينة عليك ..

                              شكراً جزيلاً
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد حاتم الاسدي; الساعة 26-10-2007, 10:11 PM.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X