إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حوار مع الروائية الأرجنتينية ايلزا أوزوريو

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع الروائية الأرجنتينية ايلزا أوزوريو

    حوار مع الروائية الأرجنتينية ايلزا اوزوريو:
    التونغو كرواية والرقص كحياة··
    خلال جانفي الفارط أقامت الكاتبة الأرجنتينية -المقيمة باسبانيا-/إيلزا اوزوريو/ لبعض الوقت بباريز للإشراف علي نزول روايتها تونغو ·افتتانا بهذا النص الروائي الجميل وبعض الشيء مدوخ، انتهزت الصحفية ايزابيل روشالفرصة لملاقاتها ومحاورتها والتي تحدثت مطولا عن التونغو، عن الأرجنتين، عن عملها كروائية· بلغة فرنسية ذات لكنة اسبانية لذيذة··
    ترجمة: فارس كبيش
    قمت بالعديد من الأبحاث لأجل هذا الكتاب، كم من الوقت تطلب منك خارج نطاق الكتابة الروائية؟··
    كنت مسبقا مهتمة بتاريخ التونغو منذ الثمانينيات، وقد درسته عن قرب وعمق قرابة عامين، بعد أن حاورت العديد من فنانيه وهواته الذين عايشوا بداياته الأولي وهم قد توفوا الآن، كنت قد جمعت العديد من الوثائق التي أوصلتني في الختام إلي كتابة هذه الرواية، وبدءا من التحرير الأولي لها إلي أن فرغت منها تماما يمكنني أن أقول أنها تطلبت مني ست سنوات مع العلم أن ما كان يحدث معي أناء تحريري للرواية أنني من حين إلي آخر أجدني بحاجة إلي معطيات أخري ومضطرة للعودة إلي الصيد، إلي البحث من جديد عن تفاصيل وإلي دقة معينة تعوزني، يمكنني القول أنني تهت بعض الشيء خلال بحثي الذي امتد بعيدا عن التونغو بالمعني المحدد للكلمة علي سبيل المثال، قرأت الكثير من الجرائد، المجلات النسائية العائدة لتلك الحقبة التي أنشأت ضمنها روايتي، الثلاث عشريات الأولي من بداية القرن العشرين كما استعنت بدليل التيليفونات للحصول عن أسماء شوارع وأحياء بيونس-آيرس التي تبدلت بصيغة قطعية وقد سمح لي ذلك باستعمال الأسماء الدقيقة أناء فترات محددة وبفضلها تمكنت من الحصول علي معلومات بشأن الترتيب الاجتماعي انطلاقا من المساكن: علمت انه كان هناك حلاق والي جانبه هناك هذا أو ذاك البوتيك، والي جانب ذاك البوتيك ذاك أو ذلك البوتيك··· حصلت عن معلومات دقيقة بشأن المحيط الذي وضعت به شخوصي، أيامها كانت هنالك حركية مكثفة للسكان، استطعت تتبعها بفضل دليل التيلفونات، تلك الاستشارات كانت تمنحني متعة كبيرة·· وقد نجم عنها دمج هوامش في صلب الموضوع وهي متعلقة بالحقبة التي أردت الحديث عنها بروايتي؛ طبعا، لم ألجئ إلي نسخ المعطيات وتجميعها· كنت أريد كتابة رواية وليس موسوعة تدقيقا /تونغو/ قبل كل شيء انه نص تخيلي لسرد تفاصيل تطور شطر من المجتمع الأرجنتيني خلال فترة محددة - ولا تزال تحت يداي كتل من الأرشيف بشأن تاريخ بيونس -آيرس والتونغو·
    قلت أن /تونغو/ نص تخيلي· لأي ذريعة بدءا من المعطيات يبدو لك أن هذا هو أفضل معمار لروايتك هذه؟·
    جوهريا لأنه لا توجد فترة مناسبة غير التي اخترت وضع روايتي بها- نهاية القرن التاسع عشر حتى بداية الثلاثينات- فقد ظهر لي أن التونغو، بأصوله وطريقة انتشاره بين مختلف الطبقات الاجتماعية، كان الظاهرة الفنية الأفضل للم شمل شخوص من أوساط اجتماعية مختلفة، التونغو لا يملك جذورا بالطبقات الملتزمة، فقد ولد بالضواحي، لدى الهامشيين: بالبورديلات التي باشرت في لعب هذه الموسيقي والرقص عليها· ولاحقا انتشرت بين الطبقات الراقية من المجتمع عن طريق أرباب العائلات الذين كانوا يبغون تغيرها· أيضا تم لعب التونغو بفناءات الكونفونتيجو/ - conventijo أو البيوت الكبيرة التي يعيش بها حوالي ثمانية أفراد بغرفة واحدة، وكانت هنالك أصوات تحرم التونغو لأنها كانت تعتبره أمرا مخلا بالحياء· التونغو ظهر بفرنسا عام .1910 والذي انتشر فعليا بفضل بعض الأثرياء الأرجنتينيين الذين كانوا يشطرون وقتهم بين بيونس-ايريس وباريز والذين تجرؤا علي رقص التونغو بالصالونات الاجتماعية ومن هنا التونغو اجتاح المراقص والتبرنات· حيث، أن هذه الموسيقي وهذه الرقصة أخذت من كل اتجاه، شاعت· افتتان الأوربيين بها أدهش الارجنتينين· منذ البداية تقبلوا التونغو ولم يفكروا البتة في أمر منعه· والأكثر إثارة طريقة تقبلهم له الذي كان دوما محدود الانتشار، هناك بالمناطق المنبوذة والبيوت المقفلة، لكنه كان يجد مكانه بجمعيات المهاجرين من الايطاليين واليونانيين···- وهذه المرة، الراقصون كانوا من عامة الشعب، وأيضا أقلية الإقطاعيين من ملاك المواشي الذين فتنوا بالتونغو وهذا ما ساهم في إنشاء مدارس مختصة لتتعلم بنات هذه العائلات الثرية ذات النفوذ رقص التونغو·
    روايتك مكتوبة بأسلوب نثـري راق، يلعب علي عدم انبتار العلاقة بين الرواة، والوقائع ووجهات النظر، حيث انك تعبرين من حقبة إلي أخري وتطورين بالتوازي مدارين سرديين منفصلين ربطتهما بحكايات فرعية··· هل هي طريقتك الاعتيادية أو بصيغة أفضل، أنك جربتها بـ/تونغو/ كأسلوب جديد لكتابة رواية؟؟·
    انه أمر اعتيادي بالنسبة لي أن اعتمد على تتابع آراء شخوص عدة حتي لو احتفظت بالشخصية الثالثة، فأنني أعطي سردا من وجهات نظر مختلفة أتزلج بحلبة ثم بأخرى··· وهكذا تباعا·· لحظات عرض مكافئة لدور كاميرا تنتقل من زاوية إلي أخري لإظهار مختلف زوايا المشهد· وجدت أن هذا الأسلوب المتعدد الأصوات هو الأنسب للسرد بحالة مثل /تونغو/ الحكاية تتطلب أبطال كثر، فضلا عن ذلك أن يكونوا منحدرين من أوساط اجتماعية وإيديولوجية، مختلفة تماما، متموضعين بمجتمع في خضم تبذل مفاجئ، مثقل بالنقائض· هناك بهذه الرواية، وجهة نظر استثنائية بعض الشيء: إنها ممثلة بالأصوات القادمة من التونغو، جنة خارج الوقت حيث تتلاقي شخوص الحكاية بعد موتها· وهذا ما سمح لي بتقديم نمط من الإشراف علي حكاية تلعب علي ظرفين، الثلاثون عام الأولي من القرن العشرين، والحقبة الحالية، وهذه الأصوات المتكفلة بالسرد وفقا لقوانين معينة إنها بالنسبة لسير الحكاية دورها مكافئ لما كانت تقوم به الفرق الموسيقية بالمسرح القديم· في الواقع هذه الأصوات النابعة من التونغو هي للعبة خلقتها علي هامش إنشاء الرواية: كي استرخي، تسليت بكتابة هذه التبادل بين شخوص توفيت· لاحقا صممت أن تكون تلك الحوارات جزءا من الرواية· وإذن احتفظت بها ودمجتها بشكل تمنحها دورا فاعلا بالسرد وهذا اعتمادا علي قواعد سردية· فعل استنطاق الكلمات هو من واجب الأدب الراقي - كل النصوص الأولي التي كتبتها بهدا السجل، وجدتني مهتمة بصيغة أكثر بالتاريخ، بالذاكرة الجماعية -لكن هنا هؤلاء /الأموات/ هم كوارث سردية أكثر منهم كمبدعين· أصوات هاته الشخوص الميتة إنها كرمشة عين تبرز نمط رائع، لعبة أتيحت لي كتابتها ضمنئ رواية واقعية- ليس فقط واقعية لكنها تاريخية، قائمة علي أحداث واقعية وشخصيات أصلية، فكما حرمت علي شخوص عيش أشياء محددة لكي لا يحدث تشابه بينها وبين الواقع - مثلا بعض العلاقات الغرامية كانت ممنوعةئ ببيونيس-آيرس بداية القرن العشرين - فخطر لي أن أتيح لها أن تعيشها بهذا الفردوس، بعد موتها، وكل ما كان بينها والموجود بالرواية عاشوه بكل الشجاعة التي يتطلبها الشغف بالتونغ، إنهم بين عيناي، وقد ربحوا الحق في الانخراط بالتونغو، حيث يشملهما الفرح السرمدي، حيث بوسعهم رقص التونغو بلائ رزانة ولعب الأكورديون بدون أن ينقطعوا ···
    ماهو الشطر الواقعي ضمن روايتك؟؟·
    أفراد العائلتان الذين عن طريقهم اسرد الحكاية بلا تخيل، أعطيتهم أسماء خيالية كي لا تكون هناك مشاكل مع هذه العائلة أو تلك العائلة التي تملك سلطة ونفوذ هذه الأيام· لكن هاتان العائلتان تخيلتهما انطلاقا من معطيات مؤكدة، عاداتها وأعدادها، ردود أفعالها وسلوكياتها، تصرفاتها مطابقة لكل ما كان سائدا بتلك الحقبة· كل الأحداث التاريخية التي اتخذت منها مرجعا بالرواية هي حقيقية· ما يتعلق بطابع التونغو، /جيون مونتييه/ غير موجود لكن باقي موسيقيو مختلف الاوركسترات التي تكلمت عنها موجودون فعلا- إبداعي الروائي كان باللعب بتكوينات هذه الاوركسترات··· عندنا /روزا/، المغنية، ليست بشخصية تاريخية لكنها حصيلة نموذجية للشكل الذي كانت عليه أوائل مغنيات التونغو· بدقة تامة شديدة خلطت بين ماهو تاريخي وما هو تخيلي، أيضا الشخصيات الواقعية المؤثرة- مثلا، عندما ذكرت أن /ايزادورا دونقهون/ رقصت التونغو وهي لا ترتدي شيئا آخر غير علم الأرجنتين، هذا حدث فعلا، وقد خلق فضيحة جسيمة· لكنني خلقت كل تفاصيل الحادثة حيثما حدثت لكن مع شخوص روايتي·
    لماذا نقوم بقطع استحضار الماضي عنذ سنوات 1930؟·
    لأن 1930 عام أول انقلاب عسكري· إنها حقبة ذات أبهة عظيمة علي المستوي الاقتصادي والثقافي· كان هناك فيض كبير من المهاجرين، أتوا من كل زوايا العالم تقريبا· بيونس-آيرس تغيرت كثيرا، أصبحت ميتروبول حقيقية، والتونغو نوع من الرمز، الذي رافق خطوة خطوة التحول الذي طرأ علي ذلك المجتمع المختلط حيث النازحين الجدد اندمجوا وخلقوا لغة مستعمرات· سأوضح، بالارجنين، ما يقصد بمصطلح لغة مستعمرات créole// معقد شيئا ما· انه مصطلح يطلق بصفة عامة على كل الذين استقروا بالبلد منذ فترة طويلة· لكن يجب التمييز بين المعمرين الأسبان، والهنود· بحيث انه بالأرجنتين، لا نتحدث أبدا عن الهنود كنازحين، يطلق عليهم سكان الأقاليم، وهذا لا معني له وهذا يهدف إلي إقصاء السكان الهنود، وهذا بهتان كبير· العائلتان اللتان من خلالها سردت حكاية التونغو- انهما مزيج، مختلفتين اجتماعيا· إن أردنا الفرق في عدد الأبقار التي يستحوذون عليها من ناحية أخري هي أيضا، موسومة بسيل النازحين· خصوصا من خلال شخصيتي /يوفان/ الفرنسية،و/إيغور/ الروسي·
    استحضرت التونغو، الماضي، وضعيات الراقصين بمنتهي الدقة- وبكثير من النباهة الشعرية· بلغت درجة جعلت من التونغو يظهر لنا علي أنه شخصية موهوبة تحمل رسالة· وهذا دليل علي خبرتك بهذه الرقصة وهذه الموسيقي· ترقصين التونغو؟·
    اجل وبمتعة كبيرة ! لكنه لم يكن جزءا من شبابي ولا من مراهقتي - بتلك السن كنت أصغي إلي البيتلز (ضاحكة)··· رغم انه كان حاضرا بشكل جيد، كنت اسمعه بالبيت، لدرجة أن أبي من وقت إلي آخر كان يشرع في غناء شيئا منه· التونغو جزء من الارجنين كفلكلور· عندما تركت البلد· بسن السادسة عشر، بأوربا وجدت التونغو لأول مرة بايطاليا وهذا اثر بي كثيرا لان هذه الموسيقي لم تكن بوجه خاص جزء من عالمي الموسيقي بذلك الوقت· سنوات من بعد، التحقت ببعض الأصدقاء الأجانب الذين اخذوا دروسا بالتونغو هناك بيونس-آيرس، فذهبت أرى كيف يتم ذلك بالميلونقا - انه الاسم الممنوح لحلبة رقص التونغو- شعرت بأن الناس يرقصونه بدون أدني نوستالجيا وهكذا أصبحت مهتمة بالتونغو بطريقة عقلانية، أصبحت مهتمة بفهم مقاصده الاجتماعية، معرفة تاريخه··· الخ· التونغو أثارني أدبيا وأيضا صدمت بتنوعه الأشخاص الذين يرقصونه بحماسة· ثم بعد فترة من إقامتي باسبانيا، عدت إلي بيونس-آيرس ورأيت كيف أن التونغو أصبح ظاهرة حقيقية بين الناس، الكل يرقصه بكل مكان بمختلف أجياله··· قلت انه افتتان بالضرورة ذو علاقة بحالة من الحالات الاجتماعية؛ هذا حدث عامين قبل وقوع الأزمة الاقتصادية الحادة 2001- أزمة بحدة كهذه والتي توقع لها البعض أن تتسبب في الاختفاء التام للأرجنتين كدولة···- وكل الجمل التي كنا نسمعها بالميلونقا كانت هذه:
    /انه ممتع، هنا، إننا لا نفكر سوي أن نرقص/- وعندما ندفع بباب ميلونقا من خلفنا كأننا ندفع بالمشاكل بمجرد دخولنا·· وهذه الرغبة في الهرب من المشاكل دفعت إلي اختلاط ناس كانوا في الأحوال العادية من غير الممكن أن يتجاوروا· وفكرت بظاهرة مماثلة ظهرت بسنوات .1912 ,1910 إنني مقتنعة أن مراقبة الطريقة التي نرقص بها - وماذا نرقص تعلمنا الكثير عن مجتمع معين
    من لفظة الكتابة والتركيب، تحريرك لروايتك هل تأثر بشكل خاص بتجربتك كسيناريست أم بإيقاع التونغو؟·
    عندما قارنت منذ لحظات الراوي بدور كاميرا، لم أكن أفكر بالطريقة التي كتبت بها /تونغو/ فحسب -اعتقد أنها هذه المقارنة صالحة للتعميم · عندما نتحدث عن الموسيقي، عرضت بالمقابل عملا أدبيائ يتيح للقراء فهم التونغو عن طريق جملي النثرية· شئت أن اشتغل هذا علي ريتم يوحيئ لتونغو تلك الحقبة التي أنشأت بها روايتي - القسط الحرج هو عندما لا تكون هناك غنائية· أردت أيضا إيصال حركية الأجساد··· بالإضافة، الإشكاليات تفاقمت لان الناس يرقصون كثيرا داخل الرواية، ووجب علي في كل مرة محاولة كتابة الأشياء مختلفة (ضحكات)، أظنني وفقت في منح كتابتي ريتم موافق لموسيقي التونغو، وأنني تمكنت من منح كتابتي بعض الوضوح - أتمني علي الأقل· بالمقابل أتمني أن أكون قد وفقت لإيصال فكرة أن التونغو ليس مجرد رقصة، واكثر من موسيقي: انه نمط عيش حقيقي · أظنه تمكن من لم شمل بشر رغم اختلافاتهم الثقافية والاجتماعية، بسبب الدور الممنوح للرجل وللمرأة· عندما يرقصان معا فهذا يعني أنها يمشيا معا، بتناسق - وبهذه الطريقة أغلبية الأزواج، اليوم يواجهون الحياة المشتركة· النساء لم تكن أبدا مرغمات على مرافقة أزواجهم· لست متفقة مع الذين يقولون بان التونغو مازوشي: بالنسبة لي -وهو رأي الشخصي، وليس حكما قاطعا··· التونغو قبل كل شيئ هو التماس للتناسق بين الرجل والمرأة اللذان يرقصانه·
    كتابتك في حالة حسنة، وهذا ما قد يمنح عملا ممتعا للمترجم جون- ماري سان لو··
    تبادلنا الكثير من الرسائل وكان يتصل بي عندما يحدث له لبس بين تلك الكلمة أو تلك، انه يطالبني بدقة اكبر، خاصة فيما يتعلق بصور التونغو، ولأي مدي يجب عليه استعمال ألفاظ معقدة· وكنت أرشده من خلال شرحها بالاسبانية وبأي صورة هي مرتبطة بتلك الكلمة أو بتلك· المصطلحات الخاصة بالتونغو، المشكلة الأخرى بالنص تكمن في احترام المستوي اللغوي لكل شخصية - من دون أن نهمل أن المستوي اللغوي هو الآخر سؤال ظرف، مثلا، إنكم لا تستعملون قسريا مع أصدقائكم نفس القاموس اللغوي الذي تستعملونه مع عماتكم المسنات (ضاحكة)· لذا أجدني مرغمة علي استعمال كلمات محددة، تفاديت أن أكون متصنعة- لكنني كنت جد حريصة عل احترام اختلاف اللهجات المرتبطة بالأصول الجغرافية لأبطال الرواية: فمن الواضح أن أرجنتيني ذي أصول ايطالية لا يتكلم نفس اسبانية أرجنتيني ذي أصول فرنسية أو اسبانية· فقد حاولت إحياء اللطافة الشفهية للاسبانية، لكن الترجمة الفرنسية محت أغلبيتها·
    استعملت العديد من الكلمات الفرنسية بنصك الأصلي· لماذا؟·
    الحقبة التي وضعت بها روايتي، كانت الثقافة الفرنسية حاضرة بالأرجنتين حيث أن الكثير من الكلمات والألفاظ الفرنسية متداولة تماما كما يحصل باسبانيا التي يتحدث بها هناك طلبة الطب الذين يحصلون على دروس مجملها بالفرنسية، أيضا الكتاب، الكل يكتبون بالاسبانية، ولديهم محاولات يطعمون نصوصهم تلك بكلمات فرنسية · وهذا لم يكن بازدواج ثقافي، كان مجرد حالة لغوية عرفتها تلك الحقبة حالة لغوية لشخصية مثل/يوفان/، فتاة فرنسية متميزة ببلادة لكنها بسيطة، لديها سوء فهم· الكلمات الفرنسية إذن هي جزء لا يتجزأ من اللغة، ولم تكن لها هيئة الكلمات الدخيلة لذا لم أشأ بالنص الأصلي تمييزها بأن تكون واضحة بخط ايطاليك /مائل- قد كان هذا الأمر موضوع نقاش مطول مع الناشر الاسباني· بالنص الفرنسي، كان واجبا تمييزها بخط ايطاليك للتلميح أن هذه الكلمات كذلك ضمن النسخة الاسبانية، ومن جانب آخر الذوبان اللغوي ليس واضحا، على كل حال، إنها بدون فائدة ظاهرية لو أننا حافظنا علي الطابع الروائي لمجمل النص·
    وضحت بنهاية الكتاب انك كتبته خلال تواجدك بإقامة /لا فيلا مونت- نوار/· إذن أنت ذهبت إلى هناك مع كل معطياتك، بطريقة نفهم انك تفرغت لكتابة الرواية؟·
    هذا هو· هناك لم أكن اشتغل بالضبط إلا علي الرواية، الأبحاث الأولية تمت هناك بيونس-آيرس ، بباريز، بمدريد ··· سافرت كثيرا، مرة تراكمت المعطيات وجدت انه من الممتع أن أكون بالريف، وسط الهدوء والصمت، للكتابة· الأجواء الصامتة أنها أساسية: إنها تضعني في محمي من التلوث اللغوي، واستمتع بالكثير أن أكون أذن صاغية للغة كل شخص- وهذا ما هو عسير علي بباريز، مثلا، فقد غرقت في اللغة الفرنسية، أيضا الاسبانية الموجودة هناك ببونيس-آيرس لكنها ليست ذاتها التي بمدريد·
    الآن بعد أن تم نشر كتابك، كيف تعيشين ما بعد /تونغو/؟
    عندما أتممت /تونغو/، مباشرة باشرت العمل علي مشروع روائي آخر، والذي لازلت اشتغل عليه إلي حد الآن، منذ أن أتممت /تونغو/، اكتشفت متعة الرقص، لعبت قليلا من التونغو بطريقة أكثر سذاجة· بطبيعة الحال كنت في حالة عجز عن رقصة طيلة الفترة التي كرستها لكتابة هذا الكتاب: أحسست انه يجب علي أن أتوقف عن الرقص كشرط للبقاء وفية لشخوصي، وخاصة تلك الفترة التي كان علي خلالها أن أكون أكثر انتشارا وان اكتب بطريقة صحيحة·
    يمكننا أن نقول بان العودة إلي رقص التونغو بالنسبة لك أسلوب للعودة إلي العالم؟·
    نعم، شيء من هذا القبيل· يمكنني أن أعيش التونغو من جديد لكن بأسلوب أكثر خفة، مثل أية هواية - وهو متعة لأنني أهوى رقص التونغو·!

    منقول لتعميم الفائدة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X