يقول ( د.ابراهيم الخضير "استشاري الطب النفسي" )
قبل سنوات، عندما كنت اتدرب في الطب النفسي في ادنبرة باسكتلندا كانت معنا زميلة تركت ادنبرة عاصمة اسكتلندا ومركزها الثقافي، وذهبت لتعمل بمستشفى في احد القرى النائية في شمال اسكتلندا وتعرف هذه المنطقة بالمناطق المرتفعة (High Lands) كانت هذه الزميلة من النوع اللطيف الطيب من الشعب الاسكتلندي. عندما قابلتها بعد اشهر او ربما عام بعد تركها لنا، سألتها عن خبرتها في العمل في القرى الاسكتلندية النائية، حيث ان هذه المناطق (المناطق المرتفعة) تتميز بأرض تختلف طبيعتها عن بقية مناطق اسكتلندا، وينتشر فيها شرب الويسكي بشكل كبير وذلك نظراٍ لطبيعة الطقس البارد جداً، وكذا شبه العزلة التي يعيشها الناس هناك. روت لي هذه الزميلة استغرابها الشديد لانتشار العلاقات الجنسية بين المحارم، قالت إن هذه العلاقات تكاد تكون هي الاكثر انتشاراً في العلاقات الجنسية. سألتها عما اذا كان لديها تفسير ففي ادنبرة مثلاً توجد مثل هذه العلاقات ولكن يعتبر امراً شاذاً وليس القاعدة. قالت إنها ليس لديها تفسير علمي مقنع عما يحدث لكن ربما يكون انشغال الاهل عن الابناء، وكذلك انتشار الافراط في شرب الكحول بالذات الويسكي الذي يشربه الناس هناك مثل شربهم للماء.
العلاقات الجنسية بين المحارم او مايعرف ب "زنا المحارم" قضية خطيرة وقد تنبه لها الدين الاسلامي منذ بداية تبلور الحاسة الجنسية عند الفتى اوالفتاة، فقد امر الرسول صلى الله عليه وسلم الاهل بأمر الابناء بالصلاة لسبع وضربهم عليها في العاشرة من العمر وامر بالتفريق في المضاجع بين الاولاد والبنات، خشية لوقوع المحظور ووقاية من خطر عظيم، فهذا التوجية النبوي الشريف فيه سد لثغرة قد ينفذ من خلالها امر غاية في الخطورة وهو بدء العلاقة الجنسية بين الاخ واخته. لقد وجد كنزي (Kinsey عالم امريكي درس السلوك الجنسي ولد عام 1894وتوفي عام 1956ويحمل الآن اكبر معهد للدراسات النفسية الجنسية اسمه في امريكا. نشر اشهر دراسة للسلوك الجنسي للرجال عام 1948وأخرى للنساء عام 1953واعتمد في دراساته تلك على مقابلة 18500شخص) بأن اكثر علاقة في زنا المحارم يكون عادة بين الاب والابنة، والعلاقة بينهما تأخذ علاقة اجانب اكثر من كونها علاقة اب بابنته. العلاقة الثانية الاكثر انتشار في العلاقات الجنسية بين المحارم هي العلاقة بين الاخ وشقيقته، فقد وجد كنزي ان هذه العلاقة تنشأ بسبب القرب الجسدي خاصة المشاركة في الغرفة او المشاركة في الفراش بين الفتى والفتاة في سن صغيرة، يظن معها الاهل بأن الابناء لم يعرفوا الجنس بعد بينما في الحقيقة ان الابناء يتعرفون على الامور الجنسية في سن اصغر بكثير مما يتوقع الاهل، لذا فإن التفريق في المضاجع مهم جداً منذ الصغر، وكذلك يكون الافضل لو كان للفتاة غرفة مستقلة عن شقيقها الشاب ( أو غرفة للاولاد وغرفة للبنات) فهذا اكثر امناً ويقي من الوقوع في الفتنة.
إننا في مجتمع شق طريقة بسرعة كبيرة نحو المدينة، واصبح نمط حياتنا في كثير من جوانبه نمطاً غريباً، هذه حقيقة لايستطيع عاقل انكارها. ففي منازلنا وفي مكاتبنا وفي سفرنا وترحالنا نكاد نسلك المسلك الغربي، الاقلة قليلة ممن رحم ربك. هذه النقلة السريعة للمدينة الحديثة كان لها جانب ايجابي لاشك فيه، لكن ايضاً تركت جوانب سلبية في حياتنا الاجتماعية. فقد اصبحنا اقل احتياطاً في توخي الجانب الاخلاقي فيما يتعلق بما يجب ان ترتديه المرأة بين محارمها، فكون الرجل محرماً للمرأة لايعني ذلك ان ترتدي الملابس الخليعة خاصة اذا كان هذا المحرم شاباً غير متزوج. جانب آخر وهو يستحب عدم الاختلاء بين المحارم في سن معينة، كسن المراهقة مثلاً، فلايستحسن مثلاً ان يختلي المراهق بقريبته سواء كانت شقيقته او خالته او عمته او غيرهن، ثمة نقطة مهمة في هذا الامر وهو مراقبة الاهل للفتى والفتاة، خاصة الأم، التي هي اقرب للأبناء، وكما يجب على الام مراقبة ابنتها دون التشكيك في سلوكها ولكن يجب ان تكون على دراية بما تفعله الابنة، وللأم حاسة قوية تجاه ابنتها، حتى لكأن الحبل السري لم يقطع بينهما! اقول ذلك ليس لكي اقول بأننا مجتمع- لاسمح الله- منحل او تتفشى فيه هذه الظاهرة، ولكن اقول ذلك من موقع عملي كطبيب نفسي عليه ان ينصح قبل وقوع الخطر لا ان ننتظر وبعد ذلك نندب ونشجب!

الموضوع منقووووووووووول
المصدر========>>
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...e/SAHA_648.php