
تداول الإعلام العالمي بكثافة الجدل القائم حول استعمال الخلايا الجذعية في معالجة أمراض كثيرة مستعصية. وتدخلت الإدارة الأمريكية الحالية لمنع استعمالها في الولايات المتحدة الأمريكية بينما سمحت بها الحكومة البريطانية، فما هذه المعالجة الفريدة وهل هي فعلاً عجيبة وعلاج المستقبل لجميع الأمراض كما يدعي العديد من العلماء والاختصاصيين أم هي بدعة طبية معرضة للفناء كما يصورها بعض الأطباء؟
ورغم أن هذه الصفحة الطبية التي أتشرف على إعدادها أسبوعياً تحوي آخر الابتكارات في حقل أمراض الكلى والمسالك البولية والتناسلية وغايتنا الرئيسية تثقيف القراء والمرضى حول الأمراض الشائعة في اختصاصنا لأنني مقتنع أن التثقيف الصحي ضرورة اجتماعية ومن أسس المعالجة الفعالة والناجحة فسأحاول أيضاً مناقشة آخر التطورات والاقتراحات الطبية عامة ليتسنى للقارئ العزيز أن يحصل على آخر المعلومات الطبية المهمة.
فلنعد الآن للمعالجة بالخلايا الجذعية وأهميتها وأسباب الجدل في تطبيقها والعقبات الشرعية والأخلاقية في استعمالها.
إن الخلايا الجذعية في الجنين تنمو لتصبح خلايا متخصصة تتكون منها جميع أعضاء الجسم. وبعد الولادة يواصل الجسم إنتاجها على مدى الحياة وتصبح وظيفتها أكثر تخصصاً، وإذا ما تمكن العلماء من ضبطها وتوجيهها ليتمكنوا من استعمالها لاستبدال الخلايا العصبية المتضررة في بعض الأمراض العصبية مثل مرض "الباركنسون" (مرض الرعاش) ومرض "الزهايمر" وغيره وإلى تكوين أعضاء جديدة كالكلى والكبد وحتى القلب ليستبدلوا الأعضاء المتضررة بها، ويعتقد بعض الباحثين أن لهذه الخلايا المقدرة على النمو والتخصص لتصبح أي عضو بالجسم. وهناك عدة اختبارات حيوانية تجرى في الوقت الحاضر لإثبات هذه الرؤية. وإذا ما نجحت هذه الاختبارات فستفتح آفاقاً طبية شاسعة لمعالجة الكثير من الأمراض المستعصية وحتى العقم ومرض السكري وغيره، وتبرق آمال جديدة لدى الملايين من المرضى في جميع أنحاء العالم.
ولكن بالرغم من هذا التطور الطبي الفريد والعجب مع امكاناته العلاجية التي لا حدود لها هناك عدة عقبات لتطبيقه فعلياً وأهمها شرعية وأخلاقية. فمن المحتمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى موجة من الإجهاض غير الشرعي لاستعمال خلايا الجنين الجذعية لتكوين أعضاء تباع بالأسواق فتصبح تجارة طبية تدر الملايين على بعض الشركات أو حتى الأمهات التي ستقبل بإجهاض جنينها مقابل حفنة من المال ويصبح الحمل والإجهاض مهنة لتلك النساء التي لا تملك أي ضمير حي أو إيمان.
ولتفادي هذا الخطر نجح فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية من استعمال خلايا جذعية من المريض البالغ نفسه وتجري الأبحاث على استعمالها بدلاً من خلايا الجنين ولكن بعض العلماء يعتقدون أن لهذه الطريقة حدوداً وأن استعمال الخلايا الجذعية من الجنين أكثر فعالية وامكاناته أوسع للتوصل إلى أفضل النتائج.
وهنا يزيد الجدل قوة وضراوة على جميع المستويات منها الحكومية والطبية والشعبية والشرعية ولايزال يصعف عالمياً. فإذا ما وجدت حلول لتلك العقبات ستمكن هذه التكنولوجيا الجديدة من إحداث ثورة طبية لا حدود لها وتفتح آفاقاً واسعة لمعالجة أغلبية الأمراض المستعصية.
الموضوع منقووووووووووووول
المصدر=========>>
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...e/SAHA_633.php
تعليق