أجل ذلك صحيح هناك بعض النساء للأسف من يستغللن هذه المسألة في كل صغيرة وكبيرة من أجل الحصول على طلباتهن فيقلبن حياتهن وحياة ازواجهن أو اسرهن الى حياة تعيسة ومملة قد تتسبب مع الوقت الى نشوء مشاكل كبيرة إذا لم تتوقف المرأة عن هكذا فعل ولا شك يجب على الرجل توخي الحذر وأن لا يندفع في كل مرة بعاطفته بل لابد له أن يرى الامور بعقلانية أكبر كي لا يكون عاملا وسببا في تجذر هذه الصفة في تلك المرأة

نعم أكيد إذا تقاعس الحاكم والمسؤول عن أداء واجبه في تسهيل وحل المشاكل التي تواجه المجتمع فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يتقاعس الأفراد أو أصحاب المشكلة أنفسهم عن إيجاد الحلول المناسبة لها وفي الحياة متسع يمكن استغلاله إذا ما سهلنا الامور على أنفسنا

رسالتي للآباء :
أن بأيديكم الكثير لتقدموه على هذا الطريق منها

تربية الأبناء تربية يصل فيها الفرد منهم الى سن الزواج وقد تكونت لديه مجموعة من القدرات والمفاهيم التي تساعده على الدخول في مشروع الزواج بكل كفاءة وإقتدار كتربيتهم مثلا على تحمل المسؤولية والاستقلالية وتزويدهم بالثقافة الأولية عن الحياة الزوجية وبذلك نختصر الحل للكثير من المعوقات التي عادة ما تواجه الشاب والشابه وتعطيهم القابلية وتمنحهم المزيد من الدافعية للإقدام على الزواج

تشجيع الأولاد أو الشباب على الزواج المبكر ما أمكن والوقوف معهم لحل المشاكل التي قد تحول دون ذلك , وأن يتم إيلاء قضية الزواج كامل الإهتمام وعدم إهمالها الى أن يتقدم العمر بالشاب كثيرا ومحاولة مساعدته بإدخار المال له مثلا

أن لا يكونوا حائلا يمنع بناتهم من الزواج في حال تقدم من يكون زوجا صالحا لإحداهن بوضع العقبات التي لا مبرر لها كرفع قيمة المهور والشروط الكثيرة في العريس او في تفاصيل مراسيم الزواج

رسالتي للشباب :
أن لا تقف وتنتظر مساعدة الآخرين لك بل عليك أن تجتهد لحياتك ومستقبلك بنفسك وتبنيها بجهدك وكدك وتعبك لتصل الى غايتك في تكوين الاسرة السعيدة وما يصل إليك من مساعدة الغير فهو زيادة في الخير واعلم أن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة

رسالتي للفتيات :
أن تكون الفتاة أكثر تفهما للمشاكل التي قد تكون سببا لتأخرها في الزواج والصعوبات التي قد تواجهها كي تتخذ الإجراءات والخطوات المناسبة فلا تُصعّب أمر الزواج على نفسها أكثر من دون أن تشعر , مثلا قلة التواصل الإجتماعي للفتاة خطأ كبير بإعتقادي فلا بد للفتاة أن تُكوّن لها شخصية داخل مجتمعها وأن يكون لها حضور ملموس ما أمكنها ذلك , أن تحاول قدر الإمكان عدم الإكثار من المواصفات المطلوب توفرها في العريس وأن لا تجعل مطالبها تلك عائق ومشكلة في ذاتها تُعثر أمر الزواج , أن تعيش متفائلة دوما وأن لا يكون لليأس مكان في حياتها

بما أنني ذكرت أمر الخروج من الجسد من قبل فلا أجد أفضل من هذا الجواب لهذا السؤال , فهذا الأمر جعلني أرى الحياة بشكل آخر تماما بل وكأنني أعيش في عالمين مختلفين أحدهما عالم مثقل بالمادة وقيودها والآخر واسع متسع حر كأن لا قوانين تحكمه أو تحده وهذا عمق فيني مشاعر كثيرة منها الشعور أحيانا بالوحشة والخوف من المستقبل البعيد وعن ما هو نوع المصير القادم عند الإنتقال النهائي لذلك العالم والذي لم أرى حتى الآن سوى أجزاء ومقاطع صغيرة جدا منه بعضها مفرح وجميل ولكن بعضها الآخر شديد الوحشة ومخيف جدا وغريب عن هذا العالم وتصوراته

لم أقصد الإرعاب والتخويف ولكن قصدت من كلامي التنبيه والتحذير فعاقبة امر الإنسان بعد هذه الدنيا لا يمكن لأحد أن يضمنها إلا برحمة الله تعالى وبتمسكنا بأنوار النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام وإتباع نهجهم
وسأشرح قصدي من الوحشة والخوف في جوابي على حديث الاخت راهبة الدير فتابعينا

في البداية اشكرك اختي راهبة الدير على هذه الإلتفاته والتنبيه الجميل واللطيف وحقا عندما يلج إنسان مقصر مثلي لذلك العالم فمن المؤكد انه سيتذكر تقصيره الكبير وقلة زاده وإستعداده فتنتابه مشاعر الخوف والرهبة فما أنا وما قدري ومن أكون أمام أهل التقوى والعرفان ؟؟
وما أتكلم عنه من أمر الخروج من الجسد الله أعلم بحقيقته فقد يكون له علاقة بما لدى أهل العرفان وقد لا يكون؟ وهم أعلم بما عندهم

الخروج من الجسد ليس فقط في وقت النوم لكن في أي وقت يشاء يستطيع أن يستلقي بجسده المادي ويخرج وهو بإرادته ولديه القدرة على التحكم وما أقوله في العادة هو جزء من الحقيقة لتقريب الفكرة فقط وإلا فالمسألة أكبر بكثير ولا يمكن إحاطة وذكر كل تفاصيلها بهذه السهولة , وللخروج من الجسد أنواع وأشكال وكيفيات مختلفة فهو ليس شيئا مصمتا او متشابها في جميع المرات , الى درجة يمكن معها القول أن كل مرة تتم عملية الخروج من الجسد تعتبر تلك الحالة حالة فريدة من نوعها وقد يكون بها من الامور ما لم تكن في سابقتها , كما أن بعض الحالات يكون الخارج من جسده يستطيع أن يشعر ويسمع من خلال حواسه الموجودة في جسده المادي في نفس اللحظة التي يكون فيها خارج جسده بجسده الاثيري او بحقيقته الروحانية الاخرى

بالاضافة الى ذلك توجد مظاهر كثيرة لقدرات الروح وليس بالضرورة كلها تكون بنفس الكيفية بل تتخذ أنماطا متعددة وهنا يجب تحديد ماهية وحدود ما يدخل تحت تعريف كل من كلمة ( التجرد ) لدى أهل العرفان وكذلك الحال بالنسبة لما يدخل تحت تعريف ( الخروج من الجسد ) من الحدود والكيفيات لتلك الظواهر , فعلى سبيل المثال توجد ظواهر اخرى مثلا يكون فيها الشخص جالسا او غير نائم فيرى أن جزءً من وعيه قد خرج منه ليكون قريبا منه أو ليذهب بعيدا فيرى ويسمع ما يجري في ذلك المكان ثم يعود بسرعة في إلتفاته سريعة وهذا لا يعتبر خروج من الجسد بالمعنى المتعارف عليه وقد حصل لي مثل هذا كثيرا , وفي حالات متطورة يستطيع الفرد التحكم بتوجيه وعيه الى المكان الذي يريد بدرجة ما حسب قدرته

ومن تكون لديه القدرة على الخروج الإختياري في العادة يمر بتجارب اخرى وهي الخروج الغير إختياري وهذا النوع من الخروج له مغزى في كل مرة وهو عبارة عن رسالة ما من ذلك العالم محتواها جوابا لقضية ما قد تهم ذلك الشخص ولعلي والله العالم أرى أن جزءً ما على الأقل مما جرى للسيد هاشم بعد ان اعتدت عليه حماته بالسب والشتم هو من هذا القبيل فهي بمثابة رسالة تخبره بأنه أعلى وأجل وأسمى من أن تناله تلك الشتيمه وهذا بالفعل يدل على عظيم قدر هذا السيد وتمتعه بحاله راقيه وساميه جدا من القدرة على التجرد بحيث أنه مر بتلك الحالة وهو في كامل يقظته

بالنسبة لتعريف ما يجري للروح أثناء تلك الحالات وبغض النظر عن الاختلافات بين التجرد والخروج من الجسد فإن تعريف حقيقة ذلك الأمر ليس بالامر السهل وهذا يعتمد بالدرجة الاولى على مدى معرفتنا بالروح وماهيتها ولا ننسى أنها موجود مجرد ومن المؤكد أنه لا يعتبر قولنا ( خروج الروح أو خروج من الجسد ) قولا صحيحا تاما في هذه الحالة بناءً على خاصية التجرد في الروح وما قولنا ذلك إلا تجاوزا لأن الألفاظ واللغة قاصرة عن وصف حقيقة ما يجري بالفعل , خصوصا إذا ما عرفنا ان الروح أصلها من جنس عالم الملكوت وليست من عالم المادة

اما السبب الذي جعلني أذكر حالة الوحشة والخوف هو ما رأيته في ذلك العالم المجرد من كل شيء العالم الغير مألوفه طبيعته وحقيقته إلينا فهو غريب بقوانينه وأبعاده وهذا سبب وحشته , فليس الخروج من الجسد هو فقط لرؤية ما في هذا العالم المادي من بشر واجسام وأحداث ولكن يتعدى ذلك بكثير فالخارج من جسده قد يدخل في عالم ملكوتي بعيد كل البعد عن كل ما له علاقة أو صلة بهذا العالم بحيث لا يخطر على بال وبحيث يشعر في بعض الحالات أن كل عالم المادة لا وجود له فيجد نفسه مثلا وهنا يصعب الوصف حقيقةً فيما يشبه الفضاء الواسع الذي لا حدود له وحيدا في سكون وهدوء لا يمكن وصفه سكون يبعث على الرعب وضوء خافت جدا يملىء ذلك الفضاء ( إن صح وصفه بفضاء ) وعندما يلتفت الى نفسه فلن يجدها كما عهدها في هذه الحياة بل سيجد نفسه مجردة من كل مادة فلا جسد مادي ولا حتى جسد أثيري سيجد نفسه مجرد نقطة أو ذرة صغيرة جدا من الإحساس المعلقة في ذلك الفضاء فأين هي اليد وأين هو الرأس وأين باقي اجزاء البدن ؟ في الحقيقة لا وجود لكل ذلك بتاتا وإنما كما قلت مجرد نقطة إحساس وهذا الموقف مررت به ومع أنني لم أكن أشعر بأي ألم أو ما شاكل وحتى لم أكن خائفا كثيرا في تلك اللحظة التي كنت فيها هناك ولكن بعد رجوعي لهذا العالم وجدت أن ذلك المكان موحش جدا ومخيف بالمقارنة بما نحن عليه هنا في هذه الحياة , وهذا لا يعني أنني في حالات أخرى لم أمر بمواقف أثناء خروجي من الجسد لم تكن سارة بل بالعكس مررت بحالات يعلم الله كم كانت باعثة على السرور والبهجة لما انتابني خلالها من الشعور بطعم خاص من اللذة لا مثيل لها والاحساس العميق بالسمو والرقي في حالات اخرى أثناء خروجي من الجسد