إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشعائر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعائر

    كل دخول يحتاج إلى تأهب.. وحين يكون الطارق قد أخذ أهبته وأصبح على أتمّ استعداد، فإنه يأخذ بيده كل مفتاح على حدة، ويفتح باباً إثر آخر، ثم ليجد نفسه بعد الباب الأخير على ساحة رحيبة، مليئة بأشعة الشمس دفئاً وضوءاً..

    سترد في هذه الأوراق عدة مصطلحات تشكل مفاتيح الدخول إلى هذا الموضوع.. من خلالها نستطيع أن نتلمس الدروب المفضية إلى ذاك الضوء، وهذا الانبهار..

    ونبدأ بعنوان الموضوع.. وكلمة الشعائر التي هي مدار البحث..

    يصفها د.فاروق أحمد مصطفى بأنها (أفعال متكررة تأخذ شكل العادات التي ترتبط بالنسق الديني.. ولا يعني هذا أن كل العادات المرتبطة بالممارسات الدينية تعتبر شعائر، فكثير من هذه العادات تكون أفعالاً دينية فضلاً عن اشتراكها في النشاط الدنيوي..

    وأقرب مثال على ذلك الاحتفالات الدينية فهي تشتمل دائماً على الجانبين، الشعائري والدنيوي.. وهذا يعني أن الشعائر مهما كانت بسيطة أو معقدة، جماعية أم فردية تعتبر ترجمة وأداء للاعتقاد)
    وفي النص القرآني نقرأ ( ذلك ومن يعظم شعائر الله) (الحج: 32) ومشاعر الحج: معالمه الظاهرة للحواس، والواحد مشعر، ويقال: شعائر الحج، الواحدة شعيرة.

    وفي النص أيضاً (لا تحلوا شعائر الله) المائدة/2.

    أي ما يهدى إلى بيت الله، وسميت بذلك لأنها تشعر، أي تعلم بأن تدمى بشعيرة، أي حديدة يشعر بها
    فهل كان دم الحسين(ع) شعيرة الإسلام التي أهديت إلى الله؟ لا نجيب بل نذكّر بقول الإعلامية الرسالية الأولى، زينب(ع) متوجهة إلى الله سبحانه وتعالى: إن كان هذا يرضيك، فتقبل منا هذا القربان..

    ولارتباط هذه الشعائر بالكلمة الثانية من العنوان، نقول أنها نسبة إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وكفى بهذه النسبة تعريفاً بمن تدور حوله الشعائر..

    وفي اللغةحسين: تصغير حسن، وحسين الجبل العالي.. وذو حسين من قبائل اليمن) ).. وإذا كانت الحاء مفتوحة يكون حَسين بمعنى (البارع الحسن) وحُسَيْنار: عن العربية والفارسية بمعنى رمان الحسين)).. وحين ترد الكلمة بصور كهذه (حُسَيِن.. حسينم.. حسينو) (6) فهو تمليح وتدليل..

    وعن تاريخ إقامة تلك الشعائر، والتي ارتبطت بصاحبها، حتى كأن لا انفصام بينهما.. فهي تقام من كل عام في (صفر الأول، وفق التقويم المكي، ويدعى الآن محرماً وعدد أيامه 30، وقد استحدث هذا الاسم بعد الإسلامأما يوم استشهاد الحسين فيسمى عاشوراء(وهو العاشر من المحرم عند العرب وتاريخه قديم جداً) وكانت اليهود تصوم هذا اليوم (وحين نكرّّ البصر إلى أصله عند اليهود نجد أنه العاشر أيضاً، لكن لا من المحرم بل من شهورهم العبرية وهو شهر تشرى.

    ويذكر البيروني في (الآثار الباقية)، أن صوم هذا اليوم هو الصوم المفروض من بين سائر صيام اليهود ويسمى صوم الكبور، يصومونه خمساً وعشرين ساعة، ومن لم يصم وجب عليه القتل) (8).

    (ويسمى يوم عاشوراء في العراق بيوم (الطبگ) أي اليوم الذي انطبقت فيه السماء على الأرض على أثر استشهاد الإمام الحسين في كربلاء) (9).

    وماذا عن كربلاء، التي اقترن اسمها بصاحب الاسم الخالد؟

    كربلاء، بالمدّ: هو الموضع الذي قتل فيه الحسين بن علي (ع) في طرف البرية عند الكوفة، فأما اشتقاقه: فالكربلة، رخاوة في القدمين، فيجوز أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسميت بذلك..

    ويقال: كربلت الحنطة، إذا نقيتها وهذبتها، فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك) (10)...

    وكثيراً ما تقرن واقعة استشهاد الحسين باسم آخر غير كربلاء، وهو الطف، وتعني ما أشرف من أرض العرب من ريف العراق،. قال الأصمعي: إنما سمي طفاً لأنه دانٍ من الريف.. من قولهم: خذ ما طف لك واستطف، أي ما دنا وأمكن.. وقال أبو سعيد: سمي الطف لأنه مشرف على العراق، من أطف على الشيء بمعنى أطلّ.. والطف: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها كان مقتل الحسين بن علي(ع) وهي أرض بادية قريبة من الريف فيها عدة عيون ماء جارية) (11).

    وعادة ما يرافق تلك الشعائر أفعال بشرية معنوية كانت أو مادية لا تكتمل الشعيرة ولا تتواصل إلا بها، وأولها قول الشعر في الحسين (ع) ولا يكون هذا الشعر إلا رثاءاً، من الفعل رثى يرثيه إذا بكاه بعد موته وعدد محاسنه ونظم فيه شعراً(12).

    والشعر عادة يكون إما ملقى في تجمع ما، أو مقروء، وترافق ظاهرة الإلقاء أو القراءة عادة - لمن يحمل عاطفة جياشة- البكاء والنحيب..

    والبكاء هو... سيلان الدمع عن حزن وعويل، إذا كان بالمد، وبالقصر: يقال إذا كان الحزن أغلب(13).

    أما النحب والنحيب: فهو رفع الصوت بالبكاء، أو هو أشد البكاء.. وفي حديث إمام العارفين(ع): فهل دفعت الأقارب ونفعت النواحب؟ أي البواكي وهو جمع ناحبة(14).

    وأيضاً يرافق تلك الشعائر الندب، أي البكاء على الميت وعدّ محاسنه، وندب الميت بعد موته من غير أن يقيد ببكاء وهو من الندب للجراح، لأنه احتراق ولذع من الحزن.. ومنه النادبة التي تندب الميت بحسن الثناء.. وان تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه وأفعاله(15)...

    وبالنسبة للشيعة على وجه الخصوص، تعني (التعزية) قبل كل شيء، الاحتفال بذكرى استشهاد الإمام الحسين وإقامة العزاء له، وكذلك على الأئمة الآخرين من آل البيت، حيث تقام التعزية عند قبور الأئمة وفي المساجد والحسينيات والتكايا وكذلك في بيوت العوائل..

    أما في إيران والهند وباكستان وتركيا، فتعني التعزية عادة، إعادة تمثيل مأساة كربلاء في شهر محرم من كل عام وكذلك الاحتفالات التي تقام يوم الأربعين(16)..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X