إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

توضيح حول مسئلة جواز دفاع المرأة عن نفسها في حال التعرض للعنف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توضيح حول مسئلة جواز دفاع المرأة عن نفسها في حال التعرض للعنف

    السلام عليكم.




    فتوى المرجع فضل الله لا تشمل الهجران في المضاجع وضرب الزوجة الناشز





    السبت 1 ديسمبر
    الرأي العام الكويتية
    بيروت - «الراي»


    في ردّ على التعليقات التي نشرت في عدد من الصحف، وبينها «الراي» على الفتوى التي أصدرها المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله قبل أيام «حيث يجوز للمرأة الدفاع عن نفسها ضدّ عنف الرجل»، أصدر السيد جعفر محمد حسين فضل الله (من مكتب المرجع الشيعي) بياناً توضيحياً جاء فيه:

    «من دواعي السرور أن يثور الجدل في شأن مسألة ترتبط بحدود العلاقة بين الرجل والمرأة، والتي تتصل بفهم النص الديني من جهة، وبإشكالية نظرة الآخرين الى الاسلام من جهة أخرى. وان كنا نصف الواقع في مسألة هذه النظرة فحسب، لا نريد أن نجعلها مبرراً لاسقاط أفكار لا تنتمي الى حقل الدلالة للنص الديني نفسه، على المنهج العربي في فهم الكلام.


    وداعي السرور أمران:

    الأول: أننا جميعاً ننخرط في جدلٍ على مسائل ذات صلة بالواقع، وليست أموراً فرضها الخيال في لحظة ترفٍ فكريّ، مما اعتاد أن يثير جدالاً عقيماً لا يزيد علماً ولا يطرد جهلاً.

    الثاني: أن الجدل لم يعد محصوراً في دائرة كل مذهبٍ، حيث قواعد النقاش اسلامية المنشأ والمفردات، وبات الانفتاح في الاجتهاد جزءاً من الغنى الذي فقده المسلمون عندما انغلقوا على أنفسهم، كل في اطار مذهبٍ، يتحوّل معها الاجتهاد الى نحوٍ من أنحاء التقليد الذي ينحصر عند أعتاب التقديس.



    ولعل من الأهمية الاشارة الى أن أي موضوعٍ فقهي أو عقيدي أو الى أي مجالٍ معرفي انتمى، مما يعتمد على فهم النصوص الدينية في استخلاص طبيعته أو حقيقته، لا يُمكن معه أن يُعمد الى الاجتزاء في قراءة النصوص، بل لا بد من استيعاب كل النصوص ذات الصلة بالموضوع، وعند ذلك يكون كل نصٍّ جزءاً من مكونات الصورة النهائية التي يرتضيها منهج التفكير الذي نتبناه.


    وعلى كل حالٍ، فما أحاوله في هذه المقالة ليس تسجيل ردود على مخالفة الرأي الذي أطلقه المرجع السيد محمد حسين فضل الله في ما يخص حق المرأة في رد الاعتداء عليها من زوجها، أو على رميه بالشذوذ العلمي، بقدر ما أحاول اثارة بعض الأمور التي قد يكون من شأنها أن ترسم خطاً منهجياً في فهم النص الديني في ما يتعلق بهذه المسألة، وربما غيرها، وبالحجم الذي تسمح به الكتابة الاعلامية، مما من شأنه أن يوضح ما كان يرمي اليه العلامة المرجع فضل الله في حديثه عن حق رد العدوان،وذلك في نقاط:


    أولاً: ان حدود أي علاقة ذات طابع اجتماعي تحدّدها طبيعة الحقوق والواجبات المتبادلة بين الطرفين أو الأطراف، ولذلك لا بد سلفاً من تحديد طبيعة العلاقة التي تحكم الحياة الزوجيّة، بين الزوج وزوجته، أو الحياة بعامّة عندما نتحدث عن رجل وامرأة. ومما لا شك فيه أن عقد الزواج ليس عقد تمليك، ينتج بموجبه تمليك المرأة للرجل، بل هو عقدٌ يحكمه قوله تعالى: {ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهنّ درجة}، هذه الدرجة تتحدّد وفق ما يُثبته النص الديني، وهو حق الطلاق وادارة البيت الزوجي (القوامة)، أما الطاعة فهي للالتزامات الزوجية التي تُلزم الطرفين من خلال عقد الزواج، سواء لجهة تحقيق الاحصان لكليهما من الناحية الجنسية، أو من جهة تحقيق التناسل، أو من جهة حماية حريم العائلة، واقامة حدود الله وما الى ذلك.


    ثانياً: لقد فهم السيّد فضل الله أن قوله تعالى: {الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعضٍ وبما أنفقوا من أموالهم} مختص بالحياة الزوجية، لأن الزوجية هي المجال الوحيد الذي ينفق الرجل فيها على المرأة بصفة كونه رجلاً وكونها امرأة، وأمّا خارجها، فالرجل ـ بما هو أب ـ ينفق على الذكر والأنثى معاً، اضافةً الى ذيل الآية الذي يتحدث عن المرأة الصالحة والمرأة الناشز مما هو واضح في تناوله للبيت الزوجي. كما يرى السيد فضل الله أن القوامة هي الادارة التي تفرض للمدير السلطة على ادارة مؤسّسة الزواج بما تقتضيه المؤسسة، لا بما لا تقتضيه، وبالتالي، ليس من حق الرجل أن ينطلق من مزاجه الشخصي فيتعاطى ما ليس له بحق. ويرى بعض العلماء ـ ومنهم السيّد فضل الله ـ أن ظاهر الآية كون الشرطين أساس القوامة، لا أن التميّز التكويني للرجل هو السبب وحده. وعليه يترتب جُملة من الأحكام، كما لو منعها حقها من الانفاق، فانه يجوز لها أن تمنعه حقاً مقابله.


    ثالثاً: لا بد من التسليم بنقطة، وهي أن من حق كل مُعتدىً عليه أن يرد الاعتداء الموجه اليه من كل معتدٍ، سواء كان المعتدى عليه امرأة أو رجلاً، وسواء كان المعتدي امرأة أو رجلاً أيضاً، وهذا هو الأصل في علاقة الرجل بالمرأة، وكل منهما بمثله، فاذا اقترن الرجل بالمرأة من خلال الزواج، فانه ليس ما يدل على انتفاء هذه القاعدة سوى ما ورد في قوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ فان أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}، وهي مسألة تابعةٌ لنظام الحقوق بين الزوجين، وبالتالي خصّها السيد فضل الله بمسألة التمرد على الحق الجنسي الخاص، مما لا يُمكن فيه الاستعانة بالسلطة القضائية أو الشرطة الى داخل غرف النوم، فلا بد من ايجاد آلية ضابطة للالتزام الحقوقي المفروض بالزواج على كل من الطرفين، وليس الا هذا التدرج من الموعظة الى الهجران ثم الضرب الذي يتفق الفقهاء المسلمون على أنه تأديب ملطّف، بعد اشتراط كونه غير مبرح.


    على أن هذه المسألة خاصة، ولا تشمل ما كان بصدده السيد فضل الله، من الحديث عن العنف الموجه من الرجال للنساء، والا فهل يُمكن أن يلتزم أحدٌ أنه لو فقأ الزوج عين زوجته، أو كسر عظمها، أو جرحها، أو أحرق شيئاً من جسدها، أو ضربها ضرباً مبرحاً، أنه ليس من حقها رد الاعتداء؟


    لذلك، فما اعترض به بعض العلماء ليس هو المقصود بالعنف، ولا سيما مع تصريحه بأنه تعاطٍ بما ليس له بحق، وبعد الاستدلال له بآية رد العدوان.


    رابعاً: من واضحات القرآن أن الحياة الزوجية لا يُمكن أن تتحرك في اطار الاضرار بالزوجة، وذلك هو قوله تعالى: {ولا تمسكوهنّ ضراراً لتعتدوا}، وأي ضرر أعظم من أن ينطلق الرجل من رجولته عندما يتحرّك بالعنف ضد المرأة، مما ليس له بحق! بل ربما يُستفاد من الآية امكان أن يتدخّل القضاء الشرعي للتفريق بين الزوجين اذا امتنع الزوج من المساكنة بالمعروف والاقلاع عن الاضرار، مُضافاً الى أدلة أخرى واردة في هذا المجال.


    خامساً: ليس ما يمنع من التأمل في مدلول آية «الضرب»، لجهة أنها تقابل الكلام عن {اللاتي تخافون نشوزهنّ} بالكلام عن «الصالحات القانتات الحافظات للغيب»، قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهنّ} الآية، اذ من الممكن افتراض أن معنى النشوز في الآية يتصل بالانحراف، لأنها هي التي لا تحفظ الغيب بما حفظ الله، وقد يؤيده أن قوله تعالى: {وان امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو اعراضاً}، حيث فرق بين مفهومين: النشوز والاعراض، مما يوحي بأن النشوز هو معنى لا يتصل بالشخص الآخر ضمن الزواج، بل هو النشوز خارج الزواج الذي يلازم كونه يتطلّب امرأة أخرى، ولذا كان الحل المطروح للمرأة هنا هو عقد الصُلح بينها وبين زوجها، حيث عقّب تعالى: {فلا جُناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً}، لأن الشرع أحلّ له أن يتزوج بأخرى، بينما كان الحل المطروح هناك أشد، لأن الشرع لم يبح لها التزوج بآخر، مما سمح بالترقي في استخدام الوسائل الرادعة الى حد العنف الجسدي، والله العالم.


    سادساً: ينبغي التأمل في دلالة بعض الأحاديث الواردة في حث المرأة على طاعة زوجها، لأن هذه الأحاديث تتعرّض الى الجانب الأخلاقي، كما هي الأحاديث الواردة بالنسبة الى الأبوين، كما في المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قال لمن شكا أباه: «أنت ومالك لأبيك»، فانه لا يُراد بها تشريع نوع من الملكية الأبوية للولد، لأنه مستقل مالياً عن الأبوين، بنص القرآن، عندما يبلغ، وانما تتحدث عن أن طبيعة ادارة العلاقة بين الوالد وولده لا بد أن يعيش معها الولد روحية الانسحاق أمام ارادة الوالد من موقع الاحترام والاعتراف بالجميل، مما يشكل عنصر توازن أمام نزوع الولد الطبيعي للتفلّت من عقال الوالدين، مما لا يقود الى ضعف جانب الاحترام، ولا سيما أن التمرد طبيعة تعاقب الأجيال.


    أخيراً: ان اعتبار حق المرأة في رد الاعتداء انما يُدرجه(السيد فضل الله) ضمن الخيارات، أما ادارة المسألة من الناحية الواقعية فتخضع لجملة من العوامل التي تفرضها طبيعة العلاقة بين الزوجين، لأن مدى الانسجام والسكينة التي يعيشها الزوجان سوف تُلقي بظلالها على أيّ رد فعل من أحدهما تجاه الآخر، مما قد يلتقي بالعفو عن الاساءة، أو بالالتفاف على الاساءة لتحويلها الى محطة للتأمل والدراسة التي قد تحوّل المسيء من موقع الاساءة الى موقع الاحسان، شأنه في ذلك شأن أي ادارة لردات الفعل في المجتمع عموماً. والا فالحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على ما بينه الله في قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودّة ورحمة، أو قوله تعالى: {هنّ لباس لكم وأنتم لباسٌ لهنّ}، وهذا ما من شأنه ألا يجعل الحياة الزوجية حياةً حقوقية جافة، بل حياةً ملؤها المحبة والرحمة التي تنظر في كل طرف نقاط ضعفه، لا لتستغلّها، بل لتسد ضعفها من خلال نقاط القوة لدى الطرف الآخر، ونحن نقرأ عن رسول الله أنه قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، وأنّه أوصى الرجال بالمرأة أحد الضعيفين في المجتمع، والله من وراء القصد».



    ايلاف

  • #2
    ترحيب نسوي بفتوى فضل الله



    شعراني: المرأة المسلمة تتمتَّع بالحقوق، لكنها تُعامل على أساس التقاليد السائدة








    ألين ب. وندورف

    أحدثت الفتوى التي أصدرها العلاّمة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أخيراً في شأن العنف تجاه المرأة، اختراقاً مهماً، وأثارت ردود فعل مرحّبة في الأوساط النسوية، الناشطة من أجل حقوق المرأة.

    وفي هذا الإطار، شددت "اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة"، على أهمية الفتوى التي أصدرها العلاّمة، السيد محمد حسين فضل الله، في شأن العنف تجاه المرأة، واعتبرت اللجنة أنه "سيكون للفتوى وقع عميق في نفوس الذكور والإناث على السواء".

    رئيسة اللجنة، الدكتورة أمان كبارة شعراني، قالت لموقع "لبنان الآن": "مشكلتنا مع الذكور أنهم لا يسمعون للمرأة عندما تنادي بحقوقها، ويعتبرون الأمر مجرد هرطقة، لذلك من الجيد أن نصادف رجال دين متنورين وفقهاء على مثال السيد فضل الله الذي يتناول قضايا المرأة بكل جرأة ومسؤولية، في وقت لا يزال غالبية رجال الدين يبتعدون عن مناقشة هذه المواضيع ولا يتجرأون على التطرق إليها".

    شعراني التي أشادت بالفتوى، رأت أن العلامة فضل الله "لطالما عوّدنا، على فتاوى مماثلة، فمنذ مدة أصدر فتوى تتعلق بجرائم الشرف. فهو في كل مناسبة يقدّم الرؤية المستنيرة حول المرأة، وهو يعتبر من الفقهاء الذين يسخّرون علمهم ومعرفتهم لإبراز حقوق المرأة ضمن عصر العولمة الذي نعيشه، وهو يحاول إبراز صورة المرأة المسلمة التي تتمتع بهذه الحقوق، ولكنها تُعامل على أساس التقاليد السائدة".

    وتابعت شعراني: "نحن نعمل منذ أربعين عاماً في حقل المرأة، ولا نجد دائماً من يقف إلى جانبنا من الفقهاء، ويؤيد عدالة أقوالنا ومطالبنا. واليوم، يأتي العلامة فضل الله، ليبيّن للرجل أين يبدأ دوره وأين ينتهي. لذا أعتقد أن هذه الفتوى ستوجّه الكثير من الرجال إذا كانوا يريدون تطبيق الدين الإسلامي الصحيح".

    وتعليقاً على حق الدفاع عن النفس الذي تمنحه الفتوى للمرأة في حال تعرّضت للعنف، قالت شعراني: "نحن نعتبر المرأة إنسانةً، ولكن ليس هدفنا أن نبادل العنف بالعنف، بل هدفنا وضع حدٍّ للعنف من قبل الشريكين عبر الاحترام المتبادل وعدم إلغاء أحدهما للآخر.

    ولكن طبعاً عندما يعلم الرجل أنه لا يحق له اللجوء إلى العنف، وأن المرأة تتمتع بهذا الحق في حال مورس العنف عليها، فإنه سيتراجع أمام هذا الموقف، لأنه أصبح غير مسموح دينياً ومدنياً".

    وعمَّا إذا تأخر إصدار هذه الفتوى، اعتبرت شعراني: "أن هذا الوقت مهم جداً لإصدار فتوى مماثلة، لأن ممارسات العنف تتمادى بحق المرأة باعتبار أن الذكور يتستّرون خلف الدين، وهذا ما يحاول العلامة أن يوضحه، بمعنى انه يدعو إلى الكف عن التستر خلف الدين".

    شعراني التي رأت أنّ هذه الفتوى تطابق رؤيتها الشخصية المعاصرة للحركة النسائية، لفتت إلى أن "الثغر في المجتمع تعود في الأساس إلى التربية التي تعتمد على التمييز بين المرأة والرجل منذ الطفولة، مروراً بالمراهقة، وصولاً إلى مرحلة الشباب". كذلك ناشدت رجال الدين وضع قضايا المرأة في سلم أولوياتهم في المساجد والكنائس، لأن "الأسرة هي الركيزة الأساسية للمجتمع، وهم بذلك سيقدمون خدمةً كبيرةً ليس للمرأة فقط، بل للمجتمع عموماً، لأن المجتمع لا يمكن أن يتقدم في ظل هذا التمييز، إن كان لجهة القوانين، أو لجهة الأحكام الشرعية".



    موقع "لبنان الآن" 30-11-2007م

    تعليق


    • #3
      وأزيدك من الشعر بيتا أخي أمجد

      هذا ما كتبته جريدة النهار منذ أيأم حول الفتوى



      بعدما كادت قضية العنف ضدّ المرأة تصبح أحد التابوات التي تضاف إلى تابوات السياسة والجنس والدين في عالمنا العربي، أي الثالوث المحرّم، جاءت فتوى المرجع، السيد محمد حسين فضل الله(*)، حول مسألة العنف ضدّ المرأة، لتنزع الستار عن العنف الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا، إذ حملت هذه الفتوى في طياتها اعترافاً واضحاً وصريحاً بأن هناك عنفاً يمارس ضد المرأة من الرجل تكرسه الأعراف والتقاليد.
      لقد أعادت فتوى السيّد فضل الله التركيز على مسألة العنف ضدّ المرأة بصفتها حقيقة ساطعة لا يختلف إثنان حول تجذّرها في مجتمعنا العربي.
      كما أنّ هذه الفتوى انطلقت من منظار المساواة بين المرأة والرجل، وواجهت المفاهيم الخاطئة حول الرجولة والقوامة ومكانة المرأة ودورها في الحياة. وعليه، تناهض الفتوى الإساءة النفسية الواقعة على المرأة بمقدار مناهضتها للإساءة الجسدية الواقعة عليها، لأن الفتوى تتناول مسألة العنف الواقع على المرأة من منظور حقوق الإنسان التي لا تتعارض مع جوهر الدين، والتي تقتضي في سياق مجتمعنا الإصلاح والتغيير.
      ففي موضوع جرائم الشرف، قال السيد فضل الله: إن "المجتمع لا يملك حق تنفيذ الأحكام إلا من خلال القضاء وآلياته المبيّنة من خلال الشرع، منتقداً المجتمع القبلي والعائلي الذي "يكتفي بالشبهة ليحكم على المرأة بالإعدام أو النفي".
      في حين يعتبر الخطاب الإسلامي الرجعي، أن "وجوب طاعة الرجل هو من عبادة الله"، وأن "تجاوز المرأة لهذه الطاعة هو من مفاسد حضارة الغرب التي أصابت الرجال في رجولتهم، فسمحوا للمرأة بالخروج عن طاعتهم وعن طاعة الله سواء بسواء". ما يعني أنّ هذا الخطاب الرجعي ساوى بين طاعة الله وطاعة الرجل، واعتبر خروج المرأة عن هذه الطاعة المفترضة ـ باسم قوامة الرجل ـ هي من قيم الغرب الذي "يجتاحنا بقيمه وعاداته المرذولة".
      وفي حين لا يهمل الخطاب الإسلامي التنويري للمرجع فضل الله الخصوصية الثقافية، إلا أنّ ذلك ينطلق من موقع الرافض لبقايا التقاليد الجاهلية.
      إن فتوى السيد فضل الله، التي سمحت للمرأة بالدفاع عن نفسها باستخدام العنف إذا استهدفها الرجل بعنف جسدي، والتي اعتبرت أن السبّ والشتم والكلام القاسي السيِّىء يمثّل خطيئةً يعاقب عليها القانون الإسلامي؛ إن هذه الفتوى نابعة من رفض الإسلام لأي عنف يمارس ضدّ المرأة، لأنّ قوامة الرجل على المرأة لا تعني سيادته عليها، بل إن هذه القوامة يجري استغلالها لممارسة العنف ضدها بصفته عنفاً تدفع إليه أساساً عصبية الجنس الآخر.
      من هنا، تبرز خصوصية تسليط الضوء على مسألة العنف ضدّ المرأة في خطاب السيد فضل الله عوضاً عن التنصّل منها، واعتبار الكلام عنها كلاماً مستورداً، إذ غالباً ما يحيلنا اتهام الرجعيين بأن مفهوم العنف ضدّ المرأة هو مفهوم مستورد، إلى تمسّكهم بثوابت فكرية جامدة حول موقع المرأة ودورها في الأسرة، تارةً باسم التقاليد والعادات، وتارةً باسم الدين، عوضاً عن مواكبة حركة الواقع وتطوره.
      وحيال هذا الموقف المأزقي، الناتج من عدم الإقرار بالتغيّر الموضوعي، يسهل ردّ الدفاع عن حقوق المرأة، كحقها في العمل، أو حقها في حياة خالية من العنف...إلخ، إلى "الغزو الثقافي الغربي والدعوات العلمانية"، كما يسهل ردّ أي ظواهر سلبية متعلقة بالمرأة، كتسليعها الحالي مثلاً، إلى الغزو الثقافي، فيتحدّد علاج ذلك بإعادة إحياء العناصر الظلامية من التراث، وذلك عوضاً عن تأمل الظواهر بمختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ فلا ينظر إلى تسليع المرأة ـ الذي يعزّز النظرة المادية إلى جسدها ويجرّدها من إنسانيتها، محوّلاً هذا الجسد إلى سلعة معروضة في السوق عبر الإعلانات ووسائل الإعلام التي تروّج الجسد والإثارة لأغراض تجارية ـ بأبعاده الاقتصادية الاجتماعية، إلا عرضياً، بل يجري الاكتفاء بردّ هذا التسليع إلى التأثر الثقافي بالغرب وقيمه وإهمال علاقة التبعية الاقتصادية والسياسية التي تربط العالم العربي والإسلامي بالسوق الرأسمالية المعولمة، ما يؤدي إلى اختزال إمكانات الردّ على هذا التحدّي بالتديّن أو بالتربية، في حين أن هذه الخيارات، على أهميتها في مواجهة الاتجاه العارم إلى تسليع المرأة، قد تقتضي العمل على بناء الدولة الديموقراطية في عالمنا العربي، وتعزيز مكانة هذا العالم في إطار النظام العالمي الجديد وموازين القوى، بما يحفظ لهذا العالم استقلاليته على الصعد الاجتماعية كافة.
      فتسليع المرأة الذي لا يمسّ جسدها بقدر ما يمسّ جوهرها الإنساني، ظاهرة يرفضها أصحاب الفكر العلماني بقدر ما يرفضها أصحاب الفكر الديني، وخير دليل على ذلك، المناهضة الحادة لهذه الظاهرة من قبل الهيئات النسائية على اختلاف ألوانها وانتماءاتها. فهل تكفي مكافحة هذه الحالات بدعوات تحضّ على التّحصن بالأخلاق أو بدعوة المرأة إلى لبس الحجاب، أم أنه من الأجدى أن يكون هناك عمل على تشكيل وعي نقدي بشروط تخلّف عالمنا العربي المجسَّدة في مختلف تنظيماته السياسية والاقتصادية والقانونية، وفي الفقر الذي يطال فئات واسعة من مواطنيه؟ وعي نقدي يعزّز اهتمام المواطنين بالشأن العام، ويوجّه النضال في سبيل التّحرر من التخلف الداخلي، ومن الشروط غير العادلة وغير الإنسانية التي يفرضها النظام الرأسمالي المتوحش المجسّد حالياً في العولمة.
      (*) الفتوى، حسب ما نقلت الصحافة، تقول إن باستطاعة المرأة الدفاع عن نفسها عبر استخدام العنف إذا استخدم الرجل ضدها العنف الجسدي.



      الفتوى لاقت صدى طيبا خاصة في اوساط النساء وكلام السيد جعفر فضل الله جميل جدا ويعطي الصورة كاملة لا مجتزأة ولا مأولة ولا ممثل بها
      اما الوهابية وعلماء الازهر وبعض الاخوان الشيعة فأؤلئك فقط من لم يعجبهم الفتوى
      الله يرحم ايام ما كانوا يقولوا فضل الله كلامه يتفق مع الوهابية والسنة


      تعليق


      • #4
        والله شيئ عجيب
        عش رجبا ترى عجبا
        والحمد لله رب العالمين

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
        استجابة 1
        11 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
        ردود 2
        13 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X