المشاركة الأصلية بواسطة دكتور جسام محمد
أوَّلًا : بـالـمُـقـارنـة مـا بـيْـن الـتَّـشـريـع الإسـلامـي ، الـمُـتـمـثِّـل بـالـوحـي الإلـهـي لـرسـول الله - ص - ، و بـيْـن
الـتَّـشـريـع الـوضـعـي ، و الـقـائـم عـلـى أسـاس ضـبـط سـلـوك الأفـراد فـي الـمـجـتـمـع ، مـن خـلال الـقـوانـيـن و
الـتَّـشـريـعـات الَّـتـي تـسـنُّـهـا الـسُّـلـطـة الـعـامَّـة فـي الـدَّولـة ، نـعـتـقـد يـقـيـنـًا و نـجـزم أنَّ الـتَّـشـريـع الإسـلامـي
أعـم و أشـمـل ، و أكـثـر وضـوحـًا و تـفـصـيـلًا ، مـن غـيـره ، لأنَّـه يُـمـثِّـل الـعـدالـة فـيـمـا لا يـسـتـطـيـع أي تـشـريـع
آخـر أن يُـحـقِّـقـهـا ، كـمـا أنَّـه يـهـتـم بـالـفـرد و الـمُـجـتـمـع عـلـى حـدٍّ سـواء ، ..
ثـانـيـًا : نـتـفـاجـأ عـنـدمـا نـطَّـلـع عـلـى مـوضـوعـات الـقـانـون الـدسـتـوري ، نـجـد أنَّـه [ يُـبـيِّـن أُسـس الـدَّولـة ،
و نـظـام الـحـكـم فـيـهـا ، و يُـحـدِّد الـسُّـلـطـات الـعـامَّـة ، و إخـتـصـاصـاتـهـا ، و يُـقـرِّر مـا لـلأفـراد مـن حـقـوق ، و
حُـريَّـات ] ! ، كـمـا أنَّ الـنِّـظـام الأسـاسـي لـلـحـكـم فـي الـمـمـلـكـة الـعـربـيَّـة الـسـعـوديَّـة يـنـص عـلـى الـآتـي :
الباب الثاني نظام الحكم :
المادة الخامسة
أ. نظام الحكم في المملكة العربية السعودية … ملكي.
ب. يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء .. ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ج. يختار الملك ولي العهد .. ويعفيه بأمر ملكي.
د. يكون ولي العهد متفرغاً لولاية العهد .. وما يكلفه الملك من أعمال.
هـ . يتولى ولي العهد سلطات الملك عند وفاته حتى تتم البيعة.
المادة الخامسة
أ. نظام الحكم في المملكة العربية السعودية … ملكي.
ب. يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء .. ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ج. يختار الملك ولي العهد .. ويعفيه بأمر ملكي.
د. يكون ولي العهد متفرغاً لولاية العهد .. وما يكلفه الملك من أعمال.
هـ . يتولى ولي العهد سلطات الملك عند وفاته حتى تتم البيعة.
المادة السادسة
يبايع المواطنون الملك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.
يبايع المواطنون الملك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.
كـل ذلـك ، بـهـدف حـفـظ الأمـن و الإسـتـقـرار ، و مـن خـلال الإجـتـهـاد الـذَّاتـي ، أَفـلَا يـحـق - مـنـطـقـًا و ديـنـًا
و عـقـلًا - لـلـرَّسـول الَّـذي إصـطـفـاه الـمـولـى - عـزَّ و جـل - و قـال فـي حـقِّـه [ اَلْـنَّـبِـيُّ أَوْلَـى بِـالْـمُـؤْمِـنِـيـنَ مِـنْ
أَنْـفُـسِـهِـم ] ، و قـال أيـضـًا [ حَـرِيـصٌ عَـلَـيْـكُـم بِـالْـمُـؤْمِـنِـيـنَ رَؤُوفٌ رَحِـيـم ] ، ألَا يـحـقُّ لـه أن يـخـتـار خـلـيـفـةً
يـطـمـئـنُّ إلـيْـه و يـرتـاح لـه ، حـتَّـى يُـؤَمِّـن لـلـمُـسـلـمـيـن حـيـاةً لا تـخـتـلـف عـن الـحـيـاة الَّـتـي عـاشـهـا الـمُـسـلـمـون
فـي عـهـده - ص - ، خـصـوصـًا و هـو - ص - يـعـلـم أنَّـه راحـلٌ عـن الـدُّنـيـا إن طـال الـعـمـر أو قـصـر ! ، ..
لـذا ؛ مـن خـلال الـمـنـطـق لا يُـمـكـن أن يـغـفـل رسـول الله - ص - عـن مـسـألـة الـخـلافـة ، و شـخـصـيَّـة الـخـلـيـفـة ،
كـمـا لا يُـمـكـن أنَّ الـرَّبَّ الـقـديـر يُـهـمـل أمـر عِـبـاده بـعـد رحـيـل رسـولـه - ص - إلـيْـه ، كـمـا ألَّا مـجـال فـي مـسـألـة
الـخـلافـة لِأَن تـكـون الـتَّـشـريـعـات الـوضـعـيَّـة أكـثـر إهـتـمـامـًا بـأُمـور الـبـشـر مـن الـتَّـشـريـعـات الإسـلامـيَّـة الَّـتـي
لـم تـتـرك جـانـبـًا ؛ مـن جـوانـب الـحـيـاة الـعـامَّـة و الـخـاصَّـة ، إلَّا و كـان لـهـا فـيـه حـكـم ، فـلـيْـس مـن الـمـقـبـول
عـقـلًا و لا مـنـطـقـًا أن نُـخـفـي أهـمـيَّـة الـخـلافـة فـي الإسـلام مـن كـل الـنَّـواحـي ، حـتَّـى نُـبـرِّر الأخـطـاء الـمُـرتـكـبـة
فـي الـمـاضـي ، ..
و أعـتـقـد أنَّ الَّـذيـن أجـابـوا بـ [ نـعـم ] يـعـيـشـون الـجـمـود فـي عـمـلـيَّـة إسـتـيـعـاب الـتَّـاريـخ ، فـتـارةً نـراهـم
مـع الـشُّـورى ، و أُخـرى مـع الـنَّـص ، بـالـضَّـبـط كـالَّـذي يـنـتـقـد الـنَّـظـام الـمـلـكـي لأنَّـه لا يـحـكـم ! ، أو الَّـذي يـنـتـقـد
الـنَّـظـام الـجـمـهـوري لأنَّـه الـمـلـك ! ، يـعـنـي الأُمـور عـنـدهـم تُـؤخـذ عـلـى مـبـدأ [ نـحـن لا الـآخـرون ] ! ، ..
؛
بـالـمـنـطـق الَّـذي تُـجـيـبـون بـه ، ألَا يـجـب عـلـى الـمُـسـلـمـيـن إسـقـاط الـنَّـظـام الـمـلـكـي لأنَّـه قـائـم عـلـى
أسـاس الـتَّـوارث و الـتَّـوريـث ؟! ، أم أنَّ هُـنـاك آيـةً فـي الـقُـرآن الـكـريـم أبـاحـت لـكـل الـمـلـوك ، و كـل الـرُّؤسـاء
أن يـفـعـلـوا مـا يُـريـدون ، و حـرَّمـت ذلـك عـلـى رسـول الله - صـلَّـى الله عـلـيْـه و آلـه - ؟!
أم أنَّ هُـنـاك نـقـصـًا فـي الـتَّـشـريـع الإسـلامـي - مـعـاذ الله - ؟!
عـمـومـًا ؛ الإجـابـة بـالـتَّـأكـيـد لا ، و الـخـلافـة بـكـل جـدارة و اسـتـحـقـاق لإمـامـنـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع -
:
تعليق