إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مـن وحــي النهـــج العلــــوي "المعـــــاد"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مـن وحــي النهـــج العلــــوي "المعـــــاد"

    .
    المعــــاد
    .
    المعاد لغةً: كل شيء إليه المصير, والآخرة معاد الناس لأن إليها مصيرهم.
    قال تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) القصص "85"
    والمعاد كمصطلح يُراد به البعث يوم القيامة لقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) الروم "27".
    وعند أهل الكلام هو الوجود الثاني للأجسام وإعادتها بعد موتها وتفرّقها.
    وللمعاد أسماء كثيرة في كتاب الله باعتبار كثرة الأحداث الواقعة فيه:
    كيوم القيامة لقوله تعالى: (َسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ).القيامة/6/
    ويوم البعث لقوله تعالى: (فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ).الروم/56/

    ويوم الحشر لقوله تعالى: ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ).الأنعام/22/
    ويوم الجمع لقوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ).التغابن/9/
    ويوم الحساب لقوله تعالى: (َهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ).ص/26/
    ويوم التلاق لقوله تعالى: (لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ).غافر/15/
    ويوم التناد لقوله تعالى: ( وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ).غافر/32
    ويوم الأزفة لقوله تعالى: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ).غافر/18/
    ويوم التغابن لقوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ).التغابن/9/
    ويوم الفصل لقوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ).المرسلات/38
    ويوم الدين لقوله تعالى: (وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ).الصافات/20
    ويوم النشور لقوله تعالى: (فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ).فاطر/9/
    والساعة لقوله تعالى: (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا).الحج/7/
    والواقعة لقوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ).الواقعة/1/
    والحاقة لقوله تعالى: (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ).الحاقة/1-2/
    والقارعة لقوله تعالى: (الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ).القارعة/1-2/
    والراجفة لقوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ).النازعات/6/
    والطامة الكبرى لقوله تعالى: (فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى).النازعات/34/
    واليوم الموعود لقوله تعالى: (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ).البروج/2/
    واليوم المشهود لقوله تعالى: (وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ).هود/103
    وغيرها.
    .
    وقد ذكر الله سبحانه أهوال يوم المعاد في آيات كثيرة كقوله تعالى: (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) الإنسان "10".
    وكقوله تعالى: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ) المعارج "8".

    وقوله تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ) القارعة "5".
    وقوله تعالى: (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) المدثر "9".
    وقوله تعالى: (يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) العنكبوت "55"
    وقوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ) إبراهيم "48".
    وقوله تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) الأنبياء "104".
    وقوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا) النبأ "38".
    وقوله تعالى: (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) الانفطار "1_2_3".
    وقوله تعالى: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ) القيامة "7".
    وقوله تعالى: (وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا) طه "108"
    وقوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) القلم "42"
    وقوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) آل عمران "106".
    وقوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ) الفرقان "27".
    وقوله تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم) النور "24".
    وآيات كثيرة يذكر الله تعالى فيها أهوال ذلك اليوم العظيم.
    .
    وهذا الأصل كما قدمنا يجب اعتقاده بيقين ثابت لأنه داخل في باب اليقينيات لقوله تعالى: (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) البقرة "4".
    .
    وقد أجمع المسلمون على وجود يوم آخر يجازي الله فيه الناس على أعمالهم لأنه لو لم يكن ذلك كما يظن الملحدون لكان التكليف قبيحا ولنسبنا الباري سبحانه إلى الظلم تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.
    .
    فوجود يوم آخر يحاسب الناس فيه يُعَدُّ دافعاً للقيام بالأعمال الصالحة, ورادعاً عن ارتكاب القبائح ولولا ذلك لأرتكب الإنسان أضعافاً مضاعفة عما يرتكبه مع علمه بيوم الجزاء والحساب. إذاً فالإيمان واليقين بالمعاد زجر للنفس عن ارتكاب القبيح ودافع للعمل الرجيح.
    .
    والمعاد دليل قاطع على عدل الله جل وعلا لأنه لو أهمل الناس من دون حساب لكان ذلك عبثاً, ولو ساوى بينهم فأثاب الجميع أو عاقب الجميع لكان ذلك ظلما.
    أما لو أثيب المطيع وعوقب العاصـي, وهذا هو الحق, لكان ذلك مقتضى العدل الذي أخبر عنه في كتابه, قال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) ص "28".
    فقد نزّه نفسه عن الظلم جل وعلا.
    وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ.. لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ. وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) سبأ "3- 4 - 5".
    فقد أثبت جل وعلا في هذه الآيات عدله الشامل بإثابة المطيعين ومعاقبة المجرمين. وذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم. فمن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها. وما ربك بظلام للعبيد. فقد أثبت عليهم الحجة وأوضح لهم المحجة فمن أطاع نجى ومن عصى هلك والله غني عن العالمين.
    .
    ولما ثبت لدينا بالدليل الوافي بأن الله لا يفعل إلا إبداعا ولا يُبدع إلا اختراعا، وأنه خلق العباد ليعرفوه ويعبدوه وأنه من لطفه بهم بعث فيهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ليذكّرهم بالفطرة الأولى التي فطرهم عليها, وهي توحيده, كان لزاماً ومن العدل أن يكون هناك موعد يجمعهم فيه ليحاسبهم على أعمالهم (اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ) هود"31" ليثيب المحسنين الذين أطاعوه وصدقوا الأنبياء والكتب، ويعاقب المذنبين الذين عصــوه وأغفلوا هداية الأنبياء وإشارات الكتب, وهذا الموعد المحتوم هو يوم القيامة يوم المعاد(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ. فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) الزلزلة"7،6،5".
    .
    فلو لم يكن هناك معاد لذهبت مظالم العباد, وتساوى أهل الصلاح و الفساد, وضاعت الدماء التي سفكت ظلماً, ولما كان هناك فائدة من بعثة الأنبياء ولا حاجة للوعد والوعيد والترغيب والتهديد, ولتساوى أفضل الأنبياء مع أشقى الأشقياء, ولكان إيجاد الخلائق عبثاً والله جلّ عن العبث. فتبارك الله أحكم الحاكمين.
    .
    وإن إنكار المعاد هو إنكار صريح لكافة الأصول الاعتقادية وكفر بواجب الوجود لا محالة وتعجيز له واتهامه بالعبث وتكذيب للأنبياء والكتب وقتلٌ للعقل الإنساني.
    أما كونه كفراً بواجب الوجود وذلك لأن القادر على الإبداء قادر على الإنهاء ومن نفى عنه ذلك فقد اتهمه بالعجز.
    وأما دخوله في صفة التكذيب للأنبياء وللكتب فلأنهما أكّدا هذا المبدأ المقدس، فمن أنكره فقد كذّبهما ومن كذّبهما فقد كذّب موجدهما ومن كذّب موجدهما فقد كفر به.
    وأمّا كونه قاتلاً للعقل الإنساني فلأن العقل بما وهبه الله من المواهب يحكم بالبديهة على وجود معاد، ومن قتل العقل وأبطله فقد اتهم الله بالجهل لأن الحكيم لا يكلف إلا العاقل.
    فصحّ لنا من خلال هذه الحجج بأن إنكار المعاد هو إنكار لكافة الأصول وتكذيب للمنقول والمعقول.
    .
    ومن أهم الفصول المتعلقة بمبحث المعاد والتي تجب معرفتها والتصديق بها:
    أحوال القبر والبرزخ، والرجعة وأشراط الساعة وما يتعلق بها ونفخ الصور، والميزان، والحساب، والصراط، والكوثر، والشفاعـة وتطاير الكتب، والجنة والنار وما إلى هنالك من الحقائق الواجب تصديقها لورودها عن طريق الوحي والتي أكد حدوثها الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام. ومن طلب تفصيلها وعلم تحصيلها فليراجع نهج البلاغة ففيه البلاغ المبين.
    .
    .
    وأختم هذا الفصل بما رواه رسول الله (ص) لسلمان الفارسي (رض) عن أشراط الساعة, قال صلى الله عليه وآله :
    .
    إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصلاة, واتباع الشهوات, والميل مع الأهواء, وتعظيم أصحاب المال , وبيع الدين بالدنيا, فعندها يذاب قلب المؤمن وجوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: إن عندها يليهم أمــــــــــــراءٌ جَوَرَة, ووزراءٌ فَسَقَة, وعرفاءٌ ظَلَمَة, وأمناءٌ خَوَنَة.
    فقال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: إن عندها يكون المنكر معروفاً, والمعروف منكراً, ويؤتمن الخائن, ويخون الأمين, ويصدّق الكاذب, ويكذّب الصادق.
    قال سلمان: إن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: فعندها تكون إمارة النساء, ومشاورة الإماء,وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب ظرفاً, والزكاة مغرماً, والفيء مغنماً, ويجفو الرجل والديه, ويبر صديقه, ويطلع الكوكب المذنب.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال إي والذي نفسي بيده.
    وعندها تشارك المرأة زوجها بالتجارة, ويكون المطر قيظاً, ويغيظ الكرام غيظاً, ويحتقر الرجل المعسّر ,فعندها تقارب الأسواق, إذ قائل هذا لم أبع شيئاً وقال هذا لم أربح شيئاً, فلا ترى إلا ذامّاً لله.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: فعندها يليهم أقوام, إن تكلموا قتلوهم, وإن سكتوا استباحوا حقهم, ليستأثرن أنفسهم بفيئهم, وليطؤنّ حرمتهم, وليسفكنّ دماءهم, وليملأنّ قلوبهم خوفاً ورعباً, فلا تراهــــــم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: إن عندها يؤتى بشيء من المشرق وشيء من المغرب يلون أمتي, فالويل لضعفاء أمتي منهم, والويل لهم من الله, لا يرحمون صغيراً, ولا يوقرون كبيراً, ولا يتجاوزون عن مسيء،أخبارهم خناء، جثتهم جثة اللآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: وعندها تكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء, ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها, ويتشبه الرجال بالنساء, والنساء بالرجال, ويركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس, وتحلّى المصاحف, وتطول المنارات, وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال إي والذي نفسي بيده.
    وعندها تتحلّى ذكور أمتي بالذهب, ويلبسون الحرير والديباج, ويتخذون جلود النمور صفاقاً.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسـول الله؟ قال (ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان وعندها يظهر الربا, ويتعاملون بالغيبة والرشاء, ويُوضع الدين, وتُرفع الدنيا.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: وعندها يكثر الطلاق, فلا يُقام لله حدّ, ولن يُضر الله شيئاً.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رســول الله؟ قال (ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: وعندها تظهر القينات والمعازف, ويليهم أشرار أمتي.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال(ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: وعندها يحج أغنياء أمتي للنزهة، ويحج أوساطها للتجارة، ويحج فقراؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله، ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقون لغير الله، ويكثر أولادنا الزنا، ويتغنون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا.
    قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: ذاك إذا انتهكت المحارم، واكتسبت المآثم، وسُلّط الأشرار على الأخيار، ويتفشى الكذب، وتظهر اللجاجة، وتتفشى الحاجــــــة، ويتباهون في اللباس، ويُمطرون في غير أوان المطر، ويستحسنون الكوبة والمعازف، وينكرون الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من في الأمة، ويظهر قرّاؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاؤم، فأولئك يدعون في ملكوت السموات: الأرجاس والأنجاس.
    قال سلمان: وإنّ هذه الكائن يا رسول الله (ص)؟ قال (ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: فعندها لا يخشى الغني إلا الفقير، حتى أن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحداً يضع في يده شيئاً.
    قال سلمان: وإن هذا الكائن يا رسول الله؟ قال (ص): إي والذي نفسي بيده.
    يا سلمان: عندها يتكلم الرويبضة.
    فقال وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمي؟
    قال (ص): يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم، فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى تخور الأرض خورة، فلا يظن كل قوم إلا أنها خارّة في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم ينكتون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاد كبدها، \قال: ذهب وفضة\ ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهبٌ ولا فضة.
    (روى هذا الخبر أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن أبيه عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله بن جريح المكي عن عطــاء بن أبي رياح عن عبد الله بن عباس عن رسول الله (ص)).
    .
    والفقير لله تعالى يقول: إن من تمعن في هذا الخبر الصحيح الوارد عن رسول والمخبر عن إشراط يوم القيامة لتبين له بأنّ أكثر الأمور التي ذكرها (ص) قد تتحقق وقوعها وما زالت قائمةً وأصبحت مألوفةً عند الأكثرية الساحقة وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على قرب يوم القيامة وعلى صدق نبوّة خاتم المرسلين وذلك من خلال إعلامه بالمغيّبات والتي تعد من دلائل النبوة وأركانها. ولا أقول هذا التعليل للمصدقين بالنبوة بل للمشككين بها. فهذا ما أردت بيانه فيما يتعلق بمبحث المعاد، فأسأل الله تعالى أن يرزقنا شفاعة محمد وآلـــه يوم التناد أنه كريم جواد رؤوف بالعباد.
    .
    -------------------------------------
    .
    هذا الموضوع من الجزء الثاني الباب الخامس من كتاب "منــارة الرشــاد إلـى صحّــة الإعتقــاد"
    وهو "مـن وحـي النهـج العلـــوي"

    تأليف فضيلة الشيخ العلوي "حسيـن محمّـد المظلـوم" أطال الله عمره الشريف.
    .

  • #2
    بوركتم على الذي وضعتم
    جزاكم الله تعالى خير جزاء المذكرين

    تعليق


    • #3
      .
      دكتور جسام محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جعلنا الله وإياكم ممّن يستحقون الدعاء وشكرا على كلمتكم الطيبة ومروركم العطر..

      أذكّر أنّه سبق لي أن نشرت عدة مواضيع من هذا الكتاب لمن يحبّ الإطلاع وهي:


      وقد أعمل على نشر المزيد حسب ما يسمح الوقت والظرف وفي الباب الخامس يوجد أيضا إضافة إلى موضوع (المعــــاد) هناك (خاتمــة وتلخيــص) وقد أعمل على إلحاقها هنا لاحقاً... وعلى الله الإتكال في كل حال من الأحوال...
      .

      تعليق


      • #4
        بارك الله تعالى فيكم وبكم وجعلكم ممن يذكر المؤمنين ويوضح الحقائق للمريدين
        واعلموا ايدكم الله تعالى
        ان اصول الدين هي
        1)التوحيد
        2)العدل
        3)النبوة
        4)الامامة
        5)المعاد
        واخر ثلاثة منها ان لم تكن فان ذلك يقدح بعدل الله تعالى
        بل فقدان اي واحدة منها يقدح ايضا
        اي
        لو لم يكن نبوة
        او لم يكن امامة
        او لم يكن معاد
        فان ذلك ينافي عدل الله تعالى الذي حجته بالغة (وما ربك بظلام للعبيد )
        فابحثوا في ذلك وتوصلوا الى الدليل اليقيني بنفسكم
        اسال الله ان يوفقكم ويهديكم صراطه القويم

        تعليق


        • #5
          خاتمـــة وتلخيـــــص

          .
          خاتمــة وتلخيــص


          .
          هذا ما أردت بيانه في هذه العجالة المختصرة من الأصول الإيمانية اليقينية في العقيدة الإسلامية العلوية، وقد اعتمدت أسلوب الإختصار واستغنيت بالقليل عن الإكثار، ولو شئت الإسهاب لجاءت النتيجة أضعافاً مضاعفة لما ورد في هذا الكتاب ولكن لا خير في كلام كثير تغني عنه كلمة واحدة، وتجنبت أيضاً المصطلحات الفلسفية والتنميقات التذويقية لأن الغاية الإفهام لا الإبهام، والتمهيد لا التعقيد، والتوضيح لا التلميح، فالكلام المبسط أسرع دخولاً إلى القلب من المعقد. وهذا ما نصبو إليه في كتابنا.
          .
          وقد نجد الكثير من الكتّاب يعتمدون الأسلوب الفلسفي والتذويق المنطقي فيأتون بالكلام البسيط ويقبضوه، ومن بعد حركته يسكنوه، فيجنحوا بالقارىء عن الصواب بجعلهم على الوضوح حجاباً يعاني منه من أراد الإستفادة ويقف عنده عن طلب الزيادة فتذهب بذلك فائدة الكتاب ولا يستفيد أحدٌ منه بجواب، فالإنسان بطبيعته يميل إلى الوضوح، ويؤمّه بالقلب والروح وينفر من المبهم ويرى بأن تركـه أسلم والميل إلى غيره أحكم.
          .
          وبعد هذا أقول: بما أن هذا البحث عقائديٌ فقد اعتمدت نقل نصوصه عن الأئمة المعصومين لأنه لا يجوز تقليد غيرهم في الأصول فهم آل الرسول ومنتهى العقول، وإن تقليدهم هو اليقين بعينه أما تقليد الرجال فإنه يؤدي في مطلق الأحوال إلى الوقوع في الضلال ويبعد صاحبه عن صحة المقال، والمعصوم لا يقول إلا حقاً ولا ينطق إلا صدقاً، وكلامه كلام الرسول وخطابه نهاية المأمول، ولا أعني بتقليدهم قراءة كلامهم وحفظه فقط بل أعني بذلك فهمه فهماً صحيحاً واعتقاده بيقين كي يستقر في القلب وتتحرك به الجوارح.
          .
          ثم أنه قبيل التقليد يجب البحث عن صحته وأعني بصحته أن يسأل السالك أو يبحث عن وثاقة الراوي خوفاً من الأحاديث الموضوعة فإذا صحّت الرواية تحققت الهداية وبهذا المعنى يقول الفقيه العارف صاحب الفصيلة والسماحة الشيخ علي أحمدالخطيب (زاهد) : (إذا صح لنا التقليد من دون زيادة ولا نقصان صح لنا التوحيد).
          فتقليد المعصومين عليهم السلام هو اعتقاد ما اعتقدوه ولمواليهم الأمناء نقلوه، وهو بخلاف التقليد الذي أتيت على ذكره في فصول هذا الكتاب، بل هو اليقين الكامل بأنهم خزائن العلم وكنوز المعرفة وورثة النبوة.
          .
          .
          وبعد هذا أقول تلخيصاً لما ورد في هذا الكتاب:
          إن الله سبحانه وهو الحكيم الخبير لم يخلق الخلق عبثاً ولم يتركهــم سُدى، بل خلقهم ليعرفوه وعرّفهم نفسه ليعبدوه ولم يكلفهم فوق طاقتهم لأن ذلك يتنافى مع عدله المطلق فهو العادل الذي لا يجور وكيف يجور من نهى عن الظلم والجور؟ أم كيف يوصف بقبائح المخلوقين من له الصفات العليا، ومن عدله ولطفه في خلقه أن بعث فيهم الأنبياء والرسل وأنزل عليهم الكتب لهدايتهم وتذكيرهم بفطرتهم الأولى التي فطرهم عليها، ومن كمال عدله أن يعيدهم ليجازيهم على أعمالهم فمن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظالم للعبيد.
          .
          فالدين أخلاق وعقيدة وعمل وهو الدستور الإلهي المقدس الذي وضعه لعباده بواسطة رسله لكي يسيروا وفق أحكامه.
          وغايته الإقرار بوجوده والقيام بحدوده بامتثال أوامره والإنتهاء عن نواهيه.
          وثمرته جنّة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
          .
          وأحكام الدين تقسم إلى ثلاثة: مبادئ وأصول وفروع.
          فالمبادئ: هي مجموع القيم والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإنسان.
          والأصول: ما يجب أن يعتقده بيقين كالتوحيد والعــدل والنبوة والإمامة والمعاد.
          والفروع: ما يجب أن يعمل به بإخلاص كالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد إلى آخر ما هنالك من عبادات ومعاملات.
          .
          .
          والإسلام هو الإقرار بالشهادتين والتسليم لله بقلب سليم وهو دين كافة الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وملائكة الله المقربين (إن الدين عند الله الإسلام)(آل عمران/19/) وهو دين الله الذي اصطفاه لنفسه واصطنعه على عينه، فهو الرسالة السماوية الكاملة والمكملة للنفوس الفاضلة والمنقذة لها من الأعلاق الزائلة، وكماله الإيمان.
          .
          .
          والإيمان تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان وهو أخص من الإسلام ودعائمه أربعة: الصبر واليقين والعدل والجهاد. وهو التصديق الكلي بما جاء به الشرع وكماله اليقين.
          .
          .
          واليقين هو نور إلهي يشرق في القلب وذلك من خلال الإقبال على الله والإدبار عمّا سواه فيؤدي إلى إنكشاف الحق والواقع للإنسان، ودعائمه أربعة: تبصرة الفطنة وتأول الحكمة وموعظة العبرة وسنّة الأولين، وباليقين تُدْرَك الغاية القصوى.
          .
          .
          والمعرفة هي أول فرض افترضه الله على عباده وهي على قسمين:
          فالمعرفة بالدليل الإجمالي هي فرض عين لا مناص منه لأحد.
          والمعرفة بالدليل التفصيلي فهي فرض كفاية.
          .
          .
          والعقيدة هي الجانب النظري الذي يطلب الإيمان به أولاً وقبل كل شيء إيماناً لا يرقى إليه الشك وهي الأصل الذي تبنى عليه الشريعة.
          .
          .
          والشريعة هي ما شرّعه الله لعباده بواسطة رسله وافترضه عليهم من أنواع التكاليف التي بها نجاتهم وهي الجانب العملي الذي يطلب العمل به بإخلاص وخضوع.
          .
          والعقيدة والشريعة كالنفس والجسد وهما متعلقان ببعضهما كتعلق الجوهر بالصورة وكل واحدة منهما مكملة للأخرى ومتممة لها وقد عبّر الكتاب عن العقيدة بالإيمان وعن الشريعة بالعمل وقرنهما في نيف وخمسين موضعاً فتمام العلم العمل وتمام العمل الإخلاص وإخلاص العمل اليقين، واليقين رأس الدين وأول الدين معرفته.
          .
          .
          ومعرفة الله هي الغاية والسعي إليها بالنظر الصحيح عين الهداية. وهي تستوجب التصديق به، والتصديق به يستوجب توحيده، وتوحيده يستوجب الإخلاص له والإخلاص له يستوجب نفي الصفات عنه.
          .
          .
          والتوحيد هو الأصل الأول من أصول الدين الواجب اعتقاده بخالص اليقين وهو الإقرار بمبدع الكائنات والإعتقاد بوحدانيته ونفي الكثرة عنه وتنزيهه عن صفات مخلوقاته ووصفه بما وصف به نفسه فصفاته أن تصفه بصفات الكمال وتنفي عنه صفات النقص والمحال.
          فمن لا يؤمن بوجوده فهو ملحد.
          ومن لا يقرّ بتوحيده فهو مشرك.

          ومن جعله كخلقه فهو مشبه.
          ومن نفى عنه ما انفرد به فهو معطّل.
          فتوحيده هو نفي حدّي التعطيل والتشبيه.
          وعبادته بإثبات التوحيد مع معرفة التنزيه.
          .
          .
          والعدل هو الأصل الثاني من أصول الدين وهو الإعتقاد أن الله عدل لايجور ولا يظلم عباده ولا يحمّلهم فوق طاقتهم، والعدل من صفات الفعل وهو من الصفات الثبوتية فلا يجوز تنزيه الباري عنه بنسبة القبائح إليه.
          فمن نسب القبيح إلى الله فقد قال بالجبر، ومن قال بالجبر فقد نفى العدل ومن نفى العدل فقد نفى التوحيد ومن نفى التوحيد فقد ألحد.
          .
          .
          والنبوة هي الأصل الثالث من أصول الدين وهي الإعتقاد بكافة الأنبياء والمرسلين من أب الأنبياء وأولهم آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد(ص) والقول بعصمتهم من سائر الذنوب كبيرها وصغيرها قبل البعثة وبعدها، والإيمان بأن الله بعثهم لهداية الناس إلى الصراط المستقيم، وبأن ما جاؤوا به هو الحق المبين المنزل عليهم من رب العالمين، والتصديق بمعاجزهم الدالة على صدق نبوتهم، وبأن أفضلهم وسيدهم وخاتمهم هو رسول الله(ص) وأنه لا نبي بعده.
          .
          .
          والإمامة هي الأصل الرابع من أصول الدين وهي امتداد للنبوة وكمال

          لها ونيابة عنها وهي عهد الله الذي لا يناله الظالمون، وهي القول والإعتقاد بإمامة مولانا أمير المؤمنين وخلافته لرسول رب العالمين ومن بعده أبناؤه المعصـومون الحسن المجتبى والحسين الشهيد وعلي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري ومحمد بن الحسن الحجة والمهدي صلوات الله عليهم أجمعين.
          وصفات الإمام كصفات النبي إلا أن الإمام لا يُوحى إليه بل يعمل بعلم مسبق ويلهمه الله إلهاماً.
          فالإمامة منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، وخلافة الله وخلافة رسوله. وهي بتعيين من الله جل وعلا وليست بالإختيار.
          .
          .
          والمعاد هو الأصل الخامس من أصول الدين الواجب اعتقاده بيقين وهو الإقرار باليوم الآخر المعبّر عنه بيوم القيامة وهو يوم الفصل يوم يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومنيعمل مثقال ذرة شراً يره فيجازى كل عبد على أعماله ولا يظلم أحد.
          .
          .
          فهذه هي أصول الدين عند المسلمين العلويينكما وردت عن الأئمة المعصومين وهي تقسم إلى قسمين: أصول إسلامية وأصول إيمانية.
          فالأصول الإسلامية: هي التوحيد والنبوة والمعاد.
          والأصول الإيمانية: هي العدل والإمامة.
          فمن أقر بالأصول الإسلامية فهو مسلم.
          ومن اعتقدها في قلبه فهو مؤمن.
          ومن أنكرها أو أنكر أصلاً منها فهو كافر.
          ومن أقر بالأصول الإسلامية والإيمانية فهو مؤمن ومن اعتقدها بقلبه فهو موقن شرط أن يعمل بالأحكام التعبدية ويتخلق بالمبادئ العلوية الهاشمية.
          فهذا ما أدين لله به واعتقده في خالص اليقين والحمد لله رب العالمين.
          .

          إلى هنا ينتهي الجزء الثاني والأخير من هذا الكتاب
          .

          الفقير لله تعالى وخادم أهل الولاية والعلوم حسين محمد المظلوم
          عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي العلوي
          21\جماد الأولى 1424هـ،19\ تموز\2003م











          .

          تعليق


          • #6
            يرفع بالصلاة على محمد و آل محمد و اللعنة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X