قصتا أروى و باسل ما هما إلا حقيقة تربوية لما يحدث يوميا بين الآباء و الأمهات و الأبناء .
أروى فتاة في السابعة من عمرها 000سكبت كوبا من الحليب دون قصد منها و هي جالسة مع والديها على مائدة الإفطار . صرخت أمها في وجهها قائلة : أعتقد أنك في سن تجعلك تعرفين كيف تمسكين بكوب الحليب !!!!! كم مرة قلت لك أن تأخذي حذرك , لكنك كالعادة لا تفهمين و لا تسمعين الكلام ...
و علق الأب غاضباً : لن تفعل ذلك أبدا لأنها غبية و ستبقى دائماً غبية ......
هذه قصة أروى 0000سكبت كوباً من الحليب و قوبل تصرفها بحملة توبيخ من والديها 000 هذا التهجم قد يكون له أثره القاسي على نفس الطفلة ذات السبع سنوات هذه و ربما سبب لها ألماً نفسيا سيظل أثره طويلا و قد يفقدها الكثير من الثقة بنفسها و ربما جعلها غير راغبة في تحسين سلوكها مستقبلاً.
أما باسل البالغ من العمر 8 سنوات فقد سكب أيضا كوبا من الحليب أمام والديه على مائدة الإفطار 0000
فعلق أبوه بأسلوب هادئ : أسرع يا باسل و أرفع الكوب حتى لا ينسكب ما تبقى فيه من الحليب .
قالت أمه : عليك يا باسل أن تسرع بتنظيف الطاولة .
و نهضت لإحضار إسفنج و ماء و أعطتها باسل و هي تقول : خذ يا بني الإسفنج لتمسح الحليب الذي سكبته .
نظر باسل إلى والديه بحب و شعر بالأسف لما حدث و أكد لوالديه أنه سيكون أكثر حذرا في المستقبل : أنا آسف و سأكون أكثر حذرا في المرات القادمة .
خرج باسل من الموقف بروح حذرة و إحساس بالامتنان و نية قادمة بأن يكون قد استفاد من الخطأ .
إن ما تؤكده مدارس التربية – و على رأسها مدرسة الإسلام – هو أن أسلوب التوجيه الحكيم هو توجيه الانتقاد نحو السلوك نفسه و هو الأجدى و الأنفع في تغير سلوك الطفل .. هو توجيه للحديث نحو البناء ليدعم للطفل ثقته بنفسه و يجعله راغبا في تطوير سلوكه 000أما أن ينصب الانتقاد نحو شخصيته و تحقيرها ووصفها بصفات قبيحة سيجعله مقهوراً لما سببه له انتقادك من ألم نفسي .
إن تفهمنا لحقيقة ما يقوم به الطفل من تصرفات قابلة للصواب و الخطأ سيعطينا عمقا أكثر نحو تربية أفضل بإذن الله , و عالم السلوك عند الأطفال عالم واسع يدور حول محور أساسي هو أن الطفل يتحرك في الواقع الذي يعيشه بسلوك عفوي لا يستطيع معه أن يخفي ما يشعر به ..و أكثر ما يؤلمه الاستخفاف بمشاعره و تجاهلها , فهو يريد من والديه و جميع من حوله أن يتفهموا شعوره إن كان غاضباً أو غيوراً أو خائفاً أو حزيناً .
و إذا ما أخطأ فهو يريد توجيهاً نحو نقطة معينة يتفهمها بسلوكه الخاص.. و لن يدرك أو يربط الأمور كما يفعل الكبار .. فهو لن يدرك سبب السخرية من سلوكه و لن يربط بين ما ارتكب من خطأ و بين الشتم و اتهامه بالغفلة أو الغباء .
إ ننا في حاجة حقيقية إلى إدراك مثل هذه الحقائق و الضغط على أعصابنا لنتمرن عليها لكي ينشأ عندنا جيل أبيّ النفس .
ألستم معي في ذلك ؟؟؟
باسل
أروى فتاة في السابعة من عمرها 000سكبت كوبا من الحليب دون قصد منها و هي جالسة مع والديها على مائدة الإفطار . صرخت أمها في وجهها قائلة : أعتقد أنك في سن تجعلك تعرفين كيف تمسكين بكوب الحليب !!!!! كم مرة قلت لك أن تأخذي حذرك , لكنك كالعادة لا تفهمين و لا تسمعين الكلام ...
و علق الأب غاضباً : لن تفعل ذلك أبدا لأنها غبية و ستبقى دائماً غبية ......
هذه قصة أروى 0000سكبت كوباً من الحليب و قوبل تصرفها بحملة توبيخ من والديها 000 هذا التهجم قد يكون له أثره القاسي على نفس الطفلة ذات السبع سنوات هذه و ربما سبب لها ألماً نفسيا سيظل أثره طويلا و قد يفقدها الكثير من الثقة بنفسها و ربما جعلها غير راغبة في تحسين سلوكها مستقبلاً.
أما باسل البالغ من العمر 8 سنوات فقد سكب أيضا كوبا من الحليب أمام والديه على مائدة الإفطار 0000
فعلق أبوه بأسلوب هادئ : أسرع يا باسل و أرفع الكوب حتى لا ينسكب ما تبقى فيه من الحليب .
قالت أمه : عليك يا باسل أن تسرع بتنظيف الطاولة .
و نهضت لإحضار إسفنج و ماء و أعطتها باسل و هي تقول : خذ يا بني الإسفنج لتمسح الحليب الذي سكبته .
نظر باسل إلى والديه بحب و شعر بالأسف لما حدث و أكد لوالديه أنه سيكون أكثر حذرا في المستقبل : أنا آسف و سأكون أكثر حذرا في المرات القادمة .
خرج باسل من الموقف بروح حذرة و إحساس بالامتنان و نية قادمة بأن يكون قد استفاد من الخطأ .
إن ما تؤكده مدارس التربية – و على رأسها مدرسة الإسلام – هو أن أسلوب التوجيه الحكيم هو توجيه الانتقاد نحو السلوك نفسه و هو الأجدى و الأنفع في تغير سلوك الطفل .. هو توجيه للحديث نحو البناء ليدعم للطفل ثقته بنفسه و يجعله راغبا في تطوير سلوكه 000أما أن ينصب الانتقاد نحو شخصيته و تحقيرها ووصفها بصفات قبيحة سيجعله مقهوراً لما سببه له انتقادك من ألم نفسي .
إن تفهمنا لحقيقة ما يقوم به الطفل من تصرفات قابلة للصواب و الخطأ سيعطينا عمقا أكثر نحو تربية أفضل بإذن الله , و عالم السلوك عند الأطفال عالم واسع يدور حول محور أساسي هو أن الطفل يتحرك في الواقع الذي يعيشه بسلوك عفوي لا يستطيع معه أن يخفي ما يشعر به ..و أكثر ما يؤلمه الاستخفاف بمشاعره و تجاهلها , فهو يريد من والديه و جميع من حوله أن يتفهموا شعوره إن كان غاضباً أو غيوراً أو خائفاً أو حزيناً .
و إذا ما أخطأ فهو يريد توجيهاً نحو نقطة معينة يتفهمها بسلوكه الخاص.. و لن يدرك أو يربط الأمور كما يفعل الكبار .. فهو لن يدرك سبب السخرية من سلوكه و لن يربط بين ما ارتكب من خطأ و بين الشتم و اتهامه بالغفلة أو الغباء .
إ ننا في حاجة حقيقية إلى إدراك مثل هذه الحقائق و الضغط على أعصابنا لنتمرن عليها لكي ينشأ عندنا جيل أبيّ النفس .
ألستم معي في ذلك ؟؟؟
باسل