(( الإسلام هو الحل ))
" ان معظم البشر يعيشون حياة من الدرجة الثانية , لانهم لا يعرفون مفهوم النظام الروحي او الذهني "
كولن ولسن
يعبر كولن ولسن عن مكارم الاخلاق بانها نظام روحي وذهني وان الناس الذين يعيشون الانظمة الوضعية ولا يؤمنون بما وراء الطبيعة ( ميتافيزيقيا ) فانهم يعيشون من الدرجة الثانية حياة البؤس والتعاسة ، ان اغلب الشعوب ولاسيما الغربية منها لديها محاسن اخلاق كـ ( النظافة وآداب الطريق وحسن الصحبة واحترام النظام ... الخ ) من محاسن لكن ليس لديهم مكارم الاخلاق فالفرد الذي لديه هذه الصفات من المحاسن الاخلاقية هو نفسه الذي يصنع القنبلة النووية والهيدرجينية والبايلوجية ومستعد ان يبيد العالم باجمعه ! ورغم تقدم الغرب في جميع ميادين العلم والمعرفة حتى صعدوا الى القمر وصنعوا المعجزات في هذه الميادين لكنهم يعيشون فراغ روحي فيعبر براتراندراسل في كتابه ( تاريخ الفلسفة الغربية ) " ان التمدن المتين والرزين في عالم الفكر مرادف للعلم ، الا ان العلم المحض الذي لا عاطفة معه غير كافٍ ولا يجلب الرضا ، فالانسان بحاجة ماسة الى الهيجان والفن والدين " والذي يتتبع تاريخ الغرب يجد ان العلماء بعد الفترة المظلمة وبعد تخلصهم من قبضة الكنيسة ولعدائم لها اخذو ينكرون وجود الله حتى ان نتشا العالم الالماني قال بـ ( موت الله ) واعتقد انه يريد موت الحكم الذي كان يحكمهم باسم الدين والله وهي الكنيسة ولكن بعد تمخضات مرت بها البشرية وخاصةً بعد الحربين العالميتين ظهر فريق من العلماء يوجهون الى المسائل الميتافيزيقية والاخلاق المذهبية والضوابط الدينية ، "وهؤلاء العلماء لهم الفضل الكبير بتوجيه الناس الى الاخلاق والايمان بالله حتى ان نهرو – رئيس وزراء الهند الراحل – الذي قضى عمره بالالحاد اخذ يفكر في ( الله ) حتى اعتقده في خريف عمره "
ولا اريد ان اذكر العلماء الغربيون– فانهم كثر - الذين يعتقدون بان الاخلاق هي الحل الوحيد لتخليص البشرية من البؤس والتعاسة والامراض الفتاكة التي تضرب العالم الغربي فهذا مرض الايدز الذي قض مضاجعهم لا يجدون العلاج له رغم تقدمهم في مجال الطب الا بالرجوع الى ( الله ) والاخلاق الفاضلة لانه مرض خلقي محض .
ولو أن الشعوب اليوم وخاصة المفكرين منهم رجعوا الى فطرتهم النظيفة لوجدوا ان الاسلام هو الحل لانه (( فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لكلمات الله ذلك الدين القيم ) و ( ان الدين عند الله الاسلام ) ذلك الدين الذي اختاره الله لعباده وختم به الاديان السماوية هو نفسه فطرة الله وهو الاسلام , ومما يروى ان امرأة نرويجية جاءت بالكتب السماوية ووضعتها تحت يدي ابنها وتركته يختار الديانة التي يقتنع بها وبعد قرائتها اختار القرآن الكريم . هذا الاختيار ناتج من الفطرة النظيفة فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال (( كل مولود يولد على الفطرة وابواه يهودانه او ينصرانه )) ، وليت شعري لو ان المستغربين من الشرق المسلم الذين تعجبهم حضارة الغرب لا لشيء الا لانهم ينظرون بعين واحدة او من جانب واحد وهو جانب العمران والعلوم التكنلوجية ولو انهم نظروا بالعين الاخرى عين الشقاء الحاصل عندهم عين الامراض الفتاكة عين الغلبة للقوي ، لوجدوا ان الاسلام قد عالجها كلها ولا يقف حجر عثرة امام أي تقدم الا انه يهذبه ويسخره لخدمة البشرية لا لدمارها ، ونحن اليوم اكثر من أي يوم بحاجة الى الرجوع الى الاخلاق الفاضلة التي علمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى اصحابه فانه ضرب اروع الامثلة بهذه الاخلاق حتى قال الله في كتابه العزيز ( وانك لعلى خلق عظيم ) واريد ان اذكر مثلاً واحداً لهذه الاخلاق لاخذ العبرة منها . يذكر العلامه المجلسي في بحار الانوار (( ان ابا ذر الغفاري تساب هو وبلال الحبشي المؤذن فقل له يابن السوداء فلما شكا الى رسول الله قال له : شتمت بلالاً وعيرته بسواد امه ؟ قال نعم ، قال : حسبت انه بقي فيك شيء من كبر الجاهلية . فالقى ابو ذر الغفاري خده على التراب ثم قال : لا ارفع خدي حتى يطأ بلال خدي بقدمه . فشعر ابو ذر بزهو الانتصار على اعدى اعدائه وهي نفسه التي بين جنبيه .
فما احوج العالم اليوم الى هذه الاخلاق حتى يسود الوئام والسلام ولا يحتاج الى الاسلحة النووية والبايلوجية لمكافحة الارهاب ، واي ارهاب اكبر من صناعة هذه الاسلحة لتركيع العالم الذي لا يملك تلك الاسلحة وجعل العالم عبارة عن غابة القوي ياكل الضعيف !
لهذا الشعار – الغلبة للقوي - ولغيره من الشعارات المدمرة نزل الوحي ليهذب النفوس وينطلق بها الى فضاء رحيب فضاء الاخوة والتسامح والخلق الرفيع والانسانية حيث يقول تلميذ الاسلام الاول علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ( الناس صنفان اما اخٌ لك في الدين او نظيرٌ لك في الخلق ) وقال تعالى بصدد تهذيب النفوس ( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتقون ) فلو اخذ العالم اليوم بتلك التعاليم وبخاصة الغرب لما احتاج الى كل هذه الضجة والصخب ضد الارهاب ولكن كما قال الشاعر :-
اسمعت اذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
مجيد جبار ثامر
Majeed_jabar@yahoo.com
" ان معظم البشر يعيشون حياة من الدرجة الثانية , لانهم لا يعرفون مفهوم النظام الروحي او الذهني "
كولن ولسن
يعبر كولن ولسن عن مكارم الاخلاق بانها نظام روحي وذهني وان الناس الذين يعيشون الانظمة الوضعية ولا يؤمنون بما وراء الطبيعة ( ميتافيزيقيا ) فانهم يعيشون من الدرجة الثانية حياة البؤس والتعاسة ، ان اغلب الشعوب ولاسيما الغربية منها لديها محاسن اخلاق كـ ( النظافة وآداب الطريق وحسن الصحبة واحترام النظام ... الخ ) من محاسن لكن ليس لديهم مكارم الاخلاق فالفرد الذي لديه هذه الصفات من المحاسن الاخلاقية هو نفسه الذي يصنع القنبلة النووية والهيدرجينية والبايلوجية ومستعد ان يبيد العالم باجمعه ! ورغم تقدم الغرب في جميع ميادين العلم والمعرفة حتى صعدوا الى القمر وصنعوا المعجزات في هذه الميادين لكنهم يعيشون فراغ روحي فيعبر براتراندراسل في كتابه ( تاريخ الفلسفة الغربية ) " ان التمدن المتين والرزين في عالم الفكر مرادف للعلم ، الا ان العلم المحض الذي لا عاطفة معه غير كافٍ ولا يجلب الرضا ، فالانسان بحاجة ماسة الى الهيجان والفن والدين " والذي يتتبع تاريخ الغرب يجد ان العلماء بعد الفترة المظلمة وبعد تخلصهم من قبضة الكنيسة ولعدائم لها اخذو ينكرون وجود الله حتى ان نتشا العالم الالماني قال بـ ( موت الله ) واعتقد انه يريد موت الحكم الذي كان يحكمهم باسم الدين والله وهي الكنيسة ولكن بعد تمخضات مرت بها البشرية وخاصةً بعد الحربين العالميتين ظهر فريق من العلماء يوجهون الى المسائل الميتافيزيقية والاخلاق المذهبية والضوابط الدينية ، "وهؤلاء العلماء لهم الفضل الكبير بتوجيه الناس الى الاخلاق والايمان بالله حتى ان نهرو – رئيس وزراء الهند الراحل – الذي قضى عمره بالالحاد اخذ يفكر في ( الله ) حتى اعتقده في خريف عمره "
ولا اريد ان اذكر العلماء الغربيون– فانهم كثر - الذين يعتقدون بان الاخلاق هي الحل الوحيد لتخليص البشرية من البؤس والتعاسة والامراض الفتاكة التي تضرب العالم الغربي فهذا مرض الايدز الذي قض مضاجعهم لا يجدون العلاج له رغم تقدمهم في مجال الطب الا بالرجوع الى ( الله ) والاخلاق الفاضلة لانه مرض خلقي محض .
ولو أن الشعوب اليوم وخاصة المفكرين منهم رجعوا الى فطرتهم النظيفة لوجدوا ان الاسلام هو الحل لانه (( فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لكلمات الله ذلك الدين القيم ) و ( ان الدين عند الله الاسلام ) ذلك الدين الذي اختاره الله لعباده وختم به الاديان السماوية هو نفسه فطرة الله وهو الاسلام , ومما يروى ان امرأة نرويجية جاءت بالكتب السماوية ووضعتها تحت يدي ابنها وتركته يختار الديانة التي يقتنع بها وبعد قرائتها اختار القرآن الكريم . هذا الاختيار ناتج من الفطرة النظيفة فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال (( كل مولود يولد على الفطرة وابواه يهودانه او ينصرانه )) ، وليت شعري لو ان المستغربين من الشرق المسلم الذين تعجبهم حضارة الغرب لا لشيء الا لانهم ينظرون بعين واحدة او من جانب واحد وهو جانب العمران والعلوم التكنلوجية ولو انهم نظروا بالعين الاخرى عين الشقاء الحاصل عندهم عين الامراض الفتاكة عين الغلبة للقوي ، لوجدوا ان الاسلام قد عالجها كلها ولا يقف حجر عثرة امام أي تقدم الا انه يهذبه ويسخره لخدمة البشرية لا لدمارها ، ونحن اليوم اكثر من أي يوم بحاجة الى الرجوع الى الاخلاق الفاضلة التي علمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى اصحابه فانه ضرب اروع الامثلة بهذه الاخلاق حتى قال الله في كتابه العزيز ( وانك لعلى خلق عظيم ) واريد ان اذكر مثلاً واحداً لهذه الاخلاق لاخذ العبرة منها . يذكر العلامه المجلسي في بحار الانوار (( ان ابا ذر الغفاري تساب هو وبلال الحبشي المؤذن فقل له يابن السوداء فلما شكا الى رسول الله قال له : شتمت بلالاً وعيرته بسواد امه ؟ قال نعم ، قال : حسبت انه بقي فيك شيء من كبر الجاهلية . فالقى ابو ذر الغفاري خده على التراب ثم قال : لا ارفع خدي حتى يطأ بلال خدي بقدمه . فشعر ابو ذر بزهو الانتصار على اعدى اعدائه وهي نفسه التي بين جنبيه .
فما احوج العالم اليوم الى هذه الاخلاق حتى يسود الوئام والسلام ولا يحتاج الى الاسلحة النووية والبايلوجية لمكافحة الارهاب ، واي ارهاب اكبر من صناعة هذه الاسلحة لتركيع العالم الذي لا يملك تلك الاسلحة وجعل العالم عبارة عن غابة القوي ياكل الضعيف !
لهذا الشعار – الغلبة للقوي - ولغيره من الشعارات المدمرة نزل الوحي ليهذب النفوس وينطلق بها الى فضاء رحيب فضاء الاخوة والتسامح والخلق الرفيع والانسانية حيث يقول تلميذ الاسلام الاول علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ( الناس صنفان اما اخٌ لك في الدين او نظيرٌ لك في الخلق ) وقال تعالى بصدد تهذيب النفوس ( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتقون ) فلو اخذ العالم اليوم بتلك التعاليم وبخاصة الغرب لما احتاج الى كل هذه الضجة والصخب ضد الارهاب ولكن كما قال الشاعر :-
اسمعت اذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
مجيد جبار ثامر
Majeed_jabar@yahoo.com
تعليق