
الأسباب
وأما أسباب عقم الرجل الأكثر شيوعاً، فهي دوالي الصفن، وخلل في الجينات المسؤولة عن الإنطاف والكروموزومات، وأمراض في الغدة النخامية والدرقية والغدة المجانبة للكليتين، وشوائب في العلاقة الجنسية مع عجز جنسي او تخاذل القذف، وخلل جزئي اوكامل في الانطاف مع ضمور في الخصيتين، وأمراض الطفولة كالخصيتين العالقتين في البطن اللتين لم يتم علاجهما طبياً أو جراحيا قبل السنة الثانية من العمر والتهاب الخصية بالنكاف بعد بلوغ سن الرشد او لوي الأسهر او الخصية والتهابات في الأعضاء التناسلية والبولية، وأسباب مناعية، وانسداد خلقي او جرحي او التهابي للبربخ او القنوات المنوية او الأسهر، أو نتيجة عمليات جراحية او التعرض للأشعة او مبيد الهوام، أو المعالجة الكيماوية لمرض السرطان، والإدمان على الكحول والتدخين والمخدرات، وداء السكري، والتعرض لارتفاع درجة الحرارة الذي يؤثر على الانطاف في العمل او في استعمال المغاطس الساخنة، واستعمال مراهم مزلقة قد تقتل الحييات المنوية واستعمال بعض العقاقير والهرمونات والمضادات الحيوية، وافتقاد الخبرة في اساليب الجماع وتوقيتها وحالات نفسية وغيرها. وفي السنوات القليلة الماضية تبين ان حوالي 5الى 15% من العقم ا
لمجهول السبب هو عقم وراثي مع خلل في الكروموسومات والجينات قد تسبب ضعفاً شديداً في عدد حركة الحييات المنوية او عدم الانطاف، والتحري عن هذه العوامل الوراثية مهم لاسباب سنشرحها لاحقا.
التشخيص
ومن أهم ركائز تشخيص أسباب العقم وتصنيفه: استجواب المريض وفحصه فحصا سريريا كاملا. والاستجواب يشمل الأمراض السابقة والعمليات الجراحية التي اجريت له، وتأخير بلوغ سن الرشد والتحري عن جميع الاسباب التي ذكرناها سابقا والتي قد تكون السبب الرئيسي لعقمه. وبعد الاستجواب يباشر الأخصائي بإجراء فحص سريري كامل مع التركيز على الملامح الخارجية وتوزيع الشعر في الجسم، ووجود تثدي او تشوهات في القضيب. وتفحص الخصيتان فحصا دقيقا مع قياس حجمها وطولها وعرضها بواسطة جهاز خاص، ودرجة لزوجتها. ومن ثم التحري عن وجود دوالي الصفن او فقدان البربخ او القنوات المنوية. وفي بعض الحالات يتم الفحص الشرجي للبروستاتا والحويصلات المنوية للكشف عن وجود جسوء او أكياس أو أورام داخلها.
الفحوصات
أما الفحوصات المخبرية الأساسية التي تجري على كل مريض فهي فحص السائل المنوي الكامل بعد التوقف عن المجامعة لمدة يومين أو ثلاثة وذلك على مرحلتين يفرق بينهما اسبوعان، أو بالافضل أربعة أسابيع وتحليل دموي لتركيز هرمونات الغدة النخامية والهرمون الذكري وهرمون "البرولكتين" والهرمونات الدرقية وتركيز السكر في الدم وتحليل البول. ويشمل تحليل السائل المنوي حجم ودرجة حموضته ولزوجته وسرعة ميوعته وعدد الحييات المنوية ونسبة حركتها وعدد الحييات المنوية ذوات الشكل الطبيعي. وفي حال اشتباه التهاب في البروستاتا او الحويصلات المنوية تجري مزرعة للسائل المنوية. أما في حال الفقدان الكامل للحييات المنوية في السائل المنوي او نقص شديد في عددها تؤخذ خزعة من الخصيتين بالإبرة أو جراحياً تحت بنج موضعي ويتم قياس الهرمونات النخامية واهمها FSHوLH والهرمون الذكري والبرولكتين ProlactinواينهيبينInhibin واذا ما كان تركيز هذه الهرمونات منخفضا يتم اجراء اشعة مغنطيسية على الغدة النخامية الدماغ. واذا كان حجم السائل المنوي أقل من 1سم، يجب الكشف عن غياب القنوات المنوية والبربخ او رجوع السائل المنوي الى المثانة اثناء القذف نتيجة مرض السكري او بعض العقاق
ير او عمليات جراحية اجريت على البروستاتا او وجود أكياس داخل البروستاتا الحويصلات المنوية تضغط وتسد القناة الدافقة. ولتشخيص هذه الحالات يتم اجراء فحص للبول مباشرة بعد الجماع للكشف عن وجود حييات منوية ومادة "الفركتوز" فيه واستعمال أشعة صوتية على البروستاتا والحويصلات المنوية واجراء مسح جيني وكروموزومي. واذا كان حجم السائل المنوية طبيعيا مع فقدان الحييات المنوية في السائل المنوي، يلجأ الطبيب الى أخذ خزعات من الخصيتين وتحليل تركيز الهرمونات النخامية في الدم. واذا ما تبين نتيجة الفحص النسيجي ان الإنطاف موجود ومتكامل مع وجود حييات منوية في الخصيتين، فإن ذلك يؤكد تشخيص انسداد في البربخ او الأوعية المنوية. واما اذا مابين الفحص النسيجي توقفا في مراحل الانطاف او ضمورا جزئيا او تاما في الخصيتين، فذلك دليل على عدم وجود انسداد.
وحديثا تبين ان فقدان القنوات المنوية قد يكون سببه خللا في جين معين CFTRفمن الضروري في هذه الحالات اجراء فحص جيني على الزوج والزوجة معا، فاذا ماتبين وجود طفرة في هذا الجين لديهما، عندها يجب على أخصائي الوراثة أن يناقش احتمال حدوث هذا الخلل الجيني لدى الجنين مع أمراض في الرئتين وفقدان الكلية. وعند وجود عدم الانطاف مع فقدان الحييات المنوية في الخصيتين والسائل المنوي والتأكد من عدم وجود انسداد في البربخ او القنوات المنوية، تبين حديثاً اثر عدة دراسات، أن هنالك عنصرا وراثيا قد يكون السبب الرئيسي لها.
ومن أهم الأسباب الوراثية شذوذ الكروموزومات الطبيعية xy الخاصة بالرجل الذي قد يحصل بنسبة 10الى 15% من حالات فقدان الحييات المنوية غير الانسدادية وفي حوالي 5% من حالات انخفاض شديد في عدد الحييات المنوية.
ففي "متلازمة كلينفلتر" مثلا أن الكروموزمات الجنسية تكون خليطا بين الذكري والانثوي xxyبدلا من الذكري xy، وهذا الشذوذ يحصل في حوالي 75بالمئة من الحالات الوراثية عند الرجال العقيمين. وأهمية درس الكروموزومات وشذوذها تكمن في احتمال وقوع الحمل في بعض هذه الحالات باستعمال طريقة "التلقيح" لكن على الزوجين ان يدركا أن نسبة الإجهاض مرتفعة وان هنالك احتمالا لحدوث تشوهات خلقية وشذوذ كروموزومي عند الجنين. هذا يؤكد أهمية المسح الكروموزومي في هذه الحالات ومناقشة حدوثها ومضاعفاتها على الجنين بكل صراحة واسهاب قبل اجراء عملية التلقيح. وهنالك شذوذ وراثي آخر قد يحصل عند 10-15% من الرجال المصابين بفقدان تام غير انسدادي في الحييات المنوية او انخفاض شديد في عددها وخصائصها خبن في الكروموزوم الذكري y على انوعه AZFوDAZ وتشخيصه مهم لأنه في بعض هذه الحالات، يفقد أمل الحمل بواسطة التلقيح، وحتى في حال نجاح الحمل يجب على الزوجين ان يدركا أن طفلهما قد يورث هذا الشذوذ الكروموزومي. ففي غاية الأهمية في هذه الحالات أن تتم مناقشة هذا الوضع مع اخصائي الأمراض الوراثية بكل اسهاب ووضوح قبل المباشرة بالتلقيح.
فحص السائل المنوي
وهناك جدل طبي حول أهمية ودقة السائل المنوي في تشخيص العقم والقدرة على توقع حدوث الحمل. فرغم ان المقاييس الطبيعية لهذا التحليل معروفة ثابتة في اغلب المختبرات حسب ارشادات "المنظمة العالمية للصحة" هناك تفاوت واضح في دقة هذه المقاييس بالنسبة الى دراسة الانطاف ووظائف الاعضاء المنوية، فما هي أهمية عدد الحييات المنوية ونسبة تحركها وشكلها الطبيعي؟ وهل لها أية علاقة في قدرة الرجل على الإنجاب؟ ففي دراسة اجريت مؤخراً في الولايات المتحدة على 765زوجا يعانون من العقم و 696زوجا رزقوا بأولاد، تبين أن عدد الحييات المنوية أقل من , 135مليون في حالات العقم وأكثر من 48مليون لدى الرجال الخصبين ونسبة حركة الحييات أقل من 32% عند الرجال العقيمين وأكثر من 63% عند الخصبين ونسبة الشكل الطبيعي للحييات أقل من 9% عند العقيمين وأكثر من 12% في حالات الاخصاب. وتدل هذه الرسالة الدراسة ان هذه المقاييس قد تساعد الطبيب والمريض على تقدير احتمال حصول الحمل وعلى ضرورة العلاج في بعض الحالات لكنها وللأسف لا تعطي اية تأثيرات بالنسبة الى هؤلاء الرجال ذوي المقاييس المنوية التي تقع ما بين الطبيعي والشاذ. فها هو معلوم أن عدد الحييات المنوية يعتمد على
عدة عوامل منها حجم الخصيتين ومقدرة الأنابيب المنوية في الخصية على الانطاف والحجم والقدرة الافرازية للبروستاتا والبربخ والحويصلات المنوية والفترة مابين القذف المتتالي. وزيادة على ذلك فان قدرة الحييات المنوية الاخصابية تعتمد اكثر على عدة عوامل مختلفة من على عدد الحييات. فبناء على هذه المعطيات انه من المستحسن ان لا نعتمد اعتماداً قاطعاً على فحص السائل المنوي لتصنيف الرجل مابين عقيم وخصيب، لأن ذلك غير علمي او منطقي او عادل بالنسبة الى الزوجين، حيث يشعر احدهما بالذنب ويلوم نفسه ويلومه ذووه علِى مسؤوليته في عدم الانجاب. وتلك الشوائب تنطبق ايضاً على مقاييس حركة الحييات المنوية ونسبة شكلها الطبيعي التي، ولو انها تساعد على تشخيص العقم، إلا انها ليست دقيقة من حيث تصنيف الرجل بالعقيم او السليم ونخرج بهذا ان تحليل السائل المنوي مهم ولكنه ليس دقيقا او حساسا او نوعيا الا في حالات فقدان الحييات المنوية بشكل تام. ولذلك يستعين الأخصائي بتحاليل اضافية مثل تعيين تركيز الهرمونات النخامية والهرمون الذكري وغيرها في الدم والتحري عن وجود التهاب في السائل المنوي او عوامل مناعية بقياس المضارات الحييات في المني وغيرها لتفسير اسباب ال
عقم المجهولة في 20الى 30% من الحالات. وهناك اختبارات اضافية قد تساعد على تصنيف العقم وتساعد على المعالجة والتوقع على أمل نجاح وسائل العلاج منها التلقيح. ومن هذه الاختبارات قياس نسبة الحييات المنوية ذات الشكل الطبيعي بدقة واستعمال الحاسوب او الكوبيتور لاجراء الفحص المنوية ودرس حيوية الحييات بتلوينها او فحصها في سائل قليل التناضح او تعيين قدرتها على اختراق مخاط عنق بيت الرحم وعدم وجود فرط في الاوكسجين في السائل المنوي وغيرها من الاختبارات.
منقووووووووووول