على مر مئات السنين وعبر العصور والأزمنة الغابرة تحملت المرأة وحدها عبء الزواج الذي لا ينجب وثقل عقر المخدع الزوجي الذي لا يخصب. وفي أغلب الأحيان، في كل زواج ما حل جدب، كانت المرأة محتقرة ومعذبة ومنبوذة، تتحمل الإهانات اذا "لم تحمل ولم تلد". وخلال السنين الماضية أثبتت عدة دراسات أن نسبة العقم هي حوالي 15% لدى المتزوجين ومسؤولية الرجل تصل الى حدود 50%، إذ إن السبب الرئيس ينسب الى الزوج في 30% من الحالات ويكون مشتركاَ هو والزوجة في حوالي 20%، اما الزوجة فقد تكون هي المسؤولة في حوالي 50%. ففي الولايات المتحدة هنالك حوالي ,45ملايين حالة عقم لدى المتزوجين و , 225مليون رجل عقيم. فما هي أسباب العقم عند الرجال وكيف يتم تشخيصها وماهي الفحوصات الأساسية لتصنيفها، وماهي أفضل وسائل العلاج ونسبة نجاحها ومضاعفاتها؟ أسئلة جدية سنحاول الاجابة عليها بكل موضوعية ليتسنى للقارئ الكريم وهو نفسه قد يكون مصابا بالعقم الذي يؤثر على حياته الزوجية والعائلية ويدفعة الى براثن العذاب والمرارة واليأس والقلق والشك في رجوليته، وقد يقع ضحية "تجار الطبابة" الذين لا يملكون أية خبرة في علاج هذه الحالات.

سنة زواج
رغم أن أغلبية الاخصائيين في مرض العقم ينصحون أن يمر على الأقل سنة على الزواج قبل المباشرة في التحري عن أسباب عدم الإنجاب، لكن قد يكون من المستحسن المباشرة فوراً في بعض الحالات إما لسبب تقدم سن الزوجة اوحدوث أمراض سابقة قد تكون سببت عقمِاً عند الزوج أو الأسباب نفسية وعائلية. يجب أن يكون الفحص الأولي بسيطا وسريعا وقليل الكلفة، وأهم عنصر في إنجاح ومعالجة العقم هو التشخيص الصحيح الذي يؤدي الى نتائج جيدة. وقبل المباشرة في شرح أسباب العقم وكيفية تشخيصه ومعالجته، علينا أن نفرق بين العقم لناتج عن قلة عدد الحييات المنوية وضعف حركتها تشخيصه ومعالجته، علينا أن نفرق بين العقم الناتج عن قلة عدد الحييات المنوية وضعف حركتها أو تشوه في أشكالها والعقم المقترن بفقدان تام للحييات المنوية في السائل المنوي. وأغلب الرجال المصابين بالعقم يودون معرفة سبب عقمهم ولكن للأسف أن حوالي 30% من الحالات تكون مجهولة الاسباب رغم اجراء تحاليل وفحوصات كاملة. ويجب التذكير أن العقم الذكري قد يكون عقماً أولياً حيث لم يحدث أي حمل أو إنجاب سابق مع زوجته الحالية أو أية زوجة سابقة والعقم الثانوي حيث ان الرجل أخصب سابقاً ولديه أولاد وانقطع نسله فيما بع
د. فوجود حمل سابق لا يعني أن الرجل لا يزال قادراً على الإخصاب. إن عدة عوامل طبية قد تؤثر على الانطاف بعد نجاح أولي وأهمها وجود دوالي الصفن أو التهابات في البربخ والقنوات التناسلية مع انسدادها او حالات مناعية او جينية وغيرها كما سنشرح لاحقاَ.

منقوووووووووول