تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين ، محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصلت في هذه السنة ، عدة ملابسات للمؤمنين بالنسبة لمسألة الحج .. وذلك بسبب ما قاله مفتي السعودية من أن أول ذي الحجة هو يوم الإثنين ..
حتى نفهم الموضوع ، يجب أن نعرف أين المشكلة ، وأين محل اختلاف العلماء في المسألة .. المشكلة تكمن في الوقوف يوم عرفة الذي هو أول عمل من أعمال الحج ، وما يتبعه من أعمال أخرى ، التي يتغير وقتها بتغير وقت الوقوف ..
لدينا حالتان بالنسبة للخلاف .. إما أن يكون هناك تيقن وقطع بالخلاف بيننا وبين المخالفين ، أو هناك احتمال فقط بالخلاف ..
حسب مطالعتي لآراء المراجع العظام ، تبين لي والله العالم أن أصعب رأي لهذه المسألة هو رأي السيد الخوئي قدس الله روحه ، ومن يشاركه في رأيه هذا من بعض مراجعنا العظام كالميرزا جواد التبريزي قدس الله نفسه الزكية ..
السيد الخوئي رحمه الله ، يقول أنه لو كان هناك قطع بالخلاف بيننا وبينهم ، فإن على الحاج أن يقف موقفاً آخر ، وإلا فإن حجه يفسد ، ويقتصر على أداء عمرة مفردة فقط ..
ومن خلال مطالعتي لبعض الاستفتاءات قرأت استفتاء ما ، مضمون جزء من جوابه ، أنه لو كان الفارق يومين فإنه يتحقق القطع بالخلاف ..
فلحد الآن ، وفي ظل هذه المعطيات ، ومع ملاحظة المراجع الذين قالوا بأن أول ذي الحجة هو يوم الأربعاء كالسيد السيستاني حفظه الله ، فإن حج مقلدي السيد الخوئي فاسد !! وعليهم أن يقتصروا على عمرة مفردة فقط ..
ولكنه بحمد من الله جل وعلا ، اتضح لنا أن هناك عدة مراجع وعلماء ، ثبت عندهم أن أول ذي الحجة هو يوم الثلاثاء ، وليس الأربعاء .. كالمرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم ، وكآية الله العظمى الشيخ بشير النجفي حفظهما الله ..
فهنا يكون الفارق بيننا وبينهم يوماً واحداً فقط ..
وقد وجه استفتاء ما للسيد السيستاني حفظه الله ، يسألونه فيه عن رأي السيد الخوئي ، وهو مشابه لحالتنا تماماً .. سأضعه بين أيديكم :
السؤال:
شخص ذهب الى الحج مع زوجته لتحج الحج الواجب . وقد صار الخلاف في تلك السنة حول الموقف . ولكن و بسبب وجود الشهود قرر المرشد الديني (وهو محل ثقتهما) الوقوف مع العامة , فوقفا مع المرشد .. حيث ان الشخص من مقلدي السيد الخوئي (ره) . و بعد الرجوع الى بلدهما اخبرا ان الموقف حتما غير صحيح و ذلك لان الهلال لم يكن قد ولد في الليلة التي شهد بانها الليلة الاولى ( فلكيا وقت ولادة الهلال كانت الساعة العاشرة و النصف مساءا) . و السؤال هو ماذا عليه حيث ان حجه كان مستحبا و ماذا على زوجته باعتبار ان حجها واجب ؟
الفتوى:
بشكل عام القطع بالخلاف نادر التحقق جداً .. اذ لا طريق لحصوله مع كون الاختلاف يوماً واحداً ، وقول الفلكي لا اعتبار به عند المغفور له السيد الخوئي . وعلى أي حال فلو فرض تحققه منكم فالحج باطل عنده رحمه الله .
لاحظوا ما تحته خط ..
بيّن السائل في الاستفتاء أن الهلال كان قد ولد في الساعة العاشرة والنصف في تلك الليلة التي تشابه ليلة الإثنين في هذه السنة !!!!!!!!!!!!! ، ومع ذلك ، فإن السيد الخوئي لا يأخذ بكلام الفلكي ولا يعتبره .. فإذا كان الهلال يولد في الساعة العاشرة والنصف ، ولا اعتبار لكلام الفلكي ، فمن باب أولى أن يكون كلام الفلكي لا اعتبار له عند السيد الخوئي في حالتنا هذه ، إذ إن الهلال يولد في الساعة التاسعة ليلة الإثنين ..
مع ملاحظة أن السيد السيستاني أشار إلى أنه لا طريق لحصول القطع بالخلاف مع كون الاختلاف يوماً واحداً ..
وهكذا حلت المشكلة بحمد الله ..
فالاختلاف كان يوماً واحداً ، وكلام الفلكي لا اعتبار له عند السيد الخوئي .. مع الالتفات إلى أن السيد الخوئي يوجب الوقوف معهم في حال احتمال الخلاف ، ولا يجيز الوقوف موقفاً آخر ..
حقيقة أنا أأسف أن بعض مقلدي السيد الخوئي لم يذهبوا للحج هذه السنة بسبب الموقف ..
أما بالنسبة للسيد السيستاني ، فإن مسألة فساد الحج مع القطع بالخلاف احتياطية ، وليست فتوى .. وسماحته يقول بفساد الحج بالوقوف معهم سواء أكان هناك قطع بالخلاف أو احتمال .. لذا فإنه لا مفر من الرجوع لمرجع آخر في حال وجود الخلاف .. وهكذا رجع مقلدوا السيد السيستاني حفظه الله إلى السيد محمد سعيد الحكيم ، الذي يقول بوجوب الوقوف معهم مطلقاً ، سواء أكان هناك قطع أو احتمال بالخلاف !!
فلله الحمد ، المسألة حلت على أفضل ما يمكن لها أن تحل ..
وبقية المراجع إما آراؤهم مشابه للسيد السيستاني أو مشابهة للسيد الخوئي ، ولا أظن أن هناك مرجع له رأي مختلف تماماً (حسب اطلاعي القاصر) ..
ما أتمناه من الإخوة المؤمنين ، أن لا يترددوا في الذهاب للحج بسبب الموقف ، فإن هناك ألف طريق وطريق بحمد من الله وفضل .. وكل مشكلة لها حل بإذن الله ..
هذا وأتمنى أن أكون قد أجدت البيان والتوضيح ..
وأي سؤال يتعلق بهذا الموضوع نحن بالخدمة وسنجيب عليه إن استطعنا بإذن الله ..
نسألكم الدعاء ..
تحياتي
ابن النهرين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين ، محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصلت في هذه السنة ، عدة ملابسات للمؤمنين بالنسبة لمسألة الحج .. وذلك بسبب ما قاله مفتي السعودية من أن أول ذي الحجة هو يوم الإثنين ..
حتى نفهم الموضوع ، يجب أن نعرف أين المشكلة ، وأين محل اختلاف العلماء في المسألة .. المشكلة تكمن في الوقوف يوم عرفة الذي هو أول عمل من أعمال الحج ، وما يتبعه من أعمال أخرى ، التي يتغير وقتها بتغير وقت الوقوف ..
لدينا حالتان بالنسبة للخلاف .. إما أن يكون هناك تيقن وقطع بالخلاف بيننا وبين المخالفين ، أو هناك احتمال فقط بالخلاف ..
حسب مطالعتي لآراء المراجع العظام ، تبين لي والله العالم أن أصعب رأي لهذه المسألة هو رأي السيد الخوئي قدس الله روحه ، ومن يشاركه في رأيه هذا من بعض مراجعنا العظام كالميرزا جواد التبريزي قدس الله نفسه الزكية ..
السيد الخوئي رحمه الله ، يقول أنه لو كان هناك قطع بالخلاف بيننا وبينهم ، فإن على الحاج أن يقف موقفاً آخر ، وإلا فإن حجه يفسد ، ويقتصر على أداء عمرة مفردة فقط ..
ومن خلال مطالعتي لبعض الاستفتاءات قرأت استفتاء ما ، مضمون جزء من جوابه ، أنه لو كان الفارق يومين فإنه يتحقق القطع بالخلاف ..
فلحد الآن ، وفي ظل هذه المعطيات ، ومع ملاحظة المراجع الذين قالوا بأن أول ذي الحجة هو يوم الأربعاء كالسيد السيستاني حفظه الله ، فإن حج مقلدي السيد الخوئي فاسد !! وعليهم أن يقتصروا على عمرة مفردة فقط ..
ولكنه بحمد من الله جل وعلا ، اتضح لنا أن هناك عدة مراجع وعلماء ، ثبت عندهم أن أول ذي الحجة هو يوم الثلاثاء ، وليس الأربعاء .. كالمرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم ، وكآية الله العظمى الشيخ بشير النجفي حفظهما الله ..
فهنا يكون الفارق بيننا وبينهم يوماً واحداً فقط ..
وقد وجه استفتاء ما للسيد السيستاني حفظه الله ، يسألونه فيه عن رأي السيد الخوئي ، وهو مشابه لحالتنا تماماً .. سأضعه بين أيديكم :
السؤال:
شخص ذهب الى الحج مع زوجته لتحج الحج الواجب . وقد صار الخلاف في تلك السنة حول الموقف . ولكن و بسبب وجود الشهود قرر المرشد الديني (وهو محل ثقتهما) الوقوف مع العامة , فوقفا مع المرشد .. حيث ان الشخص من مقلدي السيد الخوئي (ره) . و بعد الرجوع الى بلدهما اخبرا ان الموقف حتما غير صحيح و ذلك لان الهلال لم يكن قد ولد في الليلة التي شهد بانها الليلة الاولى ( فلكيا وقت ولادة الهلال كانت الساعة العاشرة و النصف مساءا) . و السؤال هو ماذا عليه حيث ان حجه كان مستحبا و ماذا على زوجته باعتبار ان حجها واجب ؟
الفتوى:
بشكل عام القطع بالخلاف نادر التحقق جداً .. اذ لا طريق لحصوله مع كون الاختلاف يوماً واحداً ، وقول الفلكي لا اعتبار به عند المغفور له السيد الخوئي . وعلى أي حال فلو فرض تحققه منكم فالحج باطل عنده رحمه الله .
لاحظوا ما تحته خط ..
بيّن السائل في الاستفتاء أن الهلال كان قد ولد في الساعة العاشرة والنصف في تلك الليلة التي تشابه ليلة الإثنين في هذه السنة !!!!!!!!!!!!! ، ومع ذلك ، فإن السيد الخوئي لا يأخذ بكلام الفلكي ولا يعتبره .. فإذا كان الهلال يولد في الساعة العاشرة والنصف ، ولا اعتبار لكلام الفلكي ، فمن باب أولى أن يكون كلام الفلكي لا اعتبار له عند السيد الخوئي في حالتنا هذه ، إذ إن الهلال يولد في الساعة التاسعة ليلة الإثنين ..
مع ملاحظة أن السيد السيستاني أشار إلى أنه لا طريق لحصول القطع بالخلاف مع كون الاختلاف يوماً واحداً ..
وهكذا حلت المشكلة بحمد الله ..
فالاختلاف كان يوماً واحداً ، وكلام الفلكي لا اعتبار له عند السيد الخوئي .. مع الالتفات إلى أن السيد الخوئي يوجب الوقوف معهم في حال احتمال الخلاف ، ولا يجيز الوقوف موقفاً آخر ..
حقيقة أنا أأسف أن بعض مقلدي السيد الخوئي لم يذهبوا للحج هذه السنة بسبب الموقف ..
أما بالنسبة للسيد السيستاني ، فإن مسألة فساد الحج مع القطع بالخلاف احتياطية ، وليست فتوى .. وسماحته يقول بفساد الحج بالوقوف معهم سواء أكان هناك قطع بالخلاف أو احتمال .. لذا فإنه لا مفر من الرجوع لمرجع آخر في حال وجود الخلاف .. وهكذا رجع مقلدوا السيد السيستاني حفظه الله إلى السيد محمد سعيد الحكيم ، الذي يقول بوجوب الوقوف معهم مطلقاً ، سواء أكان هناك قطع أو احتمال بالخلاف !!
فلله الحمد ، المسألة حلت على أفضل ما يمكن لها أن تحل ..
وبقية المراجع إما آراؤهم مشابه للسيد السيستاني أو مشابهة للسيد الخوئي ، ولا أظن أن هناك مرجع له رأي مختلف تماماً (حسب اطلاعي القاصر) ..
ما أتمناه من الإخوة المؤمنين ، أن لا يترددوا في الذهاب للحج بسبب الموقف ، فإن هناك ألف طريق وطريق بحمد من الله وفضل .. وكل مشكلة لها حل بإذن الله ..
هذا وأتمنى أن أكون قد أجدت البيان والتوضيح ..
وأي سؤال يتعلق بهذا الموضوع نحن بالخدمة وسنجيب عليه إن استطعنا بإذن الله ..
نسألكم الدعاء ..
تحياتي
ابن النهرين
تعليق