(اليوم أكملت لكم دينكم) 18ذي الحجة من كل عام عيد الغدير
عيد الولاية .. الامامة .. اكمال الدين .. واتمام النعمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله الكريم في محكم كتابه المبين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الاسلام دينا)) (سورة المائدة: 3).
متى نزلت هذه الآية ؟
وأين نزلت ؟
وبحق من نزلت ؟
نزلت الآية الكريمة بعد حجة الوداع التي أداها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ونزلت في منطقة تسمى غدير خم , ونزلت بحق الامام علي بن أبي طالب عليه السلام .
ومنذ قرون تطاولت , وعلماء الاسلام والمفسرين يكتبون في تفسير أية اكمال الدين , واتمام النعمة , وفي صاحب هذه الآية المباركة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , ويكتبون في أحداث ذلك اليوم العظيم.
انظروا الى كلام الله عز وجل ..
اليوم .. تبدأ الآية الشريفة بكلمة اليوم محلاة بالألف واللام , لتشير الى أهمية ذلك اليوم وعظمته , والذي سمي واطلق عليه عيد الغدير , وعيد البيعة ويوم البيعة , وعيد الولاية , ويوم الولاية , والكثير من الناس يتآخون في الله في هذا اليوم.
فما هو سر ذلك اليوم ؟
يوم الغدير الأغر هو ذلك اليوم الذي روى فيه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن صيامه يعدل عند الله عبادة ستين سنة !
فقد قال أبو هريرة كما جاء في تاريخ دمشق : 42/233 , وغيره من الكتب , من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا , وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا: بلى يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعلي مولاه , فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ! فأنزل الله عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)).
نعم : هو ذلك اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى , قال(من كنت مولاه فعلي مولاه , فنهض عمر بن الخطاب وقال : بخ بخ لك يا أبا الحسن , أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة )) .. هذا ما ذكره أيضا ابن كثير في النهاية : 7/386.
ان أهمية ذلك اليوم والذي هو يوم غدير غم يأتي بأهمية صاحبه , والذي نزلت بحقه آية الولاية واكمال الدين واتمام النعمة الالهية على البشرية وعلى المسلمين على وجه الخصوص .
نعم هو الامام أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المعجلين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي سئل عنه خليل أحمد فقال بحقه (ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسدا , وأخفاها محبوه خوفا , وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين !)).
وقد قال أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: ((ما جاء في أحد من الصحابة من الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب))!
ما الذي حدث في ذلك اليوم العظيم ؟!!
الذي حدث في يوم الغدير هو :
أولا : ان الذي حدث هو أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا ديننا .
ثانيا : أن الله سبحانه وتعالى قد أتم علينا نعمته .
ثالثا : أن الله سبحانه وتعالى قد رضي لنا الاسلام دينا ! .
اذن فما معنى الاكمال والاتمام والرضا ؟
ان في هذه المفاهيم القرآنية قضايا كبيرة تبين لنا معنى الدين الالهي وتاريخ تنزله , وفيها بحوث كثيرة , قد تستغرق الكتابة فيها سنين من الزمن , عندما يتدبر الانسان في هذه الآيات المباركات التي جاءت في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , وانما أردنا أن نتكلم ونكتب في هذه الحلقات كلمات مختصرة علها تنفع القارىء ومن لديه بصيرة !
ولكي نعرف ما هو الدين , وما هو الاسلام الذي رضيه وارتضاه لنا الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم , ينبغي أن ننظر ونتدبر بعمق في الآيات التي تتحدث عن الدين والاسلام , من أول آية الى آخر آية في القرآن الكريم.
ينبغي أن نعرف أن الاسلام الذي قال عن الله سبحانه وتعالى في القرآن : ان الدين عند الله الاسلام ... ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ... (آل عمران : 85) .
وهو الاسلام الذي صار الجانب التنفيذي منه ركنا في بنائه , من يوم أن جدد نبينا ابراهيم الخليل عليه السلام بناء البيت (الكعبة) ودعا ربه كما أمره , أن يكون نبي الأمة الأسلامية خاتم الأمم , وأئمتها , من ذريته : (( واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا ذلك انك أنت السميع العليم))(البقرة: 127).
فبعد أن أتم النبي ابراهيم على نبينا وعليه ألآف التحية والسلام بناء قبلة الحق وكعبة المسلمين للعالم , طلب من ربه ما وعده به , فقال الهي أنا معمار بيتك وهذا ابني العامل معي في بناء بيتك .. فاجعل أجر بنائنا ما وعدتنا((ربنا واجلعنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم)) (البقرة: 128).
هذا الاسلام الذي أسس قبلته وأساسه ابراهيم الخليل عليه السلام , ثم بعث الله به سيد المرسلين من ولد ابراهيم عليه السلام فأشاد صرحه , وبنى أمته , بجهاد وجهود مباركة مقدسة طيلة ثلاث وعشرين سنة , وكان البناء معه بدل اسماعيل : الامام علي بن أبي طالب عليه السلام !.
هذا الاسلام الذي أنزله الله تعالى , بقي الى آواخر عمر الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ناقصا , وبالذات الى يوم الثامن عشر من ذي الحجة , فأعلن الله اكماله واتمامه على المسلمين !!
يا الله , ما هو قدر ومنزلة هذا اليوم , الذي ظل الاسلام يفتقد كماله وجده ؟!!.
ونحن أقل من أن نبين عظمة هذا اليوم .. والكلام والكتابة ليست لأمثالي الذين لا يمتلكون القدرة على بيان حقائق هذا الاكمال وهذه النعمة , وانما هي للعلماء والمفكرين والمفسرين والفقهاء الذين هم أصحاب القدرة على بيان رشحة من رشحات عظمة هذا اليوم .. أما بيان عظمة هذا اليوم فهي تبقى من الأسرار التي لا يعرفها الا الله والرسول والراسخون في العلم وهم أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .
فانظر أي قضية عظمى وأي يوم عظيم وأي قضية قيلت للبشرية في هذا اليوم وهو يوم الغدير فلم يفهموها , ولم يستوعبوها ولم يدركوها ويدركوا قيمتها وأهميتها الى يومنا هذا؟!
نعم : أي يوم كنت يا يوم الغدير , حتى جاء الخطاب الالهي والرباني فيك لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحسم غير المعهود في خطابه لنبيه المصطفى
((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته , والله يعصمك من الناس , ان الله لا يهدي القوم الكافرين)) (المائدة : 67) .
فنحن نعرف أن خطاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أرق خطاب وأحناه : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ( سورة طه: 2) وما ارسلناك الا رحمة للعالمين (الأنبياء :107) , بل نراه أقسم بعمر نبيه الحبيب المصطفى : لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون (سورة الحجر:72) , لكنه في هذا اليوم وهو يوم الغدير خاطبه بحسم خاص فقال : بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بغلت رسالته!
يقول له بذلك , لنفهم نحن بأن هذا اليوم هو يوم مركزي في تبليغ الرسالة الالهية , والعمل الذي ستقوم به يا محمد , به يكمل الدين , وبه تتم النعمة , وبدونه يبقى ناقصا وتضيع الفائدة من جهودك المضنية في تبليغه !!.
نعم , ان الرحمة الالهية التي تنزلت يوم الغدير أكبر من أن يتعمقها أنا أو أن يتعمقها بشر ! والسبب في ذلك أن الله سبحانه وتعالى انما خلق هذا العالم , لأنه أراد أن يوجد موجودا ويودع فيه أمانته وهي جوهرين نادرين هما : العقل والنفس , ولا بد لهذين الجوهرين أن يصلا الى مرحلة الاثمار.
ان مشروع بعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام انما كان من أجل ايصال جوهر العقل الى درجة الكمال النظري , وجوهر الارادة الى درجة الكمال العملي .. وكانت بعثتهم مقدمات لكي تبلغ هدفها وأوجها ببعثة خاتم الرسل نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم : لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين(آل عمران : 164) .
ان قوله سبحانه وتعالى : لقد من الله رمز لقوله : وأتممت عليكم نعمتي . فبعث خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لا تتم ولا تكتمل بتعليم الكتاب والحكمة فقط , بل لا بد من يوم الغدير ! ذلك أن تعليم الكتاب هو الجانب العملي وبناء الوعي البشري , وتعليم الحكمة هو الجانب العملي وبناء الارادة البشرية , وتكميل هذين الجانبين يحتاج الى مفسر رباني وحكيم رباني يواصل المهمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وقد اقتضت حكمته بأن ينصب عليا اماما على المسلمين في هذا اليوم الأغر.
مفسر رباني , يستطيع تفسير الكتاب الالهي الذي قال عنه منزله عز وجل : الر. كتاب أنزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد(ابراهيم:1) وقال فيه : ويوم نبعث من كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين .(سورة النحل : 89) .
وقال عن الذين يفهمونه ويفسرونه : لا يسمه الا المطهرون(سورة الواقعة : 79).
لقد تم تنزيل الكتاب الالهي لكنه بدون مفسر رباني بعد النبي يبقى ناقصا , لأن مفسره المؤهل تأهيلا ربانيا هو الوحيد الذي يستطيع أن يستخرج من خزائن العلم الالهي فيه , كل ما يحتاج اليه العقل البشري .
ان القرآن الكريم كان وما زال خزائن الله العظيمة , التي يراها العلماء ولا يستطيعون وصفها , ويحومون حول كنوزها ! ومع أنه غني في عطائه لهم , فان كل عطائهم من خزائنه الدنيا , أما خزائنه العليا فهي أعلى منالا من مستواهم , لا يسمها الا المطهرون , الذين يملكون الوسائل العليا التي تمكنهم من استخراج ما يحتاجه البشر من القرآن !
هل يستطيع أحد من العلماء في عصرنا أو غير عصرنا , أنه يدعي أنه يمكنه أن يستخرج كنوز القرآن ؟! فليتفضل علماء الأزهر , وكل علماء الحواضر الاسلامية من مذاهب السنة والشيعة , هل يستطيع أحد منهم أن يفتح فمه بعلم فيخبرنا عن معنى : ألف . لام . ميم.؟
هل يستطيع أحد منهم أن يخبرنا عن المعنى المكنون في : ح. م. ع.س.ق.؟!
هل يوجد منهم أحد أن يخبرنا عن رمز ق , وعن سر : أ.ل.ر.؟!
ان هذا الكتاب العظيم , كان وما زال بحاجة الى معلم رباني يعلمه للأمة وللبشرية , ومعلم هذا الكتاب بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو فقط من يقول: سلوني قبل أن تفقدوني , سلوني عما دون العرش!
ان البشرية لم ترى بعد النبي محمد (ص) من قال : سلوني , ولم يعين حدا لما يسأل عنه في الأرض ولا في السماء ! فهذا الشخص فقط يستطيع أن يفسر كتاب الله الذي فيه تبيان كل شيء ! وهو الكتاب الناطق .
اليوم أكملت لكم دينكم .. لأنا ان اكتفينا بتزيل الكتاب عليكم , ولم نجعل له مفسرا له بعد رسولنا , فقد جعلنا الكتاب خزائن مقفلة ! لا يوجد أحد يستخرج منها ما تحتاجه عقول البشر في كل جيل , فالنعمة العملية على البشر لا تتم الا بمفسر للكتاب الالهي.
وكذلك النعمة العملية في بناء الارادة البشرية وتحقيق عدالة الكتاب الالهي لا تتم الا بمن يجسدها ويعلمها للناس.
قد نجد من يدعي أنه يستطيع تحقيق العدالة الالهية التي نزل بها القرآن ! لكن الواقع أن تحقيق العدالة القرآنية النظرية والعملية , الفردية والاجتماعية .. انما يستطيع تطبيقها من وصل في تحقيق العدالة مع نفسه الى أن يقول : والله أو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلت .! فمثل هذه الارادة , هي التي تستطيع أن تحقق الحكمة العملية القرآنية , وتعلمها للبشرية!
الذي يحق له أن يقول انه يطبق العدالة القرآنية , هو الذي كان يملك بلاد كسرى وكثيرا من بلاد قيصر وخيراتها وكنوزها , ومع ذلك كان طعامه خبز شعير وملح , وربما سمح لأولاده أن يضيفوا اليه شيئا من اللبن ! فقد كان يقول: ان الله فرض على أئمة العدل أن يساووا أنفسهم بضعفة الناس ... أو أرضى بأن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر! أأبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى , ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص , ولا عهد له بالشبع؟!
هذا عن طعام أمير المؤمنين عليه السلام , أما عن ملبسه فكان يلبس الكرابيس , وهو نوع من الثياب العادية لعامة الناس ! ولم يختلف ملبسه طوال عمره , في فقر مر عليه أو غنى , وحتى عندما كانت تحت يده خزائن الدولة الاسلامية المترامية الأطراف , وكان قسم من الناس يعيشون السعة والثروة , كان ملبسه نفس ملبس خادمه قنبر ! بل كان يخص قنبر بالقميص الأجود الذي سعره ضعف سعر قميصه , يقول انه شاب ينبغي أن يفرح!
اليوم أكملت لكم دينكم .. أكمله بهذا العالم الرباني الذي يستطيع أن يتناول من خزائن القرآن ! وبهذا الانسان الكامل الذي يستطيع أن يطبق عدالة القرآن ! أما الآخرون , فهم مساكين, من أين لهم هذا العلم , وهذه الارادة؟!
لقد تصور عمر بن الخطاب يوما أن العدالة القرآنية في المهور أن تكون متساوية الى يوم القيامة , فخطب على المنبر ناهيا المسلمين عن زيادة المهر على مهر نساء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وحذر من يخالفه , وهدد بالعقوبة ! فقامت اليه عجوز وقالت : بل الله أصدق من قولك يا عمر , قال الله تعالى : وان أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا واثما مبينا) (سورة النساء:20) , فتعجب عمر من قولها , وقال: كل الناس أفقه من عمر , حتى المخدرات في الحجال.
فأيهما يجب أن يضم الى القرآن حتى يكمل الدين ؟
الذي يقول : كل الناس أفقه من عمر؟!
أم الذي يقول فيه عمر: علي أعلم الأمة!
ويقول فيه رسول الله (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها؟!
ان ما ذكرناه عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه العجالة هو ألف باء من صفاته , والا فهو في مقام أعظم , صلوات الله عليه .
قال الامام الصادق عليه السلام لمحمد بن مسلم الثقفي : اذهب الى قبر أمير المؤمنين عليه السلام , وقف مقابله , وزره بهذه الزيارة.. الى أن يقول فيها:
السلام على اسم الله .. لكن أي اسم ؟
السلام على اسم الله الرضي .
السلام على وجه الله المضي.
السلام على جنب الله القوي.
السلام على صراط الله السوي.
الى أن يقول : السلام على نور الله الأنور, وضيائه الأزهر.
والفرق بين النور والضياء كالفرق بين نور الشمس والقمر , فالشمس مضيئة والقمر منير , لأنه يعكس نورها بنسبة بسيطة , والشمس المضيئة هنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ونورها الجلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ! .. لكن ما معنى الأنور؟ وما معنى الأزهر؟
هنا يحق للملائكة أن تتعجب من مقامات علي عليه السلام ومراتبه , وقد تتعجب!
وذاك هو علي بن أبي طالب عليه السلام , الذي يحق له عندما سمع شخصا تحت منبره يقول اني مظلوم , أن يقول له : انك ظلمت مرة , لكني ظلمت عدد المدر والحصى !!
وذلك لنكرر معا ونقول: السلام عليك يأ أول المظلومين .
للأمانة : منقول
عيد الولاية .. الامامة .. اكمال الدين .. واتمام النعمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله الكريم في محكم كتابه المبين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الاسلام دينا)) (سورة المائدة: 3).
متى نزلت هذه الآية ؟
وأين نزلت ؟
وبحق من نزلت ؟
نزلت الآية الكريمة بعد حجة الوداع التي أداها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ونزلت في منطقة تسمى غدير خم , ونزلت بحق الامام علي بن أبي طالب عليه السلام .
ومنذ قرون تطاولت , وعلماء الاسلام والمفسرين يكتبون في تفسير أية اكمال الدين , واتمام النعمة , وفي صاحب هذه الآية المباركة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , ويكتبون في أحداث ذلك اليوم العظيم.
انظروا الى كلام الله عز وجل ..
اليوم .. تبدأ الآية الشريفة بكلمة اليوم محلاة بالألف واللام , لتشير الى أهمية ذلك اليوم وعظمته , والذي سمي واطلق عليه عيد الغدير , وعيد البيعة ويوم البيعة , وعيد الولاية , ويوم الولاية , والكثير من الناس يتآخون في الله في هذا اليوم.
فما هو سر ذلك اليوم ؟
يوم الغدير الأغر هو ذلك اليوم الذي روى فيه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن صيامه يعدل عند الله عبادة ستين سنة !
فقد قال أبو هريرة كما جاء في تاريخ دمشق : 42/233 , وغيره من الكتب , من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا , وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا: بلى يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعلي مولاه , فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ! فأنزل الله عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)).
نعم : هو ذلك اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى , قال(من كنت مولاه فعلي مولاه , فنهض عمر بن الخطاب وقال : بخ بخ لك يا أبا الحسن , أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة )) .. هذا ما ذكره أيضا ابن كثير في النهاية : 7/386.
ان أهمية ذلك اليوم والذي هو يوم غدير غم يأتي بأهمية صاحبه , والذي نزلت بحقه آية الولاية واكمال الدين واتمام النعمة الالهية على البشرية وعلى المسلمين على وجه الخصوص .
نعم هو الامام أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المعجلين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي سئل عنه خليل أحمد فقال بحقه (ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسدا , وأخفاها محبوه خوفا , وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين !)).
وقد قال أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: ((ما جاء في أحد من الصحابة من الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب))!
ما الذي حدث في ذلك اليوم العظيم ؟!!
الذي حدث في يوم الغدير هو :
أولا : ان الذي حدث هو أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا ديننا .
ثانيا : أن الله سبحانه وتعالى قد أتم علينا نعمته .
ثالثا : أن الله سبحانه وتعالى قد رضي لنا الاسلام دينا ! .
اذن فما معنى الاكمال والاتمام والرضا ؟
ان في هذه المفاهيم القرآنية قضايا كبيرة تبين لنا معنى الدين الالهي وتاريخ تنزله , وفيها بحوث كثيرة , قد تستغرق الكتابة فيها سنين من الزمن , عندما يتدبر الانسان في هذه الآيات المباركات التي جاءت في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , وانما أردنا أن نتكلم ونكتب في هذه الحلقات كلمات مختصرة علها تنفع القارىء ومن لديه بصيرة !
ولكي نعرف ما هو الدين , وما هو الاسلام الذي رضيه وارتضاه لنا الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم , ينبغي أن ننظر ونتدبر بعمق في الآيات التي تتحدث عن الدين والاسلام , من أول آية الى آخر آية في القرآن الكريم.
ينبغي أن نعرف أن الاسلام الذي قال عن الله سبحانه وتعالى في القرآن : ان الدين عند الله الاسلام ... ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ... (آل عمران : 85) .
وهو الاسلام الذي صار الجانب التنفيذي منه ركنا في بنائه , من يوم أن جدد نبينا ابراهيم الخليل عليه السلام بناء البيت (الكعبة) ودعا ربه كما أمره , أن يكون نبي الأمة الأسلامية خاتم الأمم , وأئمتها , من ذريته : (( واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا ذلك انك أنت السميع العليم))(البقرة: 127).
فبعد أن أتم النبي ابراهيم على نبينا وعليه ألآف التحية والسلام بناء قبلة الحق وكعبة المسلمين للعالم , طلب من ربه ما وعده به , فقال الهي أنا معمار بيتك وهذا ابني العامل معي في بناء بيتك .. فاجعل أجر بنائنا ما وعدتنا((ربنا واجلعنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم)) (البقرة: 128).
هذا الاسلام الذي أسس قبلته وأساسه ابراهيم الخليل عليه السلام , ثم بعث الله به سيد المرسلين من ولد ابراهيم عليه السلام فأشاد صرحه , وبنى أمته , بجهاد وجهود مباركة مقدسة طيلة ثلاث وعشرين سنة , وكان البناء معه بدل اسماعيل : الامام علي بن أبي طالب عليه السلام !.
هذا الاسلام الذي أنزله الله تعالى , بقي الى آواخر عمر الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ناقصا , وبالذات الى يوم الثامن عشر من ذي الحجة , فأعلن الله اكماله واتمامه على المسلمين !!
يا الله , ما هو قدر ومنزلة هذا اليوم , الذي ظل الاسلام يفتقد كماله وجده ؟!!.
ونحن أقل من أن نبين عظمة هذا اليوم .. والكلام والكتابة ليست لأمثالي الذين لا يمتلكون القدرة على بيان حقائق هذا الاكمال وهذه النعمة , وانما هي للعلماء والمفكرين والمفسرين والفقهاء الذين هم أصحاب القدرة على بيان رشحة من رشحات عظمة هذا اليوم .. أما بيان عظمة هذا اليوم فهي تبقى من الأسرار التي لا يعرفها الا الله والرسول والراسخون في العلم وهم أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام .
فانظر أي قضية عظمى وأي يوم عظيم وأي قضية قيلت للبشرية في هذا اليوم وهو يوم الغدير فلم يفهموها , ولم يستوعبوها ولم يدركوها ويدركوا قيمتها وأهميتها الى يومنا هذا؟!
نعم : أي يوم كنت يا يوم الغدير , حتى جاء الخطاب الالهي والرباني فيك لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحسم غير المعهود في خطابه لنبيه المصطفى
((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته , والله يعصمك من الناس , ان الله لا يهدي القوم الكافرين)) (المائدة : 67) .
فنحن نعرف أن خطاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أرق خطاب وأحناه : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ( سورة طه: 2) وما ارسلناك الا رحمة للعالمين (الأنبياء :107) , بل نراه أقسم بعمر نبيه الحبيب المصطفى : لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون (سورة الحجر:72) , لكنه في هذا اليوم وهو يوم الغدير خاطبه بحسم خاص فقال : بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بغلت رسالته!
يقول له بذلك , لنفهم نحن بأن هذا اليوم هو يوم مركزي في تبليغ الرسالة الالهية , والعمل الذي ستقوم به يا محمد , به يكمل الدين , وبه تتم النعمة , وبدونه يبقى ناقصا وتضيع الفائدة من جهودك المضنية في تبليغه !!.
نعم , ان الرحمة الالهية التي تنزلت يوم الغدير أكبر من أن يتعمقها أنا أو أن يتعمقها بشر ! والسبب في ذلك أن الله سبحانه وتعالى انما خلق هذا العالم , لأنه أراد أن يوجد موجودا ويودع فيه أمانته وهي جوهرين نادرين هما : العقل والنفس , ولا بد لهذين الجوهرين أن يصلا الى مرحلة الاثمار.
ان مشروع بعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام انما كان من أجل ايصال جوهر العقل الى درجة الكمال النظري , وجوهر الارادة الى درجة الكمال العملي .. وكانت بعثتهم مقدمات لكي تبلغ هدفها وأوجها ببعثة خاتم الرسل نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم : لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين(آل عمران : 164) .
ان قوله سبحانه وتعالى : لقد من الله رمز لقوله : وأتممت عليكم نعمتي . فبعث خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لا تتم ولا تكتمل بتعليم الكتاب والحكمة فقط , بل لا بد من يوم الغدير ! ذلك أن تعليم الكتاب هو الجانب العملي وبناء الوعي البشري , وتعليم الحكمة هو الجانب العملي وبناء الارادة البشرية , وتكميل هذين الجانبين يحتاج الى مفسر رباني وحكيم رباني يواصل المهمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وقد اقتضت حكمته بأن ينصب عليا اماما على المسلمين في هذا اليوم الأغر.
مفسر رباني , يستطيع تفسير الكتاب الالهي الذي قال عنه منزله عز وجل : الر. كتاب أنزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد(ابراهيم:1) وقال فيه : ويوم نبعث من كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين .(سورة النحل : 89) .
وقال عن الذين يفهمونه ويفسرونه : لا يسمه الا المطهرون(سورة الواقعة : 79).
لقد تم تنزيل الكتاب الالهي لكنه بدون مفسر رباني بعد النبي يبقى ناقصا , لأن مفسره المؤهل تأهيلا ربانيا هو الوحيد الذي يستطيع أن يستخرج من خزائن العلم الالهي فيه , كل ما يحتاج اليه العقل البشري .
ان القرآن الكريم كان وما زال خزائن الله العظيمة , التي يراها العلماء ولا يستطيعون وصفها , ويحومون حول كنوزها ! ومع أنه غني في عطائه لهم , فان كل عطائهم من خزائنه الدنيا , أما خزائنه العليا فهي أعلى منالا من مستواهم , لا يسمها الا المطهرون , الذين يملكون الوسائل العليا التي تمكنهم من استخراج ما يحتاجه البشر من القرآن !
هل يستطيع أحد من العلماء في عصرنا أو غير عصرنا , أنه يدعي أنه يمكنه أن يستخرج كنوز القرآن ؟! فليتفضل علماء الأزهر , وكل علماء الحواضر الاسلامية من مذاهب السنة والشيعة , هل يستطيع أحد منهم أن يفتح فمه بعلم فيخبرنا عن معنى : ألف . لام . ميم.؟
هل يستطيع أحد منهم أن يخبرنا عن المعنى المكنون في : ح. م. ع.س.ق.؟!
هل يوجد منهم أحد أن يخبرنا عن رمز ق , وعن سر : أ.ل.ر.؟!
ان هذا الكتاب العظيم , كان وما زال بحاجة الى معلم رباني يعلمه للأمة وللبشرية , ومعلم هذا الكتاب بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو فقط من يقول: سلوني قبل أن تفقدوني , سلوني عما دون العرش!
ان البشرية لم ترى بعد النبي محمد (ص) من قال : سلوني , ولم يعين حدا لما يسأل عنه في الأرض ولا في السماء ! فهذا الشخص فقط يستطيع أن يفسر كتاب الله الذي فيه تبيان كل شيء ! وهو الكتاب الناطق .
اليوم أكملت لكم دينكم .. لأنا ان اكتفينا بتزيل الكتاب عليكم , ولم نجعل له مفسرا له بعد رسولنا , فقد جعلنا الكتاب خزائن مقفلة ! لا يوجد أحد يستخرج منها ما تحتاجه عقول البشر في كل جيل , فالنعمة العملية على البشر لا تتم الا بمفسر للكتاب الالهي.
وكذلك النعمة العملية في بناء الارادة البشرية وتحقيق عدالة الكتاب الالهي لا تتم الا بمن يجسدها ويعلمها للناس.
قد نجد من يدعي أنه يستطيع تحقيق العدالة الالهية التي نزل بها القرآن ! لكن الواقع أن تحقيق العدالة القرآنية النظرية والعملية , الفردية والاجتماعية .. انما يستطيع تطبيقها من وصل في تحقيق العدالة مع نفسه الى أن يقول : والله أو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلت .! فمثل هذه الارادة , هي التي تستطيع أن تحقق الحكمة العملية القرآنية , وتعلمها للبشرية!
الذي يحق له أن يقول انه يطبق العدالة القرآنية , هو الذي كان يملك بلاد كسرى وكثيرا من بلاد قيصر وخيراتها وكنوزها , ومع ذلك كان طعامه خبز شعير وملح , وربما سمح لأولاده أن يضيفوا اليه شيئا من اللبن ! فقد كان يقول: ان الله فرض على أئمة العدل أن يساووا أنفسهم بضعفة الناس ... أو أرضى بأن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر! أأبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى , ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص , ولا عهد له بالشبع؟!
هذا عن طعام أمير المؤمنين عليه السلام , أما عن ملبسه فكان يلبس الكرابيس , وهو نوع من الثياب العادية لعامة الناس ! ولم يختلف ملبسه طوال عمره , في فقر مر عليه أو غنى , وحتى عندما كانت تحت يده خزائن الدولة الاسلامية المترامية الأطراف , وكان قسم من الناس يعيشون السعة والثروة , كان ملبسه نفس ملبس خادمه قنبر ! بل كان يخص قنبر بالقميص الأجود الذي سعره ضعف سعر قميصه , يقول انه شاب ينبغي أن يفرح!
اليوم أكملت لكم دينكم .. أكمله بهذا العالم الرباني الذي يستطيع أن يتناول من خزائن القرآن ! وبهذا الانسان الكامل الذي يستطيع أن يطبق عدالة القرآن ! أما الآخرون , فهم مساكين, من أين لهم هذا العلم , وهذه الارادة؟!
لقد تصور عمر بن الخطاب يوما أن العدالة القرآنية في المهور أن تكون متساوية الى يوم القيامة , فخطب على المنبر ناهيا المسلمين عن زيادة المهر على مهر نساء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وحذر من يخالفه , وهدد بالعقوبة ! فقامت اليه عجوز وقالت : بل الله أصدق من قولك يا عمر , قال الله تعالى : وان أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا واثما مبينا) (سورة النساء:20) , فتعجب عمر من قولها , وقال: كل الناس أفقه من عمر , حتى المخدرات في الحجال.
فأيهما يجب أن يضم الى القرآن حتى يكمل الدين ؟
الذي يقول : كل الناس أفقه من عمر؟!
أم الذي يقول فيه عمر: علي أعلم الأمة!
ويقول فيه رسول الله (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها؟!
ان ما ذكرناه عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه العجالة هو ألف باء من صفاته , والا فهو في مقام أعظم , صلوات الله عليه .
قال الامام الصادق عليه السلام لمحمد بن مسلم الثقفي : اذهب الى قبر أمير المؤمنين عليه السلام , وقف مقابله , وزره بهذه الزيارة.. الى أن يقول فيها:
السلام على اسم الله .. لكن أي اسم ؟
السلام على اسم الله الرضي .
السلام على وجه الله المضي.
السلام على جنب الله القوي.
السلام على صراط الله السوي.
الى أن يقول : السلام على نور الله الأنور, وضيائه الأزهر.
والفرق بين النور والضياء كالفرق بين نور الشمس والقمر , فالشمس مضيئة والقمر منير , لأنه يعكس نورها بنسبة بسيطة , والشمس المضيئة هنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ونورها الجلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ! .. لكن ما معنى الأنور؟ وما معنى الأزهر؟
هنا يحق للملائكة أن تتعجب من مقامات علي عليه السلام ومراتبه , وقد تتعجب!
وذاك هو علي بن أبي طالب عليه السلام , الذي يحق له عندما سمع شخصا تحت منبره يقول اني مظلوم , أن يقول له : انك ظلمت مرة , لكني ظلمت عدد المدر والحصى !!
وذلك لنكرر معا ونقول: السلام عليك يأ أول المظلومين .
للأمانة : منقول
تعليق