اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم واغفر لشيعتهم ..
السلام عليكم
في الواقع ، لاحظنا أن جميع المراجع قد وقفوا بوجه أفكار فضل الله ، التي تعتمد على مبدأ التشكيك في مسلمات المذهب ..
وقام الجميع بكتابة ردود قاضية تفند كل إشكال تم طرحه من قبل فضل الله أو غيره ممن ينتهجون النهج نفسه ..
والسيد الخميني ، رغم ما يُرسم على شخصيته من نقاط ، ومن علامات استفهام ، إلا أنه قد طرح وتبنى آراء مشرفة في الصديقة الطاهرة روحي فداها ..
وبذلك يندرج اسم السيد الخميني تحت اسم المراجع الذين خالفوا تلك الأفكار المشككة ، بأفكار طاهرة مستندة إلى روايات أكدها علماؤنا رضوان الله عليهم ..
إليكم بعض المقارنات بين أقوال فضل الله ، وأقوال السيد الخميني :
*مقولة فضل الله:
يقول عن الزهراء و طبيعة ذاتها الشريفة، و كذا عن السيدة زينب و خديجة الكبرى و مريم وامرأة فرعون عليهنّ السلام ما نصّه:
{و إذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العاديّة في شخصيّات هؤلاء النساء، فإننا لا نجد هناك خصوصيّة إلا الظروف الطبيعيّة التي كفلت لهنّ إمكانات النمو الروحي و العقلي و الإلتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصيّة بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي. و لا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبيّة مميزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادي، لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي.
*جواب السيد الخميني :
{لقد تجلّت جميع الإبعاد المتصوّرة للمرأة و المتصوّرة للإنسان في فاطمة الزهراء عليها السلام و كانت موجودة فيها. لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، فقد كانت امرأة روحانيّة ملكوتيّة، و إنساناً بتمام معنى الإنسان، و امرأة بتمام حقيقة المرأة. إنها ليست بالمرأة العاديّة، إنها موجود ملكوتي ظهر في هذا العالم بصورة إنسان، بل هي موجود إلهي جبروتي ظهر في صورة إمرأة... إن جميع الهوايات الكماليّة الممكن تصوّرها في المرأة و الإنسان موجودة في هذه المرأة... إمرأة توفرت فيها جميع خصائص الأنبياء، إمرأة لو كانت رجلاً لكان نبيّاً، و لو كانت رجلاً لكان في موضع رسول الله...
لقد اجتمعت المعنويّات و المظاهر الملكوتيّة و الإلهيّة و الجبروتية و مظاهر الملك و الناسوت جميعاً في هذه المرأة... لقد شرعت الزهراء من مرتبة الطبيعة و تحركت حركة معنويّة بقدرة إلهيّة و غيبيّة، و طوت المرحل بتربية رسول الله حتى وصلت إلى مرتبة قصرت يد الجمع عنها}.
{لو تقرّر أن يكون هناك يوم للمرأة، فأي يوم أرفع و أكثر فخراً من يوم ولادة فاطمة الزهراء (عليه السلام) ، إمرأة لم يستطع أن ينال من مدحها و ثنائها كل من كان له حديث عنها و بأي رؤية كانت. فالأحاديث التي وصلت من بيت الوحي كانت بمقدار فهم المستمعين لها، إذ لا يمكن أن نضع البحر في الكوز، و الآخرون تحدّثوا بمقدار فهمهم –مهما بلغ كلامهم- و لم يتحدّثوا بما هو شأن الزهراء و مرتبتها}
*مقولة فضل الله:
يقول عن الشعائر الحسينيّة ما نصّه:
{إنّ الثورة الحسينيّة قد تحوّلت بفعل التأكيد على الجانب العاطفي إلى ثورة على الذات بتعذيبها بالصراخ و لطم الصدور و ضرب الظهور و جرح الرؤوس...}
*جواب السيد الخميني :
{لو كان الأمر منحصراً بشخص مقدِّس جالس في الغرفة و البيت، يقرأ لنفسه زيارة عاشوراء و يسبّح، لَمَا بقي شيء. كل مدرسة تحتاج إلى الضجيج، يجب أن تضرب عندها الصدور. و كل مدرسة لا يوجد عنها لاطِموا الصدور و لا يوجد عندها البكاؤون و لا يوجد عندها الضاربون على الرأس و الصدر، فإنها لا تُحفظ}.
3- الشهادة بالولاية لعلي عليه السلام ..
(أشهد أن علياً وليّ الله)
*مقولة فضل الله:
يقول عن الشهادة بالولاية لعلي (عليه السلام) في الأذان و الإقامة ما نصّه:
{لم يثبت استحبابه فيهما... و هو محل تأمّل بل منع}
{لا أجد مصلحة شرعيّة في إدخال أي عنصر جديد في الصلاة في مقدّماتها و أفعالها لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى مفاسد كثيرة}
جواب السيد الخميني :
يقول الإمام الحميني قدّس سرّه في ذكر الشهادة بالولاية لعلي (عليه السلام) ما نصّه:
{هذا الذكر الشريف يستحبّ بعد الشهادة بالرسالة مطلقاً، و في فصول الأذان لا يبعد استحبابه بالخصوص}
و يقول أيضاً رحمه الله :
{و كان شيخنا العارف الكامل –روحي فداه- يقول: "إنّ الشهادة بالولاية لوليّ الله مضمّنة في الشهادة بالرسالة لأن الولاية هي باطن الرسالة"، و عليه، فإن المقام المقدّس "للوليّ" يصاحب السالك في هذا السلوك أيضاً. و في الحديث :"بعليّ قامت الصلاة" و في حديث آخر :" أنا صلاة المؤمنين و صيامهم".
فإذا أعلن السالك إلى الله حصر الثناء و المحمدة على الحق تعالى، و اختار الرفيق و المصاحب على ما قيل "الرفيق قبل الطريق" ، أعلن الإستعداد للصلاة بقوله "حيّ على الصلاة".
*مقولة فضل الله:
يقول عن الولاية التكوينيّة للأنبياء و الأئمّة عليهم السلام ما نصّه:
{أما الولاية على الكون فهي ليست من شأنهم و لا من دورهم لأن الله وحده هو الذي يملك الولاية الخالقيّة و الفعليّة على إدارة نظام الكون كلّه، و ليس لأحد من خلقه شأن فيها!! لا سيّما إذا عرفنا بأن الأنبياء لم يمارسوا الولاية التكوينيّة في أي موقع من مواقعهم!! حتى في مواجهة التحدّيات التعجيزيّة، إلا في موارد الإذن الإلهي الخاص بإصدار المعجزة هنا و هناك، فما معنى ولاية لا يستعملها صاحبها حتى في دفع الضرر عن نفسه و حماية نفسه من الأخطار؟}
جواب السيد الخميني:
{و ثبوت الولاية التكوينية للإمام لا يعني تجرّده عن منزلته التي هي له عند الله، و لا يجعله مثل من عداه من الحكام، فإن للإمام مقاماً محموداً و درجة سامية و خلافة تكوينيّة تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكون}
{و أما السالكون على طريق الشريعة مع رفض الأنانية بجملتها و ترك العبوديّة لأنفسهم برمّتها مع طهارتها و عدم التوجه إلى إظهار القدرة و السلطنة و الفرعونيّة، فهم في أعلى مرتبة التوحيد و التقديس و أجلّ مقامات التكثير، و لم يكن التكثير حجاباً لهم عن التوحيد و لا التوحيد عن التكثير لقوّة سلوكهم و طهارة نفوسهم و عدم ظهورهم بالربوبيّة التي هي شأن الرب المطلق، مع أن هيولي عالم الإمكان مسخّرة تحت يد الولي يقلّبها كيف يشاء، و جاء لهم في هذا العالم الكتاب من الله العزيز الذي أخبر عنه رسول الله (صلى الله عليه و آله) على ما نقل مخاطباً لأهل الجنة من يكون مخاطباً له :من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت. أما بعد:فإني أقول للشيء كن فيكون و قد جعلتك تقول للشيء كن فيكون، فقال (صلى الله عليه و آله) :فلا يقول أحد من أهل الجنة للشيء كن إلا و يكون.
و من ذلك المقام إباء الأنبياء و المرسلين و الأولياء الراشدين –صلوات الله عليهم أجمعين- عن إظهار المعجزات و الكرامات التي اُصولها إظهار الربوبيّة و القدرة و السلطنة و الولاية في العوالم العالية و السافلة إلا في موارد اقتضت المصلحة لإظهارها، و فيها أيضاً كانوا يصلّون و يتوجّهون إلى رب الأرباب بإظهار الذلة و المسكنة و العبوديّة و رفض العبوديّة و إيكال الأمر إلى بارئه و استدعاء الإظهار عن جاعله و منشأ علّة قدرته، مع أن تلك الربوبيّة الظاهرة بأيديهم (عليهم السلام) هي ربوبيّة الحق جل و علا إلا أنهم عن إظهارها بأيديهم أيضاً يأبون}.
*مقولة فضل الله:
يقول عن شهادة الأئمّة بالسم أو القتل، و عن الحديث الشريف : "ما منّا إلا مسموم أو مقتول" ما نصّه:
{القضيّة لا تزال محلّ جدل تأريخي}
*جواب السيد الخميني :
نحن نفتخر أن يكون أئمّتنا المعصومون –صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين- قد عانوا السجن و التشريد على طريق تعالي الإسلام و على طريق تطبيق القرآن الكريم و إقامة حكومة العدل الإلهي باعتبارها واحداً من أبعاد هذا التطبيق، و استشهدوا في النهاية على طريق الإطاحة بالحكومات الجائرة و الطاغوتيّة في زمانها}.
*مقولة فضل الله:
يقول في مصحف فاطمة ما نصّه:
{مصحف فاطمة كتاب كتبته الزهراء مما كانت تسمعه من رسول الله في شؤون التشريع و غير التشريع... و كان الإمام جعفر الصادق ينقل منه بعض الأحكام الشرعيّة}
و يقول أيضاً:
{و هناك قول بأن الزهراء أنّ الله أرسل –و هو غير ثابت- إليها ملكاً بعد وفاة أبيها ليؤنسها و يحدّثها بأمور العالم}
*جواب السيد الخميني:
{و نحن نفتخر بأن الصحيفة الفاطميّة ، ذلك الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء، مختص بنا}
و ظاهر الرواية أنه كانت تحصل مراودة خلال هذه الخمسة و السبعين يوماً، أي إن هبوط جبرائيل و صعوده كان كثيراً، و لا أظن أنه قد ورد في حق أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام مثل ما ورد في شأنها من أنّ جبرائيل الأمين و خلال مدة خمسة و سبعين يوماً كان يهبط عليها و يذكر لها القضايا التي ستقع في المستقبل و ما سيجري على ذريتها، و كان الأمير يكتب ذلك، و كما كان أمير المؤمنين كاتباً لوحي رسول الله فقد كان كاتباً لوحي السيدة الصديقة خلال الخمسة و السبعين يوماً، و بالطبع فإن الوحي بمعنى الإتيان بالأحكام قد انتهى بموت الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) .
إنّ مسألة مجيء جبرائيل لشخص ليست مسألة بسيطة، فلا يُظنّ أن جبرائيل قد هبط أو يمكن أن يهبط لكل فرد، فإن هذا يستلزم تناسباً ما بين روح ذلك الشخص الذي سيهبط عليه جبرائيل و بين مقام جبرائيل الذي هو الروح الأعظم...، و كان مثل هذا التناسب متحقّقاً بين جبرائيل الذي هو الروح الأعظم و بين الأنبياء ذوي الدرجة الأولى مثل رسول الله و موسى و عيسى و إبراهيم و أمثالهم، و لم هذا قد حصل لكل الأفراد و لم يقع بعد ذلك لشخص آخر، بل أنني لم أرَ حتى في حق الأئمّة أن جبرائيل قد نزل عليهم بهذا الشكل، و كل ما شاهدته أنه نزل على الزهراء (عليها السلام) فقط، و بشكل
متكرر خلال هذه الخمسة و السبعين يوماً و كان يحدّثها بما سيجري على ذريّتها...، و على كل حال فإنني أعد هذا الشرف و هذه الفضيلة أعظم من جميع الفضائل التي ذكروها للزهراء رغم إنها فضائل عظيمة، حيث أنه لم تقع مثل هذه الفضيلة لغير الأنبياء (عليهم السلام) بل إنها لم تقع لكل الأنبياء، بل للطبقة الرفيعة من الأنبياء (عليهم السلام) و لبعض الأولياء الذين هم في رتبتهم}.
*مقولة فضل الله:
س- يقول الإمام الخميني في كتابه "الحكومة الإسلاميّة" : إنّ لأئمّتنا عليهم السلام مكانة لا يصلها ملك مقرّب و لا نبي مرسل. ما هي الطريقة لمعرفة ذلك؟
ج- هناك نظريّة تدل على أنهم أفضل من الرسل و هناك جماعة يستثنون أولي العزم، مسألة خلافيّة و ليست مسألة إجماعيّة. و كما قلنا، هذه من الأمور التي لا تمثّل أي نوع من أنواع مسؤوليّتنا. نحن مسؤوليّتنا فقط أن نعتقد بالأئمّة أنهم أوصياء رسول الله و خلفاء رسول الله (صلى الله عليه و آله)، أما هم أفضل من الملائكة، أفضل من الأنبياء، أو ليسوا أفضل، فهذه من الأمور التي ليست جزء من العقيدة و ليست جزءاً من الخط.
*جواب السيد الخميني :
{إعلم أن لأهل بيت العصمة و الطهارة (عليهم السلام) مقاماً روحياً شامخاً في السير المعنوي إلى الله، يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلميّة، و أسمى من عقول ذوي العقول و أعظم من شهود أصحاب العرفان. كما يستفاد من الأحاديث الشريفة أنهم –صلوات الله عليهم- يشاركون الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) في مقام الروحانيّة و أنّ أنوارهم المطهّرة كانت تسبّح و تقدّس للذات المتعال قبل خلق العالم، ففي الكافي بإسناده عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة فقال: "يا محمد! إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته، ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة، فمكث ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها، و فوض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون و يحرّمون ما يشاؤون و لن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تعالى" ثم قال: "يا محمد! هذه الديانة التي من تقدَّمها مرق، و من تخلف عنها مُحق، و من لزمها لحِق، خذها إليك يا محمدّ!"
إن الأحاديث المأثورة في طينة أبدانهم، و خلق أرواحهم و نفوسهم، و فيما مُنحوا من الإسم الأعظم و العلوم الغيبية الإلهيّة من علوم الأنبياء و الملائكة، و مما هو أعظم مما لا يخطر على بال أحد، و هكذا الأخبار المنقولة في فضائلهم في مختلف الأبواب من الكتب المعتبرة و خاصة كتاب أصول الكافي، إن مثل هذه الأخبار كثيرة بقدر تبعث على تحيّر العقول، و لم يقف أحد على حقائقهم و أسرارهم (عليهم السلام) إلا أنفسهم}
فاقرأوا وعوا جيداً يا أتباع فضل الله ، ويا من تترحمون على السيد الخميني رحمه الله ..
ننادي بأعلى صوتنا :
هل من أذن واعية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السلام عليكم
في الواقع ، لاحظنا أن جميع المراجع قد وقفوا بوجه أفكار فضل الله ، التي تعتمد على مبدأ التشكيك في مسلمات المذهب ..
وقام الجميع بكتابة ردود قاضية تفند كل إشكال تم طرحه من قبل فضل الله أو غيره ممن ينتهجون النهج نفسه ..
والسيد الخميني ، رغم ما يُرسم على شخصيته من نقاط ، ومن علامات استفهام ، إلا أنه قد طرح وتبنى آراء مشرفة في الصديقة الطاهرة روحي فداها ..
وبذلك يندرج اسم السيد الخميني تحت اسم المراجع الذين خالفوا تلك الأفكار المشككة ، بأفكار طاهرة مستندة إلى روايات أكدها علماؤنا رضوان الله عليهم ..
إليكم بعض المقارنات بين أقوال فضل الله ، وأقوال السيد الخميني :
1- مقام فاطمة الزهراء عليها السلام :
*مقولة فضل الله:
يقول عن الزهراء و طبيعة ذاتها الشريفة، و كذا عن السيدة زينب و خديجة الكبرى و مريم وامرأة فرعون عليهنّ السلام ما نصّه:
{و إذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العاديّة في شخصيّات هؤلاء النساء، فإننا لا نجد هناك خصوصيّة إلا الظروف الطبيعيّة التي كفلت لهنّ إمكانات النمو الروحي و العقلي و الإلتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصيّة بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي. و لا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبيّة مميزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادي، لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي.
(تأملات إسلاميّة حول المرأة، ص8-9، ط. سنة 1413 هـ.ق.)
*جواب السيد الخميني :
{لقد تجلّت جميع الإبعاد المتصوّرة للمرأة و المتصوّرة للإنسان في فاطمة الزهراء عليها السلام و كانت موجودة فيها. لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، فقد كانت امرأة روحانيّة ملكوتيّة، و إنساناً بتمام معنى الإنسان، و امرأة بتمام حقيقة المرأة. إنها ليست بالمرأة العاديّة، إنها موجود ملكوتي ظهر في هذا العالم بصورة إنسان، بل هي موجود إلهي جبروتي ظهر في صورة إمرأة... إن جميع الهوايات الكماليّة الممكن تصوّرها في المرأة و الإنسان موجودة في هذه المرأة... إمرأة توفرت فيها جميع خصائص الأنبياء، إمرأة لو كانت رجلاً لكان نبيّاً، و لو كانت رجلاً لكان في موضع رسول الله...
لقد اجتمعت المعنويّات و المظاهر الملكوتيّة و الإلهيّة و الجبروتية و مظاهر الملك و الناسوت جميعاً في هذه المرأة... لقد شرعت الزهراء من مرتبة الطبيعة و تحركت حركة معنويّة بقدرة إلهيّة و غيبيّة، و طوت المرحل بتربية رسول الله حتى وصلت إلى مرتبة قصرت يد الجمع عنها}.
(صحيفة النور، ج6 ص 185- 16/5/1979)
{لو تقرّر أن يكون هناك يوم للمرأة، فأي يوم أرفع و أكثر فخراً من يوم ولادة فاطمة الزهراء (عليه السلام) ، إمرأة لم يستطع أن ينال من مدحها و ثنائها كل من كان له حديث عنها و بأي رؤية كانت. فالأحاديث التي وصلت من بيت الوحي كانت بمقدار فهم المستمعين لها، إذ لا يمكن أن نضع البحر في الكوز، و الآخرون تحدّثوا بمقدار فهمهم –مهما بلغ كلامهم- و لم يتحدّثوا بما هو شأن الزهراء و مرتبتها}
(صحيفة النور، ج12 ص72 – 5/5/1980)
2- الشعائر الحسينية .
*مقولة فضل الله:
يقول عن الشعائر الحسينيّة ما نصّه:
{إنّ الثورة الحسينيّة قد تحوّلت بفعل التأكيد على الجانب العاطفي إلى ثورة على الذات بتعذيبها بالصراخ و لطم الصدور و ضرب الظهور و جرح الرؤوس...}
(من وحي عاشوراء ص21)
*جواب السيد الخميني :
{لو كان الأمر منحصراً بشخص مقدِّس جالس في الغرفة و البيت، يقرأ لنفسه زيارة عاشوراء و يسبّح، لَمَا بقي شيء. كل مدرسة تحتاج إلى الضجيج، يجب أن تضرب عندها الصدور. و كل مدرسة لا يوجد عنها لاطِموا الصدور و لا يوجد عندها البكاؤون و لا يوجد عندها الضاربون على الرأس و الصدر، فإنها لا تُحفظ}.
(صحيفة النور، ج8 ص69-70، 8/7/1979)
3- الشهادة بالولاية لعلي عليه السلام ..
(أشهد أن علياً وليّ الله)
*مقولة فضل الله:
يقول عن الشهادة بالولاية لعلي (عليه السلام) في الأذان و الإقامة ما نصّه:
{لم يثبت استحبابه فيهما... و هو محل تأمّل بل منع}
(المسائل الفقهيّة، ج1 ص72)
و هو يعتبر أنّ في قول أشهد أن علياً وليّ الله في الإقامة فيه مفاسد كثيرة حيث يقول:{لا أجد مصلحة شرعيّة في إدخال أي عنصر جديد في الصلاة في مقدّماتها و أفعالها لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى مفاسد كثيرة}
(المسائل الفقهيّة ، ج2 ص123)
جواب السيد الخميني :
يقول الإمام الحميني قدّس سرّه في ذكر الشهادة بالولاية لعلي (عليه السلام) ما نصّه:
{هذا الذكر الشريف يستحبّ بعد الشهادة بالرسالة مطلقاً، و في فصول الأذان لا يبعد استحبابه بالخصوص}
(الآداب المعنويّة للصلاة ص265)
و يقول أيضاً رحمه الله :
{و كان شيخنا العارف الكامل –روحي فداه- يقول: "إنّ الشهادة بالولاية لوليّ الله مضمّنة في الشهادة بالرسالة لأن الولاية هي باطن الرسالة"، و عليه، فإن المقام المقدّس "للوليّ" يصاحب السالك في هذا السلوك أيضاً. و في الحديث :"بعليّ قامت الصلاة" و في حديث آخر :" أنا صلاة المؤمنين و صيامهم".
فإذا أعلن السالك إلى الله حصر الثناء و المحمدة على الحق تعالى، و اختار الرفيق و المصاحب على ما قيل "الرفيق قبل الطريق" ، أعلن الإستعداد للصلاة بقوله "حيّ على الصلاة".
(سرّ الصلاة ص148)
4- الولاية التكوينيّة للأنبياء و الأئمّة عليهم السلام.
*مقولة فضل الله:
يقول عن الولاية التكوينيّة للأنبياء و الأئمّة عليهم السلام ما نصّه:
{أما الولاية على الكون فهي ليست من شأنهم و لا من دورهم لأن الله وحده هو الذي يملك الولاية الخالقيّة و الفعليّة على إدارة نظام الكون كلّه، و ليس لأحد من خلقه شأن فيها!! لا سيّما إذا عرفنا بأن الأنبياء لم يمارسوا الولاية التكوينيّة في أي موقع من مواقعهم!! حتى في مواجهة التحدّيات التعجيزيّة، إلا في موارد الإذن الإلهي الخاص بإصدار المعجزة هنا و هناك، فما معنى ولاية لا يستعملها صاحبها حتى في دفع الضرر عن نفسه و حماية نفسه من الأخطار؟}
(مجلة الثقافة- العدد65 ص74/1996)
جواب السيد الخميني:
{و ثبوت الولاية التكوينية للإمام لا يعني تجرّده عن منزلته التي هي له عند الله، و لا يجعله مثل من عداه من الحكام، فإن للإمام مقاماً محموداً و درجة سامية و خلافة تكوينيّة تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكون}
(الحكومة الإسلاميّة ص52)
{و أما السالكون على طريق الشريعة مع رفض الأنانية بجملتها و ترك العبوديّة لأنفسهم برمّتها مع طهارتها و عدم التوجه إلى إظهار القدرة و السلطنة و الفرعونيّة، فهم في أعلى مرتبة التوحيد و التقديس و أجلّ مقامات التكثير، و لم يكن التكثير حجاباً لهم عن التوحيد و لا التوحيد عن التكثير لقوّة سلوكهم و طهارة نفوسهم و عدم ظهورهم بالربوبيّة التي هي شأن الرب المطلق، مع أن هيولي عالم الإمكان مسخّرة تحت يد الولي يقلّبها كيف يشاء، و جاء لهم في هذا العالم الكتاب من الله العزيز الذي أخبر عنه رسول الله (صلى الله عليه و آله) على ما نقل مخاطباً لأهل الجنة من يكون مخاطباً له :من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت. أما بعد:فإني أقول للشيء كن فيكون و قد جعلتك تقول للشيء كن فيكون، فقال (صلى الله عليه و آله) :فلا يقول أحد من أهل الجنة للشيء كن إلا و يكون.
و من ذلك المقام إباء الأنبياء و المرسلين و الأولياء الراشدين –صلوات الله عليهم أجمعين- عن إظهار المعجزات و الكرامات التي اُصولها إظهار الربوبيّة و القدرة و السلطنة و الولاية في العوالم العالية و السافلة إلا في موارد اقتضت المصلحة لإظهارها، و فيها أيضاً كانوا يصلّون و يتوجّهون إلى رب الأرباب بإظهار الذلة و المسكنة و العبوديّة و رفض العبوديّة و إيكال الأمر إلى بارئه و استدعاء الإظهار عن جاعله و منشأ علّة قدرته، مع أن تلك الربوبيّة الظاهرة بأيديهم (عليهم السلام) هي ربوبيّة الحق جل و علا إلا أنهم عن إظهارها بأيديهم أيضاً يأبون}.
(مصباح الهداية، ص90-92)
5- شهادة الأئمّة عليهم السلام.
*مقولة فضل الله:
يقول عن شهادة الأئمّة بالسم أو القتل، و عن الحديث الشريف : "ما منّا إلا مسموم أو مقتول" ما نصّه:
{القضيّة لا تزال محلّ جدل تأريخي}
(الندوة، طبع1417، ص293-294)
*جواب السيد الخميني :
نحن نفتخر أن يكون أئمّتنا المعصومون –صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين- قد عانوا السجن و التشريد على طريق تعالي الإسلام و على طريق تطبيق القرآن الكريم و إقامة حكومة العدل الإلهي باعتبارها واحداً من أبعاد هذا التطبيق، و استشهدوا في النهاية على طريق الإطاحة بالحكومات الجائرة و الطاغوتيّة في زمانها}.
(صحيفة النور، ج21 ص171، وصيّة الإمام)
6- مصحف فاطمة عليها السلام.
*مقولة فضل الله:
يقول في مصحف فاطمة ما نصّه:
{مصحف فاطمة كتاب كتبته الزهراء مما كانت تسمعه من رسول الله في شؤون التشريع و غير التشريع... و كان الإمام جعفر الصادق ينقل منه بعض الأحكام الشرعيّة}
(في رحاب أهل البيت ص195)
و يقول أيضاً:
{و هناك قول بأن الزهراء أنّ الله أرسل –و هو غير ثابت- إليها ملكاً بعد وفاة أبيها ليؤنسها و يحدّثها بأمور العالم}
(مجلّة الموسم، العدد 21-22 ،ص318، س1153)
*جواب السيد الخميني:
{و نحن نفتخر بأن الصحيفة الفاطميّة ، ذلك الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء، مختص بنا}
(صحيفة النور، ج21، ص171، وصيّة الإمام)
{إنني أرى نفسي قاصراُ عن التحدّث حول السيدة الصدّيقة (عليها السلام)، و أكتفي بذكر رواية منقولة بسند معتبر في الكافي الشريف، و تلك الرواية هي أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إن فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة و سبعين يوماً، و كان يدخلها حزن شديد على أبيها، و كان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، و يطيّب نفسها، و يخبرها عن أبيها و مكانه، و يخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها، و كان عليّ (عليه السلام) يكتب ذلك" }(الكافي، ج1 ص241) .و ظاهر الرواية أنه كانت تحصل مراودة خلال هذه الخمسة و السبعين يوماً، أي إن هبوط جبرائيل و صعوده كان كثيراً، و لا أظن أنه قد ورد في حق أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام مثل ما ورد في شأنها من أنّ جبرائيل الأمين و خلال مدة خمسة و سبعين يوماً كان يهبط عليها و يذكر لها القضايا التي ستقع في المستقبل و ما سيجري على ذريتها، و كان الأمير يكتب ذلك، و كما كان أمير المؤمنين كاتباً لوحي رسول الله فقد كان كاتباً لوحي السيدة الصديقة خلال الخمسة و السبعين يوماً، و بالطبع فإن الوحي بمعنى الإتيان بالأحكام قد انتهى بموت الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) .
إنّ مسألة مجيء جبرائيل لشخص ليست مسألة بسيطة، فلا يُظنّ أن جبرائيل قد هبط أو يمكن أن يهبط لكل فرد، فإن هذا يستلزم تناسباً ما بين روح ذلك الشخص الذي سيهبط عليه جبرائيل و بين مقام جبرائيل الذي هو الروح الأعظم...، و كان مثل هذا التناسب متحقّقاً بين جبرائيل الذي هو الروح الأعظم و بين الأنبياء ذوي الدرجة الأولى مثل رسول الله و موسى و عيسى و إبراهيم و أمثالهم، و لم هذا قد حصل لكل الأفراد و لم يقع بعد ذلك لشخص آخر، بل أنني لم أرَ حتى في حق الأئمّة أن جبرائيل قد نزل عليهم بهذا الشكل، و كل ما شاهدته أنه نزل على الزهراء (عليها السلام) فقط، و بشكل
متكرر خلال هذه الخمسة و السبعين يوماً و كان يحدّثها بما سيجري على ذريّتها...، و على كل حال فإنني أعد هذا الشرف و هذه الفضيلة أعظم من جميع الفضائل التي ذكروها للزهراء رغم إنها فضائل عظيمة، حيث أنه لم تقع مثل هذه الفضيلة لغير الأنبياء (عليهم السلام) بل إنها لم تقع لكل الأنبياء، بل للطبقة الرفيعة من الأنبياء (عليهم السلام) و لبعض الأولياء الذين هم في رتبتهم}.
(صحيفة النور، ج19 ص278-279)
7- مقام الإئمّة عليهم السلام.
*مقولة فضل الله:
س- يقول الإمام الخميني في كتابه "الحكومة الإسلاميّة" : إنّ لأئمّتنا عليهم السلام مكانة لا يصلها ملك مقرّب و لا نبي مرسل. ما هي الطريقة لمعرفة ذلك؟
ج- هناك نظريّة تدل على أنهم أفضل من الرسل و هناك جماعة يستثنون أولي العزم، مسألة خلافيّة و ليست مسألة إجماعيّة. و كما قلنا، هذه من الأمور التي لا تمثّل أي نوع من أنواع مسؤوليّتنا. نحن مسؤوليّتنا فقط أن نعتقد بالأئمّة أنهم أوصياء رسول الله و خلفاء رسول الله (صلى الله عليه و آله)، أما هم أفضل من الملائكة، أفضل من الأنبياء، أو ليسوا أفضل، فهذه من الأمور التي ليست جزء من العقيدة و ليست جزءاً من الخط.
(الموسم- العدد21، ص303)
*جواب السيد الخميني :
{إعلم أن لأهل بيت العصمة و الطهارة (عليهم السلام) مقاماً روحياً شامخاً في السير المعنوي إلى الله، يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلميّة، و أسمى من عقول ذوي العقول و أعظم من شهود أصحاب العرفان. كما يستفاد من الأحاديث الشريفة أنهم –صلوات الله عليهم- يشاركون الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) في مقام الروحانيّة و أنّ أنوارهم المطهّرة كانت تسبّح و تقدّس للذات المتعال قبل خلق العالم، ففي الكافي بإسناده عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة فقال: "يا محمد! إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته، ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة، فمكث ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها، و فوض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون و يحرّمون ما يشاؤون و لن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تعالى" ثم قال: "يا محمد! هذه الديانة التي من تقدَّمها مرق، و من تخلف عنها مُحق، و من لزمها لحِق، خذها إليك يا محمدّ!"
إن الأحاديث المأثورة في طينة أبدانهم، و خلق أرواحهم و نفوسهم، و فيما مُنحوا من الإسم الأعظم و العلوم الغيبية الإلهيّة من علوم الأنبياء و الملائكة، و مما هو أعظم مما لا يخطر على بال أحد، و هكذا الأخبار المنقولة في فضائلهم في مختلف الأبواب من الكتب المعتبرة و خاصة كتاب أصول الكافي، إن مثل هذه الأخبار كثيرة بقدر تبعث على تحيّر العقول، و لم يقف أحد على حقائقهم و أسرارهم (عليهم السلام) إلا أنفسهم}
(الأربعون حديثاً، ص489)
فاقرأوا وعوا جيداً يا أتباع فضل الله ، ويا من تترحمون على السيد الخميني رحمه الله ..
ننادي بأعلى صوتنا :
هل من أذن واعية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعليق