بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...5819dac31d.gif
في كتب أهل السنة والجماعة عشرات الروايات من عشرات الطرق والأسانيد كلُّها تمتدح شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وتثني عليهم وتعتبرهم من الفائزين ومن أهل الجنة . ولست أبالغ بقولي (عشرات) فإن لأحدهم رسالةً باسم (شيعة أمير المؤمنين في كتب أهل السنة) جمع فيها أربعين رواية من أربعين طريقًا ووجهًا من مصادر أهل السنة والجماعة ، ومع ذلك لم يدَّع المؤلفُ الحصرَ . إلاَّ أننا وفي عصر ازدهار المنهج التحقيقي قد نُطالَب بالكلام عن ثبوت هذه الأحاديث عن قائلها صلى الله عليه وآله وسلم . وفي هذا السياق ينبغي أن نقول : إن هذه الروايات متضافرة متكاثرة متواترة ، ومثلها غني بالاعتضاد عن صحة سند الآحاد . إلا أننا في عصرٍ يتقمص فيه التحقيقَ أناسٌ لا خيرَ فيهم من النواصب الذين يرمون إلى التشكيك في كل شيء والتلبيس على العوام.. ومن هنا كان لا بأس من تبيين أن في هذا الكم الهائل من الروايات ما هو صحيح الإسناد في نفسه أيضًا.. وبهذا تتم الحجة على العالم والجاهل، فالروايات مضافًا إلى كونها متواترةً ـ والمتواتر يفيد العلم اليقيني ـ فإنها ـ الروايات ـ فيها الصحيح في نفسه أيضًا، وهذا مما يساعد على تصاعُد القيمة الثبوتية للتواتر كما هو معلوم..
فيما يلي بيان صحة سندين لروايتين من جملة تلك الروايات المادحة المثنية على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام في كتب أهل السنة.
الرواية الأولى :
أورد الحافظ الذهبي في [ميزان الاعتدال] (2/439) ما نصه : (الحميدي ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك ، قال : قال الحسين : نُبعَثُ نحنُ وشيعتُنا كهاتين ـ وأشار بالسبابة والوسطى) .
ورجال هذه الرواية ثقاتٌ عن آخرهم .
أمَّا (الحميدي) : فهو أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي . أحد أعلام العلماء في إطار المذهب السنِّيِّ.. ترجم له الذهبي في [السِّيَر] : (10/616) فممَّا قال فيه : (الإمام الحافظ الفقيه شيخ الحرم...) . وهو من رجال البخاري وثلاثة من السُّنَن .
وأمَّا (سفيان) : فهو ابن عيينة ، من رجال الستَّة ، وهو جليل الشـأن ، عظيم المنزلة لدى علماء أهل السنة ، وممَّا قال فيه الذهبي في [السِّيَر] (8/454) : (الإمام الكبير ، حافظ العصر ، شيخ الإسلام...) .
وأمَّا (عبد الله بن شريك) : فهو من رجال سنن النسائي ، وثَّقَهُ أحمد بن حنبل ، وكذا يحيى بن معين ، ووثَّقَه غيرُهما [ميزان الاعتدال للذهبي : (2/439)] ، وقال الحافظ في [تقريب التهذيب لابن حجر : (1/501)] : (صدوق) . ويظهر جليًّا أنَّ بعض ما أُخذَ عليه ليس من جهة صدقه ووثاقته ، بل من جهة عقيدته ؛ فهو مَرمِيٌّ بالتشيُّع ! .
وأمَّا (الحسين) : فهو الشهيد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسـيِّدُ شباب أهل الجنة . وهذا النوع من الروايات يأخذ حكم المرفوع وإن كان على ظاهر الوقف باعتبار أنَّ الرواية تُنبئ عن أمرٍ من الغيبيات ممَّا لا يُتوقَّع إلاَّ أن يكون قد أخذه السبط عليه السلام من جدِّه صلى الله عليه وآله وسلم .
وبهذا تكون الرواية متَّصلةً بإسناد صحيح .
الرواية الثانية :
روى الخطيب في [المتَّفق] ـ حسب ما أورده عنه الحافظ ابن حجر في [لسان الميزان] : (4/359) ـ : (من طريق أحمد بن يحيى الأودي [في لسان الميزان : (الأزدي) ، وهو خطأ على التَّحقيق] ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن حريث ـ وكان ثقةً ـ عن داود بن سـليك ، عن أنس بن مالك ـ رفعَه ـ : يدخلُ الجنَّة من أُمَّتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم ، ثمَّ التفتَ إلى عليٍّ فقال (ص) : هم شيعتك وأنتَ إمامُهم) انتهى .
أقول : وهذا إسنادٌ مُتَّصلٌ بالمُوثَّقين ، ولا ينزلُ عن الحسن ، ويرتقي بغيره إلى الصحة بلا شك .
أمَّا (أحمد بن يحيى الأودي) : فمن رجال النسائي ، وفي [تهذيب الكمال] (1/517) : (قال أبو حاتم : ثقةٌ ، وقال النسائي : لا بأس به) . وفي [تهذيب التهذيب] (1/77) : (ذكره ابن حبان في الثقات) . وقال الحافظ في [التقريب] : (ثقة) .
وأمَّا (إسماعيل بن أبان) : فهو الورَّاق ، وهو من رجال البخاري . قال البخاري : ثقة . وقال النسائي : ليس به بأس . وقال ابن معين : ثقة [انظُر ترجمته في تهذيب الكمال للمَزِّي : (3/9) مؤسسة الرسالة] .
وأمَّا (عمرو بن حريث) : فقد صُرِّح بكونه ثـِقَةً في الإسناد ، ويُحتمَل أن يكون الموثِّق هو الحافظ ابن حجر ، أو الحافظ الخطيب البغدادي ، أو أحمد بن يحيى الأودي ، أو إسماعيل بن أبان . وهؤلاء ثقات جميعهم ، فأيُّهم كانَ المُوثِّقُ قَبِلْنا توثيقَه .
وأمَّا (داود بن سليك) : فذكره ابن حبان في [الثِّقات] ، وقال الحافظ في [التقريب] : مقبول .
أقول : هو من مستور الحال الذي يُحتَجُّ به [اُنظر مقدمة صحيح ابن حبان لمُحقِّقِه] .
وأمَّا (أنس بن مالك) : فهو صحابيٌّ ، والصحابة في أسمى مراتب العدالة والتوثيق عند إخواننا من أهل السنة .
فالرواية لا تنزل عن الحسن بهذا السند [ملاحظة: الحسن هو من درجات الصحيح فلا تغفَل].
وللرواية طريق أخرى في [مناقب أمير المؤمنين] لابن المغازلي : ص183 ـ 184 ط. دار الآثار . وقد حاول المحقق النيل منها في سياق اجتهاده الحثيث على النيل من جميع روايات كتاب ابن المغازلي ، وقد خاب مسعاه في كثير من الموارد ، ومنها هذا المورد ؛ لأنه لم يلتفت إلى هذه الطريق التي أوردها ابن حجر عن الخطيب ، إذ لا يتيسر له الطعن فيها .
وإن مذهبًا يرد الثناء عليه بأسانيد صحيحة في كتب خصومه لحريٌّ بالاتباع .
اللهم أحيني على ما أحييت عليه علي بن أبي طالب، وأمتني على ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه السلام
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...5819dac31d.gif
في كتب أهل السنة والجماعة عشرات الروايات من عشرات الطرق والأسانيد كلُّها تمتدح شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وتثني عليهم وتعتبرهم من الفائزين ومن أهل الجنة . ولست أبالغ بقولي (عشرات) فإن لأحدهم رسالةً باسم (شيعة أمير المؤمنين في كتب أهل السنة) جمع فيها أربعين رواية من أربعين طريقًا ووجهًا من مصادر أهل السنة والجماعة ، ومع ذلك لم يدَّع المؤلفُ الحصرَ . إلاَّ أننا وفي عصر ازدهار المنهج التحقيقي قد نُطالَب بالكلام عن ثبوت هذه الأحاديث عن قائلها صلى الله عليه وآله وسلم . وفي هذا السياق ينبغي أن نقول : إن هذه الروايات متضافرة متكاثرة متواترة ، ومثلها غني بالاعتضاد عن صحة سند الآحاد . إلا أننا في عصرٍ يتقمص فيه التحقيقَ أناسٌ لا خيرَ فيهم من النواصب الذين يرمون إلى التشكيك في كل شيء والتلبيس على العوام.. ومن هنا كان لا بأس من تبيين أن في هذا الكم الهائل من الروايات ما هو صحيح الإسناد في نفسه أيضًا.. وبهذا تتم الحجة على العالم والجاهل، فالروايات مضافًا إلى كونها متواترةً ـ والمتواتر يفيد العلم اليقيني ـ فإنها ـ الروايات ـ فيها الصحيح في نفسه أيضًا، وهذا مما يساعد على تصاعُد القيمة الثبوتية للتواتر كما هو معلوم..
فيما يلي بيان صحة سندين لروايتين من جملة تلك الروايات المادحة المثنية على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام في كتب أهل السنة.
الرواية الأولى :
أورد الحافظ الذهبي في [ميزان الاعتدال] (2/439) ما نصه : (الحميدي ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك ، قال : قال الحسين : نُبعَثُ نحنُ وشيعتُنا كهاتين ـ وأشار بالسبابة والوسطى) .
ورجال هذه الرواية ثقاتٌ عن آخرهم .
أمَّا (الحميدي) : فهو أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي . أحد أعلام العلماء في إطار المذهب السنِّيِّ.. ترجم له الذهبي في [السِّيَر] : (10/616) فممَّا قال فيه : (الإمام الحافظ الفقيه شيخ الحرم...) . وهو من رجال البخاري وثلاثة من السُّنَن .
وأمَّا (سفيان) : فهو ابن عيينة ، من رجال الستَّة ، وهو جليل الشـأن ، عظيم المنزلة لدى علماء أهل السنة ، وممَّا قال فيه الذهبي في [السِّيَر] (8/454) : (الإمام الكبير ، حافظ العصر ، شيخ الإسلام...) .
وأمَّا (عبد الله بن شريك) : فهو من رجال سنن النسائي ، وثَّقَهُ أحمد بن حنبل ، وكذا يحيى بن معين ، ووثَّقَه غيرُهما [ميزان الاعتدال للذهبي : (2/439)] ، وقال الحافظ في [تقريب التهذيب لابن حجر : (1/501)] : (صدوق) . ويظهر جليًّا أنَّ بعض ما أُخذَ عليه ليس من جهة صدقه ووثاقته ، بل من جهة عقيدته ؛ فهو مَرمِيٌّ بالتشيُّع ! .
وأمَّا (الحسين) : فهو الشهيد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسـيِّدُ شباب أهل الجنة . وهذا النوع من الروايات يأخذ حكم المرفوع وإن كان على ظاهر الوقف باعتبار أنَّ الرواية تُنبئ عن أمرٍ من الغيبيات ممَّا لا يُتوقَّع إلاَّ أن يكون قد أخذه السبط عليه السلام من جدِّه صلى الله عليه وآله وسلم .
وبهذا تكون الرواية متَّصلةً بإسناد صحيح .
الرواية الثانية :
روى الخطيب في [المتَّفق] ـ حسب ما أورده عنه الحافظ ابن حجر في [لسان الميزان] : (4/359) ـ : (من طريق أحمد بن يحيى الأودي [في لسان الميزان : (الأزدي) ، وهو خطأ على التَّحقيق] ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن حريث ـ وكان ثقةً ـ عن داود بن سـليك ، عن أنس بن مالك ـ رفعَه ـ : يدخلُ الجنَّة من أُمَّتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم ، ثمَّ التفتَ إلى عليٍّ فقال (ص) : هم شيعتك وأنتَ إمامُهم) انتهى .
أقول : وهذا إسنادٌ مُتَّصلٌ بالمُوثَّقين ، ولا ينزلُ عن الحسن ، ويرتقي بغيره إلى الصحة بلا شك .
أمَّا (أحمد بن يحيى الأودي) : فمن رجال النسائي ، وفي [تهذيب الكمال] (1/517) : (قال أبو حاتم : ثقةٌ ، وقال النسائي : لا بأس به) . وفي [تهذيب التهذيب] (1/77) : (ذكره ابن حبان في الثقات) . وقال الحافظ في [التقريب] : (ثقة) .
وأمَّا (إسماعيل بن أبان) : فهو الورَّاق ، وهو من رجال البخاري . قال البخاري : ثقة . وقال النسائي : ليس به بأس . وقال ابن معين : ثقة [انظُر ترجمته في تهذيب الكمال للمَزِّي : (3/9) مؤسسة الرسالة] .
وأمَّا (عمرو بن حريث) : فقد صُرِّح بكونه ثـِقَةً في الإسناد ، ويُحتمَل أن يكون الموثِّق هو الحافظ ابن حجر ، أو الحافظ الخطيب البغدادي ، أو أحمد بن يحيى الأودي ، أو إسماعيل بن أبان . وهؤلاء ثقات جميعهم ، فأيُّهم كانَ المُوثِّقُ قَبِلْنا توثيقَه .
وأمَّا (داود بن سليك) : فذكره ابن حبان في [الثِّقات] ، وقال الحافظ في [التقريب] : مقبول .
أقول : هو من مستور الحال الذي يُحتَجُّ به [اُنظر مقدمة صحيح ابن حبان لمُحقِّقِه] .
وأمَّا (أنس بن مالك) : فهو صحابيٌّ ، والصحابة في أسمى مراتب العدالة والتوثيق عند إخواننا من أهل السنة .
فالرواية لا تنزل عن الحسن بهذا السند [ملاحظة: الحسن هو من درجات الصحيح فلا تغفَل].
وللرواية طريق أخرى في [مناقب أمير المؤمنين] لابن المغازلي : ص183 ـ 184 ط. دار الآثار . وقد حاول المحقق النيل منها في سياق اجتهاده الحثيث على النيل من جميع روايات كتاب ابن المغازلي ، وقد خاب مسعاه في كثير من الموارد ، ومنها هذا المورد ؛ لأنه لم يلتفت إلى هذه الطريق التي أوردها ابن حجر عن الخطيب ، إذ لا يتيسر له الطعن فيها .
وإن مذهبًا يرد الثناء عليه بأسانيد صحيحة في كتب خصومه لحريٌّ بالاتباع .
اللهم أحيني على ما أحييت عليه علي بن أبي طالب، وأمتني على ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه السلام
تعليق