بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي وإخوتي
هذه أخت لكم من مصر عندما تقرءون صرختها الدامية ستعرفون أن الخير يا اخوتي مات من الدنيا منذ زمن وارجو الا يزعجكم مني ذلك خاصة من الاخوة المصريين ولو مررتم بما مررت به يا اخوتي لتاكدتم ان القلوب قست والرحمة ماتت في القلوب وانه لم يبقى مسلم واحد على الارض
واقول لكم ذلك ياابنائي لانني فوجئت منذ يومين على احد المنتديات برسالة ادمت فؤادي واقضت مضجعي ورب الكعبة وركبني بسببها الهم ولم اصدق اننا في القرن الحادي والعشرين ولا زال على الارض من اماء الله المسلمات من يعاني مثل هذه المعاناة
رسالة يا اخوتي لا تصدق من فرط بشاعتها والمها من اخت مصرية تستغيث باي احد ان ينقذها وينقذ اسرتها
وذكرت وقائع يشيب لهولها الولدان وربي
بؤس وشقاء ومرض ودين وتنقيب في صفائح القمامة عن الطعام
وتذهلون يا اخوتي عندما تعلمون ان هذه الاخت المبتلاة جامعية وليست جاهلة وان زوجها مدرس ابتلاه الله بخلل هرموني نادر ادى لاصابته بسمنة مفرطة حيث قارب وزنه 200 كيلو كما قالت
وانه حرم من مصدر دخله الوحيد وهوراتبه بسبب حصوله منذ عامين على قر ض زوج به اخته وانه مدين بالالوف بسبب مشاريع دخلها لتعويض الراتب وانه هارب من تنفيذ احكام نهائية بالسجن وانه سعى في السر بعد ان انقطع امله ويئس من حياته الى بيع جميع اعضائه ب 85 الف جنيه
وذلك لعلمه انه جنى على اولاده بطيشه الذي ادى به الى دخول مشاريع لا خبرة له بها وانه سيدخل السجن لا محالة لاستحالة تسديده الدين
وغير ذلك من التفاصيل التي فهمت ان من نشرتها هي صديقة لها تساعدها لوجه الله
وانهم ينشرون تلك الرسالة على امل ان يصل صوتها لسماحة الأخ المجاهد العظيم حسن نصر الله أو للملك عبد الله بن عبد العزيز
ولم اسكت وقمت باضافة ايميل صديقتها ووفقني الله ان احادثها وعندما ابديت شكي في هذه الاهوال ارسلت لي مستندات موثقة تثبت كل ما قالوا وطالبتني بتوكيل اي شخص اعرفه من مصر ليتاكد بنفسه بشرط ان يكون كل شيء بحرص وان احافظ على كرامتها وعزة نفسها علما بان زوجها لا يعرف شيئا عن الموضوع
وقمت بما وفقني الله به من التبرع لهم بجزء يسير ادعو الله ان ينفعهم به
ولم اكتفي بذلك وانما حدثت بشانها صديقاتي اللاتي اعرف ان فيهن خيرا فقالوا انهم لا يساعدون الا الكويتيات المحتاجات
وان عليها ان تلجا لاهل الخير من مصر
وان الاخوة بمصر اولى بسترها
فاقترحت على صديقتها ان يتصلوا ببرنامج 90 دقيقة او العاشرة مساء لانني احسبها اشهر البرامج المصرية
فهل تتخيل ماذا قالت لي يابني
لقد قالت هم لا يقبلون أن يطلعوا في مثل هذه البرامج ولو تعاطف معها المشاهدون كما قلت لها
بل لو تبرعوا لهم بالملايين
لانهم اعزة النفس واصحاب كرامة وانهم ممن يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف ولم اعرف ماذا افعل واحسست ان يدي مغلولة والله يعلم انني مهمومة لاجلها باكية لما تمر به
وخطر ببالي وانا اتصفح ان اراسل مثلكم عسى ان تجد امة الله تلك هنا من يسترها بفضل الله فقد علمت بان الكثيرين من ضعاف النفوس حاولوا استدراجها واستغلال محنتها ولكنها والحمد لله ثابتة
رجائي يا ابنائي ان تقرءوا رسالتها
بعقولكم وقلوبكم كما طلبت من اعضاء المنتدى وان تسعوا لمساعدتها باي طريقة
ويمكنكم يا اخوتي ان تضيفوا ايميل صديقتها وتستطلعوا منها الخبر
وايميلها
mour20002@hotmail.com
ولعلكم يا ابنائي تضيفون لسجلكم الناصع شرف مد اليد لهذه الاخت
اعزكم الله واعز بكم ان شاء الله دينه واماءه
ام نواف
الكويت
السلام عليكم
وإليكم نص رسالتها
صرختي الدامية وضراعتي الذليلة لعقولكم وقلوبكم جميعا
ولعلكم يا ابنائي تضيفون لسجلكم الناصع شرف مد اليد لهذه الاخت
اعزكم الله واعز بكم ان شاء الله دينه واماءه
ام نواف
الكويت
السلام عليكم
وإليكم نص رسالتها
صرختي الدامية وضراعتي الذليلة لعقولكم وقلوبكم جميعا
يا أبي
يا سيدي
حسن نصر الله
يا أيها النجم الذي بزغ فبدد ظلام الظلم والاستعباد
من لي سواك يا أبا هادي
أغلقت جميع الأبواب دوني ولم يبقى بعد الله إلا بابك
يا أيها العملاق الشامخ الأبي
يامن أعدت لنا عزنا وشرفنا وكرامتنا
يا أبي وشيخي وقدوتي وسيدي
يا أبو الشهيد
يا أيها الملاك الطاهر
امتهنت كرامتي وضيعت إنسانيتي وأهدرت آدميتي
ووقفت الآن ببابك
يا تقي
يا نقي
يا منقذ الإسلام والعرب
يا خليفة صلاح الدين
هل يرضيك يا سيدي أن أنبش القمامة بحثا عن عشاء لولدي
هل يرضيك أن تجتمع علي الذئاب من كل حدب وصوب
هل يرضيك أن أصبح فريسة مستباحة لأصحاب القلوب الميتة والضمائر الميتة والأحاسيس الميتة
هل يرضيك أن يسعى لنهشي من في قلوبهم مرض وفي أنفسهم مرض
لا يرقبون في إلا ولا ذمة يا شيخي
فمن لي سواك
واحسناه
واإسلاماه
أغثني يا الله
أدركني يا حسن نصر الله
احمني يا أبي
غطني بعباءتك والمس بأناملك الطاهرة وجهي
استرني يا سيدي
أنقذني يا عبد الله يا أيها الملاك الطاهر
أغيثوني عباد الله
من منكم يشتري مني حياتي وكل أعضائي ويوصل صوتي لسماحته
دمي مسفوح يا فضيلة الشيخ البطل المجاهد
ادفع عني الكرب يا يسدي
أغثني كما أغثت نساء المسلمين يا أيها الولي الصالح
لست لبنانية
ولست شيعية
ولكن من لي إذا لم يكن سيدي حسن نصر الله
راسلت ملوك العرب فخذلوني
ولجأت إلى مسئولي بلدي فأذلوني وسخروا مني
يا أبي وأبي المقهورين في العالم
أنت سندي
أنت ظهري
أدركني بفضلك يا شيخي
فوالله الذي لا إله إلا هو إن صورتك باللحية المباركة والعمامة النورانية والابتسامة الربانية معلقة في جميع غرف بيتنا
أعرف والله يا سيدي أنك لو عرفت بأمرنا لمددت لنا يدك
ولما قبلت أن نذل وأن نمتهن
ولكن كيف الوصول إليك
وأنا مصرية
وبيني وبينك سدود ومتاريس وحصون
ولا أمل إلا أن تصادف رسالتي أخا نبيلا كريما مخلصا
في نفسه إباء
وفي قلبه غيرة على إماء الله
فيحمل صرختي إليك
يا أيها البطل المجاهد
يا من رددت أعداء الله الكافرين على أعقابهم خاسرين
يامن ضعفنا ولم تضعف وخذلنا فلم تخذل وخان بعضنا فلم تخن وخضع بعضنا ولم تخضع
يا أيها الرمز العلم
بالله أستحلفك
وبعلي بن أبي طالب أستجديك
وبالقرآن أستصرخك
بكل قلي طاهر ويد مباركة في حزب الله أتقرب إليك
وبدم كل شهيد قدمتم وأولها دم المغفو ره هادي ابنك الشهيد أستحلفك
وبخلقك وبنبلك وبعظمتك وبإبائك أستغيث
منذ شهور أضرب في الأرض بغير هدى
أصرخ فلا مجيب
وألطم وجهي ولا فائدة
وأقف الآن ببابك
وأمرغ وجهي بأعتاابك
لألتمس منك قبل كل شيء البركة
باب سيدنا وإمامنا والمصباح الذي أنار لنا طريقنا
أقبل أعتابك
وأذرف الدمع في حضرتك
أيها المسلمون
أيها الإخوة العرب
المسئولون في الموقع الأغر
يا كل من يسمعني أو يقرأ رسالتي
اسمحوا لي في البداية ياإخوتي وسادتي أن أعبر لكم عن مدى سعادتي وعميق شرفي لأنني أكتب رسالة ( مهما كانت قاتمة وسوداوية ) سيقرؤها أناس أتقياء أنقياء مثلكم
عندما دخلت اليوم على هذا الموقع بالصدفة البحتة أدركت أن قدري الذي ظل يعاندني ويذيقني الهوان طوال الشهور الماضية قد رضي عني أخيرا
وأن محنتنا التي طالت حتى كادت تبيدنا ربما آن لها أن تنتهي
شيء ما في قلبي دفعني للتفاؤل
إنني أكتب لسيادتكم اليوم بوصفكم إخوة عربا لأستغيث بالله ثم بكم أن تساعدوني على توصيل صرختي عبر أي من القنوات التي قد تتاح لكم لمعالي صاحب السمو سماحة الشيخ حسن نصر الله
لقد ملأني القهر
وشلني قدري الأسود
ولن يستطيع الأخذ بيدي إلا شخص مثل سماحته
ووالله الذي لا إله إلا هو إننا أرسلنا صرختي تلك لعشرات المنتديات على أمل وصول صوتي لجلالة الملك عبد الله بدون أي نتيجة
قبل خمس سنوات من الآن كنت مجرد فتاة سطحية سخيفة لا تدري عما حولها شيئا ولا تكره شيئا قدر كرهها للقراءة والسياسة ولكن شاء حظي أن أتزوج من مدرس شاب الكتاب كل حياته
في بداية زواجي كنت أضيق بزوجي ذرعا وأعتبر الكتب وأكوام الصحف التي تضج بها شقتي ضرتي التي تقاسمني زوجي
هو مثقف موسوعي لا تراه إلا قارئا أو كاتبا
عشرات الصور لأدباء عرب وأجانب ولمناضلين سياسيين ورموز أدركت بعدها كم هم شرفاء نبلاء
ولقد اعتاد أن يرفق كل صورة بترجمة لصاحبها يضمنها شرحا مختصرا لمواقف صاحب الصورة وتاريخه لكي يكبر الأولا وقد حفرت هذه الأسماء في ذاكرتها
وتدريجيا وبفضل زوجي الذي بدأ حياته كما حكى لي إخوانيا ثم جهاديا ثم يساريا قبل أن يتحول وبصفة نهائية إلى الانفتاح على كافة التيارات الفكرية
بدأت أتعرف على أصحاب هذه الصور وأقرأ لمن يكتب منهم
وعندما دهمتنا الكارثة لم أجد أفضل من الأحياء من أصحاب هذه الصور الذين يعيشون في وجدان زوجي لألجأ إليهم في مصيبتي
وللأسف لم أتلقى ردا من أي منهم ومنذ شهور حاولت بكل قوتي الوصول إلى أي إنسان ينقذنا بلا فائدة حتى حدثت هذه المصادفة الجميلة الرائعة التي أنعشت الروح بعد طول الجدب
وأقصد بها مفاجأة دخولي على موقعكم
ورغم أنني جاهلة تماما بأمور الكمبيوتر والانترنت فإنني لجأت لصديقة لي لأرسل هذه الرسالة من عندها
منذ شهور أعاني مر المعاناة وأصرخ صرخات دامية خارجة من صميم فؤادي فلا يتعاطف أحد معي ولا يرق إنسان لمذلتي وشكواي
الكل يتجاهلني ولم يعد هناك مفر من الله إلا إليه
ولم يعد هناك مفر من الانتحار
وهذه محاولتي الأخيرة وأقسم برب العزة إذا فشلت مساعي هذه المرة أيضا لأقتلن نفسي شر قتلة
حاولت كثيرا توصيل صوتي للعديد من الشخصيات الرسمية العربية التي تعشمت أن ترق قلوبهم لمأساتنا فينهضون لمساعدتنا ولكن أنى لإنسانة بسيطة مثلي أن يصل صوتها إلى مسامع هؤلاء السادة الذين تفصل بيني وبينهم أهوال وأسوار وحصون
إن كل ما أرجوه من سيادتكم أن تتبنوا قضيتي وأن تساعدوني على توصيل صوتي إلى أبي ومعلمي وقدوتي الذي آمل أنه لن يتردد في التقرب إلى الله بمساعتي لو عرف بمصيبتي
رسالتي أمانة في أعناقكم وحياتي وحياة طفلي بين يديكم فبالله لا تبخلوا علي بتوصيل رسالتي إلى صاحب السمو أبي وأبو الضعفاء المساكين من أمثاليفضيلة الشيخ حسن نصر الله أبو هادي العظيم الكريم الرحيم خليفة رسول الله
أنا عارفة إن سعادتكم أكيد مشغولين جدا ربنا يكون في عونكم
بس معليش استحملوني
نفسي أفضفض
حاسة إني هاموت من القهر
ماذا ستقول عني يا أبي وسيدي بعد أن تقرأ رسالتي ؟ وهل ستلوم القدر الذي وضعني في طريقكم لأحول حياتك بما سأحكيه إلى كابوس ؟
وهل تصدق يا أيها الرمز العلم أن شعورا خفيا باللذة والسعادة ( وياللعجب أن أشعر ببعض السعادة في هذه الأيام السوداء ) عندما أتخيل أنني أكتب رسالة سيقرؤهاسماحتكم
إنني أتشرف والله العظيم بالكلام معك وبمراسلتك
إنني ألجأ لكم اليوم آملة أن تقرءوا بقلبكم الكبير صرختي ورسالتي التي بعت قرط ابنتي ( وكان آخر شيء ذي قيمة نمتلكه ) من أجل إرسالها إلى بعض الرؤساء العرب والوزراء الذين لم يعبئوا بصراخي ولم يلتفتوا لمذلتي
استنجدت بهم واستحلفتهم بكل عزيز لديهم أن ينقذوني وينقذوا زوجي وأطفالي فأداروا لي ظهورهم ولم يهتموا حتى بمجرد الرد علي
إنني لا أعرف هل وصلتهم صرختي فداسوها ( وداسوني ) بأقدامهم أم أن الموظفين المعنيين باستلام هذه الرسائل حالوا بيني وبينهم ومنعوا وصول رسالتي إليهم
كل هؤلاء الكبار كتبت لهم دون أن أتلقى أي رد من أي منهم
فمن لي ؟
ومن ينقذني ؟
شيخي العظيم
أعرف جيدا أنني سأسبب لكم ألاما نفسية لا تحتمل من جراء قراءة رسالتي / الصرخة ولا أملك إلا أن أعتذر لكم مقدما عن أي ضيق سيصيبكم بسببي
إنني أكتب لكم اليوم
أنتم بالذات لأنكم الأقدر من بين كل الناس على الإحساس بمصيبتي
لأنني أعرف أن أمثالكم لا يتعالون على أمثالنا
رغم أنني أعاني منذ شهور مر المعاناة بسبب التجاهل المرير الذي واجهته من أشخاص عديدين لجأت إليهم فأعرضواعني وأداروا لي ظهورهم وأصموا آذانهم فسامحهم الله
إنني أكتب لكم اليوم
وأقف ببابكم مستغيثة ملهوفة مكسورة القلب
لأرجوكم وأتوسل إليكم وأستصرخكم بالله وبالقرآن وبالأخوة في الله والدين والعروبة أن تساعدوني في إنقاذ أسرتي التي هي الآن على وشك الضياع
وأن تكونوا صوتي إلى كل من تعتقدون أنه يمكنه مساعدتي
أنا ربة منزل من إحدى المحافظات الساحلية
بجمهورية مصر العربية
متزوجة من مدرس شاب وعندي ولد وبنت وحاصلة على معهد عالي منذ عدة سنوات ولكنني لم أعين ولن أعين بالطبع
منذ فترة طويلة أفكر فيمن ألجأ إليه في هذا الزمن الغادر الذي يشعر فيه أمثالنا من الضعفاء بأنهم مقهورون وحيدون في عالم قاسي القلب غافل عنهم وعن آلامهم
حتى خطر ببالي أخيرا أن أحكي لكم مأساتنا وعندي ثقة بالله أنني سأجد منكم القلب الكبير قبل أن أجد الأذن المصغية
إنني أكتب لكم لأنني في مصر مجردة من الأمل
حيث في مصر لا أمل مطلقا لأمثالنا من البسطاء
في مصر عليك أن تحترم نفسك وتموت في صمت
في مصر عليك ألا تتطلع يوما أن يسمع الكبار صوتك
في مصر إذا لم يقتلك الفقر قتلك الكبر والتعالي والتجاهل
في مصر عليك ألا تصرخ لأنه لن يجيبك إلا الصدى
في مصر يستحسن أن تكتم ألمك وأن تداري شقاءك
وإنني أذكر الآن بمزيد من الألم والشجن ذلك الشيخ الكفيف في رواية " اللص والكلاب " وهو يواسي بطل الرواية والشخصية المحورية فيها بعد خروجه من السجن قائلا بصوته الشجي الدافئ العميق : خرجت ياولدي من السجن الصغير إلى السجن الكبير
إن مصر الآن يا سيدي هي السجن الكبير
فقط أريدكم أن تعلموا أنه تقف ببابكم سيدة مصرية شابة انقطعت بها السبل وطعنتها الحياة في أغلى ما تملك
تقف ببابكم ضعيفة باكية مكسورة القلب
سيدة مصرية بسيطة تقف ببابكم لتستجديكم وتستحلفكم بالله العظيم وبسلطانه القديم وبكتابه الكريم وكعبته المعظمة
أن تساعدوها بكل طاقتكم على إنقاذ أسرتها
أنقذوا زوجي
أنقذوا طفلي من الضياع
لقد صرخت امرأة وامعتصماه فساق المعتصم الجيوش إليها
وأنا أستصرخكم بكل طاقتي وأذرف تحت قدميكم الدماء
وإليكم يا سيدي مشكلتي المزمنة ومأساتي المتفردة
منذ شهور بدأت ألاحظ شرودا وحالة غريبة لم أعهدها على زوجي من قبل فهو رغم ظروفه المادية الصعبة مقبل على الحياة بطبعه وعنده دائما أمل في الله وهو بطبعه أيضا شديد الحنان على أسرته سواء أنا أو الطفلين الصغيرين اللذين يعتبرهما كل حياته
المهم أنني بدأت ألاحظ عليه أشياء غريبة وغير طبيعية ولا معهودة منه فهو دائم الشرود والصمت يقضي أغلب الليل مستيقظا أفاجأ به أحيانا جالسا بمفرده يبكي وعندما أجزع وأصاب بالرعب عليه يتحجج لي بأنه تذكر والدته التي كانت كل حياته
ورغم أنني منذ تزوجته من 5 سنوات أراه دائما يبكي أمه تلك التي يقر الجميع بأنها كانت نموذجا نادرا للحنان والرحمة والتقوى إلا أنني كنت أشك في أن يكون ذلك سر بكائه
ولولا أنني أعرفه جيدا لظننت أن في الأمر علاقات نسائية ولكنه ليس من هذا النوع من الرجال أبدا وهو شديد التقوى والخوف من الله
ومع مرور الأيام سيطر علي احساس مرير بحدوث كارثة محققة والمشكلة أنه بطبعه كتوم وأنا لا أعرف أي شيء عنه واستقر في يقيني ضرورة حدوث مصيبة وتخيلت أنه ربما يكون قد أصيب بمرض مزمن أدى إلى مروره بهذه الحالة النفسية البشعة وامتلأت نفسي بالخوف عليه وعلى الأولاد الذين هو كل حياتهم وأحسست بالشؤم قادما ليهدم حياتنا التي كانت رغم صعوبتها هانئة
كنت أقضي الليالي الطويلة بين قدميه أتوسل إليه أن يصارحني بالحقيقة دون فائدة وبدأت تصله عند الجيران تليفونات غامضة لا أعرف أي شيء عن أصحابها
ثم تأكدت من حدوث الكارثة عندما عرفت بالصدفة أنه يتغيب كثيرا من عمله رغم أنه يعشق التدريس
وكل يوم يخرج من المنزل ليقضي أغلب اليوم في الخارج وهكذا تأكدت أن هذه الأسرة الصغيرة على وشك الضياع وفشلت كل محاولاتي في إقناعه بمصارحتي بما حدث ولم تجدي دموعي وتوسلاتي نفعا وتحول زوجي لإنسان غريب عني لا أعرفه
حتى فوجئت في إحدى الليالي أثناء بحثي عن شيء تحت المرتبة ( وكان نائما ) بأوراق خبأها تحت المرتبة حتى لا أراها ورغم أنني ضعيفة جدا في الإنجليزية إلا أنه كان من السهل علي أن أدرك أن هذه الأوراق صادرة عن معمل تحاليل بالقاهرة وشعرت بالفزع وأيقنت أن شكوكي حول إصابته بالمرض كانت صحيحة وأشفقت عليه وعلى نفسي وعلى أطفاله
ورغم كل ذلك ورغم أنني قضيت تلك الليلة مستيقظة أبكي وأنتحب إلا أنني لم أصارحه باكتشافي أمر هذه الأوراق وعندما خرج كعادته في صباح اليوم التالي أسرعت بالخروج متجهة إلى الصيدلية الوحيدة الموجودة بالقرية وسألت الأخ الواقف هناك عن هذه التحاليل فقال إنها تحاليل خاصة بالكلى
وعدت إلى المنزل وأنا أشعر بالشلل في كل حواسي
كنت أسأل نفسي عن حقيقة مرض زوجي ولماذا يصر على إخفائه عني وكيف سيعالج نفسه وهو الذي لا يملك من حطام الدنيا شيئا حيث إن راتبه ( وهو مصدر دخله الوحيد ) محول على البنك لحصوله على قرض زوج به أخته
إنني منذ تزوجته وأنا ألاحظ عليه أنه يرفض بإصرار الذهاب إلى الطبيب مهما كانت حالته الصحية سيئة حيث يعاني من خلل هرموني غريب أدى لزيادة مطردة وغير مفهومة في الوزن رغم أنه مقل جدا في الأكل
ورغم أن كل المحيطين به نصحوه مرارا بمراجعة الطبيب خوفا على حياته إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وكنت أعتقد أن رفضه الذهاب إلى الطبيب يعود إلى بخله لكنني اكتشفت أنه يضن على نفسه بقيمة الكشف ويتحمل الألم مهما كان قاسيا في حين أنه لا يتأخر أبدا عن الذهاب بي أو بأطفاله إلى الطبيب إذا ما أحسسنا بأي عارض بسيط حيث إنه مرتبط جدا بأطفاله ويحبهم بجنون
كل هذه الخواطر جالت برأسي وترددت هل أصارحه بما رأيته من أوراق أم لا و قررت عدم إخباره ومكالمة صديقه المقرب إليه لكي يستطلع الخبر
وقبل أن أصارح صديقه وصلتني المكالمة المشئومة
في عصر أحد الأيام فوجئت بجارتي تناديني لأرد على التليفون واعتقدت أنها والدتي وسارعت لأرد على التليفون
وبمجرد سماع صوت محدثي ذهلت حيث كان صوتا رجوليا لم أسمعه من قبل
سألته مين حضرتك فرفض إخباري باسمه غير أنه قال لي كلاما كان كابوسا مؤلما لم أتخيله في حياتي
ويعلم الله أنني كنت أتمنى الموت ألف مرة قبل أن أسمع ما قال
لقد قال لي إنه من القاهرة وإنه يتصل بي لكي يخلص ذمته من ربنا حيث قال لي إنه نشر إعلانا في إحدى الصحف يطلب فيه متبرعا بالكلية فصيلة دمه أو وفوجئ بزوجي منذ ما يقرب من الشهرين يتصل به ليخبره برغبته في التبرع بالكلية وحددوا موعدا
وفي القاهرة وافق زوجي على التبرع بعد أن يجري التحاليل اللازمة نظير 18 ألف جنيه إلا أن المذهل كما حكى لي هذا الشخص أنه فوجئ بزوجي يعرض عليه عرضا عجيبا لا يخطر على عقل إنسان
لقد عرض عليه زوجي أن يبيع له الكليتين
لا حول ولا قوة إلا بالله
نعم والله عرض الكليتين للبيع إلا أن هذا الشخص ( وقد أحسست فيه بالنبل ) استبشع الفكرة وعنفه ونهره بشدة وقال له كيف تطلب ذلك ؟ أليست لك أسرة ؟ أليس لك أبناء ؟ وكيف تقدم على الانتحار نظير المال ؟ وماذا ستفعل لك ملايين الدنيا في قبرك ؟ وهل يغني المال أطفالك عن أبيهم
المهم أن زوجي ألح عليه في مساعدته على الوصول لأي من أعضاء مافيا التجارة بالأعضاء البشرية الذين من الممكن أن يقبلوا عرضه إلا أن هذا الكلام البشع جعل هذا الرجل يتراجع عن قبول حتى الكلية التي تفاوض معه بشأنها ولكنه أخذ منه أقرب رقم تليفون له موحيا له بأنه سيفكر ويرد عليه
ثم اتصل بي ليحكي لي ما حدث خاصة بعد أن علم أن زوجي بدأ اتصالات هدفها بيع الكليتين مع أشخاص ليسوا فوق مستوى الشبهات
ودارت الدنيا بي
كنت أتمنى في هذه اللحظة أن أظل أعوي كالكلبة حتى أموت
وقررت أن أواجه زوجي بكل شيء حتى لو طلقني
في المساء وبعد نوم الأولاد صارحته بكل شيء وأنا منهارة لا أشعر بما حولي وبينما كنت أحاول إخراج زوجي عن صمته وإجباره على مصارحتي بالحقيقة فوجئت به تنتابه نوبة غريبة أشبه بالصرع وظل يتقلب في الأرض وهو يبكي مجتهدا ألا يخرج صوتا حتى لا يوقظ أطفاله وارتميت فوقه أحاول تهدئته وأقرأ عليه القرآن حتى هدأ تماما ودخل الحمام ولم تمر ثواني حتى سمعت صوت ارتطام مخيف أعقبه أنين مفجع
أسرعت إلى الحمام لأفاجأ به ماقى على البلاط شبه غائب عن الوعي واتضح أنه بسبب توتر أعصابه سقط على الأرض
واصطدم رأسه بالحائط وهالني تورم رأسه وتيقنت أن مكروها لا بد أن يكون قد أصابه
ظللت أصرخ حتى تجمع الجيران وحملوه إلى المستشفى واتضح أنه أصيب باشتباه في ارتجاج في المخ ولكن الله سلم
وبعد خروجه من المستشفى بأيام بدأ يتماثل تماما للشفاء وبدأت أعصابه ترتاح
وأخيرا ( ولأيام معدودة ) رأيت زوجي الذي عرفته وتزوجته وعاشرته لمدة 5 سنوات كاملة كان خلالها أبي وأخي وصديقي المرهف الحساس
آه لو عرفتم يا سادتي هذا الشخص
إنسان نادر ومثالي في كل شيء طيب القلب شديد الحساسية يتعذب من أجل الجميع محبوب من كل من حوله
طوال حياتي معه لم أعرف شيئا يكدره أو يغيره إلا مشكلتين اثنتين الأولى عجزه عن الوفاء بالتزاماته تجاه أطفاله الذين كان يتألم دائما من أجلهم وتعود أن يقول ( من فرط رهافة حسه ) بمرارة إنهم كانوا يستحقون أبا غيره
كان ما يؤلمه أنه المدرس ( وريث النبوة ) بكل هذا العجز والإحباط
أما المشكلة الثانية فهي مشكلة البدانة التي حولت حياته إلى جحيم منذ أصيب بهذا الخلل الهرموني منذ 10 سنوات كما قال لي ومشكلته أنه يتخيل دائما أن تلاميذه يسخرون من بدانته وذلك كان دائما يملؤه بالأسى ويؤذي نفسه أشنع الإيذاء
وباستثناء هاتين المشكلتين ( الفقر والبدانة ) كانت حياتي معه ( رغم صعوبتها ) هادثة هانئة
وسأظل ما حييت ( وإن عشت مائتي عام ) أذكر ذلك الموقف الحزين الذي جعلنا نبكي لأسبوعين متواصلين :
كانت نور ابنتنا التي تبلغ 5 سنوات تلعب بالخارج وفجأة دخلت علينا وهي تهلل وتضحك وتحتضن أباها قائلة : العيد " جه " يابابا ( تقصد جاء ) فقال لها : لسه بدري عن العيد ياحبيبتي ولكنها أصرت أن العيد " جه " وكانت تثور وتغضب كلما حاولنا أن نفهمها أن موعد العيد لم يحن بعد
وعندما تناقش معها أبوها عن سر إصرارها بأن العيد قد جاء قالت بأنها شاهدت هاجر صديقتها وأمها يأكلان لحما !!!!
لأن المسكينة تعودت أن ترى اللحم في العيد فقط فقد صار اللحم ملازما في ذهنها لقدوم العيد
ورغم أنني حاولت أن أتماسك وأن أضحك إلا أنه اندفع كالبركان يبكي ويعوي ويشكو إلى الله بكلمات تفطر القلب وتفتت الكبد أطفالا كانوا يستحقون ( كما تعود أن يقول ) أبا غيره
أبا قادرا على أن يوفر لهعم ما يشتهونه
وهكذا ظللنا لأسبوعين نبكي قبل أن نقرر أن نفوض أمرنا إلى العزيز الرحيم
المهم أنه في لحظة صفاء صارحني بكل شيء
لقد اكتشفت لأول مرة أن مشروع تربية الفراخ الذي دخله زوجي قبلها بشهور على أمل توفير مصدر دخل يعوضنا عن الراتب الذي يخصم بالكامل تقريبا في البنك علمت أنه خسر خسارة فادحة بسبب نفوق آلاف الدجاج ( بسبب الحر وليس بسبب أنفلونزا الطيور هكذا قال لي عندما سألته لماذا لم يتقدم للحصول عغلى تعويض أسوة بكثيرين ) وأنه مدين بألوف وأن ثمة أحكاما غيابية بالسجن عليه تتعدى ال 10 أحكام رفعها الدائنون وأن البقية ستأتي وأنه متأكد أنه سيقضي بقية حياته في السجن وأن المشكلة عنده ليست في دخول السجن ولكن المشكلة الحقيقية أنه إذا سجن فسوف يفصل من عمله مما يعني حرمان أولاده للأبد ( بلا ذنب ) من مصدر الدخل الوحيد لهم وأنه فكر طويلا في حل لهذه المشكلة فوجد أن موته هو الحل الأمثل لأنه إذا مات فسوف يفوت على هؤلاء الدائنين فرصة تحطيم أسرته التي ستصرف بعد وفاته معاشا معقولا سوف يغنيهم عن سؤال اللئيم وهو المعاش الذي سيضيع في حالة دخوله السجن فضلا عن أن أطفاله سوف يتيتمون وهو حي إذا دخل السجن فلماذا يجلب لهم العار والشقاء بعد أن فشل طوال حياته في تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية الإنسانية لهم وأن حياته يقدمها لأبنائه عن طيب خاطر واثقا أن الله الرحيم سيغفر له إقدامه على الانتحار حماية لأولاده من الضياع
وأنه إذا كان سينتحر فمن الأفضل ألا يكون رحيله مجانيا وإنما عليه بيع ما يتمكن من بيعه من أعضائه وأولها الكليتين
كان يتكلم باستسلام غريب كلاما بشعا يعتقد أنه لا يخلو من المنطق ورغم أنني كنت أصبره قائلة بأن كل مشكلة لها حل إلا أنه كان يهز رأسه مبتسما بأسى قائلا : أعيدي التفكير فيما قلت وسامحيني
واستحلفته بالله العظيم أن يرحمني ويرحم أطفاله الذين سيتحطمون عن حق إذا مات وتركهم ووعدني ولكنني لا أصدقه لأنه استمر في الغياب عن عمله وعن المنزل واستمر شروده وبكاؤه أحيانا وعندما أسأله عن مصير القضايا المرفوعة ضده يرفض مصارحتي إلا أنني تسلمت يوما في غيابه إخطارا من المباحث بضرورة المعارضة في هذه الأحكام الغيابية قبل القبض عليه لتنفيذها وهو يقسم بأنه لن يدخل السجن أبدا ولا معنى لذلك عندي إلا أنه يصر على تنفيذ فكرته المجنونة السوداء
إنني أستحلفكم بالله العظيم وبسلطانه القديم أن تساعدوني على منعه بأية طريقة من تنفيذ فكرته المشئومة لأنه أقسم يمينا مغلظا بالطلاق إذا أخبرت أيا من أقاربه
ولم تكد تمر عدة أيام حتى حدثت المصيبة
تعليق