إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصاحب في الغار خير البشر بعد الأنبياء و المرسلين..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصاحب في الغار خير البشر بعد الأنبياء و المرسلين..

    الصاحب في الغار
    خير البشر بعد الأنبياء

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    أما بعد:

    يعتبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه من خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اختار الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم خير من وطأت قدمه بعد الأنبياء الأرض صاحبا ومعينا ونصيرا فكان رضي الله عنه ملازما له في حياته وحتى بعد مماته وقبره خير شاهدا بذلك. وهو الذي سماه الله من فوق سبع سماوات فعن حكيم بن سعد قال‏:‏ سمعت علياً يحلف‏:‏ لله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق‏.‏ رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

    وفي هذا البحث سنذكر فضائل أبو بكر الصديق رضي الله عنه من خلال جزء من آية فقط وهي قوله تعالى "ثاني اثنين" وهذه كانت بالأصل محاضرة لشيخنا أبي محمد عثمان الخميس حفظه الله قمت بتفريغها واعادة صياغتها مع بعض الترتيبات والتعديلات والاضافات.
    سنذكر في بحثنا هذا المعنى الذي قد خفي عن كثير من الناس عواما كانوا أم علماء فالآية "ثاني اثنين" شملت معاني جليلة بينها شيخنا في محاضرته القيمة وأهمها ملازمة المعنى للموصوف .


    قال الله تعالى : إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. التوبة 40

    قال المفسرون: المنزل عليه السكينة: أبو بكر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما زالت عليه السكينة.

    لقد عاتب الله صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستثني منهم أحدا إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو ظاهر قوله تعالى في الآية السابقة فهذا الرجل وصفه الله بصفات الأنبياء كما سنبين لاحقا.


    1-ثاني اثنين في الإسلام:

    ذكر عمار ابن ياسر رضي الله عنه أن أبابكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال وذلك عنما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان ، وأبو بكر . رواه البخاري 3660

    فهو ثاني اثنين في اسلامه ومتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم


    2-ثاني اثنين في الصفات:

    صفات النبي صلى الله عليه وسلم:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يتصف بصفات حميدة كثيرة ثبت ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وقال : ( قد خشيت على نفسي ) . فقالت له : كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . رواه البخاري بدء الوحي رقم 3 وأخرجه مسلم في الإيمان رقم 160

    صفات أبو بكر:
    فقد ثبت في صحيح البخاري الحديث رقم 3905 من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضا الطويلة أنها قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار ، بكرة وعشية ، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة ، حتى إذا برك الغماد لقيه ابن الدغنة ، وهو سيد القارة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي . قال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك... الحديث.


    3-ثاني اثنين في الدعوة إلى الله والدفاع عنها:

    عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم }. البخاري 4815

    كنا قد ذكرنا في الحديث الذي قال ابن الدغنة لأبي بكر: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك . فرجع وارتحل معه ابن الدغنة ، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش ، فقال لهم : إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق . فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، فليصل فيها وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا . فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر ، فلبث بذلك يعبد ربه في داره ، ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، وكان يصلي فيه ، ويقرأ القرآن ، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم ، وهم يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن ، وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم ، فقالوا : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك ، على أن يعبد ربه في داره ، فقد جاوز ذلك ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فانهه ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك ، فسله أن يرد إليك ذمتك ، فإنا قد كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال : قد علمت الذي عاقدت لك عليه ، فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له . فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله عز وجل.

    الله أكبر....نعم لقد كان أبوبكر رضي الله عنه صادحا بالدعوة للإسلام ولا يخشى في الله لومة لائم وقوله وأرضى بجوار الله عز وجل أي يكفيني جوار الله ولا حاجة لي بغيره.



    4-ثاني اثنين في الهجرة إلى المدينة:

    لما أمر رسول الله المسلمون بالهجرة إلى المدينة استبطأ أبابكر رضي الله عنه لرغبته في مرافقته بطريق الهجرة إلى المدينة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: هاجر ناس إلى الحبشة من المسلمين ، وتجهز أبو بكر مهاجرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ) . فقال أبو بكر : أوترجوه بأبي أنت ؟ قال : ( نعم ) . فحبس أبو بكر نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم لصحبته ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر . قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة ، فقال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، قال أبو بكر : فدى له بأبي وأمي ، والله إن جاء به في هذه الساعة لأمر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل ، فقال حين دخل لأبي بكر : ( أخرج من عندك ) . قال : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله . قال : ( فإني قد أذن لي في الخروج ) . قال : فالصحبة بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : ( نعم ) . قال : فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بالثمن ) . رواه البخاري 5807

    ففيهما نزل قوله تعالى:
    إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. التوبة 40

    ثاني اثنين نعم هو ثاني الاثنين فقط محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه والله معهما ((إن الله معنا)) أنا وأنت الله معنا خاصة في حفظه ونصرته وتأييده

    فائدة جليلة:
    ((إن الله معنا)) قالها الله سبحانه لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ولم يقلها لغيرهم إلا لأبي بكر الصديق لفضله ومكانته وجلال قدره عند الله سبحانه وتعالى.

    5-ثاني اثنين في الخاطرة والفكرة مع النبي صلى الله عليه وسلم:

    لا نقوله ذلك غلوا بل حقيقة.
    لما أراد المسلمون العمرة زمن الحديبية جاء سهيل بن عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هات اكتب بيننا وبينكم كتابا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . قال سهيل : أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ، ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب باسمك اللهم ) . ثم قال : ( هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ) . فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب : محمد بن عبد الله ) . قال الزهري : وذلك لقوله : ( لا يسألونني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ) . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به ) . فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : وعلى أنه لا يأتيك منا رجل ، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا . قال المسلمون : سبحان الله ، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) . قال فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فأجزه لي ) . قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال : ( بلى فافعل ) . قال : ما أنا بفاعل ، قال مكرز : بل قد أجزناه لك ، قال أبو جندل : أي معشر المسلمين ، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ، ألا ترون ما قد لقيت ؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله . قال : فقال عمر بن الخطاب : فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ألست نبي الله حقا ؟ قال : ( بلى ) . قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : ( بلى ) . قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : ( إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري ) . قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال : ( بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام ) . قال : قلت : لا ، قال : ( فإنك آتيه ومطوف به ) . قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر ، أليس هذا نبي الله حقا ، قال بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : أيها الرجل ، إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره ، فاستمسك بغرزه ، فوالله إنه على الحق ؟ قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ، قال : بلى ، أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به . رواه البخاري 2731

    لا حظ رحمني الله وإياك كلام أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه بأنه كان موافق ومطابق لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم غير أنه زاد فاستمسك به أي بطريقه وهديه مع أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن حاضرا الحوار الذي دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين عمر رضي الله عنه فهذا من توفيق الله جل وعلا لهذا الرجل.


    6-ثاني اثنين في متابعتة النبي صلى الله عليه وسلم:

    حيث كان أبو بكر رضي الله عنه ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة لا يفارقه إلا نادرا فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: وضع عمر بن الخطاب على سريره [ لما طعن ] . فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه . قبل أن يرفع . وأنا فيهم . قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي . فالتفت إليه فإذا هو علي . فترحم على عمر وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي ، أن ألقى الله بمثل عمله ، منك . وايم الله ! إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك . وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " جئت أنا وأبو بكر وعمر . ودخلت أنا وأبو بكر وعمر . وخرجت أنا وأبو بكر وعمر " . فإن كنت لأرجو ، أو لأظن ، أن يجعلك الله معهما . رواه مسلم 2389

    وكذلك ما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط ، فجاء رجل يستأذن ، فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ، ثم جاء آخر يستأذن ، فقال : ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ، ثم جاء آخر يستأذن ، فسكت هنيهة ثم قال ائذن له وبشره بالجنة ، على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان . رواه البخاري 3695


    7-ثاني اثنين في المشورة:

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدم أبا بكر رضي الله عنه في المشورة على باقي أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وكان صلى الله عليه وسلم ينزل على رأيه رضي الله عنه ومنها عندما استشاره في أسرى بدر فقال أبو بكر : أرى أن تمن عليهم أبناء العمومة. فأخذ صلى الله عليه وسلم بمشورته ونزل على رأيه.


    8-ثاني اثنين في الكلام مع النبي صلى الله عليه وسلم:

    لا يجرأ أحد من الصحابة في الكلام بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم عدا أبو بكر رضي الله عنه.
    لما كان صلح الحديبية كان عروة بن مسعود يهيب النبي صلى الله عليه وسلم بقريش وهو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أرى هؤلاء الأوشاب وقد جاءت قريش بعدها وعديدها (يريد تخويفهم) إلا فروا وتركوك.
    فغضب أبو بكر الصديق رضي الله عنه غضبا شديدا وقال: أنحن نفر عنه، أمصص بظر اللات ( يعني فرج إلهك الصنم الذي تعبده) ، فغضب عروة وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : من هذا الذي يقول عني ذلك؟؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا أبو بكر... فسكت عروة، ثم قال مستغربا أبوبكر، فقال نعم. فقال عروة: والله لولا أن يد لك علي أربها لك لرددت وعليك ولكن هذه بتلك.
    لأن كان لأبي بكر رضي الله عنه فضلا على عروة.


    9-ثاني اثنين مع النبي صلى الله عليه وسلم في نظر الكفار:

    في غزوة أحد أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل وبمجرد سماع الخبر توقف القتال والذي أشاع ذلك رجلا يقال له ابن قميئة افترق الجيشان وأقفل جيش مشركي قريش راجعا أراد أبو سفيان قائدهم أن يتأكد بنفسه فأشرف على الجبل ، ونادى : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه . فقال : أفيكم ابن الخطاب ؟ فلم يجيبوه ، فقال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم ، فلم يملك عمر نفسه أن قال : يا عدو الله ! إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله لك منهم ما يسوءك ، فقال أبوسفيان آالله يا عمر فقال عمر: آالله فقال أبو سفيان: والله لأنك ياعمر أصدق عندي من ابن قميئة.

    الشاهد من هذه الرواية بأن أول من سئل عنه أبو سفيان أبوبكر الصديق رضي الله عنه. فقد كانت مكانة هذا الرجل عظيمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى عند أعدائه.



    10-ثاني اثنين في العلم:

    يعتبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق وبلا استثناء وهذا بإجماع أهل العلم.
    يقول شيخ الاسلام : لا تعرف لأبي بكر فتوى واحدة أخطأ فيها.

    فهو رجل موفق فلا يعرف له خطأ في مسألة من مسائل من الشريعة، فكان لا يظهر خلافا إلا حسمه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم خلاف غيره من الصحابة فقد ظهر الخلاف زمن عمر رضي الله عنه وزاد زمن عثمان رضي الله عنه وزاد أكثر زمن علي رضي الله عنه وهكذا إلى يومنا هذا بينما لم يختلف على الناس بين زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبين زمن خلافة أبو بكر رضي الله عنه وكان الناس يعلمون مكانة هذا الرجل علما ومكانة وفضلا ولذلك كانوا ينزلون على قوله ويقبلونه ولا يردون عليه بشيء.
    اختلف الناس عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اختلاف شديدا وذهلوا من شدة الصدمة وهول الخبر ووقعه في قلوبهم، فهناك من يقول ما مات النبي صلى الله عليه وسلم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: إنما غاب كما غاب موسى عليه السلام وسيرجع حتى يقطع أيدي وألسنة رجال من المنافقين، وأما علي ابن أبي طالب فقد لزم بيته وكذا عثمان رضي الله عنهما ولا يدرون ماذا يقولون، أمات النبي حقا أم لم يمت من شدة الوجوم وعظم المصيبة. فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أصاب أحدكم مصيبة ، فليذكر مصيبته بي ، فإنها من أعظم المصائب. صححه الألباني - صحيح الجامع 347.
    فقد أظلمت المدينة بهذه المصيبة العظيمة لا يدرون ماذا يفعلون وإلى من يلتجئون، وإنما يظهر الرجال وتظهر معادنهم ويظهر الثبات وتظهر القوة ويظهر الإيمان عند حدوث مثل هذه المصائب، عندما بلغ الخبر أبو بكر رضي الله عنه جاء من السنح فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فكشف عن وجهه وقال: طبت حيا وميتا، ثم خرج إلى الناس وإذا عمر رضي الله عنه يمنع الناس من الحديث عن هذا الأمر ويقول: ما مات رسول الله ومن قال أنه مات ضربته بهذا السيف، فقد كان كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلا استثناء يتمنون أن يموتوا ويبقى هو ويخلفهم ولا يخلفوه لشدة حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وقال اهدأ يا عمر ولكن عمر لا يلتفت إليه فتركه الصديق رضي الله عنه فصعد المنبر فاشرأبت أعناق الناس إلى هذا الرجل فهم لا يعرفون غيره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم مثل هذا المقام فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم: وقال : ألا من كان يعبد محمدا ، فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ثم تلا قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ. آل عمران 144 فجثا عمر رضي الله عنه على ركبتيه وصفن الصحابة كلهم أجمعون ينظرون إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث حسم الأمر واللغط الذي ساد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن عباس رضي الله عنهما : فوالله لكأن الناس ما سمعوا بهذه اللآية ولا أنزلت إلا الآن فصار الناس يرددونها في سكك المدينة.

    لذلك كان أبو بكر أعلم الصحابة على الإطلاق فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال : ( إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) . فبكى أبو بكر وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا . فعجبنا له ، وقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر هو أعلمنا به ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، إلا خلة الإسلام ، لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ). رواه البخاري 3904

    نعم فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة.

    وما اختلف الناس في شيء إلا وحسمه رضي الله عنه وأرضاه

    اختلفوا في مكان دفن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه : الأنبياء يدفنون حيث يموتون، فأزاحوا سرير النبي صلى الله عليه وسلم فحفروا ودفنوه صلى الله عليه وسلم.
    واختلفوا في قتال المرتدين وأصر على قتالهم.
    واختلفوا في قتال مانعي الزكاة فأصر أبو بكر على قتالهم، روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال: حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم قال قال أبو بكر لو منعوني عقالا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم . 1/111
    وإلى اليوم يحمد الناس كلهم فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه فصار ذلك إجماعا من الصحابة وتابعيهم

    جهز النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته جيش أسامة لينتقم من قتلة أبيه زيد بن حارثة رضي الله عنه في مؤته فلما آلت الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه أراد الناس ثني أبي بكر عن رأيه في إنفاذ جيش أسامة فأبى وأصر على رأيه وقال: والله لو عبثت الكلاب في خلاخيل أمهات المؤمنين والله لا أنزل راية رفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى اليوم يحمد الناس رأي وصنيع أبي بكر رضي الله عنه


    11-ثاني اثنين في محبة النبي صلى الله عليه وسلم له

    كان أبو بكر الصديق رضي الله أحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له روى الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبوها.

    ومن المواقف التي أثبتت مكانة الصديق رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم في الخلاف الذي وقع بين أبي بكر رضي الله عنه وبين عمر رضي الله عنه ، ففي الصحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه ، حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما صاحبكم فقد غامر ) . فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي فأبى علي ، فأقبلت إليك ، فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر ، فسأل : أثم أبو بكر ، فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر ، حت أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم ، مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق . وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين ، فما أوذي بعدها. رواه البخاري 3661

    فيتبين مما سبق بأن لصحبة أبي بكر مزية منفردة خاصة تختلف عن صحبة باقي الصحابة رضي الله عن الجميع فعثمان صاحبه وعلي صاحبه و خالد صاحبه وأنس ومعاذ وسلمان وعمار وأبو موسى وغيرهم من الصحابة، غير أن أبا بكر له صحبة خاصة بل هو من خاصة الخاصة.
    ولعل هذا الموقف هو الذي جعل عمر يقول في سقيفة بني ساعدة يوم مبايعة أبا بكر "لأن تضرب عنقي أحب إلي أن أتقدم على قوم فيهم أبو بكر". رضي الله عن الصحابة أجمعين


    12-ثاني اثنين في الإمامة بالصلاة:

    إن استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه في الصلاة كان من أكبر الدلائل وأبين البراهين في النص على أن أبا بكر رضي الله عنه هو الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه كان الناس ينتظرون خروج النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي بهم فقال لمن كان معه في البيت قربوا لي الماء فتوضأ متهيئا للخروج للصلاة فسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال أصلى الناس قالوا هم ينتظرونك فقال قربوا لي الماء فتوضأ في الثانية فسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال أصلى الناس قالوا هو ينتظرونك فقال قربوا لي الماء فتوضأ في الثالثة فسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال أصلى الناس قالوا هم ينتظرونك فقال : مروا أبو بكر فليصلي بالناس.
    وعن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه قال‏:‏ ‏‏لما استعز بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من الناس دعاه بلال إلى الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏مروا أبا بكر يصلي بالناس‏‏، قال فخرجنا، فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائباً، فقلت‏:‏ يا عمر، قم فصل للناس، فتقدم فكبر، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكان عمر رجلاً مجهراً قال‏:‏ ‏فأين أبو بكر‏؟‏ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون‏، فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس‏‏‏.‏ زاد في رواية قال‏:‏ ‏‏لما أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر.قال ابن زمعة‏‏، خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أطلع رأسه من حجرته، ثم قال‏:‏ ‏‏لا، لا، لا، ليصل بالناس ابن أبي قحافة‏.‏‏.‏ يقول ذلك مغضباً.
    ‏ أخرجه أبو داود وهو حديث حسن‏.‏


    12-ثاني اثنين في الخلافة:

    مر بنا استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه في الصلاة وهي اشارة وتلميحا لأن يكون خليفة من بعده. وحادثة أخرى تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على أبي بكر في الخلافة وذلك من حديث جبير بن مطعم قال: أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا . فأمرها أن ترجع إليه . فقالت : يا رسول الله ! أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ - قال أبي : كأنها تعني الموت - " فإن لم تجديني فأتي أبا بكر ". رواه مسلم

    وهذا دليل صريح واضح ونص قاطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على استخلاف أبي بكر رضي الله عنه من بعده.


    13-ثاني اثنين في معية الله:

    وهذه الأخيرة هي من أعظم ما ذكرنا حيث خص الله سبحانه وتعالى أبا بكر الصديق رضي الله عنه بمعيته من دون سائر الخلق غير الأنبياء ، فلم يخص الله بمعيته إلا أنبياءه عليهم الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق ، بقوله "إن الله معنا" أنا وأنت فقط وتعني أن الله مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر الصديق رضي الله عنه بتأييده ونصرته وحفظه لهما، ما قالها الله لأحد سوى الأنبياء إلا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه .
    معية الله ثلاثة أنواع:

    1- معية عامة:
    أي أن الله مع مخلوقاته بعلمه سبحانه وتعالى قال جل وعلا: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. المجادلة 8

    2- معية خاصة بوصف :
    أي أن الله مع بشر خصهم بوصف معين كالتقوى والإحسان والإيمان والصبر :
    قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ. النحل 128
    وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصابرين. البقرة 153

    3- معية خاصة بشخص:
    وهي أن يخص الله شخصا بعينه دون سواه وذلك في قوله جل وعلا لموسى وهارون عليهما السلام لما أمرهما بالذهاب لدعوة فرعون : اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ** فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ** قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ** قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى. طه 43-46
    فهنا خص الله المعية في موسى وهارون مع أنه جل وعلا مع فرعون بعلمه ولكنه تخصيص موسى وهارون عليهما السلام بالنصرة والتأييد.


    نعم فهو ثاني اثنين مع النبي صلى الله عليه وسلم كما بينا، فالحديث عن هذا الرجل يثير الشجون التواقة لسماع فضائل هذا الرجل الموفق والمتصف بصفات الأنبياء غير أنه ليس منهم ولكن الله أكرمه بمنزلة عظيمة فجعله أعلى مراتب الفضل بعين البشر بعد الأنبياء عليهم السلام .
    فقد ذكرنا أفضال هذا الرجل فقط من خلال آية واحدة فقط، فلم نذكر جهاده ودعوته وفضله حيث أكرمه الله في أن أسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة فكل دعوة ونفقة وجهاد لعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد رضي الله عنهم تصب في ميزان حسنات أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه هو صاحب الفضل في اسلامهم.

    وفي الختام أرجو من الله أن يتقبل عملي هذا وإني والله لأحقر أن أتكلم وأذكر فضائل هذا الجبل الشامخ الذي قال فيه ربه جل وعلا: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الليل 17 ولم يقل التقي بل هو أتقى البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، أسأل الله العلي أن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

  • #2
    اللهم العن من اغضب الرسول صلى الله عليه واله وسلم في رزية يوم الخميس

    تعليق


    • #3
      جاء في صحيح مسلم:

      حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي، النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ ‏"‏ عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ‏"‏ ‏.‏ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَبَكَى فَقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ‏.‏ قَالَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ ‏.‏ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَىَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ لاَ تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلاَّ خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ ‏"‏ ‏.‏

      بارك الله فيك أخي الكريم وفعلا الصحابة قدوتنا.

      تعليق


      • #4
        ليس لشيعي عداوة شخصية مع أبي بكر ولا مع عمر , بل الفاصل فيما بيننا وبينهما بعيد جداً , وإنما الحب والبغض يكون بالتعرف على حقائق الأشخاص ومواقفهم , وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة والعقل والتاريخ .
        هذا , وإن السكينة وردت في القرآن الكريم عدة مرات :
        (( ...فأَنزَلَ اللّه سَكينَتَه عَلَيْه وَأَيَّدَه )) التوبة : 40 .
        وهذه الآية هي المعروفة بآية الغار , والدليل العلمي أثبت أن السكينة هنا نزلت على رسول الله لا غير .
        (( لَقَدْ نَصَرَكم اللّه في مَوَاطنَ كَثيرَة وَيَوْمَ حنَيْن ... ثمَّ أَنَزلَ اللّه سَكينَتَه عَلَى رَسوله وَعَلَى الْمؤْمنينَ ...)) التوبة : 25ـ26 .
        والسكينة هنا نزلت على النبي وعلى المؤمنين , فلا تشمل إلا من صدق أنه مؤمن.
        وهنا نقول : بأن الآية لا يمكن أن نقول أنها تشمل فلان وفلان إلا بعد إثبات إيمانهما.
        وهنا نسأل : لماذا في الآية الاولى اختصت السكينة برسول الله , وفي الثانية نزلت على الرسول والمؤمنين ؟! أليس هذا لوحده يثبت أن أبا بكر لو كان من المؤمنين لنزلت عليه السكينة أيضاً في الغار , وأبو بكر أحوج إلى السكينة في الغار.
        3 ـ (( هوَ الَّذي أَنزَلَ السَّكينَةَ في قلوب الْمؤْمنينَ ... )) الفتح : 4 .
        4 ـ (( لَقَدْ رَضيَ اللَّه عَن الْمؤْمنينَ إذْ يبَايعونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة َعَلمَ مَا في قلوبهمْ فأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيْهمْ ... )) الفتح : 18 .
        5 ـ (( إذْ جَعَلَ الَّذينَ كََفروا في قلوبهم الْحَميَّةَ حَميَّةَ الْجَاهليَّة فأَنزَلَ اللَّه سَكينَتَه عَلَى رَسوله وَعَلَى الْمؤْمنينَ ... )) الفتح : 26 .
        وكما ترى , فان الآيات ناظرة في اختصاص نزول السكينة على المؤمنين , وأنى لهم أن يثبتوا إيمان أبي بكر , بل الرجوع إلى الأدلة القطعية من الكتاب والسنة والتاريخ تثبت عدم إيمان أبي بكر وعمر .
        وكلنا أمل في أن تواصلوا البحث والتحقيق في أمثال هذه المسائل التي أدلتها قطعية لا يرد عليها أي شك وشبهة ولم يستطع الوقوف أمامها والرد عليها جهابذة علماء أهل السنة .

        تعليق


        • #5
          وردت عدة روايات ـ منها في بحار الأنوار : 35/407 ـ تذكر أنّ الصديق هو الامام علي (ع) :
          فعن رسول الله (ص) : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين , وخربيل مؤمن آل فرعون , وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم .
          وعنه (ص) : صديق هذه الأمّة علي بن أبي طالب , وهو الصديق الاكبر والفاروق الاعظم .
          وعن علي (ع) : أنا الصديق الاكبر , لا يقولها بعدي إلا كذاب .
          وهكذا وردت عدة روايات في كتب الفريقين في تفسير قوله تعالى : (( وَالَّذي جَاء بالصّدْق وَصَدَّقَ به أوْلَئكَ هم الْمتَّقونَ )) الزمر : 33 , أنّ الذي جاء بالصدق هو رسول الله (ص) , والذي صدق به هو علي (ع) [ تاريخ دمشق لابن عساكر 2/419 وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي 2/178 ح 810 ] .
          وقوله تعالى : (( اتَّقواْ اللّهَ وَكونواْ مَعَ الصَّادقينَ )) التوبة : 119 , أن (( من الصادقين )) هو علي (ع) [ شواهد التنزيل 1/360 ح 351 والدر المنثور للسيوطي 3/29 وفتح القدير للشوكاني 2/415 ] .
          وقوله تعالى : (( اولئك الذين أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهم مّنَ النَّبيّينَ وَالصّدّيقينَ وَالشّهَدَاء )) النساء : 69 , ان من الصديقين علي (ع) [ شواهد التنزيل 1/154 ح 208 ] .
          وعليه ثبت ان علياً (ع) هو الصادق والمصدق والصديق .
          ولكن أعداءه (ع) ـ وبالخصوص بني أميه ـ لم يتحملوا هذه المنقبة لعلي (ع) فأخذوا يفترون احاديث على رسول الله (ص) كذباً وزوراً ويثبتون هذه المنقبة لابي بكر منها : (( ان الله جعل ابا بكر في السماء صادقاً وفي الارضيين صديقاً )) [ مسند الفردوس للديلمي ] .
          ولكن السيوطي جعل هذا الحديث من الموضوعات في كتابه [ ذيل اللآلي ـ كتاب المناقب : 53 ] .
          ومما تقدم يظهر ان تسمية ابي بكر بالصديق لم تكن في زمن النبي (ص) , بل وحتى في زمانه , وإلا لاستفاد من هذه المنقبة في إثبات خلافته بعد رسول الله (ص) , واثبات صحة تصرفه في فدك , بل جاءت التسمية له بعد وفاته ,

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك اخي الكريم

            ورضي الله عن الصديق

            تعليق


            • #7
              اسم ابي بكر هو عبد الله و قيل عبد الكعبة . وقد ذكر اهل النسب واكثر المحدثين ان اسمه عتيق .. وعلى اية حال فهو ابن ابي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تميم .. هناك روايات وردت في كتب اهل السنة تشير إلى انه اول من اسلم ، و لكن العلماء المحققين ردّوا هذه الدعوى بالتحقيق والبيّنات ، ويمكنك مراجعة كتاب (الغدير) للعلامة الأميني في الجزء الخامس عن أبي بكر واسلامه وفضائله لتتابع هذه التحقيقات بدقة وشمولية .. وأيضا يمكنك في الجزء المذكور ان تتابع التحقيق حول فرية الفضائل المنسوبة اليه ، وادراك البعض السياسي لتدوينها وتسويد الوريقات من أجلها وفي رواياتنا انه اسلم طمعاً بعد ان اخبره كهان الجزيرة ، بان محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) سيظهر على كل العرب ، و خير دليل على ذلك ما فعله بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن المعلوم ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد بعثه مع سريه اسامة قبل وفاته و أمره وجمع من كبار الصحابة بالخروج من المدينة للقتال مع اسامة بن زيد ، ولكنه تخلف عن السرية وبقي في المدينة ولم يمتثل لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك فقال قولته المشهورة : لعن الله من تخلف عن اسامة (راجع الملل والنحل للشهرستاني ، حيث أرسلها إرسال المسلمات في إحدى مقدماته) ..وهناك إحداث جليلة جرت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عقد البيعة له من قبل عمر بن الخطاب في سقيفة بني ساعدة من دون نص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو مشورة للصحابة الكبار كعلي (عليه السلام) والعباس عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلمان وعمار وأبي ذر والمقداد والزبير وغيرهم ممن تخلفوا عن هذه البيعة ولم يشهدوها ... وأيضا أخذه لـ (فدك) نحلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للزهراء (عليه السلام) حتى توفيت الزهراء وهي واجدة (غاضبة) عليه (كما يذكر البخاري في صحيحه) ، و قد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث معروف : أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها .. ومخالفاته الكثيرة للكتاب والسنة كمنعه لتدوين الحديث وقتله مانعي الزكاة وتركه اقامة الحدود...
              إلى غير ذلك من الحقائق والوقائع التي تجعل الرجل في مقام المؤاخذة والسؤال ، وإلى درجة أن عمر و هو أول من بايعه قد استنكر مبايعته أو دعا لقتل من عاد إلى مثل تلك البيعة كما يذكر البخاري عنه : ان بيعة ابي بكر فلته وقى الله شرها ..
              و في رواية : فمن عاد لمثلها اقتلوه .

              تعليق


              • #8
                ونحن نقول بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يأمر أبا بكر بالصلاة في تلك الايام الثلاثة قبل رحيله إلى الرفيق الاعلى ونستدل على مدعانا بأمور منها : ـ1- التناقض الشديد في الروايات فمرة تطلب عائشة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأمر عمر بالصلاة وليس أبا بكر ومرة تطلب عائشة من حفصة ذلك بطلب من عائشة وأخرى أن أبا بكر طلب من عائشة أن تطلب ذلك وتقوله للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخرى يؤمر عمر بالصلاة فيسمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صوته فيغضب ويقول لا لا . اين ابو بكر ؟ يأبى الله ذلك و المسلمون وأخرى يقدم أبو بكر عمر فيجيبه عمر بأنك أحق بها ولا يذكر رفض النبي لصلاته وأخرى يخرج النبي فينظر لهم و يبتسم ويرجع و أخرى يذهب فيصلي إماما واخرى مأموما خلف ابي بكر ، و هكذا ، فأيها نصدق وهو امر واحد وحادثة واحدة ؟ وهذه الأحاديث لا يمكن ...
                الجمع بينهما وكلها صحيحة عندهم !! وإجاباتهم عنها بتعدد الامر والحادثة و هذا لا يتلائم ولا يصح مهما فعلوا وأوّلوا مع أكثر الروايات فمثلا الرواية التي تذكر إمامة عمر للناس بالصلاة لم يكن أبو بكر موجودا حينها والروايات التي تذكر طلب عائشة وحفصة إمامة عمر بدلا من ابي بكر لا تذكر ان ابابكر غير موجود بل تذكر وجوده وإمامته وطلبهن لامامة عمر ان كان بعد امامة عمر ورفض النبي لها فذلك لا يعقل لان النبي اوضح رفضه ويكون طلبهن معصية واضحة . و ان كان طلبهن له قبل إمامة عمر فقد بيّن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جوابه لهن بأن الله يأبى ذلك والمؤمنون فيكف اجتهد عمر في مقابل النص وقام بامامة الناس بعد نص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عدم قبوله إمامته للصلاة بالناس
                2- انكاره (صلى الله عليه وآله وسلم) على بعض نسائه وهو في تلك الحالة الشديدة انكارا لاذعا وهذا ايعني فداحة الفعل وخطورته ، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لهن : مه انكن لأنتنَّ صواحب يوسف (عليه السلام) ، وهذا التشبيه قال عنه الباجي كما في تنوير الحولك للسيوطي ج 2/220: أراد انهن قد دعون إلى غير صواب كما دعين فهن من جنسهن , وقال النووي قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : صواحب يوسف أي في تظاهر هن على ما يردن وإلحاحهن فيه كتظاهر امرأة العزيز ونسوتها على صرف يوسف (عليه السلام) عن رأيه في الاعتصام ... آه المجموع شرح المهذب ج 4 / 242 .
                و أمام قول من قال بان وجه المشابهة في اظهار خلاف ما في الباطن او لكثرة الإلحاح فقط فذلك الفعل لا يستحق هذا التشبيه وهذا التوبيخ واخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارفع من ان ينكر على نسائه ويشبههن بنساء عاصيات و هو على تلك الحال من عدم استطاعته الخروج للصلاة !! وخصوصا فإن نواياهن وما في الباطن الذي كشفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تبح به إحداهن ابدا إنما كان نية حسنة وليس منكرا او معصية وإنما هو أمر مشروع بل مستحب . والمعروف لدى الجميع بأن صويحبات يوسف لم يكن منهن خلاف على يوسف ولا مراجعة له او الحاح في شيء وإنما افتتن بأسرهن بحبه وأرادت كل واحدة منهن مثل ما أرادت صاحبتها فأشبهن حالهن . ولهذا التفسير شاهد يدل عليه وهو ما رواه أحمد في مسنده ج1 / 356 عن ابن عباس قال (لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال ادعوا لي عليا قالت عائشة ندعولك ابابكر قال ادعوه قالت حفصة يا رسول الله ندعو لك عمر قال ادعوه قالت ام الفضل يا رسول الله ندعو لك العباس قال ادعوه فلما إجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت فقال :
                عمر قوموا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبابكر يصلي بالناس فقالت عائشة إن أبابكر رجل حصر ومتى لا يراك الناس يبكون فلو أمرت عمر يصلي بالناس فخرج ابوبكر فصلى بالناس ووجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض ... ومات في مرضه ذاك (عليه السلام) فهذا النص للحديث فهذا الشريف على ما عليه من ملاحظات ـ يدل قطعا على حال قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لهن (إنكن لا نتن صواحب يوسف) فطلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وعدم طاعته في ذلك وأن كل واحدة منهن ارادت ما تحب وتريد لا ما يريده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي كل واحدة أرادت لنفسها ما أرادت الاخرى وهذا ما صدر من صواحب يوسف .
                أما ما أوّله أكثرهم من ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اراد صاحبة يوسف لا الصواحب وكذلك قال انكن لانتن واراد عائشة فهو تحريف واضح وخلاف للظاهر بل يشهد على بطلانه شاهد واضح وهو قول حفصة لعائشة بعد هذا القول من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (والله ما كنت لفأصيبَ منك خيراً) وقال نفس هؤلاء المؤولين لعلها تذكرت من عائشة ايضاً مسئلة المغافير . فهذا القول ألا يعني شمولها بقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهل فهمت حفصة منه الالحاح البريء من الطلب أم التظاهر وطلب الفضل والاختصاص بخلاف إرادة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وصرفه عنها إلى ما يفرفدن .
                3- إنكاره (صلى الله عليه وآله وسلم) لتلك الصلاة والاهتمام ببيان ذلك بوسائل متعددة على ما كان يعانيه (صلى الله عليه وآله وسلم) من ثقل ومرض فمرة يسمع عمر يصلي فيقول لا لا ، يأبى الله ذلك والمسلمون ومرة يسمع ابا بكر يصلي فيخرج يهادى بين رجلين (علي والفضل) ورجلاه تخطان في الارض ويقولون وجد في نفسه خفة ـ فأي خفة هذه التي لا يستطيع معها لا المشي ولا الوقوف بل جلس وعزل أبابكر عن إمامته وبين رفضه ـ بسوء حالته وجلوسه ـ مع قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
                (إنما جعل الامام ليؤتم به فاذا صلى قائماً فصلوا قياما واذا صلى جالسا فصلوا جلوساً أجمعون) رواه البخاري ومسلم . وتأولوا ذلك أيضاً وقالوا إنه منسوخ بفعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الاخير في مرضه فهلا بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك النسخ أو فهمه أحد الصحابة بل ثبت ان اسيد بن حضير وجابر بن عبد الله الانصاري صليا بجماعة وهم قعود مرضى وأمروا جماعتيهما بالجلوس واثبتوا الحديث الذي سردناه في وجوب صلاة المأمومين جلوسا ان صلى الامام جالسا . فأي بيان بعد هذا يبينه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برفضه لامامة ابي بكر وإبطال صلاته كما فعل مع عمر فقد نقل انهم تفرقوا عن عمر لما سمعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ينكر إمامته ونقلوا ان ابا بكر قد أعاد صلاتهم لمّا رجع عن السفح الخ .. و يشهد لكلامنا قول السندي في حاشيته على النسائي ج2 / 100 حيث قال عند شرحه حديث مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلاته : واستدل الجمهور بهذا الحديث على نسخ حديث إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ... حتى قال : وهذا يفيد الاضطراب في هذه الواقعة ولعل سبب ذلك عظم المصيبة ، فعلى هذا فالحكم بنسخ ذلك الحكم الثابت بهذه الواقعة المضطربة لا يخلو عن خفاء والله تعالى أعلم .. آه .
                4- بعض الروايات تصرح وبعضها تشير إلى ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يصدر عنه أمر لأحد معين للصلاة بالناس فصلاة عمر بالناس بأمر عبد الله بن زمعة لا بأمر النبي وإنما قال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : (مر الناس فليصلّوا) .
                (رواه أحمد ج 6/34) وكذلك الرواية الاخرى التي يرويها أحمد في مسنده (ج3/202) عن انس قال : لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين : يا بلال قد بلغت ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع ، فجعل روحي فداه بعد تبليغه وإنكاره عليهم ما عقدوه من جماعة بإمامة أبي بكر أو عمر المشيئة لهم بالصلاة أو عدم الصلاة كما قال تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، ويدل على إنكاره (صلى الله عليه وآله وسلم) لفعلهم وإصراره عليه رواية البخاري عن أنس (ان المسلمين بينما هم في الفجر يوم الاثنين و أبوبكر يصلي بهم ففجأهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك فنكص ابوبكر على عقبيه وظن ان رسول الله (ص) يريد ان يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون ان يفتتنوا في صلاتهم فرحاً بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين رأوه فأشار بيده ان اتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي ذلك اليوم) ويتضح منها ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في حالة صحية افضل من تلك وأنه قام لوحده ورفع الستر ووجه مستنير فلماذا لم يخرج ويصلي جماعة وقد صلى قبلها وهو يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض فإن كان هناك حريص على الجماعة كما تزعمون فيجب ان يكون هنا احرص كما هو واضح وإن كان بتلك الحالة يقصد التنبيه إلى إنكاره إمامة ابي بكر للناس فهنا الدلالة اوضح لانه يستطيع الصلاة معهم ولم يصل وكذلك نكوص ابي بكر وافتتان الناس واضطرابهم بل يصفهم في رواية حتى هم المسلمون ان يتركوا ما هم فيه من الصلاة..)
                ولم يفهموا رضا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على حالهم كما يزعمون وإلا لما نكص وتأخر ابوبكر لما وجده من قدرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أداء الصلاة ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بين سابقا وانكر عليهم تلك الصلاة وهم بقوا على ماهم عليه مصرين فبين لهم إنكاره فعلهم بترك الصلاة معهم وهو قادر على الاداء أرخى الستر ومات من يومه (صلى الله عليه وآله وسلم) فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟
                ولكلامي هذا شاهد في عزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابي بكر في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد روى البخاري (ج2 / 68) عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلغه ان بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلح بينهم في اناس معه فحبس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحانت الصلاة فجاء بلال إلى ابي بكر فقال يا ابابكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك ان تؤم الناس قال نعم (إن شئت) فأقام بلال وتقدم أبو بكر فكبر للناس وجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمشي بين الصفوف حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيق وكان أبوبكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمره ان يصلي فرفع ابوبكر يديه فحمد الله ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى للناس ) فهذا الحديث يدل على جرأة ابي بكر في امامة الناس دون أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) او حتى علمه وإنكار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لفعله واضح من شقّه للصفوف وعدم إسكاته للناس حين صفقوا وأكثروا التصفيق بل فهموا كلهم وفهم أبوبكر بأن النبي هو الذي يجب ان يصلي وأنه غير راضف بهذه الصلاة بل استعان النبي (صلى الله عليه وآله) بالمصلين في الانكار على ابي بكر ولم يحاول الدخول من بيته كما تعوّد في سائر احواله بل دخل مسرعا حتى لا يشغله شاغل في البيت ليبين إنكاره بصورة مهذبة كما عودنا دائماً .
                5- ومما يكذب التعيين ويصطدم معه مسألة إهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يصلي هو بنفسه وعدم إستسلامه للمرض الشديد الذي كان يعانيه فقد اغمي عليه ثلاث مرات و في كل مرة يصر على الخروج والصلاة بالناس ويتوضأ حتى يغمى عليه من شدة المرض ولم يترك ذلك حتى سمع اصواتهم يصلون فخرج فأنكر وفعل ما فعل بصلاته وخروجه وهو يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض وعزله ابابكر بل صلى قاعدا وبقي المسلمون قائمين مع قوله لهم (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا وتكرارا وتطبيقا (إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا اجمعون) وبرروا هذه المخالفة بقولهم بأن ابابكر كان مأموما للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والناس يأتمون بأبي بكر وهذه المخالفة وهذا التبرير أسوأ من الذنب ، إذ لا توجد لدينا في الإسلام صلاة ذات إمامين بل ثبت ان هناك مخالفتين عند المسلمين في تصرفهم ذاك لا يمكن تأويله او قبوله فينبغي القول بأن المسلمين أختاروا أبابكر إماما برغم إنكار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك كما انكر إمامة عمر في السابق ويأتي ابو بكر بعد ذلك ليقدمه و يجيبه عمر بأنك اولى بها مني كما فعلوا في سقيفة بني ساعدة حذوَ القذة بالقذةَ ويشهد على قولنا هذا ما قاله ابن عمرو ابن عباس والامام علي (عليه السلام) للمسلمين حينما كانوا يبلغون أحكاما مخالفة للاحكام الصادرة عن الشيخين فيقول ابن عباس (ألا تخافون ان يخسف الله بكم الارض ، أقول لكم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقولون قال ابو بكر وعمر) ، (مسند أحمد ج1 / 337) ، تذكرة الحافظ للذهبي ج3 / 837 ، زاد المعاد لابن القيم، سير أعلام النبلاء ، عبد الرزاق في مصنفه وغيرهم) ويدل أيضا على تفضيلهم أبا بكر وعمر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وميلهم لهما ومن دون دليل حديث ابن عمر في البخاري (كنا نخير بين الناس في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبابكر ثم عمر ثم علي ثم نترك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا نفاضل بينهم) وعند ابن عساكر عن ابن عمر أيضا (كنا نقول في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من يكون الناس بهذا الأمر فنقول أبو بكر ثم عمر) وغيرها من أدلة وافية كافية تدعم ما ذهبنا إليه من ميلهم وانحرافهم عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نحو أبي بكر وعمر الخ ...
                أخيرا فمما يبطل ذلك الأمر المزعوم : هو أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شدد وأكد في إنفاذ جيش أسامة وفيه كل شيوخ قريش حتى انهم اعترضوا كيف يولي فتى لم يبلغ مبلغ الرجال على شيوخ قريش واعترضوا وأبوا أن يخرجوا وقرعهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مريض يشتكي رأسه فخرج معصوب الرأس مرتقيا المنبر رادا عليهم كما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر قال (أمّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة على قوم فطعنوا في إمارته فقال أن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله وأيم الله لقد كان خليقا للأمارة ...) وهذا الحديث يبين أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اراد ان يخرج الجميع سوى اهل بيته نفيراً عما وأمّر عليهم فتى صغيراً وكل ذلك قبل ان يمرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكنهم اعترضوا وأبوا الخروج والانقياد لعبد اسود صغير السن فمرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يخرجوا فأخروا أنفسهم كثيراً والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يزداد مرضه وهو يستصرخهم أنفذوا جيش أسامة حتى خرجوا ورجعوا وخرجوا وعسكروا قريبا من المدينة ، ثم أصروا على المعصية ، وحدث ما حدث من رجوعهم وتركهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسجى وذهبوا ليتآمروا في السقيفة . فهذه أحوالهم وهذه طاعتهم فأنظر بإنصاف لقضية الصلاة وبعث أسامة فسترى ما فيهما من تشابه وقارن بين ارادة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإرادة البعض من المسلمين .
                ولنا أن نسأل هنا كيف يأمر النبي أبا بكر بالصلاة و هو يعلم أنه بعثه في جيش اسامة !! ثم كيف يكون أبو بكر في المدينة ليؤم المسلمين في المسجد وهو خارجها معسكراً في بعث أسامة !!

                تعليق


                • #9
                  إن عدالة الصحابي أو عدمها تتبع أعماله وتصرفاته في حياته , فلا أصل في المقام لعدالتهم بدون قيد أو شرط , بل يدخل جميعهم في دائرة التعديل والتجريح .
                  ثم إن تصرفات كل شخص وتقلباته في مختلف شؤون حياته خير دليل على الحكم عليه , وفي مورد السؤال نذكر لك سيئةً واحدة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ تكفي في معرفة الرجل , وهي شربه للخمر بعد تحريمه ورثائه قتلى المشركين في بدر [ فتح الباري 10/37 , عمدة القاري 21/168 , ومصادر أخرى ] .
                  نعم , قد حاول البعض تبرير هذا العمل بأنه كان قبل نزول التحريم .
                  ولكن يرده أولاً : أن التحقيق يدلنا على أن التحريم قد نزل قبله بمدة , فإن عملية شرب الخمر قد حصلت في عام الفتح ـ سنة ثمانية من الهجرة ـ باتفاق أهل الحديث والسير , والتحريم قد نزل :
                  إما في أوائل البعثة أو الهجرة [ المعجم الكبير للطبراني 20/83 ـ ح 157 , تاريخ الخطيب 8/358 , الدر المنثور 1/252 (606) , الجامع لاحكام القرآن للقرطبي 3/41 (60) , احكام القرآن للجصاص 1/322 , التفسير الكبير للرازي 6/41 ـ 44 ] .
                  وإما في سنة أربع من الهجرة [ الامتاع للمقريزي 193 , فتح الباري 10/24 (31) , عمدة القاري 10/82 (21/166) , سيرة ابن هشام 2/192 ( 3/200 ) , عيون الاثر لابن سيد الناس 2/24 (48) , تفسير الشوكاني 2/71 (75) ] .
                  وإما في سنة الحديبية سنة ست من الهجرة [ فتح الباري 10/24 (31) , عمدة القاري 10/82 (21/166) ] .
                  وأما القول بنزول التحريم في سنة الفتح عام ثمانية من الهجرة يوم الشرب المذكور , فلا يدعمه ـ على قول البعض ـ إلا حديث أحمد [ مسند أحمد 1/381 ـ ح 2042 ] الذي جاء فيه أن رسول الله (ص) قد اعرض على شخص كان بصدد إهداء الخمر أو بيعه .
                  وقصارى ما يستفاد من هذا الحديث أن التحريم بلغ هذا الرجل عام الفتح , لا أن التحريم قد نزل فيه , فلا يعارض الاقوال التي تصرح بنزول التحريم قبله , خصوصاً أن الرجل المذكور ـ على ما في حديث احمد ـ كان من أعراب البوادي , فيحتمل قوياً عدم وصول التحريم اليه .
                  ثانياً ان ذيل رواية شرب الخمر المذكورة خير شاهد على نزول التحريم قبل تلك الواقعة , إذ جاء فيه أن الأمر قد بلغ رسول الله (ص) , فقام يجر إزاره حتى دخل عليهم مغضباً وهمّ أن يضرب بعضهم .
                  وهنا نتسائل بأن التحريم لولم يسبق هذه الواقعة , فما هو معنى غضب الرسول (ص) في المسألة ؟ إذ لو كان مباحاً لم يتأثر النبي (ص) بهذا الشكل .
                  وبالجملة , فلا ينبغي التأمل في صدق ارتكاب الفواحش والموبقات بالنسبة إليه في حياة الرسول (ص) .
                  وأما بعد الرسول (ص) , فمخالفته الوصية بإمامة وخلافة امير المؤمنين علي (ع) لهو دليل واضح لانحراف الشخص وعدوله عن الخط المستقيم , ومن ثم زلة لا تغتفر , أضف إلى ذلك مبادرته وتأييده الاعتداء على بيت الزهراء ( عليها السلام ) وضربها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها خير شاهد على فسق الرجل , مما أدى ذلك الى غضب فاطمة ( عليها السلام ) عليه ـ بصريح البخاري وغيره ـ .
                  فمن مجموع هذه الموارد ـ وموارد أخرى لم يسعنا التطرق اليها في هذا المختصر ـ لا يبقى لدينا أي شكّ أو ريب في ثبوت عدم عدالته .

                  تعليق


                  • #10
                    (1) إن أبابكر قد أغضب فاطمة عليها السلام, فهجرته حتى توفيت, رواه البخاري في صحيحه: باب فرض الخمس ـ كتاب الفرائض: باب قول النبي لا نورث, ومسلم في صحيحه: باب قول النبي لا نورث , واحمد في المسند 1/6ـ9, حتى روى ابن قتيبة في الامامة والسياسة 1/13ـ14 قول فاطمة عليها السلام لأبي بكر: (( والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها )).
                    (2) إن أبابكر لا يعرف معنى قوله تعالى: (( وفاكهة وأباً )) [ كنز العمال 1/274 ].
                    (3) إن أبابكر لسانه قد أورده الموارد[ الموطأ لمالك كما عنه في الجامع, الطبقات الكبرى 5/5, كنز العمال 2/173, حلية الأولياء 9/17, الدر المنثور 2/221, مجمع الزوائد 10/302 ].
                    (4) إن أبابكر وعمر انهزما يوم خيبر وأحد [ المستدرك 3/37, كنز العمال 6/394و مجمع الزوائد 9/124 ].
                    (5) إن أبابكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي حتى نزل النهي [ صحيح البخاري 6/46ـ47, سنن الترمذي 5/387, صحيح النسائي 2/304 ].
                    (6) روى مالك في الموطأ 2/460 كتاب الجهاد, عن النبي (ص) أنه قال لشهداء أحد( هؤلاء أشهد لهم )), فقال أبوبكر: السنا يا رسول الله اخوانهم اسلمنا كما اسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ))؟ فقال رسول الله (ص)( بلى, ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي )), فبكى أبوبكر ثم بكى ثم قال: أئنّا لكائنون بعدك.
                    (7) إن النبي (ص) اعطى فدكاً لفاطمة وقد غصبه أبوبكر وعمر[ الدر المنثور 4/177, كنز العمال 2/158, ميزان الاعتدال 2/228, مجمع الزوائد 9/39 ].
                    (8) إن فاطمة قد دفنت ليلاً وصلى عليها علي ولم يؤذن بها أبوبكر [ صحيح البخاري 2/186 و3/55, صحيح مسلم 5/153, السنن الكبرى 6/300, مشكل الآثار 1/47, المستدرك 3/162 ].

                    تعليق


                    • #11
                      لو كان الثاني هو أبا بكر فلا يزيد في الأمر شيئاً فقد روي في تفسير العياشي عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند أبي الحسن الثاني(ع) ومعي الحسن بن الجهم، فقال له الحسن: إنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: (( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )) (التوبة: من الآية40) قال: وما لهم في ذلك؟! فو الله لقد قال الله: (( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )) (التوبة:40) وما ذكره فيها بخير)) الحديث.
                      وذكر صاحب الميزان: والدليل على رجوع الضمير في قوله: (( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )) (التوبة: من الآية40) إلى النبي (ص),
                      أولاً: رجوع الضمائر التي قبله وبعده إليه (ص) كقوله: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ) و(نَصَرَهُ) و (أخْرَجَهُ) و (يَقُولُ) و( لِصَاحِبِهِ) و(أَيَّدَهُ) فلا سبيل إلى رجوع ضمير (عليه) من بينها وحده إلى غيره من غير قرينة قاطعة تدل عليه.
                      وثانياً: ان الكلام في الآية مسوق لبيان نصر الله تعالى نبيه (ص) حيث لم يكن معه أحد ممن يتمكن من نصرته إذ يقول تعالى: (( إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ )) , الآية، وإنزال السكينة والتقويه بالجنود من النصر، فذاك له (ص) خاصةً، ويدل على ذلك تكرار (إذ) وذكرها في الآية ثلاث مرات، كل منها بيان لما قبله بوجه، فقوله (( إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا )) (التوبة:40) ، بيان لوقت قوله: (( فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ )), وقوله: (( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )) (التوبة:40) بيان لتشخيص الحال الذي هو قوله (ثاني أثنين) وقوله: (( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ )) (التوبة:40) بيان لتشخيص الوقت الذي عليه قوله: (( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )) (التوبة:40).
                      التعديل الأخير تم بواسطة المسلم الشيعي; الساعة 13-01-2008, 10:08 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة المسلم الشيعي
                        ليس لشيعي عداوة شخصية مع أبي بكر ولا مع عمر , بل الفاصل فيما بيننا وبينهما بعيد جداً , وإنما الحب والبغض يكون بالتعرف على حقائق الأشخاص ومواقفهم , وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة والعقل والتاريخ .
                        هذا , وإن السكينة وردت في القرآن الكريم عدة مرات :
                        (( ...فأَنزَلَ اللّه سَكينَتَه عَلَيْه وَأَيَّدَه )) التوبة : 40 .
                        وهذه الآية هي المعروفة بآية الغار , والدليل العلمي أثبت أن السكينة هنا نزلت على رسول الله لا غير .
                        (( لَقَدْ نَصَرَكم اللّه في مَوَاطنَ كَثيرَة وَيَوْمَ حنَيْن ... ثمَّ أَنَزلَ اللّه سَكينَتَه عَلَى رَسوله وَعَلَى الْمؤْمنينَ ...)) التوبة : 25ـ26 .
                        والسكينة هنا نزلت على النبي وعلى المؤمنين , فلا تشمل إلا من صدق أنه مؤمن.
                        وهنا نقول : بأن الآية لا يمكن أن نقول أنها تشمل فلان وفلان إلا بعد إثبات إيمانهما.
                        وهنا نسأل : لماذا في الآية الاولى اختصت السكينة برسول الله , وفي الثانية نزلت على الرسول والمؤمنين ؟! أليس هذا لوحده يثبت أن أبا بكر لو كان من المؤمنين لنزلت عليه السكينة أيضاً في الغار , وأبو بكر أحوج إلى السكينة في الغار.
                        3 ـ (( هوَ الَّذي أَنزَلَ السَّكينَةَ في قلوب الْمؤْمنينَ ... )) الفتح : 4 .
                        4 ـ (( لَقَدْ رَضيَ اللَّه عَن الْمؤْمنينَ إذْ يبَايعونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة َعَلمَ مَا في قلوبهمْ فأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيْهمْ ... )) الفتح : 18 .
                        5 ـ (( إذْ جَعَلَ الَّذينَ كََفروا في قلوبهم الْحَميَّةَ حَميَّةَ الْجَاهليَّة فأَنزَلَ اللَّه سَكينَتَه عَلَى رَسوله وَعَلَى الْمؤْمنينَ ... )) الفتح : 26 .
                        وكما ترى , فان الآيات ناظرة في اختصاص نزول السكينة على المؤمنين , وأنى لهم أن يثبتوا إيمان أبي بكر , بل الرجوع إلى الأدلة القطعية من الكتاب والسنة والتاريخ تثبت عدم إيمان أبي بكر وعمر .
                        وكلنا أمل في أن تواصلوا البحث والتحقيق في أمثال هذه المسائل التي أدلتها قطعية لا يرد عليها أي شك وشبهة ولم يستطع الوقوف أمامها والرد عليها جهابذة علماء أهل السنة .
                        أخ شيعي مسلم السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته...

                        أنت تقول أن السكينة لم تنزل في الغار على أبا بكر و هذا خطأ:

                        فالله عزوجل يقول:
                        (ثاني اثنين اذ هما في الغار)؟(1): وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه الاية في ستة مواضع: الاول: ان الله تعالى ذكر النبي صلى الله عليه وآله وذكر ابا بكر فجعله ثانيه، فقال: (ثاني اثنين اذ هما في الغار). والثاني: انه وضعهما بالاجتماع في مكان واحد، لتأليفه بينهما فقال: (إذ هما في الغار). والثالث: انه اضاف اليه بذكر الصحبة ليجمعه بينهما بما يقتضي الرتبة، فقال: (إذ يقول لصاحبه). والرابع: انه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه ورفقه به لموضعه عنده فقال: (لا تحزن). والخامس: انه اخبر ان الله معهما على حد سواء ناصرا لهما ودافعا عنهما فقال: (ان الله معنا). والسادس: انه اخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لان رسول الله صلى الله عليه وآله لم تفارقه السكينة قط، فقال: (فانزل الله سكينته عليه).
                        فحسبك على من تنزل السكينة على غير أبا بكر فرسول الله صلى الله عليه و سلم لم تفارقه السكينة والا فكيف يقول لابا بكر:لا تحزن ان الله معنا أي أن رسول الله كان مطمئنا وهذا منذ خرج من بيته انه في عصمة الله وأبا بكر خشي على رسول الله قطمأنه رسول الله ثم أنزل الله سكينته على أبا بكر..والبقية تفهما وحدك حسب الآيات التي ذكرتها في ردك.

                        تعليق


                        • #13
                          يا اخي اجلس و مع التامل اقرء جميع المشاركات

                          تعليق


                          • #14
                            عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد النعمان ـ رضى الله عنه ـ قال : رأيت في المنام سنة من السنين كأني قد اجتزت في بعض الطرق فرأيت حلقة دائرة فيها أناس كثيرة ، فقلت : ما هذا ؟
                            فقالوا : هذه حلقة فيها رجل يعظ .
                            قلت : ومن هو ؟
                            قالوا : عمر بن الخطاب ، ففرقت الناس ودخلت الحلقة فإذا أنا برجل يتكلم على الناس بشيء لم أحصله فقطعت عليه الكلام .
                            وقلت : أيها الشيخ أخبرني ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بن ابي قحافة من قول الله تعالى :(( ثانيَ اثنَيْن إذ همَا في الْغَار )) (التوبة:40) .
                            فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر في هذه الآية على ستة مواضع:
                            الاَول : أن الله تعالى ذكر النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وذكر أبابكر وجعله ثانيه ، فقال : (( ثانيَ اثنَيْن إذ همَا في الْغَار )) .
                            والثاني : وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما فقال : (( إذ همَا في الْغَار )) .
                            والثالث : أنه اضافه إليه بذكر الصحبة فجمع بينهما بما تقتضي الرتبة فقال : (( إذ يَقول لصَاحبه )).
                            والرابع : أنه أخبر عن شفقة النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ورفقه به لموضعه عنده فقال: (( لاَ تَحْزَنْ )) .
                            والخامس : أخبر أن الله معهما على حد سواء ، ناصراً لهما ودافعاً عنهما فقال : (( إنَّ اللّهَ مَعَنَا )) .
                            والسادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لاَن رسول الله ـصلى الله عليه وآله ـ لم تفارقه سكينته قط ، قال : (( فَأَنزَلَ اللّه سَكينَتَه عَلَيْه )) (التوبة:27).
                            فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، حيث لا يمكنك ولا غيرك الطعن فيها .
                            فقلت له : خبرتك بكلامك في الاحتجاج لصاحبك عنه وإني بعون الله سأجعل ما أتيت به كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف .
                            اما قولك : إن الله تعالى ذكر النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وجعل ابا بكر معه ثانيه ، فهو إخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا اثنين، فما في ذلك من الفضل ؟! فنحن نعلم ضرورة أن مؤمناً ومؤمنا، أو مؤمنا وكافراً، اثنان فما أرى لك في ذلك العد طائلاً تعتمده .
                            وأما قولك: إنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنه كالاول لاَن المكان يجمع الكافر والمؤمن كما يجمع العدد المؤمنين والكفار ، وأيضاً: فإن مسجد النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك يقول الله عز وجل : (( فمَال الَّذينَ كَفَروا قبَلَكَ مهْطعينَ عَن الْيَمين وَعَن الشّمَال عزينَ ))(المعارج:37)، وأيضاً: فإن سفينة نوح ـعليه السلام ـ قد جمعت النبي، والشيطان، والبهيمة، والكلب، والمكان لا يدل على ما أوجبت من الفضيلة، فبطل فضلان.
                            وأما قولك : إنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فإنه أضعف من الفضلين الاَولين لاَن اسم الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (( قَالَ لَه صَاحبه وَهوَ يحَاوره أَكَفَرْتَ بالَّذي خَلَقَكَ من ترَاب ثمَّ من نفطَْة ثمَّ سَوَّاكَ رَجلًا )) (الكهف:35) وأيضاً: فإن اسم الصحبة يطلق على العاقل والبهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل بلسانهم، فقال الله عـز وجـل : (( وَمَا أَرْسَلْنَا من رَّسول إلاَّ بلسَان قَوْمه )) (ابراهيم:4) أنه قد سموا الحمار صاحباً فقال الشاعر(2):
                            إن الحمار مع الحمير مطية ***** فإذا خلوت به فبئس الصاحب
                            وأيضاً: قد سمّوا الجماد مع الحي صاحباً ، فقالوا ذلك في السيف وقالوا شعراً :
                            زرت هنداً وكان غير اختيانومعي صاحب كتوم اللسان(3) يعني: السيف ، فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر، وبين العاقل والبهيمة، وبين الحيوان والجماد، فأي حجة لصاحبك فيه؟!
                            وأما قولك : إنه قال: (( لاَ تَحْزَنْ )) فإنه وبال عليه ومنقصة له ، ودليل على خطئه لاَن قوله: (( لاَ تَحْزَنْ )) ، نهي وصورة النهي قول القائل: لا تفعل فلا يخلو أن يكون الحزن قد وقع من أبي بكر طاعة أو معصية ، فإن كان طاعة فالنبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها ويدعو إليها ، وإن كانت معصية فقد نهاه النبي عنها، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه .
                            واما قولك : إنه قال: (( إنَّ اللّهَ مَعَنَا )) فإن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قد أخبر أن الله معه، وعبر عن نفسه بلفظ الجمع، كقوله تعالى : (( إنَّا نَحْن نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإنَّا لَه لَحَافظونَ )) (الحجر:9) وقد قيل أيضاً إن أبا بكر ، قال : يا رسول الله حزني على علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ما كان منه ، فقال له النبي ـصلّى الله عليه وآله ـ : (( لاَ تَحْزَنْ إنَّ اللّهَ مَعَنَا )) أي معي ومع أخي علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ .
                            وأما قولك : إن السكينة نزلت على أبي بكر ، فإنه ترك للظاهر ، لاَن الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيّده الله بالجنود، وكذا يشهد ظاهر القرآن في قوله : (( فَأَنزَلَ اللّه سَكينَتَه عَلَيْه وَأَيَّدَه بجنود لَّمْ تَرَوْهَا )) (التوبة:41). فإن كان أبو بكر هو صاحب السكينة فهو صاحب الجنود، وفي هذا اخراج للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من النبوة على أن هذا الموضع لو كتمته عن صاحبك كان خيراً ، لاَن الله تعالى انزل السكينة على النبي في موضعين كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها ، فقال في أحد الموضعين:
                            (( فَأَنزَلَ اللَّه سَكينَتَه عَلَى رَسوله وَعَلَى الْمؤْمنينَ وَأَلْزَمَهمْ كَلمَةَ التَّقْوَى )) (الفتح:21) وقال في الموضع الآخر : (( ثمَّ أَنَزلَ اللّه سَكينَتَه عَلَى رَسوله وَعَلَى الْمؤْمنينَ وَأَنزَلَ جنودًا لَّمْ تَرَوْهَا )) (التوبة:21) ولما كان في هذا الموضع خصه وحده بالسكينة ، فقال : (( فَأَنزَلَ اللّه سَكينَتَه عَلَيْه )) فلو كان معه مؤمن لشركه معه في السكينة كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين ، فدل إخراجه من السكينة على خروجه من الافيمان ، فلم يحر جواباً وتفرق الناس واستيقظت من نومي(4).




                            (1) هو: محمد بن محمد بن النعمان ، البغدادي ، يعرف بابن المعلم ، من اعاظم علماء الاماميّة وأكبر شخصية شيعية ظهرت في القرن الرابع ، انتهت اليه رئاسة متكلمي الشيعة في عصره ، كان كثير التقشف والتخشّع والاكباب على العلم ، وكان فقيهاً متقدماً فيه ، حَسن الخاطر دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، ونعم ما قاله فيه الخطيب البغدادي : إنه لو أراد ان يبرهن للخصم أن الاسطوانة من ذهب وهي من خشب لاستطاع ، وله قريب من مائتي مصنف ، ولد سنة 338 هـ وتوفي سنة 413 هـ وكان يوم وفاته يوماً لم ير اعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق وقيل شيعه ثمانون الفاً من الناس وصلّى عليه الشريف المرتضى، ودفن بجوار الامامين « الكاظم والجواد ـ عليهما السلام ـ » وحكي انه وجد مكتوباً على قبره بخط القائم ـ عليه السلام ـ :
                            لا صوت الناعي بفقدك انهيوم على آل الرسول عظيم
                            ان كنت غيبت في جدث الثرىفالعدل والتوحيد فيك مقيم
                            والقائم المهدي يفرح كلماتليت عليك من الدروس علوم
                            تجد ترجمته في : اوائل المقالات في المذاهب والمختارات للشيخ المفيد المقدمة ص16 ، سير أعلام النبلاء ج 17 ص 344 رقم : 213 . تاريخ بغداد ج 3 ص 231 ، الذريعة ج2 ص209 ، ميزان الاعتدال ج 4 ص 30 ، لسان الميزان ج 5 ص 368 ، رجال النجاشي ص283 ، الفهرست للشيخ الطوسي ص 157 .
                            (2) هو اميه : بن أبي الصلت ، راجع : كنز الفوائد ج 2 ص 50 .
                            (3) قد ورد في كنز الفوائد ج 2 ص 50 للكراجكي هكذا:
                            زرت هنداًوذاك بعداجتنابومعي صاحب كتوم اللسان
                            (4) الاحتجاج ج 2 ص 499 ـ 501 ، كنز الفوائد للكراجي ج 2 ص 48 ، بحار الانوار ج 21 ص327 ح 1 ، والكشكول للبحراني ج 2 ص 5 .

                            تعليق


                            • #15
                              أخ شيعي مسلم رويدك..قاعد تنسخ و تحط وربما ما تدري ما تذكره..هات دليل بدليل حتى تسهل المناقشة.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,090 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              100 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              71 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              154 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                              استجابة 1
                              160 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X