بسمه تعالى خالق الانس والجان المعبود المتكبر الجبار
والصلاة والسلام على رسوله خاتم الانبياء والمرسلين محمد
وعلى اله الطاهرين وعجل فرجهم
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام الدين
والله لو قطعتموا يميني اني احامي ابدا عن ديني
عظم الله لكم الاجر باستشهاد مولانا وسيدنا الحسين سيد شباب اهل الجنة (ع)
مقتل الحسين عليه السلام::.
عن الإمام العسكري عليه السلام في (تفسيره) المشهور:
أنّ الحسين عليه السلام قال لعسكره ليلة العاشر:
أنتم في حلّ من بيعتي،
فالحقوا بعشائركم ومواليكم، وقد أبحت لكم مفارقتي، فأنتم لا تطيقونهم لتضاعف
أعدادهم وقِواهم، وما المقصود غيري فدعوني والقوم، فإنّ الله يعينني
ولا يخليني من حسن نظره كعادته في أسلافنا الطيّبين(1).
قال الإمام عليه السلام:
فأمّا عسكره ففارقوه، وأمّا أهله الأدنون
من أقربائه وخاصّته فأبوا ولازموه، فقا عليه السلام لهم:
فإن كنتم وطّنتم أنفسكم على ما وطّنت عليه نفسي، فاعلموا أنّ الله تعالى
إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره.
وأنّ الله تعالى إن كان قد خصّني مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاءً
في الدنيا من الكرامات بهما يسهل عليّ معها احتمال المكاره فإنّ لكم
شطر ذلك من كرامات الله، واعلموا أنّ الدنيا مرّها وحلوها حلم، والانتباه
في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقي من شقى فيها(2).
ليلة العاشر من المحرم
قال السيّد (رضوان الله عليه)(3): وبات الحسين عليه السلام
وأصحابه تلك الليلة ولهم دويٌّ كدوي النحل، ما بين راكع وساجد
وقائم وقاعد، فعبر عليهم في تلك الليلة من معسكر ابن سعد
اثنان وثلاثون رجلاً(4).
يوم العاشر من المحرم
ثمّ لمّا انشق أديم الليل عن صبحه كان مؤذّن الحسين
عليه السلام الحجّاج بن مسروق الجعفي(5)،
ولكنّه عليه السلام قال لولده عليّ الأكبر عليه السلام:
يا بني، قم أنت في هذا اليوم، فأذَّن ثمّ تيمّم هو وأصحابه
«سلام الله عليهم)، فأدّوا السنّة وأقاموا الفرض جماعة.
لمّا سلّم قال عليه السلام:
أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة... إلى آخره(6).
وقبل أن يتمّوا تعقيبهم ارتفعت أصوات الطبول والمزامير
من عسكر أهل الكوفة، وأقبلوا إلى ناحية معسكر الحسين
عليه السلام يجولون عدّة زرافات ووحداناً رجّالة وفرساناً.
تعبئة الحسين عليه السلام لأصحابه
فقام سيّد أهل الإبى وخامس أصحاب العبا، فعبّأ أصحابه
وانتظمت الصفوف من الجانبين ميمنة وميسرة.
عدد أصحاب الإمام عليه السلام
وقد اختلف(7) في عدد أصحابه سلام الله عليه،
بين مكثر مفرط ومقلّ مفرط، فأكثر ما قيل فيهم ما ذكره
المسعودي في «مروجه»:
أنهم ألف فارس، ومائة راجل(8)، وأقلّ ما قيل:
إنّهم لا يزيدون عن اثنين وسبعين(9).
ولكن ورد النصّ المعتبر عن الباقر سلام الله عليه برواية
السيّد رضي الله عنه(10): أنّهم مائة راجل وخمسة وأربعون فارساً.
كما أنّ عدد أصحاب ابن سعد (لعنه الله) ـ
على رواية الصادق عليه السلام ـ ثلاثون ألفاً(11)،
وقيل: سبعون ألفاً(12).
أمر الإمام عليه السلام بحفر الخندق
وكان الإمام عليه السلام أمر أن يحفر تلك الليلة خندق
وراء الخيام ويلقى فيه الحطب والقصب، وتشعل فيه النار؛
كي لا يبقى للعدو مجال للاقتحام من وراء الخيام ويكون
القتال من وجه واحد(13)، ولا يكون سبيل للهجوم على حرم
الرسالة، فإنّ أنصار الله صفّوا صفوفهم أمام البيوت المطهّرة.
وأقبل عسكر ابن سعد ليستديروا على معسكر الحسين عليه السلام
ويحيطوا بهم، فلمّا رأوا النار تضطرم نادى شمر(14) (لعنه الله):
يا حسين، تعجّلت بالنار قبل يوم القيامة.
فقال عليه السلام: يابن راعية المعزى، أنت أولى بها منّي صِليّا.
وأخذ مسلم بن عوسجة سهماً ليرميه،
فقال له الحسين عليه السلام: لا ترمه فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال
(15).
معجزة وكرامة للإمام الحسين عليه السلام
ونادى ابن أبي جويرية المزني: يا حسين، أبشروا بالنار،
فقد تعجّلتموها في الدنيا.
فقال الحسين عليه السلام: اللّهمّ أذقه عذاب النار في الدنيا،
فما مضى غير خطوات حتى حرنت به فرسه ثمّ نزت به وألقته
من فوق ظهرها وبقيت إحدى رجليه في الركاب، والأُخرى مرفوعة.
ومرّ الفرس يضرب برأسه الأرض حتى ألقته في الخندق
والنار تضطرم فيه(16).
فكبّر عسكر الحسين عليه السلام ونادوا: يا لها من دعوة
ما أسرع إجابتها فلتهنك الإجابة يابن رسول الله.
قال مروان بن وائل: كنت في عسكر عمر بن سعد، فلمّا
رأيت ذلك رجعت ناكصاً عن الحرب.
فقال لي ابن سعد: ما لك تركت القتال؟
قلت: رأيت من أهل هذا البيت ما لم تره عين، ووالله ما أنا
بمقاتل أحدٍ منهم أبداً(17).
كرامة أُخرى للحسين عليه السلام
قال تميم بن حصين الفزاري: يا حسين ويا أصحاب الحسين،
أما ترون ماء الفرات يلوح كبطون الحيّات؟ فوالله لا ذقتم منه
قطرة، حتى تذوقوا الموت جرعاً.
فقال الحسين عليه السلام: اللّهمّ اقتل هذا عطشاٍ في هذا اليوم.
فاشتدّ به العطش من ساعته وذهب ليشرب فألقته الفرس
تحت حوافر الخيل حتى هلك (لعنه الله)(18).
كرامة أُخرى للحسين عليه السلام
وقال له محمّد بن الأشعث الكندي (لعنه الله):
يا حسين بن فاطمة، أي حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟
فتلى: (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ
عَلَى الْعَالَمِينَ)(19). وإنّ محمّداً لمن آل إبراهيم، والعترة
الهادية من آل محمّد.
ثمّ قال عليه السلام: من السائل؟ فقيل له: ابن الأشعث.
فرفع يديه، وقال: اللّهمّ أذلّ محمّد بن الأشعث في هذا اليوم
ذلاًّ لا تعزّه بعده.
فذهب ليبول فسلّط الله عليه عقرباً فلسعته في دبره،
فولّى يصيح وهو مكشوف العورة بين الجموع(20).
ولم تزل أمثال تلك الآيات الباهرات منه (صلوات الله عليه)
في ذلك اليوم تترى وتشع كرامة وفخراً.
ولكن قد حقّت عليهم كلمة العذاب، فلم ينتفعوا بعظة بالغة
ولا بمعجزة دامغة.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين
ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
والصلاة والسلام على رسوله خاتم الانبياء والمرسلين محمد
وعلى اله الطاهرين وعجل فرجهم
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام الدين
والله لو قطعتموا يميني اني احامي ابدا عن ديني
عظم الله لكم الاجر باستشهاد مولانا وسيدنا الحسين سيد شباب اهل الجنة (ع)
مقتل الحسين عليه السلام::.
عن الإمام العسكري عليه السلام في (تفسيره) المشهور:
أنّ الحسين عليه السلام قال لعسكره ليلة العاشر:
أنتم في حلّ من بيعتي،
فالحقوا بعشائركم ومواليكم، وقد أبحت لكم مفارقتي، فأنتم لا تطيقونهم لتضاعف
أعدادهم وقِواهم، وما المقصود غيري فدعوني والقوم، فإنّ الله يعينني
ولا يخليني من حسن نظره كعادته في أسلافنا الطيّبين(1).
قال الإمام عليه السلام:
فأمّا عسكره ففارقوه، وأمّا أهله الأدنون
من أقربائه وخاصّته فأبوا ولازموه، فقا عليه السلام لهم:
فإن كنتم وطّنتم أنفسكم على ما وطّنت عليه نفسي، فاعلموا أنّ الله تعالى
إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره.
وأنّ الله تعالى إن كان قد خصّني مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاءً
في الدنيا من الكرامات بهما يسهل عليّ معها احتمال المكاره فإنّ لكم
شطر ذلك من كرامات الله، واعلموا أنّ الدنيا مرّها وحلوها حلم، والانتباه
في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقي من شقى فيها(2).
ليلة العاشر من المحرم
قال السيّد (رضوان الله عليه)(3): وبات الحسين عليه السلام
وأصحابه تلك الليلة ولهم دويٌّ كدوي النحل، ما بين راكع وساجد
وقائم وقاعد، فعبر عليهم في تلك الليلة من معسكر ابن سعد
اثنان وثلاثون رجلاً(4).
يوم العاشر من المحرم
ثمّ لمّا انشق أديم الليل عن صبحه كان مؤذّن الحسين
عليه السلام الحجّاج بن مسروق الجعفي(5)،
ولكنّه عليه السلام قال لولده عليّ الأكبر عليه السلام:
يا بني، قم أنت في هذا اليوم، فأذَّن ثمّ تيمّم هو وأصحابه
«سلام الله عليهم)، فأدّوا السنّة وأقاموا الفرض جماعة.
لمّا سلّم قال عليه السلام:
أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة... إلى آخره(6).
وقبل أن يتمّوا تعقيبهم ارتفعت أصوات الطبول والمزامير
من عسكر أهل الكوفة، وأقبلوا إلى ناحية معسكر الحسين
عليه السلام يجولون عدّة زرافات ووحداناً رجّالة وفرساناً.
تعبئة الحسين عليه السلام لأصحابه
فقام سيّد أهل الإبى وخامس أصحاب العبا، فعبّأ أصحابه
وانتظمت الصفوف من الجانبين ميمنة وميسرة.
عدد أصحاب الإمام عليه السلام
وقد اختلف(7) في عدد أصحابه سلام الله عليه،
بين مكثر مفرط ومقلّ مفرط، فأكثر ما قيل فيهم ما ذكره
المسعودي في «مروجه»:
أنهم ألف فارس، ومائة راجل(8)، وأقلّ ما قيل:
إنّهم لا يزيدون عن اثنين وسبعين(9).
ولكن ورد النصّ المعتبر عن الباقر سلام الله عليه برواية
السيّد رضي الله عنه(10): أنّهم مائة راجل وخمسة وأربعون فارساً.
كما أنّ عدد أصحاب ابن سعد (لعنه الله) ـ
على رواية الصادق عليه السلام ـ ثلاثون ألفاً(11)،
وقيل: سبعون ألفاً(12).
أمر الإمام عليه السلام بحفر الخندق
وكان الإمام عليه السلام أمر أن يحفر تلك الليلة خندق
وراء الخيام ويلقى فيه الحطب والقصب، وتشعل فيه النار؛
كي لا يبقى للعدو مجال للاقتحام من وراء الخيام ويكون
القتال من وجه واحد(13)، ولا يكون سبيل للهجوم على حرم
الرسالة، فإنّ أنصار الله صفّوا صفوفهم أمام البيوت المطهّرة.
وأقبل عسكر ابن سعد ليستديروا على معسكر الحسين عليه السلام
ويحيطوا بهم، فلمّا رأوا النار تضطرم نادى شمر(14) (لعنه الله):
يا حسين، تعجّلت بالنار قبل يوم القيامة.
فقال عليه السلام: يابن راعية المعزى، أنت أولى بها منّي صِليّا.
وأخذ مسلم بن عوسجة سهماً ليرميه،
فقال له الحسين عليه السلام: لا ترمه فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال
(15).
معجزة وكرامة للإمام الحسين عليه السلام
ونادى ابن أبي جويرية المزني: يا حسين، أبشروا بالنار،
فقد تعجّلتموها في الدنيا.
فقال الحسين عليه السلام: اللّهمّ أذقه عذاب النار في الدنيا،
فما مضى غير خطوات حتى حرنت به فرسه ثمّ نزت به وألقته
من فوق ظهرها وبقيت إحدى رجليه في الركاب، والأُخرى مرفوعة.
ومرّ الفرس يضرب برأسه الأرض حتى ألقته في الخندق
والنار تضطرم فيه(16).
فكبّر عسكر الحسين عليه السلام ونادوا: يا لها من دعوة
ما أسرع إجابتها فلتهنك الإجابة يابن رسول الله.
قال مروان بن وائل: كنت في عسكر عمر بن سعد، فلمّا
رأيت ذلك رجعت ناكصاً عن الحرب.
فقال لي ابن سعد: ما لك تركت القتال؟
قلت: رأيت من أهل هذا البيت ما لم تره عين، ووالله ما أنا
بمقاتل أحدٍ منهم أبداً(17).
كرامة أُخرى للحسين عليه السلام
قال تميم بن حصين الفزاري: يا حسين ويا أصحاب الحسين،
أما ترون ماء الفرات يلوح كبطون الحيّات؟ فوالله لا ذقتم منه
قطرة، حتى تذوقوا الموت جرعاً.
فقال الحسين عليه السلام: اللّهمّ اقتل هذا عطشاٍ في هذا اليوم.
فاشتدّ به العطش من ساعته وذهب ليشرب فألقته الفرس
تحت حوافر الخيل حتى هلك (لعنه الله)(18).
كرامة أُخرى للحسين عليه السلام
وقال له محمّد بن الأشعث الكندي (لعنه الله):
يا حسين بن فاطمة، أي حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟
فتلى: (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ
عَلَى الْعَالَمِينَ)(19). وإنّ محمّداً لمن آل إبراهيم، والعترة
الهادية من آل محمّد.
ثمّ قال عليه السلام: من السائل؟ فقيل له: ابن الأشعث.
فرفع يديه، وقال: اللّهمّ أذلّ محمّد بن الأشعث في هذا اليوم
ذلاًّ لا تعزّه بعده.
فذهب ليبول فسلّط الله عليه عقرباً فلسعته في دبره،
فولّى يصيح وهو مكشوف العورة بين الجموع(20).
ولم تزل أمثال تلك الآيات الباهرات منه (صلوات الله عليه)
في ذلك اليوم تترى وتشع كرامة وفخراً.
ولكن قد حقّت عليهم كلمة العذاب، فلم ينتفعوا بعظة بالغة
ولا بمعجزة دامغة.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين
ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
تعليق