بسم الله الرحمن الرحيم
إن من يتأمل قضية الإمام الحسين ( ع ) يقف متعجباً مندهشاً !!
حائر كيف تم هذا الخلود لثورة الإمام الحسين ( ع )
وبكل جزم وتأكيد ليس هناك حدث تأريخي او ثورة او حركة اجتماعية توفر لها خلود
وبقاء ودوام وتأثير كما هو الأمر بالنسبة لهذه ِ الثورة ولعل السر في ذلك امور كثيرة
من بينها :
أولاً _ عهد الله بحفظ جهود العاملين في سبيله :
فهناك تعهد من قبل الله عز وجل بحفظ جهود العاملين في سبيله ، كما قال في كتابه الكريم
( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل ٍ منكم من ذكر ٍ او أنثى ) .
وهنالك آيات تصل الى العشر تتضمن هذا التعهد الرباني ( إنا لا نضيِع أجر المحسنين )
( إنا لا نضيع أجر المصلحين ) .
فما هو يا ترى معنى هذا التأكيد ؟
نقول إن الإنسان تارة يندفع لعمل ما هو مجبر عليه ، وتارة يندفع لعمل ما بنفسه
وذلك حماساً لنتيجة هذا العمل .
كمن يريد ان يبني بيتاً مثلاً كي يسكنه ، فتراه يعمل جاهداً لبنائه .
وقد ترى البعض يعمل لمصالح ذاتيه لتنعكس نتائج الأعمال لصالحه
ولا غرابة في ذلك .
ولكن ماذا عن الشخص الذي يعمل للخدمة العامة
هنا يكون الأمر صعباً
ولذلك نجد المتطوعين لخدمة المجتمع قلة لماذا ؟
ليس لأن الناس لا يحبون عمل الخير ، ولكن لأن خدمة المجتمع غالباً ما تكون نتائجها بطيئة
وغير واضحة ، ولذلك المحسنون والمصلحون يواجهون هذه ِ المشكلة ، يعملون ويتعبون
ولكن في الغالب تتأخر نتائج أعمالهم ، ولذلك يتوقف البعض منهم ويتراجع
بالإضافة الى أن الناس في كثير من الأحيان لا تقدر من يعمل لأجلهم بل أنهم في بعض الأحيان
يؤذون أولئك العاملين مما يتسبب في تراجع بعضهم حينما تضيق بهم الحياة ذرعاً
إذ يرون إنهم يعملون لأناس لا تقدرهم ولا تحترمهم بل وتكيل لهم العذاب كيلا
بدل ان يتعاونوا معهم ويشكرونهم على جهودهم .
وقد لاقى الأنبياء والمرسلون هذا الأمر من مجتمعاتهم ، الإيذاء والإستهزاء بل حتى القتل
وكذلك الحال بالنسبة للأئمة ( عليهم السلام ) .
والمجتمع الواعي هو من يقدر شأن العاملين لأجله ويتعاون معهم .
ولهذا يتعهد الله تعالى لعباده العاملين المصلحين أن يحفظ لهم هذا العمل ويكافئهم عليه .
فلذلك على العاملين المصلحين ان لا ييأسوا ولا يكسلوا عن مواصلة عملهم وذلك لأن الله تعالى
سيحفظ لهم هذا الصنيع ، وكذلك نتائج أعمالهم سوف تظهر ولو بعد حين .
حينما ثار الإمام الحسين هل تجاوب الناس معه ؟
لا ، لم يكن ذلك مع ما جاءته من رسائل ، لم يستجب له إلا نفر قليل ، ولذلك قال
( ألا وأني زاحفُ بهذه ِ الأسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر ) .
الناس لم تتجاوب مع الإمام الحسين ( ع ) ، لا بل تألبوا عليه ، وكفاك ذلك الجيش الكبير
الذي شارك في حربه ، ولذلك خاطبهم : ( فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم ) .
وبعد ذلك انظر واسمع ماذا فعلوا بعائلته وكيف تم أخذهم اسارى وسبايا وكيف كانوا يشتمونهم
ويسمونهم خوارج ، وقد شككوا في ثورته ومقصده وانه ألقى بنفسه الى التهلكة
وبعضهم أفتى ( الحسين خرج عن حده ، فقتل بسيف جده ) .
ولكن منذ ذلك الوقت وحتى الآن ترى من الذي انتصر ؟
ومن الذي بقي ؟
أهو يزيد ام الحسين ( ع ) ؟
فأين يزيد وأين قبر يزيد ؟
ومن يكتب عن يزيد ؟
ذهب وأصبح سبة في التأريخ وعلى السن البشرية جمعاء .
ولكن الحسين ( ع ) بقي وخلد ذكره ، وهذا هو الفتح وهذا هو النصر
أما ما حصل ليزيد في ذلك الوقت فهو نصر ظاهري لم يدم طويلاً
كما قالت السيدة زينب ( ع ) : (( وهل جمعك إلا بدد وأيامك إلا عدد فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك
فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا )) .
ثانياً _ عظمة شخصية الإمام الحسين ( ع ) :
ومن أسباب خلود هذه ِ الثورة شخصية الإمام الحسين ( ع ) فهو شخص عظيم
وقليل في حقه ان نقول عنه عظيم ويكفي أن أفضل من خلق الله تعالى وهو نبينا محمد ( ص )
والذي لا يدانيه في الفضل مدان ، كان يقول : إن الحسين جزء منه " حسين مني وأنا من حسين "
إذاً الحسين ( ع ) جزء من أعظم مخلوق فمن الطبيعي أن تكون له هذه ِ العظمة
وهذا الخلود ، ولكن هذا الخلود أيضاً قليل في حقه .
أحب الله من أحب حسينا أبغض الله من أبغض حسينا ، منذ يوم ولادته تحدث رسول الله ( ص )
عن فضله ، وعن شهادته ومأساته ، حين دمعت عيناه
قيل له : لا دمعت عيناك يا رسول الله تبكي ووليد قد رزقت به .
قال : ( هبط علي حبيبي جبرئيل واخبرني أن ابني هذا تقتله فئة من أمتي عطشاناً ظمآن في ارض يقال لها
كربلاء واتى بحفنة من تراب وأعطاها لأم سلمه وقال لها : احتفظي بها فإذا رأيتها قد امتلأت دماً عبيطاً فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل ) .
نقول لمن يلومنا في اهتمامنا الغير عادي حول قضية الإمام الحسين ( ع )
أن القضية غير عادية وأن الشخص غير عادي .
ثالثاً _ فظاعة المأساة الحسينية :
فطبيعة المأساة التي عانها الإمام الحسين ( ع ) ومن كان معه والتي حصلت لعائلته بعد قتله
كان سبباً مهماً لخلود هذه ِِ القضية العظيمة فبعد انتهاء المعركة أمر عمر بن سعد الجيش
أن يحزوا كل الرؤوس عن جثث القتلى ، وأمر كل قبيلة أن تأخذ حصتها من الرؤوس
التي شاركت بقتلها ، حتى إذا دخلتم على ابن زياد ويزيد عرف صنيع كل قبيلة ، وبالفعل أخذت تلك
القبائل تحمل على أسنتها تلك الرؤوس الشريفة .
ويروى أن قبيلة من القبائل لم تحصل على رأس
فاحتجوا على ابن سعد ، كيف نثبت مشاركتنا إذاً في الحرب
فبحثوا حتى إذا لم يصلوا إلى نتيجة
تذكر احدهم وقال : ألا تذكرون أن طفلاً رضيعاً للحسين قد ذبحناه على صدره
فقال احدهم : انا رأيت الحسين وهو يحفر خلف الخيمة بقائم سيفه
فحفروا خلف الخيام حتى عثروا على جثة عبد الله الرضيع واحتزوا رأسه .
هل تجد مثل هذه ِ الأحداث في قضية أخرى غير واقعة كربلاء
إنها قضية تحرك الوجدان والضمير .
ولكن مع كل هذا سيبقى الحسين ( ع ) خالد الذكر بإذن الله تعالى وسيبقى شمعة
تضيء دروب الثائرين والمصلحين وسيبقى منهلاً عذباً لكل الأحرار والمؤمنين
وسيبقى أنشودة الدهر وأهزوجة الزمن .
فسلام ُ عليك يا أبا الأحرار يوم ولدت ويوم عانقت الشهادة ويوم تبعث حياً شافعاً
لكل السائرين على خطى دربك المنير .
إن من يتأمل قضية الإمام الحسين ( ع ) يقف متعجباً مندهشاً !!
حائر كيف تم هذا الخلود لثورة الإمام الحسين ( ع )
وبكل جزم وتأكيد ليس هناك حدث تأريخي او ثورة او حركة اجتماعية توفر لها خلود
وبقاء ودوام وتأثير كما هو الأمر بالنسبة لهذه ِ الثورة ولعل السر في ذلك امور كثيرة
من بينها :
أولاً _ عهد الله بحفظ جهود العاملين في سبيله :
فهناك تعهد من قبل الله عز وجل بحفظ جهود العاملين في سبيله ، كما قال في كتابه الكريم
( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل ٍ منكم من ذكر ٍ او أنثى ) .
وهنالك آيات تصل الى العشر تتضمن هذا التعهد الرباني ( إنا لا نضيِع أجر المحسنين )
( إنا لا نضيع أجر المصلحين ) .
فما هو يا ترى معنى هذا التأكيد ؟
نقول إن الإنسان تارة يندفع لعمل ما هو مجبر عليه ، وتارة يندفع لعمل ما بنفسه
وذلك حماساً لنتيجة هذا العمل .
كمن يريد ان يبني بيتاً مثلاً كي يسكنه ، فتراه يعمل جاهداً لبنائه .
وقد ترى البعض يعمل لمصالح ذاتيه لتنعكس نتائج الأعمال لصالحه
ولا غرابة في ذلك .
ولكن ماذا عن الشخص الذي يعمل للخدمة العامة
هنا يكون الأمر صعباً
ولذلك نجد المتطوعين لخدمة المجتمع قلة لماذا ؟
ليس لأن الناس لا يحبون عمل الخير ، ولكن لأن خدمة المجتمع غالباً ما تكون نتائجها بطيئة
وغير واضحة ، ولذلك المحسنون والمصلحون يواجهون هذه ِ المشكلة ، يعملون ويتعبون
ولكن في الغالب تتأخر نتائج أعمالهم ، ولذلك يتوقف البعض منهم ويتراجع
بالإضافة الى أن الناس في كثير من الأحيان لا تقدر من يعمل لأجلهم بل أنهم في بعض الأحيان
يؤذون أولئك العاملين مما يتسبب في تراجع بعضهم حينما تضيق بهم الحياة ذرعاً
إذ يرون إنهم يعملون لأناس لا تقدرهم ولا تحترمهم بل وتكيل لهم العذاب كيلا
بدل ان يتعاونوا معهم ويشكرونهم على جهودهم .
وقد لاقى الأنبياء والمرسلون هذا الأمر من مجتمعاتهم ، الإيذاء والإستهزاء بل حتى القتل
وكذلك الحال بالنسبة للأئمة ( عليهم السلام ) .
والمجتمع الواعي هو من يقدر شأن العاملين لأجله ويتعاون معهم .
ولهذا يتعهد الله تعالى لعباده العاملين المصلحين أن يحفظ لهم هذا العمل ويكافئهم عليه .
فلذلك على العاملين المصلحين ان لا ييأسوا ولا يكسلوا عن مواصلة عملهم وذلك لأن الله تعالى
سيحفظ لهم هذا الصنيع ، وكذلك نتائج أعمالهم سوف تظهر ولو بعد حين .
حينما ثار الإمام الحسين هل تجاوب الناس معه ؟
لا ، لم يكن ذلك مع ما جاءته من رسائل ، لم يستجب له إلا نفر قليل ، ولذلك قال
( ألا وأني زاحفُ بهذه ِ الأسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر ) .
الناس لم تتجاوب مع الإمام الحسين ( ع ) ، لا بل تألبوا عليه ، وكفاك ذلك الجيش الكبير
الذي شارك في حربه ، ولذلك خاطبهم : ( فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم ) .
وبعد ذلك انظر واسمع ماذا فعلوا بعائلته وكيف تم أخذهم اسارى وسبايا وكيف كانوا يشتمونهم
ويسمونهم خوارج ، وقد شككوا في ثورته ومقصده وانه ألقى بنفسه الى التهلكة
وبعضهم أفتى ( الحسين خرج عن حده ، فقتل بسيف جده ) .
ولكن منذ ذلك الوقت وحتى الآن ترى من الذي انتصر ؟
ومن الذي بقي ؟
أهو يزيد ام الحسين ( ع ) ؟
فأين يزيد وأين قبر يزيد ؟
ومن يكتب عن يزيد ؟
ذهب وأصبح سبة في التأريخ وعلى السن البشرية جمعاء .
ولكن الحسين ( ع ) بقي وخلد ذكره ، وهذا هو الفتح وهذا هو النصر
أما ما حصل ليزيد في ذلك الوقت فهو نصر ظاهري لم يدم طويلاً
كما قالت السيدة زينب ( ع ) : (( وهل جمعك إلا بدد وأيامك إلا عدد فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك
فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا )) .
ثانياً _ عظمة شخصية الإمام الحسين ( ع ) :
ومن أسباب خلود هذه ِ الثورة شخصية الإمام الحسين ( ع ) فهو شخص عظيم
وقليل في حقه ان نقول عنه عظيم ويكفي أن أفضل من خلق الله تعالى وهو نبينا محمد ( ص )
والذي لا يدانيه في الفضل مدان ، كان يقول : إن الحسين جزء منه " حسين مني وأنا من حسين "
إذاً الحسين ( ع ) جزء من أعظم مخلوق فمن الطبيعي أن تكون له هذه ِ العظمة
وهذا الخلود ، ولكن هذا الخلود أيضاً قليل في حقه .
أحب الله من أحب حسينا أبغض الله من أبغض حسينا ، منذ يوم ولادته تحدث رسول الله ( ص )
عن فضله ، وعن شهادته ومأساته ، حين دمعت عيناه
قيل له : لا دمعت عيناك يا رسول الله تبكي ووليد قد رزقت به .
قال : ( هبط علي حبيبي جبرئيل واخبرني أن ابني هذا تقتله فئة من أمتي عطشاناً ظمآن في ارض يقال لها
كربلاء واتى بحفنة من تراب وأعطاها لأم سلمه وقال لها : احتفظي بها فإذا رأيتها قد امتلأت دماً عبيطاً فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل ) .
نقول لمن يلومنا في اهتمامنا الغير عادي حول قضية الإمام الحسين ( ع )
أن القضية غير عادية وأن الشخص غير عادي .
ثالثاً _ فظاعة المأساة الحسينية :
فطبيعة المأساة التي عانها الإمام الحسين ( ع ) ومن كان معه والتي حصلت لعائلته بعد قتله
كان سبباً مهماً لخلود هذه ِِ القضية العظيمة فبعد انتهاء المعركة أمر عمر بن سعد الجيش
أن يحزوا كل الرؤوس عن جثث القتلى ، وأمر كل قبيلة أن تأخذ حصتها من الرؤوس
التي شاركت بقتلها ، حتى إذا دخلتم على ابن زياد ويزيد عرف صنيع كل قبيلة ، وبالفعل أخذت تلك
القبائل تحمل على أسنتها تلك الرؤوس الشريفة .
ويروى أن قبيلة من القبائل لم تحصل على رأس
فاحتجوا على ابن سعد ، كيف نثبت مشاركتنا إذاً في الحرب
فبحثوا حتى إذا لم يصلوا إلى نتيجة
تذكر احدهم وقال : ألا تذكرون أن طفلاً رضيعاً للحسين قد ذبحناه على صدره
فقال احدهم : انا رأيت الحسين وهو يحفر خلف الخيمة بقائم سيفه
فحفروا خلف الخيام حتى عثروا على جثة عبد الله الرضيع واحتزوا رأسه .
هل تجد مثل هذه ِ الأحداث في قضية أخرى غير واقعة كربلاء
إنها قضية تحرك الوجدان والضمير .
ولكن مع كل هذا سيبقى الحسين ( ع ) خالد الذكر بإذن الله تعالى وسيبقى شمعة
تضيء دروب الثائرين والمصلحين وسيبقى منهلاً عذباً لكل الأحرار والمؤمنين
وسيبقى أنشودة الدهر وأهزوجة الزمن .
فسلام ُ عليك يا أبا الأحرار يوم ولدت ويوم عانقت الشهادة ويوم تبعث حياً شافعاً
لكل السائرين على خطى دربك المنير .
تعليق