إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مبروك لاهل السنه هدايه احدى الشيعيات ولله الحمد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة العنكبوت السني
    تم حذف الرابط من قبل المشرف





    عراقية
    تاريخ التسجيّل: Sep 2007
    عدد المشاركات: 266
    فكرت وبحثت وقررت ...وصلت اخيرا الى بر الامان
    ------------------------------------------------------------

    بداية انا من عائلة شيعية علوية ..نشأت على اصول الامامية ...
    ازور القبور واتمرغ واتمسح بشبابيك واترجى من الحديد يجاوبني ويسمعني ويعطيني ويسعدني ..
    وكنت اضحك على نفسي واقول اني اطلب من الله لكن انا اتوسط عند الامام يطلب لي من ربي
    انذر لغير الله ..اروج للبدع ...اعمل أي شي وافتخر انه يميزني بمذهبي
    ما احب اللطم وما احضر مجالس العزاء لان والدتي ماعلمتنا على هذا
    لكن فيما عدا ذلك انا كنت انتصر لمذهبي واتعصب له ولو على حساب الحق
    عناد لا اكثر ولا اقل

    ارفض اسمع وارفض اكتشف لان حفظوني من صغري كلمتين
    ((اهل السنة يقشمرونا بكلامهم ))
    لكن بعد ان فتح الله على قلبي وعقلي واخترقهم النور
    صرت اشوف الامور من غير زاوية وبغير طريقة صرت اشوف الشبابيك مجرد حديد ..
    وادركت ان القبر مافيه غير عظام برغم احترامي وتقديسي لها لكنها مجرد عظام ..
    اذا بقت العظام اصلا
    تحت القبر لايوجد الروح اللي نناجيها ونخاطبها لانها عند ربها ..
    ومن يدخل القبر مايسمع اللي فوق الارض
    وكلامنا عن الملائكة اللي تحيط الاضرحة شي خرافي وتافه
    الملائكة مستحيل تدخل مكان يشرك فيه ويسجد فيه لغير الله
    شفت ان كتبنا اللي نتباهى بيها هي مجرد مؤلفات مالها قيمة بدون أي دليل يثبت
    انها كلام الائمة وفيها اساءة للائمة بشتى الطرق
    مهما حاولت اتكلم الان الكيبورد يعجز والاصابع تعجز ..
    لان الهداية شي من رب العالمين
    ببساطة هذا شغل رب العالمين وحكمته
    كل اللي اقوله
    ..اني سعيدة
    ..راضية
    ..وصلت لنتيجة ...
    وجدت نفسي ..
    واتمنى هذي السعادة تدخل قلوبكم يا ابناء قومي ..
    طبعا بجهاد النفس وشوية شجاعة توصلوها
    الحمد لله اللي هداني ونورني وبصرني بالحق
    شكري وامتناني للاخوة اللي مدوا لي يد العون وتحملوني وتحملوا سذاجتي وعنادي
    شكر واحترام وتقدير للاخ ابن ابيه والاخ نصير الصحابة
    اشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ..واشهد ان محمدا عبده ورسوله
    ولا نبي بعده ولا معصوم بعده
    وان علي بشر صحابي جليل مؤمن شجاع مبشر بالجنة ..لكنه بشر والائمة من ولده بشر ..
    ائمة صالحين تقاة ..لكنهم بشر غير معصومين
    وانا اشهد بهذا واعاهد ربي على ان اعلمه لاولادي واربيهم على عقيدة صحيحة ما مكنني ربي
    واعاني على ذلك





    اللهم لك الحمد والمنه
    اللهم تقبل توبتها
    واحشرها اللهم مع االنبياء والصديقين والشهداء
    امين يارب العالمين

    والله اكبر ... والعزة للاسلام والمسلمين

    اللهم لك الحمد و الشكر

    اسأل الله الكريم لها الثبات على الحق

    تعليق


    • #17
      بسم الله الرحمن الرحيم

      يا صاحب الموضوع جملة واحدة تنهي موضوعك

      هناك مسلمين اعتنقوا الدين النصراني فهل هولاء على حق ؟؟؟؟

      تعليق


      • #18
        حتى وان كانت شيعية فعلا ....
        فلن يضر انتقالها المذهب شيئا ...
        بل على العكس ....
        فقد تقلص عدد المتشيعين بالاسم فقط ...

        تعليق


        • #19
          هههههههههههههههههه
          هي اصلا ليست امامية اثني عشرية
          تطلب من الحديد وتنذر لغير الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          العنكبوت السني
          اي البيوت اهون ؟؟؟؟؟؟؟
          هل تعرفه
          سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالالالالالاماااااااااااااااااااااا ااااااااااا
          تذكرة لك ولغيرك
          الملائكة لاتدخل الى مكان فيه شرك ماشي
          ولكنها موجودة ايمن وايسر عند المشرك والفاسق والزاني وشارب الخمر
          صح ام لا
          ايضا
          سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال الالالالالالالامااااااااااااااااااااااااااااا

          تعليق


          • #20
            الرد !


            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
            أفضل الرد بقدر الموضوع ،، فمثل هذه المقالات وعبر وسيلة كشبكة كالانترنت من السهل تأليفها ..
            ولكن أليس من الممكن أن يتحول المرء من مذهبه بغض النظر أكان ومذهباً حقاً أم لا إلى مذهب آخر وحتى دين آخر ؟!!
            نعم .. ذلك ممكن ووارد ... ولكن متى ؟!!!!
            هنالك عدة حالات :
            فإما أن يغير المرء مذهبه وهو مذهب الحق إلى مذهب الخطأ والضلال والسبب ليس في مذهب الحق
            وإنما جهل هذا الإنسان بمذهبه الحق وعدم معرفته به وسقوطه تحت تأثير الشبهات أو الافتراءات
            والأباطيل التي تشاع ضد مذهبه .
            وهذا ماهوحاصل لدى هذه الفتاة التي ذكرتموها في مقالتكم فمن الواضح لنا جلياً جهلها عن معاني
            الحقيقية وراء أفعالها واعتقادها بأنها تعبد الحجر أو الحديد !!!!!

            وإما أن يغير المرء مذهبه لأنه وجد أنه أو اكتشف أنه على الضلال وذلك لايكون إلا بعد البحث
            والدراسة وقراءة ومعرفة آراء المذهب الآخر ... كمثل الاخوة المستبصرين الذين كانوا سنة
            وغيروا مذهبهم فتشيعوا .. فما هو السبب ... ؟!
            كثيراً ما يشاع ضد شيعة أمير المؤمنين عليه السلام افتراءات وأكاذيب بروجها بعض المخالفين بغية
            طمس الحقائق أو حقاداً وكراهية ..
            كمثل أننا نعبد الحجر أو ننذر لغير الله أو نشرك بالله
            . . وغير ها الكثيـــــــــر من الافتراءات
            ..!!!!!
            لقد قرأ أولئك كتب الحديث والتوحيد والفقه والتفسير .... ووجدوا التناقض ، والعديــد من
            الاستفهامات التي لم يلقوا لها جواباً إلا في مذهب الإمامية !
            لقد قرأ واطلع أولئك المستبصرين على مايقوله التاريخ وكتب التاريخ ... ومن يغير التاريخ
            ؟!! حتى وإن يحاول البعض طمس الحقائق وتزويرها لايتمكنون من ذلك دوماً لان نور الحقيقة
            مضيء كالشمس ترسل أشعتها في كل مكان ، عندما قرأت لبعض أولئك الذين تشيعوا وجدت أنهم
            كانوا يعيشون حالة من الصراع الفكري
            في أنفسهم ولكنهم لم يتوقفوا على عند هذا الحد ... بل تحركوا ولكي يحافظوا
            على مذهبهم خائفين عليه وجدناهم توجهوا إلى علماءهم السنة ، وسألوهم عن هذا الحديث وذاك وعن
            التاريخ ومالذي جرى .. فماذا كان جواب علماءهم ؟!؟!
            منهم من سخط وأصابه الغضب من سؤاله في مثل هذه الأمور لدرجة
            أنه قد طرد الشخص السائل ...!

            ومنهم من أجاب وحاول أن يتحفط في الإجابة بحيث لايبينها أو أن
            يجيب البعض بما لايقنع السائل ...!

            فبقوا على هذه الحال يعيشون في دوامة ويحثون عند هذا وذاك ويتساءلون لماذا نكره أبناء المذهب
            الآخر ؟!!!
            والله سبحانه وتعالى لا يخيب من دعاه ولا يقطع رجاء من رجاه
            وكل طالب للحقيقة ذي إرادة وتصميم وبحث لابد أن يدله الله تعالى ولايتركه تائهاً في الظلمات وفي
            طريق التيه والضلال ، والحمد لله رب العالمين ..

            فوجدوا جواب استفساراتهم ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وآله بمافيه حديث رسول الله صلى
            الله عليه وآله أن بعده يكون اثنا عشر خليفة
            كلهم من قريش أو بالأحرى
            (
            كلهم من بني هاشم
            ) وأحاديث عينت أسماءهم وألقابهم أيضاً ...
            لقد وجدوا أن هؤلاء الخلفاء موجودين فقط لدى
            مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية
            ..
            فاطلعوا على كتب الشيعة وعلى رد الشبهات التي
            يثيرها المخالفون ضدنا بمافيها ماذكرتموه أخي الكريم في مقالكم هذا من افتراء وعندما أقول افتراء
            ، فبالفعل هذا افتراء علينا كمثل
            أننا
            ( ازور القبور واتمرغ واتمسح بشبابيك واترجى من الحديد يجاوبني ويسمعني ويعطيني ويسعدني
            ..
            وكنت اضحك على نفسي واقول اني اطلب من الله لكن انا اتوسط عند الامام يطلب لي من ربي
            انذر لغير الله )
            للأسف أن ينظر المرء إلى الدين الإسلامي بشكل سطحي ... هامشي .. فيجرده عن الكثير
            من معانيه وروحه و مكنوناته ودرره المنيرة
            فمن قال لك أن الشيعة يترجون من الحديد ويتوسلون للحديد وهو يسمعهم ويعطيهم ؟!!!!
            ألهذه الدرجة تخدعون بسرعة على ما يثار ضدنا ونحن نقرأ كتاب الله وكتابنا وكتابكم واحد (
            القرآن الكريم )
            والله تعالى أرسل الأنبياء لتوحيده جل وعلا وإبعاد الناس عن الشرك والضلال ..؟؟؟؟!!!!!
            يا أخي الكريم نفضل أن نجيبكم بقدر ماتفضلتم به كي تتضح لكم الحقيقة فإني أجد لديكم جهلا كبيراً
            بما لدينا وفي نفس الوقت ألتمس لديكم حباً في الإطلاع والمعرفة وهذا أمر جيد ..
            أخي الكريم العنكبوت ..
            نحن لا نتوسل من الحديد نحن نتوسل بصاحب الضريح وعندما نتوسل بصاحب الضريح كرسولنا
            الكريم محمد صلى الله عليه وآله أو أحد أئمتنا المعصومين عليهم السلام فنحن لا نعبدهم هنا فكيف
            نعبدهم والعبادة لاتكون إلا لله تعالى وحده فهو الذي نعتقد بأنه القادر المتصرف على نحو الاستقلال
            ...
            والأئمة المعصومون سلام الله تعالى عليهم يتمكنون من قضاء حاجاتنا بإذن الله تعالى وليس على نحو
            الاستقلال .
            فنحن نعتقد بــ أنهم معصومون وذوي مكانة ومنزلة عند الله تعالى ولهم كرامات وكراماتهم صلوات
            الله تعالى عليهم ليست مقتصرة على حياتهم بل وحتى بعد مماتهم فالمؤمنون أحياء عند ربهم يرزقون
            فنحن نتوسل بهم ويكأننا بذلك نقول لهم ادعوا لنا الله تعالى أن يشفينا وأن يفرج عنا وأن يزيح همنا
            ..
            والحمد لله تعالى ننال ذلك فما أكثر ما قضيت حوائج المؤمنين ببركات أئمتنا المعصومين صلوات الله
            وسلامه عليهم أجمعين ولا يزال ذلك .

            يا اخي الكريم نحن عندما نتوسل بالإمام المعصوم عليه السلام في قضاء الحاجة فلا يعني ذلك إننا
            نجعل قضاء الحاجة بيد هذا الإمام على نحو الاستقلال _
            معاذ الله _
            بل قضاء الحاجة يكون بإذن الله سبحانه وتعالى
            ، وبما أن هذا الإمام ذا مكانة ومنزلة وشأن عند الله تعالى فنحن نقدمه بين يدي
            حاجاتنا وننال بذلك الحاجة ..
            كمثال نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام حيث يقول جل وعلا في كتابه الكريم :
            (( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
            أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ
            فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا
            بِإِذْنِ اللّهِ
            وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى
            بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ
            إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) ))

            سورة آل عمران .
            لابد أن تفرق و تعلم يا أخي الكريم معنى العبادة قبل أن تتهم الشيعة بعبادة غير الله _ معاذ الله _
            !!
            ولكي يكون حديثي واضحاً ومرتباً أكثر فسوف أنقل لك ما ذكر في كتبنا حول العبادة وهل أن التبرك
            والتوسل بالأئمة والصالحين عبادة وغيرها .... للشيخ الفاضل جعفر سبحاني من كتابه
            (العبادة ) والذي تناول الموضوع بصورة دقيقة وقد أجاب عن رأي إخوتنا السنة بشأن ما يعتقدونه
            في العبادة ومانعتقده نحن كي تكون على بينة أكثر ...
            ولابأس أخي الكريم أن يكون لكم إطلاع فكما قلت لكم سلفاً جميل أن يتعرف المرء على ثقافات
            ومذهب الآخرين حتى وإن اختلفوا معه ... ولكن تمعنوا في ما
            سوف يكتب جيداً واقرؤوه قراءة فاحصة كي تفهموا
            .
            _____________________________
            تقديم
            بسم الله الرحمن الرحيم
            العبادة من الموضوعات التي تطرق إليها الذكر الحكيم كثيرا. و قد حث عليها في أكثر من سورة و
            آية و خصها بالله سبحانه و قال: (و قضى ربك ألا
            تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا
            ) (الإسراء/23) و نهى عن عبادة غيره من
            الأنداد المزعومة و الطواغيت و الشياطين، و جعلها الأصل الأصيل بين الشرائع السماوية و قال:
            (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد
            إلا إياه و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)
            (آل
            عمران/ 64) كما جعلها الرسالة المشتركة بين الرسل فقال سبحانه:
            (و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا
            الطاغوت فمنهم من هدى الله و منهم من حقت عليه الضلالة)
            (النحل/36).
            فإذا كان لهذا الموضوع تلك العناية الكبيرة فجدير بالباحث المسلم
            أن يتناولها بالبحث و التحقيق العلمي، حتى يتميز هذا الموضوع عن غيره تميزا منطقيا.

            و الذي يضفي على الدراسة، أهمية أكثر، هو أن التوحيد في
            العبادة أحد مراتب التوحيد التي لا محيص للمسلم من تعلمه، ثم عقد القلب عليه، و التحرر عن أي لوم
            من ألوان الشرك. فلا تنال تلك الأمنية في مجالي العقيدة و العمل إلا بمعرفة الموضوع معرفة
            صحيحة، مدعمة بالدليل حتى لا يقع في مغبة الشرك، و عبادة غيره سبحانه.


            و رغم المكانة الرفيعة للموضوع لم نعثر على بحث جامع حول مفهوم العبادة يتكفل بيان مفهومها، و
            حدها الذي يفصله عن التكريم و التعظيم أو الخضوع و التذلل، و كأن السلف (رضوان الله عليهم)
            تلقوها مفهوما واضحا، و اكتفوا فيها بما توحي إليهم فطرتهم.
            و لو صح ذلك فإنما يصح في الأزمنة السالفة، دون اليوم الذي استفحل عند بعض الناس أمر ادعاء
            الشرك في العبادة، فيما درج عليه المسلمون منذ قرون إلى أن ينتهي إلى عصر التابعين و
            الصحابة فأصبحـ بادعائهمـ كل تعظيم و تكريم للنبي، عبادة له، و كل
            خضوع أمام الرسول شرك، فلا يلتفت الزائر يمينا و شمالا في المسجد الحرام و المسجد النبوي إلا و
            توقر سمعه كلمة«هذا شرك يا حاج»، و كأنه ليس
            لديهم إلا تلك اللفظة، أو لا يستطيعون تكريم ضيوف الرحمن إلا بذلك.

            فاللازم على هؤلاءـ الذين يعدون مظاهر الحب و الود، و التكريم
            و التعظيم شركا و عبادةـ

            وضع حد منطقي للعبادة،
            يميز بها، مصاديقها عن غيرها حتى يتخذه الوافدون
            من أقاص العالم و أدانيه، ضابطة كلية في المشاهد و المواقف، و لكنـ و للأسفـ لا تجد بحثا حول
            مفهوم العبادة و تبيينها في كتبهم و نشرياتهم و دورياتهم.

            فلأجل ذلك قمنا في هذه الرسالة، بمعالجة هذا
            الموضوع، بشرح مفهومها لغة و قرآنا، حيث بينا أن حقيقة الشرك في تعاليم الأنبياء أخص مما ورد
            في المعاجم و كتب اللغة.

            جعفر السبحاني
            تحريرا في 25/2/1416 ه
            تخصيص العبادة و الاستعانة بالله سبحانه
            إن المسلم في شرق الأرض و غربها، يخص العبادة و الاستعانة بالله سبحانه في كل يوم في صلواته
            الخمس فيقول:
            (إياك
            نعبد و إياك نستعين

            ) و لا خلاف بين المسلمين في هذه
            الضابطة الكلية، أي أن العبادة مختصة بالله سبحانه، و لا يصح إصدار هوية إسلامية لشخص إلا بعد
            الاعتراف بهذه الكبرى، و

            إنما الخلاف بينهم في بعض الأمور و الأحوال
            الخارجية، فهل هي عبادة أو لا؟ فلو صحت كونها عبادة فلا يجوز الإتيان بها لغيره سبحانه و إن أتى
            بها لغيره يعد مشركا.

            مثلا
            تقبيل الأضرحة هل هو عبادة لصاحب القبر أو تكريم و تعظيم له؟ و
            هكذا الصلاة في المشاهد و عند قبور الأنبياء، فهل هي عبادة لصاحب القبر (و إن كانت الصلاة لله)
            أو هي عبادة لله و لكن تتضمن التبرك بصاحب القبر؟

            و مثل ذلك مسألة الاستعانة في نفس الآية، فمع الاعتراف بحصر الاستعانة بالله سبحانه،
            فلا شك عند العقلاء
            عامة أنه تجوز الاستعانة بالأحياء في الأمور الدنيوية، و لكن إذا
            استعان بإنسان حي فيما يرجع إلى الأمور الغيبية، كرد ضالته و برء مرضه فهل هو استعانة تخالف
            الحصر المذكور في الآية أو لا؟

            و هناك صورة ثالثة أبهم من الصورة الثانية و هي: إذا استعان
            بميت بنحو من الأنحاء كما إذا طلب منه الدعاء و الاستغفار في حقه فهل هي استعانة
            تخالف الحصر أو لا؟ و قس على ذلك بعض ما يرد عليك من الصور المرددة بين العبادة و التكريم،
            أو بين الاستعانة الجائزة و المحرمة.

            و لأجل أن يكون البحث أكثر علمية و موضوعية علينا أولا البحث في مسألتين:
            1ـ تحديد مفهوم العبادة حتى تتميز عن التكريم و التبجيل و
            التبرك.

            2ـ تحديد الاستعانة المختصة بالله و فصلها عن الاستعانة
            الجائزة.

            كل ذلك في ضوء القرآن الكريم.

            المسألة الأولى:
            مفهوم العبادة و حدها
            بالرغم من عناية اللغويين و المفسرين بتفسير لفظ العبادة و تبيينها،
            لكن لا تجد في كلماتهم ما يشفي الغليل، و ذلك لأنهم فسروه بأعم المعاني و أوسعها و ليس مرادفا
            للعبادة طردا و عكسا.

            قال الراغب في المفردات: (العبودية:
            إظهار التذلل، و العبادة أبلغ منها، لأنها غاية التذلل، و لا يستحق إلا من له غاية الإفضال و هو الله
            تعالى و لهذا قال: (و قضى ربك ألا تعبدوا إلا
            إياه
            ...)).
            قال ابن منظور في لسان العرب: (
            أصل العبودية: الخضوع و التذلل).
            3ـقال الفيروزآبادي في القاموس المحيط:
            (العبادة: الطاعة).
            قال ابن فارس في المقاييس: (العبد:
            الذي هو أصل العبادة، له أصلان متضادان، و الأول من ذينك الأصلين، يدل على لين و ذل، و الآخر
            على شدة و غلظ).
            هذه أقوال أصحاب المعاجم
            و لا تشذ عنها أقوال أصحاب التفاسير و هم
            يفسرونه بنفس ما فسر به أهل اللغة، غير مكترثين
            بأن تفسيرهم، تفسير لها بالمعنى الأعم.

            قال الطبري في تفسير قوله:
            (إياك نعبد) اللهم لك نخشع و نذل و
            نستكين إقرارا لك يا ربنا بالربوبية لا لغيرك. إن العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة و أنها
            تسمى الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام و ذللته السابلة معبدا، و من ذلك قيل للبعير المذلل
            بالركوب للحوائج: معبد، و منه سمي العبد عبدا، لذلته لمولاه (1) .
            قال الزجاج: معنى العبادة: الطاعة
            مع الخضوع، يقال: هذا طريق معبدا إذا كان مذللا لكثرة الوطء، و بعير معبد إذا كان مطليا
            بالقطران، فمعنى (إياك نعبد):إياك
            نطيع، الطاعة التي نخضع منها (2) .
            و قال الزمخشري: العبادة: أقصى
            غاية الخضوع و التذلل، و منه ثوب ذو عبدة أي في غاية الصفافة، و قوة النسج، و لذلك لم تستعمل إلا
            في الخضوع لله تعالى لأنه مولى أعظم النعم فكان حقيقا بأقصى غاية الخضوع (3) .
            قال البغوي: العبادة: الطاعة مع
            التذلل و الخضوع و سمي العبد عبدا لذلته و انقياده يقال: طريق معبد، أي مذلل (4) .
            قال ابن الجوزي: المراد بهذه العبادة
            ثلاثة أقوال:
            أـ بمعنى التوحيد (إياك نعبد) عن علي و ابن عباس.
            بـ بمعنى الطاعة كقولة تعالى (لا تعبد الشيطان).
            جـ بمعنى الدعاء (5) .
            قال البيضاوي: العبادة أقصى غاية
            الخضوع و التذلل، و منه الطريق المعبد أي مذلل، و ثوب ذو عبدة، إذا كان في غاية الصفافة، و لذلك
            لا تستعمل إلا في الخضوع لله تعالى (6) .
            و سيأتي أن تفسير العبادة بغاية الخضوع ربما يكون تفسيرا بالأخص، إذ لا تشترط في صدقها غاية
            الخضوع، و لذلك يعد الخضوع المتعارف الذي يقوم به أبناء الدنيا أمام الله سبحانه عبادة، و إن لم
            يكن بصورة غاية التعظيم، و ربما يكون تفسيرا بالأعم، فإن خضوع العاشق لمعشوقه ربما يبلغ نهايته
            و لا يكون عبادة.
            و قال القرطبي: نعبد، معناه نطيع، و
            العبادة: الطاعة و التذلل، و طريق معبد إذا كان مذللا للسالكين (7) .
            8ـ و قال الرازي: العبادة عبارة عن الفعل
            الذي يؤتى به لغرض تعظيم الغير و هو مأخوذ من قولهم: طريق معبد (8) .
            و إذا قصرنا النظر في تفسير العبادة، على هذه التعاريف و قلنا بأنها تعاريف تامة جامعة
            للأفراد و مانعة للأغيار، لزم رمي الأنبياء و المرسلين، و الشهداء و الصديقين بالشرك و أنهمـ
            نستعيذ باللهـ لم يتخلصوا من مصائد الشرك، و لزم ألا يصح تسجيل أحد من الناس في قائمة
            الموحدين. و ذلك لأن هذه التعاريف تفسر العبادة بأنها:

            1ـ إظهار التذلل.
            2ـ إظهار الخضوع.
            3ـ الطاعة و الخشوع و الخضوع.
            4ـ أقصى غاية الخضوع.
            و ليس على أديم الأرض من لا يتذلل أو لا يخشع و لا يخضع لغير الله
            سبحانه و إليك بيان ذلك:

            ليست العبادة نفس الخضوع أو نهايته
            إن الخضوع و التذلل حتى إظهار نهاية التذلل لا يساوي العبادة و
            لا يعد حدا منطقيا لها
            ، بشهادة أن
            خضوع الولد أمام والده، و التلميذ أمام استاذه، و الجندي أمام قائده، ليس عبادة لهم و إن بالغوا في
            الخضوع و التذلل حتى و لو قبل الولد قدم الوالدين، فلا يعد عمله عبادة، لأن الله سبحانه يقول: (
            و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
            (الإسراء/24) .

            و أوضح دليل على أن الخضوع المطلق و إن بلغ النهاية لا يعد عبادة هو أنه سبحانه أمر الملائكة
            بالسجود لآدم و قال: (و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم)
            (البقرة/34) و آدم كان مسجودا له
            ككونه سبحانه مسجودا له، مع
            أن الأول لم يكن عبادة و
            إلا لم يأمر بها سبحانه،
            إذ كيف يأمر بعبادة غيره و في الوقت نفسه ينهى عنها بتاتا في جميع
            الشرائع من لدن آدم عليه السلام إلى الخاتم صلى الله عليه و آله،
            و لكن الثاني أي
            الخضوع لله، عبادة .
            و الله سبحانه يصرح في أكثر من آية بأن الدعوة إلى
            عبادة الله سبحانه و النهي عن عبادة غيره،
            كانت
            أصلا مشتركا
            بين جميع الأنبياء، قال
            سبحانه:
            (و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا
            الطاغوت) (النحل/36)

            و قال سبحانه: (و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا
            نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (الأنبياء/25)

            و في موضع آخر من الكتاب يعد سبحانه التوحيد في العبادة: الأصل المشترك بين جميع
            الشرائع السماوية،
            إذ يقول:
            (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا) (آل
            عمران/64)
            و معه كيف يأمر بسجود الملائكة لآدم الذي هو من مصاديق
            الخضوع النهائي؟ و هذا الإشكال لا يندفع إلا بنفي كون الخضوع عبادة، ببيان أن للعبادة
            مقوما
            لم يكن موجودا في سجود الملائكة لآدم.

            و لم يكن آدم فحسب هو المسجود له بأمره سبحانه، بل
            يوسف الصديق كان نظيره، فقد سجد له
            أبواه و إخوته، و تحقق تأويل رؤياه بنفس ذلك العمل، قال سبحانه حاكيا عن لسان يوسف:
            (إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي
            ساجدين) (يوسف/4).


            كما يحكي تحققه بقوله سبحانه:
            (و رفع أبويه على العرش و خروا له سجدا و قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي
            حقا) (يوسف/100)
            و معه كيف يصح تفسير العبادة بالخضوع أو نهايته.

            إنه سبحانه أمر جميع المسلمين بالطواف بالبيت، الذي ليس هو إلا حجرا و طينا، كما أمر بالسعي بين
            الصفا و المروة، قال سبحانه: (وليطوفوا بالبيت العتيق) (الحج/29) و قال سبحانه :
            (إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (
            البقرة/158).
            فهل ترى أن الطواف حول التراب و الجبال و الحجر عبادة لهذه الأشياء
            بحجة أنه خضوع لها؟ !

            إن شعار المسلم الواقعي هو التذلل للمؤمن و التعزز على الكافر، قال
            سبحانه: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه
            أذلة على المؤمنين
            أعزة على الكافرين
            ) (
            المائدة/54).
            فمجموع هذه الآيات و جميع مناسك الحج، يدلان بوضوح على أن مطلق الخضوع و التذلل ليس
            عبادة. و لو فسرها أئمة اللغة بالخضوع و التذلل، فقد
            فسروها بالمعنى الأوسع،
            فلا محيص حينئذ عن
            القول بأن العبادة ليست إلا نوعا خاصا من الخضوع. و لو سميت في بعض الموارد مطلق الخضوع
            عبادة، فإنما سميت من باب المبالغة و المجاز،
            يقول سبحانه:
            (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أ فأنت تكون عليه وكيلا)
            (الفرقان/43) فكما أن إطلاق اسم
            الإله على الهوى
            مجاز فكذا تسمية متابعة الهوى عبادة لها، ضرب من المجاز.

            و من ذلك يعلم مفاد قوله سبحانه: (أ لم أعهد إليكم يا بني
            آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين‏
            و أن اعبدوني هذا صراط مستقيم
            ) (يس/60ـ61)
            فإن من يتبع قول الشيطان فيتساهل في الصلاة و الصيام، و يترك
            الفرائض أو يشرب الخمر و يرتكب الزنا، فإنه بعمله هذا يقترف المعاصي لأنه يعبده كعبادة الله، أو
            كعبادة المشركين للأصنام و لأجل ذلك، لا يكون مشركا محكوما عليه بأحكام الشرك، و خارجا عن
            عداد المسلمين، مع أنه من عبدة الشيطان لكن بالمعنى الوسيع الأعم من الحقيقي و المجازي.

            و ربما يتوسع في إطلاق العبادة فتطلق على مطلق الإصغاء لكلام الغير، و في الحديث:
            (من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز
            و جل فقد عبد الله، و إن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان
            »
            (9) .
            توجيه غير سديد
            إن بعض من يفسر العبادة بالخضوع و التذلل عند ما يقف أمام هذه
            الدلائل الوافرة، يحاول أن يجيب و يقول: إن سجود الملائكة لآدم أو سجود يعقوب و أبنائه ليوسف،
            لم يكن عبادة له و لا ليوسف، لأن ذلك كان بأمر الله سبحانه و لو لا أمره لا نقلب عملهم عبادة لهما
            .

            و هذا التوجيه بمعزل عن التحقيق، لأن معنى ذلك أن أمر الله
            يغير الموضوع، و يبدل واقعه إلى غير ما كان عليه، مع أن الحكم لا يغير الموضوع.

            فلو نفترض أنه سبحانه أمر بسب المشرك و المنافق فأمره
            سبحانه لا يخرج السب عن كونه سبا، فلو كان مطلق الخضوع المتجلى في صورة السجود لآدم، أو
            ليوسف، عبادة لكان معنى ذلك أنه سبحانه أمر بعبادة غيره، مع أنها فحشاء بتصريح الذكر الحكيم لا
            يأمر بها سبحانه، قال تعالى:

            (إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا
            تعلمون
            ) (الأعراف/28).
            و هناك تعاريف للعبادة لجملة من المحققين نأتي بها واحدا
            بعد الآخر:

            1ـ نظرية صاحب المنار في تفسير العبادة
            إن صاحب المنار لما وقف على بعض ما ذكرناه حاول أن يفسر
            العبادة بشكل يبعده عن بعض ما ذكرنا، لذلك أخذ في التعريف قيودا ثلاثة:

            أـ العبادة ضرب من الخضوع بالغ حد النهاية.
            بـ ناشئ عن استشعار القلب عظمة المعبود، لا يعرف منشأها.
            جـ و اعتقاده بسلطة لا يدرك كنهها و ماهيتها.
            و يلاحظ على هذا التعريف:
            أولا: أن التعريف غير جامع، و ذلك لأنه إذا
            كان مقوم العبادة، الخضوع البالغ حد النهاية فلا يشمل العبادة الفاقدة للخشوع و الخضوع
            التي يؤديها أكثر المتساهلين في أمر الصلاة،
            و ربما يكون خضوع الجندي لقائده أشد من هؤلاء المتساهلين الذين يتصورون
            الصلاة عبادة و جهدا.

            و ثانيا: ماذا يريد من قوله« عن استشعار
            القلب عظمة المعبود لا يعرف منشأها»؟ فهل يعتقد أن الأنبياء كانوا يستشعرون عظمة المعبود و لكن
            لا يعرفون منشأها. مع أن غيرهم يستشعر عظمة المعبود و يعرف منشأها، و هو أنه سبحانه:
            الخالق البارئ، المصور، أو أنه سبحانه هو الملك القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن العزيز الجبار
            المتكبر.

            و ثالثا: ماذا يريد من قوله: «
            و اعتقاده بسلطة لا يدرك كنهها و ماهيتها»
            ؟.
            فإن أراد شرطية هذا الاعتقاد في تحقق العبادة، فلازم ذلك عدم صدقها على عبادة الأصنام و
            الأوثان، فإن عباد الأوثان يعبدونها و كانوا يعتقدون بكونهم شفعاء عند الله سبحانه فقط لا أن لهم
            سلطة لا يدرك كنهها و ماهيتها.

            المزيد قادم بإذنه تعالى .....

            تعليق


            • #21
              وادركت ان القبر مافيه غير عظام برغم احترامي وتقديسي لها لكنها مجرد عظام ..
              اذا بقت العظام اصلا


              (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)

              اسد الغابة: حرف العين، ترجمة عبد الله بن عمرو بن حرام
              أخبرنا أبو الحرم مكي بن زيان بن شبة المقرئ النحوي بإسناده إلى يحيى بن يحيى، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة‏:‏ أنه بلغه أن عمرو بن الجموح و عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكان في قبر واحد، وكانا ممن استشهد يوم أحد، فحفروا عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد وضع يده على جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت‏.‏ وكان بين يوم أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة‏"‏‏.‏

              http://www.al-eman.com/islamlib/view...BID=400&CID=75


              هذا غيض من فيض

              تعليق


              • #22
                التتمة ...


                2ـ نظرية الشيخ شلتوت، زعيم الأزهر

                و قد عرف شيخ الأزهر الأسبق العبادة بنفس ما عرفها به صاحب
                المنار، و لكنه يختلف عنه لفظا و يتحد معه معنى، فقال: العبادة خضوع لا يحد، لعظمة لا تحد
                (10) .


                و هذا التعريف يشترك مع سابقه نقدا و إشكالا، و ذلك أن العبادة ليست منحصرة في خضوع لا
                يحد بل الخضوع المحدد أيضا ربما يعد عبادة، كما إذا كان الخضوع بأقل مراتبه. و كذلك لا
                يشترط كون الخضوع لعظمة لا تحد، إذ ربما تكون عظمة المعبود محدودة في زعم العابد كما هو
                الحال في عبادة الأصنام، الذي كان الدافع إلى عبادتها كونها شفعاء عند الله.


                3ـ تعريف ابن تيمية
                و أكثر التعاريف عرضة للإشكال هو تعريف ابن تيمية إذ قال:
                «العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الباطنية و الظاهرية كالصلاة و
                الزكاة و الصيام، و الحج، و صدق الحديث و أداء الأمانة، و بر الوالدين و صلة الأرحام» (11)
                .
                و هذا الكاتب لم يفرقـ في الحقيقةـ بين العبادة و
                التقرب،
                و تصور أن كل عمل يوجب القربى إلى الله، فهو عبادة له تعالى أيضا، في
                حين أن الأمر ليس كذلك، فهناك أمور توجب رضا الله، و تستوجب ثوابه لكنها قد تكون عبادة
                كالصوم و الصلاة و الحج، و قد تكون موجبة للقرب إليه دون أن تعد عبادة، كالإحسان إلى الوالدين،
                و إعطاء الزكاة، و الخمس، فكل هذه الأمور (الأخيرة) توجب القربى إلى الله في حين لا تكون
                عبادة. و إن سميت في مصطلح أهل الحديث عبادة، فيراد منها كونها نظير العبادة في ترتب الثواب
                عليها.


                و بعبارة أخرى: أن الإتيان بهذه الأعمال يعد طاعة لله و لكن ليس طاعة عبادة.
                و إن شئت قلت: إن هناك أمورا عبادية و أمورا قربية،
                و كل عبادة مقربة، و ليس كل مقرب عبادة، فدعوة الفقير إلى الطعام، و العطف على
                اليتيمـ مثلاـتوجب القرب و لكنها ليست عبادة بمعنى أن يكون الآتي بها عابدا بعمله لله تعالى.


                و إذا وقفت على قصور هذه التعاريف هنا نذكر في المقام تعريفين، كل يلازم الآخر.


                التعريف الأول:

                العبادة هي الخضوع للشي‏ء بما أنه إله
                إن لفظ العبادة من المفاهيم الواضحة، و ربما يكون
                ظهور معناها الواضح
                مانعا عن التحديد الدقيق لها غير أنه يمكن تحديدها من
                خلال الإمعان في الموارد التي تستعمل فيها تلك اللفظة، فقد استعملها القرآن في مورد
                الموحدين و المشركين،
                و قال سبحانه في الدعوة إلى عبادة نفسه
                (و لكن أعبد الله الذي يتوفاكم) (يونس
                /104) و قال سبحانه: (قل إني أمرت أن أعبد الله
                مخلصا له الدين)
                (الزمر /11).

                و قال في النهي عن عبادة غيره: (إنما تعبدون من دون
                الله أوثانا و تخلقون إفكا
                ) (العنكبوت /17) و قال:
                (أتعبدون ما تنحتون) (الصافات
                /95): فعلى الباحث أن يقتنص معنى العبادة بالدقة في أفعال العباد، و عقائدهم من غير
                فرق بين عبادة الموحدين و عبادة المشركين فيجعله حدا منطقيا للعبادة.


                إن الإمعان في ذلك المجال يدفعنا إلى القول بأن العبادة عندهم عبارة عن الفعل الدال على
                الخضوع المقترن مع عقيدة خاصة في حق المخضوع
                له، فالعنصر المقوم للعبادة حينئذ أمران :


                1ـ الفعل المنبني عن الخضوع و التذلل.
                2ـ العقيدة الخاصة التي تدفعه إلى عبادة المخضوع له.


                أما الفعل، فلا يتجاوز عن قول أو عمل دال على الخضوع و التذلل بأي مرتبة من مراتبها، كالتكلم
                بكلام يؤدي إلى الخضوع له بعمل خارجي كالركوع و السجود بل الانحناء بالرأس، أو غير ذلك مما
                يدل على ذلته و خضوعه أمام موجود.
                و أما العقيدة التي تدفعه إلى الخضوع و التذلل فهي عبارة
                عن:

                1ـ الاعتقاد بإلوهيته.
                2ـ الاعتقاد بربوبيته.

                أما الأول فالإلوهية منسوبة إلى الله و هو ليس بمعنى المعبودـ و إن
                اشتهر في الألسنـ بل كونه معبودا من لوازم كونه إلها لا أنه نفس معناه، بل إلالهـ كما يشهد عليه الذكر
                الحكيمـ مرادف، للفظ الجلالة و يختلف معه في الكلية و الجزئية، فالله كلي و لفظ الجلالة علم جزئي.
                و توضيح ذلك أن الموحدين عامة و الوثنيين كلهم، و عبدة الشمس و الكواكب يعتقدون بإلوهية
                معبوداتهم إما لكون المعبود إلها كبيرا أو إلها صغيرا، إما إلها صادقا أو إلها كاذبا، فالاعقتاد بإلوهية
                المعبود بهذا المعنى هو المقوم لصدق العبادة.


                و لأجل أنه لا يستحق العبادة إلا من كان إلها لذلك يؤكد القرآن
                بأنه لا إله إلا الله
                و مع ذلك فكيف
                تعبدون غيره.

                يقول سبحانه: (الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف
                يعلمون
                ) (الحجر /96).
                (و الذين لا يدعون مع الله إلها آخر)
                الفرقان /68).
                (و اتخذوا من دون الله آلة ليكونوا لهم
                عزا
                ) (مريم /81).
                (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى)
                (الأنعام /19).
                و حاصل الآيات أن غيره سبحانه لا
                يستحق العبادة لأنها من شؤون الإلوهية و هي من خصائص الله سبحانه لا غير،

                فيتحصل من ذلك

                أن العبادة
                عبارة عن الخضوع أمام موجود للاعتقاد بأنه إله
                حقيقي أو مجازي، و لو لا ذلك الاعتقاد لا يوصف الخضوع بالعبادة،


                و الشاهد عليه أن العاشق الولهان إذا خضع لمعشوقته،
                خضوعا بالغا لا يعد عبادة لها، لأنه لم يصدر عن الاعتقاد بإلوهيتها و أنها إله، و إنما صدر عن
                اعتقاد بأنها جميلة تجذب الإنسان بنفسيتها و جمالها.



                و يدل على ما ذكرنا من أن دعوة المشركين و خضوعهم و نداءهم و سؤالهم كانت مصحوبة
                بالاعتقاد بإلوهية أصنامهم، أنه سبحانه يفسر الشرك في بعض الآيات باتخاذ إله مع الله.

                و يقول: (و أعرض عن المشركين
                إنا كفيناك المستهزئين
                الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون
                ) (الحجر /94ـ 96).
                و في بعض الآيات يندد بالمشركين بأنه ليس لهم إله غير الله فكيف يعبدون غيره، و يقول :
                (أم لهم إله غير الله سبحان الله عما
                يشركون
                ) (الطور /43).

                و الإمعان في هذه الآيات و نظائرها يؤكد أن اندفاع المشركين إلى عبادة الأصنام أو اندفاع الموحدين
                إلى عبادة الله هو اعتقادهم بكونهم آلهة أو كونه إلها،
                فهذا الاعتقاد كان يدفعهم إلى العبادة، و لأجل
                ذلك كانوا يقدمون لمعبوداتهم النذور و القرابين و غيرهما من التقاليد و السنن.

                و لما كانت كلمة التوحيد تهدم عقيدتهم بإلهوية غيره سبحانه لذلك
                كانوا يستكبرون عند سماعها، كما قال سبحانه:

                (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله
                يستكبرون
                ) (الصافات /35).

                ثم إن الاعتقاد بإلهوية الأصنام لا يلازم الاعتقاد بكون المعبود خالقا
                للعالم حتى يقال بأن المشركين في الجاهلية كانوا موحدين في الخالقية، كما يدل على ذلك أكثر من
                آية
                . قال سبحانه:

                (و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن خلقهن
                العزيز العليم) (الزخرف /9).

                إذ للإلوهية شؤون عندهم يقوم ببعضها الإله الأعلى كخلق السماوات و الأرض، و بعضها الآخر الآلهة
                المزعومة المتخيلة عندهم، كغفران الذنوب و الشفاعة المطلقة المقبولة بلا قيد و شرط، و بما أن هذين
                الأمرين الأخيرين من شؤون الإله الأعلى أيضا و ليس للآلهة المزعومة فيها حظ و لا نصيب، يركز
                القرآن على إثباتهما لله سبحانه فقط و يقول:

                (و من يغفر الذنوب إلا الله) (آل
                عمران /135). و يقول: (قل لله الشفاعة
                جميعا
                ) (الزمر /44).

                و في ضوء ذلك فالمشركون كانوا معتقدين بالإله الأعلى الأكبر و في الوقت نفسه يعتقدون بآلة شتى
                ليس لهم من الشؤون ماللإله الأعلى منها، و في الوقت نفسه كانت الآلهة عندهم مخلوقين لله سبحانه،
                مفوضين إليهم بعض الشؤون كما عرفت.

                ترادف الإله و لفظ الجلالة
                إن الدليل الواضح على أن الإله يرادف لفظ الجلالة و لكن يفترق عنها بالجزئية و الكلية الأمور
                التالية:


                أـ وحدة المادة، إذ الأصل للفظ الجلالة هو الإله، فحذفت الهمزة و عوض اللام، و لذلك قيل في النداء:
                (يا الله، بالقطع كما يقال: يا إله) (12) .
                بـ الآيات التي استدل فيها على وحدة الإله صريحة في أن المراد من الإله هو المتصرف
                المدبر، أو من بيده أزمة الأمور أو ما يقرب من ذلك، و لا يصح تفسير الإله بالمعبود و إلا لفسد
                الاستدلال، و إليك الآيات الواردة في ذلك المجال
                .
                1ـ (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
                (الأنبياء /22) فإن البرهان على نفي تعدد الآلهة لا يتم إلا إذا جعلنا (الإله)
                في الآية بمعنى المتصرف المدبر أو من بيده أزمة الأمور أو ما يقرب
                من هذين،
                و لو جعلنا الإله بمعنى المعبود لا نتقص البرهان لبداهة تعدد
                المعبودين في هذا العالم، مع عدم فساد النظام الكوني و قد كانت الحجاز يوم نزول هذه الآية مزدحمة
                بالآلهة بل و مركزها مع انتظام العالم و عدم فساده.

                و عندئذ يجب على من يجعل (الإله) بمعنى المعبود أن يقيده بلفظ (بالحق) أي لو كان فيهما
                معبوداتـ بالحقـ لفسدتا، و لما كان المعبود بالحق مدبرا أو متصرفا لزم من تعدده فساد النظام و هذا
                كله تكلف لا مبرر له.

                2ـ (ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إله إذا لذهب
                كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض
                ) (المؤمنون /91).
                و يتم هذا البرهان أيضا لو فسرنا الإله بما ذكرنا من أنه كلي، ما يطلق عليه لفظ الجلالة . و إن
                شئت قلت: إنه كناية عن الخالق أو المدبر المتصرف أو من يقوم بأفعاله و شؤونه، و المناسب في
                هذا المقام هو الخالق، و يلزم من تعدده ما رتب عليه في الآية من ذهاب كل إله بما خلق و اعتلاء
                بعضهم على بعض.

                و لو جعلناه بمعنى المعبود لا نتقص البرهان، و لا يلزم من تعدده أي اختلال في الكون . و أدل
                دليل على ذلك هو المشاهدة. فإن في العالم آلهة متعددة، و قد كان في أطراف الكعبة المشرفة
                ثلاثمائة و ستون إلها و مع ذلك لم يقع أي فساد أو اختلال في الكون.
                فيلزم من يفسر (الإله) بالمعبود ارتكاب التكلف بما ذكرناه في الآية المتقدمة.
                3ـ (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي
                العرش سبيلا) (
                الاسراء /42) فإن ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم
                تعدد الخالق المدبر المتصرف، أو من بيده أزمة أمور الكون أو غير ذلك مما يرسمه في ذهننا معنى
                الإلوهية، و أما تعدد المعبود فلا يلازم ذلك إلا بالتكلف الذي أشرنا إليه فيما سبق.
                4ـ (إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون‏
                لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها) (الأنبياء /98ـ 99) و الآية تستدل بورود الأصنام و الأوثان
                في النار، على بطلان كونها آلهة إذ لو كانت آلهة ما وردوا النار.
                و الاستدلال إنما يتم لو فسرنا الآلهة بما أشرنا إليه، فإن خالق العالم أو مدبره و المتصرف فيه أو من
                فوض إليه أفعال الله أجل من أن يحكم عليه بالنار و أن يكون حصب جهنم.
                و هذا بخلاف ما إذا جعلناه بمعنى المعبود فلا يتم البرهان، لأن المفروض أنها كانت معبودات و قد
                جعلت حصب جهنم. و لو أمعنت في الآيات التي ورد فيها لفظ الإله و الآلهة لقدرت على استظهار
                ما اخترناه.

                حصيلة البحث:
                أن العبادة عبارة عن الخضوع الصادر
                عمن يتخذه الخاضع إلها، و ما ذكرناه على
                وجه التفصيل هو الذي أفرغه الشيخ جواد البلاغي في قالب التعريف و قال: العبادة ما يرونه
                مشعرا بالخضوع لمن يتخذه الخاضع إلها، ليوفيه بذلك ما يراه له من حق الامتياز بالإلوهية (13)
                .


                التعريف الثاني:
                العبادة عبارة عن الخضوع للشي‏ء على أنه رب

                و اللغويون و إن ذكروا للرب معاني مختلفة كالخالق و المالك و الصاحب و المصلح، و لكن الظاهر
                أن أكثر هذه المعاني من لوازم المعنى الواحد، و يمكن تصويره بأنه من فوض إليه أمر الشي‏ء من
                حيث الإصلاح و التدبير و التربية، فلو أطلق الرب على الخالق فلأنه يقوم بإصلاح مخلوقه و تدبيره،
                و تربيته. و لو أطلق على صاحب المزرعة رب الضيعة أو على سائس القوم أنه ربهم، فلأن الأول
                يقوم بتصليح أمور المزرعة، و الثاني بتدبير أمور القوم و شؤونهم و قس على ذلك سائر الأمور، فالله
                سبحانه رب العالمين،و (رب السموات و
                الأرض
                ) (الصافات /5) و (هو
                رب الشعرى
                ) (النجم /49) فلأجل أنه
                سبحانه مدبر و مدير و متصرف في شؤونها و القائم عليها
                . فلو أطلق الرب على
                مالك الدابة فلأجل أنه فوض إليه إصلاح المملوك .
                هذا من جانب، و من جانب آخر نرى الله سبحانه يعلل في بعض الآيات
                حصر العبادة في الله سبحانه حيث حصر الربوبية به دون غيره، فتدل بصراحة على أن العبادة من
                شؤون الربوبية، و إليك بعض الآيات.


                ( و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم)
                (المائدة /72).

                (إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون) (
                الأنبياء /92).

                (إن الله ربي و ربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) (آل
                عمران /51).


                و إذا عرفت هذين الأمرين:
                1ـ الرب من فوض إليه تدبير الشي‏ء و إصلاحه و تربيته.
                2ـ إن الآيات تعلل حصر العبادة في الله بكونه ربا.
                فستعرف أن اتسام الخضوع، و السؤال و الدعاء بالعبادة من شؤون
                الاعتقاد بكون المخضوع له ربا بيده مسير الخاضع و مصيره،
                و إن شئت قلت: بيده شأن أو شؤون من حياته الدنيوية أو الأخروية بيده،
                فالخضوع المقرون بهذا الاعتقاد يضفي عليه عنوان العبادة.


                و ليعلم أن المراد من كون الرب مالكا لشأن من شؤون حياته ليس المراد هو المالكية القانونية و
                الوضعية التي تعطى للإنسان حينا و تسلب عنه حينا آخر، بل المراد المالكية التكوينية المستمدة من
                الخالقية كما في الإله الأعلى أو من تفويض الإله الأعلى لها، كما هو الحال عند آلهة المشركينـ على
                زعمهمـ الذين يعتقدون بأنه سبحانه فوض إليهم بعض شؤون حياتهم، كغفران الذنوب و الشفاعة، بل
                يظهر مما نقله ابن هشام في سيرته أن الشرك دخل مكة في صورة الشرك في الربوبية فيما يرجع إلى
                الاستمطار، يقول ابن هشام:

                (كان عمرو بن لحي) أول من أدخل الوثنية إلى مكة و نواحيها، فقد رأى في سفره إلى البلقاء من
                أراضي الشام أناسا يعبدون الأوثان و عند ما سألهم عما يفعلون قائلا:
                ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدونها؟
                قالوا: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا، و نستنصرها فتنصرنا!
                فقال لهم: أفلا تعطوني منها فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه؟
                و هكذا استحسن طريقتهم و استصحب معه إلى مكة صنما كبيرا باسم (هبل) و وضعه على سطح
                الكعبة المشرفة و دعا الناس إلى عبادتها (14) .
                إذن فاستمطار المطر من هذه الأوثان و الاستعانة بها يكشف عن أن بعض المشركين كانوا يعتقدون
                بأن لهذه الأوثان دخلا في تدبير شؤون الكون و حياة الإنسان.

                نتيجة البحث


                إذا عرفنا أن مقوم العبادة عبارة عن اعتقاد السائل و الخاضع و الداعي أو
                المنادي بأن المسؤول و المخضوع له (إله
                ) و (رب) يملك
                شيئا مما يرجع إليه في عاجله أو آجله، في مسيره و مصيره، و إنه يقوم بذلك لكونه خالقا أو مفوضا
                إليه من قبل الخالق، فيقوم على وجه الاستقلال و الأصالة،
                تستطيع أن تقضي في الأعمال التي يقوم بها
                اشياع الأنبياء و محبوهم، بأنها ليست عبادة أبدا و إنما هي من مصاديق التكريم و الاحترام و إن
                بلغت نهاية التذلل، لأنها لا تنطلق من اعتقاد الخاضع بإلوهية النبي، و لا ربوبيته بل تنطلق عن
                الاعتقاد بكونهم عباد الله الصالحين، و عباده المكرمين الذين لا يعصون الله و هم بأمره يعملون،
                نظير
                :


                تقبيل الأضرحة و أبواب المشاهد التي تضم أجساد الأنبياء
                و الأولياء،
                فإن ذلك ليس عبادة لصاحب القبر و المشهد،
                لفقدان عنصر العبادة فيما يفعله الإنسان من التقبيل و
                اللمس و ما شابه ذلك.

                إقامة الصلاة في مشاهد الأولياء تبركا بالأرض التي
                تضمنت جسد النبي أو الإمام، كما تبرك بالصلاة عند مقام إبراهيم اتباعا لقوله
                تعالى
                : (و اتخذوا من مقام إبراهيم
                مصلى
                ) (البقرة /125).

                التوسل بالنبي سواء كان توسلا بذاته و شخصه، أو بمقامه
                و شخصيته أو بدعائه في حال حياته و ممات
                ه، فإن ذلك كله
                لا يكون عبادة لعدم الاعتقاد بألوهية النبي و لا ربوبيته،
                و يعد من التوسل بالأسباب، سواء كان المدعو قادرا على إنجاز العمل أو
                عاجزا، غاية الأمر يكون التوسل في صورة العجز غير مفيد، لا متسما بالشرك،
                فلو افترضنا أن الأنبياء و الأئمة في
                حال الممات غير قادرين على شي‏ء فالدعاء و التوسل بهم مع كونهم عاجزين لا يجعل العمل شركا،
                بل يجعله لغوا، مع أن أصل المبنى باطل أي أنهم غير قادرين في حال الممات.

                طلب الشفاعة من الأنبياء أو النبي الأكرم
                ليس شركا
                لأنه يطلبها منه بقيد أنه عبد مأذون لا أنه مفوض إليه أمرها،
                و في الواقع إما أن يكون مأذونا فيشفع و إما أن يكون الطلب لغوا.

                الاستغاثة بالأرواح المقدسة ليس إلا كالاستغاثة بهم في حال
                حياتهم،
                فهي على وجه يتسم بالشرك من غير فرق بين حالي الحياة و الممات و لا
                يتسم به على وجه آخر، كذلك فلو استغاث به بما أنه
                عبد أقدره الله تعالى على الإجابة حيا و ميتا، يكون من قبيل التوسل بالأسباب،

                و إن استغاث به بما أنه إله أو رب يقوم بالاستغاثة
                أصالة و استقلالا و أنه فوض إليه حياة المستغيث عاجلا و آجلا، فهو
                شرك
                من غير فرق بين الحالتين.


                هذا خلاصة البحث حول حصر العبادة بالله سبحانه، و إذا أمعنت فيما
                ذكرنا يمكنك على بعض ما أثارته بعض المناهج الفكرية في الأوساط الإسلامية حول هذه الأمور، التي
                نسبت جل المسلمين إلى الشرك في العبادة مع أنهم بمنأى عن الشرك.

                ____________________________

                الفوضى في التطبيق بين الإمام و المأموم
                لقد ترك الإهمال في تفسير العبادة تفسيرا منطقيا، فوضى كبيرة في مقام التطبيق بين الإمام و المأموم
                فنرى أن إمام الحنابلة أحمد بن حنبل

                (164ـ 241 ه) صدر عن فطرة سليمة في تفسير العبادة،
                و أفتى بجواز مس منبر النبي صلى الله عليه و آله و التبرك به و
                بقبره و تقبيلهما عندما سأله ولده عبد الله بن أحمد، و قال: سألته عن الرجل يمس منبر النبي صلى
                الله عليه و آله و يتبرك بمسه، و يقبله، و يفعل بالقبر مثل ذلك، يريد بذلك التقرب إلى الله عز و جل؟
                فقال:« لا بأس بذلك» (15)
                .
                هذه هي فتوى الإمامـ الذي يفتخر بمنهجه أحمد بن تيمية،
                و بعده محمد بن عبد الوهابـ
                و لم ير بأسا بذلك، لما عرفت من أن
                العبادة ليست مجرد الخضوع، فلا يكون مجرد التوجه
                إلى الأجسام و الجمادات عبادة، بل هي عبارة عن الخضوع نحو الشي، باعتبار أنه إله أو رب، أو
                بيده مصير الخاضع في عاجله و آجله،
                و أما مس
                المنبر أو القبر و تقبيلهما، كل ذلك لغاية التكريم و التعظيم لنبي التوحيد، و إن كان لغاية التبرك فلا
                يتجاوز التبرك في المقام عن تبرك يعقوب بقميص ابنه يوسف، و لم يخطر بخلد أحد من المسلمين إلى
                اليوم الذي جاء فيه ابن تيمية بالبدع الجديدة، أنها عبادة لصاحب القميص و المنبر و القبر أو لنفس
                تلك الأشياء.


                و لما كانت فتوى الإمام ثقيلة على محقق الكتاب، أو من علق عليه لأنها تتناقض مع ما عليه الوهابية
                و تبطل أحلام ابن تيمية، و من لف لفه، حاول ذلك الكاتب أن
                يوفق بين جواب الإمام و ما عليه الوهابية في العصر الحاضر،
                فقال: (أما مس
                منبر النبي فقد أثبت الإمام ابن تيمية في الجواب الباهر (ص 41) فعله عن ابن عمر دون غيره
                من الصحابة، و روى أبوبكر بن أبي شيبة في المصنف (4/121) عن زيد بن الحباب قال:
                حدثني أبو مودود قال: حدثني يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: رأيت نفرا من أصحاب النبي إذا
                خلا لهم المسجد قاموا إلى زمانة المنبر القرعاء فمسحوها، و دعوا قال: و رأيت يزيد يفعل ذلك.
                و هذا لما كان منبره الذي لا مس جسمه الشريف، أما الآن بعد ما تغير لا يقال بمشروعية مسحه تبركا
                به).

                و يلاحظ على هذا الكلام: بعد وجود التناقض
                بين ما نقل عن ابن تيمية من تخصيص المس بمنبر النبي بابن
                عمر، و ما نقله عن المصنف لابن أبي شيبة من مسح نفر من أصحاب النبي زمانة المنبر:
                أولا: لو كان جواز المس مختصا بالمنبر
                الذي لامسه جسم النبي الشريف دون ما لا يمس كان على الإمام المفتي أن يذكر القيد، و لا يطلق
                كلامه، حتى و لو افترضنا أن المنبر الموجود في المسجد النبوي في عصره كان نفس المنبر الذي
                لامسه جسم النبي الأكرم، و هذا لا يغيب عن ذهن المفتي، إذ لو كان تقبيل الأكرم، و هذا لا يغيب عن
                ذهن المفتي، إذ لو كان تقبيل أحد المنبرين نفس التوحيد، و تقبيل المنبر الآخر عين الشرك، لما جاز
                للمفتي أن يغفل التقسيم و التصنيف.

                و ثانيا: أن ما يفسده هذا التحليل أكثر مما
                يصلحه، و ذلك لأن معناه أن لجسمه الشريف تأثيرا في المنبر و ما تبرك به، و هذا يناقض التوحيد
                الربوبي من أنه لا مؤثر في الكون إلا الله سبحانه، فكيف يعترف الوهابي بأن لجسمه الشريف في
                الجسم الجامد تأثيرا و أنه يجوز للمسلمين أن يتأثروا به عبر القرون.

                ثم إن المعلق استثنى مس قبر النبي صلى الله عليه و آله و التبرك به،و منعهما و قال في وجهه:
                (و أما جواز مس قبر النبي و التبرك به فهذا القول غريب جدا لم أر أحدا نقله عن الإمام، و قال ابن
                تيمية في الجواب الباهر لزوار المقابر (ص 31): اتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي و لا
                يقبله، و هذا كله محافظة على التوحيد، فإن من أصول الشرك بالله اتخاذ القبور مساجد) (16)
                .
                لكن يلاحظ عليه:

                كيف يقول: لم أجد أحدا نقله عن الإمام، أو ليس ولده أبو عبد الله راوية أبيه و كتبه يروي هذه
                الفتوى؟ و هو ثقة عند الحنابلة!

                و أما التفريق بين مس المنبر و القبر بجعل الأول نفس التوحيد، و الثاني أساس الشرك، فمن غرائب
                الأمور، لأن الأمرين يشتركان في التوجه إلى غير الله سبحانه، فلو كان هذا محرز الشرك،
                فالموضوعات سيان، و إن فرق بينهما بأن الماس، ينتفع بالأول دون الثاني لعدم مس جسده بالثاني
                فلازمه كون الأول نافعا و الثاني أمرا باطلا دون أن يكون شركا.

                و لو رجع المحقق إلى الصحاح و
                المسانيد و كتب السيرة و التاريخ، لوقف على أن التبرك بالقبر و مسه، كان أمرا رائجا بين المسلمين
                في عصر الصحابة و التابعين، و لأجل إيقاف القارئ
                على صحة ما نقول نذكر نموذجين من ذلك:

                1ـ إن فاطمة الزهراء سيدة نساء
                العالمين بنت رسول الله حضرت عند قبر أبيها صلى الله عليه و آله و أخذت

                قبضة من تراب القبر تشمه و تبكي و تقول:

                ماذا على من شم تربة أحمد
                ألا يشم مدى الزمان غواليا
                صبت علي مصائب لو أنها
                صبت على الأيام صرن لياليا
                (17)

                إن هذا التصرف من السيدة الزهراء المعصومة يدل على جواز التبرك بقبر رسول الله و تربته
                الطاهرة.
                2ـ إن بلالـ مؤذن رسول اللهـ أقام في
                الشام في عهد عمر بن الخطاب فرأى في منامه النبي صلى الله عليه و آله و هو يقول:
                (ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال؟)
                فانتبه حزينا وجلا خائفا، فركب راحلته و قصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه و آله فجعل
                يبكي عنده و يمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن و الحسين عليهما السلام فجعل يضمهما و يقبلهما...
                إلى آخر الخبر (18) .

                المسألة الثانية:

                حصر الاستعانة في الله




                المزيد يرجى الإطلاع على هذا الرابط الذي يحوي الكتاب كاملاً .. مع ذكر

                المصادر كي يتسنى لكم و للقارئ الكريم المراجعة .




                http://www.alseraj.net/maktaba/kotob...adah/index.htm

                وفقكم الله وهداكم إلى نور الحقيقة .



                التعديل الأخير تم بواسطة يقين زينب; الساعة 20-01-2008, 11:37 PM.

                تعليق


                • #23
                  بسكم كذب كذب كذب
                  عيب عليكم
                  والله عييييب

                  وإذا تبي .. ترى أقدر أألفلك مليون قصة تشييع
                  الله يهديك ويكبر عقلك انشالله .،

                  تعليق


                  • #24
                    بسكم كذب كذب كذب
                    عيب عليكم
                    والله عييييب

                    وإذا تبي .. ترى أقدر أألفلك مليون قصة تشييع
                    الله يهديك ويكبر عقلك انشالله .،

                    تعليق


                    • #25
                      اتركوا موضوع هلوهابي فهذا يريد ليس الا يغيضكم والقصة واضحة التاليف هدفهاء الاستهزا ؟؟؟؟؟؟
                      من يريد ويتوصل للحق يبحث ماذا جرى وفعلوا المتسمون الصحابه فمواقفهم لاتعد ولاتحصى
                      من يريد الحق يقارن بين صحابتهم وبين اهل البيت من الافضل والاحق ليس توسل مادري شنو الحق في الروايات ماذا جرى فاهل البيت لايقارنون امام صحابتهم ومواقفهم التي سجلهاء التاريخ بالادلة بالمواقف الكثيرة لصحابتهم امام اهل البيت الذي لن يرتكبون موقف واحد من مخالفات صحابتهم قصة واضحة التاليف للاستهزا
                      وهلوهابي هذا معروف بهلقصص دائما في مواضيعه هلقصص نفس العضوية التي طرد منها كانه نفس الاطفال يضع قصص لنقراء لكي ننام من وقت ههههههههههه

                      تعليق


                      • #26
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        صاحب الموضوع يا جاهل هذه أيام حزن عندنا وليست أيام فرح لنقرأ نكتك سخيفة، فان كنت ترغب بنشر النكت فانشرها بمنتدياتكم لأنها أيام فرح عندكم .

                        تعليق


                        • #27
                          يا صاحب الموضوع
                          التشيع اخطبوط يشعركم بالخوف لدرجة ان رؤساء دولكم ينامون ويصحون مرعوبين من الهلال الشيعي
                          حتى نخفف خوفهم وخوفكم قليلا
                          لا يوجد هلال شيعي
                          انما
                          طوفان سيجتاح العالم
                          فانا مثلا تشيعت وتشيعت معي عائلتي
                          ووالله اني لاعرف الكثر ممن استبصروا امام عيني
                          لكن
                          اسالك سؤالا
                          لماذا كان خوفكم من التشيع مطروق تاريخيا ويكرر كل عام؟
                          لا تخف
                          اينما نظرت ستجدنا نزداد عددا وعدة
                          نحن قادمون فالحق الركب او تنحى عن طريقه

                          تعليق


                          • #28
                            تتوسل بالحديد

                            حتى يعطيها قوة

                            وتنذر لوجه الله !!!!

                            يمكن كانت من عبدة الشيطان

                            عليها اللعنه

                            ولو أنك لو أقسمت بالأسماء والصفات الـ99
                            لا تُصدق هذه القصة

                            لأن خيالكم منشغل بالشيعة أسيادكم و تاج روسكم

                            ياحشرة يانكرة

                            إلا تعال

                            انت وين الأرملة السوداء عنك

                            الظاهر عنكبوت بس ما تزوجت متشبث بالحياة

                            تعليق


                            • #29
                              ما احب اللطم وما احضر مجالس العزاء لان والدتي ماعلمتنا على هذا
                              شيعية ونور الحسين عليه السلام ما دخل قلبها !!

                              علي يمين العرش مكتوب ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة


                              تعليق


                              • #30
                                [quote=المهندس ابو علي]

                                (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)

                                اكمل الايه
                                عند ربهم يرزقووون
                                يعني مو معقوله احياء ويرزقون في القبر !!



                                اسد الغابة: حرف العين، ترجمة عبد الله بن عمرو بن حرام

                                أخبرنا أبو الحرم مكي بن زيان بن شبة المقرئ النحوي بإسناده إلى يحيى بن يحيى، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة‏:‏ أنه بلغه أن عمرو بن الجموح و عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكان في قبر واحد، وكانا ممن استشهد يوم أحد، فحفروا عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس
                                وجدوهما ميتان افهم !!!

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X