يزداد إقبال معظم الناس على الأسواق قبيل حلول شهر رمضان المبارك وذلك لشراء وخزن الأطعمة المختلفة لهذا الشهر الكريم. وفي الحقيقة فإن شهر رمضان يتميز بروحانية العبادة فيه وحيث انه من أحد أهداف الصيام هو الشعور بالجوع حتى يشعر المسلم بأخيه الفقير كما ان للصيام فوائد صحية، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام "صوموا تصحوا" ويقول سبحانه وتعالى في محكم آياته {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} صدق الله العظيم، ويقول الرسول الكريم: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع".

واهتمام الناس بتخزين المواد الغذائية خلال شهر رمضان يوضح انشغالهم في أمور تبعد عن أهداف شهر رمضان، هذا بالإضافة إلى ان القيمة الغذائية للفاكهة والخضروات واللحوم تتأثر بظروف التخزين وتظهر بوضوح وخصوصاً بالنسبة لمحتوياتها من الفيتامينات.
فيلاحظ ان الخضروات الطازجة تفقد القيمة الغذائية لحامض الاسكوربيك (فيتامين ج) مع التخزين - كذلك في المعلبات - ويعلل فقد فيتامين (ج) أثناء تخزين المعلبات بتأثره بالاكسجين الذي يوجد في الفراغ العلوي للعلبة ولهذا فنسبة الفقد في هذا الفيتامين تكون واضحة خلال الشهر الأول من فترة التخزين.
وتتعرض دهون الحبوب لبعض التغيرات أثناء التخزين وهذه التغيرات قد تكون اكسيدية مؤدية إلى ظهور رائحة ونكهة الزيت والمتزنخ أو تحليل منتجه أحماض دهنية حرة. وتتعرض فيتامينات الحبوب للفقد أثناء التخزين، فقد يفقد حوالي 30% من الثيامين (فيتامين ب1) بعد التخزين لمدة 5أشهر. وفي حالة تخزين الدقيق فإن التعرض للضوء الشديد يؤدي إلى زيادة في فقدان الريبوفلافين (فيتامين ب2) والبيريدوكسين (فيتامين ب6) من الدقيق. وبالنسبة للذرة الصفراء فهي تحتوي على البيتاكاروتين (مكونات فيتامين أ) ويتعرض الفيتامين للفقد بكمية محسوسة أثناء تخزين الذرة الصفراء.
وتتأثر نسب الفيتامينات في اللحوم أثناء فترة التخزين خصوصاً بالنسبة إلى فيتامين (ب1) وفيتامين (ب2). وتتعرض الأسماك المجمدة للتلف بصور متعددة أثناء التخزين منها حدوث التزنخ الاكسيدي وحدوث تغير في تركيب البروتين وجفاف السطح.
وتتعرض الدهون والزيوت لبعض التزنج أثناء التخزين، وتزداد سرعة التزنج بارتفاع درجة الحرارة أثناء التخزين، ويؤثر ذلك في نسبة فيتامين (أ) فقد يفقد حوالي 25%.
ويفقد البيض المخزن كميات ملحوظة من النياسين (أحد مكونات فيتامين ب المركب) ويتامين (ب2) (ب12) وحمض الفوليك (أحد مكونات فيتامين ب المركب) أثناء التخزين في الغرف المبردة.
ويفقد اللبن حوالي ثلثي فيتامين (ج) خلال 4أيام فقط عند التخزين على درجة 10مئوية كما يفقد نسبة عالية أيضاً من فيتامين (ب2) بالتخزين. وتنخفض القيمة الحيوية لبروتينات اللبن أثناء التخزين في الثلاجة بسبب فقدان نسبة من بعض الأحماض الامينية (الوحدة البنانية للبروتين) كما تتعرض بعض الأحماض الامينية لقليل من التغير أثناء تخزين الحليب المبستر في غرف التبريد وكذلك أثناء تخزين الحليب المجفف والحليب المركز.
هذا بالإضافة إلى ان سوء التخزين يزيد من تفاعلات الانزيمات في الخضروات والفاكهة مما يجعلها تتلف كذلك تعرض المواد الغذائية للإصابة بالتلوث الميكروبي أو الفطريات والحشرات والقوارض كذلك التعرض للحرارة والتخمر وتصبح غير مالحة لتغذية الإنسان.
ولذلك ننصح ربة البيت بعدم كثرة التخزين وشراء ما تحتاجه فقط فالمواد الغذائية باختلافها متوفرة في الأسواق وعلى مدار السنة وليس هناك حاجة للتخزين كما ان وجود الأطعمة وخصوصاً المعجنات والحلويات تدفع ربة المنزل وأهل البيت إلى تناولها بكثرة طالما هي موجودة هذا وقد سبق ان أجرينا دراسة عن تأثير العادات الغذائية الممارسة في شهر رمضان على الوزن ووجدنا ان هناك زيادة في الوزن بعد انتهاء الشهر المبارك. وعليه ننصح بالاكثار من الخضروات والفواكه الطازجة والاقلال من الحلويات على الأقل تجنب تناولها يومياً. وكذلك تجنب تناول هذه الأصناف ما بين وجبة الافطار والسحور والاكتفاء بتناول السوائل كالعصيرات الطازجة واللبن الرائب بالإضافة إلى أهمية الماء، وان تكون وجبة السحور خفيفة حيث ينام الفرد بعد ذلك. ولذا ننصح بما جاء من توصيات وتعليمات في كتاب الله وسنة نبيه وان نحقق أهداف هذا الشهر الكريم.
هذا ونسأل العلي القدير ان يعيد هذا الشهر المبارك على الجميع بالخير والبركة وان يجعله شهر سلام وأمان ومحبة على الجميع.
وكل عام وأنتم بخير،،،

منقوووووووووول