بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و على أل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد .اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد.
صيانة الله سبحانه و تعالى القران على يد شيعة أهل البيت عليهم السلام
يشهد التاريخ أن الإمام علي عليه السلام أول من جمع القران الكريم بتفسيره الى القوم وكان هذا أول مصحف جمع ليكون مرجع المسلمين يعول عليه عند اختلاف الناس مع ما فيه من خصوصية مهمة وهي اشتماله على تفسير الآيات الكريمة التي نزل بـها جبرائيل عليه السلام فاشتمل هذا المصحف المبارك بين طياته القرآن وتفسيره وكلاهما من عند الله عز وجل ، وكان دلك مما علمه إياه رسول الله صلى الله عليه و على اله و سلم .كيفا لا وهو باب مدينة رسول الله .
لكن رفضت السلطة الحاكمة أنداك القران الذي جمعه الإمام علي ليبدؤوا هم رحلة جمع القران بمعرفتهم .واستمر الحال حتى زمن خلافة عثمان بن عفان حيت امر بجمع القران في مصحف بعدما اختلفت القراءات بين المسلمين ودلك بطلب و ايعاز من الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه الدي هو أوّل من أشار على عثمان بنـزع فتيل الفرقة بين المسلمين بتوحيد قراءتـهم للقرآن بعد أن كفّر الناس بعضهم بعضا ، وأوضحنا أن مقتضى الجمع بين الروايات أن أول من دعا لـهذا العمل الجليل وأشار به على ابن الخطاب ثم على ابن عفان هو الامام علي عليه السلام، والذي جاهر به أمام الملأ هو أحد تلامذة الإمام علي عليه السلام وهو حذيفة بن اليمان رضوان الله تعالى عليه . هذا الصحابي الجليل هو ممن التزموا موالاة آل البيت عليهم السلام طيلة حياتـهم وكلماته التي سجّلها التاريخ تشهد له بذلك ، وقد وردت روايات عن أهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام تنص على كون حذيفة بن اليمان رضوان الله تعالى عليه من الذين ثبتوا وتمسكوا بتوصيات الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولم يخونوا الأمانة بموالاة واتباع العترة الطاهرة عليهم السلام من بعده ، وآمنوا بأن العاصم من الضلال بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو التمسّك بالثقلين كتاب الله وعترته عليهم السلام بنص الحديث المتواتر الذي أخرجه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه
من أملى القرآن وكان قيما على جمعه ونُسخ من مصحفه
هو أبي بن كعب ، فقد كان رضوان الله تعالى عليه مرجعا للصحابة الذين كتبوا القرآن عند اختلافهم في آياته ، وهو من وقف وقفة مشرفة دون أن يتلاعب في كتاب الله عز وجل ، فمرة بإلقاء الواو من آية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}(التوبة/34) ، ومرات وكرات أبطل محاولات لتغيير بعض آيات القرآن .
وكان رضوان الله تعالى عليه من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام الذين اعتصموا في بيت فاطمة عليه السلام مع جملة بني هاشم الذين رفضوا ما لفظته السقيفة فلم يبايع ابن أبي قحافة
وكما ترى فإن الدور الرئيس في تدوين القرآن وحفظه من الضياع قام على أكتاف شيعية وهذا بالنسبة لحفظه بالخط الأول الذي كان خطوة أولى في تاريخ صيانة القرآن، وستمضي بنا أطوار صيانة القرآن من التحريف حتى نعلم أن كل رجالاتـها من الشيعة ،
صيانة الله سبحانه و تعالى القران على يد شيعة أهل البيت عليهم السلام
يشهد التاريخ أن الإمام علي عليه السلام أول من جمع القران الكريم بتفسيره الى القوم وكان هذا أول مصحف جمع ليكون مرجع المسلمين يعول عليه عند اختلاف الناس مع ما فيه من خصوصية مهمة وهي اشتماله على تفسير الآيات الكريمة التي نزل بـها جبرائيل عليه السلام فاشتمل هذا المصحف المبارك بين طياته القرآن وتفسيره وكلاهما من عند الله عز وجل ، وكان دلك مما علمه إياه رسول الله صلى الله عليه و على اله و سلم .كيفا لا وهو باب مدينة رسول الله .
لكن رفضت السلطة الحاكمة أنداك القران الذي جمعه الإمام علي ليبدؤوا هم رحلة جمع القران بمعرفتهم .واستمر الحال حتى زمن خلافة عثمان بن عفان حيت امر بجمع القران في مصحف بعدما اختلفت القراءات بين المسلمين ودلك بطلب و ايعاز من الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه الدي هو أوّل من أشار على عثمان بنـزع فتيل الفرقة بين المسلمين بتوحيد قراءتـهم للقرآن بعد أن كفّر الناس بعضهم بعضا ، وأوضحنا أن مقتضى الجمع بين الروايات أن أول من دعا لـهذا العمل الجليل وأشار به على ابن الخطاب ثم على ابن عفان هو الامام علي عليه السلام، والذي جاهر به أمام الملأ هو أحد تلامذة الإمام علي عليه السلام وهو حذيفة بن اليمان رضوان الله تعالى عليه . هذا الصحابي الجليل هو ممن التزموا موالاة آل البيت عليهم السلام طيلة حياتـهم وكلماته التي سجّلها التاريخ تشهد له بذلك ، وقد وردت روايات عن أهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام تنص على كون حذيفة بن اليمان رضوان الله تعالى عليه من الذين ثبتوا وتمسكوا بتوصيات الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولم يخونوا الأمانة بموالاة واتباع العترة الطاهرة عليهم السلام من بعده ، وآمنوا بأن العاصم من الضلال بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو التمسّك بالثقلين كتاب الله وعترته عليهم السلام بنص الحديث المتواتر الذي أخرجه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه
من أملى القرآن وكان قيما على جمعه ونُسخ من مصحفه
هو أبي بن كعب ، فقد كان رضوان الله تعالى عليه مرجعا للصحابة الذين كتبوا القرآن عند اختلافهم في آياته ، وهو من وقف وقفة مشرفة دون أن يتلاعب في كتاب الله عز وجل ، فمرة بإلقاء الواو من آية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}(التوبة/34) ، ومرات وكرات أبطل محاولات لتغيير بعض آيات القرآن .
وكان رضوان الله تعالى عليه من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام الذين اعتصموا في بيت فاطمة عليه السلام مع جملة بني هاشم الذين رفضوا ما لفظته السقيفة فلم يبايع ابن أبي قحافة
وكما ترى فإن الدور الرئيس في تدوين القرآن وحفظه من الضياع قام على أكتاف شيعية وهذا بالنسبة لحفظه بالخط الأول الذي كان خطوة أولى في تاريخ صيانة القرآن، وستمضي بنا أطوار صيانة القرآن من التحريف حتى نعلم أن كل رجالاتـها من الشيعة ،
من حفظ كلمات المصحف من التحريف بتنقيطه نقط إعراب
التدرج التاريخي لوضع النقاط في الكتابة العربية كان على قسمين أولـهما ( نقط الإعراب ) بأن توضح نقاط على الأحرف تميّز حركة إعرابـها كوضع نقطة في موضع معين على الحرف عوضا عن الضمّة والكسرة والسكون وما إلى ذلك ، أي أن النقاط كانت تعبر عن هذه الحركات ( َ ، ِ ، ُ ) .
وثانيهما ( نقط الإعجام ) وهو وضع النقط المعروفة على الحروف لتتميز الحروف المتشابـهة بالشكل كالباء ، والتاء ، والثاء ، والياء بعضها عن بعض
وقد كان الشيعة الإمامية أبطال هذا المضمار ومرسي قواعده ، فأوّل من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي رضوان الله تعالى عليه الشيعي المطيع لسيده أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أوّل من وضع علم النحو بتأسيس من سيده الإمام علي عليه السلام وبإشارة منه ، ولا يخفى دور علم النحو في الحفاظ على ألفاظ القرآن الكريم شكلا وإعرابا وبالتالي فهما وإدراكا لـمعانيه ، فقام أبو الأسود رضوان الله تعالى عليه بتشييد علم النحو وذكر أصوله وشد أركانه ، ومن ثم عكف على خط القرآن الكريم تشكيلا وإعرابا حتى أمكن تثبيت ألفاظ النص القرآني وتحديد حركات الكلمة وإعرابـها على الورق لا في مخيلة القارئ فقط معتمدا على حفظه ، فصارت تؤدّى ألفاظه على كيفية واحدة متطابقة بين جماهير المسلمين ويتلقاه الخلف عن السلف بـهيئة واحدة ، وكان عمله هذا عاصما من شيوع التحريف والتبديل فيه على مستوى الإعراب .
ولا داعي لتبيان خطر ترك القرآن من غير تشكيل مكتوب وخلو كلماته من إعراب مدون على طول الزمن ، فإن ما حدث في زمن عثمان بين الصحابة أنفسهم كان كافيا لإثبات ذلك ، خاصة بعد كثرة الفتوحات في أقاصي الأرض وفي الثغور البعيدة عن العاصمة الإسلامية التي يندر وجود العرب فيها مما يجعل مثل هذا الضبط للنص القرآني حاجة ملحة وضرورية .
فكان عمل هذا الشيعي المجاهد عاصما للقرآن من التحريف والتبديل ، ومانعا من استمزاجات أصحاب الفلتات في مغايرة القراءة المتواترة وتزحزحهم عنها ، فوُثّق القرآن بتوثيق قراءته المتواترة على يد أحد رجالات الشيعة الإمامية .
وهناك عدّة من المصادر التي تنصّ على أن أبا الأسود الدؤلي رحمه الله هو أول من نقّط المصحف نقط إعراب وبالأثناء تذكر تشيعه لأهل البيت عليهم السلام
وثانيهما ( نقط الإعجام ) وهو وضع النقط المعروفة على الحروف لتتميز الحروف المتشابـهة بالشكل كالباء ، والتاء ، والثاء ، والياء بعضها عن بعض
وقد كان الشيعة الإمامية أبطال هذا المضمار ومرسي قواعده ، فأوّل من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي رضوان الله تعالى عليه الشيعي المطيع لسيده أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أوّل من وضع علم النحو بتأسيس من سيده الإمام علي عليه السلام وبإشارة منه ، ولا يخفى دور علم النحو في الحفاظ على ألفاظ القرآن الكريم شكلا وإعرابا وبالتالي فهما وإدراكا لـمعانيه ، فقام أبو الأسود رضوان الله تعالى عليه بتشييد علم النحو وذكر أصوله وشد أركانه ، ومن ثم عكف على خط القرآن الكريم تشكيلا وإعرابا حتى أمكن تثبيت ألفاظ النص القرآني وتحديد حركات الكلمة وإعرابـها على الورق لا في مخيلة القارئ فقط معتمدا على حفظه ، فصارت تؤدّى ألفاظه على كيفية واحدة متطابقة بين جماهير المسلمين ويتلقاه الخلف عن السلف بـهيئة واحدة ، وكان عمله هذا عاصما من شيوع التحريف والتبديل فيه على مستوى الإعراب .
ولا داعي لتبيان خطر ترك القرآن من غير تشكيل مكتوب وخلو كلماته من إعراب مدون على طول الزمن ، فإن ما حدث في زمن عثمان بين الصحابة أنفسهم كان كافيا لإثبات ذلك ، خاصة بعد كثرة الفتوحات في أقاصي الأرض وفي الثغور البعيدة عن العاصمة الإسلامية التي يندر وجود العرب فيها مما يجعل مثل هذا الضبط للنص القرآني حاجة ملحة وضرورية .
فكان عمل هذا الشيعي المجاهد عاصما للقرآن من التحريف والتبديل ، ومانعا من استمزاجات أصحاب الفلتات في مغايرة القراءة المتواترة وتزحزحهم عنها ، فوُثّق القرآن بتوثيق قراءته المتواترة على يد أحد رجالات الشيعة الإمامية .
وهناك عدّة من المصادر التي تنصّ على أن أبا الأسود الدؤلي رحمه الله هو أول من نقّط المصحف نقط إعراب وبالأثناء تذكر تشيعه لأهل البيت عليهم السلام
. - من أكمل تنقيط المصحف بنقط الإعجام
وتابع طريق أبي الأسود الدؤلي في نقط القرآن الكريم تلميذه يحيى بن يَعْمَر العدواني بنقط آخر وهو نقط الإعجام ، وهو من الشيعة الإمامية أيضا ، ليكمل الله عز وجل حفظ كتابه وصيانة رسمه وسواده من التحريف والتبديل سواء من الحركات الإعرابية أو من النقاط على يد الشيعة الإمامية .
وقد قال البعض أنه أوّل من نقط المصحف ، هو خلطٌ بين تنقيط الإعراب وتنقيط الإعجام ، فأوّل من نقّط القرآن تنقيط إعجام هو يحيى بن يعمر كما قال أرباب السير والتراجم
وقد قال البعض أنه أوّل من نقط المصحف ، هو خلطٌ بين تنقيط الإعراب وتنقيط الإعجام ، فأوّل من نقّط القرآن تنقيط إعجام هو يحيى بن يعمر كما قال أرباب السير والتراجم
من نوّق التشكيل والحركات الإعرابية وشذب الأحرف الهجائية
الحركات الإعرابية التي وضع أسسها أبو الأسود الدؤلي كانت على شكل نقاط ، ولكي لا تختلط مع نقط إعجام يحيى بن يعمر جعلت بألوان مختلف بعضها عن بعض ، وهذه المنهجية فيها كثير من المعوقات والصعوبات فالقارئ يجد صعوبة في التمييز بين هذه النقاط ومعرفة دلالتـها بحسب اختلاف أمكنتها ، وسرعان ما يخطئ القارئ في القراءة لتزحزح تلك النقاط عن أماكنـها ولو قليلا ، أما على مستوى الكتابة فحدث ولا حرج فالمداد الملون وتنقيط النقاط بألوان مختلفة والتفريق بين الأماكن مع ضيق المسافة بين الأحرف يجعل التنقيط وضبطه عملية صعبة للغاية ، وعلى أيٍ فهذه حال الخطوة الأولى في طريق الإبداع ، ولهذا انبرى لمهمة تتميم عمل الشيعيين الهمامين ، أحد الشيعة الخلص فتمم المسيرة وأتقنها ، حتى اكتفى الناس إلى يومنا هذا بفعله وابتكاره ، وكان حرصه منصبًّا على القرآن وشكله المرموق وأداء تلك النصوص الكريمة بلا عسر على القرّاء أو اشتباه للكتبة ، فابتدع الضمة والفتحة والكسرة والشدة وابتدع الشكل الأنيق للهمزة ، وزاد خدمة لقرّاء القرآن بوضع الروم والإشمام وغيرها ، وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله تعالى .
الفراهيدي هو أوّل من صنّف نقط أبو الأسود الدؤلي وذكر علله وأول من وضع الروْم والإشمام وابتدع الشكل المتعارف من حركات الإعراب – الضمة والكسرة والفتحة والشدة والسكون والهمزة – فخدم كُتّاب القرآن الكريم خدمة عظيمة ، إذ كان يختلط عليهم نقط الإعجام بنقط الإعراب حيث كانت تتزاحم في الكلمة الواحدة بشكل يثير اللبس والخلط .
وعمله رحمه الله أثر أثرا إيجابيا على قراءة القرآن الكريم وفهمه ، ولا يخفى ما لـهذا العمل والجهد من أثر في الحفاظ على قراءة القرآن الكريم المتواترة وصيانته من التغيير على مر الزمن بتغيّر قراءته وما ينجم عنه من المصائب كالتي حدثت في زمن ابن عفان .
من هـذّب خط المصحف بابتداع خط النسخ الأنيق وأنـهى المسيرة
الخط القديم الذي كتب به المصحف زمن عثمان لا تكاد تقوم بينه وبين الخط الذي كتب به المصحف اليوم مقارنة بما للكلمة من معنى لما فيهما من بعد واسع وتغاير فاحش ، فلا يشك المرء من وجود نقلة نوعية للخط العربي النسخي جعلته بـهذه الصورة الأنيقة التي تراها اليوم ، فالمتاحف والمخطوطات القديمة التي تحكي رسالة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم للملوك في عصره شاهد على عدم دقة الخط وتغايره الشديد عن خطنا ، هذا بغض النظر عن فقدان الألفات والنقاط إذ هذه الأحرف التي أمامنا متغايرة عن بعضها نوعا ما حتى بدون النقاط والألفات بخلاف تلك ، فلا ريب إذن في وجود فاصلة كبيرة وقفزة في مسيرة الخط العربي .
المعلوم أن أهم ما كتب في الإسلام هو القرآن الكريم لذا أي تحسين يدخل في عالم الكتابة كان هدفه الأول والأهم هي كتابة القرآن الكريم ، لذا كان المصحف الشريف على رأس أولويات أي تحسين وتشذيب يطرأ على الخط في العالم الإسلامي وقد مرت الشواهد على ذلك من فعل أبي الأسود وتلميذه ، وسنتكلم هنا عن رجل قلب شكل الخط القديم المبهم المعالم إلى خط آخر لا يمت له بكثير صلة ، حيث قام على تحسينه وإضافة بعض الخطوط إليه مع تشذيب للأطراف وتقصير لبعض الأحرف ، وهندسها على ميزان النقاط فجعل لكل حرف مقياسا خاصا منها ، على طوله عدد خاص من النقاط وكذا على عرضه ، فأحكمها إحكاما ، إلى أن أوصل الخط النسخي القديم البدائي إلى هذا الخط الرائع المهندس الموزون ، وبعد تحسين الخط ونقله لهذا المستوى من الرقي والتفنن أخذ هذا الرجل يخط المصحف الشريف الذي كان من أوليات أهدافه لتحسين الخط ، فابتدأ المسيرة وأنـهاها على يديه وهي هكذا إلى يومنا هذا ، فكان الفضل له في سهولة قراءة المصحف الشريف وتنوق خطه وجماله ، وهذا كذلك أحد رجالات الشيعة وهو الوزير أبو علي بن مقلة ، الخطاط الشهير ب الوزير ابن مقلة ، وهو صاحب الفضل على الخط العربي وبالتبع على كل قارئ للمصحف الشريف ، وهذا من نفس سنخ الشيعة الذين سبقوه في عالم صيانة القرآن والحفاظ عليه فختمت عليه أبواب تحسين الخط وتشذيبه ، ووصل المصحف الشريف إلينا بـهذا الشكل الرائع الذي نراه ونتمعن في جمال خطه ورونقه المبدع ولكي تقف عيانا على ما فعله ابن مقلة من عظيم فرق وبُعد بون من الوضوح والجمال الذي أدخله على المصحف الشريف ننقل لك سورة الفاتحة المباركة بالخط الذي كان يكتبه المسلمون قبل ابن مقلة وتحته الخط الذي حسنه وشذبه ابن مقلة ، وهو الذي استمر إلى يومنا هذا :
فحري بنا أن نقف إجلالا لهذا العمل الفذ الذي خدم به المصحف الشريف خدمة جليلة يقدر فضلها ويطيب ذكرها حينما ننظر للحال التي كان عليها خط المصحف وما آل إليه بعد عمل هذا الشيعي رحمه الله .
ملاحظة
ماخود من الكتاب الرائع إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف
تأليف : أبو عمر صادق العلائي
و اللهم صل على محمد و على ال محمد و عجل فرج المسلمين ووحدهم على ملة محمد صلى الله عليه و على اله و سلم
تعليق