روي لكم قصة فتاة انتقلت الى الرفيق الأعلى بعد سقوطها من شرفة المنزل بالدور الثالث وقد تركت في قلب أمها حسرة ولوعة بالإضافة إلى أهلها وخصوصا ليلة وفاتها كان عرس خالتها الأمر الذي زاد من حزنهم وحز في نفوسهم وحال سماعي هذه القصة تألمت كثيرا وأخذت اكتب هذه الأبيات أرسلها إلى أهلها بمصابهم الجلل ، تغمد الله الفتاة بواسع رحمته واسكنها الفسيح من جناته وحشرها مع من تحب .

بكتك عيوني والدموع حواسر *** وكم من عزيز صار عنا مسافر
اشتقتي الى الرب الجليل حبيبتي ***وتقول في قرب الحبيب تفاخر
رحلتي وقلبي داميا من فقدك *** خذي معك القلب الخزين المقابر
حبيبي اذا ما طاب يومك ها انا *** ما طاب يوم انت فيه مسافر
قد غيبتك ظلمة القبر الذى *** يهنى بك ومني الدموع عوابر
يا امها لا تحزني كاني بها *** بين الطيور وعلى الغصون تغادر
رمتها باحضان الورود عزيزتي *** لا تحزني ولها الطيور بشائر
قد جاورت اهل الكسا وانها *** فرحانة ومنه الخدود نواظر
فترحمي واقول اني صابر *** قد جاءها الموت الذى لا مغادر
سيأخذنا حتما وان مصيرنا *** كمصيرها الهي اليك نعادر
لا خاف ميت والولاية حسبه *** جزع العذاب وعنه العذاب مهاجر
صبرا جميلا يا أخيه فاعلمي *** يجزي الإلهي من إليه صابر

هذا ابن خير عباد قدوتنا *** لهم بطل قد مزقته الحوافر

انا الى الله وانا اليه راجعون