إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الى كل الاعضاء لا سيما الشيعة الرجاء الدخول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى كل الاعضاء لا سيما الشيعة الرجاء الدخول

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
    قال تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل
    القرآن الكريم لم يغفل أهمية الحوار بين الفرقاء المختلفين في الفكر والعقيدة والاجتماع والسياسة والاقتصاد بل أولاه الاهتمام الكبير في ذلك وركز على الحكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها ، والأساليب العلمية التي تتخذ في هذا الجانب كما لم يغفل الجانب الأخلاقي والذي عبر عنه بالموعظة الحسنة والمجادلة والحوار بالتي هي أحسن .
    نحن لسنا هنا بصدد الحديث عن عناصر الحوار في القرآن الكريم وأساليبه الجذابة فهذا ما يحتاج إلى أبحاث متعددة ومجال آخر .
    والذي أريد أن أشير إليه أن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام هم الذين تقمصوا الحوار القرآني وطبقوه أحسن تطبيق وأخذوا به في مختلف حواراتهم مع مواليهم ومخالفيهم حيث كان خلقهم القرآن الكريم وهم عدله ولن يفترقوا عنه حتى يردوا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وآله الحوض .
    والذي ينبغي التركيز عليه والالتفات إليه أن منهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع مخالفيهم وحوارهم إياهم قد ضاع الكثير منه ضمن التراث الأصيل الذي قد ذهب والباقي منه قد اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين حتى انقلبت المفاهيم وصار الحق باطلاً والباطل حقاً .

    منهج أهل البيت غريب على المجتمع

    منهج أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع مخالفيهم ومع من ظلمهم كما حكاه جدهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله بقوله : ( أوصاني ربي بتسع : ..- إلى أن قال – وأن أعفو عمن ظلمني ، وأعطي من حرمني ، وأصل من قطعني ....)[1]
    وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم مروءتنا أهل البيت العفو عمن ظلمنا وإعطاء من حرمنا )[2] ومثل هذا كثير .
    نعم أصبح هذا المنهج القرآني الأصيل غريباً على المسلمين بل وعلى المؤمنين وتابعهم عدد كبير من أهل العلم والفضل وأصبح الكثير من أهل الاختصاص لا يطيقه ولا يتحمله .

    المعروض منهج غيرهم

    بينما نجد المعروض على الساحة الاجتماعية هو منهج أعدائهم ويحمل اسم منهج أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع مخالفيهم في الفكر والعقيدة أو مع من ظلمهم في الجوانب الحياتية واعتدى على حقوقهم ، وهذا المنهج هو مقابلة الموقف بالشدة والغلظة والانتقام واستعمال ألفاظ الفحش والسب والشتم وكيل الصاع الصاعين وهذا لا يتناسب مع أخلاقية أهل البيت ومنهجيتهم ، ويحاول البعض أن يبرر هذا المنهج ويلصقه بأئمة الهدى عليهم السلام ، وبدل أن يخضع هو لتعاليم أهل البيت ويتبع أساليبهم ويهتدي بهديهم وبغض النظر أنها تحكي هواه ورغبته أو تصطدم معها ، فبدل من ذلك يقوم البعض بعملية أخرى وهو أن يُطوع ويُخضع أقوالهم وأفعالهم عليهم السلام لما يحمله في ذهنه من ترسبات فكرية وأخلاقية واجتماعية وأنانية . ويؤول كل ما لا يتناسب مع رغباته هذه ، وما درج عليها المجتمع الذي يعيش فيه حتى ينسبه إليهم . إن هذا المنهج أقرب ما يكون من منهج أعدائهم ومن ظلمهم وغصب حقوقهم ولا يمت بصلة لأهل البيت وتعاليمهم .
    التعديل الأخير تم بواسطة مدافع عن أهل البيت; الساعة 13-02-2008, 07:48 PM.

  • #2
    الحوار الخاطئ
    دار حوار بين المفضل بن عمرو أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وبين عبد الكريم بن أبي العوجاء أحد الزنادقة في وقته وكان يتمتع بقوة الفكر والذكاء وكان من المتكلمين المنكرين للخالق ويستهزئ بالشريعة فلما سمع المفضل بن عمرو كلامه تأذى منه .
    قال المفضل فلم أملك نفسي غضبا و غيظا و حنقا
    فقلت : يا عدو الله ألحدت في دين الله و أنكرت البارئ جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم و صورك في أتم صورة و نقلك في أحوالك حتى بلغ بك إلى حيث انتهيت فلو تفكرت في نفسك و صدقَّكَ لطيف حسك لوجدت دلائل الربوبية و آثار الصنعة فيك قائمة و شواهده جلَّ و تقدَّس في خلقك واضحة و براهينه لك لائحة .
    وجابهه ابن أبي العوجاء بكلامه :
    فقال يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك فإن ثبت لك حجة تبعناك ، و إن لم تكن منهم فلا كلام لك [3] .
    أسلوب الحوار عند الإمام الصادق عليه السلام
    أئمتنا فتحوا صدورهم وقلوبهم قبل مجالسهم لكل من كان يحمل في ذهنه شبهة أو التباس أو موقف يتنافى مع الشريعة الإسلامية في عقائده أو أحكامه أو أخلاقه فصاروا يتحاورون مع مخالفيهم ليرفعوا تلك الشبهات والإشكالات وقد تأثر أولئك بهم حتى اعترفوا بفضلهم وعظمتهم وحسن معاملتهم وإنصافهم لأعدائهم وفيما يلي اعتراف بعض الزنادقة بحسن منهجية الإمام الصادق عليه السلام ودقته وأسلوبه الرصين في حواره معهم وإن لم يختم لذلك الزنديق بالخاتمة الحسنة .
    فبعد أن انتقد ابن أبي العوجاء أسلوب المفضل بن عمرو في حواره معه وأنه كان مخطئاً في كلماته التي أوردها في الحوار أراد أن يذكره بأسلوب الإمام الصادق الذي كان يتحاور به مع أعدائه ومخالفيه ومنهم ابن أبي العوجاء فقال مخاطباً المفضل :
    ( وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا ، و لا بمثل دليلك يجادلنا ، و لقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت ، فما أفحش في خطابنا و لا تعدى في جوابنا ، و إنه للحليم الرزين ، العاقل الرصين ، لا يعتريه خُرقٌ ، و لا طيش ، و لا نَزَق ، و يسمع كلامنا ، و يصغي إلينا ، و يستعرف حجتنا حتى ستفرغنا ما عندنا ، و ظننا أنا قد قطعناه ، أدحض حجتنا بكلام يسير ، و خطاب قصير ، يلزمنا به الحجة و يقطع العذر و لا نستطيع لجوابه ردا فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه [4].
    من هذا الحوار الذي جرى بين ابن أبي العوجاء وبين المفضل بن عمرو يتبين لنا أهمية ما اعترف به ابن أبي العوجاء من أسلوب الإمام الصادق عليه السلام في الحوار وما يتمتع به من رحابة صدر وسعة بال وفسحه المجال للطرف الآخر أن يعبر عما يدور في ذهنه من توهمات ويطرح كل ما لديه من إشكالات ثم ينقض عليه الإمام ليبدد كل ما طرحه ويجيبه بعلم وفهم وحكمة وموعظة حسنة ، والإمام في ذلك العصر وفي كل عصر يدعو أتباعه للحوار المفيد الرصين القائم على العدل والإنصاف حتى يومنا هذا .
    الاستفزاز من العدو
    إن من أساليب المجادلين الذين يعتمدون محاولة الغلبة على محاورهم بالحق أو الباطل هو الاستفزاز والإثارة للخصم حتى يوقعه في مأزق فيستفزه ويغيضه بأشياء لا يتمكن السامع أن يتمالك نفسه فيأخذه الغضب والحنق ولا يتمكن أن يمتلك أعصابه كما وقد وقع للمفضل بن عمرو فإنه عندما سمع كلام ابن أبي العوجاء في إنكار الخالق والصانع ، فإن المفضل لم يتمالك نفسه وغضب غضباً شديداً وبرز عليه الغيظ والحنق وخاطب الزنديق بقوله :
    ( يا عدو الله ... ) وعندها رد عليه ابن أبي العوجاء فقال له : إنك لا تخلو :
    1-إما أن تكون من أهل الكلام وحينئذ عليك أن تذكر حجتك وأدلتك ونسمعها فإن أقنعتنا وإلا طلبنا غيرها .
    2-وإما أن لا تكون من أهل الكلام وحينئذ لا حاجة لنا أن نكلمك .
    وإن كنت من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام فهذا ليس أسلوبه ولا هذه أخلاقه ومعاملته مع من خالفه ثم تطرق ابن أبي العوجاء في عرض أسلوب الإمام الصادق وأثنى عليه ثناء كبيراً مع كونه من أعدائه ومخالفيه وقد عرض ذلك ضمن عدة نقاط :
    1- أن الإمام الصادق عليه السلام استعمل الأخلاق الحسنة مع مخالفيه وذلك لأن ابن أبي العوجاء انتقد منهج المفضل بن عمرو المتمثل بالغضب والحنق ، وفي مقابل ذلك مدح أسلوب الإمام الصادق عليه السلام المتمثل بالأخلاق العالية المترفعة عن الغضب والحنق .
    2-أن الإمام الصادق عليه السلام كان يفسح المجال لمن يخالفه في الفكر والعقيدة أن يطرح كل إشكال أو انتقاد أو اعتراض عنده مهما كان ذلك الإشكال حتى ولو كان ذلك يمس العقيدة وينكر وجود الله سبحانه فإن صدر الإمام عليه السلام واسع وقلبه كبير يتحمل مثل هذا وأكثر ولا يتهكم على من يخالفه الرأي حتى وإن كان الرأي سخيفاً وحقيراً أو خطيراً فالإمام يصغي إليه.
    3-الاستماع إلى رأي الطرف الآخر بكل دقة حتى يعرض ما لديه ولا يكتفي بما ينسب إلى الخصم .
    4-التعرف على أدلة الرأي الآخر المعاكس له بكل موضوعية .
    5-أن الإمام عليه السلام كان يسمع الشيء الكثير من الكلمات التي تستفزه لكن الإمام عليه السلام عنده من الملكة ما تؤهله على عدم الغضب وأن لا يتأثر .
    6-أن الإمام لا يستعمل كلمات الفحش حتى ولو اشتد النزاع والخصام .
    7- أن الإمام لا تنقصه الحجة والدليل .
    8-الإمام عليه السلام يلتزم بالحدود فلا يتعدى على غيره وإن كان ظالماً له .
    9-مواصفات المحاور الناجح :
    وقد تمثلت في الإمام الصادق عليه السلام حينما كان الحوار صريحاً وحراً .
    1-الحِلْم : وهو الأناة . وعدم العجلة .والحليم في صفات الله معناه الصبور .
    2-الرزانة : وهو الوقار . وامرأة رزان : ذات وقار وعفاف ، ورجل رزين : وقور .
    3-العاقل الرصين : وهو شدة الثبات .
    4-لا يعتريه خُرقٌ : أي حمق .
    5-ولا يعتريه طيش : والطيش خفة العقل .
    6-ولا يعتريه نَزَقٌ : النزق: خفة في كل أمر ، وعجلة في جهل وحمق .
    اعتراف ابن أبي العوجاء :
    يعترف ابن أبي العوجاء مع كونه مخالفاً أن الإمام الصادق عليه السلام في غاية الرفعة وعلو المنزلة وأنه يدحض حجة خصمه بأبسط الأمور وأسهلها وبكلام يسير، وخطاب قصير وليس لخصمه مجال إلا أن يسلم بالدليل ويذعن إليه أو الفلج والسكوت .
    ما أحوج الأمة الإسلامية عموماً وأتباع أهل البيت خصوصاً لهذا المنهج الصادقي الذي جاء على لسان عدو من أعدائه ومخالفيه .

    تعليق


    • #3
      علاقة لقب الرضا مع أسلوب الحوار
      الأئمة عليهم السلام أولوا الحوار مع مخالفيهم وأعدائهم الأهمية الكبرى بحيث أصبح جزءاً من حياتهم العملية بل وتعدى ذلك إلى أن تحول شعاراً لهم يَرفعونه ويُعرفون به ، حتى تحول هذا المنهج إلى ألقاب يطلق على بعضهم كأحد ألقابهم التي تطلق عليهم ولا شك أن اللقب له صلة وثيقة مع الملقب به ، وفي هذا الجانب تعلل بعض الأحاديث سبب تلقيب الإمام علي بن موسى بن جعفر عليه السلام بـ ( الرضا ) وأن هذا اللقب المستعمل له واشتهر به ولا يعرف اسمه إلا به ، وتتساءل لماذا لقب بهذا اللقب ؟ ، يتبين لنا من خلال دراسة بعض الأحاديث التعرف على علاقة هذا اللقب مع منهج هذا الإمام العظيم في تعامله مع مخالفيه وأعدائه حتى أذعن له مخالفوه وأعداؤه بالعدل والإنصاف والحوار الناجح كما أذعن له أولياؤه ومحبوه .
      لقب الإمام الرضا دليل على منهجه
      فقد روى الشيخ الصدوق في ( عيون أخبار الرضا ) بسنده الصحيح إلى أحمد بن أبي نصر البزنطي في سبب تسمية الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ( بالرضا) .
      قال البزنطي : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ( الإمام الجواد ) : إن قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنما سماه المأمون ( الرضا) لما رضيه لولاية عهده فقال : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سماه ( الرضا ) لأنه كان رضى لله ( رضي الله خ ل ) عز وجل في سمائه ورضى لرسوله ( ورضي لرسوله خ ل ) والأئمة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه .
      قال : فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضى لله ( رضي الله خ ل ) ولرسوله والأئمة عليهم السلام ؟ .
      فقال : بلى .
      فقلت : فلم سمي أبوك من بينهم الرضا ؟ .
      قال : لأنه رضي به المخالفون من أعدائه ، كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه السلام .[5]
      وهنا ينبغي لنا التوقف عند قوله عليه السلام ( لأنه رضي به المخالفون من أعدائه ) فالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام له لقب وهو ( الرضا ) ويبدو حسب هذا الحديث الصحيح أن هذا اللقب لم يكن قديماً له من صغره بل في مرحلة متأخرة من حياته عندما برز في المجتمع وكان ميزاناً بين الحق والباطل لكل الناس من أعدائه ومخالفيه وبين أوليائه ومحبيه. حتى رضي به المخالفون في تصرفاته وتطلعاته . وأصبح هذا اللقب دليل على منهجه الذي كان سار عليه في تعامله وحواره مع أعدائه ومخالفيه .
      نعم هناك حديث آخر يذكر أن الذي لقبه بهذا اللقب والده الإمام الكاظم عليه السلام وهذا وإن كان لا يتنافى مع المتقدم كلياً ولكنه مع التعارض يقدم الأول لصحة سنده عليه .
      وكيف كان فقد غلب عليه اسم ( الرضا ) ولا يعرف إلا به ، وكذلك ابنه الإمام الجواد عليه السلام كان يعرف بابن الرضا عليه السلام .
      أهمية اللقب للإنسان
      إن الألقاب للأشخاص تحكي عن مواصفات الشخص وتصرفاته ومقدار التزامه بمدلول لقبه الموضوع له سواء كان في المدح أو الذم خصوصاً إذا كان الواضع له حكيماً من الحكماء .
      فلقب (الرضا) للإمام علي بن موسى عليه السلام يحكي عن تصرفاته ومنهجه بين المخالف والموالي حتى بلغ به الحال أن رضي به مخالفوه كما رضي به محبوه وأولياؤه .
      نموذج من حوار الإمام الرضا عليه السلام
      إن المنهج الذي سلكه أئمة الهدى عليهم السلام مع أعدائهم هو في الحقيقة غاية في النبل وحسن الأخلاق والمروءة والشهامة والشجاعة والصبر والعطف والرحمة ، فمروءتهم العفو عمن ظلمهم وصلة من قطعهم وهم في هذا الجانب حملوا مشعل الهداية لكل الناس .
      إن منهجهم في الحوار مع مخالفيهم وأعدائهم كان نموذجاً يُقتدى به خصوصاً في وقت ساد فيه الاستبداد والقوة والبطش والظلم والعدوان في زمانهم ، ولم يكن للعدل والإنصاف والرحمة ومعاملة الآخرين بالحسنى موطأ قدم .
      ومن أروع ما روي عنهم عليهم السلام في حوارهم مع مخالفيهم ما رواه ثقة الإسلام الكليني قال : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيِّ الرَّازِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُرْدٍ الدِّينَوَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيِّ خَادِمِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ
      فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام أَيُّهَا الرَّجُلُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَكُمْ وَ لَيْسَ هُوَ كَمَا تَقُولُونَ أَلَسْنَا وَ إِيَّاكُمْ شَرَعاً سَوَاءً لَا يَضُرُّنَا مَا صَلَّيْنَا وَ صُمْنَا وَ زَكَّيْنَا وَ أَقْرَرْنَا ؟
      فَسَكَتَ الرَّجُلُ
      ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام وَ إِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَنَا وَهُوَ قَوْلُنَا أَلَسْتُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ وَ نَجَوْنَا ؟ .
      فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ أَوْجِدْنِي كَيْفَ هُوَ وَ أَيْنَ هُوَ ؟
      فَقَالَ : وَيْلَكَ إِنَّ الَّذِي ذَهَبْتَ إِلَيْهِ غَلَطٌ ، هُوَ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ ، وَ كَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ؛ فَلَا يُعْرَفُ بِالْكَيْفُوفِيَّةِ وَ لَا بِأَيْنُونِيَّةٍ وَ لَا يُدْرَكُ بِحَاسَّةٍ وَ لَا يُقَاسُ بِشَيْ‏ءٍ
      فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِذاً إِنَّهُ لَا شَيْ‏ءَ إِذَا لَمْ يُدْرَكْ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسِّ .
      فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : وَيْلَكَ لَمَّا عَجَزَتْ حَوَاسُّكَ عَنْ إِدْرَاكِهِ أَنْكَرْتَ رُبُوبِيَّتَهُ وَ نَحْنُ إِذَا عَجَزَتْ حَوَاسُّنَا عَنْ إِدْرَاكِهِ أَيْقَنَّا أَنَّهُ رَبُّنَا بِخِلَافِ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ
      قَالَ الرَّجُلُ : فَأَخْبِرْنِي مَتَى كَانَ ؟
      قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : أَخْبِرْنِي مَتَى لَمْ يَكُنْ ؟ فَأُخْبِرَكَ مَتَى كَانَ ؟ .
      قَالَ الرَّجُلُ فَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ ؟ .
      فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : إِنِّي لَمَّا نَظَرْتُ إِلَى جَسَدِي وَ لَمْ يُمْكِنِّي فِيهِ زِيَادَةٌ وَ لَا نُقْصَانٌ فِي الْعَرْضِ وَ الطُّولِ وَ دَفْعِ الْمَكَارِهِ عَنْهُ وَ جَرِّ الْمَنْفَعَةِ إِلَيْهِ عَلِمْتُ أَنَّ لِهَذَا الْبُنْيَانِ بَانِياً ؛ فَأَقْرَرْتُ بِهِ مَعَ مَا أَرَى مِنْ دَوَرَانِ الْفَلَكِ بِقُدْرَتِهِ وَ إِنْشَاءِ السَّحَابِ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحَ وَ مَجْرَى الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْعَجِيبَاتِ الْمُبَيِّنَاتِ عَلِمْتُ أَنَّ لِهَذَا مُقَدِّراً وَ مُنْشِئاً [6]
      وروى هذا الحوار الشيخ الصدوق بصورة أكمل مما تقدم فرواه بسنده عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه السلام وعنده جماعة فقال له أبو الحسن عليه السلام : أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولَكم و ليس هو كما تقولون ألسنا و إياكم شِرعا سِواء و لا يضرنا ما صلينا و صمنا و زكينا و أقررنا ؟
      فسكت .
      فقال أبو الحسن عليه السلام و إن يكن القول قولنا و هو كما نقول أ لستم قد هلكتم و نجونا ؟.
      فقال رحمك الله فأوجدني كيف هو و أين هو؟
      قال ويلك ! إن الذي ذهبت إليه غلط هو أيَّن الأين ، و كان و لا أين ، و هو كيف الكيف وكان و لا كيف ، و لا يعرف بكيفوفية و لا بأينونية ، و لا يدرك بحاسة و لا يقاس بشي‏ء.
      قال الرجل : فإذا إنه لا شي‏ء إذ لم يدرك بحاسة من الحواس .
      فقال أبو الحسن عليه السلام ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، و نحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا خلاف الأشياء .
      قال الرجل فأخبرني متى كان ؟
      فقال أبو الحسن عليه السلام أخبرني متى لم يكن ؟ فأخبرك متى كان .
      قال الرجل فما الدليل عليه ؟ .
      قال أبو الحسن عليه السلام : إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة و لا نقصان في العرض و الطول و دفع المكاره عنه و جر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النجوم و غير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات علمت أن لهذا مقدرا و منشئا [7]
      قال الرجل فلم احتجب ؟
      فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الاحتجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل و النهار .
      قال فلم لا تدركه حاسة البصر ؟
      قال للفرق بينه و بين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم و من غيرهم ، ثم هو أجل من أن يدركه بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل .
      قال فحدَّه لي ؟
      قال : لا حد له .
      قال و لم ؟
      قال لأن كل محدود متناه إلى حد ، و إذا احتمل التحديد احتمل الزيادة ، و إذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود و لا متزايد و لا متناقص و لا متجزئ و لا متوهم .
      قال الرجل فأخبرني عن قولكم إنه لطيف سميع بصير عليم حكيم أيكون السميع إلا بالأذن و البصير إلا بالعين و اللطيف إلا بعمل اليدين و الحكيم إلا بالصنعة ؟ .
      فقال أبو الحسن عليه السلام : إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة أو ما رأيت الرجل منا يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه ؟ فيقال ما ألطف فلانا فكيف لا يقال للخالق الجليل لطيف ، إذ خلق خلقا لطيفا و جليلا و ركب في الحيوان أرواحا و خلق كل جنس متباينا عن جنسه في الصورة لا يشبه بعضه بعضا فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته .
      ثم نظرنا إلى الأشجار و حملها أطايبها المأكولة منها و غير المأكولة فقلنا عند ذلك إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم .
      و قلنا إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها و بحرها و لا تشتبه عليه لغاتها ، فقلنا عند ذلك إنه سميع لا بأذن .
      و قلنا إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء [8] في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء و يرى دبيب النمل في الليلة الدجية [9] و يرى مضارها و منافعها و أثر سفادها [10] و فراخها و نسلها فقلنا عند ذلك إنه بصير لا كبصر خلقه .
      قال ( الراوي ) فما برح حتى أسلم .
      و فيه كلام غير هذا[11]
      في هذا الحوار الهادئ اللطيف المبني على الحكمة والعدل والإنصاف عدة أبحاث نشير إلى بعضها بالاختصار :
      1-العاقبة للمتقين :
      مهما كانت إشكالات الزنادقة والمنكرين للخالق وللشرائع ومهما كانت احتمالات المشككين فإن النتيجة النهائية لصالح المتقين العاملين وقد عرض الإمام الرضا عليه السلام كلا الاحتمالين من الطرفين على المستوى العقلي ونتج أن الزنادقة عاقبتهم إلى الخسران .
      2-كيف هو الله ؟
      الله عز وجل محيط بكل شيء وهو قائم على كل شيء وكل شيء مقهور إليه ولا يعرف حقيقته أحد حتى الأنبياء والرسل فضلاً عن غيرهم ( يا هو ، يا من لا يعلم ما هو إلا هو ) ويعبر عنه في لسان بعضهم غيب الغيوب . وقد تعدد في لسان الأحاديث والأدعية عن العجز عن معرفة كنه ذاته .بل والإمام الرضا عليه السلام جعل هذا العجز دليل على وجوده وعظمته .
      3-أين الله ؟
      وأجاب الإمام الرضا عليه السلام عن ذلك أن الزمان والمكان مخلوقان لله فهو الذي أين الأين ؟ فما هو مخلوق إليه كيف يكون محتاجاً إليه .
      4-الدليل على وجود الله :
      الأدلة على وجود الله سبحانه بعدد أنفاس الخلائق . ويذكر من الأدلة على وجدوها سبحانه :
      أ-الدليل الأنفسي :
      قال تعالى : {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (21) سورة الذاريات . ويعبر عنه بدليل المعلولية وأن هذه الأشياء في الخارج تحتاج إلى علة غنية لا تحتاج إلى علة وهو الله سبحانه وتعالى .
      وبعبارة أخرى أن الأثر يدل على المؤثر وهنا تكون كل مخلوقات الله سبحانه من الإنسان والحيوان والشجر والكون كله هو أثر من أثاره سبحانه فلابد أن تدل على وجود صانع وموجد لها وهو الله سبحانه وهذا الدليل الذي يمكن أن يدركه العقلاء حتى البسطاء منهم وليس لهم عذر في عدم الاعتراف بوجوده سبحانه .
      وقد طرح الإمام الرضا عليه السلام هذا الدليل لمنكر وجود الله . لأن هذه الآثار محسوسة لديه .
      ب-دليل الصديقين :
      وهو الاستدلال بالمؤثر على الأثر وبالعلة على المعلول وبالخالق على المخلوق ، وأن الله سبحانه أظهر وأوضح من جميع الأشياء {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } وعبر عنه في لسان الأحاديث والأدعية بقولهم ( بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولولا أنت لم أدري ما أنت ) ( يا من دل على ذاته بذاته ) ( أيكون لغير من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ؟)
      وفي الصحيح ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك ........)
      وهذا الدليل له أهله الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه إنما هو بالله تقدست أسماؤه رزقنا الله هذا المسلك ، ونور قلوبنا بحقائق الإيمان ورزقنا اليقين حتى لا نتق إلا به .
      4-لماذا احتجب عن خلقه ؟.
      الله سبحانه أظهر من كل شيء كما تقدم ولشدة ظهوره احتجب عن خلقه ، والحجب التي تحجب العبد عن مولاه كثيرة حجب الظلمة من الذنوب وغيرها ، بل وكذلك حجب النور . فالذنوب هي التي تحجب الخلق عن الله سبحانه .
      5- رؤية الغير :
      إن رؤية الغير قد لاتتوقف على العين الباصرة مباشرة فقد أثبت العلم الحديث في زماننا أن الإنسان يبصر الأشياء الدقيقة الصغيرة التي لا ترى بالعين المجرة كما في الجراثيم الصغيرة وعلل الأمراض ، والعقل ، والروح ، فهل يحق لمن لم يبصرها أن ينكرها . بل فالإنسان عاجز أن يبصر بعض مخلوقات الله سبحانه الظاهرة كما في الشمس أو بعض النجوم فكيف يتمكن من رؤية الله الذي خلقها .
      6- التحديد :
      المحدود لا بد له من محدد يحده وهو محتاج إليه وكل محدود له بداية ونهاية ولا بد أن يعرض له الزيادة والنقيصة ، كما أنه محتاج إلى التركيب وهذه الأمور كلها محتاجة إلى الغير فمعناه تكون حادثة متغيرة وممكنة الوجود هذه لا تجري على الله سبحانه .
      وهكذا أبطل الإمام الرضا عليه السلام جميع ما طرحه الخصم من شبهات على وجود الله ومنها معنى السميع والبصير واللطيف حتى رفع تلك الشبهات ، وأنه ليس من الصحيح أن كل شيء لا يحس فهو غير موجود بل أصبح بطلان ذلك في عصرنا الراهن من أوضح الواضحات .

      تعليق


      • #4
        العناية الربانية للخصم

        فبعد أن اتم الإمام عليه السلام أجوبته واقتنع به الخصم وعرف أن الإمام في أعلى درجات الكمال والفضل والأخلاق الحسنة والحوار البناء الهادئ الهادف لم يتردد ذلك الرجل في الإذعان حتى أسلم على يدي الإمام الرضا عليه السلام .

        الخطبة الثانية
        وصية الإمام الرضا لشيعته

        في ختام حديثنا عن منهج الإمام الرضا عليه السلام مع مخالفيه يحسن بنا أن نتشرف بأن نستمع إلى نصائحه ومواعظه وإرشاداته خصوصا فيما يرجع إلى شيعته وحرصه عليهم أن يكونوا في مقدمة الملتزمين بالأخلاق العالية الكريمة .
        نقل الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي كتاب ( الْاخْتِصَاصِ) عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ : يَا عَبْدَ الْعَظِيمِ أَبْلِغْ عَنِّي أَوْلِيَائِيَ [السَّلَامَ ] وَ قُلْ لَهُمْ لَا يَجْعَلُوا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سَبِيلًا وَ مُرْهُمْ : بِالصِّدْقِ فِي الْحَدِيثِ ، وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ مُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ وَ تَرْكِ الْجِدَالِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ ، وَ إِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَ الْمُزَاوَرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَيَّ وَ لا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَ أَسْخَطَ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي دَعَوْتُ اللَّهَ لِيُعَذِّبَهُ فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ الْعَذَابِ وَ كَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، وَ عَرِّفْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِمُحْسِنِهِمْ وَ تَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ( إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ بِهِ أَوْ آذَى وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي) أَوْ أَضْمَرَ لَهُ سُوءاً فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْهُ وَ إِلَّا نُزِعَ رُوحُ الْإِيمَانِ عَنْ قَلْبِهِ وَ خَرَجَ عَنْ وَلَايَتِي وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ نُصِيبٌ فِي وَلَايَتِنَا وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ [12]
        ركز الإمام عليه السلام في هذه الوصية على عدة عناصر مهمة تحتاجها الأمة المؤمنة في مسيرتها في الحياة :
        1- حذر شيعته وأتباعه وأوليائه وهم الموالون له ، حذرهم من الشيطان وأن لا يكون له عليهم سبيل .
        2- أمرهم بالتزام الصدق عندما يتحدثون أو ينقلون حديث غيرهم حتى وإن كانوا من مخالفيهم وأعدائهم .
        3- أداء الأمانة للبَر والفاجر .
        4- أمرهم بالسكوت فيما لا يعنيهم وذلك عندما يعود بالضرر عليهم أو كان الطرف الآخر من أعدائهم .
        5- ترك الجدال العقيم الذي لا يعنيهم خصوصا مع مخالفيهم .
        6- إقبال بعضهم على بعض والاهتمام فيما بينهم بشؤونهم .
        7- التزاور فيما بينهم .
        8- قوله عليه السلام : ( وَلَا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً ) :
        مهما كانت الحجج والمعاذير حتى وإن كان بحجة الدفاع عن الدين أو المذهب وأهل البيت لأن كل شخص يُغَنَّي على ليلاه ، وهنا ركز الإمام عليه السلام على هذه النقطة وشدد عليها كثيراً وأن من يقوم بتمزيق وحدة الطائفة ويسخط ولياً من أولياء الإمام أي شيعياً سوف يتعرض لنتائج وخيمة :
        أن يدعو الإمام عليه بالعذاب في الدنيا والخسران في الآخرة .
        وهنا يبدو أن الإمام الرضا عليه السلام كان متأذياً ومتألماً إلى أبعد حد من وضع قائم عنده وعاصره ، وهي حالة التمزق بين أتباعه وشيعته والموالين له كما حدث لأهل البصرة مع يونس بن عبد الرحمن وغيره وكأن الإمام عليه السلام ينظر إلى مدى خطورة تمزيق أتباعه وشيعته خصوصاً إذا كان من داخل الطائفة ، وباسم المذهب والدفاع عنه ، أو باسم أهل البيت ومودتهم ومحبتهم والدفاع عنهم فإن الخطورة تكون أعظم وتفتيت الطائفة وتمزيقها أسهل لذلك هذا في وقت يعيش الإمام بين ظهرانيهم فكيف لو غاب عنهم فإنها سوف تمتد وتشتد مع غيبة الإمام عليه السلام لذلك قال : ( فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَ أَسْخَطَ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي دَعَوْتُ اللَّهَ لِيُعَذِّبَهُ فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ الْعَذَابِ وَ كَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
        ومن ذلك يفهم أنه لا بد من إعطاء المعاذير للأطراف المختلفة المتنازع فيما بينها من أتباع أهل البيت خصوصاً في الجانب العلمي وأن لا يبيح كل طرف لنفسه التحامل على الطرف الآخر بما يؤدي إلى تمزيق الطائفة ويهدم كيانها بدل أن يبنيه ، ويبقى باب العلم مفتوحاً والرأي الآخر محترماً ، وهنا تكمن حرية البحث العلمي وحرية التعبير والتفكير ، دون أن يكون لأحد على آخر رقابة أو ولاية في العلم والمعرفة وأدواتها وطرق التفكير .
        أن أذية الآخرين من المؤمنين سبباً لعدم مغفرة الله له حتى يرضى صاحب الحق ويعفو عنه .
        أن الذي سبب في تمزيق الأمة وأذية الموالين سوف تنزع روح الإيمان من قلبه . وسوف يخرج من ولاية الأئمة عليه السلام .
        والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

        تعليق


        • #5
          جميل جدا ونحن معك اخي الكريم

          تعليق


          • #6
            اللهم اهدنا الى سواء السبيل


            مشكور

            تعليق


            • #7
              موفق ايها البطل اجمل شئ في الموضوع ما داخلين الوهابيه السلفيه ههههههههههههههههههه

              تعليق


              • #8
                شكرا لك عزيزي المدافع

                ليتنا نلتزم بهذه الدروس في المحاورة و أهداف المحاورة و لا نخوض مع الخائضين

                سلام الله على المسموم الشهيد الإمام الغريب أبامحمد الحسن المجتبى سلام الله عليه

                تعليق


                • #9
                  موضوع يستحق التوقف وأخذه بنظر الأعتبار

                  جزاك الله كل خير

                  موفقين

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صل على محمد وآل محمد


                    بارك الله بك ونحن من المتابعين


                    يـــــــــــــاقوت

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الشيرازيه
                      جميل جدا ونحن معك اخي الكريم
                      مشكورة أختي الشيرازيه على مرورك

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ~ super SHI3A ~
                        اللهم اهدنا الى سواء السبيل


                        مشكور
                        أسعدني مشاركتك أختي سوبر شيعة على مرورك
                        هدانا الله واياكم

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة لواء الحسين
                          شكرا لك عزيزي المدافع

                          ليتنا نلتزم بهذه الدروس في المحاورة و أهداف المحاورة و لا نخوض مع الخائضين

                          سلام الله على المسموم الشهيد الإمام الغريب أبامحمد الحسن المجتبى سلام الله عليه
                          مشكور أخي لواء الحسين على مرورك
                          نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلتزم الجميع بهذه الدروس في المحاورة

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة درع حيدر
                            موضوع يستحق التوقف وأخذه بنظر الأعتبار

                            جزاك الله كل خير

                            موفقين
                            مشكور أخي درع حيدر على مرورك
                            وجزاك الله أيضا كل الخير

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ياقوت
                              اللهم صل على محمد وآل محمد


                              بارك الله بك ونحن من المتابعين


                              يـــــــــــــاقوت
                              مشكور أخي ياقوت على مرورك
                              والله يبارك فيكم

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X