إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لين الكلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لين الكلام

    الشريعة بحر زاخر بمكارم الأخلاق، فكما أن الله سبحانه جعل البحر منافع للناس، فكذلك كانت الشريعة مورد استلهام علماء الأمة ومفكريها فقطفوا منها ثمرات الخصال الحميدة التي جادت بها هذه الشريعة السماء ومنها الرفق واللين والمعاملة الحسنة التي أكد عليها القرآن الكريم وأحاديث رسول الله (ص) وعترته الطاهرة (ع)، ومن هذه الخصال صفة (لين الكلام) التي يجب أن يتصف بها المؤمن.
    ويبحث هذا الكراس (والذي كان في الأصل محاضرة لسماحة الإمامالشيرازي المؤلف) في أسلوب لين الكلام اعتماداً على الأحاديث والروايات التي وردت في هذا الباب، ثم على الآثار التي تترتب على استخدامه كمنهج في الحياة لما تخلق هذه الصفة من نشر للمحبة والصفاء ونبذ العداوة وكما يصف القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
    الرفق ولين الكلام في القرآن
    قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)(1).
    (وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)(2).
    (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكرُ أو يخشى)(3).
    قول الخير والقول الحسن
    قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً)(4).
    (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)(5).
    (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين)(6).
    (يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)(7).
    الصفح الجميل
    قال تعالى: (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)(8).
    ( فاصبر صبراً جميلاً)(9).
    (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً)(10).
    1 ـ آل عمران: 159.
    2 ـ البقرة: 83.
    3 ـ طه: 44.
    4 ـ الإسراء: 53.
    5 ـ الفرقان: 63.
    6 ـ القصص: 55.
    7 ـ الأحزاب: 70 ـ 71.
    8 ـ الحجر: 85.
    9 ـ المعارج: 5.
    10 ـ المزمل: 10.
    حفظ اللسان
    * عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (نجاة المؤمن في حفظ لسانه)(1).
    * عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قلت أربعاً أنزل الله تصديقي بها في كتابه قلت: المرء مخبوءٌ تحت لسانه فإذا تكلم ظهر فأنزل الله تعالى (ولتعرفنّهم في لحن القول)، ...)(2).
    * عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً مادام ساكتاً، فإذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً)(3).
    * عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال: (حق اللسان إكرامه عن الخنا(4)، وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها، والبر للناس، وحسن القول فيهم)(5).
    التفكر في الكلام
    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحبُّ من قول الخير)(6).
    * عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله)(7).
    * عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه)(8).
    * عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (القول الحسن يثري المال وينمي الرزق وينسي في الأجل ويحبب إلى الأهل ويدخل الجنة)(9).
    الرفق واللاعنف
    * عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ما اصطحب اثنان إلاّ كان أعظمهما أجراً عند الله تعالى وأحبهما عند الله تعالى أرفقهما بصاحبه)(10).
    * عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)(11).
    من كتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض عماله: (واخلط الشدة بضغث من الليّن، وارفق ما كان الرفق أرفق)(12).
    عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس)(13).
    صفح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أبي سفيان
    قصة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أبي سفيان كانت هكذا أيضاً، أبو سفيان الذي كان في حالة حرب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمدة عشرين سنة، وبواسطة أبي سفيان وأتباعه استشهدت بنت وحفيدة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واستشهد عمه الحمزة (رضوان الله تعالى عليه)، أيضاً كان له الدور الأساسي في تربية مخالفين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، مثلاً أحد أسباب عداء أبي لهب ـ عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ للنبي كان بتأثير زوجته أم جميل بنت صخر، وكانت تؤذي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً جداً إلى درجة أنها تملأ عباءتها من الأشواك الحادة والعاقول المدبب وتلقيه في طريق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مساءً عندما يذهب إلى المسجد الحرام وكم دخلت من هذه الأشواك والعاقول في قدمي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركتين، وأُدميا بسبب فعل أم جميل هذه، حيث يذكرها الله تعالى في القرآن بالسوء في سورة المسد فيقول: (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)(14).
    وعندما دخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة فاتحاً خاطب أبا سفيان بكلام جميل ولين حيث قال: (أما آنَ أن تشهد أن لا إله إلاّ الله) فقال أبو سفيان: ما أحلمك يا محمد؟
    ثم سأل أبو سفيان: (ما أصنع بلات ومنى؟).
    وكان عمر حاضراً فثارت عصبيته وأراد أن يبطش به وقال ائذن لي يا رسول الله في قطع رأسه.
    فقال أبو سفيان لعمر: كم أنت سيئ الكلام؟ وما الذي جعلك تلقي البغضاء بيني وبين ابن عمي ـ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ؟
    فأعاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أبي سفيان: (أما آن أن تشهد أن لا إله إلا الله؟).
    وأخيراً تحت ضغط العباس وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أسلم أبو سفيان ظاهرياً، وقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الإسلام الظاهري من أبي سفيان(15) أيضاً ولم يقابله بأي شيء سوى الرفق والإحسان إليه.
    أمير المؤمنين (عليه السلام) بين الناس
    في زمن حكومة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافته الظاهرية كان (عليه السلام) يصل إلى جميع أمور الناس ويلبي احتياجاتهم حتى أنه (عليه السلام) يمرّ على السوق ويطّلع على ما يجري فيه بنفسه، ويحل المشكلات التي تعترضهم في أكثر المجالات..
    ذات يوم كان أمير المؤمنين في سوق التمارين فرأى فتاة واقفة على جانب السوق وتبكي فتقدم (عليه السلام) وسألها عن سبب بكائها، فقالت: إنني أمة لرجل أعطاني درهماً لأشتري له به تمراً فاشتريت من هذا الرجل ـ وأشارت إلى بائع التمر ـ وذهبت إلى المنزل فلم يستحسنه مولاي وأمرني بردّه وهذا البائع لم يقبل بردّه وأنا حائرة في أمري لا أدري ماذا أصنع؟
    عند ذلك تقدم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى التمّار وقال له: هذه أمة وليس اختيارها بيدها خذ منها التمر ورّد عليها درهمها، عندما سمع البائع ذلك قام من مكانه غاضباً وأخذ بتلابيب الإمام (عليه السلام) ودفعه بعنف وقال ما أنت والتدخل فيما بين الناس!؟
    ولما رأى الناس ذلك وكانوا يعرفون الإمام قالوا للبائع وهم يزجرونه: ماذا تفعل ثكلتك أمك إنّه أمير المؤمنين؟
    عندما أدرك البائع أنه قام بذلك مع أمير المؤمنين اضطرب وخاف وراح يعتذر إلى الإمام ويطلب منه العفو والصفح وعندما قال له الإمام (عليه السلام): لا بأس عليك ولكن أصلح أخلاقك وتعامل مع الناس بلين ورفق ولا تعنّفهم أو تتعامل معهم هكذا كما رأيت منك اليوم.
    وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ولّى أبا الأسود الدؤلي القضاء ثم عزله فقال له أبو الأسود: لِم عزلتني وما خنت ولا جنيت؟
    فقال (عليه السلام): (إني رأيت كلامك يعلو كلام خصمك)(16).
    وجاء في نهج البلاغة من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) في ذم الحقد:
    1 ـ الحقد خلق دنيء ومرض مردي.
    2 ـ الحقد من طبائع الأشرار.
    3 ـ أشد القلوب غلاً قلب الحقود.
    4 ـ من أطرح الحقد استراح قلبه ولُبه.
    5 ـ رأس العيوب الحقد(17).
    الإمام السجاد (عليه السلام) ليّن الكلام
    سبَّ أحد الأشخاص الإمام السجاد (عليه السلام)، فلم يعتن به الإمام (عليه السلام)، فعاد على الإمام السباب في المرة الثانية، فلم يعتن الإمام به أيضاً، وفي المرة الثالثة كذلك سبّ الإمام وقال: (إياك أعني) فأجابه الإمام (عليه السلام): (وعنك أُغضي) فموقف الإمام (عليه السلام) جداً مهم وهو يعلمنا ويرشدنا إلى أسلوب ناجح في معاملة الناس بحيث يقابل هذا الشخص العنيف وحدّته بإغضائه ولين كلامه ورفقه فيقول: (وعنك أُغضي) بكل رفق ولطف وهدوء فيبدّل عنفه ليناً ورفقاً وأشواكه أوراداً وأزهاراً لا يصدر عنها إلاّ العطر الفوّاح والأريج الهادئ المنعش.
    1 ـ الكافي: ج 2 ص 114.
    2 ـ البحار: ج 71 / ص 283.
    3 ـ الكافي: ج 2 ص 116.
    4 ـ الخنا: الفحش من الكلام.
    5 ـ البحار: ج 71 ص 286.
    6 ـ البحار: ج 68 ص 311.
    7 ـ علل الشرائع: ج 1 ص 235.
    8 ـ تحف العقول: ص 368 ط 5.
    9 ـ أمالي الصدوق: ص 2.
    10 ـ البحار: ج 75 ص 55.
    11 ـ الكافي: ج2 ص 119.
    12 ـ نهج البلاغة: كتاب 46.
    13 ـ الكافي: ج 2 ص 120.
    14 ـ المسد: 4 و 5.
    15 ـ وإن كان عمر هو الآخر لم يؤمن إيماناً حقيقياً حتى مماته.
    16 ـ مستدرك الوسائل: ج 3 ص 197.
    17 ـ غرر الحكم ودرر الكلم ص 299.
    الكلام الطيب
    ينقل عن حياة العلاّمة الكبير الشيخ نصير الدين الطوسي (رض) انه كتب أحد الأشخاص من ذوي الألسنة اللاذعة رسالة إليه تفيض بالشتم والسباب والكلام السيئ الذي تعافّه النفوس العادية فضلاً عن النفوس الأبية، وكان من ضمن السباب أنه خاطبه بالكلب! فكتب الشيخ الطوسي جواباً ليناً وهادئاً عن هذه الرسالة وقال له فيها: إنني لست بكلب، وذلك لأن الكلب يمشي على أربع ولا يستطيع التكلم والكتابة وله مخالب وهو يعوي! أما أنا فأمشي على رجلين وأستطيع أن أتكلم واكتب وليست لي مخالب بل لي أظافر حسنة ولا أعوي! هذا كان كل جواب الشيخ الطوسي (رض)...
    العطاء مقابل الهجاء
    كان في مدينة كربلاء المقدسة شخص قد أضمر العداء ضد أحد العلماء الأبرار(1)...
    وأنشأ قصيدة كاملة ضد هذا العالم فكان يقرأها في كلّ محفل ومجلس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ـ .
    يقول صاحب القصيدة انه في ذات يوم حار عند الظهيرة طرق الباب عليَّ وقد انتهيت من تناول الغداء توّاً وعندما فتحت الباب فوجئت بهذا العالم الذي أنشأت القصيدة ضده خلف الباب، فدعوته إلى الدخول وعندما استقر بنا المجلس طلب مني مترجياً أن اقرأ عليه القصيدة فامتنعت عن ذلك فلم يرض إلا بقراءتها عليه فاستسلمت للأمر وقرأتها عليه وعندما انتهيت منها أخرج من جيبه ظرفاً فيه مقدار من المال وأعطانيه وقال جرت العادة إذا قرأ شخص قصيدة أن يعطوه هدية فأرجو منك قبول هذه الهدية مني، ومن شدة دهشتي لم أعرف بماذا أجيبه، فوضع المال في يدي وخرج فكان موقفه اللين والرفق بدّل كل الحقد الدفين من قلبي إلى محبة له وعلاقة به واتّباع لأخلاقه.
    نعم رفق هذا العالم ولينه وعدم عنفه جعل أغلب الناس يلتف حوله ويتعلموا منه الأخلاق الطيبة والأسلوب الذي استلهمه هو من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).
    أما في حياتنا المعاصرة فنشاهد العكس من ذلك حيث المسلمون متفرقون هنا وهناك بسبب الغلظة والعنف وسوء المعاملة المتفشية بينهم الأمر الذي يساعد على وقوع الهزيمة بينهم وظفر الغرب والشرق وغيرهم من أعداء الإسلام بهم.
    ولذا قال سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم): (وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصاد ألسنتهم)(2).
    فعلى المسلمين أن ينتبهوا من غفلتهم هذه ولنتعظ بوصايا أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) فمن وصايا أمير المؤمنين لابنه محمد بن الحنفية يقول له: (أحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك وارض لهم ما ترضاه لنفسك واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك، وحسّن مع الناس خلقك حتى إذا غبت عنهم حنّوا إليك وإذا متّ بكوا عليك، وقالوا: إنا لله وأنا إليه راجعون، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله ربّ العالمين واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل مداراة الناس ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته)(3).
    ونسأل من الله العلي القدير أن يحلينا بحلية الصالحين ويلبسنا زينة المتقين في بسط العدل وكظم العنف وإطفاء النائرة وضم أهل الفرقة وإصلاح ذات البين.
    أخلاق أستاذ
    كان في كربلاء مدرس ذو أخلاق سيئة جداً أنه إذا سُئل سؤالاً في الدرس ينزعج بسرعة وتنفعل أعصابه وتضطرب أوقاته ويعطل الدرس ويخرج، بالرغم من أنه كان مدرساً كبيراً ومهماً في نفس الوقت، ولكن نتيجة سوء خلقه وفضاضة معاملته دعا الناس والطلاب لأن ينفضوا من حوله ولا يلتفت أحد حوله وهكذا أي إنسان آخر إذا لم يتمتع بحسن الخلق ولين الجانب فإنّه لا يحظى بأي احترام ومحبة من قبل الناس ومن ثم لا يستطيع أن يخدم الإسلام والمسلمين كما ينبغي!
    إذن على الإنسان أن يعوّد نفسه على الكلام اللين واللطيف حتى مع أعدائه ولا يستعمل السباب واللعن والشتم وما أشبه، والمثل يقول: (المنهل العذب كثير الزحام) والقول اللين هكذا أيضاً حيث يلتف الناس ويجتمعون حول الإنسان صاحب الخلق الحسن والكلام الجميل واللين...
    1 ـ هو السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره).
    2 ـ الكافي: ج 2 ص 115.
    3 ـ وسائل الشيعة: ج8، ص541، ح8.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X