بسم الله الرحمن الرحيم
يتناول الشيخ المحقق جعفر السبحاني في كتابه ( سيد المرسلين ) موضوع معجزات الأنبياء (ع) .. و يناقش الإشكاليات التي يطرحها بعض الماديين . و يركز على موضوع تأثر العلماء المسلمين بالفكر المادي حتى في القضايا الغيبية .. مثل المعاجز .. حيث يقول الشيخ السبحاني :
لقد تسبب الغرور العلمي الذي أصيب به العلماء في الغرب في أن ينظر بعض أولئك العلماء إلى جميع القضايا الدينية بعين الإزدراء و التحقير ، و أن يمتنعوا حتى عن التحدث في المعاجز التي يخبر بها التوراة و الإنجيل ، و يعتبروا عصى موسى (ع) ، و يده البيضاء ، و نفخة المسيح (ع) التي كانت تشفى المرضى و تحيي الموتى من الأساطير . و راحوا يتسائلون - في عجب و استنكار - : و هل يمكن أن تتحول قطعة من الخشب اليابس إلى أفعى ، أو ثعبان ، و أو هل يمكن أن تعود الحياة إلى ميت بكلمات من الدعاء ؟
لقد تصور العلماء الذين أسكرتهم فتوحاتهم العلمية ، أنهم ملكوا مفاتيح جميع العلوم ، و وقفوا على جميع العلاقات بين الكائنات الطبيعية و الظواهر الكونية ، و من هنا تصوروا أنه لا توجد آية علاقة بين قطعة الخشب و الثعبان ، أو بين جملة من الدعاء و التفاتة من بشر و عودة الروح إلى الموتى ، و لهذا أخذوا ينظرون إلى هذه الأمور بعين الشك و الترديد ، و ربما بعين الإنكار و الرفض المطلق !!
و قد سرى هذا النوع من التفكير إلى أوساط بعض العلماء المصريين الذين تأثروا بهذا الاتجاه أكثر من غيرهم ، مع بعض التعديل في ذلك الموقف ، و شيء من الاختلاف في النظرة المذكورة . و لهذا اتبعوا تلك السيرة في تحليل الوقائع و الحوادث التاريخية و العلمية من هذا النوع ، و السر في تأثر بعض علماء مصر بهذه النظرة قبل و أكثر من غيرهم هو احتكاك هذه الجماعة بالأفكار الواردة من الغرب قبل غيرهم . و من هذه المنطقة سرت بعض النظريات و الآراء الغربية إلى البلاد الإسلامية الأخرى .
لقد اختار هؤلاء طريقاً خاصاً قصدوا به الحفاظ على حرمة الكتاب العزيز ، و الأحاديث القطعية و مكانتها من جهة ، و كسب نظر العلماء الماديين الطبيعيين إلى أنفسهم من جهة أخرى ، أو أرادوا أن لا يختاروا ما لا يمكن التوفيق بينه و بين القوانين العلمية الطبيعية و تطبيقه عليها .
لقد وجد هؤلاء من جهة أن القرآن الكريم يخبر عن سلسلة من المعجزات و الخوارق التي لا يمكن تفسيرها بالعلوم المادية المتعارفة ، لأن العلم لا يستطيع أن يدرك العلاقة بين العصا الخشبية اليابسة و الثعبان ، و من جهة أخرى كان القبول بالنظريات لا يمكن إثباتها بالحس و التجربة أمراً في غاية الصعوبة لهم .
و في المشاركة القادمة .. سوف نذكر نماذج ذكرها الشيخ السبحاني في كتابه سيد المرسلين .. توضح ماذا فعل هؤلاء العلماء المسلمين الذين تأثروا بالعلوم المادية .. و بعدها نذكر رده على تلك الأفكار الخاطئة .. فترقبوا
المصدر : سيد المرسلين للمحقق الشيخ جعفر السبحاني –ج1 – الطبعة الأولى – 1992 – دار البيان العربي
يتناول الشيخ المحقق جعفر السبحاني في كتابه ( سيد المرسلين ) موضوع معجزات الأنبياء (ع) .. و يناقش الإشكاليات التي يطرحها بعض الماديين . و يركز على موضوع تأثر العلماء المسلمين بالفكر المادي حتى في القضايا الغيبية .. مثل المعاجز .. حيث يقول الشيخ السبحاني :
لقد تسبب الغرور العلمي الذي أصيب به العلماء في الغرب في أن ينظر بعض أولئك العلماء إلى جميع القضايا الدينية بعين الإزدراء و التحقير ، و أن يمتنعوا حتى عن التحدث في المعاجز التي يخبر بها التوراة و الإنجيل ، و يعتبروا عصى موسى (ع) ، و يده البيضاء ، و نفخة المسيح (ع) التي كانت تشفى المرضى و تحيي الموتى من الأساطير . و راحوا يتسائلون - في عجب و استنكار - : و هل يمكن أن تتحول قطعة من الخشب اليابس إلى أفعى ، أو ثعبان ، و أو هل يمكن أن تعود الحياة إلى ميت بكلمات من الدعاء ؟
لقد تصور العلماء الذين أسكرتهم فتوحاتهم العلمية ، أنهم ملكوا مفاتيح جميع العلوم ، و وقفوا على جميع العلاقات بين الكائنات الطبيعية و الظواهر الكونية ، و من هنا تصوروا أنه لا توجد آية علاقة بين قطعة الخشب و الثعبان ، أو بين جملة من الدعاء و التفاتة من بشر و عودة الروح إلى الموتى ، و لهذا أخذوا ينظرون إلى هذه الأمور بعين الشك و الترديد ، و ربما بعين الإنكار و الرفض المطلق !!
و قد سرى هذا النوع من التفكير إلى أوساط بعض العلماء المصريين الذين تأثروا بهذا الاتجاه أكثر من غيرهم ، مع بعض التعديل في ذلك الموقف ، و شيء من الاختلاف في النظرة المذكورة . و لهذا اتبعوا تلك السيرة في تحليل الوقائع و الحوادث التاريخية و العلمية من هذا النوع ، و السر في تأثر بعض علماء مصر بهذه النظرة قبل و أكثر من غيرهم هو احتكاك هذه الجماعة بالأفكار الواردة من الغرب قبل غيرهم . و من هذه المنطقة سرت بعض النظريات و الآراء الغربية إلى البلاد الإسلامية الأخرى .
لقد اختار هؤلاء طريقاً خاصاً قصدوا به الحفاظ على حرمة الكتاب العزيز ، و الأحاديث القطعية و مكانتها من جهة ، و كسب نظر العلماء الماديين الطبيعيين إلى أنفسهم من جهة أخرى ، أو أرادوا أن لا يختاروا ما لا يمكن التوفيق بينه و بين القوانين العلمية الطبيعية و تطبيقه عليها .
لقد وجد هؤلاء من جهة أن القرآن الكريم يخبر عن سلسلة من المعجزات و الخوارق التي لا يمكن تفسيرها بالعلوم المادية المتعارفة ، لأن العلم لا يستطيع أن يدرك العلاقة بين العصا الخشبية اليابسة و الثعبان ، و من جهة أخرى كان القبول بالنظريات لا يمكن إثباتها بالحس و التجربة أمراً في غاية الصعوبة لهم .
و في المشاركة القادمة .. سوف نذكر نماذج ذكرها الشيخ السبحاني في كتابه سيد المرسلين .. توضح ماذا فعل هؤلاء العلماء المسلمين الذين تأثروا بالعلوم المادية .. و بعدها نذكر رده على تلك الأفكار الخاطئة .. فترقبوا
المصدر : سيد المرسلين للمحقق الشيخ جعفر السبحاني –ج1 – الطبعة الأولى – 1992 – دار البيان العربي