بسم الله الرحمن الرحيم




الحسين .. رسول حُجة .. وعلم هداية


نقرأ في زيارات الائمة الاطهار عليهم السلام وفي زيارات الامام الحسين عليه السلام .. وفي الزيارة المروية لذكرى الاربعين التي نعيشها اليوم .. هذه الجملة :


( السلام عليك يا (( حجة )) الله وابن حجته ) .


وفي زيارة اخرى : ( وجعلته حجة على خلقك من الاوصياء ) ..




لماذا خرج الامام عليه السلام وهو يعلم خيانة اهل الكوفة لابيه واخيه من قبل ؟ وهو يعلم ايضا انهم اهل دنيا وانهم سينقبلون عليه ويقتلونه كما اشار قبل خروجه ؟


ليلقي عليهم الحجة .. ولو عبر مقتله .. ولو عبر الثمن الباهظ الذي قدمه من اجل ذلك .. لان المقابل كبير : لتكون الحجة لله .


يريد ان تكون الحجة لله .. لا لهؤلاء الذين راسلوه وهم يعلم ما تنطوي عليه انفسهم .


تقولون : يعرف حقيقتهم ولو بالغيب . صحيح .. ولكن قد يقول شبث وامثاله اننا تغيرنا .. صحيح خذلنا علياً وحسناً .. ولكن الآن تغيرنا .. وكانت نيتنا مختلفة .. وكنا مصرين ومصممن على نصرة الحسين عليه السلام ..


فحتى لا تكون الحجة لهم يوم القيامة .. استجاب لهم عليه السلام عالماً بانقلابهم وخيانتهم من البداية .




لو لم يخرج الحسين عليه السلام لكانت الحجة لاعدائه ..


ولمن ارسلو له رسائل النصرة .. للخلاص من الانحراف الحاكم باسم الله ودينه ...


شبث بن ربعي لا يجهل الامام عليه السلام دوافعه الدنيوية رغم انه فقيه اهل الكوفة .. ولكن يرسل للامام اقدم فقد اينعت الثمار .. ونحن جنود لك مجندة ..


فلو ان الامام لا يأتي .. وكان يوم القيامة .. لكانت الحجة لشبث وحجار بن ابجر وامثالهما .. فربما قال قائلهم انما انحرفت وخضعت للطاغية يزيد لان الامام عليه السلام لم يستجب لي .. وقد ارسلت له عدة رسائل ادعوه للخروج واعده النصر ...


لذلك خرج الحسين عليه السلام ليظهر فسادهم .. ولتبق الحجة عليهم .. قل لله الحجة البالغة ..


ضحى بنفسه وهو يعلم خيانة المراسلين ... لكي تكون الحجة لله ... لا لشبث ... وحجار وامثالهما ..




ولهذا كانت الحجة للحسين عليه السلام في يوم عاشوراء .. وستكون الحجة لله في يوم القيامة .. فقد ناداهم الامام الحسين عليه السلام باسمائهم يوم عاشوراء .. ليقول انني قد استجبت والقيت عليكم الحجة البالغة .. فنادى:



يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الاشعث ، ويا يزيد بن

الحارث ، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك
مجندة . . إلخ





وهذا ما يشير اليه دعاء الندبة للامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف:


( .. وكلٌ شرعت له شريعة ونهجت له منهاجاً وتخيرت له اوصياء متحفظاً بعد مستحفظ من مدة الى مدة : إقامةً لدينك وحُجةً على خلقك ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطل على اهله ولا يقول احدٌ لولا ارسلت لنا رسولاً منذراً واقمت لنا علماً هادياً فنتبع آياتك من قبل ان نذلّ ونخزى ..) .




فالحسين عليه السلام ارسله الله منذراً واقامه علماً هادياً .. لا لاهل الكوفة في ذلك اليوم فحسب .. بل حجة بالغة دائمة كلما ارتفعت راية ضلال .. نلوذ بنهجه .. ونتبع سبيله .. بصدق .. واخلاص .. لا بمكر وحيلة وتردد .. كما فعل المرتدون من زعماء الكوفة .. و حتى لا نذل بذلك او نخزى .