قصيدة وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله
على النبيِ تنوح الروحُ , والمقلُ = اجرت دموعا على الخدين تنسدلُ
وناحت الارضُ والافلاكُ شاحبةٌ = على الحبيبِ وأئنّ السهلُ والجبلُ
وبالحداد أقام العرشُ مأتمه = حزنا عليه لتنعى احمدَ الرسلُ
وللبتول نحيبٌ ظل يَكمدُها = وللوصيِّ شجونٌ مالها مثلُ
والتحفتان أهلا حول حضرتهِ = وجداً عليه وندباً ليس ينفصل
خطبٌ تشظى وآلُ البيت تحمله = صبر الجبال وهم بالصبر قد جبلوا
محمد الحق والقرءان معجزةٌ = به تحدى لمن في أمره جهلوا
محمدُ العدل والإحسان منهجه = محمدٌ فيه ضاء الكون والازل
محمدُ النور ِ نورُ الله خالصة = تبارك الله ما عقلي له يصل
هو النبيُّ وعرشُ القدس يحمله = كذلك الآل في نفس العلا حملوا
بهم تلقى نبيٌ الله آدمنا = عز المتاب لتمحى فيهمُ الزلل
جاء الوجودَ بدينٍ ماله عوجٌ = فهو الختام ُ إلى من قبله نزلوا
وصاح بالناس إن قوموا لبارئكم = ووحدوهُ فلا لّاتٌ ولا هبلُ
فلمْ يلاقي نصيرا غير كافله = شيخَ الاباطح اعني عمه النفل
ولم يلاقي نصيرا غير حيدرة ً = ابا الحسين وانعم انه البطل
وكلما القومُ أحزاباً لها جمعت = وكلما القومُ نارَ الحرب قد شعلوا
قام الرسولُ وذو الفقار يردفقه = من ثمً جبريلُ والأملاك تتصل
ليردعَ الشرك حتى ينطوي خسئاً = وتُفقأ الفتنة العمياءُ والدجلُ
إن تنصروه فإن الله ناصره = وحسبه الله وهو العونُ والأمل ُ
فأُثبتَ الدينُ والإسلام سارية = تعلو الزمان وتطوى تحتها مللُ
دينُ الهداية ما أصفى منابعهُ = نبعُ الكتاب ونبعٌ مَنْ به عُدلوا
وظل يوصي بآل البيت أمتَهُ = لا تقدموهمْ فهم من دونكمْ أُوّلُ
أو تتركوهمْ تناولوا خزيَ ناكثةٍ = بعد اللتيا فضاع الخيطُ والغزل ُ
وقال هاتوا دواةً كي أبينها = نهجاً سيبقى لما جاءهُ الأجلُ
تأبطَ الشرَ لما صاحَ قائلهُمْ = إن الرسول أبرت عقله العللُ
والكل تدري إن الله آمرهُ = إن الوصاية للكرار تنتقل
أمسى الخميسُ جليل الرزء نعرفه = مُذْ خالفوه وعن تقنينه عدلوا
هذي النبوةُ ما صانوا قداستها = وعارضوا الأمر حتى خيم الجدّلُ
إن السقيفةَ يا مَنْ ظل يسألُني = فيها أقولُ ولستُ الخائفُ الوجِلُ
أمًُ المصائبِ ما أدهى بليتها = أليك يا ربي أشكو ما بها فعلوا
حيثُ الرسولُ ومنا الموتُ يأخذه = وهم تولوا بأخذ الحُكم قَدْ شغُِلوا
دع الخلافة إن الخطبَ فادحةً = بالمسلمين كأني فيهمُ فشلوا
دع الخلافة ليست ذي قضيتنا = قدْ مات مَنْ مات ولم تبقى لهم طلل
الا علي ٌ فهذا ليس تستره ُ = كل الدهور و إن قامت بعده دول
دع الخلافة يا بوحي فأن بها = عافوا الموصى ومن اجلها اقتتلوا
مات النبي شهيدا في منيته = فالمؤمنون بخير الخلق قد ثُكلوا
تزين العرش في يوم اللقاء له = وجنة القدس بالإشراق تشتمل
لكن في الأرضِ قلبٌ ظل يندبه = يشكو الفراق طويلُ ماله قبلُ
أم المصاب وأمًُ الحزن فاطمة ٌ = تلك البتولةُ من شأنها جهلوا
عند الصباح تبث الوجد ناعيةٌ = وفي المساء دموع العين تنهمل
فقد النبيِ مصاب ٌليس يعدله = كل الرزايا و إن كانت بنا جللُ
- الشاعر عمار جبار خضيــــــــــر _12\2\2008