إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لـــطــــف إلــهــي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لـــطــــف إلــهــي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الطريق ليس من هنا

    في أحد بيوت الطلبة في قم المقدسة ، جمعتنا سهرة مع السيد حسن نصر الله وقد كان عائد إلى الجمهورية الإسلامية ليتابع بعض البحوث الفقهية ولم يكن أمينا عاماً آنذاك ، تناول الحديث أطرافاً عديدة وصلت بنا إلى غرائب الحوادث والمصادفات التي تعرض لها رجال المقاومة .. وهنا تكلم أحد مرافقي السيد فقال :

    في إحدى الليالي كنت في جبل عامل متوجهاً من منطقة قانا إلى برعشيت عبر تبنين عن طريق قرية عيتا الجبل ، والساعة قاربت الحادية عشرة ليلاً .. وكنا على موعدٍ في برعشيت والشباب بنتظرونني كي أوصل إليهم الأسلحة والمتفجرات لإنجاز عمل في تلك الليلة من جهة برعشيت .. وقد وضّبت الأسلحة والمتفجرات في صندوق سيارتي ..
    وبعد أن تهادت سيارتي نزولاً إلى الوادي الذي يقع بين عيتا الجبل وبنين وصلت إلى المفترق قبل محطة الوقود واخترت بدون تردد الطريق الذي على اليمين وأخذت أحث السير في طريق سهلية .. للوهلة الأولى لم يساورني الشك بسبب تغير طبيعة الطريق .. لقد كان المفروض أن ينطلق الطريق صاعداً باتجاه صفد البطيخ بعد المثلث مباشرة .. ولكن سهلية الطريق لم تدخل في نفسي شكاً وريبة فهناك كثير من الأجزاء التفصيلية التي تمر على الإنسان في حياته اليومية ولكنه لا يعيرها إلتفاتاً ولا ترسخ في ذاكرته ..

    لقد مررت في هذا الطريق كثيراً ولم أراع تفاصيله حتى أنني في هذه الليلة لم أنتبه لدقائق أنني سلكت الطريق الخطأ .. فبعد لحظات أخذت الطريق تصعد تدريجاً ، مما ساعد على عدم إثارة شكوكي ، خصوصاً وأن مفترق الطرق الذي يقع بعد تبنين في الوادي ويتفرع من جهة اليمين إلى صفد البطيخ ثم إلى برعشيت ومن جهة اليسار إلى السلطانية يشبه هذا المفترق إلى حد ما ..

    ولكن أنوار كشافات سيارتي أظهرت تحت جنح الظلام قطيعاً من الغنم يعبر الطريق !!

    في هذه الساعة ؟!

    لعله راعٍ تأخر في العودة .. فخففت السرعة تدريجياً ، حتى وصلت إلى قرب القطيع فتوقفت فيما كانت الأغنام تعبر الطريق ببطء وقد ملأت الجو بثغائها .. ومن بين العتمة لاح لي شبح الراعي ، وإذا به به يقترب من سيارتي وكأنه يريد أن يخاطبني ..

    استغربت حركته في البداية .. فماذا يريد مني ؟! ولكنيي انتظرت اقترابه مني إلى أن تبينت ملامحه في العتمة التي أشاع فيها نور كشافات سيارتي بعد الضوء .. كان رجلاً كبيراً ، وفي لحيته شيب ، وقد غطّى رأسه فلم يظهر من ملامح وجهه سوه بعض لحيته وأنفه وأجزاء طفيفة من خدوده ..

    - إلى أين ذاهب ايها الأخ ؟

    لم أستغرب سؤاله ولم يستفزني فإنه لا يقف على حاجز والظاهر أنه رجل بسيط بينما أنا مسلح ، فأجبت بهدوء ..

    - الى برعشيت !


    - هذا الطريق لا يؤدي إلى برعشيت ، بل يؤدي إلى بيت ياحون ،، وعليك أن تعود إلى المثلث وتعبر تبنين ثم تصعد من جهة صفد البطيخ إلى برعشيت ..
    نظرت أمام ، إلى بقية الطريق وإلى ملامح جانبيه وكان القطيع قد أتم عبوره إلى الجهة الأخرى .. فانتبهت حينئذٍ إلى أنني سلكت الطريق الخطأ ، وكان يجب عليَّ أن أسلك الطريق الصاعد على يساري عند الملثلث والمتجه غلى تبنين ،، وهذا الطريق يؤدي فعلاً إلى حاجز العملاء عند بيت ياحون وبعد دقائق من السير السريع الذي كنت أسيره .. في خلال أقل من دقيقة واحدة كانت سيارتي قد أخذت الإتجاه المعاكس .. قبل أن أشكره ، وقد سررت في نفسي لنجاتي بهذه المصادفة ، لكن ثوان قليلة لم تمضِ حتى استيقظ في أعماقي شعور بالشكر لهذا الرجل فالتفت في المرآة كي أراه ..
    وهنا أخذتني المفاجأة : لا راعي ولا غنم !!

    وبين هويّ قدمي بسرعة على المكابح ونزولي من السيارة ثوانٍ .. كنت أقف بعدها أتأمل المكان الذي استوقفني فيه الارعي ..

    يا إلهي .. لا راعي ولا قطيع
    وأنا على بعد أمتار من ذلك المكان ..

    أين هم ؟ إنني لا أتوهم .. لا يوجد مكان في المنطقة يمكن أن يختفي فيه رجل وقطيع من الغنم .. تأملت تفاصيل المكان جيداً .. غن الصمت المطبق يلفِّه ، لقد كان القطيع كبيراً بحيث أنه أوقفني تمام عن المسير فأين هو ؟

    وبينما كانت سيارتي تتهادى على طريق تبنين إلى صفد البطيخ كنت مدهوشاً .. أحمد الله وأردد في نفسي : من هذا الراعي الذي أوقفني ومنعني من أن أتابع طريقي وصل إلى حاجز العملاء !!


    من كتاب : قصص الاحرار
    للمــؤلف : الشيخ كاظم ياسين

    تقبلوا تحياتي :
    عاشقة بطلة كربلاء
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X