
ولان الطفل يشكل نشاطه الفسيولوجي، العقلي والعاطفي طبقاً للقوالب الموجودة في محيطه، إذ انه لا يتعلم إلا من الأطفال الذين هم في مثل سنه - مبدئياً -، فهو حينما يكون وحده فقط فإنه يظل غير مكتمل..
"الرياض" في هذا التحقيق تناقش حياة الطفل في الروضة ومدى تأثيرها المباشر على العملية التعليمية فيما بعد، فإلى التحقيق:
(التعليم بالترفيه والمنهج المطور)
(ليلى. ع) - معلمة روضة تحدثت عن المنهج المطور قائلة "ان الروضة تستقبل الأطفال من السن الثالثة إلى السادسة مبتدئاً بالصف (روضة)، وهي من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات وتسعة أشهر - أو خمس سنوات عند البعض - ، أما صف (اعداد) فيبدأ من أربع سنوات وتسعة أشهر إلى ان يتخرج الطفل في سن السادسة. ويبدأ الأطفال يومهم في تمام الساعة الثامنة حيث تحضر المعلمات في الساعة السابعة لاستقبال الأطفال والتخطيط لما سيدرس خلال اليوم دون الحاجة إلى وقوف الأطفال في طابور صباحي كما في السابق حيث ألغي هذا النظام من قبل التوجيه، فكل طفل يذهب لفصله مباشرة عن طريق تنظيم المعلمات.
(حياة الطفل في الروضة)
وتضيف.. داخل كل فصل يبدأ الأطفال يومهم ب(حلقة الصباح) أو (اللقاء الصباحي) طبقاً لما سمي حالياً (بالمنهج المطور) الذي يعتمد على تعليم الطفل من خلال اللعب والترفيه المعتمد من التوجيه التربوي.
يتضمن لقاء الصباح أنشودة ترحيبية وسؤال عن صحة الطفل، سؤاله عن اليوم، ثم تقوم المعلمة باختيار ما سمي ب(اليد المساعدة) وهو طفل يساعد المعلمة في توزيع الوجبة. كما يقود قطار الأطفال إلى الساحة الخارجية خلال فترة اللعب. وباقي الانشطة ويعقبها تلاوة سورة صغيرة من القرآن الكريم وإعطاء نبذة بسيطة عن تفسير السورة.
بعد اللقاء الصباحي يتاح للأطفال فرصة مفتوحة للعب بحرية في الساحة الخارجية تيشارك المعلمات الأطفال في بعض الألعاب، يتبع هذا النشاط فترة الراحة والتي يتمكن فيها الأطفال من تناول الوجبة لمدة نصف ساعة حيث يحصل الأطفال على أطعمة مغذية وصحية. يليها فترة اللعب (الحر) داخل الأركان وهي التي تتضمن الانشطة الترفيهية والتعليمية ويختتم الأطفال يومهم ب(اللقاء الأخير) وفيه يتذكر الأطفال - بمساعدة المعلمة - ما فعلوه من بداية اليوم ويشتمل على أنشودة وألعاب (مثل لعبة أصابع - قصة - لعبة رياضية منظمة) وفيه تثني المعلمة على أداء الأطفال وتحفزهم على تحسين السلوك.
(التعليم بالترفيه)
تثني المعلمة (ليلى. ع) على المنهج المطور الذي يعمد إلى تعليم الطفل عن طريق اشراكه في نشاط معين ودفعه إلى التعليم الذاتي عوضاً عن اللجوء إلى التعليم بالتلقين أو ما يسمى ب(المنهج التقليدي) وفيه فصلت طريقة عمل النظام الجديد الفعالة في تحسين الاداء والتعلم على حد سواء معلقةً (يتضح دور المنهج المطور واثره في فترة العمل الحر داخل الاركان حيث يمارس الأطفال انشطة متنوعة يقسم فيها الأطفال إلى مجموعات كل مجموعة تحوي ( 5- 6) أطفال يتوزعون على الأركان مرتدين بطاقات حسب الركن الذي ينتمون إليه).
غرفة اللعب تشتمل على سبعة أركان، ركن التعايش الأسري (تحتوي ملابس رجالية - نسائية - وادوات مطبخ وجلسة عائلية يؤدي فيها الطفل دوره في الأسرة ليتعلم سلوكيات إيجابية)، ركن الفن (يوجد دعم وتعزيز وتشجيع لمواهب الأطفال الفنية)، الركن الإدراكي (يحتوي على ادوات فك وتركيب مهمتها تقوية انامل الطفل وعضلاته الصغيرة)، ادوات النظم (وفيها يوجد خرز يقوم الطفل بإدخال حبات الخرز داخل خيط (قيطان) أو سميك دون الاستعانة بالإبرة وتهدف إلى تنمية الدقة لدى الأطفال).
بطاقات تطابق وتحتوي صورا واحاجي يرتب فيها الصور المتطابقة، بطاقات تسلسل احداث وتحتوي على صور لحدث معين أو قصة يرتب أحداها.
ركن المكتبة (عبارة عن قصص ودمى صغيرة يستخدم فيها الدمى لسرد قصة أو حدث معين)، ركن التخطيط (تحتوي حروف يقلدها الطفل)، ركن البناء (وفيها قطع خشبية يبني منها الطفل بيتا أو مسجدا يستخدم فيها الدمى).
وتذكر المعلمة ليلى أنه قد تم مؤخراً إدخال نظام الحاسب الآلي وهناك معامل ومدرسات متخصصات لتدريس هذه المادة.
(الروضة.. مؤسسة تمهيدية)
في كيفية اختلاف الروضة عن المدرسة تقول ابتسام الشبيب - مدرسة روضة - "انه بالتأكيد هناك اختلاف، لان الطفل يمارس في الروضة مرحلة طفولته مع من هم في سنه ويتاح له فرصة للتعلم قبل الذهاب للمدرسة، فالدروس في الروضة على شكل حلقات اما في المدرسة فهو يلتزم بتلقي المعلومة في مكان واحد لا يتحرك ولا يمارس فيه حريته ليتعلم ذاتياً من خلال نشاطات يؤديها بنفسه".
فيما تذكر (ليلى. ع) دور الروضة حيث تنوه إلى أن "الروضة هي جو اجتماعي خصوصاً فترة العمل واللعب الحر في الأركان ففيها يتضح مدى اندماج الطفل في مجتمع افراده هم أطفال من ذات المرحلة العمرية، فالروضة هي مرحلة تأهيل بالاضافة إلى الدعم الذي تقدمه للنمو اللغوي والحسابي الذي يساعد فيما بعد على تقبل الطفل للمدرسة ومناهجها، كما الطفل وتعوده على النظام الذي يعلمه كيفية الاعتماد على النفس وحب الجماعة وتنمية روح الانتماء والاخلاص لهم".
(المعلمة.. أم لأبناء لم تنجبهم!!)
دور المعلمة لا يتوقف على التعليم ولكنه يمتد ليشمل حل المشاكل التي تصادف الطفل نتيجة لانتقاله لمجتمع آخر غير المنزل والتي تعيق تعلم الطفل وتقبله لباقي المجموعة. وتعلق المعلمة (ليلى) على المشاكل التي تواجهها مع الأطفال قائلة "ان ابرز المشاكل التي تصادف المعلمة هي مشكلة وجود طفل عدواني، حركي، أو انطوائي، وعلى المدرسة ان تتعامل معه بمرونة وصبر". وعن كيفية تعاملها مع عدوانية الأطفال تقول: "أبدأ أولاً بالكلام الإرشادي، وان لم يستجب استخدم العقاب الذي يخلو من الضرب نهائياً وعقابه يكون بإبعاده عن الانشطة التي يحبها وعن باقي الأطفال وعزلة عن المشاركة في اي حديث أو نشاط، وهذه الطريقة فعالة وإيجابية وعند استجابة الطفل هناك تشجيعه باحضار الحلوى والألعاب وذكر مدى تحسنه أمام باقي الأطفال". أما المعلمة (ابتسام) فتذكر "ان اهم المشاكل التي تحدث معي هي ضرب واعتداء الأطفال على بعضهم، كثرة الخجل، الخوف، العناد. ولابد ان يكون هناك تعاون بين الاهل والروضة للعمل على حل المشاكل التي يواجها الطفل، أما العقاب فيجب ان لا تلجأ المعلمة للضرب إنما بإمكانها حل المشكلة بإيجابية عن طريق حرمانه مما يحبه".
(التعاون الأسري... نحو طفولة ناجحة)
تفيد المعلمة (ليلى) بأهمية أسلوب الصدق والصراحة فيجب على الأسرة ان تبصر المعلمة بنواحي الضعف في شخصية الطفل لكي تساعد على حل المشاكل بسهولة بالعمل مع الروضة. فالبيت والروضة قطبان يتبادلان المسؤولية وهما عاملان مشتركان في خدمة الطفل لرفع مستواه العلمي والسلوكي.
(الروضة.. ضرورة لابد منها)
عن أهمية الروضة تقول نادية الجمال - ربة منزل - "ان الطفل يتعلم في الروضة ما يعده لحياة المدرسة من حيث تعويده على الجرأة وممارسة سلوكيات تنمي حس المسؤولية لديه من سن مبكرة. وتذكر خبرتها في الامر حيث لاحظت تطور مستوى ابنها الأول بينما لم تكن الظروف تسمح بتسجيل ابنها الثاني للدخول في الروضة وتقول "استعداد الابن الأول كان واضحا واسرع لتقبل المدرسة، كذلك تقبله للمنهج الدراسي وإجتماعيته كانا عاليين بينما رفض ابني الثاني الذهاب للمدرسة واضطر والده لاخذه كل يوم للمدرسة ومرافقته إلى الصف المدرسي".
وعلى العكس رأي (حليمة الغامدي) - مدرسة مرحلة متوسطة - فهي ترى ان قابلية التعلم اساسها الام وأسلوبها في خلق عادات إيجابية، وقد تستطيع الام القيام بما هو أفضل من الروضة ولكن الطفل بحاجة لتفرغ وصبر وجو يلائم طبيعته كطفل يتعلم اسرع مع من هم مثله ولربما تكون الروضة أفضل في هذه النقطة فقط.. اما استعداد الطفل فهو عائد للأم وتعويدها للطفل على ان يكون اجتماعياً.
منقووووووووووول
تعليق