استشهاد وحرق وجرح (33) طفلا شيعا في كارثة عرس حي اور تسير مواكب الشهداء رتل يتبعه رتل آخر شبابا ، نساء، شيوخا ، وقد اضيف اليها الان اطفالا
عبر التاريخ القديم والحديث لم تشّرك امة ما بعينها اطفالها في الحروب والازمات والكوارث السياسية، وعبر التاريخ لم يدون لنا المؤرخون ان الاطفال كانوا ادوات في فتح حقول الالغام او حقول للتجارب عبر اخضاعهم للتجريب في معسكرات مخصصة لصقل شخصياتهم وتحويلهم الى جيش احتياطي مساند للقطعات المسلحة ، وعبر التاريخ لم يتساهل المربون والمعلمون وعلماء نفس الطفل ان يخضع هذا المخلوق"الطفل" لتجربة والديه ونقلها صورة طبق الاصل في العادات والسلوك حتى قيم الثأر واعتناق السياسة ، وعبر التاريخ لم يدون لنا ديناً بعينه او مذهباً اصلاحياً كان او سلفياً او اتجاهاً دينيا ان استخدم ابناءه وقوداً للحروب الا ما ندر من تجارب ، او حتى لزرع الاحقاد ، بل وصقلهم على مبادئ معلميهم ومقلديهم حتى وان كانت متخلفة ... فكان الاطفال في منأى من كل ذلك وحرم على الابوين استخدام القسوة في التربية والخشونة في التوجيه واللجوء الى العنف في التلقين لكي لا ينشأوا اصحاء في الاجساد ، مرضى في العقول والنفوس ..
ولكن ماذا تقول الحضارة اليوم لما يجري على ارض العراق تجاه الاطفال الشيعة ؟؟
فلم يكتف الارهاب وجميع اذنابه من تكفيريين وبعسلفيين وعفلقيين بمعاقبة الاطفال بان جعلوهم ينظروا لاهليهم يسقطوا ضحايا امامهم دون رادع ولا معين
بل ما زاد الامر سوءاً هو استهداف (الطفولة) بذاتها من قبل آلة الارهاب.. حتى صاروا يشكلون جزءا كبيرا من ضحاياها..
فها هو الارهاب يكشّر عن انيابه ويفصح عن حقيقتة تطبيقا لشعاره الخالد المنقول عن اسلافهم ( لا تبقوا لاهل هذا البيت من باقية ) .. حتى الطفل الرضيع ..
وما حادثة النعيرية ببغداد الجديدة في تاريخ 14/7/2005م الا شاهد على وحشية ودموية الارهاب تلك الحادثة التي راح ضحيتها 34 نورسا عراقيا شيعيا بعمر الزهور.. لا لذنب اقترفوه سوى لانهم (اطفال الشيعة) فالانتماء الى مذهب اهل البيت (عع) اليوم يعتبر ذنبا لا يغتفر حتى للقاصر غير المكلف الذي لم يبلغ الحلم
وما تبعه من حادثة جسر الائمة ببغداد بتاريخ 31/8/2005م التي راح ايضا فيها جمهرة من نوارس الشيعة
وما تبعهما من استهدافات فردية وجماعية لاطفالنا حتى يومنا هذا منها كارثة اليوم الثلاثاء 31/10/2006م في منطقة حي اور الشيعية الذي قضى فيها (19) طفل شهيدا و(14) آخرين بين معاقا ومحروقا ينازع الموت التي استهدف التكفيريون فيها حفل زفاف شيعي يضم موكبا من الاطفال والنساء, حتى نقل مصدر طبي بحسب مصادرنا ووكالات الانباء العالمية أن من بين القتلى والجرحى أطفال دون عمر السنة، اغلبهم يعاني من حروق شديدة قد تودي بحياة عدد آخر منهم لاحقا
والان صار لزاما على الجميع ان يعمل من اجل بارقة امل نعيد بها الابتسامة الى تلك الشفاه الطفولية العذبة عذوبة دجلة والفرات..
ان اطفالنا بحاجه لان يكونوا مثل اطفال العالم ومن واجبنا ان نوفر لهم ولو بالقدر البسيط هذا الحق وعلينا ان نتذكر بان بناء الاطفال هو اعداد للمستقبل القري