بسم الله الرحمن الرحيم
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
في تلاطم الأمواج وظلمة الليل الحالكة وصمت وسكون الأصوات التي لم تسمع منها إلا همسا علا صوت بدد الظلام وأسفر الصبح بنور أشرق بعد ذلك الليل المخيف نور كنور الشمس التي ينتظرها فقراء الشتاء لتحنوا عليهم فتدفئ خلجات صدور مازجها برد قارص ، أشرقت ليزهر خضار الأرض وليعلوا صوت أيتام لطالما انتظروا من يحنو عليهم ، صوت نطق بنطق القران تعلوه هيبة السماء زمجر حتى أخاف اعتى طغات الأرض ، ليخيف خفافيش الليل المظلم التي ظنت ان لا شروق لنور الله من كانوا عبدة الأصنام وأهل الظلام من أتباع الهدام ، ارهبهم رغم يتمه وقلة ناصره وهو ينطق بنطق جده الصادق المبعوث رحمة للعالمين صلوات الله عليه واله ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان اترك هذا الأمر ما تركته ) أو يتقول بقول سيد الشهداء (الا واني زاحف بهذه الجماعة على قلة العدد وخذلان الناصر ) ليزحف بفتية امنوا بربهم فازدادوا هدى وبأسرة كان منها القرابين على نصب الحرية لقوم أريد أن يستعبدوا فأبى صاحب الكفن الأبيض إلا أن يكون أول المضحين بنفسه وأهل بيته وليجعل أولى قرابينه أبناءه الذين امتزجت دمائهم بدمه الطاهر وليخط ما قال بالدم لا بالقلم صدقا وحقا هذا الصوت الذي هدر بين جدران الكوفة العلوية كان هو صوت السماء التي أرادت من الأمم أن ينعموا ينور التوحيد بعد أن أراد الظالمون أن يطفئوه بأفواههم (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) هذا النور الذي أراد الله إتمامه والذي كان على يد الأنبياء والمعصومين والأولياء والذين أمروا أن يرجعوا الناس ويعيدوا الأمم إلى الفطرة التي أودعها الله في نفوس الآدميين من ذرية ادم ( عليه السلام ) فلم يكن الأمر بالهين أو السهل كما نتصور بعد أن عتا الظالمون وتمردوا على إرادة السماء ونسوا العهد والأمانة التي حملوها لينبثق منهم الجبارين والمتكبرين والذين أرادوا أن يتخذوا عباد الله خولى ، فكان على أولياءه الذين حملوا الرسالة أن يصدعوا بصوتهم في محافل الظالمين فكان الصدر الصادق مثالا لإرادة الله ومصداقا لحملة الأمانة الذين ما خانوها يوما ، شيبة بيضاء ما عرفت الكلل والملل والكسل في سبيل الدين والمذهب طلعت لتغري أفئدة الشباب الذين كانوا يتطلعون بها إلى أعين ملئها الأمل بالخلاص فيصعقون وهم يسمعون وصاياه لتفيض قلوبهم من أعينهم حزنا دررا كدرر البحر العميق وهو يوصيهم مودعا ( إذا بقيت الحياة وأما إذا لم تبق الحياة وهذا أمر متوقع في أي نفس وفي أي يوم فأسألكم الفاتحة والدعاء وشيء آخر رئيسي وهو ان تحافظوا على دينكم ومذهبكم ولا تدعوا هذا الزرع الذي حصدتموه بفضل الله سبحانه وتعالى ان يضيع وان يجف. لا، حافظوا عليه. طبعا إنشاء الله إن الشجاعة موجودة والوعي موجود والدين بذمتكم والمذهب بذمتكم لا ينبغي التفريط به لا بقليل ولا بكثير. انا لست مهما بوجهي ولا بيدي ولا بعيني وإنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين (سلام الله عليه).)
فمن منا ينكر إن ما أسسه واتى به المولــى المقدس محمد الصدر ( قدس ) كان على نحو دستور إسلامي فيه هدا لدنيانا وأخرانا والذي لا يجب على كل مؤمن الغفلة عنه بل استثماره والسعي إلى نشره بين طبقات المجتمع ليس في هذا الجيل بل في كل جيل وعبر الأجيال لان فيه من الثمرة والفائدة الجمة مما لا ينكره عاقل إلا الجاحد المتكبر ومن هنا كان علينا أن نستثمر القوة والعقل إلى أن ننشر ما أوصى به الولي الطاهر ، بشيءً من التفصيل والشرح أو التعليق بما تدركه عقولنا القاصرة وبقدرنا لا بقدره ( قدس سره ) ..
وكان من جملة خطواته وأهمها إقامة صلاة الجمعة المباركة والتي كانت سر من اسراره لم يدرك كثيرا منا سر اقامتها والتي كانت بحق مصداقا لقوله تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
فانه ووفقا لما تملكه من حس اجتماعي فريد رأى من المصلحة اقامتها لما توصل اليه من حال المجتمع من الانحطاط والتسيب وتأثير أعداء الله فيه فراى ان الطريقة المثلى لصلاح الامة هي الجمعة المباركة وهي وسيلة ناجعة كما راينا بفضل الله تبارك وتعالى ما حققته من نصر للاسلام ومذهب أهل البيت سلام الله عليهم ، فادرك ان الحرب الثقافية التي مارسها الغرب الكافر من خلال ازلام البعث الكافر بحاجة الى حرب ثقافية بالمقابل وهذه الحرب يجب ان تكون سريعة لأستدراك مافات في زمن الصمت المطبق فالشعب كان يعاني من ضالة في المستوى الفكري والثقافي لا نشغاله بلقمة العيش فليس من المعقول ان تؤلف كتابا لمن لا يملك لقمة العيش بل يجب ان توفر له طريقة سريعة وفكرة منضجة تعطيها على طبق من ذهب وهذا ما كان في صلاة الجمعة فان الناس يتلقون الثقافة الاسلامية ومن فم مجتهد معصوم بالعصمة الثانوية وهذا شيء كبير ومهم مئة بالمئة .. ففتح بذلك منبرا لعقائد اهل البيت بعد ان كانت صلاة الجمعة حكرا على الاخرين من غير اهل المذهب وبذلك كان بيانه لاجل تعزيز اصل العقيدة .. فالفات النظر الى العدو الواقعي من جهة وتحقيق الحرية النسبية كما عبر قدس سره للحديث في البيت والشارع والمدرسة والدائرة الحكومية بدون خوف ولا وجل عن الله ورسوله واهل البيت والعقائد الحقة وتداول الفتاوى وغيرها بعد ان كان المجتمع منهمك بالحديث عن النظام وهدام والماء والطعام . فاراد احياء فريضة معطلة هي فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان المنبر الوسيلة الهامة لتحقيق ذلك المطلب المقدس بعد ان راى ان البلاء الذي ابتليت به الامة كان لاجل تركها كما اوضح امير المؤمنين [[ لاتتركوا الامر بالمعروف والنهي عـن المنكــــــــر فيولى عليكم شراركم فتدعون فلا يستجاب لكم ..]] ، فكفانا بقيامه نـــار جهنم فجزاه الله عنا خير جزاء المحسنين .وبذلك قام بالاعداد لقاعدة عقائدية منتظرة لامر الامام الغائب المعصوم فكانت تعبئته في صلاة الجمعة المقدسة لاجل ذلك ..
المهم هنا انه قدس سره ومن خلال منبر الجمعة المقدس ومن خلال حركته التعبوية للمجتمع وجه كلمات خالدة للتاريخ وللمجتمع المسلم عامة واتباع اهل البيت خاصة حتى كانت فيوضاته تكاد أن تكون تصل إلى كل مرافق الحياة فما من حادثة الا وتجد له فيها تعليق وراي فكانه يقول ان المعصوم قال ما من واقعة الا ولها حكم ففي الفتوى وفي حقول كثيرة عجز الكثير بها عن مجاراته وبان العجز عليهم فمن فتوى تحريم رمي النقود في الاضرحة الى الفتوى بحرمة الطرشي اوبعض انواع الخل الى الفتاوى الولائية بالقدوم الى النجف او السير الى كربلاء اوالامتناع خلف من لم يصلي الجمعة وغيرها إلى الحدث الاهم صلاة الجمعة المقدسة التي انتشرت في كل انحاء العراق بسبعين خطيبا يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر الى صلاة الجمعة المباركة في الكوفة بامامته قدس سره والتي خاطب فيها شرائح اجتماعية متعددة كالوزراء والسدنة واصحاب السلوك المنحرف او العشائر او الغجر ( الكاولية ) والأطباء والمغنين والسفور والحوزة العلمية التي خاطبها ببيان دورها الاجتماعي ولم تأخذه في كل ذلك لومة لائم ..
مع كل ذلك لم ينسى الولي الطاهر الحوزة وعلمها فكان على مستوى البحث يعطي بحثين احدهما اصولي والاخر فقهي وقد عرف عنه انه لا يرى ضيرا بان يتنزل لخدمة الطلبة كي يعطي درسا لطلبة الكفاية فمن له قوة القلب تلك من الفقاء في الماضي والان !! ؟ كما انه كان يجيب على اسئلة الناس الفقهية حتى عرف بمزج الفتوى بما هو اجتماعي حتى كانت الفتوى سهل ممتنع كما يعبرون فاجاب على اكثر من خمسة الاف سؤال نشر له في موسوعة اسماها ( مسائل وردود ) غير الذي لم ينشر ..
في كل ذاك كان التاليف والقلم لا يفارقان الولي الطاهر فألف عشرات الكتب والكراسات ولقد امتازت أفكاره بالحداثة العلمية فيتفرد بما اسماه بـ( الأطروحة ) التي كانت من الافكار العلمية الضخمة على مستوى الطرح العلمي والتي هي عبارة عن سحب البساط عن المستشكل كما يعبرون .. الى فقه الاخلاق والذي عبر عنه ( قدس سره ) انه جواهر تحت التراب الى ماوراء الفقه الى تاريخ فلسفة الثورة الحسينية الى تاريخ الامام المهدي بموسوعتة الموسومة ( موسوعة الامام المهدي ) التي تحدث بها عن الامام المنتظر وفلسفة تاريخه
فكان فينا مصداقا لقوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )
تهنئة الى العالم الاسلامي اجمع بولادات المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين ..
والحمد لله رب العالمين
الهيئة الثقافية العليا
النجف الاشرف / ربيع الاول /
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
في تلاطم الأمواج وظلمة الليل الحالكة وصمت وسكون الأصوات التي لم تسمع منها إلا همسا علا صوت بدد الظلام وأسفر الصبح بنور أشرق بعد ذلك الليل المخيف نور كنور الشمس التي ينتظرها فقراء الشتاء لتحنوا عليهم فتدفئ خلجات صدور مازجها برد قارص ، أشرقت ليزهر خضار الأرض وليعلوا صوت أيتام لطالما انتظروا من يحنو عليهم ، صوت نطق بنطق القران تعلوه هيبة السماء زمجر حتى أخاف اعتى طغات الأرض ، ليخيف خفافيش الليل المظلم التي ظنت ان لا شروق لنور الله من كانوا عبدة الأصنام وأهل الظلام من أتباع الهدام ، ارهبهم رغم يتمه وقلة ناصره وهو ينطق بنطق جده الصادق المبعوث رحمة للعالمين صلوات الله عليه واله ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان اترك هذا الأمر ما تركته ) أو يتقول بقول سيد الشهداء (الا واني زاحف بهذه الجماعة على قلة العدد وخذلان الناصر ) ليزحف بفتية امنوا بربهم فازدادوا هدى وبأسرة كان منها القرابين على نصب الحرية لقوم أريد أن يستعبدوا فأبى صاحب الكفن الأبيض إلا أن يكون أول المضحين بنفسه وأهل بيته وليجعل أولى قرابينه أبناءه الذين امتزجت دمائهم بدمه الطاهر وليخط ما قال بالدم لا بالقلم صدقا وحقا هذا الصوت الذي هدر بين جدران الكوفة العلوية كان هو صوت السماء التي أرادت من الأمم أن ينعموا ينور التوحيد بعد أن أراد الظالمون أن يطفئوه بأفواههم (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) هذا النور الذي أراد الله إتمامه والذي كان على يد الأنبياء والمعصومين والأولياء والذين أمروا أن يرجعوا الناس ويعيدوا الأمم إلى الفطرة التي أودعها الله في نفوس الآدميين من ذرية ادم ( عليه السلام ) فلم يكن الأمر بالهين أو السهل كما نتصور بعد أن عتا الظالمون وتمردوا على إرادة السماء ونسوا العهد والأمانة التي حملوها لينبثق منهم الجبارين والمتكبرين والذين أرادوا أن يتخذوا عباد الله خولى ، فكان على أولياءه الذين حملوا الرسالة أن يصدعوا بصوتهم في محافل الظالمين فكان الصدر الصادق مثالا لإرادة الله ومصداقا لحملة الأمانة الذين ما خانوها يوما ، شيبة بيضاء ما عرفت الكلل والملل والكسل في سبيل الدين والمذهب طلعت لتغري أفئدة الشباب الذين كانوا يتطلعون بها إلى أعين ملئها الأمل بالخلاص فيصعقون وهم يسمعون وصاياه لتفيض قلوبهم من أعينهم حزنا دررا كدرر البحر العميق وهو يوصيهم مودعا ( إذا بقيت الحياة وأما إذا لم تبق الحياة وهذا أمر متوقع في أي نفس وفي أي يوم فأسألكم الفاتحة والدعاء وشيء آخر رئيسي وهو ان تحافظوا على دينكم ومذهبكم ولا تدعوا هذا الزرع الذي حصدتموه بفضل الله سبحانه وتعالى ان يضيع وان يجف. لا، حافظوا عليه. طبعا إنشاء الله إن الشجاعة موجودة والوعي موجود والدين بذمتكم والمذهب بذمتكم لا ينبغي التفريط به لا بقليل ولا بكثير. انا لست مهما بوجهي ولا بيدي ولا بعيني وإنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين (سلام الله عليه).)
فمن منا ينكر إن ما أسسه واتى به المولــى المقدس محمد الصدر ( قدس ) كان على نحو دستور إسلامي فيه هدا لدنيانا وأخرانا والذي لا يجب على كل مؤمن الغفلة عنه بل استثماره والسعي إلى نشره بين طبقات المجتمع ليس في هذا الجيل بل في كل جيل وعبر الأجيال لان فيه من الثمرة والفائدة الجمة مما لا ينكره عاقل إلا الجاحد المتكبر ومن هنا كان علينا أن نستثمر القوة والعقل إلى أن ننشر ما أوصى به الولي الطاهر ، بشيءً من التفصيل والشرح أو التعليق بما تدركه عقولنا القاصرة وبقدرنا لا بقدره ( قدس سره ) ..
وكان من جملة خطواته وأهمها إقامة صلاة الجمعة المباركة والتي كانت سر من اسراره لم يدرك كثيرا منا سر اقامتها والتي كانت بحق مصداقا لقوله تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
فانه ووفقا لما تملكه من حس اجتماعي فريد رأى من المصلحة اقامتها لما توصل اليه من حال المجتمع من الانحطاط والتسيب وتأثير أعداء الله فيه فراى ان الطريقة المثلى لصلاح الامة هي الجمعة المباركة وهي وسيلة ناجعة كما راينا بفضل الله تبارك وتعالى ما حققته من نصر للاسلام ومذهب أهل البيت سلام الله عليهم ، فادرك ان الحرب الثقافية التي مارسها الغرب الكافر من خلال ازلام البعث الكافر بحاجة الى حرب ثقافية بالمقابل وهذه الحرب يجب ان تكون سريعة لأستدراك مافات في زمن الصمت المطبق فالشعب كان يعاني من ضالة في المستوى الفكري والثقافي لا نشغاله بلقمة العيش فليس من المعقول ان تؤلف كتابا لمن لا يملك لقمة العيش بل يجب ان توفر له طريقة سريعة وفكرة منضجة تعطيها على طبق من ذهب وهذا ما كان في صلاة الجمعة فان الناس يتلقون الثقافة الاسلامية ومن فم مجتهد معصوم بالعصمة الثانوية وهذا شيء كبير ومهم مئة بالمئة .. ففتح بذلك منبرا لعقائد اهل البيت بعد ان كانت صلاة الجمعة حكرا على الاخرين من غير اهل المذهب وبذلك كان بيانه لاجل تعزيز اصل العقيدة .. فالفات النظر الى العدو الواقعي من جهة وتحقيق الحرية النسبية كما عبر قدس سره للحديث في البيت والشارع والمدرسة والدائرة الحكومية بدون خوف ولا وجل عن الله ورسوله واهل البيت والعقائد الحقة وتداول الفتاوى وغيرها بعد ان كان المجتمع منهمك بالحديث عن النظام وهدام والماء والطعام . فاراد احياء فريضة معطلة هي فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان المنبر الوسيلة الهامة لتحقيق ذلك المطلب المقدس بعد ان راى ان البلاء الذي ابتليت به الامة كان لاجل تركها كما اوضح امير المؤمنين [[ لاتتركوا الامر بالمعروف والنهي عـن المنكــــــــر فيولى عليكم شراركم فتدعون فلا يستجاب لكم ..]] ، فكفانا بقيامه نـــار جهنم فجزاه الله عنا خير جزاء المحسنين .وبذلك قام بالاعداد لقاعدة عقائدية منتظرة لامر الامام الغائب المعصوم فكانت تعبئته في صلاة الجمعة المقدسة لاجل ذلك ..
المهم هنا انه قدس سره ومن خلال منبر الجمعة المقدس ومن خلال حركته التعبوية للمجتمع وجه كلمات خالدة للتاريخ وللمجتمع المسلم عامة واتباع اهل البيت خاصة حتى كانت فيوضاته تكاد أن تكون تصل إلى كل مرافق الحياة فما من حادثة الا وتجد له فيها تعليق وراي فكانه يقول ان المعصوم قال ما من واقعة الا ولها حكم ففي الفتوى وفي حقول كثيرة عجز الكثير بها عن مجاراته وبان العجز عليهم فمن فتوى تحريم رمي النقود في الاضرحة الى الفتوى بحرمة الطرشي اوبعض انواع الخل الى الفتاوى الولائية بالقدوم الى النجف او السير الى كربلاء اوالامتناع خلف من لم يصلي الجمعة وغيرها إلى الحدث الاهم صلاة الجمعة المقدسة التي انتشرت في كل انحاء العراق بسبعين خطيبا يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر الى صلاة الجمعة المباركة في الكوفة بامامته قدس سره والتي خاطب فيها شرائح اجتماعية متعددة كالوزراء والسدنة واصحاب السلوك المنحرف او العشائر او الغجر ( الكاولية ) والأطباء والمغنين والسفور والحوزة العلمية التي خاطبها ببيان دورها الاجتماعي ولم تأخذه في كل ذلك لومة لائم ..
مع كل ذلك لم ينسى الولي الطاهر الحوزة وعلمها فكان على مستوى البحث يعطي بحثين احدهما اصولي والاخر فقهي وقد عرف عنه انه لا يرى ضيرا بان يتنزل لخدمة الطلبة كي يعطي درسا لطلبة الكفاية فمن له قوة القلب تلك من الفقاء في الماضي والان !! ؟ كما انه كان يجيب على اسئلة الناس الفقهية حتى عرف بمزج الفتوى بما هو اجتماعي حتى كانت الفتوى سهل ممتنع كما يعبرون فاجاب على اكثر من خمسة الاف سؤال نشر له في موسوعة اسماها ( مسائل وردود ) غير الذي لم ينشر ..
في كل ذاك كان التاليف والقلم لا يفارقان الولي الطاهر فألف عشرات الكتب والكراسات ولقد امتازت أفكاره بالحداثة العلمية فيتفرد بما اسماه بـ( الأطروحة ) التي كانت من الافكار العلمية الضخمة على مستوى الطرح العلمي والتي هي عبارة عن سحب البساط عن المستشكل كما يعبرون .. الى فقه الاخلاق والذي عبر عنه ( قدس سره ) انه جواهر تحت التراب الى ماوراء الفقه الى تاريخ فلسفة الثورة الحسينية الى تاريخ الامام المهدي بموسوعتة الموسومة ( موسوعة الامام المهدي ) التي تحدث بها عن الامام المنتظر وفلسفة تاريخه
فكان فينا مصداقا لقوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )
تهنئة الى العالم الاسلامي اجمع بولادات المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين ..
والحمد لله رب العالمين
الهيئة الثقافية العليا
النجف الاشرف / ربيع الاول /
تعليق