بارك الله بكم ووفقك الله
X
-
أنا من بلد تعود هماً وغماً صار ملاذي وإدماني.. أنا من بلد تجرع الألم غصاتِ حتى صاح أما من ناعِ فينعاني..أن من بلدٍ يفوحُ حُباً ومسكه يُنشر على مر الأزمانِ..أنا من بلد المسموم لا لشيءٍ بل لأنه طاهر ويسعى لضريحه كُل إنسانِ...أنا من بلد الأكُف الساقِطات على الثرى بغير جرمٍ بل ظُلماً وبُهتانِ...أنا من بغداد الجواد من كربلاء الحسين من سامراء صاحِب الزمانِ...أنا من بلد علمني أن لا أنسى من ينساني...أنا من عراق الطف من منارات نجفي ..من فرات حسينه العطشانِ..أنا من بلدِ مسلمٍ سفير الحسين من مثوى آدم ونوحٍوعلي إمامِ الإنس والجانٍِ
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
{ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون
الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون. والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من
قبلك وبالآخرة هم يوقنون}.
هذه الآيات، التي بدأنا بها حلقاتنا هذه، وضعت مبادئ خمسة لتفسير
المتقين، والذين هم على هدى من ربهم، والذين هم المفلحون.
المبدأ الأول، الأساس في حياة الإنسان، هو الإيمان بالغيب كما ذكرنا في
الحلقة السابقة.
والمبدأ الثاني، هو إقامة الصلاة. الصلاة التي هي التوجه الى الله،
والمواجهة مع الله، والتحدث مع الله، والطلب من الله، والخشوع الى الله.
وليست كما يُفهم من التقليد المتعارف "ضريبة إلهية" على الإنسان. الصلاة تلك
المقابلة الطيبة مع الغيب، والتي هي مصدر الإيحاء، والقوة واتخاذ الكمال من
الصحبة مع الله، لها تأثير كبير في الدين، حتى جُعلت الصلاة عمود الدين. وورد
في الآثار أنّ "الصلاة إن قُبلت قُبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها".
السبب، في أهمية الصلاة في الدين، يجب أن يدرس بصورة دقيقة. فالصلاة،
زيادة على أنها الخشوع، والتوجه، والتوسل، والمقابلة، واللجوء، والرياضة
الروحية - على حد تعبير الحديث - تكرس في نفس الإنسان الإيمان بالغيب.
ولأجل توضيح هذا المبدأ، علينا أن نذكر مقدمة صغيرة: فالإنسان حينما
يقوم بعمل خيري، قد يقوم بعمل كخدمة إجتماعية، أو كعيادة مريض، أو كخدمة
بشرية عامة؛ حينما يقوم بهذا العمل، يرضي الله ويرضي ضميره الاسمي في نفسه
الوقت. وكثيراً ما يقوم الإنسان بهذه الأعمال الصالحة، لدوافع نفسية سامية.
فإذاً، هذه الأعمال الحسنة والخدمات الإجتماعية، في الحقيقة، تقوي في
الإنسان إيمانه بالله وإيمانه بضميره، لأنّ كل عمل يصدر عن الإنسان يقوي
النزعة التي كانت وراء هذا العمل. فإذا قام الإنسان بعمل الشجعان، فهذا العمل
يقوي في نفس الإنسان شجاعته، وهكذا.
فحينما قمنا بعمل صالح، يرضي ضميرنا، فهذا العمل يقوي الصفة الصالحة في
نفسنا فحسب. أما إيماننا بالغيب، فلا.
والعبادات، بصورة عامة، حيث أنها طقوس وحقائق ثابتة غير متطورة، لا
نعرف تفاصيلها، ولا نعرف كثيراً من أسبابها، ففي الحقيقة عمل يصدر عن الإنسان
بدافع الغيب وبدافع الإيمان بالغيب فحسب، لا يقوي إيماننا بأنفسنا وبضميرنا،
ولا يقوي إيماننا بمجتمعنا، بل يقوي إيماننا بالغيب.
ولهذا، فالصلاة، والعبادات، والصيام، والحج، وإن عُرف من هذه الأعمال
بعض الآثار، ولكن تفاصيلها لا تزال غامضة ومجهولة، وأسبابها غير معروفة.
هذه الأعمال بطبيعة الحال، تقوي في نفس الإنسان إيمانه بالغيب. وحينما
عرفنا أنّ مبدأ الإيمان بالغيب مبدأ أساس في حياة الإنسان، فوجود العبادات
لأجل ضمانة بقاء هذا الإيمان مبدأ أساس أيضاً. والقرآن الكريم يؤكد أنّ الذين
يتركون الواجبات الدينية، نتيجة للإساءة ولترك الواجب، يؤدي هذا الموقف الى
ضعف إيمانهم. يقول القرآن الكريم: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا
بآيات الله وكانوا بها يستهزئون} (الروم: 10).
وهذا الذي يشكّل في حياة الإنسان خطراً داهماً، إذا ترك الواجبات
الدينية. وفي الحقيقة إنّ الواجبات الدينية، التي نعبّر عنها في هذه الأيام
بـ"الطقوس" هو تعبير غير صحيح، فالعبادات ليست مجرد طقوس، بل في الحقيقة
محطات وحقائق ورياضات تؤثر في حياة الإنسان تأثيراً بالغاً، تؤثر في تقوية
الإيمان بالغيب، ثم لها تأثيرات غريبة في حياة الإنسان. فحينما يقابل الإنسان
ربه في الصلاة، يشعر بالصحبة، والتحدث، والتقرب. ولا شك، أنّ الصحبة تكسب
الإنسان صفات الصاحب والصديق. المثل العربي يقول: "عن المرء لا تسأل، وسل عن
صديقه" أو "وسل عن جليسه".
فحينما نجالس الله، ونصاحب الله، نكسب من الله الصفات الحسنة، والحديث
الشريف يقول: "تخلّقوا بأخلاق الله". كيف يمكننا أن نتخلّق بأخلاق الله؟
حينما نشعر بأننا أمام الله، نتحدث مع الله، نناجي الله، نشكو الى الله، في
مثل هذه الحالة، وبحسب التكرار، نشعر بالإكتساب من هذه الصفات الإلهية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
{ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون
الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون. والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من
قبلك وبالآخرة هم يوقنون}.
هذه الآيات، التي بدأنا بها حلقاتنا هذه، وضعت مبادئ خمسة لتفسير
المتقين، والذين هم على هدى من ربهم، والذين هم المفلحون.
المبدأ الأول، الأساس في حياة الإنسان، هو الإيمان بالغيب كما ذكرنا في
الحلقة السابقة.
والمبدأ الثاني، هو إقامة الصلاة. الصلاة التي هي التوجه الى الله،
والمواجهة مع الله، والتحدث مع الله، والطلب من الله، والخشوع الى الله.
وليست كما يُفهم من التقليد المتعارف "ضريبة إلهية" على الإنسان. الصلاة تلك
المقابلة الطيبة مع الغيب، والتي هي مصدر الإيحاء، والقوة واتخاذ الكمال من
الصحبة مع الله، لها تأثير كبير في الدين، حتى جُعلت الصلاة عمود الدين. وورد
في الآثار أنّ "الصلاة إن قُبلت قُبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها".
السبب، في أهمية الصلاة في الدين، يجب أن يدرس بصورة دقيقة. فالصلاة،
زيادة على أنها الخشوع، والتوجه، والتوسل، والمقابلة، واللجوء، والرياضة
الروحية - على حد تعبير الحديث - تكرس في نفس الإنسان الإيمان بالغيب.
ولأجل توضيح هذا المبدأ، علينا أن نذكر مقدمة صغيرة: فالإنسان حينما
يقوم بعمل خيري، قد يقوم بعمل كخدمة إجتماعية، أو كعيادة مريض، أو كخدمة
بشرية عامة؛ حينما يقوم بهذا العمل، يرضي الله ويرضي ضميره الاسمي في نفسه
الوقت. وكثيراً ما يقوم الإنسان بهذه الأعمال الصالحة، لدوافع نفسية سامية.
فإذاً، هذه الأعمال الحسنة والخدمات الإجتماعية، في الحقيقة، تقوي في
الإنسان إيمانه بالله وإيمانه بضميره، لأنّ كل عمل يصدر عن الإنسان يقوي
النزعة التي كانت وراء هذا العمل. فإذا قام الإنسان بعمل الشجعان، فهذا العمل
يقوي في نفس الإنسان شجاعته، وهكذا.
فحينما قمنا بعمل صالح، يرضي ضميرنا، فهذا العمل يقوي الصفة الصالحة في
نفسنا فحسب. أما إيماننا بالغيب، فلا.
والعبادات، بصورة عامة، حيث أنها طقوس وحقائق ثابتة غير متطورة، لا
نعرف تفاصيلها، ولا نعرف كثيراً من أسبابها، ففي الحقيقة عمل يصدر عن الإنسان
بدافع الغيب وبدافع الإيمان بالغيب فحسب، لا يقوي إيماننا بأنفسنا وبضميرنا،
ولا يقوي إيماننا بمجتمعنا، بل يقوي إيماننا بالغيب.
ولهذا، فالصلاة، والعبادات، والصيام، والحج، وإن عُرف من هذه الأعمال
بعض الآثار، ولكن تفاصيلها لا تزال غامضة ومجهولة، وأسبابها غير معروفة.
هذه الأعمال بطبيعة الحال، تقوي في نفس الإنسان إيمانه بالغيب. وحينما
عرفنا أنّ مبدأ الإيمان بالغيب مبدأ أساس في حياة الإنسان، فوجود العبادات
لأجل ضمانة بقاء هذا الإيمان مبدأ أساس أيضاً. والقرآن الكريم يؤكد أنّ الذين
يتركون الواجبات الدينية، نتيجة للإساءة ولترك الواجب، يؤدي هذا الموقف الى
ضعف إيمانهم. يقول القرآن الكريم: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا
بآيات الله وكانوا بها يستهزئون} (الروم: 10).
وهذا الذي يشكّل في حياة الإنسان خطراً داهماً، إذا ترك الواجبات
الدينية. وفي الحقيقة إنّ الواجبات الدينية، التي نعبّر عنها في هذه الأيام
بـ"الطقوس" هو تعبير غير صحيح، فالعبادات ليست مجرد طقوس، بل في الحقيقة
محطات وحقائق ورياضات تؤثر في حياة الإنسان تأثيراً بالغاً، تؤثر في تقوية
الإيمان بالغيب، ثم لها تأثيرات غريبة في حياة الإنسان. فحينما يقابل الإنسان
ربه في الصلاة، يشعر بالصحبة، والتحدث، والتقرب. ولا شك، أنّ الصحبة تكسب
الإنسان صفات الصاحب والصديق. المثل العربي يقول: "عن المرء لا تسأل، وسل عن
صديقه" أو "وسل عن جليسه".
فحينما نجالس الله، ونصاحب الله، نكسب من الله الصفات الحسنة، والحديث
الشريف يقول: "تخلّقوا بأخلاق الله". كيف يمكننا أن نتخلّق بأخلاق الله؟
حينما نشعر بأننا أمام الله، نتحدث مع الله، نناجي الله، نشكو الى الله، في
مثل هذه الحالة، وبحسب التكرار، نشعر بالإكتساب من هذه الصفات الإلهية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
تعليق