كلنا ضد إسرائيل، وكلنا ضد العربدة، وتلك الأعمال التي هي وصمة عار في وجه الإنسانية بكل المقاييس، التي تمارسها إسرائيل. هذه قضية أرجو ألا يأتي من يزايد عليها.
غير أن الواقع الذي نراه بأعيننا يقول : أن لبنان في ورطة، ومستقبل لبنان تكتنفه احتمالات سوداء قاتمة.
بعيدا عن العوطاف الجياشة و دغدغة المشاعر اللتي يتبعها الاعلام المؤيد لحزب الله فلنحلل بهدوء هذه المعركة اللتي لم يكن لها هدف استراتيجي الا البلبلة لتخفبف الضغوط عن الملف النووي الايراني و صرف الانظار عنه وان كان الهدف المعلن هو تحرير اسير شيوعي لبناني .
فوصف الهزيمة بالنصر سمة عربية بامتياز!
فالهزائم انتصارات رائعة، والويل والثبور لذلك القليل الأدب الناكر لعروبته و العميل الصهيوني، الذي يخرج عن هذه القاعدة العربية الأصيلة!! .
يسترخص الزعماء العرب و المسلمين أرواح شعوبهم، فصدام حسين كان يقبل بأن يضحي بألف عراقي مقابل قتل جندي أمريكي واحد. والمعروف في حرب الكويت، أن خسائر الأمريكان في الأرواح لم تتجاوز 150 مقابل ربع مليون قتيل عراقي. وهذا يعادل قتل جندي أمريكي واحد مقابل 1660 عراقي تقريباً، ويا محلى النصر!!
أما في الحرب اللبنانية فالخسائر في صفوف المدنيين الإسرائيليين تعادل 10% من خسائر الشعب اللبناني في الأرواح، عدا الخسائر في صفوف مقاتلي حزب الله التي لا نعرفها وربما لم يعلن عنها أبداً.
فماذا يعني هذا النصر المؤزر من منظور السيد حسن نصر الله ؟
- يعني لحد الآن، مقتل نحو 1200 لبناني والرقم في تصاعد ، معظمهم من المدنيين وثلثهم من الأطفال، والرقم في تصاعد مع استمرار الحرب.
- يعني جرح الألاف، والرقم في تصاعد أيضاً.
- يعني نزوح نحو مليون مواطن، أي ما يعادل ثلث الشعب اللبناني،.
- يعني فرار أكثر من مليون سائح في ذروة موسم السياحة التي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، البلد الفقير الذي نهض قريباً بعد حرب أهلية دامت 15 عاماً ومازال يضمد جراحه من هذه الحرب المجنونة التي أشعلها أعداء لبنان.
- يعني فرار عشرات الألوف من الجاليات الغربية المقيمة في لبنان والتي كانت تلعب دوراً كبيراً في إعادة بناء لبنان ودعم اقتصاده.
- وأخيرا وليس آخراً، يعني تدمير الركائز الاقتصادية والبنى التحتية في لبنان، ولحد الآن تقدر بعض التقارير الخسائر المادية بنحو 14 مليار دولار.
لقد تحدى السيد حسن نصر الله العدو الإسرائيلي بحرب المواجهة، وجهاً لوجه. وها هي إسرائيل بعثت قواتها البرية واحتلت معظم الشريط الجنوبي اللبناني بعمق عدة كيلومترات رغم المقاومة الشرسة لحزب الله.
كل من طالب بأرسال الجيش الوطني اللبناني الى الجنوب اسوة بكل جيوش العالم كان السيد حسن نصر الله يصنفه بالخائن او بالعميل ماذا تغير الان ووافق على نشر الجيش في الجنوب مع قوات دولية و انسحاب ما تبقى من مقاتلي حزب الله الى خلف نهر الليطاني اي بمعنى آخر تنفيذ المطالب الاسرائيلية في ابعاد صواريخ حزب الله و منعه من العمل العسكري جنوب الليطاني و وضع هذه المنطقة تحت مظلة دولية تؤازر الجيش اللبناني في منع تسلل مقاتلي الحزب الى هذه المنطقة وكما نعرف ان الهدف حماية حدود اسرائيل وعمقها من ضربات الصواريخ .
لقد اهدى حزب الله الى اسرائيل نصرا مجانيا باعادة احتلالها جنوب لبنان و الانسحاب منه بشروط ووضعه تحت وصاية دولية بعد ان انسحبت منه العام 2000 من دون اي شروط و بوضع مستوطناتها الشمالية تحت رحمة صواريخ حزب الله.
لقد اسقط حزب الله بنفسه استراتيجيته الدفاعية اللتي اسماها "توازن الرعب" و اسقط انتصار العام 2000 باستراتيجيته و خسر لبنان و شعب لبنان الكثير و سنكتشف بعد انتهاء الحرب مدى الخسائر اللتي لحقت بلبنان ارضا و شعبا.
فهل كانت عملية خطف الجنديين نصرا ام هزيمة لحزب الله؟
قال حزب الله إنه لم يكن يتوقع أن يكون رد فعل إسرائيل على خطف الجنديين بهذا الشكل القوي المدمر ... وحصل ما حصل فهل هذا يدل على ذكاء ؟؟ هل ينسى الذكي أن يضع كافة الاحتمالات ؟؟
ثم قال حزب الله إنها كانت خطة إسرائيلية مدبرة من قبل... فإذا كان يعرفها حقا فلماذا أعطاها الحجة لتنفيذها ؟.. فأين الذكاء ؟؟
لماذا لم يبن حزب الله ملاجئ للمواطنين واكتفى ببناء ملاجئ لجماعته ؟.. فأين الذكاء في التسبب بتهجير مليون مواطن إلى حيث لا يعلمون ؟؟ هل هذا هو النصر؟
إسرائيل سعت دائما لتهجير الفلسطينيين خارج دولتها .. وها هو حزب الله يرعب عرب حيفا ويطلب منهم أن يغادروها كما كانت تفعل الهاجانا الإسرائيلية أيام النكبة ... فهل ينفذ هو في حيفا ما عجزت عنه حكومة إسرائيل ؟؟ هل هذا هو النصر؟
وها هو حزب الله اليوم يقول إن المقاومة الإسلامية منتصرة ... فلماذا إذن يطلب وقف إطلاق النار و يناشد العرب استخدام علاقاتهم مع امريكا لوقف النار ؟؟ هل هذا هو النصر؟
اي نصر هذا اللذي ارجع لبنان عشرين عاما الى الوراء و اصبح منذ اكثر من شهر يستاذن اسرائيل لتسمح بدخول اي طائرة او سفينة او شاحنة الى لبنان ؟؟
ربما النصر عند البعض ان يبقى رئيس حزبهم حيا و يبقى روح في الحزب اما الناس و البلد فلا باس ان يذبحوا و تدمر املاكهم و يوضعوا في المدارس و العراء مثل الاغنام.
وهل هناك أي معنى أو طعم لهذا الانتصار الذي تتشدقون به؟ أرجو أن لا يكون جوابكم ترديد ذات العبارات الببغاوية المكررة والمملة عن الانتصارات الوهمية!!
غير أن الواقع الذي نراه بأعيننا يقول : أن لبنان في ورطة، ومستقبل لبنان تكتنفه احتمالات سوداء قاتمة.
بعيدا عن العوطاف الجياشة و دغدغة المشاعر اللتي يتبعها الاعلام المؤيد لحزب الله فلنحلل بهدوء هذه المعركة اللتي لم يكن لها هدف استراتيجي الا البلبلة لتخفبف الضغوط عن الملف النووي الايراني و صرف الانظار عنه وان كان الهدف المعلن هو تحرير اسير شيوعي لبناني .
فوصف الهزيمة بالنصر سمة عربية بامتياز!
فالهزائم انتصارات رائعة، والويل والثبور لذلك القليل الأدب الناكر لعروبته و العميل الصهيوني، الذي يخرج عن هذه القاعدة العربية الأصيلة!! .
يسترخص الزعماء العرب و المسلمين أرواح شعوبهم، فصدام حسين كان يقبل بأن يضحي بألف عراقي مقابل قتل جندي أمريكي واحد. والمعروف في حرب الكويت، أن خسائر الأمريكان في الأرواح لم تتجاوز 150 مقابل ربع مليون قتيل عراقي. وهذا يعادل قتل جندي أمريكي واحد مقابل 1660 عراقي تقريباً، ويا محلى النصر!!
أما في الحرب اللبنانية فالخسائر في صفوف المدنيين الإسرائيليين تعادل 10% من خسائر الشعب اللبناني في الأرواح، عدا الخسائر في صفوف مقاتلي حزب الله التي لا نعرفها وربما لم يعلن عنها أبداً.
فماذا يعني هذا النصر المؤزر من منظور السيد حسن نصر الله ؟
- يعني لحد الآن، مقتل نحو 1200 لبناني والرقم في تصاعد ، معظمهم من المدنيين وثلثهم من الأطفال، والرقم في تصاعد مع استمرار الحرب.
- يعني جرح الألاف، والرقم في تصاعد أيضاً.
- يعني نزوح نحو مليون مواطن، أي ما يعادل ثلث الشعب اللبناني،.
- يعني فرار أكثر من مليون سائح في ذروة موسم السياحة التي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، البلد الفقير الذي نهض قريباً بعد حرب أهلية دامت 15 عاماً ومازال يضمد جراحه من هذه الحرب المجنونة التي أشعلها أعداء لبنان.
- يعني فرار عشرات الألوف من الجاليات الغربية المقيمة في لبنان والتي كانت تلعب دوراً كبيراً في إعادة بناء لبنان ودعم اقتصاده.
- وأخيرا وليس آخراً، يعني تدمير الركائز الاقتصادية والبنى التحتية في لبنان، ولحد الآن تقدر بعض التقارير الخسائر المادية بنحو 14 مليار دولار.
لقد تحدى السيد حسن نصر الله العدو الإسرائيلي بحرب المواجهة، وجهاً لوجه. وها هي إسرائيل بعثت قواتها البرية واحتلت معظم الشريط الجنوبي اللبناني بعمق عدة كيلومترات رغم المقاومة الشرسة لحزب الله.
كل من طالب بأرسال الجيش الوطني اللبناني الى الجنوب اسوة بكل جيوش العالم كان السيد حسن نصر الله يصنفه بالخائن او بالعميل ماذا تغير الان ووافق على نشر الجيش في الجنوب مع قوات دولية و انسحاب ما تبقى من مقاتلي حزب الله الى خلف نهر الليطاني اي بمعنى آخر تنفيذ المطالب الاسرائيلية في ابعاد صواريخ حزب الله و منعه من العمل العسكري جنوب الليطاني و وضع هذه المنطقة تحت مظلة دولية تؤازر الجيش اللبناني في منع تسلل مقاتلي الحزب الى هذه المنطقة وكما نعرف ان الهدف حماية حدود اسرائيل وعمقها من ضربات الصواريخ .
لقد اهدى حزب الله الى اسرائيل نصرا مجانيا باعادة احتلالها جنوب لبنان و الانسحاب منه بشروط ووضعه تحت وصاية دولية بعد ان انسحبت منه العام 2000 من دون اي شروط و بوضع مستوطناتها الشمالية تحت رحمة صواريخ حزب الله.
لقد اسقط حزب الله بنفسه استراتيجيته الدفاعية اللتي اسماها "توازن الرعب" و اسقط انتصار العام 2000 باستراتيجيته و خسر لبنان و شعب لبنان الكثير و سنكتشف بعد انتهاء الحرب مدى الخسائر اللتي لحقت بلبنان ارضا و شعبا.
فهل كانت عملية خطف الجنديين نصرا ام هزيمة لحزب الله؟
قال حزب الله إنه لم يكن يتوقع أن يكون رد فعل إسرائيل على خطف الجنديين بهذا الشكل القوي المدمر ... وحصل ما حصل فهل هذا يدل على ذكاء ؟؟ هل ينسى الذكي أن يضع كافة الاحتمالات ؟؟
ثم قال حزب الله إنها كانت خطة إسرائيلية مدبرة من قبل... فإذا كان يعرفها حقا فلماذا أعطاها الحجة لتنفيذها ؟.. فأين الذكاء ؟؟
لماذا لم يبن حزب الله ملاجئ للمواطنين واكتفى ببناء ملاجئ لجماعته ؟.. فأين الذكاء في التسبب بتهجير مليون مواطن إلى حيث لا يعلمون ؟؟ هل هذا هو النصر؟
إسرائيل سعت دائما لتهجير الفلسطينيين خارج دولتها .. وها هو حزب الله يرعب عرب حيفا ويطلب منهم أن يغادروها كما كانت تفعل الهاجانا الإسرائيلية أيام النكبة ... فهل ينفذ هو في حيفا ما عجزت عنه حكومة إسرائيل ؟؟ هل هذا هو النصر؟
وها هو حزب الله اليوم يقول إن المقاومة الإسلامية منتصرة ... فلماذا إذن يطلب وقف إطلاق النار و يناشد العرب استخدام علاقاتهم مع امريكا لوقف النار ؟؟ هل هذا هو النصر؟
اي نصر هذا اللذي ارجع لبنان عشرين عاما الى الوراء و اصبح منذ اكثر من شهر يستاذن اسرائيل لتسمح بدخول اي طائرة او سفينة او شاحنة الى لبنان ؟؟
ربما النصر عند البعض ان يبقى رئيس حزبهم حيا و يبقى روح في الحزب اما الناس و البلد فلا باس ان يذبحوا و تدمر املاكهم و يوضعوا في المدارس و العراء مثل الاغنام.
وهل هناك أي معنى أو طعم لهذا الانتصار الذي تتشدقون به؟ أرجو أن لا يكون جوابكم ترديد ذات العبارات الببغاوية المكررة والمملة عن الانتصارات الوهمية!!
تعليق