السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز اسامة
لابأس في الاختلاف والدفاع عن وجهات النظر المختلفة كوسيلة لإدامة الحوار الجدّي كي لاتتميع الحقائق ، وهذا لايتعارض مع مبدأ الاحترام والتقدير العاليين الذي يكنهما كل منا للاخر.
سأعلق على كلامك في الرد الأخير وبعده على اسألتك السابقة:
السلام عليكم
أهلا بك أخى طال غيابكم علينا كثيرا
ولكن عذرك مقبول وذنبنا وذنبك إن شاء الله مغفور
بصراحه وبدون زعل لقد إبتعدت جدا عن ماطلبناه تحديدا
فليتنا نركز حتى لايضيع جهدكم دون الفائده المرجوه
فتعرف التقيه وشروطها قد سبق وتكلمنا فيه
عذرا لكن تعلم كان هذا من أساسيات الحوار
عدم التطويل غير المبرر
شكرا لتفهمكم إخوانى الأحبه
عندما يكون الهدف الاجابة على نقطة معينة فممكن تطبيق عدم الاطالة المتأتية من التفرع غير المتعلق ولكن عندما اكتب رد لااقصد فيه ان يكون موجها فقط للاخ اسامة بل لكل السنة والشيعة الذين يقرأون الموضوع ليتمكنوا من استنساخه الى بقية المنتديات كونه يحمل صفة الـ stand alone اي القائم بنفسه غير معتمد على ردود اخرى عند ذلك اكون قد فعّلت طريق الدعوة الى سبحانه وتعالى بطريقة كفوءة والرسول عليه وآله الصلاة والسلام يقول رحم الله امرء عمل عملا صالحا فأتقنه. فاخترت الاتقان ان تكون كتابة لها قابلية الامتداد لتخدم المسلمين خارج منتدى ياحسين.
عني هل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا يفرض على المسلم المصري ان يخرج في تظاهرة ضد حسني مبارك او الحكومات الخليجية التي سمحت للفضائيات الماجنة ان تدخل البيوت المسلمة
ياعم الكل بلاش تخبط فى الحلل إعمل معروف
أعرف ستقوم بحسابها على تقيه
ياعزيزي
التقية تملأ حياتنا في كل مكان
- الموظف الكسول او الذي يدردش كثيرا مع زملاء العمل تراه هادئا نشيطا بمجرد سماع ان المدير العام يتجول في الاقسام.
- صديقك المصري الذي يعمل في السعودية ، هل يُخالف رب عمله الذي يحب او يكره صدام ويجاهر له برأيه المخالف أم يماشيه لاجل لقمة عيشه؟ ياعم شوف المسلمين في الغرب وكثير منهم من اهل السنة كيف يدارون ابن البلد الكافر ويجاملونه من اجل الحصول على اقامة أو فرصة عمل .
- الشيوخ ورجال الدين في المؤتمرات الاسلامية هل ينادي الشيخ السني الشيخ الشيعي بالرافضي مع اقتناعه بهذه الفكرة؟
الامثال لاتُعد ولاتُحصى ولكنها لمن نحب نسميها دبلوماسية او لؤمة عيشنا بئا ولمن نكره نسميها تقية ولااقصد شخصك اخي العزيز اسامة فأنا وانت مجرد شاشتين يتابعهما القاريء.
أعتقد الأمر هنا ليس بيد حاكم فهى فضائيات تدخل دون إستئذان
وليست قنوات أرضيه يمكن للدوله التحكم فى مادتها
وإلا لكان إحتمال المظاهرات قائما وبشده
وربما يكون السبب رضا الكثيرين للأسف عن هذه القنوات
وإلا لما وجدت مظاهرات كثيره تحدث لأسباب أخرى
فالأمر هنا ليس له علاقه بالتقيه
هذا مجرد مثال والامثال لاتُعد ولاتُحصى وماجرى على العراق من تواطء الحكومات العربية ومهزلة مؤتمر القاهرة عام 1990 وعجز الشعوب عن تغيير شيء على ارض الواقع لان الحاكم المدعوم من امريكا لايهمه لو سحق اي مظاهرة ماهو الا مظهر من مظاهر تقية الشعوب المستضعفة والمقهورة.
رواه في « معاني الاخبار « عن سفيان بن سعيد قال سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( ع ) يقول : عليك بالتقية فانها سنة ابراهيم الخليل ( ع ) - إلى ان قال - وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا اراد سفرا دارى بعيره وقال : امرني ربى بمداراة الناس كما امرني باقامة - الفرائض ولقد ادبه الله عزوجل بالتقية
مع إحترامى لاأرى فى هذا تقيه بل هلا الخدعه فقط
فكيف سيدنا إبراهسم عليه السلام يتقى ويقول أنه سقيم
وبعد ذلك ينتظرهم عند عودتهم ولاينفى مافعله بأصناهم
حتى ألقوه فى النار وهو الهلاك المحقق لولا رحمة الله به
تفسير القرطبي ذكر انه (يوهم) ولم اجلب شيء مني لاني توقعت ان يكون إشكال على ها الكلام فاستبقت الحدث لأُبطل الدعوى.
فالتفسير يذكر انه اوهم الاخرين انه سقيم وماهو بسقيم فبماذا تفسر ذلك؟
تقول انه خدعهم؟
طيب أماشيك والخدعة تدخل في مفهوم التقية والا لو لم ينخدع المشركون في قضية عمار بن ياسر وصدّقوا انه صار مشركا لما تركوه. (ملاحظة بعد الطبع: حتى لو لم يستخدمها عمار نفسه اول مرة لكن الحالة متشابهة)
إدفع بالتى هي احسن فإذا الذى بينك وبينه عدواة كانه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا
هذه أخى العزيز ليست تقيه
أخشى الخلط بين التقيه والكذب والدعوه بالحسنى
الكذاب نراه يوميا وهو يكذب كأنه يتنفس الكذب
فهو ليس بحاجه لقهر أو غيره ليكذب
أما التقيه فلها شروطها وإلا لتحولت إلى نفاق
أما الدعوه المقصوده فى الآيه ليست تقيه أبدا
وإلا لكا الرسول قبل بشروط المشركين
عندما طالبوه أن يجعلوه ملكا عليهم وكان رده المشهور
هو يدعوهم بالحسنى وليس بالغلظه لتنفتح العقول قبل القلوب
أنه الرحمة المهداه لانراه إستخدمها فى أحلك الظروف والمحن
ولو كانت حقا 9/10 الدين مامات أبو عمار والسيده سميه
وماعذب بلال وماقتل المئات غيرهم من التعذيب والقهر
كيف تكون التقيه هكذا من الدين ولم يفعلوها ماكانوا أحوج الناس إليها
نعم هى جائزه ولكن لايمكن أن من لايمارسها لادين له
أو حتى أقل فى الإيمانممن يمارسها
كيف يكون ذلك ؟ رجلا صادقا مؤمنا شجاعا لايخاف إلا الله
باع الدنيا كلها راجيا حسن الآخره كيف يكون هذا أقل إيمانا
ولاأقل لادين له
في هذا الاقتباس هناك مسألتين
اولاها انك رفضت فكرة الاية ادفع بالتي هي احسن ... انها تقية
وأنا اوردتها انها تقية بالمفهوم الأعم كما بينها علمائنا
فهنا انت امام خيارين
إما ان تبقى على مفهومك للتقية وعندها لايحق لك ان تفسر رواياتنا على مفهومك انت لتستشكل عليها
او ان تأخذ بمفهومنا للتقية وتُلزمنا بما الزمنا به انفسنا
فنحن نرى ان التقية لها مورد اخر غير الاكراه ، وهو الاسلوب اللين في التعامل مع الغير. انت جارك الذي يزعجك بصوت الراديو المرتفع لاتكسر عليه الباب وتقول له وطي صوت الراديو لانه قد يكون جزّار فيعمل منك مشرحة ، لكن تأتيه بالكلمة الطيبة اخي ، عزيزي ، الله يرحم والديك ، على امل ان يسمع كلامك ، رغم انه سيكون خبر انتقاله الى بيت اخر هو اسعد خبر تسمعه.
فالتقية عندنا تأخذ اكثر من مفهوم :
- القواعد الفقهية - الشيخ ناصر مكارم ج 1 ص 410 :
اقسام التقية وغاياتها :
وقد يتبين مما ذكر ان غاية التقية لا تنحصر في حفظ الانفس ودفع الخطر عنها أو عن ما يتعلق بها من الاعراض والاموال ، بل قد يكون ذلك لحفظ وحدة المسلمين وجلب المحبة ودفع الضغاين فيما ليس هناك دواع مهمة إلى اظهار العقيدة والدفاع عنها .
ويتطرق الشيخ الشيرازي الى قصة يوسف حيث يبين اين موضع التقية فيها :
- القواعد الفقهية - الشيخ ناصر مكارم ج 1 ص 401 :
ما رواه الصدوق في العلل عن ابى بصير قال : سمعت ابا جعفر ( ع ) يقول : لا خير فيمن لا تقية له ولقد قال يوسف « ايتها العير انكم لسارقون وما سرقوا ولا يخفى ان نسبة التقية هنا إلى يوسف ( ع ) انما هو من جهة امره أو رضاه بقول المؤذن الذى اذن بين اخوة يوسف فقال « ايتها العير انكم لسارقون « وهم ما سرقوا شيئا ولو سرقوا انما سرقوا يوسف من قبل ، فهو نوع من التورية وقد صدرت تقية واخفاء للحق لبعض المصالح التى اوجبت اخذ اخيه ( بنيامين ) . وغير خفى ان هذه التقية ليست من قسم ما يؤتى به خوفا على النفس ، بل قسم آخر يؤتى به لمصالح اخر ، وسيأتى الادارة إلى انها لا تنحصر بما يؤتى به خوفا .
الامر الثاني في الرد انك خلطت مابين التقية وبين صلابة عقيدة المسلم ، وهذا اشتباه كبير.
فأنت وأنا لسنا بقوة وصلابة إيمان مؤمن آل فرعون ولكنه اخفى خبر ايمانه تقية من عقوبة فرعون فدخل في مفهوم التقية من المفهوم الأعم كما بينه الشيخ الشيرازي بقوله : ومن المعلوم انها داخلة في مفهوم التقية بالمعنى الوسيع والاعم وهو اخفاء امر لبعض ما هو اهم .
أما لماذا لم يتقِ بلال من تعذيب مالكه (أُمية ؟ لااتذكره) فهي مسألة يحددها بلال بنفسه ، فالتقية رخصة صاحبها يحدد الاتيان بها عند الاكراه والعواقب الناجمة عن الاكراه ، فربما بلال تحمل العذاب وعمّار لم يتحمل ، بالاضافة الى ان المرء احيانا مستعد ان يُعدم ويُرمى في حوض التيزاب على ان ينتمي لحزب البعث ولو شكليا ولكن عندما تصل الامور انهم يجلبون زوجتك وابنتك ويقولوا توقع أم نغتصبهما أمام عينيك عند ذاك يُجبر الرجل على التوقيع رغم انه كان مستعدا للتضحية بحياته.
وأخيرا أخى
بعد كل هذا الإنتظار لم تجب على إسفساراتى نسيتها أنا نفسى من طوله
ولاأتذكر إلا سؤالا واحدا منها ولن أعفيك منه بعد إستماتتك وبخلك على بالبطيخه
صدقني كان في جوابي الرد على معظم استفساراتك ومع هذا سأعرّج عليها نقطة نقطة:
هل لو قال لك حاكم ظالم أقتل سنيا ؟ هل تفعل ؟
ملاحظه أخويه جدا
هذا السؤال غير إجبارى للأحبه ؟ لأنك أضحكتنى كثيرا كعادتك
لن افعل فالتقية إنما رُخّصت للحفاظ على دماء المسلمين لاسفكها.
- القواعد الفقهية - الشيخ ناصر مكارم ج 1 ص 415 :
1 - لا يجوز التقية في فساد الدين إذا استلزم التقية فسادا في الدين وتزلزلا في اركان الاسلام ، و محوا للشعائر ، وتقوية للكفر ، وكل ما يكون حفظه اهم في نظر الشارع من حفظ النفوس أو الاموال والاعراض ، مما يشرع لها الجهاد ايضا ، والدفاع عنها ولو بلغ ما بلغ ففى كل ذلك لا شك في حرمتها ولزوم رفضها ولكن تشخيص ذلك مما لا يمكن للمقلد غالبا بل يكون بايدى الفقهاء والمجتهدين لاحتياجه إلى مزيد تتبع في ادلة الشرع والاطلاع على مذاق الشارع و مغزى احكامه .
2 - لا تجوز التقية في الدماء - إذا بلغت التقية الديم فالواجب رفضها وعدم الخوض فيها كما إذا امر الكافر أو الفاسق بقتل مؤمن ويعلم أو يظن انه لو تركه قتل نفسه فلا يجوز القتل تقية وحفظا للنفس ، لان المؤمنين تتكافى دمائهم ، وانما جعلت التقية لحقن الدماء وحفظ النفوس فإذا بلغت الدم فلا معنى لتشريعها ، وكانت ناقضة للغرض ، لان حفظ دم واحد لا يوجب جعل دم الاخر هدرا ، ولا يجوز في حكمه الحكيم هذا . وقد صرح به في غير واحد من احاديث الباب : منها - ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في « الكافي « عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر الباقر ( ع ) قال انما جعل التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية
3 - يحرم التقية في شرب الخمر ، وشبهها - قد ورد في روايات مختلفة تحريم التقية في امور هامة منها شرب الخمر ، والنبيذ ، والمسح على الخفين ومتعة الحج فلنذكر ما ورد فيها ثم نبين وجهها .
4 - لا تجوز التقية في غير الضرورة - قد صرح في غير واحد من الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام بانه لا تجوز التقية في غير الضرورة ، ومعلوم ان ذلك ايضا ليس من قبيل الاستثناء من الحكم والتخصيص . بل من قبيل الخروج الموضوعي والاستثناء المنقطع ، المسمى بالتخصص ، فانه إذا لم يكن هناك ضرورة لم يكن هناك تقية .
جاء في رواية الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلّى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله، جعفر الصادق(ع): «يا معلّى، اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله به في الدنيا وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة. يا معلّى، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلّه الله في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمةً تقوده إلى النار. يا معلّى، إن التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقيّة له. يا معلّى، إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية. يا معلى، إن المذيع بأمرنا كالجاحد له»
مامدى صحة هذه الروايه فأكاد لاأصدقها مع إحترامنا للسيدالكلينى لقسوتها الكبيره
وأيضا من كلام السيد فضل الله وأدلته حيث ذكر سميه وزوجها
كمثالا لعدم إستخدام التقيه وقتلا لهذا السبب فهل هؤلاء لادين لهم
لأنهم لم يستخدموها فى أقوى مارخصت له وهوالتهديد بالقتل المحقق
هناك التباس
فالتقية انواع لايجوز حمل مقال مخصص لنوع على نوع آخر.
والجواب المفصل هنا ، إن شئت فاقرأ ماملون فقط:
- القواعد الفقهية - الشيخ ناصر مكارم ج 1 ص 410 :
اقسام التقية وغاياتها
وقد يتبين مما ذكر ان غاية التقية لا تنحصر في حفظ الانفس ودفع الخطر عنها أو عن ما يتعلق بها من الاعراض والاموال ، بل قد يكون ذلك لحفظ وحدة المسلمين وجلب المحبة ودفع الضغاين فيما ليس هناك دواع مهمة إلى اظهار العقيدة والدفاع عنها . كما انه قد يكون لمصالح آخر ، من تبليغ الرسالة بنحو احسن كما في قصة ابراهيم واحتجاجه على عبدة الاصنام ، أو مصلحة اخرى كما في قصة يوسف مع اخوته .
فهى - بمعناها الوسيع - تكون على اقسام : التقية الخوفى ، و التقية التحبيبى ، والتقية لمصالح اخر مختلفة .
وغير خفى انها باجمعها تشترك في معنى واحد وملاك عام وهو اخفاء العقيدة أو اظهار خلافها لمصلحة اهم من الاظهار فالامر في جميعها دائر بين ترك الاهم والمهم ، والعقل والنقل يحكمان بفعل الاول وترك - الثاني ، من غير فرق بين ان تكون المصلحة التى هي اهم حفظ النفوس أو الاعراض والاموال ، أو جلب المحبة ودفع عوامل الشقاق والبغضاء أو غير ذلك مما لا يحصى .
موارد وجوبها قد ظهر مما ذكرنا ايضا انها تجب في مواضع كثيرة ، بينما هي جائزة بالمعنى الاخص في موارد اخرى ، وضابط الجميع ما عرفت وهى : ان المصلحة التى تنحفظ بفعل التقية ان كانت مما يجب حفظها ويحرم تضييعها ، وجبت التقية ، وان كانت مساوية لمصلحة ترك التقية جازت ( الجواز بالمعنى الاخص ) وان كان احد الطرفين راجحا فحكمها تابع له . ثم ان كشف موارد الوجوب عن غيرها يعلم بمراجعة مذاق الشرع واهمية بعض المصالح ورجحانها على بعض في نظره ، كما يمكن كشف بعضها بمراجعة العقل ايضا كما في موارد حفظ النفوس إذا كانت التقية بمثل ترك المسح على الرجلين والاكتفاء بالمسح على الخفين مثلا ، واشباهه . فالروايات الدالة على ان التقية من الدين ، وان تاركها يعاقب عليه ، وان تركها مثل ترك الصلوة ، وامثال هذه التعبيرات ناظرة إلى موارد - الوجوب ، والمصالح المهمة التى لا يمكن تركها والاغماض عنها . وما يدل على انها داخلة في قوله تعالى ادفع بالتى هي احسن السيئة وانه إذا عمل بالتقية « فإذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم « وامثال هذه التعبيرات يدل على موارد رجحانها و استحبابها . إلى غير ذلك مما يظهر للمتأمل في الابواب المشتملة على اخبار التقية فان السنتها مختلفة غاية الاختلاف كل يشير إلى مورد ، فلا يجوز - الحكم على جميعها بشئ واحد كما هو اظهر من ان يخفى فمثل المداراة التى امر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وما ورد فيها من انه ادبه الله بالتقية بقوله عزوجل « ادفع بالتى هي احسن . . . « داخل في قسم المستحب . وكذا ما ورد في ذيل هذا الحديث بعينه من قوله : « من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من القرآن وان عز المؤمن في حفظ لسانه « لعله ايضا اشارة إلى هذه الموارد ولا اقل من انه اعم من موارد الوجوب والاستحباب . وسياتى موارد رجحان ترك التقية وجواز الاظهار ايضا . تنبيه ولعلك بالنظر الدقيق فيما عرفت لا تشك في ان وجوب التقية أو - جوازها فيما مر من مواردها ليس امر تعبديا ورد في الاخبار المروية من طرق الخاصة وروايات ائمة اهل البيت ( عليهم السلام ) ، بل يدل عليه الادلة الاربعة : كتاب الله عزوجل ، وقد اوعزنا إلى موارد الدلالة من الكتاب العزيز ، والاجماع القاطع ، والاحاديث المتواترة ، التى نقلنا شطرا منها واستغنينا بها عن غيرها اختصارا للكلام ، وحكم العقل القاطع مع صريح الوجدان . بل لا يختص ذلك بقوم دون قوم ، وملة دون اخرى ، وان اختص هذا الاسم والعنوان ببعضهم ، كما انها لا تختص بالمليين وارباب الديانات بل تعم غير هم ايضا . فهل ترى احدا من العقلاء يوجب اظهار العقيدة في موارد لا فايدة في اظهارها ، أو يجد فيها نفعا قليلا مع المضرة القاطعة الكثيرة الموجودة في اظهارها ضررا في النفوس أو الاعراض أو الاهداف المهمة التى يعيش بها ، ولها .
نرجو تعليقكم على هذا الكلام
....
وأيضا تعليقكم هنا من فضلكم
عزيزي
لايمكن توضيح الواضح ، بيّن موضع إشكالك على الكلام لتكون هناك نقطة ننطلق منها في تعليقنا.
والسلام
تعليق