الفتنة الكبرى
...واتجهت مواكب التشييع نحو المرقد النبوي ليجددوا بالجثمان الطاهر عهداً عند جده ويوارونه بجواره، ولما علم الأمويون ذلك تكتلوا وانضم بعضهم إلى بعض فقد دفعتهم الأنانية والعداء للهاشميين إلى أحداث المعارضة والشغب في دفن الإمام بجوار جده ذلك لأنهم رأوا أن عميدهم عثمان قد دفن في حش كوكب مقبرة اليهود، ويدفن الحسن مع جده فيكون ذلك عاراً عليهم وخزياً، وأخذوا يهتفون بلسان واحد :
يا رب هيجاء، هي خير من دعة، ايدفن عثمان بأقصى المدينة، ويدفن الحسن عند جده .
وانعطف مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص نحو عائشة وهما يستفزانها ويستنجدان بها في مناصرتهم، وقد عرفا دخيلة نفسها وما تكنه من الموجدة والغيرة والحسد لولد علي وفاطمة قائلين لها :
يا أم المؤمنين، إن الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن مع رسول الله والله لئن دفن الحسن بجوار جده ليذهبن فخر أبيك، وصاحبه عمر إلى يوم القيامة .
وألهبت هذه الكلمات نار الثورة في نفسها فاندفعت بغير اختيار لمناصرتهما كما اندفعت قبل ذلك لحرب أمير المؤمنين (عليه السلام) لا على أساس وثيق، بل للعاطفة والميول التي طبعت المرأة نفسياً على الإنقياد إليهما، والتفتت إلى مروان قائلة :
ما أصنع يا مروان ؟
إلحقي به، وامنعيه من أن يدفن معه .
فقامت مسرعة مدهوشة، فجيء لها ببغلة فامتطتها وأقبلت إلى مواكب التشييع الحاشدة، وهي تصيح بلا اختيار قائلة :
لا تدخلوا بيتي من لا أحب، إن دفن الحسن في بيتي لتجز هذه وأومأت إلى ناصيتها .
وما علمت عائشة أن كلامها سيؤدي إلى إراقة الدماء، وإلى تفريق صفوف المسلمين، وهي من دون شك لا يهمها ذلك، فقد أراقت يوم الجمل سيلاً عارماً من دمائهم استجابة لعواطفها المترعة بالحقد تجاه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
وإنا لنتساءل أولاً : من أين جاء لها البيت الذي دفن فيه رسول الله (ص) ؟ ألم يزعم أبوها أن رسول الله (ص) قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً، ولا فضة، ولا داراً ولا عقاراً، فهل إن هذه الرواية اختصت بسيدة النساء فاطمة سلام الله عليها فمنعت من إرثها، وحرمت من حقها، وإذا كانت عامة فلماذا لا تعمل بها أم المؤمنين ؟ ولو سلمنا أنها ترث من البيت فما هو مقدار حصنها منه، لأنها لا تستحق إلا التسع من الثمن، وقد قيل :
لك التسع من الثمن وبالكل تملكت
وبالإضافة لذلك فإن الزوجة لا ترث من الأرض، وإنما ترث من العمارات، وسائر الأموال المنقولة .
ونتساءل ثانياً: لماذا لا تحب ريحانة رسول الله (ص) وثمرة فؤاده وقد قال فيه : اللهم إني احبه، وأحب من يحبه، لقد جافت عائشة بذلك ما أثر عن رسول الله (ص) في سبطه وريحانته .
نعم استجابت عائشة لرغبات الأمويين،( كما في الجمل ومحاربة أمير المؤمنين ) وانطلقت في موكبهم فمنعت سبط النبي أن يدفن مع جده( حاربت جنازة سبط النبي
)، وما راعت حرمة العترة الطاهرة التي فرض الله مودتها في كتابه الكريم، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
...واتجهت مواكب التشييع نحو المرقد النبوي ليجددوا بالجثمان الطاهر عهداً عند جده ويوارونه بجواره، ولما علم الأمويون ذلك تكتلوا وانضم بعضهم إلى بعض فقد دفعتهم الأنانية والعداء للهاشميين إلى أحداث المعارضة والشغب في دفن الإمام بجوار جده ذلك لأنهم رأوا أن عميدهم عثمان قد دفن في حش كوكب مقبرة اليهود، ويدفن الحسن مع جده فيكون ذلك عاراً عليهم وخزياً، وأخذوا يهتفون بلسان واحد :
يا رب هيجاء، هي خير من دعة، ايدفن عثمان بأقصى المدينة، ويدفن الحسن عند جده .
وانعطف مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص نحو عائشة وهما يستفزانها ويستنجدان بها في مناصرتهم، وقد عرفا دخيلة نفسها وما تكنه من الموجدة والغيرة والحسد لولد علي وفاطمة قائلين لها :
يا أم المؤمنين، إن الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن مع رسول الله والله لئن دفن الحسن بجوار جده ليذهبن فخر أبيك، وصاحبه عمر إلى يوم القيامة .
وألهبت هذه الكلمات نار الثورة في نفسها فاندفعت بغير اختيار لمناصرتهما كما اندفعت قبل ذلك لحرب أمير المؤمنين (عليه السلام) لا على أساس وثيق، بل للعاطفة والميول التي طبعت المرأة نفسياً على الإنقياد إليهما، والتفتت إلى مروان قائلة :
ما أصنع يا مروان ؟
إلحقي به، وامنعيه من أن يدفن معه .
فقامت مسرعة مدهوشة، فجيء لها ببغلة فامتطتها وأقبلت إلى مواكب التشييع الحاشدة، وهي تصيح بلا اختيار قائلة :
لا تدخلوا بيتي من لا أحب، إن دفن الحسن في بيتي لتجز هذه وأومأت إلى ناصيتها .
وما علمت عائشة أن كلامها سيؤدي إلى إراقة الدماء، وإلى تفريق صفوف المسلمين، وهي من دون شك لا يهمها ذلك، فقد أراقت يوم الجمل سيلاً عارماً من دمائهم استجابة لعواطفها المترعة بالحقد تجاه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
وإنا لنتساءل أولاً : من أين جاء لها البيت الذي دفن فيه رسول الله (ص) ؟ ألم يزعم أبوها أن رسول الله (ص) قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً، ولا فضة، ولا داراً ولا عقاراً، فهل إن هذه الرواية اختصت بسيدة النساء فاطمة سلام الله عليها فمنعت من إرثها، وحرمت من حقها، وإذا كانت عامة فلماذا لا تعمل بها أم المؤمنين ؟ ولو سلمنا أنها ترث من البيت فما هو مقدار حصنها منه، لأنها لا تستحق إلا التسع من الثمن، وقد قيل :
لك التسع من الثمن وبالكل تملكت
وبالإضافة لذلك فإن الزوجة لا ترث من الأرض، وإنما ترث من العمارات، وسائر الأموال المنقولة .
ونتساءل ثانياً: لماذا لا تحب ريحانة رسول الله (ص) وثمرة فؤاده وقد قال فيه : اللهم إني احبه، وأحب من يحبه، لقد جافت عائشة بذلك ما أثر عن رسول الله (ص) في سبطه وريحانته .
نعم استجابت عائشة لرغبات الأمويين،( كما في الجمل ومحاربة أمير المؤمنين ) وانطلقت في موكبهم فمنعت سبط النبي أن يدفن مع جده( حاربت جنازة سبط النبي

تعليق