أثناء البحث في هذا الموضوع وقعت يدي على بعض الامور أرجوا من أخي تامر أن يعلق عليها
1- وقعت على قول لأحد علماء السنة في التوسل وهو :
-قال الشوكاني في تحفة الذاكرين :
وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن انتهى .
وقال فيها في شرح قول صاحب العمدة : ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين ما لفظه ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي من حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ثم قال : وأما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت في الصحيح أن الصحابة استسقوا بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقال عمر رضي الله عنه اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا إلخ انتهى .
وقال في رسالته الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد : وأما التوسل إلى الله سبحانه بأحد من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث فيه . ولعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه والترمذي وصححه ابن ماجه وغيرهم أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث , قال وللناس في معنى هذا قولان أحدهما أن التوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب لما قال كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا وهو في صحيح البخاري وغيره فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم قي حياته في الاستسقاء ثم توسل بعمه العباس .
2- مسألة
يقولون أن الأعمال الصالحة مخلوقة، فكيف يجوز التوسل بالأعمال الصالحة ولا يجوز التوسل بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد وفاته وهو أشرف المخلوقات بما فيها الأعمال الصالحة؟
كلا من العمل الصالح - بفرض أنه صالح عند الله, فإن هذا غيب لا نعلمه- والدعاء مخلوقان لله- تعالى- كما هو عقيدة أهل السنة والجماعة, قال تعالى: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }الصافات-96.
وكل من الدعاء والعمل الصالح عرض, أي ليس لهما وجود حقيقي, بل أمر اعتباري نفترض قيامه في الأجسام, تظهر له آثار. وأن كليهما قبل العمل بهما ليس لهما وجود, فهما أيضا معدومان, فهما أقرب إلى العدم من الأموات, فلم جاز التوسل بهما, ولم يجز التوسل بالأنبياء والشهداء, وهم أحياء في قبورهم بنص الكتاب والسنة, قال تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران-169، وفي حديث مسلم: (مررت على موسى -عليه الصلاة والسلام - وهو قائم يصلي في قبره)... الحديث.
وكذلك في حديث الإسراء أنه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمَّ بالأنبياء.
وأكبر دليل على نفع الأموات للأحياء حديث البخاري عندما مر الرسول الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم- على موسى -عليه الصلاة والسلام- بعد أن أمرنا بالصلاة, فقال له عدة مرات: (ارجع إلى ربك فسله التخفيف, فإن أمتك لا تطيق ذلك)... الحديث.
فإن ادَّعوا أن التوسل بالعمل الصالح وبالأحياء ورد به الدليل, بينما التوسل بالأموات لم يرد به دليل. قلنا: بل عكس ذلك صحيح قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }المائدة-35, وهو أمر عام يشمل الوسيلة بالأحياء والأموات, والقول بالتخصيص تحكم في كتاب الله.
وروي الترمذي بسنده, عن عثمان بن حنيف: (أن رجلا ضرير البصر أتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ادع الله أن يعافيني, قال: إن شئت دعوت, وإن شئت صبرت, فهو خير لك, فقال فادعه, قال: فأمره أن يتوضأ, فيحسن وضوءه, ويدعوا بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة, إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي, اللهم فشفعه في).
ورواه ابن ماجه, وفيه: (يا محمد, إني قد توجهت بك إلى ربي), وفي رواية الإمام أحمد في المسند: (ففعل الرجل فبرأ) وفي رواية النسائي: (فرجع,وقد كشف الله عن بصره), وفي رواية الحاكم المستدرك: (اللهم شفعه في, وشفعني في نفسي).وفي رواية ابن أبي خيثمة: (وإن كانت حاجه فافعل مثل ذلك) .
3- مسألة
فيما يرتبط بالتوسل الى الله عزوجل بالوسائل التي امر التوسل اليه بها قضية الحياة والموت، يقولون إذا استدللتم بآية «إذا جاءك الامر» بالمجيء للرسول والاستغفار واستغفار الرسول له فأن هذا يصدق في حياته (صلى الله عليه وآله) فلا يجوز بعد وفاته، ما هو الرد على هذه الشبهة.
فأنما قاله القرآن احق بالتصديق والاعتقاد مما يدعوه هؤلاء حيث ان القرآن الكريم يصف الدار الاخرة بأنها مفعمة بالحياة ومشتدة بالحياة اكثر من النشأة الدنيوية «وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون»، مظهر عنفوان الحياة هو الدار الاخرة وليست هي دار الدنيا، الدنيا على اية حال «الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا» وبالتالي في نشأة دار الدنيا الكثير ربما يصف القرآن الكريم الذين لا يؤمنون بأنهم موتى او في كثير من لسان الروايات الواردة عن النبي واهل بيته ان من يجهل الشيء او يجهل اشياءهم اموات والعماء احياء والعلم هو الحياة وماشبه ذلك، الحقيقة وهذا يؤيده الوجدان من العلم نوع من الادراك ونوع من الشعور بما يحيط بالانسان وما هو موجود في المخلوقات وبالتالي فأن الشعور هو احد ابرز امتيازات الحياة فأذا كانت الدار الاخرة حينئذ يشتد فيها الشعور «كلا لو تعلمون علم اليقين / لترون الجحيم / ثم لترونها عين اليقين» نحن لا نشعر بكثير من ما هو في البرزخ، ما هو في الاخرة، مما يدلل على اننا ليست لدينا تلك المقدرة من الحياة والشعور الموجودة في البرزخ وفي الاخرة.
تعليق