إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حديث انا مدينة العلم باسانيد حسان من كتب السنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    اترك موضوع الاخ محمد

    وهذه غطي بها عورة ناصبيتك ففيها اجابة على سؤالك التافه


    تعليق


    • #47
      سلاما أيها الناصبى ومدعى موالاة من خلقهم القرآن

      ووالله لو رأوا حظيرتك هذة لتبرأوا منك ومن شاكلتك


      وأتركك إن لم تعد بسفاهتك من جديد

      تعليق


      • #48
        المشاركة الأصلية بواسطة أسامة أسامة
        سلاما أيها الناصبى ومدعى موالاة من خلقهم القرآن

        ووالله لو رأوا حظيرتك هذة لتبرأوا منك ومن شاكلتك
        وأتركك إن لم تعد بسفاهتك من جديد
        الناصبي هو انت المدافع عن يزيد قاتل الحسين لا المدافع عن اهل البيت.

        اخرج منها فإنك رجيم.

        تعليق


        • #49
          المشاركة الأصلية بواسطة صندوق العمل

          الناصبي هو انت المدافع عن يزيد قاتل الحسين لا المدافع عن اهل البيت.

          اخرج منها فإنك رجيم.

          لماذا لم تحافظ على إحترامك للموضوع وصاحبه

          السبب معروف طبعا .. لأنه ليس منافقا مثلك

          فهؤلاء المعتدلين العقلاء لايستحقون الإحترم من ذوى الحقائب الحيوانية أمثالك

          فإخرج يامثير الفتنة بين المسلمين

          نأبك جه على شونه زى كل مرة

          فليس هنا من الأخوة الشيعة من يرضى بمن يمتلك أخلاقك أن يسوقه

          فإقعد ملوما مدحورا فى ذيل المتروكين لسفاهتهم
          التعديل الأخير تم بواسطة أسامة أسامة; الساعة 15-11-2008, 03:05 PM.

          تعليق


          • #50
            احترق فيلمك ياناصبي فقد تم فضحك

            تعليق


            • #51
              صفر كبير آخر أيها الناصبى سبقنا بها الشيعة

              وتقولها السنة اليوم ..

              فأنت ناصبئ مسئ لآل البيت

              وقد تم فضح نفاقك وإفترائك
              التعديل الأخير تم بواسطة أسامة أسامة; الساعة 15-11-2008, 07:57 PM.

              تعليق


              • #52
                المشاركة الأصلية بواسطة النابغه
                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله والصلاة والسلام على خير البشر محمد صلي الله عليه وسلم وعلى أل بيته الاطهار وأصحابه الاخيار ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين .
                الحمد لله على نعمه .


                الأخ محمد الوائلي
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                هذا الموضوع لك وحدك ,
                فإني لن أرد على أي مشارك يدخل لإستهزاء أو من غلاة المشاركين المضللين إلا بعد أن يتحلى بالخُلق الكريم بحواره .




                أمجد علي
                إني ما زلت أرى بك الخير , فيا ليت تبقى صورتك عندي حسنة

                عزيزي النابغه أنا قلت هذا لأني صراحة مللت من النقاش معك و موضوع النور يشهد.



                هذه إفتراضات وليست أدلة وبراهين لتقنعنا بها .

                هذه حقائق؛ لأن من كان باب علم النبي فعلمه بالتالي علم النبي و ليس إجتهاد كما تدعون.
                فإن هذا يثبت على المحبة والإخوة بين الصحابة وأل البيت رضي الله عنهم أجمعين .
                وليس كما يعكسه البعض من غلاة الشيعة بأنهم كانوا أعداء لأل البيت وإنهم إرتدوا عن الإسلام ,

                لا أحد يقول أن الإمام علي كان يبغض من خالفه لأن الإمام علي قال عنه الرسول أنه أكثر الناس حلماً.
                و تستطيع أن تراجع مواقف الإمام علي. إقرء موقفه من ابن الكواء الخارجي الذي كان يكفره.
                هذا أولاً. ثانياً الإمام علي كان يعطيهم الرأي لا لأجل أشخاصهم لكن لأجل مواقعهم الحساسة (من كلام السيد فضل الله). و هم الذين كانوا يطلبون رأيه و مساعتده و لهذا قال عمر مقولته الشهيرة لولا علي لهلك عمر.

                إن صح هذا الحديث فإن الإمام علي رضي الله عنه خطب بالناس أثناء خلافته أي عندما أصبح هو خليفة المسلمين .
                ألا ترى أنه لم يقل هذا في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر رضي الله عنهما , لأنه قد كان في ذلك الوقت جماعة يكفون أمر الفتوى .

                تعرف الآن لماذا قلت مقولتي التي أزعجتك؟ لأجل هكذا كلمات. هذه الخطبة مشهورة متواترة خطبها الإمام في آخر أيامه لهذا قال سلوني قبل أن تفقدوني؛ فتأمل.
                ثم كيف تريده يخطب بالناس و هو مسلوب الحق و الشرعية؟؟
                أما قولك أنه كان في ذلك الوقت جماعة يكفون الفتوى؛ فليس صحيح بدليل أن الخليفتين لم يكونوا قادرين على إدارة أمرهم وحدهم و أنهم لولا علي لهلكوا.

                تقبل تحياتي و اعتذاري.
                التعديل الأخير تم بواسطة أمجد علي; الساعة 17-11-2008, 01:56 PM.

                تعليق


                • #53
                  أما قولك أن الحاكم رموه بالتشيع فله أسوة بإمامه الشافعي حيث رموه بالرفض و التشيع أيضاً.
                  قال العجلي: هو ثقة ، صاحب رأي ليس عنده حديث ، وكان يتشيع
                  و قال ابن معين أنه ليس بثقة و طعن فيه القاسم بن سلام أيضاً.
                  راجع الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم للذهبي ص 31-32.
                  و الحاكم رموه بالتشيع لأنه كان ضد الأمويين و ليس أنه فضل علي عليه السلام على أحد من الخلفاء.
                  أما قولك أنه متساهل فهذا ليس على الأغلب.
                  و رواية مدينة العلم رواها بطرق صحيحة و أورد لها شواهد.

                  تعليق


                  • #54
                    وليس كما يعكسه البعض من غلاة الشيعة بأنهم كانوا أعداء لأل البيت وإنهم إرتدوا عن الإسلام
                    ارتدوا عن الايمان لاالاسلام ، هذه مغالطة وتمويه كبيرين

                    تعليق


                    • #55
                      مع ان الاخ النابغة ترك المنتدى لكن يجب ان اقول ان الحاكم ليس شيعيا ولو كان شيعيا لما قدم ابو بكر وعمر على الامام علي في كتابه

                      ولو كان شيعيا لاجمع عليه علماء السنة وقالوا انه شيعي اما ان يقول فلان انه يميل الى التشيع او شيعي ليس رافضي وياتي اخر ويقول هو ليس شيعي واخر يقول هو سني فهذا ليس دليلا على انه شيعي

                      اما الخطيب البغدادي فهو اما ناصبي او جاهل بعلم الحديث لان حديث الغدير متواتر في كتب السنة وحديث الطائر يوجد من صححه من علماء السنة

                      حديث انا مدينة العلم اسانيده حسان وحديث انا دار الحكمة صحيح في كتبكم والحكمة والعلم لا فرق بينهما لذلك اتقوا الله يا سلفية ولا تردوا حديث نبوي شريف انتصارا لاهوائكم

                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد الوائلي; الساعة 18-11-2008, 04:48 AM.

                      تعليق


                      • #56
                        المستدرك [ جزء 3 - صفحة 137 ]
                        4637 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الرحميم الهروي بالرملة ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب


                        هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه

                        تعليق


                        • #57
                          يرفع

                          اللهم صل على محمد وال محمد

                          تعليق


                          • #58
                            السلام عليكم ورحمة الله

                            انقل لك موقف العلماء من هذه الرواية


                            أنا مدينة العلم وعلي بابها
                            موقف العلماء من الحديث
                            ذكره الحافظ عن جابر مرفوعا. ثم قال « الحديث منكر» (لسان الميزان1/197).
                            وقال الشيخ الألباني « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة6/518 ح رقم2955).
                            قال القرطبي » هذا حديث باطل: النبي مدينة العلم والصحابة أبوابها«. ولعله من كلام منقول من أبي بكر بن العربي وعلى كل حال فهو ينقله مستحسنا إياه« (م 5 ج 9 ص 220).
                            وقال الهيثمي (9/114) » وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف«.
                            وذكر الذهبي ما يليق بأبي الصلت من الذم وذكر عنه هذا الحديث (سير الإعلام 11/447). ونقل عن مطين أن هذا الحديث موضوع (ميزان الاعتدال 2/145). وفي (5/220) من الميزان ذكر كذب أبي الصلت عن أبي معاوية،سرقه منه أحمد بن سلمة. وفي (7/165) من الميزان يصف الذهبي الخبر بأنه باطل.
                            وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكون 2/205) فيه عمر بن إسماعيل بن مجالد: متروك ليس بثقة.
                            وقال ابن عدي في (الكامل في الضعفاء 1/192) »هذا حديث منكر موضوع«.
                            وذكره في (تاريخ بغداد 2/377 و4/348) ولم يحك فيه شيئا.
                            وفي (7/172) قال » قال أبو جعفر لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد رواه أبو الصلت فكذبوه«. فمن أين يصحح الخطيب البغدادي هذا الحديث؟
                            وفي (11/48) نقل عن اسحاق بن ابراهيم أن أبا الصلت » روى أحاديث مناكير قيل له روى حديث مجاهد عن علي أنامدينة العلم وعلي بابها قال ما سمعنا بهذا قيل له هذا الذي تنكر عليه هذا أما هذا فما سمعنا به«.
                            بل إن الخطيب ذكر عدم معرفة يحيى بن معين بحال أبي الصلت هذا فقال عن الحديث صحيح. ثم تبين له حاله. فتعقب الخطيب قوله: بمعنى أنه ليس بباطل. اذ قد رواه عدد عن أبي معاوية غيره.
                            غير أن الخطيب انتهى إلى القول: وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت وتكلموا فيه بغير هذا الحديث (11/50) ثم ذكر أقوالا كثيرة فيه تدل على أنه كذاب وضال وزائغ. ولذلك نقل عن يحيى بن معين هذه الرواية وطعن فيها قائلا بأنها كذب ليس له أصل« (11/58). فأنى للخطيب التصيح لهذه الرواية؟
                            وفي العلل ومعرفة الرجال (3/9) » قال يحيى عن رواية ابن عمر بن إسماعيل بن مجالد: هذا كاذب رجل سوء«.
                            وفي كشف الخفاء للعجلوني (1/236) عن رواياته كلها بأنها واهية.
                            فيه أبو الصلت (عبد السلام بن صالح): ضعيف جدا. وثقه الحاكم وتعقبه الذهبي مبينا بأنه ليس بثقة ولا مأمون. (المستدرك 3/126). وروي من ثلاث طرق عن الاعمش وكلها موضوعة فيها عثمان الأموي وهو متهم بأنه كذاب يضع الحديث ويسرقه. وهناك طريق أخرى عن الأعمش ضعيفة جدا لشدة ضعف شيخ ابن عدي أحمد بن حفص وجهالة سعيد بن عقبة. وهناك حوالي أحدى عشر طريقا عن أبي معاوية كلها بين شديد الضعف وبين موضوع. حكم ابن الجوزي بوضعه (الموضوعات 1/351).
                            موقف الحافظ ابن حجر في اللسان
                            وقال في لسان الميزان (6/301):
                            142 يحيى بن بشار الكندي » أتى بخبر باطل« والخبر الباطل عند الحافظ ابن حجر هو رواية أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي ترجمة سعيد بن عقبة قال الحافظ عن روايته » أنا مدينة العلم« لعله اختلقه«. (لسان 3/47-48).
                            513 جعفر بن محمد الفقيه أنكر على (مطين) الذي رواه وحكم عليه بالوضع قائلا » وهذا الحديث لـه طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع«(2/155).
                            وإذا كان للحديث أصل فلا يكون صحيحا. فالضعيف له أصل. والموضوع مختلق مكذوب.
                            1342 إسماعيل بن محمد أبي هرون الجبريني الفلسطيني. قال ابن حبان » كان يسرق الحديث« وقد أورد حديثا مكذوبا وفيه » أبو بكر وزيرك وخليفتك من بعدك« قال ابن الجوزي » إنما نقل قوله كذاب عن ابن طاهر«. فتأمل إنصاف أهل السنة. لو كانوا لا يبالون بصحة السند ومتحيزين لصححوا هذا السند (1/482).
                            1316 إسماعيل بن علي المثنى. وهو الموصوف بأنه الكذاب (1/471).
                            513 أحمد بن عبد الله بن يزيد الهيثمي الموصوف بالكذاب الوضاع (1/211).
                            574 أحمد بن سلمة كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير قال بن حبان كان يسرق الحديث. (1/190).
                            موقف الحافظ منه في تهذيب التهذيب
                            (تهذيب 6/319) ترجمة عبد السلام بن صالح بن أيوب. نقل عن المروزي أن له أحاديث مناكير وذكر منها هذا الحديث. قال الحافظ »هذا الذي ينكر عليـه« (6/320).
                            (تهذيب 7/337) ترجمة علي بن أبي طالب روى الحافظ الحديث بصيغة التمريض قائلا (روي).
                            (تهذيب 7/427) ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد. قال » قال أبو زرعة حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنامدينة العلموعلي بابها كم من خلق قد افتضحوا فيه«
                            وقد قال أهل العلم منهم أبو زرعة « كم من خلق افتضحوا بهذا الحديث» (تهذيب التهذيب7/374 تهذيب الكمال21/277 تاريخ بغداد11/203 سؤالات البرذعي1/519).

                            تعليق


                            • #59
                              يا عراقي بطل ستة علماء سنة حسنو الحديث والحاكم صححه وعالم اخر صحح حديث انا دار الحكمة .............

                              اصبح المجموع ثمانية علماء سنة فهل هؤلاء العلماء جهلة بعلم الحديث والرجال؟

                              واين قواعد علم الحديث والجرح والتعديل عند المحسنين والمصححين للحديث وعند المضعفين له ؟

                              هل كل عالم له مبانيه الخاصة ام توجد مباني عامة ثابتة يسير عليها كل علماء السنة؟

                              تعليق


                              • #60
                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد الوائلي
                                يا عراقي بطل ستة علماء سنة حسنو الحديث والحاكم صححه وعالم اخر صحح حديث انا دار الحكمة .............

                                اصبح المجموع ثمانية علماء سنة فهل هؤلاء العلماء جهلة بعلم الحديث والرجال؟

                                واين قواعد علم الحديث والجرح والتعديل عند المحسنين والمصححين للحديث وعند المضعفين له ؟

                                هل كل عالم له مبانيه الخاصة ام توجد مباني عامة ثابتة يسير عليها كل علماء السنة؟

                                هل قراءة ما نقلته وموقف العلماء من هذا الحديث لاأظن ذلك


                                تخريج موسع لحديث (أنا مدينة العلم وبابها علي)، وبيان علله


                                رُوي هذا الحديث عن ابن عباس، وعلي، وجابر بن عبدالله،وأنس، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود، وعن عدة من الصحابة، رضي الله عنهمأجمعين.

                                فأما حديث ابن عباس:
                                فيُروى من طرقعن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا، وهذا بيانها:
                                الطريقالأولى: عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش به، ورواه عن أبيمعاوية جماعة:
                                1)
                                أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروي عنه: أخرجه ابن محرز فيمعرفة الرجال (2/242) وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (ص105 مسند علي) والطبرانيفي الكبير (11/65-66) وابن عدي (5/67) والحاكم (3/126-127) وابن عبدالبر فيالاستيعاب (ذكره ابن حجر في أجوبة أحاديث المصابيح 3/1789 والذي في مطبوعةالاستيعاب 8/155 أو 3/38 دون إسناد) والخطيب (11/48 و49) وابن المغازلي في المناقب (121 و123 و124) وأبوالخير الطالقاني في الأربعين المنتقاة (30) وأخطب خوارزم فيالمناقب (69) وفي مقتل الحسين (24) وابن عساكر (42/380) وابن الجوزي في الموضوعات (1/351) وابن الأثير في أسد الغابة (4/109) وابن حمويه الجويني في فرائد السمطين (كما في نفحات الأزهار وحاشيته 10/181) والمزي في تهذيب الكمال (18/77) والذهبي فيتذكرة الحفاظ (4/1231) من طرق عنه.
                                وهذا أشهر مخارج الحديث، بل الحديث معروفٌبأبي الصلت كما نصّ جماعة من الحفاظ، منهم: مطيّن، وابن حبان، وابن عدي،والدارقطني، وابن عساكر.
                                وهذا ضعيف جداً، فأبوالصلت رافضيٌّ منكر الحديث، واتهمهغير واحد بالكذب، بل صرَّح العقيلي وابن طاهر وابن الجوزي أنه كذاب، وقال بعضالأئمة فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال!
                                وهذه بعض أقوال أهل العلم في حديثأبي الصلت هذا:
                                فقال المروذي في العلل (308 ومن طريقه الخطيب 11/48): سئلأبوعبدالله [يعني الإمام أحمد] عن أبي الصلت، فقال: روى أحاديث مناكير. قيل له: روىحديث مجاهد عن علي: "أنا مدينة العلم وعلي بابها"؟ قال: ما سمعنا بهذا! قيل له: هذاالذي تنكر عليه؟ قال: غير هذا، أما هذا فما سمعنا به! وروى عن عبدالرزاق أحاديث لانعرفها ولم نسمعها!
                                وقال الخلال في العلل (120 منتخبه): أخبرنا محمد بن علي، ثنامحمد بن أبي يحيى، قال: سألت أحمد عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابنعباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا مدينة العلم وعلي بابها". فقالأحمد: قبح الله أبا الصلت، ذاك ذكر عن عبد الرزاق حديثا ليس له أصل.
                                قلت: هوبمعنى الذي قبله، والأول أصح، فإن محمد بن أبي يحيى لم أعرفه، وكذا قال الألباني فيالضعيفة (6/521)، وقال: إن ابن أبي يعلى لم يذكره في طبقات الحنابلة.
                                وذكرالخطيب في غنية الملتمس (379) راويين بهذا الاسم، وهما متقدمان عن هذا، وليس هومحمد بن أبي يحيى الزهري الأصبهاني المترجم في طيقات المحدثين بأصبهان (3/542) وتاريخ الإسلام (23/328)، فهذا لم يدرك الرواية عن أحمد وابن معين.
                                وقال أبوجعفرمحمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بمطين: لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية منالثقات أحد، رواه أبو الصلت فكذبوه. رواه الخطيب (7/172) ومن طريقه ابن عساكر (42/381).
                                وقال ابن حبان في المجروحين (2/151): هذا شيء لا أصل له، ليس من حديثابن عباس، ولا مجاهد، ولا الأعمش، ولا أبومعاوية حدّث به، وكل من حدث بهذا المتنفإنما سرقه من أبي الصلت هذا؛ وإن أقلب إسناده.
                                ونقله السمعاني محتجاً به فيالأنساب (5/637 الثقافية).
                                وقال ابن عدي (1/189): وهذا الحديث يعرف بأبي الصلتالهروي عن أبي معاوية، سرقه منه أحمد بن سلمة هذا، ومعه جماعة ضعفاء.
                                وقال أيضا (2/341): هذا حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية، على أنه قد حدث به غيره، وسرقمنه من الضعفاء، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خير وأصدق من الحسن بن علي بنراشد، والذي ألزقه العدوي عليه.
                                وقال أيضا (3/412): وهذا يروي عن أبي معاوية عنالأعمش، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت الهروي عنه، وقد سرقه عن أبي الصلت جماعةضعفاء.
                                وقال أيضا (5/67): والحديث لأبي الصلت عن أبي معاوية، وبه يُعرف، وعنديأن هؤلاء كلهم سرقوا منه.
                                وقال أيضا (5/177): وهذا الحديث في الجملة معضل عنالأعمش، ويروي عن أبي معاوية عن الأعمش، ويرويه عن أبي معاوية أبو الصلت الهروي،وقد سرقه من أبي الصلت جماعة ضعفاء.
                                وقال الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (179): قيل إن أبا الصلت وضعه على أبي معاوية، وسرقه منه جماعة فحدثوا به عن أبيمعاوية.. ثم سرد جماعة.
                                وأشار أبونعيم لنكارته بقوله عن أبي الصلت في الضعفاء (140): يروي عن حماد بن زيد وأبي معاوية وعباد بن العوام وغيرهم أحاديثمنكرة.
                                وقال ابن عساكر في تاريخه (42/380) بعد أن سرد عدة طرق للحديث: كل هذهالروايات غير محفوظة، وهذا الحديث يُعرف بأبي الصلت عبد السلام بن صالحالهروي.
                                وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ (4/1231-1232): هذا الحديث غير صحيح، وأبوالصلت هو عبد السلام متهم.
                                وقال ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (مسند ابنعباس رقم 1940): عبد السلام بن صالح الهروي، وهو متروك. (وعنده تصحيف، ولعل الصوابما أثبت).
                                وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/114): فيه عبد السلام بن صالحالهروي، وهو ضعيف.
                                فهذا مما فيه النص على رواية أبي الصلت، وتأتي أقوال جملة منالحفاظ حكموا أن الحديث برمّته لا أصل له، كما يأتي مزيد إعلال لمخرج الحديثقريباً.
                                إلا أن ابن معيننُقل عنه ما يفيد تمشية هذهالطريق، أو تليين القول في الحديث، على اضطراب واضح في النقول عنه، بل في بعضهاتضاد، نسوقها جميعاً في هذا الموضع ثم نناقشها:
                                فقال ابن معين في رواية عنالدوري عنه: ثقة. هكذا روى الحاكم المستدرك (3/126-127)، بينما جاءت في روايةالخطيب (11/50 ومن طريقه ابن عساكر 42/381) من طريق الدوري أيضاً: سمعت يحيى بنمعين يوثق أبا الصلت. ولم أجد ذلك في تاريخ الدوري المطبوع.
                                وقال ابن معين فيرواية صالح بن محمد: صدوق. على ما جاء في المستدرك (1/127)، وجاءت العبارة عندالخطيب (11/50): رأيت يحيى بن معين يُحسن القول فيه.
                                وقال في رواية عبدالخالق بنمنصور: ما أعرفه. رواها الخطيب (11/49).
                                وقال في رواية ابن الجنيد (ضمن سؤالاته 387 و497 ومن طريقه الخطيب 11/48-49): قد سمع، وما أعرفه بالكذب. وقال أيضا: لم يكنأبوالصلت عندنا من أهل الكذب، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها.
                                وقال فيرواية ابن محرز (1/79 ومن طريقه ابن عساكر 42/382): ليس ممن يكذب.
                                وقال في روايةحاتم بن يونس الجرجاني الحافظ (كما في السير 11/448): صدوق أحمق.
                                وقال في روايةعمر بن الحسن بن علي بن مالك عن أبيه عنه: ثقة صدوق إلا أنه يتشيع. رواها الخطيب (11/48) وعمر وأبوه ضعيفان.
                                فهذا كلامه في الرجل، وأما الحديث فقد قال في روايةعبد الخالق بن منصور الآنفة لما سئل عن رواية أبي الصلت: ما هذا الحديثبشيء.
                                وقال في رواية ابن الجنيد: ما سمعت به قط، وما بلغني إلا عنه. وقال فيالموضع الثاني: هذه الأحاديث التي يرويها لا نعرفها.
                                ولما أخبر الدوري وصالح بنمحمد ابنَ معين أن أبا الصلت يروي حديث أبي معاوية عن الأعمش هذا أجابهما أنه محمدبن جعفر الفيدي تابعه، وزاد عند في رواية الحاكم عن الدوري أن الفيدي ثقةمأمون.
                                وسأله أبومنصور يحيى بن أحمد بن زياد الشيباني الهروي (في أحاديثه عن ابنمعين رقم 40، ومن طريقه الخطيب 11/49) عن حديث أبي الصلت هذا فأنكره جدا.
                                ورواهالخطيب في موضع آخر (11/205) من نفس الطريق، لكن لفظه: سألت يحيى بن معين عن حديثأبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنا مدينة العلم، فأنكره جدا.
                                وقالابن مـحرز (1/79 ومن طريقه الخطيب 11/50): سـألت يحيى بن مـعين عن أبي الصلت عبدالسلام بن صـالح الـهروي؟ قال: ليس ممن يكذب، فقيل لـه في حديث أبي مـعاوية، عنالأعمش، عن مـجاهد، عن ابن عباس: "أنا مـدينة العلم ، وعلي بابها"، فقال: هو منحديث أبي معاوية، أخبرني ابن نـمير قال: حدّث به أبو مـعاوية قديماً ثم كف عنه. وكان أبو الصلت رجلاً موسراً، يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدّثونهبها.
                                ولما سأل ابن الجنيد ابن معين عن رواية أبي الصلت لحديث الأعمش هذا قال: ماسمعت به قط، وما بلغني إلا عنه. وقال في موضع آخر: هذه الأحاديث التي يرويها مانعرفها.
                                ولما سأله القاسم بن عبد الرحمن الأنباري عن حديث أبي الصلت هذا قال: هوصحيح. رواه الخطيب (11/49) ومن طريقه ابن عساكر (42/380) والمزي (18/77).
                                وقالابن معين عن رواية عمر بن إسماعيل بن مجالد الآتية: حدّث عن أبي معاوية بحديث ليسله أصل، كذبٌ عن الأعمش: عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: عليٌّ مدينة العلم، أو كلام هذا معناه. كما في العلل لعبد الله بن أحمد (3/9)،ورواه عنه بمعناه ابن أبي حاتم والعقيلي.
                                وقال ابن الجنيد (53 ومن طريقه الخطيب 11/204): سمعت يحيى بن معين وسئل عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، فقال: كذاب،يُحدِّث أيضاً بحديث أبي معاوية عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلىالله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وهذا حديث كذب ليس له أصل.
                                وذكرأبوزرعة في الضعفاء (520 وانظر الجرح والتعديل 6/99 وتاريخ بغداد 11/205) أنه سمعمن عمر بن إسماعيل هذا الحديث، فأنكره عليه قائلا له: ولا كل هذا بمرة! ثم قال: فأتيتُ ابن معين فذكرتُ ذلك له، فقال: قل له: يا عدو الله! متى كتبت أنت هذا عن أبيمعاوية؟ إنما كتبتَ أنت عن أبي معاوية ببغداد، ومتى روى هو هذا الحديثببغداد؟
                                وروى الخلال (121) عن محمد بن أبي يحيى، عن ابن معين أنه قال: حدثني بهثقة: محمد بن الطفيل عن أبي معاوية.
                                فهذا ما وقفنا عليه من كلام ابن معين عنالحديث وراويه أبي الصلت، وهو كما ترى مختلف جدا، وقد حاول الخطيب في تاريخه (11/49) التوفيق قائلاً: أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما،ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه، ثم عرفه بعد، فأجاب إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عنحاله. وأما حديث الأعمش فإن أبا الصلت كان يرويه عن أبي معاوية عنه، فأنكره أحمد بنحنبل ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية، ثم بحث يحيى عنه فوجد غير أبي الصلت قدرواه عن أبي معاوية.
                                وقال في توجيه تصحيح ابن معين المذكور في رواية ابنالأنباري قائلا (11/50): أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل، إذ قد رواهغير واحد عنه.
                                قلت: من الظاهر من هذه النقول أن يحيى بن معين -على إمامته وسعةمعرفته وروايته- لم يكن قد سمع بالحديث في البداية، مع أنه مذكورٌ عن مجاهد،والأعمش، وأبي معاوية، وهم من هم! وكذلك الشأن مع الإمام أحمد -وهو القائل: كل حديثلا يعرفه ابن معين فليس هو بحديث- فكيف يفوتهما هذا الحديث ويظهر في القرن الثالثعند أبي الصلت؟ وعن أبي معاوية شيخ ابن معين وأحمد! ثم لما أخبر أصحابُ ابن معينشيخَهم بالحديث مستنكرين له كانت إجابته على أضرب:
                                أما عن الأعمش فقد نص أنهكذبٌ عليه ولا أصل له عنه وأنه لم يسمع به قط، ولم يُذكر عن ابن معين خلاف هذابخصوص رواية الأعمش، وهذا كافٍ في الحكم على الطريق، على أن لابن معين حكماً فيمسألة رواية الأعمش عن مجاهد، فقال في رواية ابن طهمان الدقاق عنه (59): الأعمش سمعمن مجاهد، وكل شيء يرويه عنـه لم يسمع، إنما مرسلة مُدلَّسة.
                                وأما عن أبي معاويةفقد صرَّح في بعض الروايات أنه لا يعرف روايته، وقال في واحدة منها إنه من حديثهالذي كفَّ عنه، على ما أخبره ابن نُمير -وفي هذا الأمر استشكال يأتي قريباً- وقالفي رواية أخرى أنه حدثه ثقة عن أبي معاوية -والراوي لهذا عنه لم أجد له ترجمة- ولكنعلى فرض ثبوت ذلك فقد جمع الخطيب بين القولين كما تقدم، كما أن الأمر إن كان كمانقل عن ابن نُمير فهذا يلتقي مع حكم ابن معين أن الحديث كذبٌ لا أصل له عن الأعمش،فلولا أن أبا معاوية علم وهنه وأنه ليس من حديث شيخه الأعمش ما كفَّ عنه، وأشارلهذا العلامة المعلمي في حاشيته على الفوائد المجموعة للشوكاني (352)، وأما إن كانالأمر كما كان يقول ابن معين -وجماعة سواه- إنه لا يعرفه عن أبي معاوية مطلقاًفالحال أشد.
                                نعم، وأما ما نقل أبوزرعة عن ابن معين أن أبا معاوية لم يحدّث بهذاالحديث في بغداد فيحتمل أمرين: الأول: أن يكون قد حدّث به خارج بغداد، وهنا قد يكونأُدخل عليه في بلده الكوفة التي يكثر فيها التشيع وأخوه الوضع، أو أنه وهم ودخلعليه شيء في شيء، ثم تنبّه، وهذا قد يلتقي مع نقل ابن نمير أنه حدَّث به ثم كفَّعنه ورجع، وقد يؤيد هذا الرواية التي فيها إثبات ابن معين لرواية الفيدي للحديث عنأبي معاوية، وكلاهما كوفي، فربما كانت عمدة ابن معين في أن أبا معاوية حدَّث بهخارج بغداد، ولكن يأتي بيان حال متابعة الفيدي هذه، وأنها معلولة.
                                والاحتمالالثاني: أنه يُنكر حالة خاصة، فقد علم أن سماع الرجل من أبي معاوية كان ببغداد، وهيبلد ابن معين وغيره من أصحاب أبي معاوية -كالإمام أحمد- وما سمعوا قط أن شيخهم -معشهرته وانتشار حديثه- قد حدّث بهذا الحديث، فلو كان مما حدّث بها لعلمه أصحابه فيهامن باب أولى، فلا يفوت على حفاظ هذا البلد ويُغرب عليهم فيه ضعيفٌ جاءهم من خارجها! ولهذا في نفس الجواب الذي فيه نفي ابن معين أن يكون أبومعاوية حدَّث به في بغدادقال: إنه حديث كذب ولا أصل له. وهذه العبارة تقوّي هذا الاحتمال.
                                بقي تحرير حكمابن معين في رواية أبي الصلت نفسه، فهو معاصر لابن معين، وتوفي بعده سنة 236، وهذاسببٌ لئلا يسبر ابن معين حديثه جيداً، إذ ليس من طبقة شيوخه، ولهذا قال في البدايةإنه لا يعرفه، ولم يعرف أن هذا من أحاديثه، وكان أصحابه وتلامذته يُعلمونه بها،فظهر بذلك أن معرفة ابن معين بحال الرجل كانت قاصرة.
                                ثم كان أبوالصلت من خواصالخليفة المأمون وجيهاً موسراً، فضلاً عن زهده الظاهر، وقد نقل الخطيب (11/50) عنصالح بن محمد أن ابن معين كان يُحسن القول فيه، وأنه رآه عنده. ولما سأله ابن محرزعن حاله ذكر ابن معين أنه يُكرم الشيوخ ويُحسن إليهم، فهنا ابن معين هو الذي يزورأبا الصلت بنفسه، ويُجيب بهذا الجواب، فكان الأمر كما قال الحافظ الذهبي عن أبيالصلت في السير (11/447): "جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وكان هذا بارًّابيحيى، ونحن نسمع من يحيى دائماً ونحتج بقوله في الرجال، ما لم يتبرهن لنا وهن رجلانفرد بتقويته أو قوة من وهّاه".
                                كما يظهر أن أبا الصلت كان يتجمل لابن معينبشكل خاص، فإنه فضلا عن إحسانه وإكرامه له: كان يكتم عنه مناكيره، يدل على ذلك أنابن معين لم يعرف حديثه هذا إلا من غير أبي الصلت، ولا نُقل له كلام في أحاديثهالمنكرة الأخرى عن آل البيت، رغم أنه يجالسه ويزوره، فهذا من دهاء أبي الصلت، فقدكان يبثّ المناكير ويُشيعها مع حرصه على إخفائها عن الأئمة كابن معين وأحمد، وأشارلهذا المعنى المعلمي في حاشية الفوائد المجموعة، ولا سيما أنه منقولٌ في ترجمة ابنمعين أن المشايخ كانوا يتهيبونه ويُكرمونه ويجّلونه إجلالاً خاصًّا.
                                ولهذا وذاكيظهر أن ابن معين جامل أبا الصلت في الحكم على روايته، أو أنه لم تظهر له حقيقةحاله فعلاً، فكان يدافع عن أبي الصلت أنه لم يسمع الحديث منه، وأن ظاهر الرجل عندهعدم الكذب، وأن الحديث ليس من عهدته، وذلك (في أكثر الروايات) بأنه توبع، أو أنالحديث كان عند أبي معاوية فعلا.
                                ويظهر أن بقاء أبي الصلت حيًّا بعد يحيىواستمرار إحسانه وتستره له منع يحيى من الكلام الصريح فيه، فإجاباته لأصحابه الذينيستنكرون حديثه هذا بالذات تظهر فيها المدافعة والتحرج، فيقول حيناً: ما أعرفه! وحيناً: قد سمع، وما أعرفه بالكذب، ولم يكن عندنا من أهل الكذب، وأحياناً يجيببجواب فيه الإدانة بشكل غير مباشر بقوله: هذه الأحاديث التي يرويها مانعرفها!
                                وأما ما رُوي عنه من إطلاق توثيقه ففيه وقفة، فما نقله الحاكم عن الدوريمن قول ابن معين عنه: "ثقة" ليس في تاريخ الدوري المطبوع، ولما أورده الخطيب منطريق الدوري جاءت العبارة: سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصلت. وهذه العبارة يُمكنأن تجتمع مع نقل صالح بن محمد أن ابن معين كان يُحسن القول فيه، خلافاً لما نقلهالحاكم عن صالح بن محمد نفسه بلفظ: صدوق! فبين العبارتين فرقٌ، والحاكم له عدةأوهام ومخالفات في النقل في المستدرك عموما، وفي هذا الحديث خصوصاً، كما سبق ويأتي،ولعله تسمّح ونقل بالمعنى الذي فهمه.
                                وأما رواية الحسن بن علي بن مالك عن ابنمعين أنه قال فيه: ثقة صدوق؛ فهي ضعيفة السند كما تقدم، وأما رواية الجرجاني عنهقوله: صدوق أحمق فإن ثبتت فتلتقي مع قوله: ما أعرفه بالكذب.
                                فهذا ما يتعلقبتحرير كلام ابن معين في أبي الصلت، وكله منصب في دفع جناية الحديث به، وأن الفيديتابعه.
                                لكن كان ابن معين يرتاح أكثر في الكلام على الحديث منفصلاً دون قرنهبحال أبي الصلت، فقد صرَّح في رواية عبد الخالق بن منصور: ما هذا الحديث بشيء. وفيرواية يحيى الشيباني: أنكره جداً. وفي غير رواية: ما أعرفه أو ما سمعت به قط. وسبقترواية عبد الله بن أحمد في أنه كذب لا أصل له عن الأعمش. وأما ما نُقل عنه منتصحيحه فقد مضى توجيه الخطيب له.
                                فظهر بذلك أن حكم ابن معين على الحديث لا يتأثرعند التحقيق بموقفه الشخصي من أبي الصلت، وقال الألباني في الضعيفة (6/522): إنأكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث.
                                وإن أردنا الترجيح أكثرفرواية عبد الله بن أحمد (ت290) متأخرة فيما يظهر عن الرواية المذكورة عن الدوري (ت271)، ولا سيما أن الإمام أحمد أيَّد ابنَ معين في حكمه، وقد توفي أحمدُ بعد ابنمعين، ولم ينقل عنه عبد الله بن أحمد تعقباً ولا تغيراً في الحكم على الحديث،وعاضدته رواية يحيى بن أحمد الشيباني عن ابن معين (ت298) -وهو من أواخر الرواة عنه- في أن الحديث منكر جداً، ولعل هذا ما استقر عليه رأي الإمام ابن معين، وبذلك يوافقسائر الحفاظ والحمد لله.
                                ثم لنفترض أن ابن معين يوثق أبا الصلت، فهذا مخالِفٌلجرح سائر الحفاظ له، وكثير منهم جرحُه مفسر، بل شديد، ولا شك أن كلامهم مقدَّم،وتقدم كلام الذهبي في السير (11/447): ونحن نسمع من يحيى دائما ونحتج بقوله فيالرجال ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته أو قوة من وهاه.
                                كما قال الخطيببعد إيراده لأقوال ابن معين: وقد ضعَّف جماعة من الأئمة أبا الصلت وتكلموا فيه بغيرهذا الحديث. ثم سرد أقوال جماعة.
                                وقبل الفراغ من تحقيق موقف ابن معينأرى التنبيه على أربع مسائل:
                                الأولى: ما تقدم في رواية ابنمحرز عن ابن معين من قوله: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير، قال: حدّث بهأبو معاوية قديماً ثم كفّ عنه.
                                فأقول: إن هذا مخالف لسائر الحفاظ الذين أنكروهعن أبي معاوية أصلا، والنفس تتساءل: لماذا لم يكن هذا جواب ابن معين عن رواية أبيالصلت من البداية؟ فما كان أبوالصلت بحاجة إلى متابع إن كان الحديث ثابتا أصلا منحديث أبي معاوية، ثم إن ابن معين قال في رواية عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيمعاوية الآتية: هذا حديث كذب ليس له أصل. واستدل على كذب ابن مجالد أنه روى هذا عنأبي معاوية، فلو كان محفوظاً عند ابن معين عن أبي معاوية فلماذا يكذّبه؟ ثم إنهيتعارض مع قول ابن معين لما سئل عن حديث أبي الصلت هذا: ما بلغني إلا عنه.
                                فهذايحتاج إلى تأمل، ولا سيما مع إعراض الحفاظ بعد ابن معين عن الاعتبار بكلامه هذا،والله أعلم.
                                وقد قال المعلمي في حاشيته في الفوائد المجموعة (ص350): قد يُقال: يحتمل أن ابن نمير ظن ظنًّا، وذلك أنه رأى ذينك الرجلين زعما أنهما سمعاه من أبيمعاوية، وهما ممن سمع منه قديماً، وأكثر أصحاب أبي معاوية لا يعرفونه، فوقع في ظنهما وقع.
                                الثانية: نبّه العلامة المعلّمي أن من وثّق أبا الصلت لزمه الطعن في عليبن موسى الرضا، فقد تكلم فيه ابن حبان وابن طاهر لروايته العجائب عن آبائه، ودافعالذهبي وابن حجر أن علة ذلك من الرواة عنه، ومن أشهرهم أبوالصلت، فمن مشّى أباالصلت فقد ألزق علة تلك الأباطيل بالرضا.
                                الثالثة: ذكر الغماري في جزئه عنالحديث أن أبا داود قال عن أبي الصلت: كان ضابطا، ورأيتُ ابن معين عنده؛ وهذا منأخطائه الكثيرة في الحديث، فأبوداود قاله في عبد السلام بن مطهر، وليس ابن صالحالهروي راوي الحديث! نعم، هذا الوهم مذكور في ترجمة الهروي في التهذيب، ولكنالغماري شنَّع في جزئه على من قلَّد غيره في هذا الحديث، ثم قلَّد في هذا وغيره منالأوهام!
                                ومن أخطائه أنه عدّ رواية عبد الله بن أحمد عن أبي الصلت توثيقاً، وزعمتبعاً أن الإمام أحمد وثقه تبعاً، وكلا ذلك افتراء، فالإمام ضعّف أبا الصلت وأنكرحديثه كما تقدم، وكذا ابنه عبد الله بن أحمد تَكلم في أبي الصلت أيضاً؛ كما فيضعفاء العقيلي (3/70) وإكمال مغلطاي (8/274)! فضلا أن مجرد روايته عنه لا تلزمالتوثيق، كما فصَّل الكواري في جزئه عن الحديث (ص18).
                                ومن أخطاء الغماري الفاحشةأنه روى الحديث بإسناده في فاتحة جزئه من طريق الذهبي في التذكرة (4/1231 دونإشارة!) من طريق أبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ من هذا الوجه، ودلّسالغماري فزعم أنه رواه من كتاب بحر الأسانيد للسمرقندي، وهو لم يره، وإنما اعتمدعلى وصفه من قبل الذهبي، وهو بدوره نقلا عن النسفي في كتاب القند، ولم ينص الذهبيأن الحديث الذي أورده منقول من الكتاب المذكور! ولا ذكر ما يفيد أنه رآه بنفسه! وبعد أن زعم الغماري أخذه من الكتاب المذكور أوهم أن السمرقندي صححه فيه! وكرر ذلكفي جزئه، وكل ذلك من الهوى، والله المستعان.
                                الرابعة: بالإمكان إضافة المزيد منالأئمة الذين أنكروا الحديث على أبي الصلت، وهم جل الذين سألوا ابن معين عنه، مثل: صالح بن محمد الحافظ الملقب جزرة، وابن الجنيد، والدوري، وعبد الخالق بن منصور،فيتضح من سياق أسئلتهم ورواياتهم أنهم يُنكرون ويستغربون حديثه هذا بالذات، وأنهمما سألوا يحيى عن الرجل إلا لأجل الحديث فيما يظهر، ولهذا عندما يحيى كان يجيبهمإجابة فيها تردد أو عدم معرفة له كانوا يُخبرونه أنه روى حديث كذا، ومن تأمل ظهر لهذلك.
                                وبعد الفراغ من رواية أبي الصلت نعود إلى سياق الطرق عنأبي معاوية:

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X