السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت ابحث عن أمر في الانترنت قادتني الصدفة (التوفيق) الى موضوع أضحكني كثيراً. فلاأدري هل اضحك على المخادع البخاري أم المخدوعين السنة الذين ملئوا الدنيا تهريجاً ضد مسائل فقهية شيعية وهم لايدروا انها موجودة في اول كتاب في مذهبهم بعد القرآن ، صحيح البخاري.
ربما ستكون صدمة للكثير من السنة أن يروا ان هذه المسألة قد أقرها اصح كتبهم بعد عملية تضليلية تنكرية لطمس معالمها.
انها مسألة اتيان المرأة من دبرها.
لقد حاول البخاري إخفاء معالمها لكن ابن حجر فضحه بكشفها. وقبل الشروع بالموضوع نتساءل سؤال مشروع : لماذا حاول البخاري إخفاءها؟
لو كان اهل السنة ينشدوا الحق فعلا ان يسألوا انفسهم هل كان البخاري مستقلاً في جمعه للحديث الصحيح ليكون صحيحه هو مرجع تؤخذ منه الاحكام الفقهية للمذهب السني أم ان صحيح البخاري اُستخدِم لإعطاء الصبغة الشرعية لأحكام مُعدّة سلفاً من مؤسسي مذهبهم.
هذا الموضوع أحد الأدلة ان صحيح البخاري كان مجيّر لتمرير فقه كان مُعد مسبقاً يُخالف السنة النبوية ولو في جزئياته. وهذا وحده كافياً لضرب صحة هذا الكتاب عرض الحائط.
باختصار : -
1- البخاري يورد رواية يُبهم فيها فيستخدم (كذا وكذا) بدلاً من المسميات الحقيقية فيذكر:
قال تدرى فيما انزلت قلت لا قال انزلت في كذا وكذا
فيأتي ابن حجر العسقلاني فيكشف هذا الإبهام:
فقال أتدرون فيما أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن
2- ثم يقطع البخاري جملة ولاينهيها بطريقة ملفتة للنظر:
وعن عبد الصمد حدثنى أبى حدثنى ايوب عن نافع عن ابن عمر فأتوا حرثكم انى شئتم قال يأتيها في *
لاحظ لايوجد شيء بعد حرف الجر (في) ، فيفضحه ابن حجر ثانية:
وأما رواية عبد الصمد فأخرجها بن جرير في التفسير عن أبي قلابة الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي فذكره بلفظ يأتيها في الدبر
الروايات والمصادر تجدونها ادناه ، والفاتحة على صحيح البخاري.
والسلام
- صحيح البخارى - البخاري ج 5 ص 160 :
باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لانفسكم الآية:
حدثنا اسحق أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا ابن عون عن نافع قال كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال تدرى فيما انزلت قلت لا قال انزلت في كذا وكذا ثم مضى *
وعن عبد الصمد حدثنى أبى حدثنى ايوب عن نافع عن ابن عمر فأتوا حرثكم انى شئتم قال يأتيها في *

رواه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمعت جابرا رضى الله عنه قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد احول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم
- فتح الباري - ابن حجر ج 8 ص 140 :
قوله أخبرنا النضر بن شميل وهو عند المصنف أيضا عن إسحاق بن راهويه عن عبد الصمد وهو بن عبد الوارث بن سعيد وقد أخرج أبو نعيم في المستخرج هذا الحديث من طريق إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل بسنده وعن عبد الصمد بسند قوله (يأتيها في) هكذا وقع في جميع النسخ لم يذكر ما بعد الظرف وهو المجرور
ووقع في الجمع بين الصحيحين للحميدي يأتيها في الفرج وهو من عنده بحسب ما فهمه ثم وقفت على سلفه فيه وهو البرقاني فرأيت في نسخة الصغاني زاد البرقاني يعني الفرج وليس مطابقا لما في نفس الرواية عن بن عمر لما سأذكره
وقد قال أبو بكر بن العربي في سراج المريدين أورد البخاري هذا الحديث في التفسير فقال يأتيها في وترك بياضا والمسألة مشهورة صنف فيها محمد بن سحنون جزءا وصنف فيها محمد بشعبان كتابا وبين أن حديث بن عمر في إتيان المرأة في دبرها قوله رواه محمد بن يحيى بن سعيد أي القطان عن أبيه عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر هكذا أعاد الضمير على الذي قبله والذي قبله قد اختصره كما ترى
فأما الرواية الاولى وهي رواية بن عون فقد أخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره بالاسناد المذكور وقال بدل قوله حتى انتهى إلى مكان حتى انتهى إلى قوله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم فقال أتدرون فيما أنزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن وهكذا أورده بن جرير من طريق إسماعيل بن علية عن بن عون مثله ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن بن عون نحوه وأخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن عن معاذ بن عون فأبهمه فقال في كذا وكذا
وأما رواية عبد الصمد فأخرجها بن جرير في التفسير عن أبي قلابة الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي فذكره بلفظ يأتيها في الدبر وهو يؤيد قول بن العربي ويرد قول الحميدي وهذا الذي استعمله البخاري نوع من أنواع البديع يسمى الاكتفاء ولا بد له من نكتة يحسن بسببها استعماله وأما رواية محمد بن يحيى بين سعيد القطان فوصلها الطبراني في الاوسط من طريق أبي بكر الاعين عن محمد بن يحيى المذكور بالسند المذكور إلى بن عمر قال إنما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤكم حرث لكم رخصة في إتيان الدبر قال الطبراني لم يروه عن عبد الله بن عمر إلا يحيى بن سعيد تفرد به ابنه محمد كذا قال ولم يتفرد به يحيى بن سعيد فقد رواه عبد العزيز الدراوردي عن عبيد الله بن عمر أيضا كما سأذكره بعد وقد روى هذا الحديث عن نافع أيضا جماعة غير من ذكرنا ورواياتهم بذلك ثابتة عند بن مردويه في تفسيره وفي فوائد الاصبهانيين لابي الشيخ وتاريخ نيسابور للحاكم وغرائب مالك الدارقطني وغيرها
وقد عاب الاسماعيلي صنيع البخاري فقال جميع ما أخرج عن بن عمر مبهم لا فائدة فيه وقد رويناه عن عبد العزيز يعني الدراوردي عن مالك وعبيد الله بن عمر وابن أبي ذئب ثلاثتهم عن نافع بالتفسير وعن مالك من عدة أوجه أه كلامه ورواية الدراوردي المذكورة قد أخرجها الدارقطني في غرائب مالك من طريقة عن الثلاثة عن نافع نحو رواية بن عون عنه ولفظه نزلت في رجل من الانصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فنزلت قال فقلت له من دبرها في قبلها فقال لا إلا في دبرها وتابع نافعا على ذلك زيد بن أسلم عن بن عمر وروايته عند النسائي بإسناد صحيح وتكلم الازدي في بعض رواته ورد عليه بن عبد البر فأصاب قال ورواية بن عمر لهذا المعنى صحيحة مشهورة من رواية نافع عنه بغير نكير أن يرويها عنه زيد بن أسلم قلت وقد رواه عن عبد الله بن عمر أيضا ابنه عبد الله أخرجه النسائي أيضا وسعيد بن يسار وسالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع وروايتهما عنه عند النسائي وابن جرير ولفظه عن عبد الرحمن بن القاسم قلت لمالك إن ناسا يروون عن سالم كذب العبد على أبي فقال مالك أشهد على زيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع فقلت له أن الحارث بن يعقوب يروي عن سعيد بن يسار عن بن عمر أنه قال أف أو يقول ذلك مسلم فقال مالك أشهد على ربيعة لاخبرني عن سعيد بن يسار عن بن عمر مثل ما قال نافع وأخرجه الدارقطني من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن مالك وقال هذا محفوظ عن مالك صحيح أه
روى الخطيب في الرواة عن مالك من طريق إسرائيل بن روح قال سألت مالكا عن ذلك فقال ما أنتم قوم عرب هل يكون الحرث الا موضع الزرع وعلى هذه القصة اعتمد المتأخرون من المالكية فلعل مالكا رجع عن قوله الاول أو كان يرى أن العمل على خلاف حديث بن عمر فلم يعمل به وأن كانت الرواية فيه صحيحة على قاعدته ولم ينفرد بن عمر بسبب هذا النزول فقد أخرج أبو يعلى وابن مردويه وابن جرير والطحاوي من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدرى ان رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك عليه وقالوا نعيرها فأنزل الله عزوجل هذه الآية.
http://img151.imageshack.us/img151/9895/dobreg1.png
تعليق