إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصديقة بنت الصديق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    حديثها في عثمان :


    في مسند أحمد عن النعمان بن بشير قال : " كتب معاوية كتابا إلى عائشة قال : فقدمت على عائشة ، فدفعت إليها كتاب معاوية ، فقالت : يا بني ألا أحدثك بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قلت : بلى ، قالت فإني كنت أنا وحفصة يوما ذاك عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : لو كان عندنا رجل يحدثنا ، فقلت : يا رسول الله ألا أبعث لك إلى أبي بكر ؟ فسكت ، ثم قال : لو كان عندنا رجل يحدثنا ، فقالت حفصة : ألا أرسل لك إلى عمر ؟ فسكت ، ثم قال : لا ، ثم دعا رجلا فساره بشئ فما كان إلا أن أقبل عثمان ، فأقبل عليه بوجهه ، وحدثه ، فسمعته يقول له : يا عثمان إن الله عزوجل لعله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ( ثلاث مرات ) فقلت : يا أم المؤمنين ! فأين كنت عن هذا الحديث ؟ ( 291 ) فقالت : يا بني والله لقد أنسيته حتى ما ظننت أني سمعته ( 292 ) . انتهى .

    في هذا الحديث كتاب من معاوية إلى عائشة ، ثم رواية من عائشة عن النبي أنه كان قد أوصى إلى عثمان ألا يخلع نفسه عن الخلافة ، فما علاقة كتاب معاوية بحديث أم المؤمنين هذا . . ؟ !
    أكان معاوية قد طلب منها في الكتاب أن تدافع عن عثمان ! ؟
    أم انها أرادت أن يروي عنها نعمان عند معاوية هذا الحديث ؟ أم ماذا ؟
    وأيا ما كان الأمر ، فإن هذا الحديث ، ونظائره الآتية في باب أحاديث ، وأحاديث الآتي تتضمن فضائل أبيها أبي بكر ، والخليفة عمر ، وابن عمها طلحة ، وأمثالها تجعلها على رأس من أرضى معاوية في سياسته في
    ( 291 ) يقصد ما بدر منها من أمرها المسلمين بقتل عثمان ، وقولها فيه : اقتلوا نعثلا فقد كفر .
    ( 292 ) 6 / 149 ( وهذا سنده ثني عبد الله ثني أبي . . ) ، وقد حدثت نظير هذا الحديث إلى أبي سهلة ، قالت عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ادعوا لي بعض أصحابي فقلت : أبو بكر ؟ قال : لا ، قلت ابن عمك علي ؟ قال : لا ، قلت : عثمان ؟ قال : نعم ، فلما جاء قال : تنحي وجعل يساره ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار ، وحصر فيها قلنا : يا أمير المؤمنين ! ألا تقاتل ! قال : رسول الله عهد إلي عهد وأنا صابر بنفسي عليه . راجع تهذيب ابن عساكر بترجمة عثمان ، وأنساب الاشراف 5 / 11 . ( * )

    تعليق


    • #32
      رأيها في رضاع الكبير :


      كانت أم المؤمنين عائشة على أثر إرجاع إليها في السنن منذ عهد الخليفتين حتى عصر معاوية عدا علي بن أبي طالب أكثر أمهات المؤمنين حاجة لملاقاة المستفتين .
      كما أنها اشتركت في حوادث سياسية عنيفة مما لم نعهد

      - ج 1 ص 355 -
      لغيرها من أمهات المؤمنين أن يشتركن في نظائرها . فلعل هذا وذاك كان الباعث لها أن تتأول في حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة خلافا لسائر أمهات المؤمنين .
      وحديث رضاع سالم في مسند أحمد ( 226 ) كما يلي : عن عائشة قالت : أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت : إن سالما مولى أبي حذيفة يدخل علينا ، وأنا فضل ( * ) ، وإنا كنا نراه ولدا ، وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله زيدا ، فأنزل الله : " أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك أن ترضع سالما ، فأرضعته خمس رضعات ، وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة ، فبذلك كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن خمس رضعات من أحبت عائشة أن يراها ، ويدخل عليها ، وإن كان كبيرا ، خمس رضعات ، ثم يدخل عليها ، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد ، وقلن لعائشة : والله ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول الله لسالم دون الناس .

      وقد ورد في صحيح مسلم تفصيل هذه القصة في ستة أحاديث ( 227 ) وآخرها في لفظ مسلم : وقلن لعائشة : والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وآله لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا .
      ( 226 ) مسند أحمد 6 / 270 271 وراجع الموطأ كتاب الرضاع 2 / 115 . وكتاب الرضاع من مختصر كتاب الأم للمزني ص 445 - 446 ، الطبعة الثانية ، دار المعرفة 1392 1973 .
      ( * ) مرأة فضل : أي في ثوب واحد .
      ( 227 ) صحيح مسلم باب رضاعة الكبير 4 / 168 170 ، وفي سنن النسائي في آخر باب رضاع الكبير من كتاب النكاح 2 / 84 فلا يدخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا يرانا ، وفي طبقات ابن سعد 8 / 270 271 بترجمة سهلة ، وفي روايته : أبى أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يأخذن بهذا ، وقلن : انما هذه رخصة من رسول الله صلى الله عليه وآله لسهلة ، وفي ترجمة سالم 3 / 87 ، من الطبقات قريب منه . ( * )
      - ج 1 ص 356 -
      ويظهر مما ذكره الشافعي في باب الرضاع من كتاب الأم أن أم المؤمنين حفصة تابعت أم المؤمنين عائشة في اجتهادها وفتواها .
      وكان سالم بن عبد الله بن عمر بن أولئك ، فقد ذكر ابن سعد ( 228 ) أن أم المؤمنين عائشة أرسلته إلى أم كلثوم زوج عبد الله بن ربيعة لترضعه ليدخل عليها ، ويسمع منها . . الحديث .

      ونرى أن الحديث الآتي يؤيد رأي أم سلمة ، وسائر أزواج النبي في حديث الرضاع : في صحيح مسلم ( 229 ) عن مسروق قال : قالت عائشة : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وعندي رجل قاعد ، فاشتد ذلك عليه ، ورأيت الغضب في وجهه قالت : فقلت يا رسول الله ! إنه أخي من الرضاعة ، قالت : فقال أنظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة .

      وقال النووي في شرحه :
      قوله عليه السلام : " أنظرن إخوتكن " أي تأملن وتفكرن ما وقع من ذلك ! هل هو رضاع صحيح بشرطه من وقوعه في زمن الرضاعة ؟ فإنما الرضاعة من المجاعة . وهو علة لوجوب النظر والتأمل ، و " المجاعة " مفعلة من الجوع يعني أن الرضاعة التي تثبت بها الحرمة ، وتحل بها الخلوة ، هي حيث يكون الرضيع طفلا يسد اللبن جوعته ، ولا يحتاج إلى طعام آخر ، والكبير لا يسد جوعه إلا الخبز ، فليس كل مرتضع لبن أم أخا لولدها
      وفي سنن الترمذي : " لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الامعاء " أي ما وقع من الصبي موقع الغذاء ، بأن يكون في مدة الرضاع وهي معروفة في الفقه على خلاف فيها . . ( 230 )
      ( 228 ) طبقات ابن سعد 8 / 462 ، بترجمة أم كلثوم بنت أبي بكر ، وترجمة سهلة زوجة أبي حذيفة ص 271 منه .
      ( 229 ) صحيح مسلم 4 / 170 ، وقد أورد الحديث هذا بعده بطرق اخرى عن غير طريق أم سلمة أيضا .
      ( 230 ) أوردنا هذا من شرح النووي المطبوع بهامش صحيح مسلم 4 / 170 . ( * )
      - ج 1 ص 357 -
      والرواية هذه في سنن الترمذي ( 231 ) عن أم سلمة ، وتتمة الرواية هكذا : " إلا ما فتق في الامعاء في الثدي وكان قبل الفطام " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ، وغيرهم أن الرضاع لا تحرم إلا ما كان دون الحولين ، وما كان بعد الحولين الكاملين ، فإنه لا يحرم شيئا . انتهى .

      كانت الأحاديث الماضية تخالف فتوى أم المؤمنين عائشة ( رض ) في رضاع الكبير ، ولا يقوم لتلكم الأحاديث ما روت هي عن رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه أمر سهلة ان ترضع سالما ويدخل عليها سالم بذلك الرضاع ، وخاصة بعد مخالفة سائر زوجات الرسول إياها في هذا الحكم ، فكان خير علاج لهذه المشكلة وجود آية من القرآن تؤيد فتواها كما ورد حديث بذلك في مسند أحمد ( 6 / 269 ) وسنن ابن ماجة الحديث المرقم 1944 من كتاب النكاح ( 1 / 625 )
      وهذا نص الحديث : عن عائشة ، قالت : لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكله . وكانت أم المؤمنين عائشة ( رض ) تفتي بكفاية خمس رضعات ( 232 ) .

      وروى عنها في ذلك مسلم في صحيحه والدارمي في سننه ومالك في موطئه واللفظ للأول وهذا نص الحديث : عن عائشة قالت : " كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات " .
      ( 231 ) ط . المصرية الأولى 5 / 96 97 و " أبو عيسى " هو الترمذي صاحب السنن .
      ( 232 ) راجع شرح النووي لمسلم 10 / 29 ، وفتح الباري 11 / 49 ، والدارمي 2 / 157 ، وموطأ مالك 2 / 118 ، وباب في الرضاع من كتاب الام للشافعي ص 224 . ( * )
      - ج 1 ص 358 -
      خلاصة البحث : كانت أم المؤمنين عائشة : تفتي بأن الرجل الكبير إذا أرضعته امرأة خمس رضعات تنتشر الحرمة بينه وبين المرضع ونسائها وتعمل بفتواها وترسل الرجل الذي " أحبت أن يراها ويدخل عليها " إلى أخواتها وبنات أخيها فيرضعن كذلك ويدخل عليها بتلك الرضاعة ، وكان سالم بن عبد الله بن أولئك ، فقد بعثته إلى أختها أم كلثوم فأرضعته .
      وقالت في جواب إنكار أزواج الرسول عليها : إن الرسول أمر سهلة زوجة أبي حذيفة أن ترضع مولاهم سالما الذي كان متبناهم قبل ذلك أن ترضعه خمس رضعات ويدخل عليها بذلك ، وأبت أزواج الرسول أن يدخل عليهم أحد حتى يرضع في المهد ، وقلن لعائشة : لعلها كانت رخصة لسالم دون الناس ، وكانت الأحاديث تؤيد رأيهن وعلاجا لهذه القالة روي عنها في الصحاح والمسانيد أن هذا الحكم كان قد أنزل في القرآن الكريم هكذا : " عشر رضعات يحرمن " ثم نسخن ب‍ " خمس معلومات " .
      وجوابا للسؤال عن سبب فقدان الآية المذكور روي عنها أيضا : لقد أنزلت آية الرجم و ( رضاعة الكبير عشرا ) ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكله ( 233 ) .
      ( 233 ) نؤكد هاهنا اننا نحاكم هذه الأحاديث الواردة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد ، أما أم المؤمنين عائشة ( رض ) فلها بعد حرمتها الأولى . ( * )
      - ج 1 ص 359 -
      أثر حديث أم المؤمنين عائشة واجتهادها اجتهدت أم المؤمنين عائشة وقالت كان في ما أنزل من القرآن " عشر رضعات معلومات يحرمن " ثم نسخن ب‍ " خمس معلومات " وانتج اجتهادها المذكور نتيجتين :

      أولا في علوم القرآن : أوجد روايتها السابقة القول بوجود نسخ التلاوة ونسخ الحكم معا ، أي ان الله أنزل على رسول آية في حكم وبلغها الرسول صلى الله عليه وآله إلى المسلمين وتلاها المسلمون ثم نسخ الله ذلك الحكم الذي شرعه في تلك الآية بحكم آخر في آية أخرى ثم نسخ الله لفظ تلك الآية مع نسخ حكمها ، واستشهدوا على ذلك برواية أم المؤمنين عائشة الآنفة كما قال الزركشي : الثالث : نسخهما لفظ الآية وحكمهما جميعا ، فلا تجوز قراءته ولا العمل به ، كآية التحريم بعشر رضعات فنسخن بخمس ، قالت عائشة : كان مما أنزل عشر رضعات معلومات ، فنسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وهي مما يقرأ من القرآن . رواه مسلم .
      وقد تكلموا في قولها : " وهي مما يقرأ " فإن ظاهره بقاء التلاوة ، وليس كذلك ، فمنهم من أجاب بأن المراد قارب الوفاة ، والاظهر أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فتوفي وبعض الناس يقرأوها ( 234 ) .

      ثانيا في علوم أحكام الإسلام : واستنادا إلى حديثها الآنف الذكر وأمرها اخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها خمس رضعات ثم يدخل عليها ، أفتى بعض العلماء بانتشار الحرمة بين المرضع والمرضعة بخمس
      ( 234 ) البرهان في علوم القرآن ، ط . مصر الثالثة 2 / 39 . ( * )
      - ج 1 ص 360 -
      رضعات كما قال ابن قدامة في بيان عدد الرضعات : عن عائشة انها قالت : أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن . فنسخ من ذلك خمس وصار إلى خمس رضعات معلومات يحرمن فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله والامر على ذلك . رواه مسلم ( 235 ) .

      وقال ابن راشد في بداية المجتهد : واتفقوا على أن الرضاع بالجملة يحرم منه ما يحرم من النسب : أعني أن المرضعة تنزل منزلة الام ، فتحرم على المرضع هي وكل من يحرم على الابن من قبل أم النسب . واختلفوا من ذلك في مسائل كثيرة القواعد منها تسع :
      إحداها : في مقدار المحرم من اللبن .
      والثانية : في سن الرضاع .
      الثالثة : في حال المرضع في ذلك الوقت عند من يشترط للرضاع المحرم وقتا خاصا .
      والرابعة : هل يعتبر فيه وصوله برضاع والتقام الثدي أو لا يعتبر . .
      ( المسألة الاولى ) : أما ما مقدار المحرم من اللبن ، فان قوما قالوا فيه بعدم التحديد . .
      وقالت طائفة : بتحديد القدر المحرم ، وهؤلاء انقسموا ثلاث فرق ، فقالت طائفة : لا تحرم المصة ولا المصتان .
      وقالت طائفة : المحرم خمس رضعات ، وبه قال الشافعي ، وقالت طائفة : عشر رضعات . والسبب في اختلافهم في هذه المسألة معارضة عموم الكتاب للاحاديث الواردة في التحديد ومعارضة الاحاديث في ذلك بعضها بعضا .
      أحدهما حديث عائشة وما في معناه أنه قال عليه الصلاة والسلام : " لا تحرم المصة ولا المصتان أو الرضعة والرضعتان " خرجه مسلم من طريق عائشة ومن طريق أم الفضل ومن طريق ثالث ، وفيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لا تحرم الاملاجة ولا الاملاجتان " ، وحديث سهلة في سالم أنه قال لها النبي صلى الله عليه وآله : " أرضعيه خمس رضعات " ، وحديث عائشة في هذا المعنى أيضا ، قالت : " كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس
      ( 235 ) المغني والشرح الكبير ، كتاب الرضاع ، 9 / 139 ، بيروت 1392 ه‍ . ( * )

      تعليق


      • #33
        ندمها من يوم الجمل :
        روى الطبري ( 197 ) عن أبي جندب أنه قال : دخلت على عائشة ( رض ) بالمدينة ، فقالت : من أنت ؟ . قلت : رجل من الأزد أسكن الكوفة . قالت : أشهدتنا يوم الجمل ؟ قلت : نعم . قالت : لنا أم علينا ؟
        ( 197 ) الطبري 5 / 11 في حوادث الجمل . ( * )
        - ج 1 ص 347 -
        قلت : عليكم . قالت : أفتعرف الذي يقول : يا أمنا يا خير أم نعلم ! قلت : نعم ، ذاك ابن عمي فبكت حتى ظننت أنها لا تسكت .
        وروى ابن الاثير ( 198 ) وقال : ذكر لعائشة يوم الجمل ، فقالت : والناس يقولون يوم الجمل ! ؟ قالوا لها : نعم . قالت : وددت أني لو كنت جلست كما جلس صواحبي وكان أحب إلي من أن أكون ولدت من رسول الله بضع عشرة كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أو مثل عبد الله بن الزبير .

        وروى مسروق ( 199 ) وقال : كانت عائشة ( رض ) إذا قرأت : " وقرن في بيوتكن " بكت حتى تبل خمارها .
        وأخرج ابن سعد ( 200 ) في طبقاته : أن ابن عباس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها ، فلما خرج ، قالت لابن الزبير : أثنى علي عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني علي . لوددت أني كنت نسيا منسيا أي حيضة . انتهى .

        وفي بلاغات النساء ( 201 ) : أن عائشة لما احتضرت جزعت فقيل لها : أتجزعين ؟ يا أم المؤمنين ! وابنة أبي بكر الصديق ؟ فقالت : إن يوم الجمل لمعترض في حلقي . ليتني مت قبله ، أو كنت نسيا منسيا .

        وروى ابن سعد أيضا : أن عائشة قالت : والله لوددت أني كنت شجرة ،
        ( 198 ) بترجمة عبد الرحمن من أسد الغابة 3 / 284 ، وطبقات ابن سعد 5 / 1 . وفي فتوح ابن أعثم 2 / 341 342 قالت : " مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث " في رواية : " ولو لم أشهد الجمل لكان أحب إلي من أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث فإنه كان له عشرة أولاد ذكور كل يركب " . ( 199 ) ابن سعد في طبقاته 8 / 56 ط . أوربا ، وفي تفسير الآية من الدر المنثور .
        ( 200 ) طبقات ابن سعد 8 / 51 ، والبخاري 3 / 11 في تفسير النور ، وحلية الاولياء 2 / 45 بترجمة عائشة ، وهو الذي فسر " نسيا منسيا " بالحيضة ، وتفصيله في مسند أحمد 1 / 276 و 249 .
        ( 201 ) بلاغات النساء ص 8 ، وفي تذكرة الخواص ص 46 بتفصيل أوفى . ( * )

        - ج 1 ص 348 -
        والله لوددت أني كنت مدرة ، والله لوددت أن الله لم يكن خلقني .

        وروى أيضا أن عائشة قالت عند وفاتها : إني قد أحدثت بعد رسول الله ، فادفنوني مع أزواج النبي صلى الله عليه وآله قال الذهبي ( 202 ) : تعني بالحديث مسيرها يوم الجمل .

        وروى الذهبي وقال : وتوفيت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين ، فأمرت أن تدفن من ليلتها ، فاجتمع الأنصار وحضروا ، فلم تر ليلة أكثر ناسا منها ، وحمل معها جريد بالخرق ، وقال الراوي : رأيت النساء بالبقيع كأنه عيد ، وصلى عليها أبو هريرة ، وكان خليفة مروان . وكان مدة عمرها ثلاثا وستين سنة ، وأشهرا ( 203 ) .
        ( 202 ) النبلاء 2 / 134 135 ، والمستدرك 4 / 6 والمعارف ص 59 .
        ( 203 ) النبلاء 2 / 136 . ( * )

        تعليق


        • #34
          المغتالون في بيعة يزيد :

          وجد معاوية في حياة اثنين من كبار المسلمين عائقا لما يرومه من تولية ابنه العهد من بعده ، فاغتال كلا منهما بمفرده ليزيل آخر عقبة عن سبيله .
          روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ( 164 ) وقال : " وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد ، فلم يكن شئ أثقل عليه من أمر الحسن بن علي ، وسعد بن أبي وقاص ، فدس إليهما سما فماتا منه " .
          وسبب ثقل أمر الحسن وسعد عليه : أن سعدا كان الباقي من الست أهل الشورى الذين رشحهم عمر للخلافة من بعده ( 165 ) ، وأما الحسن فلما جاء في معاهدة الصلح بينهما : أن يكون الأمر للحسن من بعده ( 166 ) ، وليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد ( 167 ) .
          أما إنه كيف اغتالهما ، فلم نجد من يشرح كيف اغتال سعدا ، أما الحسن : فقد روى المسعودي ( 168 ) وقال : " إن جعدة بنت الاشعث بن القيس
          ( 164 ) مقاتل الطالبيين ص 43 ، وفي أنساب الاشراف 1 / 404 : " توفي سعد بن أبي وقاص والحسن بن علي بعدما مضت من إمرة معاوية عشر سنين ، وكانوا يرون أنه سمهما " ، وابن أبي الحديد 4 / 11 و 17 .
          ( 165 ) راجع قصة الشورى في : " عبد الله بن سبأ " ص 118 126 .
          ( 166 ) ابن كثير 8 / 41 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 138 ، والاصابة بترجمة الحسن ، وابن قتيبة ص 150 ، وابن أبي الحديد 4 / 13 .
          ( 167 ) المدائني كما روى عنه ابن أبي الحديد في شرحه 4 / 8 ، والصواعق 81 .
          ( 168 ) مروج الذهب بهامش الكامل 6 / 55 ، وقريب منه ما في مقاتل الطالبيين ص 73 ، وذكر اغتياله بالسم من قبل معاوية في ترجمته من الاستيعاب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة وابن عساكر 4 / 226 وفي أسماء المغتالين من الاشراف ص 44 ، وذكر اليعقوبي في 2 / 225 ط . دار بيروت : أن الحسن لما حضرته الوفاة قال لاخيه الحسين : " يا أخي ان هذه آخر ثلاث مرات سقيت فيه السم ، ولم أسقه مثل مرتي هذه ، وأنا ميت من يومي هذا " . ولم يصرح باسم من سمه ، وكذلك فعل ابن الاثير فانه صرح في 2 / 197 بان زوجته سمته وسكت عن ذكر معاوية ، وذكر ذلك ابن شحنة بهامش ابن الاثير 11 / 132 ، وراجع ابن كثير 8 / 43 ، وشرح النهج 4 / 4 . ( * )
          - ج 1 ص 336 -
          الكندي سقته السم ، وقد كان معاوية دس إليها : إنك ان احتلت في قتل الحسن وجهت إليك بمائة ألف درهم ، وزوجتك يزيد ، فكان ذلك الذي بعثها على سمه . فلما مات وفى لها معاوية بالمال ، وأرسل إليها : إنا نحب حياة يزيد ، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه " .
          إغتال معاوية سعدا والحسن في سبيل بيعة يزيد ، كما اغتال في سبيل ذلك عبد الرحمن بن خالد قبلهما ، ونرى أنه اغتال أيضا عبد الرحمن بن أبي بكر في هذا السبيل كما سنشرحه بعد هذا إن شاء الله .

          البيعة :

          استقدم معاوية الوفود من البلاد لبيعة يزيد ، فهدد من خالفه ، وأجزل عطاء من بايعه ( 169 ) وولى بعضهم الإمارة ( 170 ) ثم ارتحل إلى الحجاز لاخذ البيعة من أهل الحرمين بعد أن استعصى أمرهم على ولاته ، تبعا منهم لأمر أربعة من كبار المسلمين الذين أبوا البيعة ، وهم كل من الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الرحمن بن أبي بكر .

          قال ابن الاثير ( 171 ) : وكان معاوية يعطي المقارب ، ويداري المباعد ويلطف به حتى استوثق له أكثر الناس وبايعه ، فلما بايعه أهل العراق والشام سار إلى الحجاز في ألف فارس ، فلما دنا من المدينة لقيه الحسين بن علي أول الناس . .
          ثم روى : كيف أنه جابه الحسين وباقي الأربعة بالغلظة ، وأنه لم يأذن لهم بالدخول عليه في المدينة ، وأنه لما دخل على عائشة ، وقد كان بلغها أنه ذكر الحسين وأصحابه ، فقال : لاقتلنهم إن لم يبايعوا ، وشكاهم إليها ،
          ( 169 ) راجع العقد الفريد 4 / 368 272 ط . القاهرة 1363 ه‍ ، وابن الاثير 3 / 216 .
          ( 170 ) كسعيد بن عثمان إذ ولاه خراسان ، راجع تهذيب ابن عساكر 6 / 155 ، والطبري 6 / 171 ، وابن الاثير 3 / 218 ، وابن كثير 8 / 79 80 .
          ( 171 ) ابن الاثير 3 / 216 218 ، والعقد الفريد 3 / 130 131 . ( * )
          - ج 1 ص 337 -
          فوعظته ، ثم ذكر انه خرج إلى مكة فلقيه الناس وتلقاه أولئك النفر ، فرحب بهم ، ووصلهم ، ثم جمعهم ، وعرض عليهم الأمر ، فقال له ابن الزبير : إختر منا إحدى ثلاث : إما أن تصنع صنيع رسول الله إذ لم يستخلف ! فبايع الناس أبا بكر ، أو كصنيع أبي بكر إذ عهد إلى رجل من قاصية قريش ليس من بني أبيه ، أو كصنيع عمر إذ جعلها شورى بين ستة ليس فيهم أحد ولده
          فقال معاوية : هل عندكم غير هذا ؟ قالوا : لا ، قال : إني أتقدم إليكم وقد أعذر من أنذر ! إني قائل مقالة أقسم بالله لئن رد علي رجل منكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمته حتى يضرب رأسه ، فلا ينظر امرؤ منكم إلا لنفسه ، ولا بقين إلا عليها .
          وأمر أن يقوم على رأس كل رجل منهم رجلان بسيفيهما ، فإن تكلم بكلمة يرد بها عليه قوله قتلاه ، ثم خرج بهم إلى المسجد ، فرقى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبتز أمر دونهم ، ولا يقضى إلا عن مشورتهم ، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله فبايع الناس ، ثم قربت رواحله ، فركب ومضى إلى المدينة ، وأخذ البيعة من أهلها ، وانصرف إلى الشام ، فقال الناس لاولئك الرهط : زعمتم أنكم لا تبايعون ؟ ! فأخبروهم بمكيدة معاوية .

          تعليق


          • #35
            روايتها عن معاشرة الرسول ( ص ) إياها مما لا يليق بمقام الرسول ( ص )

            مضت القرون تلو القرون وأحاديث أم المؤمنين عائشة يرويها الخلف عن السلف متسالمين على صدق جميعها ، ولم يشكوا في صدق اسناد روايتها إليها ، ولم يقم احد بنقدها وتمحيصها ، وكان أكثر حديثها عن سيرة رسول الله ( ص ) مثل الأحاديث الآتية في صحيح مسلم عن عائشة ، قالت : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي ( ص ) فيضع فاه على موضع في وكنت أتعرق العرق ( 1 ) وأنا حائض ثم أناوله النبي ( ص ) فيضع فاه على موضع في ( 2 ) .

            وفي رواية أخرى كان رسول الله يعطيني العرق فأتعرقه ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في ، ويعطيني الاناء فأشرب ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في ( 3 ) .

            وفي مسند أحمد : عن عائشة قالت : كان النبي ( ص ) يتوشحني ( 4 ) وينال من رأسي وأنا حائض ( 5 ) .
            ( 1 ) تعرق العظم اخذ ما عليه من اللحم باسنانه نهشا والعرق العظم اخذ عنه معظم اللحم .
            ( 2 ) صحيح مسلم ، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد من كتاب الحيض ج 1 / 245 - 246 والنسائي : باب سئور الحائض ج 1 / 23 و 53 و 54 و 64 وسنن أبي داود ج 1 / 33 ومسند ابي عوانة ج 1 / 311 ، وسنن الدارمي ج 1 / 246 ، ومسند احمد ج 6 / 62 و 127 ، و 192 و 193 و 210 ومنتخب الكنز ج 3 / 473 .
            ( 3 ) مسند احمد ج 6 / 64 .
            ( 4 ) توشح لبس الوشاح والوشاح شبه قلادة من نسيج عريض يرصع بالجواهر تشده المرأة بين عاتقها وكشحيها والكشح ما بين السرة ووسط الظهر .
            ( 5 ) مسند أحمد ج 6 /
            187 ( * ) .
            - ج 2 ص 59 -

            صلاة النبي ( ص ) في مرط عائشة :
            وفي صحيح مسلم ، عن عائشة قالت : كان النبي ( ص ) يصلي من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرط ( 1 ) وعليه بعضه إلى جنبه ( 2 ) .
            وفي رواية عن عائشة قالت : كان رسول الله ( ص ) يقوم ويصلي وعليه طرف اللحاف وعلى عائشة طرفه ثم يصلي ( 3 ) .
            وهذا يخالف ما ورد في مسند أحمد ان النبي ( ص ) كره الصلاة في ملاحف النساء ( 4 ) .

            في مسند أحمد عن عائشة قالت : كنت أبيت أنا ورسول الله ( ص ) في الشعار الواحد وأنا طامث حائض قالت : فان أصابه مني شئ غسله لم يعد مكانه وصلى فيه ( 5 ) .

            وفي رواية أنها طرقتها الحيضة من الليل ورسول الله ( ص ) يصلي فأشارت إلى رسول الله ( ص ) بثوب فيه دم فاشار إليها رسول الله ( ص ) وهو في الصلاة اغسليه فغسلت موضع الدم ثم اخذ رسول الله ذلك الثوب فصلى فيه ( 6 ) .
            ( 1 ) المرط من اكسية النساء ويكون من صوف اوخز أو غيره تلتحف به .
            ( 2 ) صحيح مسلم ج 2 / 61 باب الاعتراض بين يدي المصلي
            ومسند احمد ج 6 / 67 و 70 و 99 و 129 و 137 و 146 و 199 و 204 و 220 و 249 و 250 و 251 .
            ( 3 ) مسند أحمد ج 6 / 32 .
            ( 4 ) مسند أحمد ج 6 / 129 .
            ( 5 ) مسند احمد ج 6 / 44 .
            ( 6 ) مسند أحمد ج 6 /
            66 ( * ) .

            تعليق


            • #36
              النبي يتكئ في حجرها وهي حائض ثم يقرأ القرآن :

              في البخاري عن عائشة ان النبي ( ص ) كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن ( 1 ) .
              وفي رواية كان النبي ( ص ) يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض ( 2 ) .
              وفي سنن أبي داود في حديث لعائشة قالت : اخبرك بما صنع رسول الله ( ص ) ؟ دخل فمضى إلى مسجده - تعني مسجد البيت ( 3 ) - فلم ينصرف حتى غلبتني عيني واوجعه البرد فقال : ادني مني فقلت : اني حائض فقال : وان ، اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ( 4 ) . فعلته أنا ورسول الله ( ص ) فاغتسلنا .

              في مسند احمد عن القاسم ، عن عائشة زوج النبي ( ص ) قالت : إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل ، فعلته أنا ورسول الله ( ص )
              ( 1 ) صحيح البخاري ج 1 / 44 كتاب الحيض باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض وصحيح مسلم ج 1 / 169 كتاب الحيض ومسند احمد ج 6 / 68 و 72 .
              ( 2 ) صحيح البخاري ج 4 / 204 كتاب التوحيد باب قول النبي الجاهر بالقرآن ومسند احمد ج 6 / 117 و 135 و 190 و 258 ، وسنن أبي داود ج 1 / 33 ومسند أبي عوانة ج 1 / 312 - 313 ومنتخب الكنز ج 3 / 473 وقريب منه في مسند احمد ج 6 / 148 و 158 و 204 .
              ( 3 ) قاله أبو داود .
              ( 4 ) سنن أبي داود ج 1 /
              34 ( * ) .
              - ج 2 ص 61 -
              فاغتسلنا ( 1 ) .
              وفيه عن عبد الله بن رباح انه سأل عما يوجب الغسل فقالت : إذا اختلف الختانان وجبت الجنابة ، فعلت أنا ورسول الله ( ص ) فاغتسلنا ( 2 ) .

              وعن أم كلثوم أن عائشة أخبرتها أنها والنبي فعلا ذلك ثم اغتسلا ( 3 ) .
              وفي رواية قالت : فعلناه مرة فاغتسلنا في الذي يجامع ولا ينزل ( 4 ) .
              وقد روت ذلك عن النبي أيضا كما في هذا الحديث عن عائشة زوج النبي ( ص ) قالت : ان رجلا سأل رسول الله ( ص ) عن الرجل يجامع أهله ثم يغسل ، هل عليهما الغسل ؟ وعائشة جالسة فقال رسول الله ( ص ) : اني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل ( 5 ) .

              في صحيح البخاري عن عائشة زوج النبي ( ص ) انها قالت : كنت أنام بين يدي رسول الله ( ص ) ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما قالت : والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح ( 6 ) .

              وفي رواية قالت : كنت امد رجلي في قبلة النبي ( ص ) وهو يصلي فإذا سجد
              ( 1 ) مسند احمد ج 6 / 161 .
              ( 2 ) مسند أحمد ج 6 / 265 .
              ( 3 ) مسند أحمد ج 6 / 74 .
              ( 4 ) مسند أحمد ج 6 / 110 وقريب من لفظه في ص 68 منه .
              ( 5 ) صحيح مسلم ج 1 / 187 ومسند أبي عوانة ج 1 / 289 .
              ( 6 ) صحيح البخاري ج 1 / 56 باب الصلاة على الفراش من كتاب الصلاة وص 141 وصحيح مسلم باب الاعتراض بين يدي المصلي ج 2 / 61 ومسند أبي عوانة ج 2 / 52 - 56 ومسند احمد ج 6 / 148 و 255 و 225 قريبا منه ، وكذلك قريب منه ص 37 ، 40 و 41 و 44 و 50 و 54 و 64 و 94 و 95 و 98 و 103 و 132 و 134 و 148 و 176 و 182 و 183 و 192 و 199 - 200 و 205 و 221 و 234 و
              275 ( * ) .
              - ج 2 ص 62 -
              غمزني فرفعتها فإذا قام مددتها ( 1 ) .
              عن عمرة عن عائشة قالت : صلى النبي ( ص ) في حجرتي والناس يأتمون به من وراء الحجرة يصلون بصلاته ( 2 ) .
              وفي مسند أحمد عن عروة ، عن عائشة ان رسول الله ( ص ) قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ ، قال عروة : فقلت لها من هي إلا أنت فضحكت ( 3 ) .
              ( 1 ) صحيح البخاري ج 1 / 145 باب ما يجوز العمل في الصلاة .
              ( 2 ) مسند أحمد ج 6 / 30 .
              ( 3 ) مسند أحمد ج 6 / 210 ( * ) .

              تعليق


              • #37
                النبي يقبلها وهو صائم :

                في مسند أحمد عن عائشة قالت : أهوى إلي رسول الله ليقبلني فقلت : اني صائمة قال : وأنا صائم فأهوى إلي فقبلني ( 1 ) .

                وفي رواية أخرى عنها : كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها ( 2 ) . وقالت : ان رسول الله ( ص ) ليظل صائما ثم يقبل ما شاء من وجهي حتى يفطر ( 3 ) .
                وفي رواية وهو صائم في رمضان ( 4 ) .
                وفي رواية ان رسول الله كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوبا يعني الفرج ( 5 ) .
                ( 1 ) مسند أحمد ج 6 / 134 و 176 .
                ( 2 ) ن . م ، ص 123 و 234 .
                ( 3 ) ن . م ، ص 101 و 254 و 263 .
                ( 4 ) ن . م ، ص 256 . وراجع : مسند احمد ج 6 / 40 و 42 و 44 و 98 و 101 و 123 و 126 و 128 و 130 و 134 و 156 و 162 و 176 و 174 و 179 و 193 و 207 و 212 و 215 و 220 و 223 و 234 و 241 و 242 و 252 و 254 و 255 و 256 و 258 و 263 و 265 و 266 و 280 و 282 وسنن الدارمي ج 1 / 117 والبخاري ج 1 / 229 باب القبلة للصائم وصحيح مسلم ج 3 / 134 - 137 .
                ( 5 ) مسند أحمد ج 6 / 59 . ورواية يباشرها وهو صائم في مسند احمد ج 6 / 230 و 128 ( * ) .
                - ج 2 ص 65 -
                وقد روي عنها حديث التقبيل لكل من : بكر ، وعلقمة ، وشريح ، وعثمان ابن عبد الله ، وطلحة ، والقاسم ، وعمرو بن ميمون ، وطلحة بن عبد الله بن عوف ، ومصدع ابو يحيى ، وأبو سلمة ، وسعد التيمي ، ومحمد بن الاشعث ، ومسروق ، والبهي مولى الزبير ، وعكرمة ، والاسود ، ومعاذة ، وعروة .

                كانت تغسل رأس النبي وهي حائض وهو معتكف :

                في البخاري ، عن عائشة قالت : كان النبي ( ص ) يباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فاغسله وأنا حائض ( 4 ) .
                وفي رواية انها كانت ترجل ( 5 ) رسول الله ( ص ) وهي حائض ورسول الله ( ص ) حينئذ مجاور في المسجد يدني لها رأسه وهي في حجرتها فترجله وهي حائض ( 6 ) .

                ( 4 ) صحيح البخاري ج 1 / 239 باب الحائض ترجل المعتكف وباب غسل المعتكف و 242 ومسند أحمد ج 6 / 204 .
                ( 5 ) رجل الشعر : سرحه أي مشطه .
                ( 6 ) صحيح البخاري ج 1 / 44 كتاب الحيض باب غسل الحائض رأس زوجها وترجيله ،
                وقريب منه في صحيح مسلم ج 1 / 167 كتاب الحيض والبخاري ج 4 / 29 والموطأ 1 / 78
                والنسائي ج 1 / 35 باب غسل الحائض رأس زوجها ومنتخب الكنز ج 3 / 373 وسنن الدارمي ج 1 / 246 - 248
                ومسند احمد ج 6 / 32 و 50 و 55 و 86 و 100 =>
                - ج 2 ص 63 -

                وفي البخاري عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا والنبي ( ص ) من اناء واحد من جنابة ( 1 ) .
                وفي رواية أخرى فأقول له : ابق لي ابق لي ( 2 ) .
                وفي رواية يبادرني وأبا دره فأقول : دع لي دع لي ( 3 ) .
                وفي رواية أخرى أبادره ويبادرني حتى يقول : دعي لي ، وأقول أنا : دع لي ( 4 ) .
                وهذا ينافي ما ورد عنها في المستدرك قالت : كان رسول الله ( ص ) لا يصلي في شعرنا ولمحفنا ( 5 ) .
                وفي سنن أبي داود ( 6 ) عن عائشة انها قالت : كنت إذا حضت نزلت عن المثال ( 7 ) على الحصير فلم تقرب رسول الله ( ص )
                => و 104 و 170 و 181 و 189 و 204 و 230 و 234 و 247 و 261 و 262 و 264 و 272 ومسند أبي عوانة ج 1 / 309 والبخاري ج 1 / 45 .
                ( 1 ) صحيح البخاري ج 1 / 41 كتاب الغسل باب هل يدخل الجنب يده في الاناء .
                ( 2 ) مسند أحمد ج 6 / 91 .
                ( 3 ) النسائي ج 1 / 71 باب اغتسال الرجل والمرأة من اناء واحد وراجع : البخاري ج 1 / 39 و 0 4 وج 4 / 31
                وصحيح مسلم ج 1 / 176 كتاب الغسل وسنن النسائي ج 1 / 23 ، ومسند أبي عوانة ج 1 / 233 - 234 و 284
                وسنن الدارمي ج 1 / 192 ،
                ومسند احمد ج 6 / 30 و 37 و 42 و 43 و 64 و 103 و 118 و 123 و 127 و 129 و 131 و 157 و 161 و 168 و 171 و 172 و 173 و 210 و 231 و 235 و 255 و 265 و 281 .
                ( 4 ) ن . م .
                ( 5 ) مستدرك الحاكم وتلخيصه ج 1 / 252 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
                ( 6 ) سنن أبي داود ج 1 / 34 .
                ( 7 ) المثال : الفراش . ( * )
                - ج 2 ص 64 -

                ولم تدن منه حتى تطهر . ولكن المقامين يختلفان ففي المقام الأول كان القصد من التحديث بيان حب النبي ( ص ) لأم المؤمنين ، وفي المقام الثاني بيان واقع حال النبي ( ص ) .

                تعليق


                • #38
                  روايات التحريم والتخيير

                  آيات التحريم والتخيير
                  التحريم والتخيير قصتان أخبر الله تعالى عن الأولى منهما في سورة التحريم حيث قال عز اسمه :
                  بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن

                  - ج 2 ص 67 -
                  تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) [ الآيات : 1 - 12 ]

                  وأخبر عن الثانية في سورة الأحزاب حيث قال عز اسمه : بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) - إلى قوله تعالى - : ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [ الآيات : 28 - 34 ]

                  وجاء في تفسير الآيات عن أم المؤمنين عائشة الروايات الآتية :

                  تعليق


                  • #39
                    روايات التحريم
                    روايات تحريم النبي العسل على نفسه :

                    أ - في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للأول ( 1 ) بسنده عن أم المؤمنين عائشة انها قالت : ان النبي ( ص ) كان يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي ( ص ) فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير ( 2 ) أكلت مغافير .
                    فدخل على احداهما فقالت له ذلك ، فقال : لا ، بل شربت عسلا عند زينب ابنة جحش ولن أعود له ، ( وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا ) ( 3 ) فنزلت : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ) إلى ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ ) عائشة وحفصة ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ) بقوله : بل شربت عسلا .
                    ( 1 ) أخرج كل من البخاري ج 3 / 271 كتاب الطلاق باب لم تحرم ما احل الله لك وج 3 / 205 كتاب التفسير باب تبتغي مرضاة ازواجك من سورة التحريم ، وج 4 / 158 كتاب النذور والايمان باب إذا حرم طعامه ، ومسلم ج 4 / 184 ، والنسائي في كتاب الطلاق ج 6 / 151 وكتاب الايمان ج 7 / 13 والنذور باب تحريم ما احل الله وكتاب عشرة النساء ج 7 / 71 باب الغيرة ،
                    ومسند أحمد ج 6 / 221 وابن سعد في ج 8 / 76 ط . اوربا ، والقرطبي في تفسير سورة التحريم ج 18 / 177 و 184 وتيسير الوصول ج 1 / 189 ، وابو داود ج 2 / 145 .
                    ( 2 ) المغافير واحدة : مغفور ، صمغ حلو كريه الرائحة ، ينضح من شجر العرفط ، والعرفط شجر الطلح .
                    ( 3 ) هذه الجملة في بعض طرق هذه الرواية . ( * )
                    - ج 2 ص 69 -
                    ب - في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للأول بسنده عن عائشة قالت : كان رسول الله ( ص ) يحب الحلواء ويجب العسل وكان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقال لي :
                    أهدت إمرأة من قومها عكة ( 1 ) عسل فسقت رسول الله ( ص ) منه شربة فقلت : أما والله لنحتالن له ، فذكرت ذلك لسودة بنت زمعة وقلت : إذا دخل عليك فانه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله أكلت مغافير ؟ فانه سيقول : لا ، فقولي له : ما هذه الريح التي أجد منك ؟ وكان رسول الله ( ص ) يشتد عليه أن توجد منه الريح ، فانه سيقول : سقتني حفصة شربة عسل فقولي له : جرست نحله العرفط ؟
                    وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية ، فلما دخل على سودة قلت : تقول سودة : والذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادره بالذي قلت لي : وانه لعلى الباب فرقا منك ( 2 ) ، فلما دنا رسول الله ( ص ) قلت : يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال : لا ، قلت : فما هذه الريح ؟ قال : سقتني حفصة شربة عسل ، قلت : جرست نحله ( 3 ) العرفط ؟ فلما دخل علي قلت له : مثل ذلك ، ودخل على صفية فقالت له : مثل ذلك ، فلما دخل على حفصة قالت له : يا رسول الله ألا أسقيك منه ، قال : لا حاجة لي به ، قالت : تقول سودة : سبحان الله لقد حرمناه ، قالت : قلت لها : ( اسكتي ) ( 4 ) .
                    ( 1 ) العكة : وعاء السمن .
                    ( 2 ) فرقا منك : أي خوفا منك .
                    ( 3 ) جرست النحل : اكلت الحلواء . والحلوة ، والحلوى : طعام عمل بالسكر أو العسل .
                    ( 4 ) صحيح البخاري ج 4 / 136 - 137 كتاب الحيل باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر ، وكتاب الطلاق باب لم تحرم ما احل الله لك ج 3 / 271 ، وصحيح مسلم ج 2 / 1101 كتاب الطلاق باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق ، وأحمد في مسنده ج 6 / 59 ، وابن سعد في الطبقات ج 8 / 85 ط . اوربا ، وتيسير =>
                    - ج 2 ص 67 -
                    ج - في طبقات ابن سعد بسنده عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان رسول الله ( ص ) قل يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده ويقبل كل امرأة من نسائه ، حتى يأتي على آخرهن ، فإن كان يومها قعد عندها وإلا قام ، فكان إذا دخل بيت أم سلمة يحتبس عندها ، فقلت : أنا وحفصة - وكانتا جميعا يدا واحدة - ما نرى رسول الله يمكث عندها إلا أنه يخلو معها ، تعنيان الجماع ، قالت : وأشتد ذلك علينا حتى بعثنا من يطلع لنا ما يحبسه عندها ، فإذا هو إذا صار إليها أخرجت له عكة من عسل فتحت له فمها فيلعق منه لعقا ( 1 ) ، وكان العسل يعجبه ، فقالتا : ما من شئ نكرهه إليه حتى لا يلبث في بيت أم سلمة ؟
                    فقالتا : ليس شئ أكره إليه من أن يقال له : نجد منك ريح شئ ، فإذا جاءك فدنا منك فقولي : إني اجد منك ريح شئ ، فإنه يقول : من عسل أصبته عند أم سلمة ، فقولي له : أرى نحله جرس عرفطا ، فلما دخل على عائشة فدنا منها قالت : إني لأجد منك شيئا ! ما أصبت ؟ فقال : عسل من بيت أم سلمة ، فقالت : يا رسول الله أرى نحله جرس عرفطا . . . الحديث ( 2 ) .

                    ولا بد لنا في تفهم هذه الأحاديث من دراسة آيات سورة التحريم .
                    في من نزلت هذه السورة ؟ أجمع المفسرون وأصحاب المسانيد والصحاح والسير على أن هذه السورة نزلت في أمي المؤمنين عائشة وحفصة ( رض ) .
                    => الوصول ج 1 / 188 - 189 ، والقرطبي في تفسير سورة التحريم ج 18 / 177 - 178 ، وكنز العمال في تفسير سورة التحريم ج 2 / 340 الحديث ( 1788 ) ط . حيدر آباد .
                    ( 1 ) لعق : أكل شيئا باصبعه أو لسانه .
                    ( 2 ) طبقات ابن سعد ج 8 / 170 ، في ذكر قسم رسول الله ببن نسائه . ( * )
                    - ج 2 ص 71 -
                    روى البخاري عن ابن عباس قال : لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي ( ص ) فجعلت أهابه فنزل يوما منزلا فدخل الأراك فلما خرج سألته فقال : عائشة وحفصة . . . الحديث ( 1 ) .

                    وروى البخاري عن ابن عباس قال : مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع ان أسأله هيبة له ، حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له قال : فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت له : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي ( ص ) من أزواجه ؟ فقال : تلك حفصة وعائشة . . . الحديث ( 2 ) .

                    وروى مسلم عن ابن عباس قال : كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله ( ص ) فلبثت سنة ما أجد له موضعا حتى صحبته إلى مكة ، فلما كان بمر الظهران ( 3 ) ذهب يقضي حاجته . فقال : أدركني بأداوة ( 4 ) من ماء . فأتيته بها . فلما قضى حاجته ورجع ذهبت أصب عليه . وذكرت فقلت له : يا أمير المؤمنين ! من
                    ( 1 ) صحيح البخاري ج 3 / 137 - 138 في تفسير سورة التحريم من كتاب التفسير باب تبتغي مرضاة أزواجك وكتاب النكاح ج 3 / 172 باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها ، وكتاب المظالم باب ( 26 ) الغرفة والعلية ج 3 / 172 .
                    ( 2 ) صحيح البخاري ج 4 / 22 كتاب اللباس باب
                    ( 31 ) ما كان النبي يتجوز من اللباس والبسط .
                    ( 3 ) مر الظهران : الظهران واد قرب مكة وعنده قرية يقال لها مر تضاف إلى هذا الوادي ويقال مر الظهران . راجع : معجم البلدان
                    ( 4 ) الأداوة : إناء صغير من جلد . ( * )
                    - ج 2 ص 72 -
                    المرأتان ؟ فا قضيت كلامي حتى قال : عائشة وحفصة ( 1 ) .

                    وفي مسند أحمد عن ابن عباس قال : أردت أن أسأل عمر فما رأيت موضعا فمكثت سنتين ، فلما كنا بمر الظهران وذهب ليقضي حاجته ، فجاء وقد قضى حاجته فذهبت أصب عليه من الماء قلت : يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله ( ص ) ؟ قال : عائشة وحفصة ( 2 ) .

                    وفي مسند الطيالسي عن ابن عباس أنه قال : . . . فقلت : يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن حديث منذ سنة فمعتني هيبتك أن أسألك ، قال : لا تفعل ، إذا علمت أن عندي علما فسلني قال : قلت : أسألك عن حديث المرأتين قال : نعم حفصة وعائشة . . . الحديث ( 3 ) .

                    كان ذلكم خبر ما روي عن أم المؤمنين في قصة التحريم .
                    ( 1 ) صحيح مسلم ج 2 / 1110 - 1111 كتاب الطلاق باب ( 5 ) .
                    ( 2 ) مسند أحمد ج 1 / 48 ، وبلفظ آخر في ج 1 / 33 .
                    ( 3 ) مسند ابي داود الطيالسي ص 6 الحديث ( 23 ) ، وسنن النسائي ج 4 / 137 كتاب الصوم باب كم الشهر ، وصحيح الترمذي ج 12 / 209 تفسير سورة التحريم من كتاب التفسير ، وابن سعد في الطبقات ج 8 / 182 وتفسير القرطبي ج 18 / 189 ، وكنز العمال ج 2 / 332 و 336 و 338 تفسير سورة التحريم ، وفي المستدرك للحاكم ج 2 / 493 عن أنس . ( * )

                    تعليق


                    • #40
                      إيذاء عائشة للنبي (ص) في حياته
                      أما أخبار إيذاء عائشة لرسول الله (ص) في حياته فلم تذكر في كتب الشيعة وحدهم، بل ذكرها بعض أعلامكم أيضا منهم: أبو حامد محمد الغزالي في كتابه إحياء العلوم:ج2/ الباب الثالث كتاب آداب النكاح / 135، والمتقي الهندي في كنز العمال ج7/116، وأخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من حديث عائشة قالوا: و جرى بينه (ص) و بين عائشة كلام حتى أدخل النبي (ص) أبا بكر حكما بينهما، و استشهده، فقال لها رسول الله (ص) تكلمين أو أتكلم؟ فقالت: بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا!
                      فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها وقال: يا عدوة نفسها! أو غير الحق يقول؟ فاستجارت برسول الله (ص) وقعدت خلف ظهره، فقال له النبي (ص): لن ندعك لهذا ولم نرد هذا منك.
                      قال أبو حامد الغزالي في نفس الصفحة: وقالت له مرة في كلام غضبت عنده: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟! ـ قال وذلك حين صباها ـ فتبسم رسول الله (ص) واحتمل ذلك حلما وكرما.
                      وأخرجه أبو يعلى في مسنده وأبو الشيخ في كتاب الأمثال، من حديثهما معنعنا.
                      قال الغزالي: وقال (ص) لها: إني لأعرف رضاك من غضبك.
                      قالت: وكيف تعرفه يا رسول الله؟ قال (ص): إذا رضيت قلت: لا وإله محمد، وإذا غضبت قلت: لا وإله إبراهيم.
                      قالت: صدقت... إنما أهجر إسمك!(5).
                      وتحدثها بهذه العبارات والتعابير التالية مع النبي (ص):
                      بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا!
                      أنت الذي تزعم أنك رسول الله!!
                      إنما أهجر إسمك!
                      بالله عليكم! أنصفوا..! أما كان رسول الله يتأذى من هذه التعابير القارصة والكلمات اللاذعة حين يسمعها من زوجته؟!
                      والمفروض أن تتصاغر الزوجة لزوجها وأن تحترمه وتخضع له ولا تتجاسر عليه بكلام يؤذيه، وكذلك المفروض على المؤمنين والمؤمنات أن يكرموا النبي (ص) ويحترموه احتراما كبيرا ويعظموه كثيرا، حتى أنه لا يجوز لأحد أن يرفع صوته فوق صوت النبي (ص) أو يدعوه باسمه من غير تشريف واحترام كما يدعو بعضهم بعضا، لقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(6).
                      وقال سبحانه: (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)(7).
                      فالمفروض على زوجات النبي (ص) ـ عائشة وقريناتها ـ أن يكرمن النبي ويحترمنه ويخضعن له (ص) أكثر من غيرهن، ولكن مع الأسف الشديد نرى في سلوكها تمردا على رسول الله كما وصفها المؤرخون وحتى من أعلامكم مثل أبو حامد الغزالي، والطبري، والمسعودي وابن الأعثم الكوفي وغيرهم، قالوا: إنها تمردت عن أمر الله ورسوله (ص)! فهل هذا التمرد يدل على طيبها أم خبثها؟! وهل حياة المتمردين على الله ورسوله تكون ناصعة أم سوداء مظلمة؟!
                      وإني أستغرب كلام الشيخ عبد السلام وقوله: بأن سبب بغضنا لعائشة، خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه!
                      وكأنه يحسب هذا الأمر هينا! وهو عند الله عظيم عظيم.. لأنها شقت عصا المسلمين، وسببت سفك دماء كثير من المؤمنين والصالحين، فرملت نساء، وأيتمت أطفالا!! وهي بخروجها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وإثارة فتنة البصرة، وأمرها للناس، وتحريضهم لمقاتلة الإمام علي (ع)، فمهدت الطريق وفتحت باب الحرب والقتال لمعاوية وحزبه الظالمين وكذلك للخوارج الملحدين الفاسقين!!
                      فأي ذنب أعظم من هذا يا شيخ! وهي بخروجها من بيتها إلى البصرة خالفت نص كلام الله الحكيم إذ قال سبحانه:
                      (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُْولى)(8).
                      نعم جميع زوجات رسول الله غير عائشة امتثلن أمر الله تعالى وأطعنه وحفظن حرمة رسول الله (ص) بعد وفاته وما خرجن من بيوتهن إلا للضرورة، وقد روى الأعمش كما ورد في صحاحكم ومسانيدكم: قالوا لأم المؤمنين سودة زوجة رسول الله (ص) لم لا تخرجين إلى الحج والعمرة؟ فثوابهما عظيم؟
                      قالت: لقد أديت الحج الواجب وأما بعد ذلك فواجبي أن أجلس في بيتي ، لقوله تعالى:
                      (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...) فامتثالا لأمره عز وجل، لا أخرج من بيتي بل أحب أن أقر في الدار التي خصها لي رسول الله (ص) ولا أخرج إلا لضرورة، حتى يدركني الموت ـ وهكذا كانت حتى التحقت بالنبي الكريم (ص) ـ.
                      فنحن لا نفرق بين زوجات رسول الله (ص)، فكلهن أمهات المؤمنين، فمن هذه الجهة كلهن عندنا على حد سواء.
                      وأما في المنزلة والمقام فشأنهن شأن المؤمنات الأخريات فيكتسبن المقام والجاه عند الله سبحانه بالأعمال الصالحة وبالتقوى، فمن عملت منهن الصالحات واتقت فنحبها، ومن لم تتق وما عملت صالحا فلا نحبها، ومن خالفت وعصت ربها فنبغضها.

                      تعليق


                      • #41
                        وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج6 / 215، ط. إحياء التراث قال: قال كل من صنف في السير والأخبار: أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها، و كانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل، و عثمان قد أبلى سنته! قالوا: أول من سمى عثمان نعثلا عائشة، و النعثل: الكثير شعر اللحية و الجسد، و كانت تقول: اقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا!!
                        قال: ورى المدائني في كتاب " الجمل " قال: لما قتل عثمان، كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بشراف، قال: بعد النعثل وسحقا!!
                        ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج6 صفحة 216 قال: وقد روي من طرق مختلفة أن عائشة لما بلغها قتل عثمان و هي بمكة، قالت: أبعده الله ! ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد!!
                        حينما تقرءون في التاريخ أن أم المؤمنين كانت تتفوه وتتكلم بهذه الجملات على عثمان، لا تحكمون بكفرها وضلالتها!! ولكن إذا سمعتم من شيعي يتكلم بأقل من هذا في عثمان، تكفروه وتأمرون بقتله!!
                        والجدير بالذكر أن أقوال عائشة في شأن عثمان متناقضة، فقد ذكر المؤرخون أنها لما سمعت بأن الناس يايعوا عليا بعد عثمان، غيرت كلامها وأظهرت بغضها وحقدها لعلي بن أبي طالب (ع) فقالت: لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا.. قتلوا ابن عثمان مظلوما!!
                        بالله عليكم فكروا في هذا التناقض البين، والتضارب الفاحش في كلام عائشة! أما يدل هذا التناقض والتضارب على عدم استقلاليتها؟ بل هو دليل ظاهر على تلونها وميولها مع أهوائها وتلبيتها لأغراضها النفسية، وإن النفس لأمارة بالسوء!
                        الشيخ عبدالسلام: نعم ذكر المؤرخون هذه التناقضات في سيرة أم المؤمنين (رض)، وهم ذكروا أيضا أنها ندمت وتابت واستغفرت، والله سبحانه وعد التائبين بقبول التوبة والجنة، ولذا نحن نعتقد أنها في أعلا درجات الجنان عند رسول الله (ص).
                        قلت: إن كلامك تكرار لمقالك السابق، وأنا لا أكرر كلامي، و جوابي لك، ولكن هل من المعقول أن الدماء التي سفكت في الجمل بسببها، والأموال التي نهبت بأمرها، والحرمات التي هتكت بنظرها.. تذهب أدراج الرياح، ولا يحاكمها الله على أعمالها؟!
                        أين إذا قول الله سبحانه: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)(27)؟!
                        صحيح أن الله عز وجل أرحم الراحمين، ولكن في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة.
                        ولا يخفى أن من شروط قبول التوبة، رد حقوق الناس وإرضائهم، فإن الله تعالى ربما يعفو عن حقه، ولكن لا يعفو عن حقوق الناس. وعائشة تابت بالقول واللسان، لا بالفعل والجنان، ولذلك ما كانت مطمئنة من قبول توبتها وغفران الله سبحانه لها وهي أعرف بنفسها، ولذا ذكر أكابر علمائكم مثل الحاكم في المستدرك ، وابن قتيبة في المعارف، والعلامة الزرندي في الأعلام بسيرة النبي (ص)، وكذلك ابن البيع النيسابوري، وغيرهم ذكروا أن عائشة أوصت إلى عبدالله بن الزبير وسائر محارمها فقالت: ادفنوني مع أخواتي بالبقيع فإني قد أحدثت أمورا بعد النبي (ص)!
                        أما قولكم بأنها نسيت بعض أحاديث الرسول الله (ص) في شأن الإمام علي (ع) وفضله ومناقبه، ونسيت تحذير النبي (ص) لها من خروجها على أمير المؤمنين ومحاربتها له (ع)، وبعدما وضعت الحرب أوزارها وانتهت المعركة بانتصار علي (ع) وجيشه وانكسار عائشة وجيشها، تذكرت أحاديث رسول الله (ص) وما سمعته من فمه المبارك في ذلك فتابت واستغفرت!!

                        تعليق


                        • #42
                          أم سلمة تُذكّر عائشة

                          ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج6/217، ط دار إحياء التراث العربي روى عن أبي مخنف ـ لوط بن يحيى الأزدي ـ قال: جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان...
                          فقالت أم سلمة: إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان و تقولين فيه أخبث القول، و ما كان اسمه عندك إلا نعثلا، و إنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله (ص) أ فأذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أ تذكرين يوم أقبل (ص) و نحن معه ، حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال، خلا بعلي يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمي عليهما ، فنهيتك... فعصيتني، فهجمت عليهما، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي: ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام، أ فما تدعني يا ابن أبي طالب و يومي!
                          فأقبل رسول الله (ص) علي و هو غضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك! و الله لا يبغضه أحد من أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلا و هو خارج من الإيمان!
                          فرجعت نادمة ساقطة! قالت عائشة: نعم أذكر ذلك.

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                          يعمل...
                          X