إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

طائر الوعظ ** يوسف الصديق **

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • مشاهد بالفارسية لما سيتم عرضه هذه الليلة











    تعليق


    • ستُحلق ايها الطائر
      في حلقااات ((يوسف الصديق)) من جديد وفي عرض مستمر وغير منقطع وفي إعاده جديده من قناه الكوثر..
      دعواتكم

      تعليق


      • اول الحلقات!! لم اشاهدها من قبل
        عرض جميل ومشاهد فائقة الروعه..
        بدايه لحياة النبي يعقوب والصراع المرير مع عبدة الأصنام
        متابعة شيّقه للجميع.

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة feras
          ستُحلق ايها الطائر
          في حلقااات ((يوسف الصديق)) من جديد وفي عرض مستمر وغير منقطع وفي إعاده جديده من قناه الكوثر..
          دعواتكم
          أجل اخي فراس سنستمتع جميعا من جديد مع قصة يوسف عليه السلام
          وبالنسبة لي ايضا فالعديد من حلقات البداية لم اتمكن من مشاهدتها في حينها وهذه فرصة جديدة للمتابعة

          تعليق


          • دار الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان لكل من عليها ومسرحٌ لبلاءات الإنسان وشقاءه والأنبياء هم أعظم الناس ابتلاءاً وامتحاناً من قبل الله تعالى فنبي الله يعقوب عليه السلام ابتلاه الله في اولاده وفقده ليوسف عليه السلام فحزن وبكى وصبر على فراق ابنه نبي الله ووليه وتعلق قلبه بأخيه بنيامين فكان يرى فيه حبه ليوسف وبعد قرابة الأربعين عاما من الابتلاء هاهو نبي الله يعقوب سيُضحّي بيوسف كما ضحى ابراهيم بإبنه اسماعيل ليحظى بعد ذلك بوصاله وبوصال بنيامين وابناءه جميعا وبرفع الدرجات عند الله تعالى




            أضواء على الأحداث

            - جنود رودامون يجدون الصواع في رحل بنيامين ويُسلَّم الى النبي يوسف بعد وصوله الى المكان فيقول أهذا هو جزاء الإحسان ! واخوة بنيامين يطلبون العفو عنه وأحد اخوته يقول ليس غريبا ان يكون بنيامين قد سرق فقد سرق اخ له من قبل كان قد سرق حزام جدنا اسحاق من عمتنا فيقول يوسف المتألم لِمَا يسمعه : أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفونه من السوء وتنسبونه الى اخيكم ثم يأمر الجنود بأخذ بنيامين
            - الاخوة العشرة يتجادلون فيما بينهم ويخشون العودة الى ابيهم من دون بنيامين ولاوي يعتب على اخوته تصديقهم أن يكون بنيامين سارقا ويستنكر عليهم نسبهم السرقة الى يوسف ثم لا تحدثهم أنفسهم بالتوبة ويقول كلنا نعلم جيدا أن حزام اسحاق النبي كانت عمتنا فائقة قد شدته الى وسط يوسف فما أدرانا إذن أن صواع الملك لم يضعه عزيز مصر او احد آخر في رحل اخينا بنيامين , ويُجمع الاخوة على قصد قصر عزيز مصر لإرجاع بنيامين
            - يصل الاخوة عند القصر وهناك يلتقون بمالك ونينيسابو اللذان كانا يتوقعان وصول الاخوة العشرة فيرجونهما مقابلة عزيز مصر فيُبديان عدم ممانعتهما في تقديم المساعدة ويقولان لهم سنسعى في طلبكم ومن ثم يصطحبونهم داخل القصر وقبل دخول الاخوة على يوسف الصديق يتم اخراج بنيامين الى موضع خفي في الحجرة كي لا يكتشف الاخوة العشرة الأمر المُصطنع لهم
            - حال دخولهم على عزيز مصر يقول لهم طبقَ قانون الكنعانيين وديانتهم فإن السارق لابد ان يصبح عبدا , هذا القول كان قولكم أنتم أليس كذلك فيقولون له إن لدى عزيز مصر عدد كبير من العبيد فهلا تفضلتم علينا وخليتم سبيل بنيامين ؟ فيرد عليهم بالقول إن لم نقتص من المذنب فلا جرم انه سيكرر فعلته فيذكرون له ان لبنيامين ابا شيخا كبيرا لا يقوى على احتمال فراقه ابدا فهلا ادخلتم السرور على قلب هذا العجوز المنهك فيقول وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان , ينبغي على أخيكم أن ينال عقابه يمكنني فقط أن آمرهم فلا يعذبوه ولا يجلدوه فيقولون هلا أخذتم واحدا منا بدلا عنه , أنتم تريدون عبدا فما الفرق بين بنيامين وغيره فيقول يوزارسيف وما حاجتي بالعبيد أعوذ بالله , أنا إنما وجدت متاعي عند بنيامين فهل تطلبون مني أن اعاقب غيره فأنا في هذه الحالة سأكون ظالما , على المذنب أن يُظهر ندامته وتوبته ليكفر عن ذنبه فإن لم يفعل فعسى أن يتطهر بالعقاب والتنبيه أخوكم لم يُظهر ندامته حتى الآن إذن عليه أن يُجازى فيقول يهوذا هذا امر سهل يمكن له أن يتوب فيتلقى الجواب من يوزرسيف بقوله أحقا هو امر سهل فهل التوبة بهذه السهولة , لكنني أعرف قوما قد أذنبوا قديما ولمّا يتوبوا حتى الساعة , فيصمت الاخوة العشرة كأنما على رؤوسهم الطير ينظرون الى بعضهم ثم يخرج يوزارسيف فيحاول البعض منهم التعبير عن رغبته وغضبه بالقوة فيمنعهم لاوي ويشهر رودامون سيفه في وجوههم قائلا إن تجاوزت ايديكم أعناقكم فلن تخرجوا أحياءاً غادروا هذا المكان بسرعة اذهبوا , فيخرجون منصاعين مُرغمين , فيتبسم رودآمون مع نينيسابو بعد خروجهم فقد سارت الامور كما خُطط لها تماما
            - بعد خروجهم من القصر يتحادث الاخوة بشأن العهد والميثاق الذي قطعوه على أنفسهم بأن لا يعودوا إلا وبنيامين معهم فكيف لهم الآن العودة دونه وكيف سيقابلون أباهم النبي يعقوب وماذا سيقولون له ويتذاكرون أمر يوسف وما فعلوه به ويدركون حينها عظم السوء الذي ارتكبوه في حقه ومدى إقراحهم قلب ابيهم بفعلتهم تلك , وعند وصولهم الى باقي الكنعانيين الذين كانوا في انتظارهم يقرر لاوي البقاء في طيبة ويتفق مع اخوته بعد أن حاولوا ثنيه عن قراره على اللقاء به في منزل قوافل النخاسين إن هم رجعوا الى مصر لاحقا
            - بنيامين يُبدي قلقه على أبيه بعد بقاءه في طيبة فيُطمئنه يوسف الصديق ويذكّره بأمر تضحية ابراهيم بمكانة ابنه اسماعيل في قلبه حتى حظي به وأن أباهم النبي يعقوب لم يُضحي بعد بأيٍ من أحبابه وهذا هو السبب الذي من أجله باعد الله بين يوسف وبين أبيه وهو نفس السبب الذي كان يحول الله بينه وبين اخباره لأبيه عن حاله ويُبشره بأن الله سوف يجمع شملهما به قريبا وذلك بعد أن يفقد أباهم كِلا ولديه ويضحي بمكانتهما في قلبه
            - زليخا ومن موضع خلوتها تُثني على أسينات بالقول أنتي في غاية اللطف يا أسينات فترد عليها أسينات : مثال الإنسان الكامل الزاخر بالرأفة والمحبة هو يوسف أتظنين أنني وحدي فالناس كلهم جميعا قد انصاعوا له وعقلوا أزمّة أنفسهم بعقال مشيئته , فتقول زليخا أنا ربيت يوسف منذ طفولته وعاينت عن كثب قلبه الرؤوف وطبعه الكريم , رغم الجفاء الذي كان يقابلني به كان يفيض بالحب على خدمي وكان محبا للعبيد عندها تقول أسينات هل تعرفين أن يوسف يكن لكِ المودة في قلبه فتقول زليخا لم يُفصح لي عن ذلك لكني عاينت ذلك في نظرات يوسف , فتسألها أسينات : كيف تنوين مقابلة مودته ؟ فتجيب زليخا : لست أدري لدريت لو أني مازلت على الحب والشوق القديمين أما الآن وقد زال ذاك الشوق فلا أدري فتقول أسينات يوسف هو نبي الله وحبه وعشقه لا يصدران من هوى نفسه فهو لا يقوم بأي فعل دون اذن خالقه وبارئه فتقول زليخا أتعنين أن اظهاره لمودتي إنما هو امر من الله فتحدثها أسنات قائلة قبل ارتداد بصرك وعودة شبابك كان قد تلقى امراً بالزواج بكِ , لا تنسي أن طاعة أمر نبي الله واجب علينا , فتقول : لكني لا أمراً سمعت ولا مودة رأيت وبت لا أدري ماذا سأفعل إن أفصح لي يوما عن مودته , لا أدري ان كنت سأتمكن من الجمع بين عشق المعبود وعشقٍ آخر في قلبي وقبل أن تغادر أسينات المكان تُجيبها : على كل حال فإن نفحات الرحمة الإلهية لا تهب دوما فاحذري أن تبتعدي عن هذه النفحة زليخا
            - اخوة يوسف مع باقي الكنعانيين الذين معهم يصلون الى أرض كنعان فيتهافت الجميع على لقاءهم حيث يتقابلون وجها لوجه مع أبيهم ووجوههم واجمة حزينة ليعتري الجمع الخوف والقلق فيسألهم النبي يعقوب لماذا لا تتكلمون ؟ أي مصيبة انزلتموها بي هذه المرة أين اخواكما بنيامين ولاوي ؟ فيقولون له ان بنيامين ولاوي بخير وهما حيان سالمان فيقول لهم لماذا إذن لا اراهما معكم فيبدأون بإخباره بما جرى مع بنيامين ويهوذا يقول أنه قد أصبح عبدا لدى عزيز مصر بعد أن سرق فيتألم يعقوب النبي لكلامه وكيف أنهم يقذفون اخاهم بالسرقة ولا يتقبل كلامهم فيقول شمعون إهدئ يا أبتي نحن نقول الحق ما عليك إلا أن تسأل القافلة التي أقبلنا معها لقد وجدوا صواع الملك في رحل بنيامين يا أبتي فتقول زوجة بنيامين هذا كذب فبنيامين ليس سارقا فيُبادر احد الكنعانيين بالقول نحن لولا أن رأينا ذلك بأُم العين ما كنا مصدقين ولكن للأسف هذا صحيح فيرد عليهم يعقوب النبي في ألم : لا .. لا .. معذورون إن جهلتموه أما اخوته فيعرفون أن بنيامين ليس لصاً فتقول ليا زوجة النبي يعقوب أنا ربيت بنيامين بنفسي لا يمكن أن يكون سارقا أبدا فتتبعها اختهم دينا بالقول ماذا فعلتم بلاوي وكيف خلفتموه ورائكم ؟ فيخبروها بأن لاوي قد استحى من العودة الى هنا وأنه لن يرجع الى أرض كنعان من غير بنيامين ولم يجد بُدّاً من البقاء في مصر فيقول لهم ابوهم هذا الكلام صنيعة اذهانكم المريضة لقد سولت لكم أنفسكم أن تقولوا مثل هذا القول أعرف ان كل ما ترمون به اخاكم بنيامين يجافي الحقيقة فيقولون له الله أعلم بحقيقة الأمر يا أبتي ولكن في الظاهر ومما رأيناه إن صواع عزيز مصر قد تم إخراجه من رحل بنيامين فيقول لهم لقد أصررتم على اصطحاب بنيامين معكم لكي تكتالوا الحنطة أعطيتموني عهداً أمام الله هل هكذا يكون الوفاء بالميثاق الى من ألوذ هرباً منكم يا ابنائي فيبكي ألماً وحزناً على أبناءه ويردف بالقول واحسرتاه على يوسف ابني واحسرتاه على ولدي بنيامين ولاوي ويزداد حزنه وبكاءه عليه السلام على أولاده في أجواء حزينة تسود الجميع
            - أبناء النبي يعقوب عليه السلام يهرعون الى بيت أحزان أبيهم على صوت صراخ وبكاء اختهم دينا فيُصدمون حينما يرون أبوهم وقد ابيضت عيناه من شدة الحزن والبكاء على مصابه في أولاده يوسف , بنيامين ولاوي ويحاول الأبناء تهدئته فيرفض رؤيتهم او سماعهم
            - يعاتب الأبناء أنفسهم على خطاياهم في حق يوسف وأبيهم ويعترفون بفداحة الخطأ الذي ارتكبوه وكيف أنهم قد سُلبوا التوفيق فلم يستطيعوا التوبة منذ ما يقرب الأربعين سنة
            - ملاك الوحي ينزل على النبي يعقوب عليه السلام فيبث له حزنه وما يقاسيه في غيبة ابنه يوسف فيقول له من ذا الذي خلق يوسف ورباه صغيرا يا يعقوب فيجيبه إله الخلائق ورب العالمين جميعا , الله تعالى , فيقول الملاك كم ولدا لك غير يوسف ؟ فيقول اثنا عشر إن أعددت ابنتي دينا , فيقول له أفهذا عهدنا بك من الجزع بفراق ولدٍ ولك سواه أحد عشر خلفاً يا يعقوب , فيقول النبي يعقوب لا أحد يهّون علي فراق يوسف فهو لا نظير له , فيجيب ملاك الوحي بالقول وحده الله من لا مثيل له , فيقول ويوسف ابني مرآة تجلي الله تعالى كنت أنظر في وجهه فيترآى لي جمال الله , أنظر في وجهه فيترآى لي تجلي الخالق لقد فرطت في مرآة الله تعالى فأضعتها فيقول الملَك إن الوجود كله مظهر لتجلي الله ويحكي جمال الله سبحانه انظر من حولك يا يعقوب فيقول النبي لكن المخلوقات والكائنات كلها ليست ولي الله , يوسف كان ولي الله لقد اضعت مرآة تجلي الله وفرطت فيمن له الولاية علي فيقول ومن أين علمت أن ليوسف ولايةً عليك فيقول له من حيث أنه رآني في المنام نعم لقد رآني أسجد بين يديه فيقول الملَك إن الله غيور وليس لك إلا قلب واحد ولا يتسع القلب الواحد لحبيبين فيقول وعيناه تذرفان الدمع الويل لي يا إلهي إن كنت قد أسرفت في البكاء على ولدي يوسف فعفو عني وتجاوز عن ذنبي , أتوب إليك فأنا أرى أن ولدي يوسف ولي الله وليس شريكه فيقول الملَك : يعقوب هل تعلم متى أعاد الله تعالى اسماعيل الى جدك ابراهيم فيجيبه عندما فدى الله تعالى عمي اسماعيل بذبح عظيم أنزله من السماء فيقول لا بل عندما رضي ابراهيم بأن يضحي بإبنه اسماعيل في سبيل الله تعالى وعندئذ استحق عودة اسماعيل إليه فيقول يعقوب بلى .. بلى حق ما تقول فأنا لم اجد بعد بإسماعيلي يوسف وبنيامين ولعل الحبيب قد أبطأ في وصالي وحرمني لقياه لهذا السبب , آه واخجلتاه .. لكني اقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنني قد جدت بهما معا وأن الله الواحد الأحد هو المستخلف والساكن بين أضلعي دون سواه فيقول ملك الوحي إن بعد العسر يسرا عسى أن تكون هذه نهاية الشقاء وبداية السعادة وعسى أن تكون نهاية الهجر والفراق وبداية الوصال فيقول النبي وكيف لي أن أعرف ذلك فيقول إستطلع الأمر واستعلم أحوال يوسف وتحرى أخبار مصر فلعلك ترى بارقة أمل
            - النبي يعقوب عليه السلام يسجد لله ومن ثم يدعوه : إلهي بعد اليوم لن أشكو بنيَ وحزني إلا إليك أنت , أنت دون سواك لن ألتمس كشف الكرب إلا من جمالك , يوسف معك أنت , يوسف من دونك يا إلهي لا شيء أعبدك وحدك دون المعبودين ألتمس العون منك أنت , كان يوسف مرآة جمالك أنت وأنا كنت أنظر في المرآة حتى أراك ما أزهد المرء المحب بالمرآة عينها إن كنت قد أحببت يوسف فلأن حبي إياه قبس من شعاع عشقي لك فأنت لا غيرك المراد والمحبوب , حب ولدي يوسف وسيلتي لكي أعي حقيقة العشق فإذا بلغ العاشق مراده استغنى عن الوسيلة وذاب في الحقيقة كلها , يا إلهي يوسف قنطرةٌ للوصول الى ساحة قدسك
            - يخرج النبي يعقوب الى اولاده ويجمع الجميع حوله فيطلب منهم اخباره عما جرى معهم في مصر ويسألهم عن سبب انكشاف امرهم وهو كان قد طلب منهم ان يأخذوا جانب الحيطة والحذر وأن يكتالوا دون جلبة فيقول يهوذا بأن عزيز مصر قد زرع العيون علينا وكانوا يبحثون عنا وفي النهاية تعرفوا علينا فيستغرب سبب إلحاح عزيز مصر على لقاء ابناءه , واخذوا يخبرون اباهم كيف أن عزيز مصر قد رحب بهم وعاملهم بغاية الإحسان واللطف وانه اختص بنيامين بمزيد اللطف والكرم وأجلسه الى جانبه يأكل معه وذلك بعد بقاء بنيامين وحيدا عندما أمرهم عزيز مصر بأن يجلس كل منهم الى أخيه من امه ويذكر يهوذا لأبيه أنهما قد تناجيا طويلا فلم يسمعوا كلامهما وأن البكاء والضحك اجتمعا في حديثهما فيقول في تعجب عزيز مصر كان يبكي ويضحك مع بنيامين فيقول يهوذا لا بل بنيامين وحده كان يبكي وعندما سألناه قال أنه يبكي على فراقك أنت فيقول يعقوب النبي : بنيامين يبكي في محضر عزيز مصر لفراقه اياي بضعة أيام هذا يجافي العقل فيقول دان كانت الامور تسير بشكل جيد الى أن قُبض على بنيامين بعدها يطلب منهم أبوهم أن يحضروا إليه دواةً وبضعة قراطيس ثم يقول أشعر أن ثمة سراً كامناً وراء ما أقدم عليه عزيز مصر إما أنه مطّلعٌ على أمر يوسف أو انه قادر على أن يعينكم في البحث عن أخيكم إذهبوا وتحسسوا من أمر أخيكم يوسف عند عزيز مصر أو عند من تظنون انه عالم بأمره , ثمة ما يجري في مصر يا أحبائي , فيقولون له : ولكن كيف عسانا أن نذهب الى مصر يا أبي ؟ ماذا نقول لعزيز مصر أنسأله أن يصفح عن ذنب أخينا أم نسأله المزيد من الحنطة عندها يُأتى له بالدواة والقرطاس فيقول سوف اسطر رسالةً الى عزيز مصر , عليكم أن تحملوا رسالتي إليه وفي تلك الأثناء تتحسسون من أمر يوسف ما قدرتم على ذلك , لقد فطنت الى أشياء في مطاوي كلامكم قد يعصى عليكم فهمه ويصعب إدراكه , شمعون بني شمعون اكتب : من عبدالله يعقوب الى عزيز مصر يوزارسيف , إنَّ الله سبحانه لطالما ابتلى رسله وانبياءه وذراريهم وامتحننا بألوان المصائب والشدائد , ابتلى جدي ابراهيم بنارٍ سعّرها له النمرود وساق عمّي اسماعيل الى المذبح موحياً الى أبيه أن يقدمه قرباناً ..
            - ينطلق الأخوة الى مصر مُحمّلين بما توفر لديهم من الجلود والصوف لعلهم يبيعونها هناك او يستبدلوا بها الحنطة فلم يعد لديهم ما يكفي من الدنانير لشراء القمح بثمنها وليسلموا رسالة ابيهم الى عزيز مصر ويتحسسوا من امر اخيهم يوسف ويحاولوا ارجاع بنيامين

            تعليق


            • نكمل هنا فالحروف زادت على العدد المحدد

              - اخناتون وزوجته يزوران يوزارسيف ويتعرفان على امر لقاءه بإخوته بعد نيف وثلاثين سنة من فراقه لهم فيفرح لأجله ويبارك له ويسأله عن اخبار ابيه الذي لم يلتقيه بعد ويقترح عليه الاتيان بجميع أهله الى مصر فيخبره يوزارسيف بأنه كان عازما على ذلك لكن اولا بعد طلب الإذن منه فيقول اخناتون انه لامرٌ يشرّفنا فقدوم جناب يعقوب النبي الى مصر سيبارك أرضنا , صاحب مصر الحقيقي هو أنت فهل تطلب الاذن منا ؟ عليك بجلبهم الى مصر في أقرب وقت , ويردف بالقول مازحاً ظننتُ أن عشق زليخا قد زادك عشقاً فوق عشقك لأسينات فأنساك ذلك ذكرنا , فيقول له بل هي منشغلةٌ بالمناجاة مع حبيبٍ آخر لا أراها مقبلةً على غيره فيقول اخناتون إنها مخطئة فيوزارسيف لا ينفصل عن الله , ويأمر بيلاروس بأن يحضر زليخا لينظر ما الذي يدور في بالها , ثم يسأل يوزارسيف عن المكان الذي ينوي اسكان اهل بيته فيه فيقول في منطقة يقال لها كوشين بجوار منفيس فيثني على اختياره ويوافقه الرأي
              - عند حضور زليخا تقول لها نفرتيتي أصبحتِ كالقديسين يا زليخا وكأن العبادة مكتوبة عليك طوال حياتك فقد كنتِ تعبدين آمون وكنتِ آلهة معبده والآن أصبحتِ تدينين بالتوحيد وتعكفين على عبادة الله فيقول اخناتون لقد عزمنا على مقاطعة خلوة زليخا بأهل السماء لتُصبح جليسةً لأهل الأرض متوجها بنظره نحو يوزرسيف فتقول زليخا لا حاجة جناب الحاكم فأنا لم أعدُ بعد كوني سجينة البدن وسجينة الدنيا فإن أمرتني وجدتني لك طائعة فتقول زوجة اخناتون إن كان الأمر كذلك فما بالك تجالسين أهل السماء وتعرضين عن أهل الأرض مُشيرةً بيدها نحو يوزرسيف فتُجيبها زليخا قائلةً الذين تقصدينهم إنما سجدت لهم الملائكة وغفلة زليخا عنهم لا تحطُ من شأنهم فيقول اخناتون نحن لا نريد لهذه الغفلة أن تدوم لماذا لا تقبلين الزواج بيوزارسيف فتتبع نفرتيتي زوجها بالقول إذن نحن نطالبكِ صراحةً أن تصبحي زوجة لعزيز مصر جناب يوزرسيف فتصمت زليخا عندها يقول يوزرسيف أطلب من جناب الحاكم والسيدة نفرتيتي أن يُمهلا زليخا بضعة أيام لعلها تنظر في الأمر فيقول اخناتون لها الحق في النظر ولكن لا يحق لها بالرفض , أنا اريد جوابا بالإيجاب فأنتما عزيزان علينا لا نريد لهذا الوصال أن يؤخره التسويف , يُمكن لزليخا الإنصراف , ثم ينظر مبتسماً الى يوزرسيف
              - بينما كان يوزرسيف في موكبه متوجها الى مخازن الحنطة ومعه بنيامين يشاهدهما لاوي المتخفي فيتعجب لمظهر بنيامين البعيد كل البعد عن مظهر العبيد فقد بدا في أحسن حال وأجل صورة
              - عند مخازن الحنطة يصطف الناس ليكتالوا الحنطة والكثير منهم قد أصبح عبدا للدولة نتيجة التغييرات التي أحدثها يوزارسيف في مصر حيث قضى بأن يهب من لا يملك مالا حريته للحكومة إذا ما أراد الحصول على حاجته من القمح مجانا وجميعهم يثنون على عبوديتهم تلك وأحدهم يقول نحن جميعا نرى الحرية في هذه العبودية ونتفاخر بها بيننا فيقول له يوزرسيف أنا شخصيا أرجو أن تكون عبدا لواحد أحد ولا تكون رقا لأحد , وكغيره ممن فقد ما يكتنزه من اموال أراد أحد الرجال والذي كان ثريا في السابق أن يُكال له القمح مجانا فيقول يوزراسيف للمشرف على توزيع الحنطة كيلوا له الحنطة بعد أن يشري حريته فيقول الرجل ااصبح عبدا حتى أنال حنطةً بالمجان سلبتموني كل شيء بيتي وأولادي وأموالي وعبيدي , زوجتي وأولادي أصبحوا عبيدا ماذا تريدون مني بعد ذلك لقد أصبحت مسكينا فيقول له يوزارسيف هل أجبرك احد على شراء الحنطة ؟ فيقول أجل القحط , الجوع , إن لم أحصل على القمح فسأموت جوعا فيقول له هل عمدت الى مخازن الدولة في القحط فأودعتها حنطتك ؟ فيقول لا ما كنت أظن أن يحل القحط , فيقول له إذن فأنت تدفع الآن ثمن حياتك فيجيبه الرجل بالقول الموت أشرف عندي من الرق فيأتيه الرد من يوزرسيف إن كان الرق سيئاً فما بالك اشتريت عشرات العبيد عندما كنت ميسوراً فيقول هذا عين عذابي أنا الذي كنت أملك عشرات العبيد يوماً تراني اصبح اليوم عبدا ! فيقول له لعلك بهذه الحال ستشعر بما يقاسيه العبيد , على كل حال فنحن لا نجبر أحدا على إخضاع رقبته لنا في تلك الأثناء ينبري احدهم من بين الواقفين في الصف ويقول عالي المقام انا كنت واحداً من عبيده ولقد ظلمني كثيرا , عند ذلك ينظر يوزرسيف الى مالك قائلا مروا جميع أهل طيبة فليجتمعوا غدا في ساحة معبد آمون سوف أشرح لهم غدا سبب استرقاق الكثيرين منهم , ثم يتحدث هامساً للمسؤول عن توزيع الحنطة بأن يكيلوا للرجل الذي فقد ثروته ولا يملك المال أن يكيلوا له بالمجان ويقول لا ينبغي أن نريق ماء وجه أي انسان وكان لهذا الأمر اثر كبير على الرجل حينما علم انه سيحصل على الحنطة بأمر يوزرسيف
              - يوزرسيف يخبر اخناتون بأنه لم يعد في مصر الآن أيُ ملكٍ لأي مالك حتى ان الناسَ انفسهم صاروا مُلكاً للدولة وان كل ثروات معبد آمون أصبحت مُلكاً لدولة مصر وكل اصحاب الأموال واصحاب السلطة فقدوا ثرواتهم ونزلوا عن عروشهم فأصبح الناس كلهم سواسية ولم يعد اي خطر يهدد دين التوحيد والموحدين على السواء ويقول له أصبح الأمر إليكم ما الذي ستفعلونه بكل هذه الثروة وكل هؤلاء العبيد فيقول كل ما عند مصر انما هو من بركات يوزرسيف الحكيم وانما جلوس اخناتون العرش هو بسببك أنت , أنت الوزير الأعظم وعزيز مصر , امر ذلك كله إليك افعل بها ما بدى لك فيقول يوزرسيف حتى وإن وهبتها كلها ؟ فيقول أنت ولي أمر أخناتون بل ولي اولاده ايضا , فيقول أسأل الله ان يسدد خطى جناب اخناتون , حسنا إذن سوف انظر في امر ذلك غدا في معبد آمون بحضور كل أهل طيبة
              - مالك ابن زعر واقف قرب الباب يحدث زليخا في مكان خلوتها ومن وراء ستار خشبي فيقول اليوم هو اليوم الأربعون من خلوة السيدة زليخة بمعبودها الأحد فهل ستستمر خلوتها ومناجاتها , ألم يحن بعد زمان قبول طلب يوسف فتقول القائد والآمر والناهي هو عزيز مصر فإن رأى أن انهي هذه الخلوة فسأفعل فيقول لها لا لا جبر في هذا الأمر فإن لم تكن المودة في البين فلا فائدة من الإكراه فتقول أسأل نفسي أحياناً مالحاجة الى عشق مخلوقٍ طالما اني أعشق معبود السماوات لكني أعود فأفطن الى أنه لولا عشق يوسف لما كنتُ عشقتُ ربَ السماء إنما اهتديتُ الى معبودي عبر يوسف وإنما جربتُ العشق بحبِ يوسف وأدركتُ المعشوقَ الحقيقي بالإيمان , أنا أرى نفسي مدينةً لعشقِ يوسف لكني أعود فأشعر أني مستغنية عن العشق بوجود هذا المعشوق فتقول احدى نديمتيها أتقصدين أنه لم يعد في قلب السيدة زليخا أي متسعٍ لجناب يوزارسيف فتقول امتلأ قلبي وكل وجودي بجمال الله وعظمته بحيث انه لم يبقى متسعٌ لمعشوق غيره حينها يقول مالك لا تشكي أبدا في قداسةِ وطهارةِ العشق الذي هداكِ الى المعشوق الحقيقي إن بين العشق السفلي والعشق العلوي عروةٌ لا إنقطاع لفرعها بشرط الا يتسبب لكم العشق السفلي بالغفلة عن الحق فتجيبه بالقول إنما أخشى أن يعاتبني معبودي على ذلك فيؤاخذني على حب غيره مع حبه فيقول لها قبل خروجه لكم الحرية في فعل ما ترونه , رأيت من واجبي أن أسعى سعيي في هذا الوصال المقدس أرجوا أن تعيدوا النظر , ثم تسألانها نديمتيها تاما وتياميني بما الذي سيكون عليه جوابها لأخناتون ومالك فتقول لهما يوسف نبي الله فهل يمكن للمرء أن يحب الله ثم لا يكون في قلبه حب لنبيه فتستريحان لكلامها وتريان فيه بعض الأمل
              - النبي يوسف عليه السلام يصل الى معبد آمون وسط إستقبال حاشد مرحبين بقدومه فيقف عند بوابة المعبد الداخلية مقابل باحة المعبد المكتظة بالجموع ومن حوله بنيامين , مالك , هورنهوب , رودآمون ونينيسابو فيبدأ كلمته : بسم الله الذي أفاض نعمته على أهل مصر وذب عنهم الجوع والفقر , في احد أيام شبابي كنت أقرأ لعزيز مصر السابق في كتابٍ يتحدث عن ما يحل بمصر فيما يأتي من الأيام , كان مكتوباً في ذلك الكتاب أن مصر مقبلة على يوم تنقلب فيه الموازين فيصبح الفقراء من أهلها أغنياء ويصبح أغنياءها فقراء , يوم يخسر الأغنياء قصورهم وعبيدهم وجواريهم فيصبح العبيد والإماء والمظلومون والمستضعفون أحراراً يملكون أزمّة أنفسهم , في ذلك اليوم لن يكون لآمون إله المصريين أيُ عابد يعبده , فيهتف الحشد بـ يحيا يوزارسيف نبي الله , ثم يُكمل قائلا : كان بوتيفار شديد الشوق أن يكون شاهداً على هذا الأمر يوماً ما لكنه لم يُعمَّر ليشهد ذلك وها أنتم الآن هنا تشهدون على حدوث ذلك فتُعاود الجموع الهتاف بعدها يتحدث هورن هوب : لعل العديد من كبار أهل مصر مازالوا يذكرون اليوم الذي اجتمع فيه الناس في مدينة طيبةَ هذه في ساحة سوق النخاسين حيث أراد كلٌ منهم أن يشتري ذلك الفتى ليكون عبداً له , ذلك الفتى العبد قد أصبح اليوم مالكاً لرقاب جميع أهل مصر , يوماً ما حدثتم أنفسكم بأن تكونوا موالي ليوزرسيف وهاهو اليوم مولاً لكم , في تلك الأثناء ومن بين الحشود كان أحدهم يحدث صاحبه : أجل ففي ذلك اليوم اشترى بوتيفار ذلك الفتى وهاهو الفتى اشترانا جميعاً اليوم فيقول صاحبه في غيض لو كنتُ علمتُ ذلك عندها لسلبتُ ذلك الفتى أنفاسه , يوزرسيف يقول وهو يواصل كلمته للحشود : هذه كلها علامات وجود إرادة قاهرة ووجود جبروتٍ فوق كل جبروت , فيتكلم أحد الواقفين من بين الجموع ويقول بصوت مرتفع يسمعه الجميع : لكن حتى اليوم لا شعرت أن يوزارسيف مولى لي ولا أنا عبد له , ويقول آخر : إنّا لنرى هذه العبوديةَ أعز علينا بألف مرة من الحرية , فيرفع يده وهو يهتف ويهتف معه الجميع , بعدها يواصل يوزارسيف : إنما دعوتكم اليوم لتجتمعوا هنا كي أعتق رقابكم من قيد يوسف وايضا من قيد حكومة مصر فإن قوماً رضوا بأن يكونوا عبيداً لله الواحد لا ينبغي لهم أبدا أن يكونوا عبيداً ولا عباداً لأي سلطة او حكومة , اليوم بالذات سوف تحصلون على وثائق تشهد لكم ولعيالكم بفكاك الرقاب , فيهتف الجميع رافعين أيديهم , ثم يواصل : منذ اليوم الجميع أحرار , فيهتفون مرة اخرى بحرارة أكبر مستبشرين فرحين بما سمعوه من يوزارسيف ثم يقول مستثنياً : إلا .. إلا اولائك المتسلطين الذين كانوا قد سلبوا الآخرين حريتهم إلا أصحاب العبيد وأصحاب الثروات الذين إنما وصلوا الى ما هم عليه اليوم بما شقي به غيرهم فأولائك سوف يبقون على حالهم عبيداً , لن نجعل نير العبودية في رقابهم لكنهم إن ارتكبوا جريرةً ما فسوف يذوقون أشد العقاب وأنا لم أعمد الى أهل مصر فأشتري رقابهم إلا أن اقوم بفك رقاب العبيد والمستضعفين وأستعبد أصحاب العبيد والذين ظلموا , وبينما كانت الهتافات تتعالى في تلك الأثناء كان نينيسابو يحدث مالك فيقول إذن هذا هو السر وراء استعباد أهل مصر صحيح ؟ فيجيبه قائلا : عبيد جناب يوزارسيف لم يكونوا من الناس يوما فيقول لهما رودآمون أراد بطريقته هذه أن يميز الخبيث من الطيب , لاوي هو الآخر كان حاضرا ومتخفيا بين الجمع يستمع الى خطاب يوزارسيف فيتعجب لما سمعه ويصف حديث يوزارسيف بأنه يشبه حديث الأنبياء , ويختتم يوزارسيف حديثه : على المشرفين على مخازن الحنطة أن يبدأوا بكيل الحنطة بالمجان لكل الناس منذ يوم الغد من واجب حكومة مصر اشباع بطون الناس من دون أي تفرقة سواءاً اولائك الذين اعتقوا اليوم او اولائك الذين لم يعتقوا بعد من العبودية , قريبا جدا سوف ينتهي القحط بإذن الله تعالى وليس عليكم إلا الإقتصاد وعدم الإسراف ريثما ينتهي القحط لئلا تنقصكم الحنطة فتعودا الى الجوع , هنا كان معبد آمون سابقا من الآن فصاعدا سوف يُعبد الله الواحد في هذا المكان يجب الآن تطهير هذا المكان من تماثيل آمون وآثار الشرك التي تدنسه , ثم يغادر المكان رافعا يده محييا الجميع وهم يبادلونه التحية
              - في الوقت الذي كان مغادرا فيه مع مرافقيه ركبانا إذا به يسمع صوت امرأة تناديه بإسمه الكنعاني يوسف فيأمر سائق العربة بالتوقف ويلتفت الى الجموع التي جاءه من ناحيتها الصوت متطلعاً لبرهة في استغراب ثم يقول من الشخص الذي يناديني بإسمي الكنعاني فيسمع صوت المرأة تناديه مرة اخرى يوسف يوسف فينزل عن العربة ويتقدم نحو مصدر الصوت فيجد ان تلك المرأة هي زليخة واقفة ومعها نديمتيها فيقول لها مالذي تفعلينه هنا ؟ فتقول أنتظر قدومك , فيتساءل : ولم هنا ؟ ومن أين علمك أنك ستجدينني هنا ؟ فتقول بالأمس بعد أن غادرت سألتُ الله أن يُلقي في قلبي محبة رسوله إن كان في ذلك صلاحاً , لم أقوى على إحتمال وجود عشق الله في قلبي بينما لا اشعر بالود إتجاه رسوله فقصدت هذا المكان , المكان الذي قصدته لسنوات بإنتظار أن أحظى بوصالك , فيقول أعلم , الإنتظار امرٌ شاق فتقول وأصعب منه جراحات ألسنة الناس , كانوا يقولون لي كُفي فإلى متى ستبقين في انتظار يوسف , هذه المرة فكرت في أنك لو لم تأتي فلأنَّ مشيئة الله غيرُ ذلك فيقول لكني أتيت فهل ترين في مجيئي علامةً على تجدد العشق زليخا ؟ فتقول أنا إنما قدمت ليتقبل النبي عبوديتي كما تقبلها من أهل مصر فيقول لكني عمدت اليوم لأهل مصر فأعتقتهم جميعا فتقول لا اتوقُ لإعتاقي إنما جئت لأكون أمة فيقول لها مباركٌ لكِ , اباركُ لكِ هذه العبودية ويوجه كلامه للحضور قائلا اشهدوا جميعا فزليخا تعتبر نفسها أمة فيتبسم الجميع ويسعدون بالوصال المقدس الجديد
              - يصل اخوة يوسف القادمين من ارض كنعان فيلتقون بأخيهم لاوي في المكان المتفق عليه حيث تحط قوافل النخاسين رحالها فيجتمعون بأخيهم وحرارة الشوق تدب في نفوسهم ويطلعونه على رسالة ابيهم وهو بدوره يطمئنهم على اخيهم بنيامين فيتحركون في حينهم نحو القصر من أجل اللقاء بعزيز مصر بينما يبقى في انتظار عودتهم بقية الكنعانيين وكل ذلك كان تحت مرأى عين مالك التي كانت تراقبهم دون أن يشعروا فكان لاوي يُحدّث اخوته عما شاهده ويقول لهم أن بنيامين يحيا حياة الملوك وعزيز مصر يتلطف به ويحرسه كما يحرس المرء عينيه فيتعجب الجميع لحديثه وعند وصولهم بوابة القصر يوقفهم حراسها ويمتنعون عن إعطاءهم الإذن بالدخول في تلك الأثناء يُظهر مالك نفسه لهم كما لو كان يهم بالدخول فيُنادونه : جناب المستشار .. جناب المستشار , لنا طلبٌ منك فيقول لهم : لقد عدتم مجددا ! والآن ماذا تريدون ؟ فيقول يهوذا : نريد أن نقابل عزيز مصر جناب يوزارسيف من فضلك , نحمل له رسالةً من أبينا يعقوب النبي فيقول مالك : لقد ظننت انكم ستخجلون من العودة الى طيبة بعدما علمتم بالسوء الذي صدر من أخيكم , فيصمتون جميعا مطرقين رؤوسهم خجلا ثم يقول لهم : تعالوا معي تعالوا لنرى ماذا سيقول
              - ينحني الأخوة العشرة في محضر عزيز مصر وبعد أن يقول لهم يوزارسيف ارفعوا رؤوسكم يطلب منهم أن يقولوا ماذا يريدون فيتحدث يهوذا قائلا : رغم أننا وجلون من جريرة أخينا إلا أن سخاء عزيز مصر قد دفعنا الى أن نمد يد الحاجة والطلب مجدداً , فيقول لاوي : مازال القحط يحصد في ارض كنعان لا نملك مالا لشراء الحنطة ولم نعد نملك بضاعة لنبادل بها القمح وجئنا ببضاعة مزجاة , وأخوهم دان يقول : وجدنا مقداراً من الجلود والصوف والخيوط ونعلم أنها لا تساوي شيئاً , فيستتبعهم اخوهم زابلون بالقول : يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوفي لنا الكيل وتصدق علينا , فيقول يوزارسف : حسناً سوف آمرهم أن يكيلوا لكم هذه المرة ايضا لكن عليكم في المرة المقبلة أن تسددوا ثمن الحنطة كاملا فيقول شمعون : شكرا لك سيدي نسأل الله أن يمد ظل عزيز مصر فوق رؤوسنا جميعا ويقول لاوي لنا طلب آخر ايضا ونرجو من عزيز مصر ألا يرد طلبنا علينا فيقول لهم : انا أسمع ولكن ارجو الا يكون بشأن بنيامين , فيقول لاوي في تردد وخجل : بل هو كذلك نرجو من عالي المقام عزيز مصر أن يسمح له بالعودة الى كنعان فإن أبانا لم يعد يطيق صبرا على فراقه , في تلك الأثناء يدخل عليهم بنيامين في أبهى صورة فيومئ برأسه تحيةً لعزيز مصر ومن ثم لاخوته الذين ردوا له التحية وهم مدهوشين لمظهره الذي لا يشبه العبيد في أي شيء , بعدها يسلمون يوزرسيف رسالة ابيهم النبي يعقوب فيبدأ بقراءتها بكل شوق وإهتمام : من عبد الله يعقوب الى عزيز مصر يوزارسيف , إن الله سبحانه وتعالى لطالما ابتلى رسله وأنبياءه وذراريهم وامتحننا بألوان المصائب والشدائد ابتلى جدي ابراهيم بنار سعرها له النمرود وساق عمي اسماعيل الى المذبح موحياً الى أبيه أن يقدمه قرباناً , أما أنا فقد ابتلاني بفراق ولدٍ هو قرة عيني وفلذة كبدي ذات يوم صحبوه الى الصحراء ثم رجعوا ومعهم قميصه الملطخ بالدم وكان لي ولد آخر هو اخو يوسف لأبيه وكنت أشم فيه رائحة يوسف وكان عوض اخيه بلسماً لجرح قلبي المفطور أخذه اخوته معهم الى حيث أنت وعادوا من دونه وقد علمت من الناس أنك استرقيته بجرم السرقة فلا يخالجنك الشك أن ذراري الأنبياء أبعد خلق الله عن السرقة واللصوصية , جل ما أقوله في كتابي هذا أن فراق ولدي يوسف وبنيامين قد أنهك قواي وذهب بنور بصري , أسألك أن تفك قيد ولدي بنيامين وتسرحه الى أبيه الشيخ العاجز فتخلصه بذلك من فجيعة الفراق حينها سأذكرك بكل خير في دعائي وصلواتي أما اذا أبيت علي ذلك ولم تترحم على ذلك الشيخ فلأصرخن من أعماق قلبٍ كوته نيران الفراق بحيث تُحيل ألسنتها ملكك وسبعة أجيالٍ من ذراريك الى رماد فلا يكون لك قبلٌ بدفعها ومواجهتها , عبد الله يعقوب , وما ان ينتهي من قراءة الرسالة إلا ويبكي متأثرا بكلام أبيه النبي يعقوب متوجهاً بالحديث للاخوة العشرة المتعجبين لبكاءه : الويل لكم ماذا فعلتم بيوسف أتعرفون اي عذابٍ قاساه ابوكم نبي الله بسبب ما اقترفته ايديكم فينظر بعضهم الى بعض في حرج ويقول شمعون : أظن أن ثمة من شوش عزيز مصر اتجاهنا , ويهوذا يقول : نحن لم نرتكب اي ذنب فيما يخص أخانا وأبانا عندها يحادث يوزارسيف زليخا الجالسة على مقربة منه ويقول لها : هل جلبتم الوثيقة ؟ فتعطيها اياه ثم يقول لهم في حزم : أنتم لم تقترفوا أي ذنبٍ إذن ؟ فيقول شمعون : ولكن نحن لم نقل إلا الحق سيدي ثق بنا , فيقول لهم : حسناً ثم يقوم من مقامه متجها نحوهم وفي يده الوثيقة فيقرأها : نحن عشرةُ اخوةٍ من اهل كنعان نبيع عبدنا يوسف الى مالك ابن زعر بثمانية عشر درهماً بشرط أن يأخذه الى مصر او بلاد نائية بحيث لا يتمكن من العودة ابدا الى أرض كنعان , لاوي وشمعون مهرا هذه الرسالة , يبدو هذا خط شمعون , شمعون أيكم هو شمعون ؟ فيقول شمعون : أنا , فيعطيها اياه ينظرون فيها جميعا في خجل شديد وحرج

              تعليق



              • اخراج صواع الملك من رحل بنيامين











                تعليق



                • نزول ملاك الوحي على يعقوب النبي عليه السلام











                  تعليق



                  • يعقوب النبي عليه السلام يبعث برسالة الى عزيز مصر











                    تعليق



                    • يوزارسيف يحرر العبيد ويهبهم حريتهم











                      تعليق



                      • زليخا ورباط الزواج المقدس من يوزارسيف











                        تعليق











                        • تعليق











                          • تعليق


                            • السلام عليكم ورحمة الله
                              بارك الله بيكم أخوتي كفيتم و وفيتم
                              ياله من مسلسل ممتع وأكثر من رائع
                              بمجرد أن يبكي القائم بدور(النبي يعقوب عليه السلام) لا أستطيع تمالك نفسي
                              فمعهم عشنا الأحداث بتفاصيلها ومشارعنا شاركت الأحداث وكأنها حاضرة ذلك الزمان
                              صلى الله على محمد النبي وآل بيته والأنبياء والمرسلين أجمعين.

                              تعليق


                              • بمجرد أن يبكي القائم بدور(النبي يعقوب عليه السلام) لا أستطيع تمالك نفسي


                                ومن منّا من لم يذرف الدمع اخت راويه
                                في مواقف كثيره تدعك لااراديا تبكي..
                                وخصوصاً يوم اللقاء!!! ياله من لقاء

                                الا تتفقين معي ان رقه القلب وصفاء الروح لها علاقه وطيده بذرف الدمع

                                دمتي بود

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X