إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

طائر الوعظ ** يوسف الصديق **

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لم تكن اليد العليا المهيمنة والمدبرة لنظام هذا العالم لتترك أنبياء الله وأولياءه دون عون او مدد فهي وفي نفس اللحظة التي خطى فيها يوسف الصديق اولى خطواته مبتعداً مع اخوته عن ابيه كانت تلك القوة القاهرة المسيطرة ممسكة بأزمّة وتلابيب الوقائع والأحداث تقودها وتسوق لحظات الزمن والأيام التي باعدت بين يوسف وأبيه لحكمة بالغة فتجعلها تعيده الى أحضان أبيه النبي يعقوب عزيزاً متوجاً على اخوته وعلى أهل عصره فيتحقق بذلك وعد الله تعالى له في رؤياه التي رآها من قبل ولتكون حكومته في مصر استعراضاً لجمال الحكومة الإلهية لجميع العصور التالية له الى قيام دولة الموعود المهدي المنتظر الدولة الإلهية العظمى على الأرض كل الأرض




    أضواء على الأحداث

    - عند الصباح وبعد إستكمال الإستعداد للرحيل الى مصر يخرج النبي يعقوب من منزله ومعه جميع أهله وأولاده فيستقبلهم الكنعانيين الذين كانوا في انتظارهم يريدون توديعهم فيُبادر كبيرهم الى تقبيل يد النبي يعقوب وهو يبكي حزيناً فيمسك النبي يعقوب بكتفه ويقبّل رأسه والكنعاني يقول في ألم : يشق كثيراً على أهل كنعان أن يغادرهم نبيهم , لولا أنك تذهب للقاء ابنك الغائب يوسف فلا شك أننا كنا سنحول دون مغادرتك لنا , فيقول له يعقوب النبي : ونحن يعز علينا أن نغادر كنعان ونفارق أهلنا وأصحابنا , لكن هذه مشيئة ولي الله ولا مفر من إنفاذها , القوم القاطنون في ديار الفراعنة غرباء عن عقيدة التوحيد ولعل يوسف يود أن يبلّغ رسالة جده إبراهيم ليحمل .. ليحمل أهل مصر على عبادة الله الأحد. الكنعاني يقول : أرجو ألا ينسانا نبي الله أبداً وألا يُبطئ في الدعاء لنا , فيقول النبي يعقوب : فليحفظكم الله ... وفي أجواء وداعية من أهالي كنعان تغادر قافلة النبي يعقوب متوجهة نحو مصر على بركة الله
    - في الطريق وبينما كان ظلام الليل يحيط بأرجاء المكان والقافلة متوقفة طلباً للراحة والكل نائمون يستيقظ بنيامين على صوت بكاء أبيه نبي الله وهو يناجي ربه متضرعاً إليه رافعاً يديه نحو السماء فيوقظ بنيامين أخاه جاد النائم الى جواره بعدها يصحو جميع الاخوة ويتوجهون صوب يعقوب النبي الذي كان يدعو وعيناه تذرفان الدمع قائلا : اللهم .. اللهم قد أذنب أبنائي , لقد غرّهم الشيطان , أنا تجاوزت عن حقي عليهم أسألك أن تتجاوز عنهم , أنت ترى يا إلهي كيف أنهم يجهدون للتعويض عما سلف من معاصيهم فاقبل توبتهم إليك وتضرعهم لساحتك , أولاده في تلك الأثناء كانوا قريبين منه وخلفه مباشرة يستمعون دعاء أبيهم فيبكون متأثرين نادمين على خطاياهم والنسوة ينتبهن ويحضرن معهم بينما يواصل نبي الله دعاءه : انهم المنكسرة قلوبهم ولو أن العهد طال بهم حتى عادوا إليك , انهم نادمون ومحزونون ولو أنهم أبطأوا في التوبة يا رب , انهم يطمعون في أن ينالهم شيءٌ من بحر عفوك وكرمك , اللهم تجاوز عنهم. بنيامين يُقبّل كتف ابيه ولاوي الجالس الى الجانب الآخر من ابيه يقبّل اباه ايضاً وهو يبكي فيضع يعقوب النبي يده على يدي بنيامين ويقول قاصداً بحديثه بقية أولاده : وهل يقدر الوالد على ألا يغفر لأولاده ما اقترفوه من ذنوب , لطالما كانت نيتي أن أصفح عنكم واستغفر لكم لكنني خشيت أن يرد الله شفاعتي بعظيم جرمكم ولفداحة معصيتكم , انتظرت حتى وقت السحر فإنه من مظان إجابة الدعاء , كنتُ أعلم أن الله تعالى لن يردني خائباً إذا ما دعوته في ساعة السحر
    - تواصل القافلة سيرها الى مصر وعند وصولها بوابة الشام ينادي عليهم أحد حراسها المتمركزين على مرتفع من الأرض ويأمرهم بالتوقف ويسألهم قائلاً : من أنتم ؟ من أين قدومكم ؟ وما مقصدكم ؟ فيجيبه لاوي من على فرسه وهو يشير بيده نحو أبيه الراكب فوق راحلته : هذا أبي يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم ونحن من أبناءه وأحفاده من أهل كنعان ومقصدنا هو منفيس للقاء عزيز مصر , فيسألهم الحارس : ولماذا تودون لقاء عزيز مصر ؟ ماذا تريدون منه ؟ فيقول له عشير : نحن من أقارب عزيز مصر وقد جئنا لمقابلته ويقول يهودا : هذا الرجل هو ابو يوسف. فيُسرع الحارس خطاه ليستدعي جنوداً آخرين معه من مبنى البوابة خلفه فيقول عشير في خشية : والآن ماذا ؟ يهودا مجيباً اياه : لا أدري لطالما كنا نعبر من هنا بسهولة فيقول لهما لاوي : اهدؤوا سنعلم ما يجري. ينزل جنديان من على المرتفع ويقول أحدهما : قلتم انكم من أقارب يوزارسيف العظيم , أنا رسول يوزارسيف الحكيم إليكم , يقول ذلك وهو رافعٌ يده احتراما , فيقول يعقوب النبي في شوق ولهفة : أنا يعقوب أبو يوسف وهؤلاء اخوة يوسف وابناء اخوته وسائر اقاربه وأرحامه , فيخبرهم الجندي : لقد امرني جناب يوزارسيف أن أخبره بقدومكم في أسرع وقت بمجرد قدومكم , على أمل اللقاء , ثم ينطلق من فوره راكباً عربة تجرها الخيول ونبي الله يعقوب يقول له : بأمان الله بلّغ ولدي يوسف عني ... قبل أن يُكمل كان الجندي قد ابتعد مسرعاً لإبلاغ يوزارسيف خبر وصولهم. فيسأل يقوب النبي أولاده : كم بقي من الطريق حتى نبلغ مدينة يوسف ؟ فيقول لاوي : تبعد طِيبة ستة أيام لكن سوف نلاقيه في مدينة منفيس فيقول يعقوب : سيقدر لي ان أحتضن ولدي في ستة أيام ؟ فيقول يهودا : لا يا ابي يطويها الرسول في ستة ايام ويقول عشير مستدركا : أما نحن فيلزمنا وقت أطول , عندها يقول يهودا للقافلة : هيا فلننطلق
    - في القصر وبينما كان يوزارسيف مجتمعا مع اخناتون يحدثه عن إقتراب نهاية القحط يأتي الخبر عن وصول رسول من بوابة الشام طالباً الاذن بالدخول في تلك اللحظة يقف يوزارسيف اثر سماعه الخبر وحال دخول الرسول ومعه قائد حرّاس القصر يقدم التحية لأخناتون ثم يقول : عزيز مصر يوزارسيف العظيم احيطكم علماً انه منذ ستة ايام دخل ابوكم واخوتكم أرض مصر ويصطحبون معهم الأقارب فيبتهج الجميع لِمَا قاله ويوزارسيف يقول له والفرحة بادية عليه : كان هذا نبئاً ساراً جداً لي , .. كم يوما سيستغرقهم الأمر حتى يصلوا ؟ فيقول : لا شك أنهم لن يتمكنوا من السير الحثيث فهم مشاة وليسوا ركباناً سيصلون في ثلاثة أيام , فيتوجه يوزارسيف ببصره نحو اخناتون متبسماً مسروراً بهذا الخبر حيث يشاركه الجميع الفرحة والبسمة ثم يتجه ناحية الجندي ويقول له : شكراً لك كان خبراً ساراً لقد أفرحتني , لك أن تذهب. اخناتون يقوم من على كرسي عرشه متوجهاً الى يوزارسيف وهو يقول : علينا أن نبارك الى جناب يوزارسيف إذ إنه سيلتقي بأبيه وأهله بعد نيفٍ وثلاثين سنة , أنا مسرورٌ جداً , يقول ذلك وهو ممسكٌ بيدي يوزارسيف , فيشكر يوزارسيف الحاكم على تهنئته كما ويشكر الله تعالى على لطفه , ومالك يتقدم للتهنئة قائلا : نحن أيضاً نبارك لنبي الله ونفرح كثيراً لفرحه , نفرتيتي تقف وتسير نحو زوجها الواقف مقابل يوزارسيف وهي تقول : نرجو أن ينتهي القحط في ارض مصر قريباً بالقدوم المبارك لنبي الله يعقوب , في تلك اللحظة يوزارسيف يستأذن بالإنصراف قائلاً : إن أذنتم لي فعلي أن أذهب لإستقبال أبي واخوتي فيشير له اخناتون بيده في ابتسامة أن " لكم ذلك " ويغادر معه مالك , نيميسابو ورودآمون وحتى بيناروس هو الآخر يتبعهم. من ثم يأمر اخناتون قائد جيشه هورنهوب قائلاً : قد لا يقوم يوزارسيف بإستقبال ابيه واخوته كما ينبغي اعراضا منه عن الزينة والتجمل , مرهم فليزينوا كل المدينة ويدعوا الناس لإستقبال الضيوف فيقول : أمرك عالي المقام
    - هورن هوب يأمر رجاله بتزيين المدينة وإعداد الجيش بأكمله لإستقبال يعقوب النبي وابناء قبيلته , وأهالي المدينة من ابناء مصر هم الآخرون يستعدون للمشاركة في الإستقبال
    - على مشارف مدينة طيبة والقافلة تسير مقتربة من الوصول الى المدينة يشاهدون طلائع المستقبلين لهم على مسافة منهم يتقدمون نحوهم مجموعات اثر اخرى من فرق الجيش وأهالي مصر يتقدمهم رودآمون فيسأل يعقوب النبي أولاده وهو في شوق عظيم مترقباً لحظة اللقاء بولده يوسف : هذا ليس يوسف ؟ فيقول يهودا : لا أبي , هذا رودامون الضابط الحارس ليوسف. يلتقي الطرفان فتقف القافلة بينما ينزل رودآمون من على عربته فيقدم التحية ويُسلّم على يعقوب النبي ويطلب منه قائلا : عزيز مصر والناس قادمون لإستقبالكم , نطلب من حضرة يعقوب نبي الله أن يقف على مرتفعٍ ويُعاين الناس المستقبلين .. على ذلك المرتفع ريثما يتم وصول يوسف مع مرافقيه , ثم يسوق رودامون راحلة يعقوب النبي الى المرتفع ويذهب معهما لاوي وبنيامين حيث يمكن للنبي يعقوب من ذلك المكان مشاهدة الأفواج القادمة لإستقبالهم من داخل المدينة. بدأت الرياح تهب والغيوم بالتشكل ورودامون يستغرب الأمر ويقول : سماء مصر لم تعهد الغمام منذ سنوات ! ويقول بنيامين : ليس للريح من قرار , أظنها قد اطلعت على قلبكم الواله , فيقول يعقوب النبي : الرياح , حتى الرياح يا أبنائي تُشاركني في هذه اللحظات فرحتي وسروري بلقاء ولدي .. يا الله. تواصل الجموع تقدمها نحوهم مشاة وركبان ونبي الله يعقوب ينظر إليهم مترقباً ويسأل في لهفة واشتياق : أليس راكب تلك العربة هو ولدي يوسف فيجيبه لاوي : لا يا أبي , ليس يوسف أياً من اولئك الناس , سيأتي يا أبي , سيأتي. في تلك الأثناء بقية أبناء يعقوب النبي وعموم القافلة يتخذون لهم موضعاً مناسباً هم أيضاً يراقبون منه وصول الحشود التي تصطف أمامهم بإنتظام مستقبلين مرأى يعقوب النبي حيث يتقدمون بالتحية له. تواصل جموع الجيش والناس تقدمها وموكب يوسف الصديق يصل بوابة المدينة خارجاً منها ليأخذ معهم طريقه نحو أبيه وأهله راكباً فرسه كله شوق وحنين للقاء والده يعقوب النبي. في الطرف الآخر وفي تلك اللحظة كان يعقوب النبي والجميع ينتظرون وصول يوسف الصديق وليا زوجة النبي يعقوب تقول لدينا في قلق وهي تنظر إليه : لا أعلم .. لا أدري كيف عساه يستطيع أن يحتمل لقاء يوسف ؟ انظري ألا ترين يديه ترتجفان ؟ فتقول دينا : أراكِ أسوء حالاً منه يا امي , كوني مطمئنة فإن شاء الله لن يقع أيُ مكروة , تحمّلي يا امي فحسب. يعقوب النبي يتحسس بيده تجاه قلبه ويقول : اهدئ أيها القلب , عليك أن تتحلى بالصبر , أوليس اليوم سيكون اللقاء بالذي يسكن له فؤادي ويُسر به قلبي , لماذا تخفقُ بقوة ؟ ثم يتوجه بالسؤال الى لاوي قائلاً : أين أخوك ؟ لماذا لم يأتي بعد ؟ فيجيب لاوي اباه : سيأتي يا أبي سيأتي. وحيث كانت جميع الأنظار متجهة نحو تلك الناحية التي تأتي منها جموع المستقبلين من مدينة طيبة وسيأتي منها يوسف يظهر للعيان شيئاً فشيئاً موكب النبي يوسف وهو يتقدمه وفي طليعته فيقول يهودا لأخيه شمعون : أترى بأي عظمةٍ وجلالٍ وبهاءٍ يأتي ؟ فيقول شمعون : منذ طفولته وهو يسعى ليعلونا شأناً وقد أدرك ذلك. يواصل الموكب تقدمه الى أن يصل على مقربة فيقف الجميع ويوسف يتبسم فَرِحاً وهو ينظر الى أبيه المتواجد فوق المرتفع ونبي الله يعقوب ينظر إلى ولده يوسف ويقول : هذا يوسف قرة عيني , يوسف ضياء بصري فينزل يعقوب النبي من على ظهر راحلته دون مساعدة من أحد يريد الوصول سريعاً الى ولده يوسف وحال نزوله على الأرض لا يكاد يقوى على الوقوف فيسرع نحوه لاوي وبنيامين وينزل يوسف من على فرسه مسرعاً الى أبيه فيحاولان كليهما قطع المسافة بينهما يجدّان الخطى ويعقوب النبي ينادي وهو يبكي : يوسف .. يوسف بُني , وولداه لاوي وبنيامين يساعدانه على الوقوف والسير ويوسف يجري بإتجاه أبيه , يعقوب النبي يحاول السير بصعوبة وهو يبكي وينادي : يوسف ولدي .. يوسف حبيبي فلا تسعفه قواه عند المنحدر فيُسرع بقية أولاده واهله نحوه وفي تلك اللحظة يصل ولده يوسف إليه فيُمسك بأبيه ويتحلق الجميع حولهما فينظر يعقوب الى ولده يوسف ويضع يده عليه يتلمس وجهه وهو يذرف الدمع ويقول : يوسف ابني .. يوسف , ويوسف يقبّل اباه مراراً ويضمه إليه , في تلك الأثناء وبينما كان اخوة يوسف واقاربه متواجدين حول يوسف وأبيه يبكون معهما كانت زليخا واقفة الى جانب اسنات تحدثها : اوتخبرين حال يوسف ويعقوب , والله ان ملائكة السماء تذرف دموع الشوق على هذا اللقاء , انظري دموع يوسف المحرقة وثغره الباسم فتقول اسنات : تُرى لماذا أصبح هذا حال يوسف ؟. ويأخذ بقية الناس وجموع الجيش بالتدفق من كل ناحية حولهم يشاركونهم فرحتهم بهذا اللقاء البهيج والغيوم المطيرة تُرسل أشعة برقها مُعلمةً بأن السماء على وشك إنزال خيراتها وأمطارها عليهم بعد سنواتٍ من الجدب
    - في قصر اخناتون يدخل يوسف مصطحباً اباه واخوته وباقي أهله حيث الجموع الغفيرة المهنئة على جانبي البهو واخناتون يستقبلهم ويسلم على يعقوب النبي آخذا بيده ليُجلسه على متكأ قد اعد له وآخر لزوجته ليا بجانبه عن يمين عرش أخناتون. يرفع اخناتون يده ليهدأ الحضور وينتبهوا إليه ثم يقول : أنا بصفتي حاكم مصر ارحب بقدوم يعقوب النبي الى أرضنا هذه وأرى في قدومه هذا سبباً للخير وجذباً للنعمة على أرضنا وأهلنا , وزوجته نفرتيتي تقول : نحن نرى في قدومه الى أرض مصر فأل خير ونرجو أن ينتهي قحط مصر في أسرع وقت ممكن بيُمن قدومه المبارك. يهودا هامساً لأخيه شمعون وهو يبتسم : اوكنتَ تظنُ أبداً أن تتحقق يوماً رؤيا يوسف ؟ شمعون يرد على أخيه مبتسماً أيضاً : أبداً , وأسوء ما في الأمر أننا مجبرون دائماً على اجلاله ومدحه والثناء عليه. يوسف الصديق يأتيه الوحي فيستأذن من أبيه : إن أذنتم لي فأسألكم الرخصة قليلاً على أن أعود إليكم في أسرع وقت فيقول له ابوه يعقوب : اذهب بني لكن عد سريعاً. اخناتون يشير بيده الى اسنات الواقفة بالقرب من يعقوب النبي والى جانبها ولديها ويقول : هذه السيدة اسنات وهي ابنة كبير الموحدين في مصر زوجة يوزارسيف او بالأحرى يوسف النبي , ثم يقول : هذه منسّا بنت يوسف النبي وهذا افراهيم ابنه ايضاً , مُحضراً اياهما الى يعقوب وزوجته يضمانهما فرحين بهما ويعقوب النبي يقول : أرأيتي يا ليا صار لنا من يوسف أولاد , زهرتان جميلتان ونظرتان. عندها تقول زوجة أخناتون وهي تشير الى زليخا : إنَّ لكم زوجةَ ابنٍ اخرى زليخا الجميلة والوالهة , هي ايضا انتظرت لقاء يوسف لسنوات , فيقول لها يعقوب النبي : اذن انتِ ايضا كنتِ عاشقةً مثل يعقوب , فتقول زوجة اخناتون : عشق زليخا ليوسف كان حديث الناس في مصر لسنوات , فيقول النبي يعقوب : إذن أنتِ ايضا عانيت الأمرين , ألم الفراق صعب أليس كذلك ؟ فتُجيبه زليخا بالقول : حلاوة الوصال واللقاء تمحو من البال مرارة الفراق , تقول ذلك وهي تمسك بيد ليا التي تقول لها : اسعدكِ الله في آخرتك بالخير يا ابنتي. عند تلك اللحظة يدخل يوسف النبي عليهم يشع اشراقاً وضياءاً متخذاً زينته بملابس فاخرة أنيقة واضعاً على رأسه تاجاً فينظرون إليه جميعاً منبهرين وابوه يعقوب النبي وخالته ليا يتجهان نحوه فيمسك بيد ولده وهو يقول : أنت يوسف ولدي , هل ترين يا ليا ؟ ما أجمله وما أبهاه فتقول ليا : أجل فيوسف ابننا اضحى مشرقاً مثل الشمس ومنيراً مثل القمر , وإجلالا لوالده أراد يوسف تقبيل يد ابيه فيقول له مانعاً اياه : لا يا عزيز أبيك , ليس لك أن تُقبّل يدي فأنتَ لكَ الولاية على أبيك , حقٌ عليَّ أنا أن اقبّل يدك يا ولي الله , يتجه يعقوب النبي صوب اولاده وعيناه تفيضان بالدمع باكياً قائلا لهم : هذا يوسف ولدي لقد رجع اخوكم يوسف , يوسف الذي غاب عنّا سنواتٍ طوال , ذاك الذي احترق فؤادي في فراقه أعواماً وأعوام , لقد عاد إليَّ يوسف الذي ضاع مني , لقد عاد إليَّ يوسف , يا أحبائي تعالوا لنحمد الله تعالى ولنسجد له سبحانه شكراً على جمع شملنا بيوسف بِقُرّةِ أعيننا , فيسجد ابوه النبي يعقوب وخالته ومعهما اخوته الأحد عشر وهو واقف في قبالتهم ينظر إليهم وصوته مع ابيه يوم قص رؤياه عليه يتردد على مسمعه : كنتُ مستغرقاً في مشاهدة النجوم والشمس والقمر فأيقظتني ... إن الشمس التي كُتب عليها أن تسجد لك هاهي راكعةٌ أمامك الآن وكذلك سيسجد بين يديك ذات يوم القمر ومعه أحد عشر كوكباً , ذات يوم سيكون لك شأنٌ عظيم وستنالُ مقاماً رفيعاً عند الله ومُلكاً عظيماً عند الناس. يرى يوسف ذلك وعيناه تدمعان ثم يتوجه الى ابيه واضعاً يده على كتفه قائلا : انهض ابي انهض فيقومون جميعهم من سجودهم وزليخا مع اسنات تساعدان خالته ليا على الوقوف فيقول يعقوب النبي ليوسف : هل ترى يوسف ؟ هل ترى كيف سجدت لك الشمس ومعها القمر وأحد عشر كوكباً فيقول يوسف : أجل أبي أرى , هذا تأويل رؤياي من قبل أجل أرى . يوجه يعقوب النبي حديثه للحضور : إن الله تعالى يستودع صفة جماله وجلاله في أنفس أنبياءه ويستعرضها في وجوههم , مشيراً بيده نحو يوسف الصديق ويواصل : حريٌ بي أن أقول إنَّ أولاياء الله بما لهم من مقامٍ رفيعٍ عنده صاروا مرآةً لكثيرٍ من صفات الحق جلَّ وعلا وكان نصيبُ يوسف من هذه الصفات أكثر ممن عداه من الأنبياء , لستُ اغالي اذا قلتُ ان يوسف تجلٍّ لجمال الله وجلاله في الأرض فيقول يوسف نبي الله : هذه كلها عناية الله التي تفضل بها علي ولا املك لنفسي شيئاً لقد أحسن إلي ربي سبحانه إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين اخوتي إنّ ربي لطيفٌ لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ربي قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنتَ وليي في هذه الدنيا وأنت وليي في الآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين , ويرفع النبي يعقوب يديه بالدعاء : اللهم إني أشكرك إذ ختمت ليعقوب في فراق ولده كما يُحب فكحّلت ناظريه وأزلت عنهما الرمد بطلعة يوسف .. بطلعته البهية , اللهم كحّل مُقل جميع المنتظرين بالطلعة الغرّاء للمنتظر. يرفع يوسف نبي الله ناظريه فيرى العبد الصالح يقول له : لقد جعلك الله سبباً ليستعرض حكومة عباده الصالحين في صقعٍ من أصقاع الأرض فيظهر جمال الحكومة الإلهية لمن يأتي من بعدنا فيقول يوسف : لكن كثيراً من أهل الدنيا ما زالوا يتخبطون في الضلالة والتيه والفقر عندها يقول العبد الصالح : عندما يأتي الصالح الموعود سيعمد الى أهل هذه الدنيا فيُخلّصهم من الضلال والفقر كأهل مصر ويُنجيهم من كيد الظالمين فيسأله يوسف : الموعود ؟ فيقول : أجل , هو الذي يبعثُ السكينة والطمأنينة في قلوب الناس إذا ما اعترضتهم الخطوب فيقول يوسف : ومن يكون ؟ ومتى سيأتي ؟ فيُجيبه قائلا : بعد أن يأتي النبي الخاتم عندها يأتي المخلّص الموعود , ستكون حكومة واحدة يكون حاكمها المخلّصَ الموعود وسينشر القسط والعدل في الأرض طولاً وعرضا فيقول يوسف : لا شك أنكم سترون النبي الخاتم والمخلص فهلا اوصلتم إليه سلامي. يتبسم النبي يوسف وهو يُجلس أباه ويعقوب النبي يتبسم معه وهو يقول : ولدي يوسف , واخناتون واخوة يوسف والجميع ينظرون إليهما مبتهجين. يهودا يحادث أخيه شمعون هامساً له : هل تظن أنَّ مستقبل بني اسرائيل سوف يكون من نصيب يهودا ام من نصيب يوسف ؟ فيُجيبه شمعون : هذا واضح .. يوسف , فيقول يهودا : لا شمعون .. لا , سيرى من يأتي بعدنا أن بني اسرائيل يُدعون يهودا ولا يُدعون يوسفيين. في الخارج وفي تلك الأثناء كان العبد الصالح يغادر مبتهجاً والأمطار قد بدأت بالهطول.





    تعليق



    • الإنطلاق نحو مصر ودعاء النبي يعقوب عليه السلام وتوبة أولاده










      تعليق



      • وصول القافلة الى تخوم مصر والإستعداد الكبير لإستقبالهم











        تعليق



        • الإستقبال الكبير الحاشد











          تعليق



          • لقاء النبي يعقوب بولده يوسف عليهما السلام











            تعليق



            • تحقق تأويل رؤيا النبي يوسف في سجود الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا بين يديه عليه السلام











              تعليق












              • تعليق


                • كم هي ردود جميله ايها الطائر.. على من يظن انها ملابسات وغير مقبوله لبعض المواقف او اللقطات التي وردت من خلال المسلسل الرائع.

                  كما اشكر الأخت دموع الغربه على ابداء رأيها والتوضيح .. فلقد اضفى زوال الشائبات عن الأذهان إتمام الروعه..

                  وقرب موعد اللقاء..

                  لنتابع!!

                  دمتما بخير

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة شذرات
                    صور بعض الممثلين الذين قاموا بأداء الأدوار في مسلسل ( يوسف الصديق)

                    الممثل الذي قام بدور آمنحوتب الرابع ( اخناتون)





                    الممثل ( حسين جعفري) الذي قام بدور يوسف الصغير



                    وهذا هو ( بيناروس) ساقي آمنحوتب




                    بصراحة عندي صور بعض الممثلين لكن النت جداً بطيء وكل صورة تأخذ ربع ساعة للتحميل .. المرة المقبلة سأضع بقية الصور إن شاء الله

                    طيب كما وعدتكم من قبل .. اعرض لكم بقية الصور ،،

                    عاد أبغي تشجيع وتصفيق ،،، لا تفشلوني


                    هذا نيني سابو




                    وهذا جعفر دهقان الذي قام بدور ( بوتيفار)




                    وهذا محمود باك نيت الذي قام بدور ( النبي يعقوب -ع-)




                    هذا واحد من كهنة المعبد




                    وهذه الممثلة اسمها الحقيقي ليلى .. قامت بدور ( نفرتيتي)




                    وهذا طبعاً ............. ( الخماهو)



                    هذا صعب عليكم تعرفونه ... ....هذا آمنحوتب الثالث .. والدأخناتون



                    وهذا مالك ابن زعر



                    تعليق


                    • المشاركة الأصلية بواسطة feras
                      كم هي ردود جميله ايها الطائر.. على من يظن انها ملابسات وغير مقبوله لبعض المواقف او اللقطات التي وردت من خلال المسلسل الرائع.

                      كما اشكر الأخت دموع الغربه على ابداء رأيها والتوضيح .. فلقد اضفى زوال الشائبات عن الأذهان إتمام الروعه..

                      وقرب موعد اللقاء..

                      لنتابع!!

                      دمتما بخير

                      والشكر موصول لك اخي فراس لطرحكم وإدراجكم ما قد يُستشكل من نقاط على المتابع

                      البارحة تم إعادة عرض الحلقة الأخيرة مرة تانية فكرت راح يعرضونه من جديد
                      يمكن يكون بمناسبة مولد الإمام الحجة المنتظر عجّل الله فرجه


                      التعديل الأخير تم بواسطة طائر المساء; الساعة 06-08-2009, 03:38 PM.

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة شذرات
                        طيب كما وعدتكم من قبل .. اعرض لكم بقية الصور ،،

                        عاد أبغي تشجيع وتصفيق ،،، لا تفشلوني




                        هذا واحد من كهنة المعبد ( كيموني )

                        مشكورة وايد اختي شذرات على الصور الرائعة
                        وهاهم أبطال المسلسل على طبيعتهم ما شاء الله عليهم منورين
                        شيء جميل ان نراهم خارج المسلسل ونعرف عنهم أكثر
                        وهاي تصفيق إلكم ولا يهمكم



                        تعليق




                        • ان شاء الله سوف نضع في وقت لاحق بعض المقاطع والمشاهد المهمة من المسلسل والتي لم نأتي عليها كي نستوفي المسلسل كاملا


                          تعليق


                          • يعطيكم العافيه ع المجهود الرائع


                            أجدد متابعتي لكم

                            تعليق


                            • المشاركة الأصلية بواسطة زهرة الرمان
                              يعطيكم العافيه ع المجهود الرائع


                              أجدد متابعتي لكم
                              عافاكم الله اختي زهرة الرمان وبارك بكم
                              ويسعدنا كثيرا متابعتكم معنا

                              تعليق


                              • الحلقة الاولى - البداية








                                راحيل متعبة وهي على مقربة من وضع مولودها






                                ولادة يوسف الصديق عليه السلام






                                هطول الأمطار وإحتراق معبد عشتار بقدوم مولود النبي يعقوب "يوسف الصديق"
                                .. وكان لذلك الأثر الكبير في إيمان أهالي فدان بإله يعقوب عليه السلام وتحولهم عن عبادة الأصنام





                                بعد خمس سنوات
                                النبي اسحاق عليه السلام يتوفى فيتوجب على النبي يعقوب عليه السلام الرحيل الى أرض كنعان
                                في طريقهم الى كنعان وبالقرب منها تتوفى راحيل بعد ولادتها بنيامين










                                التعديل الأخير تم بواسطة طائر المساء; الساعة 12-08-2009, 06:04 PM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X