قال الشيخ عبدالرحمن السحيـم حفظه الله تعالى:
كنت عقبت منذ أكثر من سنة - تقريبا - حول بعض الصور، فقد انتشرت بعض الصور ، ويزعم ناشروها أنها لبيت النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا صحة لما يُزعم أنه صور بيت النبي صلى الله عليه وسلم . لا صحـة لما ذُكر لأسباب منها :
أولاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟ فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور . متفق عليه
وفي رواية للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا . ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟ فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟
ثانياً : وجود المحراب في المصلى، والمحراب لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً : أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته صلى الله عليه وسلم ؟ فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟ وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟ وما أشبه ذلك .
رابعاً : أنه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبدا ولاشتهر بين الناس، كما يفعلون عند مكتبة مكة ( شرق الحرم ) يزعمون أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها، فهم يأتونها ويتبركون بها !!
بل كانوا يتبرّكون بمكان في المدينة النبوية يُسمّونه ( مبرك الناقة ) وكانوا يأتونه ويتبركون به ، وربما أخذوا من تربة ذلك المكان بقصد الاستشفاء !! وهؤلاء لا يفقهون !
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن الناقة : دعوها فإنها مأمورة . حتى بركت في مكان المسجد .
خامساً : عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الآثار ، بل عدم التفاتهم إليها .فقد بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها ، فأمر بها فقُطعت . رواه ابن أبي شيبة في المصنف .
وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون بآثار قدم أو منزل أو مبرك ناقة ونحو ذلك .
ومثل ذلك يُقال..عما يُزعم أنه شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم أو موطئ قدمه أو وجود سيفه أو ما يُزعم أنه الصخرة التي صعد عليها النبي يوم أحد لما أُصيب .
حتى زعم بعضهم أن حجرا بقرب جبل أُحد هو مكان ( طاقية ) الرسول صلى الله عليه وسلم !! وأين إثبات هذا بالأسانيد الصحيحة ؟؟؟
وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك .
فقال : هاتها .فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه :
أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا علن أن يكون لبسها ! ولو كذّبناه لقال للناس :
أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلىأشكالها !ّ والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق ! فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟ والله أعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة الحواري; الساعة 14-08-2009, 07:20 AM.
ألقى الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - " علامة الجزيرة في التاريخ" محاضرة في جامعة "أم القرى" بمكة الأربعاء 13 جمادى الآخرة سنة 1402هـ ، بعنوان:
الآثار الإسلامية في مكة المشرفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآثار – أيها الإخوة - في هذه البلدة المشرفة نوعان:
1 - مشاعر العبادة المقدسة، في مكة ومِنَى ومزدلفة وعرفات، ومواقيت الحج المكانية، وقد تكفل الله بصيانتها وحفظها، لارتباطها بما تعبّد عباده بالقيام به من أنواع العبادة.
2 - ونوع آخر من الآثار، له ارتباط بحياة من عاش على تراب هذه البلدة الطاهر، كالمساجد والموالد والقبور والأمكنة، وهذا ما سأحاول حصر الحديث حوله، متوخياً الإيجاز ، مشيراً إلى أمرٍ هام وثيق الصلة به، بل هو أساس يقوم عليه هذا الحديث عن هذا النوع من الآثار: هو أن سلفنا الصالح في القرون الثلاثة المفضلة الأولى ما كانوا يهتمون بالمحافظة على آثارهم، ولا يعتنون بتحديد مواقعها أو أزمانها، بل كانوا في كثير من الأحيان عندما يخشون المبالغة في تعظيمها يسعون لإزالتها، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين رأى الناس ينتابون بالزيارة شجرة الرضوان، التي بايع المسلمون المصطفى عليه الصلاة والسلام تحتها، وأنزل الله في تلك البيعة قوله عز وجل: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} فأمر الفاروق رضي الله عنه بقطعها.
وقد أوفى المحققون من العلماء هذا الأمر إيضاحاً وتحقيقاً، وتحسن الإشارة أيضاً إلى أن لتساهل العلماء في رواية ما يتعلق بفضائل المواضع أثراً كبيراً في حدوث كثير من الآثار، كما أن التنافس بين أهل المدن في بعض الأحيان زاد تلك الفضائل كثرة وشهرة، بوسائل مختلفة.
ولا أريد التوسع في الحديث عن هذا، وحسب القارئ أن يستعرض جوانب منه في تشابه كثير من الآثار في المدينتين الكريمتين، ككثرة المساجد المنسوبة إلى بعض المتقدمين، ونسبة كثير من القبور لبعض المشاهير في مقبرتي المعلاة والبقيع، بل حتى في الآبار، كبئر زمزم ـ مثلاً ـ.
الموالد في مكة المكرمة :
لعل أشهر هذه المواضع وأقدمها المكان الذي يرى كثير من متقدمي العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد فيه، الواقع في شعب بني هاشم بقرب سوق الليل، وهو مكان لا يزال معروفاً، مع كثرة ما طرأ عليه من التغيير، غير أن نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم محل شك لدى كثير من العلماء.
ولعل القائلين بصحة تلك النسبة اعتمدوا على القرائن في ذلك، فالرسول عليه الصلاة والسلام من أهل مكة –لا شك في ذلك- وبنو هاشم عشيرته الأقربون كان ربعهم معروفاً في الشِّعب الذي عُرف بهم، ثم بأبي طالب أحدهم، والدار التي يقع فيها المولد كانت في ذاك الشعب، وكانت للرسول صلى الله عليه وسلم، فلما هاجر استولى عليها ابن عمه عقيل بن أبي طالب كما في الحديث الشريف: "وهل ترك لنا عقيل من دار"؟ من هنا قال بعض العلماء ومنهم ابن القيم في كتاب: "زاد المعاد": (لا خلاف في أنه صلى الله عليه وسلم وُلد بجوف مكة).
غير أن ممن تقدم ابن القيم من العلماء من ذكر الخلاف في ذلك، فقد نقل مؤرخ مكة تقي الدين الحسني الفاسي في "شفاء الغرام" وفي مقدمة "العقد الثمين" أن مُغُلطاي العالم الحنفي المصري (689/762) وهو من حفَّاظ الحديث ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد بعُسفان.
ولمغلطاي مؤلف في السيرة في مكتبة الحرم المكي هو كتاب "الإشارة إلى سيرة المصطفى، وتاريخ من بعده من الخلفاء"(1) ورد فيه: (وُلد صلى الله عليه وسلم بمكة، في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، ويقال: بالشِّعب، ويقال بالرَّدم، ويقال: بعُسفان).
وعلى القول بأنه عليه الصلاة والسلام ، وُلد في مكة، فهناك اختلاف بين العلماء في تحديد الموضع الذي وُلد فيه، فقد ذكر محمد بن محمد بن سيد الناس (734-671هـ) في كتاب "عيون الأثر في سيرة سيد البشر" ما نصه: (وولد في الدار التي تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، وقيل: إنه ولد في شعب بني هاشم) كذا أورد الخبر بصيغة: (قيل) . وقال الإمام السهيلي (581-508) في كتاب "الروض الأنف": (وولد بالشِّعب، وقيل: بالدار التي عند الصفا، وكانت بعد لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، ثم بنتها زبيدة مسجدًا، حين حجَّت).
وأورد تقي الدين الفاسي هذا القول واستغربه فقال: (مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بسوق الليل وهو مشهور، وذكر السهيلي في خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ما يُستغرب) ثم أورده وأضاف: (وأغرب منه ما قيل من أنه صلى الله عليه وسلم، ولد في الردم، ردم بني جمح).
ويقصد الردم الذي ردم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة: (17) لصيانة المسجد الشريف من دخول السيل، موقعه في أعلى المُدَّعا الموضع الذي ذكر بعض العلماء أن المحرم يقف فيه للدعاء، إذ منه كانت تشاهد الكعبة المطهرة.
وهذا الاختلاف في الموضع الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على القول بأن الجزم بأنه الموضع المعروف عند عامة الناس باسم المولد لا يقوم على أساس تاريخي صحيح، وهذا أمر أوضحه الشيخ عبد الله العياشي (1090-1037هـ) في رحلته فقال ما نصه: (وقد عُلم من كتب السير ما وقع من الاختلاف في مولده صلى الله عليه وسلم هل هو بمكة أو بالأبواء، وعلى أنه بمكة فقيل بالشِّعب وقيل المحصَّب إلى غير ذلك من الأقوال .
ولا أدري من أين أخذ الناس تعيين هذا المحل بالخصوص، اللهم إلا أن يثبت أن تلك دار والده أو جده صلى الله عليه وسلم فيترجح القول بأنه في مكة في قضية عادية، وهي أن ولادة الإنسان في الغالب في منـزل والده، وإن أُريد بالشِّعب شِعب أبي طالب الذي انحاز إليه مع بني هاشم وبني المطلب في قضية الصحيفة، فلا يبعد ذلك؛ لأن هذه الدار قريبة من الشعب من أسفله.
والعجب أنهم عيّنوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وسلم !! ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف، لما تقدم من الخلاف في كونه في مكة أو غيرها، وعلى القول بأنه فيها ففي أي شعابها ؟! وعلى القول بتعيين هذا الشعب ففي أي الدور؟! وعلى القول بتعيين الدار يبعد كل البعد تعيين الموضع من الدار، بعد مرور الأزمان والأعصار، وانقطاع الآثار.
والولادة وقعت في زمن الجاهلية، وليس هناك من يعتني بحفظ الأمكنة، سيما مع عدم تعلق غرض لهم بذلك، وبعد مجيء الإسلام فقد عُلم من حال الصحابة وتابعيهم ضَعفُ اعتنائهم بالتقييد، بالأماكن التي لم يتعلق بها عمل شرعي، لصرفهم اعتناءهم رضي الله عنهم لما هو أهم : من حفظ الشريعة، والذب عنها بالسنان واللسان، وكان ذلك هو السبب في خفاء كثير من الآثار الواقعة في الإسلام، من مساجده عليه السلام، ومواضع غزواته، ومدافن كثير من أصحابه، مع وقوع ذلك في المشاهد الجليلة، فما بالك بما وقع في الجاهلية؟! لا سيما مالا يكاد يحضره أحد إلا من وقع له، كمولد علي ، ومولد عمر، ومولد فاطمة –رضي الله عنهم جميعهم- فهذه أماكن مشهورة عند أهل مكة، فيقولون: هذا مولد فلان، هذا مولد فلان، وفي ذلك من البعد أبعد من تعيين مولده صلى الله عليه وسلم، لوقوع كثير من الآيات ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ، فقد يتنّبه بعض الناس لذلك بسبب ما ظهر من الآيات، وإن كانوا أهل جاهلية، وأما مولد غيره ممن ولد في ذلك العصر فتكاد العادة أن تقطع بعدم معرفته، إلا أن يرد خير عن صاحب الواقعة بتنبهه أو أحد من أهل بيته ) . انتهى كلام العياشي ، وهو شامل لجميع الموالد المنسوبة لمن عاش في عهد المصطفى –عليه الصلاة والسلام- فلا داعي للحديث عنها.
المساجد:
وفي مكة مساجد، كانت تُقصد للزيارة، منها: مسجد بأعلى مكة عند الردم - المدَّعا - يدعى مسجد الراية، يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، وركز رايته حين فتح مكة بقربه.
ومسجد عند المُدَّعا ـ أيضاً ـ على يمين الهابط إلى مكة ويسار الصاعد منها، ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه صلى فيه المغرب.
ومسجد المختبا في سوق الليل بقرب ما يُزعم بأنه المولد ، يقال بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختبئ فيه من الكفار.
ومسجد بأسفل مكة بقرب بركة الماجن، ينسب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ،ومسجد الجن، ويسمى مسجد البيعة، ومسجد الحرس، ومسجد الإجابة في شعب بقرب ثنية أذاخر.
وهناك مساجد أخرى، وكلها وردت منسوبة له صلى الله عليه وسلم أو لأحد من أصحابه في أخبار لا تثبت أمام النقد، من حيث صحة نسبتها إلى من نسبت إليه.
وكذا المساجد المذكورة في منى، باستثناء مسجد الخيف، وهذا لا ينافي قدم تاريخ إنشاء تلك المساجد، واعتبارها من الأماكن القديمة ، فيدرس تاريخها على هذا الأساس، ويهتم بها بصفتها أماكن للعبادة.
أماكن أثرية:
ومن أشهر المواضع الأثرية جبلا حِراء وثور ـ من جبال أم القرى ـ ففي غار الأول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد، وفيه نزل عليه الوحي.
وفي غار الثاني اختبأ هو وأبو بكر حين هاجرا من مكة، وفيه نزل قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
ومن أشهر المواضع الأثرية قرب مكة وادي حُنين (يدعان) أعلى وادي الشرائع ، الذي حدثت فيه الوقعة المذكورة في القرآن الكريم: {ويوم حنين إذ أجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} الآية. وتحسن الإشارة إلى التفريق بين موضعي حُنينٍ وأوطاس، حيث وقع من بعض المؤرخين ما يُفهم منه اعتبارهما موضعاً واحداً، مع تغايرهما ، فأوطاس يقع شرق سلسلة جبال الحجاز، أقرب المواضع المأهولة منه عُشيرة، يقع غرب وادي العقيق، على مقربة من البركة شمالها بميل نحو الغرب .
القبور:
لا شك أن مقبرة المعلاة في مكة المشرفة حوت من رفات الأجسام الطاهرة من المؤمنين ما لم تحوه مقبرة من حيث الفضل، باستثناء مقبرة البقيع.
وقد ألف الفيروز آبادي صاحب "القاموس المحيط" رسالة دعاها: "إثارة الحَجون، لزيارة الحَجون" ذكر الصحابة المدفونين في تلك المقبرة، ونظم هذه الرسالة علي بن أبي بكر الصايغ، أحد علماء مكة في صفر سنة: (1287) بأرجوزة سماها: "اللؤلؤ المكنون، في ذكر أسماء أهل الحجون" وذكر أن عدد الصحابة المدفونين في مقبرة الحجون ثمانية وثلاثون رجلاً وسبع نسوة، سرد جميع أسمائهم نقلاً عن رسالة الفيروز آبادي، التي تضمنت تراجم أولئك.
ولكن مما تجب ملاحظته:
1- الاختلاف في موقع الحجون الوارد في كتب المتقدمين، فقد ذكر الفاسي أن الحجون جبل على يسار الداخل إلى مكة، ويمين الخارج منها إلى منى على ما ذكر الأزرقي والفاكهي، وهما أقدم مؤرخي مكة ممن وصلت إلينا مؤلفاتهم (2).
وإذن فهو مخالف لما عليه الناس من أن الحجون الثنية التي يهبط منها إلى مقبرة المعلاة.
وأضاف الفاسي: ولعل الحجون على مقتضى كلام الأزرقي والفاكهي والخزاعي هو الجبل الذي يقال: فيه قبر ابن عمر رضي الله عنهما أو الجبل المقابل له، الذي بينهما الشعب المعروف بشعب العفاريت انتهى.
ويرى مؤرخ مكة في عصرنا الأستاذ الشيخ أحمد السباعي أن ثنية الحجون تقع في الجبل المتصل بشعب عامر، وأن إطلاق اسم الحجون على ما هو معروف عند الناس الآن حدث بعد الإسلام (3).
2- ليس كل من مات في مكة قبر في مقبرة الحجون كما يُفهم من رسالة صاحب "القاموس" إذ لمكة عند ظهور الإسلام مقابر غير مقبرة الحجون التي هي مقبرة المعلاة ؛ منها: المقبرة العليا بين المعابدة وثنية الحرمانية –ثنية أذاخر- وكان يدفن فيها في الجاهلية وصدر الإسلام.
ومنها: مقبرة المهاجرين، بالحصحاص، بين فخّ والزاهر (الشهداء).
ومنها: مقبرة الشبيكة، وكانت تعرف بمقبرة الأحلاف، بينما تعرف مقبرة المعلاة بمقبرة المطيبين.
لهذا لا يمكن الجزم بأن من توفي في مكة مقبور بمقبرة المعلاة (الحجون)
3- نص المتقدمون من مؤرخي مكة على عدم معرفة قبر أحدٍ من الصحابة إلا قبر ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سرف.
قال الفاسي: ولا أعلم في مكة، ولا فيما قرب منها قبر أحد ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم سوى قبر ميمونة، لأن الخلف يأثره عن السلف، وقال ابن ظهيرة في "الجامع اللطيف": عن مقبرة المعلاة: لما حوته من سادات الصحابة والتابعين، وكبار العلماء والصالحين، وإن لم يعرف قبر أحد من الصحابة تحقيقاً الآن. انتهى
وفي عصرنا ، بل قبله بنحو ستة قرون- عُرف قبر أم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها ،معرفة قائمة على أساس من الجهل، إن صحَّ أن للجهل أساساً، فشُيِّدت قبة عظيمة تحمل ذلك الاسم الطاهر، ثم أقيم بجوار تلك القبة في أول القرن الحادي عشر قُبَّتان تحمل إحداهما اسم (عبد المطلب) وتعرف الأخرى باسم قبة (أبي طالب) !!
وارتباط هذه الأسماء الثلاثة بحياة المصطفى عليه الصلاة والسلام أضفى عليها هالة من الإجلال، حتى اعتقد كثير من الجهال صحة وجود قبر خديجة وقبر عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي طالب عمه، وهو اعتقاد خاطئ كما أشرت إلى ذلك في كلمة لي بعنوان: (خرافة قبة اليهودية) (4) قلت فيها: من الأمور التي لا حقيقة لها ما يصبح بمرور الزمان ذا تاريخ تتناقله الأجيال، حتى يُعد بطول الزمن وبتناقل ذكره بين الناس من الأمور الثابتة التي لا يسوغ إنكارها.
فقبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، كان مجهولاً لدى مؤرخي مكة حتى القرن الثامن الهجري ، أي طيلة سبعة قرون بل تزيد، ثم أصبح معروفاً محدد المكان، في القرون الخمسة الماضية حتى يومنا هذا، بعد أن رأى أحد العارفين في المنام (5) كأن نوراً ينبعث من شُعبة النور، في مقبرة المعلاة، ولما علم أمير مكة في ذلك العهد بخبر تلك الرؤيا أمر ببناء قبة فوق المكان الذي رأى ذلك العارف أن النور ينبعث منه، جازماً ذلك الأمير أن ذلك المكان ما هو سوى قبر خديجة رضي الله عنها (6) !!!
ويورد المرجاني في كتاب "بهجة النفوس والأسرار" الخبر باختصار ويعقب عليه: (ولا كان ينبغي تعيينه على الأمر المجهول).
ويدور الزمان فيصبح المكان وما حوله مقبرة للعظماء من أهل مكة ! ؛ فيقبر فيه في القرن الحادي عشر في سنة: (1010هـ) عبد المطلب بن حسن بن أبي نُمي، ثم في سنة: (1012هـ) يموت أحد أمراء مكة ممن عرف بالظلم والجبروت، وهو أبو طالب بن حسن بن أبي نمي، وتُبنى فوقه قبة تعرف بقبة أبي طالب، بجوار قبة خديجة الخرافية وقبة عبد المطلب، ويدور الزمان فيُجهل أمر صاحبي القبة، فتنشأ خرافة قبة عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي مات في زمن الفترة، وقبة أبي طالب بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام، الذي مات مشركاً بنص القرآن الكريم.
ويُدون التاريخ تلك الخرافات الثلاث باعتبارها حقائق تاريخية، وتتناقلها الأجيال إلى يومنا هذا، بل تزداد رسوخاً وقوة حين تصدى عالم جليل من علماء العصر(7) بكتابة سفر نفيس دعاه "في منـزل الوحي" إذ تطغى عاطفة التدين على ذلك العالم حين يشاهد مقبرة مكة (المعلاة) فتنتابه الذكريات عمن ضمَّت من أجساد عظماء الأمة خلال الثلاثة عشر قرناً وما فوقها من السنين، وتنطلي عليه خرافة قبر عبد المطلب جد النبي عليه الصلاة والسلام، وقبر أبي طالب عمه، وقبر أم المؤمنين خديجة زوجه، فيتقبل القول على عِلاَّته، ويريح نفسه من عناء البحث والتحقيق، فيجري يراعه السيال بكتابة الصفحات التي يعدد فيها أمجاد السادة الذين ضم تراب تلك المقبرة رفاتهم !!
ويخص بالذكر منهم أولئك الثلاثة، وينحي باللائمة على من أزال تلك القباب الخرافية !!
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إن الباحثين ممن جاؤوا بعد ذلك العالم اتخذوا كتابه مصدراً يُعتمد عليه في آثار مكة وأخبارها، بحيث أن إحدى المجلات(8) الدينية تقوم بنشر كُتيب عن الحج في كل عام منذ بضع سنوات، وتعدد فيه آثار قبور المعلاة الثلاثة القبور الخرافية !
وقل أن كتب عن هذه البلدة الكريمة أحدٌ من غير العارفين من أهلها فلم ينظر إلى هذه الآثار ونحوها نظرة الواثق بصحة ما يقال عنها، لِمُلامستها للعواطف.
أما مثقفو هذه البلاد، وأولوا الرأي فيها ؛ فهم يدركون أنها لا سند لها من التاريخ ، وأن ما يروى عنها غير صحيح (9).
حمد الجاسر
ــــــــــــــــــ
الهوامش:
1 - رقمها (87) سيرة في (67) ورقة. مخطوطة سنة: (810) مصححة ومقابلة على الأصل المقرؤ على المؤلف تنتهي بخبر قتل المستعصم سنة: (656) من قبل التتار.
ولمغلطاي كتاب آخر مطول في السيرة هو "الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم" منه مخطوطة في مكتبة (ليدن) في (هولندا) رقمها في فهرس المخطوطات الشرقية (370).
2 - انظر مجلة "العرب" س 16 ص 237.
3 - محاضرة ألقاها سنة: (1388هـ) في نادي الوحدة الرياضي بمكة بعنوان: "عبدالله بن الزبير صاحب فكرة في تاريخ مكة" (العرب) س 2 ص 865.
4 - " العرب" س 10 ص 278.
5 - انظر كتاب "البحر العميق في العمرة والحج إلى بيت الله العتيق" لمحمد بن أحمد بن الضياء القرشي المكي الحنفي (الجزء: 1 الورقة:20) مخطوطة مكتبة الحرم المكي. رقم (40) فقه حنفي فقد أشار إلى هذا الخبر، وأورده مفصلاً أحد مؤرخي مكة المتأخرين.
6 - ذكر كثير من المؤرخين المتأخرين أن خديجة رضي الله عنها قبرت بمقبرة المعلاة، وذكر التجيبي في رحلته أنه شاهد (سنة: 696هـ) في طرف مقبرة المعلاة شعباً ذكر أن فيه قبر خديجة وقال: (وليس لها بالشعب المذكور قبر ظاهر، ولكنهم يقولون إنها به والله أعلم) انتهى. ولهذا فإن المحققين من المؤرخين نصوا على أنه لا يعرف في مكة من قبور الصحابة سوى قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، في سرف خارج مكة بقرب التنعيم، وقبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في ثنية أذاخر مما يلي باب المعلى (رحلة التجبي صفحة: 339) والله أعلم.
ارجع لمن أرسلك وذكّرهم انهم كلما حاولوا الرد على صندوق العمل كلما زاد في فضحكم أمام جميع امة محمد .
نبدأ ببسم الله وإعادة وضع المقالة الموجودة في مرفقات المشاركة رقم 20
أولاً : انت ناسخ لاصق لاترى أبعد من سواد المسكارة التي كحلتَ بها عينك. فلو رجعتَ الى عنوان (ملكية الدار) لوجدتَ كثير من المصادر التأريخية في ذلك ، واخبار التأريخ والاثار والسيرة لاتخضع لضوابط السند كما في احكام الحلال والحرام ، فنرمي ماأتيتنا به من جملة ( وإلا لقال من شاء ما شاء) في وجهك الكريم لانك لاتعرف الفرق بين شروط الحديث وشروط التأريخ والسيرة ومثلك كمثل اصحاب معاوية لعنة الله عليه وعليهم الذين لايميزون بين الناقة والجمل.
ثانياً: مااستشكلته من حديث قد علّق عليه الازرقي فاغلق فمك واغلق اجتهادك مقابل النص.
ثالثاً: الاثبات يسبق النفي ، فهل لديكم دليل نفي ؟ فالمعلومة مقدّمة على عدمها حتى لو هناك ضعف في السند وهذه قاعدة قد بّينها ابن حجر :
- فتح الباري - ابن حجر ج 1 ص 26 :
ثم راجعت المنقول عن الشعبي من تاريخ الإمام أحمد ولفظه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي أنزلت عليه النبوة وهو بن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشئ ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة وأخرجه بن أبي خيثمة من وجه آخر مختصرا عن داود بلفظ بعث لأربعين ووكل به اسرافيل ثلاث سنين ثم وكل به جبريل فعلى هذا فيحسن بهذا المرسل أن ثبت الجمع بين القولين في قدر إقامته بمكة بعد البعثة فقد قيل ثلاث عشرة وقيل عشر
وأنكر الواقدي هذه الرواية المرسلة وقال لم يقرن به من الملائكة الا جبريل انتهى ولا يخفى ما فيهفإن المثبت مقدم على النافي إلا أن صحب النافي دليل نفيه فيقدم والله أعلم.
رابعاً : لاوحدة للموضوع فيما أتيتنا به من صور ومامدرج في هذا الموضوع ، فهذا الموضوع يناقش فعل الوهابية الانجاس بتحويل بيت الرسول الى مَبوَلة ، قد خجل عالم الآثار نفسه الدكتور سامي عنقاوي من النطق بها ، وصورك تناقش المشاريع المستقبلية لكسب الاموال من مكة ، فلاوحدة للموضوع ، بل لو شئتُ لقلت ان طمس آثار الرسول هي خطة أولية للشروع بتغيير معالم مكة لجعلها منتجع سياحي يدر اموالاً للمستثمرين السياحيين السعوديين.
خامساً : من باب عدم وحدة الموضوع ايضاً هو نفيك لمعرفة قبر خديجة الكبرى سلام الله عليها ام فاطمة الزهراء بضعة الرسول. فالمقال هو عن البيت السكني للرسول مع خديجة وذريتهما وليس عن موضع قبر ام المؤمنين خديجة ، فمايثبته هذا غير ماتنفيه تلك.
سادساً : إن ماأتيتَ به من صور هو مايحذّر الخبير بالاثار والعمارة الاسلامية الدكتور سامي عنقاوي منه فيالشدة غباءك انك تستشهد بما يدينك ، فآل سعود يريدوا يحوّلوا مكة الى نيويورك و لندن و مانهاتن (الدقيقة 3) على حساب المعالم التأريخية والدينية التي تمثلها مكة حتى انهم يريدوا تضييعها بين هذه المباني اذ ستكون نسبة مساحة مكة لاتتناسب مع مساحة المشروع البنائي الذي سيطغى على مكة . ويضيف هذا الشريف انه يجب على المسلمين التحرك الان لانقاذ مكة والا سيفوت الاوان وكل ذلك بسبب العوائد المادية التي يريدوا كسبها من هذه الابنية (الدقيقة 4 و 50 ثانية).
يعني ان آل سعود يريدوا ان يجعلوا من مكة مكسب مادي لجيوبهم ولايهمهم ان يحولوا بيت الرسول الى مَبولة من اجل المال وعدم احترام خصوصية مكة وتأريخها الديني .
الدكتور سامي محسن عنقاوي:
من مواليد مكة، معماري معروف على المستوى العربي والعالمي. حاصل على الدكتوراة في المعمار الحجازي الإسلامي من جامعة لندن عام 1988م. وللدكتور عنقاوي فلسفة رائدة في المعمار تتلخص في ضرورة الابداع في أنماط العمارة الإسلامية التقليدية واستلهام أغراضها وجمالياتها في قوالب حديثة، و يعتبر نفسه ضد التقليد الحاصل في العالم الإسلامي للعمارة النيويوركية، ويعتبر في مذهبه هذا من أشد المتأثرين بفكر المعماري المصري العالمي حسن فتحي القائل بضرورة ارتباط العمارة ببيئة الإنسان. والدكتور عنقاوي محاضر سابق في متحف التراث والفنون التابع لجامعة هارفارد.
قام الدكتور عنقاوي بترميم وتجديد العديد من العمارات التاريخية بالحجاز. مثل منزل الشافعي، الكائن بحارة المظلوم في منطقة البلد بجدة. حارة الباب وهو منزل تاريخي في مكة لصاحبه معالي الشيخ أحمد زكي يماني. كما قام بتجديد صالة عرض المنتدى الواقعة في حارة المظلوم بجدة. كما تعتبر دارة العنقاوي الشخصية في جدة بحي الشاطئ؛ المكيّة، والتي أنشأها على أساس التراث الحجازي التقليدي، تعتبر متحفاً مفتوحاً لزوار المدينة والسائحين.
أسس الدكتور عنقاوي مركز أبحاث الحج، ورأسه من عام 1975 إلى 1983، وقد قام المعهد بانشاء العديد من الدراسات والخطط التنفيذية؛ المعمارية والهندسية والجيلوجية والجغرافية والانثروبولوجية والاجتماعية لمكة والحرم وظاهرة الحج.
يعتبر الدكتور عنقاوي من أشهر الناشطين في مجال الحفاظ على الآثار الإسلامية المتبقية في الحجاز، ومن أشد المعارضين لعمليات الزوال والهدم التي طالت المئات من المواقع التاريخية الإسلامية في مكة والمدينة المنورة خصوصاً والحجاز عموما، اما لأسباب مذهبية ضيقة، أو لأسباب تجارية جشعة. وللدكتور أعمال وأقوال لا تتوقف في هذا الشأن، وقد بزغ نجمه في الصحافة الدولية في الخمسة السنوات الماضية، فظهرت آراءه على مطبوعات؛ التايمز، واشنطن بوست، وول سترييت جورنال، فوربس، نيوز وييك، نيويورك تايمز، ناشيونال جيوغرافيك. وعلى تلفزيون؛ CNN، PBS، BBC، الحرة، العربية.
سابعاً : الذي قاله الدكتور سامي عنقاوي قد شاركه فيه غيره من المتخصصين بدراسة مكة وآثارها مثل عبدالله أبكر الذي جاء في مقاله :
فأنتم المطالبين الان بدليل النفي ان هذه البيوت لاتعود للنبي.
وأخيراً : قولكم ان الأولين لم يهتموا بآثار الرسول فهذه كذبة صلعاء فارجع الى الاحاديث التي تذكر التبرك برمانة الرسول وقبره وشعره ، وبفرض ان الاولين لم يهتموا للاثار وهو غير صحيح فهل يلزمونا بعدم اهتمامنا نحن بآثار الرسول ؟ علماً ان القديم هو الغالي الذي تُعرف قيمته مع الازمان ، فلربما نحن نحب الرسول وآله ، وانتم تحبوا خلفاءكم وعائشة اكثر مما يحبهم معاصريهم (لا على سبيل الاطلاق) ، فأنتم من يذكر ان الصحابة شتموا بعضهم بعضا وقاتل بعضهم بعضاً وتتدعوا لو كنتم في زمن الامام علي في حرب صفين لوقفتم بجانبه في قتال معاوية ومع هذا لو وجدتم الان غائط معاوية لمسحتم به وجوهكم تبركاً ناهيك عن الترضي عليه فلاندري كيف ستقاتلوا من تترضوا عنه الان ؟
فأما انكم كذابين لن تقاتلوه لانكم تترضوا عليه او ان الترضي عليه جاء بفعل تقادم الزمن مما اعطاه مكانة في قلوبكم المريضة مالم يرها 800 بدري ورضواني وخير البشر (على الاقل حسب قولكم في عصر خلافته) الامام علي في ذلك الوقت .
فكذلك هي اثار الرسول ، كلّما تقادم بها الزمن كلما ازدادت قيمتها في نفوس المسلمين ، كالتحفة كلما قدمت كلما ارتفع سعرها.
---------
اللعبة التي يلعبها ال فرعون وكهنتهم بني وهب يامسلمين انهم يريدوا إزالة آثار الرسول والسيرة النبوية عن طريق تدجين بعض الاقلام المأجورة المرتزقة ممن يحاول ان يرمي من جديد كرة السند ، فبعد ان حرّفوا الدين وضعّفوا الاحاديث النبوية باستخدام هذه اللعبة القذرة يريدوا الان ان يستخدموها من جديد لابتضعيف حديث ما بل بقلع بيوت الرسول وآثاره من جذورها بالضبط كما قال الحبيب الجفري ان الاعداء عندما فشلوا في ضرب النبي من الخارج زرعوا عملاء في داخل الاسلام لضربه من الداخل.
هذا كله يهدمه اقوال العلماء في السابق باختلافهم في معرفه موضع ولادته صلى الله عليه وسلم
ماخوذ من المشاركة السابقة والتي تهربت من الرد عليها من كتب التاريخ.
"وهذا الاختلاف في الموضع الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على القول بأن الجزم بأنه الموضع المعروف عند عامة الناس باسم المولد لا يقوم على أساس تاريخي صحيح، وهذا أمر أوضحه الشيخ عبد الله العياشي (1090-1037هـ) في رحلته فقال ما نصه: (وقد عُلم من كتب السير ما وقع من الاختلاف في مولده صلى الله عليه وسلم هل هو بمكة أو بالأبواء، وعلى أنه بمكة فقيل بالشِّعب وقيل المحصَّب إلى غير ذلك من الأقوال"
"
وأورد تقي الدين الفاسي هذا القول واستغربه فقال: (مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بسوق الليل وهو مشهور، وذكر السهيلي في خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ما يُستغرب) ثم أورده وأضاف: (وأغرب منه ما قيل من أنه صلى الله عليه وسلم، ولد في الردم، ردم بني جمح).
ويقصد الردم الذي ردم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة: (17) لصيانة المسجد الشريف من دخول السيل، موقعه في أعلى المُدَّعا الموضع الذي ذكر بعض العلماء أن المحرم يقف فيه للدعاء، إذ منه كانت تشاهد الكعبة المطهرة.
وهذا الاختلاف في الموضع الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على القول بأن الجزم بأنه الموضع المعروف عند عامة الناس باسم المولد لا يقوم على أساس تاريخي صحيح، وهذا أمر أوضحه الشيخ عبد الله العياشي (1090-1037هـ) في رحلته فقال ما نصه: (وقد عُلم من كتب السير ما وقع من الاختلاف في مولده صلى الله عليه وسلم هل هو بمكة أو بالأبواء، وعلى أنه بمكة فقيل بالشِّعب وقيل المحصَّب إلى غير ذلك من الأقوال .
ولا أدري من أين أخذ الناس تعيين هذا المحل بالخصوص، اللهم إلا أن يثبت أن تلك دار والده أو جده صلى الله عليه وسلم فيترجح القول بأنه في مكة في قضية عادية، وهي أن ولادة الإنسان في الغالب في منـزل والده، وإن أُريد بالشِّعب شِعب أبي طالب الذي انحاز إليه مع بني هاشم وبني المطلب في قضية الصحيفة، فلا يبعد ذلك؛ لأن هذه الدار قريبة من الشعب من أسفله.
والعجب أنهم عيّنوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وسلم !! ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف، لما تقدم من الخلاف في كونه في مكة أو غيرها، وعلى القول بأنه فيها ففي أي شعابها ؟! وعلى القول بتعيين هذا الشعب ففي أي الدور؟! وعلى القول بتعيين الدار يبعد كل البعد تعيين الموضع من الدار، بعد مرور الأزمان والأعصار، وانقطاع الآثار."
اما الكلام المعاصرين فلا يفيد اذا كان الاختلاف في السابقين اصلا.
مايجي حمار كالعياشي بعد 1000 سنة ويقول ان الاولين اختلفوا اذن لايوجد اثر لبيت الرسول.
هناك شيء اسمه الترجيح عند الاختلافات واعتماد رأي وعدم اعتبار اخر ، والا فحتى صحيح البخاري ترميه بالزبالة لان هناك من كفّر البخاري نفسه ، فراجع ماقاله الدكتور سامي عنقاوي في مقاله ومامؤشر بالاخضر ومايعرفه اهل مكة عن بيت مولد الرسول .
رغم جمالية البيت الاكثر من روعة الا ان مايهمنا هو بعض اقواله ، فيذكر في الدقيقة 18 الى الدقيقة 21 انه يملك مكتبة تضم من 20 - 30 الف رسم وصورة لمكة وللمدينة يريد جمعها بقاعدة بيانات لانه يرى ان آثار مكة آيلة الى الزوال لامحالة فيريد ان يحفظ للأجيال تأريخ مكة والمدينة بفعل جشع آل سعود وبغض كهنتهم لكل مايتعلق بالرسول.
في نهاية آخر 3 دقائق هناك كلام جميل لهذا الرجل الشريف الحريص على آثار مكة والمدينة.
الحمار هو الذي يعطي الاعتبار لـ (قول غريب) لينفي بذلك قول مشهور او معتبر .
إذن توجد اقوال معتبرة للطبري وغيره من ائمة التأريخ ، ومن يستطيع ان ينفي اقوالهم فعليه الاتيان بدليل.
وبكل حالة من الاحوال ، فالاثار لاتُعامل معاملة الروايات ، ففي العقائد والفقه لو اختلفت روايتان في حكم مثلاً اختلافاً بيّنا وكانتا بنفس القوة يجوز اختيار احداهما وعدم اختيار الاخرى او العكس او عدم اعتبار حجيتهما.
اما الاثار فالامر مختلف
فمثلاً : عند اغلب الشيعة ان رأس الامام الحسين عليه السلام هو في كربلاء ، بينما البعض يعتقد ان مقام رأسه الشريف في مصر. فلايوجد تعارض لو قُدَّس المكانين سواء كان هنا او هناك ، لاان يُقال بسبب الاختلاف فهو لاهنا ولاهناك فاهدموا المقامين سوية.
حتى في الواقع الحياتي لو شك علماء بوجود لغم ما مثلاً اما في النقطة آ او في النقطة ب فلايقولوا انه لايوجد لغم لا في أ ولا في ب فيستطيع ان يمر عليهما الجميع بأمان ، بل يضعوا سياج حول النقطتين لكي يمنعوا وصول الناس الى اي منهما.
يعني حتى هذه الكذبة ماعرفوا اشلون ايمشوها على الناس - فقط ليعرف المسلمين ان ائمة الوهابية هم كهنة آل سعود.
فمثلاً : عند اغلب الشيعة ان رأس الامام الحسين عليه السلام هو في كربلاء ، بينما البعض يعتقد ان مقام رأسه الشريف في مصر. فلايوجد تعارض لو قُدَّس المكانينسواء كان هنا او هناك ، لاان يُقال بسبب الاختلاف فهو لاهنا ولاهناك فاهدموا المقامين سوية.
كل الاقوال ليست بالصحيحة حتى نضع الترجيح او نعتمدها اصلا.
وحتى ان قلت ان الاثار لا تعامل كالاحكام , فالاختلاف متباين والاحتمالات كثيرة.
فهل تكون كل تلك الاماكن موضع ولادة النبي... عجيب امرك؟؟
اين دليلك ان الاقوال غير صحيحة ؟
هات الدليل النصي الذي يُنفي هذه الصحة.
لااريد من جيبك الخرق كلام انشائي ، اريد نصوص تنفي بدليل - وليس نفي من غير علم - ان موضع ولادة الرسول غير صحيح.
فماسيأتي فيه تأكيد على البيت الذي وُلِد فيه الرسول
اما قولك ان الاحتمالات كثيرة فهذا من كذبك الاگرع
فأشهر موقع هو المكتبة التي موجودة الان وهذا وحده يكفي لعدم اعتبار بقية الاماكن.
وإن وُجِد مكان اخر فلايضر ان يقدّس هو الاخر.
فإن قلتَ بل توجد عشرة اماكن فاطالبك بالدليل عليها لاان تخرط من جيبك وتعتقد انك اتيت بجديد.
تعليق