- تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي ج 2 ص 171 :
. وبلغ عثمان أيضا أن أبا ذر يقع فيه ، ويذكر ما غير وبدل من سنن رسول الله وسنن أبي بكر وعمر ، فسيره إلى الشأم إلى معاوية ، وكان يجلس في المسجد ، فيقول كما كان يقول ، ويجتمع إليه الناس ، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه . وكان يقف على باب دمشق ، إذا صلى صلاة الصبح ، فيقول : جاءت القطار تحمل النار ، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له ، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له .
وكتب معاوية إلى عثمان : إنك قد أفسدت الشأم على نفسك بأبي ذر ، فكتب إليه : أن احمله على قتب بغير وطاء ، فقدم به إلى المدينة ، وقد ذهب لحم فخذيه




، فلما دخل إليه وعنده جماعة قال : بلغني أنك تقول : سمعت رسول الله يقول : إذا كملت بنو أمية ثلاثين رجلا اتخذوا بلاد الله دولا ، وعباد الله خولا ، ودين الله دغلا . فقال : نعم ! سمعت رسول الله يقول ذلك . فقال لهم : أسمعتم رسول الله يقول ذلك ؟ فبعث إلى علي بن أبي طالب ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن أسمعت رسول الله يقول ما حكاه أبو ذر ؟ وقص عليه الخبر . فقال علي : نعم ! قال : وكيف تشهد ؟ قال : لقول رسول الله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر .
فلم يقم بالمدينة إلا أياما حتى أرسل إليه عثمان : والله لتخرجن عنها ! قال : أتخرجني من حرم رسول الله ؟ قال : نعم ، وأنفك راغم

Wow. قال : فإلى مكة ؟ قال : لا ! قال : فإلى البصرة قال : لا ! قال : فإلى الكوفة ؟ قال : لا ! ولكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها hehehehe ياحبيب البي ياعثمان (رحماء بينهم) .
يامروان ! أخرجه ، ولا تدع أحدا يكلمه ، حتى يخرج . فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته ، فخرج وعلي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر ينظرون ، فلما رأى أبو ذر عليا قام إليه فقبل يده ثم بكى وقال : إني إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول الله فلم أصبر حتى أبكي ! فذهب علي يكلمه فقال له مروان : إن أمير المؤمنين قد نهى أن يكلمه أحد .
فرفع علي السوط فضرب وجه ناقة مروان ، وقال : تنح ، نحاك الله إلى النار ! ثم شيعه ، فكلمه بكلام يطول شرحه ، وتكلم كل رجل من القوم وانصرفوا ، وانصرف مروان إلى عثمان ، فجرى بينه وبين علي في هذا بعض الوحشة ، وتلاحيا كلاما ، فلم يزل أبو ذر بالربذة حتى توفي .
ولما حضرته الوفاة قالت له ابنته : إني وحدي في هذا الموضع ، وأخاف أن تغلبني عليك السباع . فقال : كلا إنه سيحضرني نفر مؤمنون ، فانظري أترين أحدا ؟ فقالت : ما أرى أحدا ! قال : ما حضر الوقت ، ثم قال : انظري ، هل ترين أحدا ؟ قالت : نعم أرى ركبا مقبلين ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، حولي وجهي إلى القبلة ، فإذا حضر القوم فاقرئيهم مني السلام ، فإذا فرغوا من أمري ، فاذبحي لهم هذه الشاة ، وقولي لهم : أقسمت عليكم إن برحتم حتى تأكلوا ، ثم قضي عليه ، فأتى القوم ، فقالت لهم الجارية : هذا أبو ذر صاحب رسول الله قد توفي ، فنزلوا ، وكانوا سبعة نفر ، فيهم حذيفة بن اليمان ، والاشتر ، فبكوا بكاء شديدا ، وغسلوه ، وكفنوه ، وصلوا عليه ، ودفنوه . ثم قالت لهم : إنه يقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تأكلوا ! فذبحوا الشاة ، وأكلوا ، ثم حملوا ابنته ، حتى صاروا بها إلى المدينة .
فلما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال : رحم الله أبا ذر ! (ياحنيّن ياروح ماما

) قال عمار : نعم ! رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا ، فغلظ ذلك على عثمان . وبلغ عثمان عن عمار كلام ، فأراد أن يسيره أيضا ، فاجتمعت بنو مخزوم إلى علي بن أبي طالب ، وسألوه إعانتهم ، فقال علي : لا ندع عثمان ورأيه . فجلس عمار في بيته ، وبلغ عثمان ما تكلمت به بنو مخزوم ، فأمسك عنه ، وسير عبد الرحمن بن حنبل صاحب رسول الله إلى القموس من خيبر ، وكان سبب تسييره إياه أنه بلغه كرهه مساوئ ابنه وخاله ، وأنه هجاه .
. وبلغ عثمان أيضا أن أبا ذر يقع فيه ، ويذكر ما غير وبدل من سنن رسول الله وسنن أبي بكر وعمر ، فسيره إلى الشأم إلى معاوية ، وكان يجلس في المسجد ، فيقول كما كان يقول ، ويجتمع إليه الناس ، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه . وكان يقف على باب دمشق ، إذا صلى صلاة الصبح ، فيقول : جاءت القطار تحمل النار ، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له ، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له .
وكتب معاوية إلى عثمان : إنك قد أفسدت الشأم على نفسك بأبي ذر ، فكتب إليه : أن احمله على قتب بغير وطاء ، فقدم به إلى المدينة ، وقد ذهب لحم فخذيه






فلم يقم بالمدينة إلا أياما حتى أرسل إليه عثمان : والله لتخرجن عنها ! قال : أتخرجني من حرم رسول الله ؟ قال : نعم ، وأنفك راغم



يامروان ! أخرجه ، ولا تدع أحدا يكلمه ، حتى يخرج . فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته ، فخرج وعلي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر ينظرون ، فلما رأى أبو ذر عليا قام إليه فقبل يده ثم بكى وقال : إني إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول الله فلم أصبر حتى أبكي ! فذهب علي يكلمه فقال له مروان : إن أمير المؤمنين قد نهى أن يكلمه أحد .
فرفع علي السوط فضرب وجه ناقة مروان ، وقال : تنح ، نحاك الله إلى النار ! ثم شيعه ، فكلمه بكلام يطول شرحه ، وتكلم كل رجل من القوم وانصرفوا ، وانصرف مروان إلى عثمان ، فجرى بينه وبين علي في هذا بعض الوحشة ، وتلاحيا كلاما ، فلم يزل أبو ذر بالربذة حتى توفي .
ولما حضرته الوفاة قالت له ابنته : إني وحدي في هذا الموضع ، وأخاف أن تغلبني عليك السباع . فقال : كلا إنه سيحضرني نفر مؤمنون ، فانظري أترين أحدا ؟ فقالت : ما أرى أحدا ! قال : ما حضر الوقت ، ثم قال : انظري ، هل ترين أحدا ؟ قالت : نعم أرى ركبا مقبلين ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، حولي وجهي إلى القبلة ، فإذا حضر القوم فاقرئيهم مني السلام ، فإذا فرغوا من أمري ، فاذبحي لهم هذه الشاة ، وقولي لهم : أقسمت عليكم إن برحتم حتى تأكلوا ، ثم قضي عليه ، فأتى القوم ، فقالت لهم الجارية : هذا أبو ذر صاحب رسول الله قد توفي ، فنزلوا ، وكانوا سبعة نفر ، فيهم حذيفة بن اليمان ، والاشتر ، فبكوا بكاء شديدا ، وغسلوه ، وكفنوه ، وصلوا عليه ، ودفنوه . ثم قالت لهم : إنه يقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تأكلوا ! فذبحوا الشاة ، وأكلوا ، ثم حملوا ابنته ، حتى صاروا بها إلى المدينة .
فلما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال : رحم الله أبا ذر ! (ياحنيّن ياروح ماما



تعليق