ولمزيد من البحث في مثل هذه الرواية فاننا سوف نصل لحقيقة مفادها أن هناك تلاعب في مفردات هذه الرواية أوجدها بعضهم اما سهوا واما لأمر لا نعرفه ولعله ارادة اداخال أحد في هذه الفضيلة مع الامام علي (ع) ولترى هذه الرواية مثلاً .
قال ابن كثير في تفسيره :
وقال بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب
ثم روى بإسناده عن ميمون بن مهران عن بن عباس في قوله ( إنما وليكم الله ورسوله ) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم المصدر (تفسير ابن كثير ج:2 ص:72 ) فلاحظ معي قوله هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب فالسؤال أن الإمام يدخل في المؤمنين من دون أن يذكر بالخصوص فلماذا ذكره الراوي بالخصوص ؟
وكذلك الإشكال في قول الراوي نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم . فالسؤال لماذا أولهم اذا الآية لم تنزل فيه بالخصوص ؟
ولو تأملت في الرواية الآتية بنصيها سوف ترى الحقيقة والتزوير والرواية هي :
قال ابن كثير : قال بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب المصدر (تفسير ابن كثير ج:2 ص:72 ) فاللفظ هنا هو قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب ولكن في الطبري لا نجد لفظ هم المؤمنون فتأمل قوله حيث قال :
:حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال ثنا أيوب بن سويد قال ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال علي بن أبي طالب المصدر (تفسير الطبري ج:6 ص:288 )
علما بأن الرواية هي بعينها وسندها فأين ذهبت الزيادة التي هي قطعا مزادة هنا بقرينة الروايات الصحيحة والكثيرة التي بينت أسباب النزول وفي من نزلت كما مر عليك وسوف يمر المزيد في أثنا البحث .
وبعد أن عرفنا بأنه لا مجال للقول بأن الخطاب هنا للجميع فسوف أضيف مجموعة أخرى من الروايات والتي تتكلم عن سبب النزول والمشخصات التي ذكرت الحال الذي كان عليه من نزلت فيه الآية الكريمة علما بأني قد ذكرت في طيات البحث مجموعة من تلك الروايات والتي كانت تتناسب ومقعها منها التي تكلمت عن الصدقة ومن التي تكلمت عن الحركة في الصلاة ومنها التي تكلمت عن عبد الله بن سلام عبالدة بن الصامت وسوف أتناول الآن طائفة أخرى .
سؤال : قبل أن تنقل لنا الروايات أرجو أن تبين لنا وللقارئ موقفك وردك على الرواية التي تقول بنزول الآية في الصحابة وعلي منهم وهذا هو نص الرواية .
قال السيوطي في الدر المنثور :
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) قال أصحاب محمد (ص) قلت يقولون علي قال علي منهم المصدر (الدر المنثور - السيوطي ج:3 ص:106 )
وقال ابو نعيم في حلية الأولياء :
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق السراج ثنا أبو همام ثنا عيسى بن يونس ثنا عبدالملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال أصحاب محمد (ص) قلت يقولون هو علي قال علي منهم المصدر (حلية الأولياء ج:3 ص:185 )
الجواب : أقول على هذه الروايات يكون هناك قول ثالث وبما أنهم قد صرحوا بان في المسألة قولان أحدهما العموم لكل المؤمنين والثاني أن الآية خاصة فقد قال الفخر الرازي :وقال إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا أي المؤمنون الموصوفون بالصفات المذكورة وفي الآية مسائل المسألة الأولى في قوله والذين ءامنوا قولان المصدر (التفسير الكبير - الرازي ج:12 ص:22 )
ولا يوجد من قال بقول ثالث بين العلماء فعليه تنتهي هذه الرواية لعدم القول بها بين العلماء وثانيا فإن الرواية تخالف الروايات التي رواها القوم عن الإمام الباقر عليه السلام وقد تم الكلام فيها فيما مضى
سؤال : على ما نفضلت به من كلام قد نسألك ونقول ما هو موقفك من لفظ وهم راكعون هل هي عطف أو حال فإن قلت عطف فقد سلمت من الإشكال وإن قلت أنه حال فسوف يرد عليك أشكال ابن الأثير وغيره حيث قال :
وأما قوله ( وهم راكعون ) فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله ( ويؤتون الزكاة ) أي في حال ركوعهم ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره لأنه ممدوح وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى فما هو ردكم ؟.المصدر (تفسير ابن كثير ج:2 ص:72 )
الجواب: أقول نعم فإن هذه الجملة في موضع حال ولا يرد عليها إشكال أبن الأثير كما سوف يأتي بل الإشكال إذا قلت بأن الواو هنا للعطف
فقد قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة مضافا إلى أنه على هذا الاحتمال( أي أن الآية عامة ) تكون الواو في وهم راكعون عاطفة من عطف الخاص على العام وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعينولو كان كذلك لكان من مقتضى البلاغة أن يقول وهم يركعون لأن الجمل التي قبلها فعلية فلا يناسب عطف الجمل الاسمية الصرفة عليها بل المناسب أن يقول وهم يركعون كما في قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ولم يقل موقنون انتهى كلام السيد محسن .
وأما على ما قلناه فلا يرد هذا الإشكال ولا إشكال ابن كثير ومن هنا نقول في رد إشكال أبن كثير بأنه سوف يكون بثلاثة أمور .
الأمر الأول:
بأن نقول بأن الآية خاصة بشخص معين والآية في مقام بيات صفات هذا الشخص فلا يتعدى الأمر لغيره من المؤمنين وعليه لا تكون الآية في مقام المدح حتى تقول بأن الآية تمتدح من يتصدق وهو راكع ولا قائل بهذا القول وعليه فأن ما تدعيه غريب عن منطوق الآية ومرادها فلا تحملها ما لا تتحمله وخاصة على القول بان الآية خاصة وليست بعامة .
الامر الثاني :
الآية ليست في مقام بيان الحكم الشرعي للصدقة حال الركوع من وجوب أو استحباب أو جواز ولم يقل أحد من الشيعة بذلك حتى تستشكل علينا بإشكالك المتقدم .
الامر الثالث :
فقد دلت الروايات على نزول الآية في الإمام علي عليه السلام لما تصدق بخاتمه وهو راكع ولا معارض لهذه الروايات التي مر عليك بعضها واليك بعضا آخر منها .
قال السيوطي :
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (ص) فاعلمه ذلك فنزلت على النبي (ص) هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فقرأ رسول الله (ص) على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) في بيته ( إنما وليكم الله ورسوله والذين ) إلى آخر الآية
فخرج رسول الله (ص) فدخل المسجد جاء والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال لا إلا ذاك الراكع - لعلي بن أبي طالب - أعطاني خاتمه
وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله (ص) عند الظهر فقالوا يارسول الله إن بيوتنا قاصية لانجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله (ص) إذ نزلت هذه الآية على رسول الله (ص)(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله (ص) فقال أعطاك أحد شيئا قال نعم
قال من قال ذاك الرجل القائم
قال على أي حال أعطاكه قال وهو راكع
قال وذلك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله (ص) عند ذلك وهو يقول (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة الآية 56
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال دخلت على رسول الله (ص) وهو نائم يوحىإليه فإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أبيت عليها فأوقظ النبي (ص) وخفت أن يكون يوحى إليه فاضطجعت بين الحية وبين النبي (ص) لئن كان منها سوء كان في دونه فمكثت ساعة فاستيقظ النبي (ص) وهو يقول (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن ابي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله ) الآية المصدر (الدر المنثور ج:3 ص:105 ص106 )
قال ابن كثير في تفسيره :
وقال بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب
ثم روى بإسناده عن ميمون بن مهران عن بن عباس في قوله ( إنما وليكم الله ورسوله ) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم المصدر (تفسير ابن كثير ج:2 ص:72 ) فلاحظ معي قوله هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب فالسؤال أن الإمام يدخل في المؤمنين من دون أن يذكر بالخصوص فلماذا ذكره الراوي بالخصوص ؟
وكذلك الإشكال في قول الراوي نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم . فالسؤال لماذا أولهم اذا الآية لم تنزل فيه بالخصوص ؟
ولو تأملت في الرواية الآتية بنصيها سوف ترى الحقيقة والتزوير والرواية هي :
قال ابن كثير : قال بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب المصدر (تفسير ابن كثير ج:2 ص:72 ) فاللفظ هنا هو قال هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب ولكن في الطبري لا نجد لفظ هم المؤمنون فتأمل قوله حيث قال :
:حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال ثنا أيوب بن سويد قال ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال علي بن أبي طالب المصدر (تفسير الطبري ج:6 ص:288 )
علما بأن الرواية هي بعينها وسندها فأين ذهبت الزيادة التي هي قطعا مزادة هنا بقرينة الروايات الصحيحة والكثيرة التي بينت أسباب النزول وفي من نزلت كما مر عليك وسوف يمر المزيد في أثنا البحث .
وبعد أن عرفنا بأنه لا مجال للقول بأن الخطاب هنا للجميع فسوف أضيف مجموعة أخرى من الروايات والتي تتكلم عن سبب النزول والمشخصات التي ذكرت الحال الذي كان عليه من نزلت فيه الآية الكريمة علما بأني قد ذكرت في طيات البحث مجموعة من تلك الروايات والتي كانت تتناسب ومقعها منها التي تكلمت عن الصدقة ومن التي تكلمت عن الحركة في الصلاة ومنها التي تكلمت عن عبد الله بن سلام عبالدة بن الصامت وسوف أتناول الآن طائفة أخرى .
سؤال : قبل أن تنقل لنا الروايات أرجو أن تبين لنا وللقارئ موقفك وردك على الرواية التي تقول بنزول الآية في الصحابة وعلي منهم وهذا هو نص الرواية .
قال السيوطي في الدر المنثور :
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) قال أصحاب محمد (ص) قلت يقولون علي قال علي منهم المصدر (الدر المنثور - السيوطي ج:3 ص:106 )
وقال ابو نعيم في حلية الأولياء :
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق السراج ثنا أبو همام ثنا عيسى بن يونس ثنا عبدالملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال أصحاب محمد (ص) قلت يقولون هو علي قال علي منهم المصدر (حلية الأولياء ج:3 ص:185 )
الجواب : أقول على هذه الروايات يكون هناك قول ثالث وبما أنهم قد صرحوا بان في المسألة قولان أحدهما العموم لكل المؤمنين والثاني أن الآية خاصة فقد قال الفخر الرازي :وقال إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا أي المؤمنون الموصوفون بالصفات المذكورة وفي الآية مسائل المسألة الأولى في قوله والذين ءامنوا قولان المصدر (التفسير الكبير - الرازي ج:12 ص:22 )
ولا يوجد من قال بقول ثالث بين العلماء فعليه تنتهي هذه الرواية لعدم القول بها بين العلماء وثانيا فإن الرواية تخالف الروايات التي رواها القوم عن الإمام الباقر عليه السلام وقد تم الكلام فيها فيما مضى
سؤال : على ما نفضلت به من كلام قد نسألك ونقول ما هو موقفك من لفظ وهم راكعون هل هي عطف أو حال فإن قلت عطف فقد سلمت من الإشكال وإن قلت أنه حال فسوف يرد عليك أشكال ابن الأثير وغيره حيث قال :
وأما قوله ( وهم راكعون ) فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله ( ويؤتون الزكاة ) أي في حال ركوعهم ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره لأنه ممدوح وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى فما هو ردكم ؟.المصدر (تفسير ابن كثير ج:2 ص:72 )
الجواب: أقول نعم فإن هذه الجملة في موضع حال ولا يرد عليها إشكال أبن الأثير كما سوف يأتي بل الإشكال إذا قلت بأن الواو هنا للعطف
فقد قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة مضافا إلى أنه على هذا الاحتمال( أي أن الآية عامة ) تكون الواو في وهم راكعون عاطفة من عطف الخاص على العام وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعينولو كان كذلك لكان من مقتضى البلاغة أن يقول وهم يركعون لأن الجمل التي قبلها فعلية فلا يناسب عطف الجمل الاسمية الصرفة عليها بل المناسب أن يقول وهم يركعون كما في قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ولم يقل موقنون انتهى كلام السيد محسن .
وأما على ما قلناه فلا يرد هذا الإشكال ولا إشكال ابن كثير ومن هنا نقول في رد إشكال أبن كثير بأنه سوف يكون بثلاثة أمور .
الأمر الأول:
بأن نقول بأن الآية خاصة بشخص معين والآية في مقام بيات صفات هذا الشخص فلا يتعدى الأمر لغيره من المؤمنين وعليه لا تكون الآية في مقام المدح حتى تقول بأن الآية تمتدح من يتصدق وهو راكع ولا قائل بهذا القول وعليه فأن ما تدعيه غريب عن منطوق الآية ومرادها فلا تحملها ما لا تتحمله وخاصة على القول بان الآية خاصة وليست بعامة .
الامر الثاني :
الآية ليست في مقام بيان الحكم الشرعي للصدقة حال الركوع من وجوب أو استحباب أو جواز ولم يقل أحد من الشيعة بذلك حتى تستشكل علينا بإشكالك المتقدم .
الامر الثالث :
فقد دلت الروايات على نزول الآية في الإمام علي عليه السلام لما تصدق بخاتمه وهو راكع ولا معارض لهذه الروايات التي مر عليك بعضها واليك بعضا آخر منها .
قال السيوطي :
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (ص) فاعلمه ذلك فنزلت على النبي (ص) هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فقرأ رسول الله (ص) على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) في بيته ( إنما وليكم الله ورسوله والذين ) إلى آخر الآية
فخرج رسول الله (ص) فدخل المسجد جاء والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال لا إلا ذاك الراكع - لعلي بن أبي طالب - أعطاني خاتمه
وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله (ص) عند الظهر فقالوا يارسول الله إن بيوتنا قاصية لانجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله (ص) إذ نزلت هذه الآية على رسول الله (ص)(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله (ص) فقال أعطاك أحد شيئا قال نعم
قال من قال ذاك الرجل القائم
قال على أي حال أعطاكه قال وهو راكع
قال وذلك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله (ص) عند ذلك وهو يقول (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة الآية 56
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال دخلت على رسول الله (ص) وهو نائم يوحىإليه فإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أبيت عليها فأوقظ النبي (ص) وخفت أن يكون يوحى إليه فاضطجعت بين الحية وبين النبي (ص) لئن كان منها سوء كان في دونه فمكثت ساعة فاستيقظ النبي (ص) وهو يقول (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن ابي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله ) الآية المصدر (الدر المنثور ج:3 ص:105 ص106 )
تعليق